نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (03)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: فسبحان الذي تجلى بذاته لذاته فاظهر ادم واستخلفه على مظاهر أسمائه المنعوتة بالعالم وأجمل فيه جميع الحقائق وأبهم, ليكون صورة اسمه الجامع الأكرم.

    قلنا: انه في القرآن الكريم يقترن الحمد بالتسبيح وبينا النكتة التفسيرية لهذه الحقيقة في الابحاث التفسيرية, قلنا: باعتبار أن هذا الحمد لما صدر من الممكن فهو لا يليق بالواجب سبحانه وتعالى فان حمد كل حامد إذا كان ممكنا وهو ممكن, فان حمد كل حامد على قدر مرتبته, وإذا كان حمده على قدر مرتبته من الواضح أن هذه المرتبة ناشئة من المعرفة وهذه المعرفة حق معرفته أو ليس حق معرفته, ماعرفناك حق معرفتك فان لم تكن هذه المعرفة حق المعرفة, يعني وما قدروا الله حق قدره.

    إذن: الحمد الناتج منها تكون على درجتها, والله سبحانه وتعالى ينبغي أن ينزه عن مثل هذا الحمد, ولا اقل ينزه عن النقص الموجود في هذه الدرجة من الحمد, هذه نقطة.

    النقطة الثانية: لماذا جاء بالتسبيح هنا في المظاهر لأنه النص يقول: فسبحان الذي تجلى بذاته لذاته لماذا جاء التسبيح حين التجلي؟

    الجواب: لتنزيه الله سبحانه وتعالى عن احتمال النقص والحاجة عندما يظهر المظاهر, قد يتوهم احد عندما يظهر المظاهر انه محتاج إلى المظهر هنا جاء التسبيح لينزه الحق عن كل حاجة وعن كل نقص, والا ماهي النكتة في أن يجعل التسبيح في موضع التجلي؟

    الجواب: انه بعد ذلك سيأتي إنشاء الله تعالى في أول بحث الفص الآدمي هناك سيبين الشيخ انه لما شاء الحق سبحانه من حيث أسمائه الحسنى التي لا يبلغها الإحصاء أن يرى أعيانها لماذا الله سبحانه وتعالى يريد أن يرى أعيانها وان شئت قلت أن يرى عينه في كون جامع يحصر الامر كله, يعني يرى ذاته في مظهر أتم لأنه تعالى يرى ذاته بذاته, وأخرى ذاته من خلال مرآة  ومظهرية الاسم الأعظم هناك توجد عبارة, هذه عبارته يقول: فإن رؤية الشيء نفسه بنفسه ماهي بمثل رؤيته بنفسه في أمر آخر يكون كالمرآة فانه تظهر له نفسه في صورة يعطيها, المحل المنظور فيه مما لم يكن يظهر له من غير وجود هذا المحل ولا تجليه له, هنا تظهر شبهة الحاجة وهنا يريد أن ينزه الحق عن مثل هذه الحاجة, طبعا هذا البحث موكول إلى هناك لكن فقط أريد أن أبين لماذا انه القضية عندما وصلت إلى التجلي نجد بدل الحمد جاء التسبيح, فسبحان الذي تجلى بذاته لذاته, هذا أي تجلي, التجلي الذاتي, التجلي على قسم واحد أو على اقسام؟ الجواب: سيأتي مفصلا إنشاء الله تعالى في صفحه 61 من هذا الكتاب أن التجليات ليست على قسم واحد, عندنا تجليات ذاتية وعندنا تجليات اسمائية, وعندنا تجليات صفاتية, وعندنا تجليات أفعالية.

    إذن: عندما هنا يقول تجلى بذاته لذاته فاظهر ادم, إذن ادم هو مظهر تجلي الذات للذات لهذا  القسم من اقسام التجليات لا لمطلق التجليات, والا التجليات الاسمائية لها مظاهر التجليات الافعالية لها مظاهر التجليات الصفاتية لها مظاهر, ادم هو مظهر هذا النوع من التجلي وهو تجلي الذات للذات.

    قال: تجلى بذاته لذاته فاظهر ادم هنا أقف قليلا عند مسألة ادم إنشاء بحثه التفصيلي سيأتي في أول فص وهو الفص الآدمي, ادم في اصطلاحات العرفاء في الاعم الاغلب عندما يذكر لا يراد به ادم الشخص وإنما يراد ادم المقام ولابد من التمييز بين هذين الأمرين, ادم الشخصي شيء آدم أبو البشر, آدم أبو البشر الذي هو أبو الأنبياء والقران الكريم أشار إلى بعض مقاماته وخصائصه في القرآن الكريم, وعندنا ادم لا ادم أبو البشر الذي هو الشخص وإنما عندنا ادم المقام وادم المقام لا يرتبط بشخص معين وإنما مقام من المقامات, هذا المقام هو الذي اصطلحت عليه في الابحاث التفسيرية بآدم الملكوت تمييزا له عن ادم الملك, هذا الذي عندنا في عدد الأنبياء هذا ادم عالم الملك ادم عالم الشهادة, هذا الذي القرآن قال: انه نزل وانه فعل وانه اهتدى هذه التفاصيل الذي وردت في القرآن, أما في القرآن الكريم توجد إشارة إلى ادم الذي هو ادم الملكوت الذي عبر عنه القرآن الكريم {إني جاعل في الارض خليفة} طبعا هذا ادم مظهر ذلك ادم الذي هو ادم الملكوت, القرآن عبر عن ذاك ادم آدم الملكوت قال {وعلم ادم الأسماء كلها} التفتوا جيدا هذا تعلم كل الأسماء يوجد احتمالات متعددة في القرآن الكريم أو في كلمات المفسرين هذه أي أسماء؟

    الجواب: لا اقل اجعلوا واحدة من الاحتمالات هي الأسماء الإلهية, لما تذهبون بها إلى أسماء الاشياء بل هي الأسماء {ولله الأسماء الحسنى} وان كل هذه الاشياء هي مظاهر تلك الأسماء {وعلم آدم الأسماء كلها} إذا قبلنا هذا المعنى, التفتوا إلى هذه النكتة إذا قبلنا هذا المعنى من علم الأسماء كلها وان المراد من ادم ليس ادم الشخص وإنما ادم المقام أو ادم الملكوت.

    إذن: تلك الخلافة ليست الخلافة في الارض وإنما الخلافة الاسمائية, أني جاعل في الارض خليفة هذه أي خلافه هذه ليست الخلافة الفقهية, ليست الخلافة الكلامية, ليست الخلافة الفلسفية وإنما الخلافة الاسمائية, يعني هذا خليفة الله في أسمائه, لذا تجدون هنا واستخلفه على مظاهر أسمائه, هذا الاستخلاف لماذا أن ادم صار خليفة الله على جميع مظاهر الأسماء, لأنه واجد لجميع الكمالات الاسمائية, وقد يعبر عن هذا ادم آدم الملكوت, ادم المقام, يعبر عنه بالحقيقة المحمدية, وذكرنا في تمهيد القواعد قلنا: إنما يعبر عنه بالحقيقة المحمدية للإشارة إلى أن أتم وأكمل مظاهرة في نشأة عالم المادة هو وجود الخاتم ’ والشاهد على أن هذا هو غير محمد النبي المبعوث بعد ذلك يأتي يقول: وصلى الله على من هو الاسم الأعظم الناطق المبعوث بالرسالة إلى خير الأمم.

    إذن: تبين أن هناك الذي قال عنه ادم شي وان هذا المبعوث إلى الناس هذا مظهر وذاك حقيقة أخرى, طبعا ذاك مظهر أيضاً ولكن ذاك مظهر في عالم الملكوت وادم الملكوتي وذاك لا اسم له, يعني مقصودي بأنه ذاك ليس محمد, حسن, علي, ابراهيم, لا أبداً, ذاك مقام وكل هذه التي في عالمنا مظاهر ذلك الوجود الأتم, على أي الاحوال قال: فسبحان الذي تجلى بذاته لذاته فاظهر ادم, وحيث أن هذا الموجود متفرع, فرع فاستخلفه, حيث أن هذا الموجود مظهر تجلي الذات للذات, أما بخلاف المظاهر الآخر هي مظاهر تجلي الذات؟

    الجواب: كلا فان باقي المظاهر ليست هي مظهر تجلي الذات للذات بل هي أما مظاهر الأسماء التي هي دون تجلي الذات للذات أو مظاهر الصفات أو مظاهر أشياء آخر ومن هنا فهذا هو خليفة الله عليها, والخلافة هنا بمعنى وساطة الفيض.

    قال: فاستخلفه واستخلفه, على مظاهر أسمائه المنعوتة بالعالم, بينا أن هذا الاستخلاف هو الاستخلاف المرتبط بالخلافة الاسمائية لا الخلافة الكلامية, ولا الخلافة الفقهية, لابد أن نميز بين كل واحدة من هذه لها اصطلاحها الخاص وإنشاء الله تعالى في مبحث الرسالة, والولاية, والنبوة, إنشاء الله بحثها سيأتي.

    قال: واستخلفه على مظاهر أسمائه المنعوتة بالعالم, من هنا تتضح لنا حقيقة التفتوا جيدا, ماهي الحقيقة أن القرآن الكريم او كلمات العرفاء لا يعبرون عن الصقع الربوبي بالعالم لأنه علامة, العالم ما يكون علامة, عالم من قبيل قالب ما يقلب به الشيء, أو طابع ما يطبع به الشيء, المظاهر الخلقية عالم, أما  الصقع الربوبي عالم لأي شيء لا يوجد ما ورائه شي حتى يكون هذا عالما وإذا قيل عنه العالم الربوبي فهو بالمجاز والمسامحة لأنه ليس علامة لشيء, لذا تجدون هنا يقول أن هذه المظاهر هي المنعوتة بالعالم هي التي يصدق عليها العالم, لأنه ما يعلم به شيء آخر لأنه ما يكون آية لغيره.

    قال: قال: فاستخلفه واستخلفه, على مظاهر أسمائه المنعوتة بالعالم, هذا  المقام ما هو درجته ماذا يوجد فيه, وأجمل فيه جميع الحقائق, لذا قلت {وعلم ادم الأسماء كلها, فسجد الملائكة كلهم أجمعون} كل الحقائق مودعه أين هنا ومن هنا يكون واسطة للفيض واسطة للتعليم لا بد أن يكون واسطة, ومن الواضح أن المراد من ادم هنا ليس أبو البشر, لأنه ادم أبو البشر ليس الذي علم الملائكة بل ادم أبو البشر تعلم من الملائكة, عندما أراد أن يغفر الله سبحانه وتعالى له طلب أن يتعلم لا انه كان معلم.

    إذن: يتضح أن هذا الذي علم الملائكة شيء وجود والذي تعلم من الملائكة وجود آخر, على أي الاحوال, ما الذي يُوجد فيه؟

    قال: واوجد فيه جميع الحقائق وأبهم, هذا الاجمال هنا قرأتم في محله في البداية في النهاية في الاسفار أن الاجمال على قسمين إجمال يقابله وإجمال يقابله تفصيل, الاجمال الموجود هنا هو الاجمال الذي في قبال التفصيل بقرينة جميع الحقائق إذا كان إبهام إذا كان عدم وضوح لا معنى لان يقول وأجمل فيه جميع الحقائق هذا من قبيل الاحكام الذي قراناه في التفسير, القرآن الكريم يذكر المحكم تارة يقع في قباله المتشابه, هن آيات محكمات وآخر متشابهات, يقسم القرآن إلى محكمات ومتشابهات, فالمحكم تارة يقع فقباله المتشابه وأخرى يقع في قبال المحكم التفصيل, {كتاب اُحكمت آياته ثم فصلت} .

    إذن: يتضح أن الاحكام في القرآن على قسمين: احكام الذي لابد أن نحمله على مرتبة البساطة على مرتبة الجامعية,{ أنا جعلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون وانه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم} حكيم من المحكم من الاحكام الذي يقع في قبال العربي الذي هو التفصيل وآيات كثيرة في القرآن تشير إلى هذه الحقيقة, فهنا عندما يقول: وأجمل فيه جميع الحقائق وأبهم, أن هذا الموجود, أن هذه المرتبة, أن هذا المقام فيه جميع المقامات, لماذا جعله كذلك؟

    قال: ليكون صورة اسمه الجامع, صورة يعني مظهر من أسماء الله سبحانه وتعالى الاسم الجامع, هنا الشيخ الاستاذ الشيخ حسن زاده عنده حاشية وهذه الحاشية منهج وباب من الأبواب ينفتح منه ألف باب, يعتقد هؤلاء أن هذه الكلمات لها أعداد وهذه الأعداد لها ارتباطات خاصة وهو المسمى عندهم بعلم  الحروف والأعداد, يذكر هنا يقول: في الاسم الجامع, في الاسم الجامع, وليس في الاسم الجامع, التفتوا جيدا, تقرأ هذه الأسماء في الاسم الجامع, في السنة هؤلاء الأكابر ومشايخ وعلماء الحروف سر, وهو أن عدد جيم ألف, ميم, عين يساوي عدد صور القرآن, أنا لا اعلم أما أن تحملها كلها على الصدفة, وهذا بعيد لمن يعرف قوانين حساب الاحتمال يمكن أن يقبل انها كلها من باب الصدفة أو لا يمكن؟

    يقول: هذا الاسم المبارك الجامع الذي له أربعة حروف جيم, ألف, ميم, عين, ولكل حرف من هذه الحروف رقما معينا وعددا معينا كما تعرفون أبجد هوس حطي إلى آخره هذه كل واحده لها عددها الخاص بها, فعندما نجمع العدد الموجود في جيم ألف ميم عين نجد 114 وكذلك عدد صور القرآن الكريم. والقران الموجود بين الدفتين صورة الإنسان الكامل الكتبية كما أن القرآن الكوني صورته العينية.

    إذن: يتضح أن حديث الثقلين يشير إلى إثنينية أو إلى وحدة؟ فرق كبير بين أن نقول قرآن وعترة وان احدهما لا يفترق عن الآخر هذا معناه انك حفظت الموضوع وقلت: الموضوع مختلف ولكن المحمول واحد لا يختلفان, ولكن بناء علـى هـذا التصـور وهـو انـه هذا الوجـود الخارجـي للقـرآن وهذا الوجـود الكتبـي للنـبي والائمة ^

    إذن: انت عندك وجود واحد أو وجدان؟ عندك وجود واحد حقيقة ولكن احدهما بمرتبة الوجود العيني والآخر بمرتبة الوجود اللفظي, وعدد أسمائه تعالى في القرآن من غير تكرير يساوي عدد صور القرآن, وهذه تحتاج إلى تتبع ولا أريد أن ادخل, ولكن اذكر لك شاهد آخر, المحقق الداماد & في هذه التعليقة الموجودة عنده من الكتب القيمة الاخوة الذي إذا يجدوها, أنا عندي الطبعة القديمة ولا ادري طبع طبعة حديثة أو لا, التعليقة على كتاب الكافي لا ادري أيضاً طبعت طبعة حديثة أو لا, قديمة جدا هذه الطبعة التي مطبوعة قبل 25 سنة, هناك في صفحة 258 إذا يتذكر الاخوة  في أصول الكافي في أسماء الله يوجد عندنا حديث يقول أن أسماء الله تعالى تبدأ من عدد وتنتهي إلى العدد 360 , ثلاثة ثم لها أركان وهذه الأركان وهذه الأركان كل واحدة لها ثلاثين اسما فالمجموع 360 اسما, هنا يوجد تعبير عند المحقق الداماد يقول: وهو عدد رفيع في قوله {رفيع الدرجات ذو العرش} هذه عدد 360 عندما نأتي إلى رفيع أيضاً نجد العدد فيها 360 ماهي المناسبة؟ توجد مناسبة أو لا توجد, أما أن تقول هذه كلها من باب الصدفة, حروف البسملة 19 من باب الصدفة انها عليها 19 هذه الصدفات المتكررة ممكنه مع انه المنطق الأرسطي ومنطق الاحتمال يقولا انها غير ممكنة, كيف تكررت هذه الصدفة لذا يستفيدون من علم الحروف والأعداد فوائد جمة جدا, لذا عبارة شيخنا الاستاذ الشيخ حسن زادة يقول: محي الدين بن عربي في كتابه الدر المكنون والجوهر المصون في علم الحروف في فائدة الجفر ما هذا لفظه, يقول: وفائدته الاعتلاء إلى فهم الخطاب المحمدي .

    إذن: تبين انه علم الحروف والأعداد أيضاً واحدة من الطرق للوصل إلى, ولكن مع الأسف الشديد أن هذا العلم كاملا غائب, وهو علم نظري وليس من العلوم الغيبية أبداً, من العلوم الكسبية القابلة للتعلم ويوجد مجموعة من الأعلام لعله منهم شيخنا الاستاذ الشيخ حسن زادة من العارفين بهذا العلم, لأنه أنا شخصا سألته قال: بلى تعلمت هذا العلم من ابن زعل القاضي الكبير, ودرسته عنده خمس سنوات وهو من المتخصصين في هذا العلم, نتجاوز, وصلى الله.

    إذن: إلى هنا ليكون صورة اسمه الجامع, هذه العزيز الأكرم جاءت لترتيب القافية والا ليس فيها خصوصية خاصة, إنما جاءت العزيز الأكرم لبيان ماذا؟ ويمكن بيان بعض النكات ولكن لا تخرج من النكات الإستحسانية الذوقية, والا نكتة أساسية لا توجد فيها, وحامل أسرار العليم الأعلم فيدل به عليه, من عرفكم فقد عرف الله, واقعا الطريق يمر ما لله آية اكبر مني, فيدل به عليه فيعلم, وصلى الله على من هو الاسم الأعظم. أما فيما يتعلق بعد الحمد والتسبيح من الواضح يأتي بعد الثناء على الله سبحانه وتعالى يأتي دور الصلاة على النبي الأكرم ’ وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين فيما يتعلق بالصلاة, نحن وقفنا عند مسألة الصلاة بالإجمال في الدرس الرابع من دروس تمهيد القواعد, الاخوة الذين يريدون أن يراجعون هناك موجود بحث عن الصلاة وقفنا عند الصلاة ولكن أكمل ذلك البحث بالإشارة إلى امور ثلاثة:

    الامر الأول: معنى الصلاة, الامر الثاني: سبب ضرورة الصلاة وانه ينبغي لنا بعد الحمد والثناء و التسبيح نبدأ الصلاة,  الامر الثالث: فائدة هذه الصلاة, هذه امور ثلاثة, الامر الثالث أنا عرضت له في مباحث في الكاسيت رقم4 في مباحث التمهيد لكن حتى لا يصبح بحثنا من قبيل إرجاع إلى أبحاث أخرى أشير إليه إجمالا, هذا البحث إذا الاخوة عندهم وقت للمطالعة في هذا الزمان زمن السندويج والانترنيت والكمبيوتر وعندما تقول له طالع يقول لك ما عندي وقت, إذا الاخوة لديهم وقت للمطالعة هذا من الكتب  الجيدة ولكن فارسي شرح وفضائل صلوات كتاب فارسي تأليف أيضاً من الكتب القديمة هذه احمد بن محمد الحسيني الأردكاني, هناك بحث الذي هو واقعا من الابحاث التي أعجبت بها كثيرا بحث قيم, هناك في صفحة 141 من الكتاب هو هذا  البحث, أترجمه فارسي, في ذكر جمع من الأنبياء وغير الأنبياء الذين بواسطة الصلاة على وأهل بيته وصلوا المراتب والمقاصد العالية, من الأنبياء السابقين الذين بلغوا هذه المقامات واحدة من الأسباب والوسائل التي استعملوها للوصول إلى تلك المقامات كانت من خلال الصلاة على النبي وهل البيت ^ والروايات في فضل الصلوات لعله من الروايات هذه الرواية, أثقل ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة هو الصلاة على النبي وأهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام, على أي الاحوال هذا البحث هناك مفصل موجود, أما على نحو الاجمال إذا أراد الاخوة يراجعون هذا البحث موجود في حاشية ميرزا مهدي الآشتياني على المنطق وليس على الفلسفة, وهناك فيما يتعلق بالبحث الأول وهو معنى الصلاة في صفحة47 يقول: ومعنى الصلاة والمراد من الصلاة عليه إفاضة الرحمة العامة, التامة, الكاملة الإلهية الصادرة عن الأسماء الذاتية التي هي مفاتيح غيب ذات الأحدية, التفتوا جيدا, إذا يتذكر الاخوة بالأمس نحن هذه العبارة قرأناها وهي انه قلنا: أن مفاتيح خزائن الجود والكرم, المراد من المفاتيح هي الأسماء, وهذا المعنى أيضاً يشير إليه, وأيضاً يشير إليه الشارح إنشاء الله تعالى في صفحة 70-71, إنشاء بعد ذلك سيأتي.

    قال: ومن الأسماء ماهي مفاتيح الغيب, ومن الأسماء ماهي مفاتيح الشهادة.

    إذن: يظهر أن المراد من المفاتيح في كلمات هؤلاء, يعني الأسماء الإلهية, {وان من شي الا عندنا خزائنه} مفاتيح هذه الخزائن إنما هي الأسماء الإلهية جيد, إذن الصلاة هي هذه.

    قال: وهي أصل جميع الرحمات الذاتية والصفاتية, والرحمانية, والرحيمية, هذه تفاض من قبل مقام الأحدية على أي مقام؟

    قال: تفاض على جهة جمعه, باعتبار أن  هذا الاسم أو مظهر الاسم الأعظم وفيه جهة فرق, ففي الإفاضة يفاض على جهة جمعه وروحه الأعظم الذي هو باب أبواب العقول والأرواح وجهة فرقه وجسد الشريف الأطهر, عند ذلك من جهة جمعه تفاض على غيره, على من تفاض وجهة فرقه على من تفاض, بحث مفصل الاخوة يراجعونه, والا لابد أن يطول الكلام إذا أردنا أن نقف عندها تفصيلا, هذا الامر الأول وهو فيما يتعلق في معنى الصلاة سبب الصلاة لماذا يجب علينا أن نصلي هذا الوجوب ليس بالضروة الوجوب الشرعي, هذه الضرورة الضرورة الوجودية يعني ينبغي ولابد هنا يذكر مجموعة من الوجوه وهي وجوه قيمة ودقيقة وكل وجه منها واقعا على المباني الفلسفية والعرفانية التامة, في صفحة 49 يشير إلى هذه الوجوه إلى صفحة 51 هناك يقول: وأما  سر وجوب الصلاة عليه لأسباب أما لما ثبت في العلوم الحقيقة من لزوم المناسبة والسنخية بين الفاعل والقابل في الإفادة والاستفادة, الآن ماهي السنخية وما هي العلاقة بين من هو غني عن العالمين وبين من هو عين الفقر والحاجة, توجد سنخية أو لا توجد سنخية تحتاج إلى واسطة أو لا تحتاج؟ هذه الواسطة هي من؟ هي وجود النبي الأكرم, هي وجود هذه الحقيقة, لا نعبر النبي الأكرم باعتبار تصبح مشكلة عندنا, ادم المقام هي تحتاج إلى واسطة هذه الواسطة هي التي يعبر عنها ببرزخ البرازخ, طبعا هذه البرزخية لها اصطلاحات متعددة, لأنه عن مقام الأحدية يعبر برزخ عن مقام الأحدية يعبر برزخ, عن مقام الواحدية يعبر برزخ, عن الصادر الأول يعبر برزخ, ولكن كل واحدة من هذه لها برزخيتها الخاصة.

    قال:  في إيفاء كمالاته الأولية وعدم تحقق المناسبة والسنخية بين والمبدأ الأعلى الذي هو فوق ما لا يتناهى بما لا يتناهى في التقدس والتجرد وبين المنغمرين في ظلمات الهوى والمنغمسين في غسق المادة ووسخ الهيولى.

    إذن: لابد من وجود واسطة أما هذا سره وأما سره هذا, التفتوا جيدا, وأما لما قام عليه الدليل والبرهان القاطع من وجوب شكر المنعم, وكونه ’منعما على كافة الموجودات وقاطبة الإنيات من جهة كونه أول الصوادر, لأنه هو الواسطة في الفيض لما دونه, وأما هذا الوجه الثالث, وأما لما تطابق عليه السنة أهل الذوق وأرباب الكشف والشهود من غناء ذاته المقدسة, وأما لهذا الوجه الرابع أن قابليته أوسع الاستعدادات فتستطيع أن تأخذ الفيض من هناك, أما غيره فلا توجد من مثل هذه الاستعدادات فلا يستطيع أن يأخذ الفيض مباشرة, وجوه أربعة أو خمسه يذكرها هناك .

    أما فيما يتعلق بالأمر الثالث: فائدة هذه الصلوات فتوجد فيها نظريات ثلاث: النظرية الاولى: أنها محضا للمصلى عليه, النظرية الثانية: انها محضا للمصلي لكمال ذلك المصلى عليه, النظرية الثالثة: انها لهما معا, وهذا هو الذي يعبر عنه: وجوه وأقوال أخيرها الوجه الثالث مختار أكثر أرباب الكمال والله ولي الفضل والأفضال.

    قال: وصلى الله على من هو الاسم الأعظم, هذا بحث فيه وهو أن هذه الوجودات هي الاسم الأعظم أو هذه مظاهر الاسم الأعظم, نحن لابد أن نعلم أساساً ما هو المراد من الاسم, إذا عرفنا أن الاسم هو الذات مع التعين, إذن يصدق على غيره سبحانه وتعالى اسم أو لا يصدق؟ لا يصدق لان الاسم بحسب الاصطلاح العرفاني هو الذات مع تعين من التعينات, وهذا ليس هو الذات وإنما هو مظهر لاسم الأسماء هذا التعريف سيأتي إنشاء الله تعالى مفصلا في ص64 من هذا الكتاب, في هذه الصفحة عندما يأتي إلى تعريف الاسم يقول: الاسم ما هو, يقول: والذات مع صفة معينة واعتبار تجلي من تجلياتها تسمى بالاسم.

    إذن: من هنا وقع الكلام بأنه هذه الموجودات هل هي أسماء الله نحن الأسماء الحسنى أو هي مظاهر الأسماء الحسنى, وإذا كانت هي الأسماء الحسنى فبأي اصطلاح, هل هو الاصطلاح العرفاني أو باعتبار آخر الذي بحثه بعد ذلك إنشاء الله سيأتي.

    وصلى الله على من هو الاسم الأعظم الناطق بلسان مرتبته, أنا سيد ولد ادم, وهذه نقطة مركزية في كلمات العرفاء وفي فهم كلمات أهل البيت النبي الأكرم وائمة أهل البيت, الائمة عندما يتكلمون دائما يتكلمون بلحاظ مرتبة واحدة أو يتكلمون بملاحظة مراتب متعددة, انت إذا سقت كل كلامهم بسوق واحد وبفهم واحد تجد مرة يقول أنا, أنا, أنا مرة يقول: أنا المحتاج, أنا الفقير, أنا كذا مرة يقول: أنا العلام . إذن يظهر أنهم لا يتكلمون بلحاظ مرتبة واحدة وإنما يتكلمون بلحاظ مراتب متعددة.

    إذن: هنا عندما يقول القائل: أنا سيد ولد ادم, هذه أي لسان أي مرتبة مرتبته الجزئية أو مرتبته الجامعة؟ إذن: عندما يقول الناطق بلسان مرتبته يعني مرتبته الجامعة التي يقول فيها: أنا سيد ولد ادم, لا يذهب ذهنك أنا سيد ولد ادم يعني ادم مستثنى, لا أبدا ادم ليس مستثنى هذه من قبيل قوله: يا بني ادم, هذه يا بني ادم ليس ادم مستثنى وإنما يريد أن يشير إلى هذه النشأة الآدمية, والا في روايات عديدة عندكم, >ادم ومن دونه تحت لوائي يوم القيامة< لم يكن لها كفؤ ادم ومن دونه. إذن هنا عندما يقول: سيد ولد ادم ليس بمعنى ادم مستثنى وإنما يراد هذه النشأة الآدمية, أنا سيد ولد ادم المبعوث إلى خير الأمم, خير الأمم استعدادا {كنتم خير امة أُخرجت للناس} (كلام لاحد الحضور) لا مرتبة الجزئية مقصودكم بدنه مثلا, لا, أُريد أن اقول وأُجيب أي مرتبة من المراتب تريد أن تقول, (كلام لاحد الحضور) اقول بمرتبته الجزئية يختلف مرتبة بدنه مثلا أقوى الأبدان مثلا مقصودك, لا, يعني رسول الله بشكل طبيعي كان يستطيع أن يرفع على رأسه 500 كيلو؟ أنا اقول أن مراتبه الجزئية بدنه المبارك, اقول هل يتلكم بلغة بدنه؟

     إذن: ليس مرتبته الجزئية وإنما المراتب التي فوق مراتب الآخرين, وهذا ما أريد أن أقوله, اقول: النبي الأكرم يقول أنا بشر مثلكم, أنا بشر مثلكم فوق جميع البشر من حيث البشرية, لا , لذا بعض الناس عاش 2000 سنة وهو عاش 63 سنة, من حيث البدن كان بدنه اضعف من بدن الآخر. إذن ليس كل مراتبه فوق مراتب الآخرين حتى هذه المرتبة الدانية التي هي مرتبة بشريته.

    إذن: يوجد مراتب فوق مراتب الآخرين ويوجد مراتب دون مراتب الآخرين, (كلام لاحد الحضور ما اثر مرتبه العالية الجامعة على مرتبته الدانية؟) اقول: لها اثر لا يوجد مشكلة و لكن ليس هذا الكمال ليس كمال وجودي وإنما كمال مرتبط. يعني بعبارة أخرى: من كمالات المرأة أن تكون ولودا هل هذا من كمالات رسول الله؟ لماذا لا يوجد لرسول الله؟

    إذن: عندما نقول هو أفضل هذه ليس مطلقا وإنما مرتبطة بمرتبة, بعبارة أخرى: يده اصلب أو الحديد اصلب؟ (كلام لاحد الحضور) ولكن هذا ليس من بشريته, إذا شاء يكون اصلب من السموات ولكن هذا ليس مقتضى بشريته مقتضاه شي آخر, مقتضى بشريته انه إذا السيف ضرب يده يقطعها, إذن من حيث هذا الكمال هو وأقوى, واشد, واصلب أو الحديد؟ إذن: عندما يقول: أنا سيد ولد ادم, لا بد أن لا نحمله على كل الكمالات الجزئية . والمطلقة وهذا بحث في أواخر التمهيد تقدم مفصلا عندما نقول واجد لكل الكمالات قلنا: أي كمالات؟ الكمالات الوجودية لا الكمالات المرتبية أو الكمالات المادية.

    قال: أنا سيد ولد ادم المبعوث بالرسالة إلى خير الأمم وعلى اله وأصحابه المصطفين من العرب والعجم, يعني غير العرب, الرافعين بأنوارهم أستار الظلم وعلى وارثيه, هذا على وارثيه, يأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/02/20
    • مرات التنزيل : 2741

  • جديد المرئيات