بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
قال: وارث الأنبياء والمرسلين وارث خاتم الولاية المحمدية, كاشف الأسرار الإلهية الذي لا يسمح بمثله الدهور والأعصار ولا يأتي بقرينه الفلك الدوار, محيي الملة و الحق والدين بن عربي رضي الله عنه وأرضاه وجعل أعلى جنانه موطنه ومثواه ليخرجه إلى الخلق ويبين لهم ما ستر من الحقائق, كان الشارح القيصري بصدد ذكر النعم التي وجدت له هنا من هذه النعم الاستاذ الجيد ومن هذه النعم التلامذة الجيدين ومن هذه النعم الكتاب والمتن الجيد الذي هو كتاب فصوص الحكم, واستطرادا عندما أشار إلى الفعل أراد أن يشير إلى الفاعل أيضاً بعد أن بين أهمية وعظمة الكتاب أراد أن يبين عظمة وأهمية هذا الكتاب من خلال نظره حيث يأتي إنشاء الله تعالى في أبحاث هذا الكتاب يعيني في صفحة 357 من هذا الكتاب, وهو شرح الفصوص بتحقيق شيخنا الاستاذ الشيخ حسن زادة آملي هناك في هذه الصفحة يقول: وأما ختم الولاية, طبعا هذه العبارة قال في الفصل الثالث عشر من أجوبة الإمام احمد بن علي الترمذي + هذه ينقلها من الفتوحات, الختم ختمان: ختم يختم الله به الولاية المطلقة, وختم يختم به الله الولاية المحمدية.
إذن: يوجد عندنا ختم غير الولاية المحمدية الذي هو يعتقدها لعيسى, وختم يختم به الولاية المحمدية ’ إلى أن يقول وأما ختم الولاية المحمدية فهو لرجل من العرب أكرمها أصلاً وهو في زماننا اليوم موجود عرفت به سنة خسمة وتسعين وخمس مئة ورأيت العلامة التي قد أخفاها الحق فيه عن عيون عباده وكشفها لي بمدينة فأس حتى رأيت خاتم الولاية منه وهو خاتم النبوة المطلقة وهي الولاية الخاصة لا يعلمه كثير من الناس, وقد ابتلاه الله بأهل الإنكار عليه فيما تحقق به من الحق في سره.
يذكر هذه العبارات, عندنا مسألتين: مسألة انه الولاية العامة خاتم الولاية العامة هل هو عيسى أو ليس عيسى؟ وخاتم الولاية الخاصة التي هو خاتم الولاية المحمدية هل هو محيي الدين أو غير محيي الدين؟
فهم القيصري كما يأتي في صفحة 358 يقول: وقال في الفصل الخامس عشر منها فانزل في الدنيا من مقام اختصاصه واستحق أن يكون لولايته الخاصة ختم يواطئ اسمه اسمه ويحوز خلقه وما هو بالمهدي المسمى المعروف بالمنتظر, هذا الختم ختم الولاية المحمدية ليس في هذا الذي يسمى بالمهدي المعروف بالمنتظر فان ذلك, أي المنتظر, من عترته وسلالته الحسية والختم ليس من سلالته الحسية لكن من سلالة أعراقه وأخلاقه, هنا عبارة الشارح القيصري يقول: والكل إشارة إلى نفسه رضي الله عنه والله اعلم بالحقائق.
هذه من المسائل الاساسية التي سيأتي الحديث عنها مفصلا إنشاء الله تعالى, ولكن لا اعلم بعد سنة أو سنتين عندما نصل إلى الفصل الشيثي هناك بحث مفصل في مسألة الولاية, والآن لا نستطيع أن ندخل في البحث لماذا؟
لأنه إنشاء الله تعالى نحن لا بد أن نقف على اقسام الولاية ومراتب الولاية من العامة, والخاصة, والمطلقة, والمقيدة وغير ذلك في مباحث الفصل الثاني عشر من مقدمات القيصري, لأنه في النبوة والرسالة والولاية, لذا كما قلت انه هنا لا بد أن نمر على هذه المسألة إجمالاً لأنه ترك هذه المسألة إلى ذلك الموضع بعد سنتين على سبيل المثال ليس كما ينبغي في العبارات وجدت أفضل العبارات وأكثرها تلخيصا وإشارة إلى المطلب بشكل سريع هو حاشية السيد جلال الآشتياني على شرح فصوص الحكم, هنا عندما نقول الآشتياني مرادنا سيد جلال الآشتياني أو نعبر عنه بسيد جلال والا في الاعم الاغلب ننقل هذه المطالب من شرح فصوص الحكم لا شرح مقدمة القيصري يكون في علم الاخوة, فإذا ما ذكرت عموما أنا انقل من هذا الكتاب .
هناك في صفحة9 من هذا الكتاب من مقدمة القيصري على فصوص الحكم في الحاشية رقم31 من الحواشي الموجودة على هذه الديباجة, يقول: اعلم أن الولاية مأخوذة من الولي بمعنى القرب والقرب على قسمين, من الواضح أن القرب ليس على قسمين وإنما القرب له طرفان قرب الحق سبحانه وتعالى من الاشياء وقرب الاشياء من الحق, لا يقول لنا احد أنهما متضائفان إذا قرب احد الطرفين يكون الآخر قريبا.
الجواب: اشرنا إلى هذه النقطة مرارا وبينا انه لا ملازمة, قد يكون الحق سبحانه وتعالى قريباً من الإنسان والإنسان بعيداً عن الله سبحانه وتعالى, والا صريح القرآن يقول {وهو اقرب إليكم من حبل الوريد} وفي آية {وإذا سألك عبادي عني فاني قريب} في مكان آخر {وهو اقرب إليه من حبل الوريد} في مكان ثالث {ونحن اقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون} ولعله في أوضح آية يقول {يحول بين المرء وقلبه} يعني اقرب إلى الإنسان من نفسه إلى نفسه, يعني أن الإنسان إذا أراد أن يدرك نفسه لا بد أن يدرك ذلك الذي صار واسطة في موقع بينه وبين نفسه, هذا الذي حاول صدر المتألهين في مباحث الفلسفة أن يقول: إذا ثبت أن الموجودات الامكانية معان حرفية, فلا يمكن للإنسان أن يدرك نفسه الا بعد أن يدرك المعنى الاسمي له, لا يدرك مخلوق مخلوقا الا بالله سبحانه وتعالى, هذا نوع من القرب, كيف يعقل أن يكون هو قريب منا إلى هذا ونحن قد نكون قريبين منه وقد نكون بعيدين, هذا البعد مرجعه إلى الغفلة يعني مرتبط بمقام الإثبات بالعلم بالعلم , لا مرتبط بمقام العلم, والا بحسب المقام الأول على مستوى العلم البسيط لا ينفك احدهما عن الآخر ولكن قد نلتفت إلى هذا القرب وقد لا نلتفت,( كلام لاحد الحضور) أنا قلت: إذا قرب من الله موجود العبد متقوم به سبحانه وتعالى على المعنى الحرفي مظهر من مظاهره على الوحدة الشخصية فلا معنى للبعد عنه, ولكن لماذا نقول هذا قريب وهذا بعيد؟ هذا مرتبط بالعلم بالعلم هذا مرتبط بالعلم المركب هذا مرتبط بمقام الإثبات والكمال مرتبط بهذا المقام الثاني لا بالمقام الأول, يعني عندما جاءت الآيات والروايات وأكدت آمنوا, اعتقدوا, قولوا هذه كلها مرتبطة بالمقام الثاني والا المقام الأول {فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون} وهذا هو المقام الثاني من البحث الذي كلف الإنسان به.
قال: والقرب على قسمين: قرب الهوية الإلهية إلى الاشياء وهو من قبيل {وهو معكم أينما كنتم} وهذه هي المعية الموجودية أو الوجودية أو المعية القيومية, {ونحن اقرب إليه} وقرأنا مجموعة من الآيات, وقرب العبد إلى الحق, هذا القرب لابد أن نميز بينهما, قرب مرتبط بمقام الثبوت الذي هو خارج عن اختيار الإنسان وقرب مرتبط بمقام الإثبات الذي هو داخل في اختيار الإنسان, لذا قال: وقرب العبد إلى الحق في الكمالات والأخلاق, وهذا داخل تحت إرادة الإنسان واختيار الإنسان بخلاف القسم الأول من القرب.
والأول عام لا يختص لشيء, من الواضح الله سبحانه وتعالى {وهو معكم أينما كنتم} هذه المعية موجودة مع الجميع, أما والثاني مختص بعبادة المؤمنين الذين قد تنور قلوبهم بإشراق وتجليات الرحمانية والأشعة الإلهية عليها وهذه هو الولاية.
إذن: الولاية كما بيناها أمس, هذه الولاية بمعناها العام لا الولي الكامل المكمل, قلنا: أن الولي الكامل المكمل ما هو؟ هو الذي يفنى عن بعده البشراني أو البشري والخلقي ليبقى بالبعد وبالوجه الإلهي.
قال: وهذه هي الولاية, إذا اتضح معنى الولاية التي هي قرب العبد الحق في الكمالات والاخلاق فهي تنقسم إلى قسمين عامة وخاصة, التفتوا جيدا, عند ذلك نأتي إلى هذه الخاصة نقسمها إلى مطلقة والى مقيدة.
قال: وهي على قسمين: عامة وخاصة, أما الاولى وهي الولاية العامة فهي أن يتقرب العبد إلى الحق المتعال لكن لا بحيث يفنى فيه, هذا صار وجوده وجود حقاني أو لم يصر بعد؟ لم يصر, الآن هو يتقرب في السفر الأول من الخلق إلى الحق لكن لا بحيث يفنى فيه ويبدل وجوده الإمكاني بالوجود الحقاني, ولم يبقى له الجهة الخلقية, ليس الامر كذلك بل بعدها الجهة الخلقية موجودة فيه, ولم يبقى له الجهة الخلقية, بل أن كان, يعني أن حصل له الفناء هذه الولاية العامة, بل أن كان كان بحسب الحال لا المقام, إذا حصل لهذا الإنسان الولي بالولاية العامة يحصل له بنحو الحال يعني يستقر فيه أو لا يستقر وإنما يوجد ويذهب عنه, بل أن كان كان بحسب الحال لا المقام, الآن من هو مظهر هذا المرتبة هذه أبحاث أخرى لا أريد أن أشير إليها, يعني أن الذي اتصف بالولاية العامة من الأنبياء من هم لا بد أن نعرفه في, بعد ذلك يأتي.
يقول: وأما الثانية فهي أن يفنى العبد بانيته في الحق بحيث لم يبقى له جهة خلقية وهذا لا يحصل الا في نهاية السفر الأول كما ذكرت في كتاب من الخلق إلى الحق, هناك قلت أن الإنسان لا يكون إلهيا وحقانيا الا إذا انتهى من السفر الأول عند ذلك تجد الاسفار الثلاثة الباقية كلها تكون بالحق, بالحق, بالحق, أما في السفر الأول لايوجد عندنا بالحق.
قال: وأما الثانية فهي أن يفنى العبد في إنيته بالحق بحيث لا يبقى له جهة خلقيته وكان باقيا بالله, ولهذا ميزوا في محله البقاء بإبقاء الله والبقاء ببقاء الله, هذه بإبقاء الله بعد لم ينتهي ولم يفنى بعد الخلقية فيه ببقاء الله بعد الفناء, كما في آخر السفر الأول من الاسفار الأربعة, واضح إلى هنا.
إذن: صارت عندنا عامة وصارت عندنا خاصة, والخاصة تنقسم إلى مطلقة والى مقيدة, إذن هذه في بعض العبارات بعد ذلك سيأتي إنشاء الله تعالى تجد في عبارات القيصري العامة والخاصة هي المطلقة والمقيدة, هذه الاصطلاحات بعد ذلك سيتضح بأي اعتبار يقول, الآن بهذا الاعتبار نحن نبين.
قال: وتلك على قسمين مطلقة ومقيدة أما المطلقة فهي الفناء الذاتي, تبين أن الفناء ليس له مرتبة واحدة وإنما الفناء قد يكون فناء أفعالياً, وقد يكون فناء صفاتياً, وقد يكون فناء ذاتيا.
قال: أما المطلقة فهي الفناء الذاتي في الحق بحيث يتجلى الحق له بالأسماء الذاتية وكان ذلك له مقاما لا أن يكون له حالا.
إذن: شرطان في الولاية الخاصة المطلقة أن يحصل له الفناء الذاتي طبعا لا يحصل الفناء الذاتي الا بعد الفناء الافعالي والفناء الصفاتي وان يكون ذلك له مقاما, الآن من هو خاتم تلك الولاية؟ هذه الولاية الخاصة المطلقة من هو؟
الجواب: اعتقادنا هو أمير المؤمنين × انه هو خاتم الولاية الخاصة المطلقة وفي بعض العبارات كما هنا يقول أن هذا الخاتم هو المهدي المنتظر الإمام الثاني عشر من ائمة أهل البيت ^.
يقول: وخاتم تلك الولاية في الرتبة المهدي المنتظر ولا ينافي كون علي × خاتمها أيضاً لان الائمة كلهم من نور واحد ومن أصل فارد, هذا إنشاء الله تعالى لا أريد أن ادخل في بحثه التفصيلي هذا خلط بين المقامات, كلهم بنور واحد مرتبط بمقام, وانه على ومهدي مرتبط بمقام آخر, إذا لم نحفظ هذه المقامات نقع في مثل هذا الخلط إذا كلهم من نور واحد ما معنى > يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة< ما معنى >وعلي وأبوهما خير منهما< لا معنى لان يكون الشيء خير من نفسه يعقل هذا المعنى, لا معنى له.
إذن: عندما نتكلم عن عالم فيه علي وحسن, وحسين, ومحمد, وباقر, وجعفر هذا لابد مقام الكثرة نحفظها ونعطي احكام ماذا؟ نتعامل مع هذه الوجودات بما للكثرة من احكام والا كلهم من واحد ما معنى هذا نبي وهذا تابع لشريعته؟ ما معنى ذلك, نور واحد حقيقة واحدة, حقيقة واحدة لا معنى لان يكون منهم تابع ومنهم متبوع.
إذن: عندما نقول هذا تابع, لأنه نحن نعتقد أن الائمة ^ كلهم على شريعة الخاتم ’ وأنهم تابعون محضا من حيث الشريعة لخاتم الأنبياء والمرسلين, ما معنى أنهم كلهم من نور واحد؟
إذن: لا يصير عندنا هذا الجواب العام أينما تمشكلنا في جواب قلنا كلهم من نور واحد, هذا ليس جواب علمي, لا بد أن نحفظ المقامات, إذا تكلمنا في عالم المقامات وانه إذا تكلمنا في عالم الوحدة هناك في عالم الوحدة لا يوجد حسن وعلي وإذا صرنا في عالم الكثرة فيقينا أصحاب الكساء لهم حساب وغير أصحاب الكساء لهم حساب آخر, >نحن حجج الله عليكم وفاطمة حجة علينا< هذا عالم الكثرة.
قال: ولا ينافي كون علي ×خاتمها أيضاً لان الائمة عليهم السلام كلهم من نور واحد واصل فارد وإنما اختصت في الظاهرية ^ لأنه خاتمها في الزمان أيضاً, على كل حال هذه لا أريد أن ادخل في تفاصيلها يأتي.
وأما المقيدة, الآن الخاصة المقيدة ما هي؟ اتضح الخاصة المطلقـة وأمـا الخاصـة المقيـدة ما هي؟فهي الفناء في الحق فناء صفاتياً أو فعليا, هذا مادون الفناء الذاتي, صفاتياً لا ذاتياً وان كان بحسب الحال لا المقام, إذا اتضحت التقسيمات عند ذلك الاعتقاد, بأنه شخص, الآن بحثنا بحث كبروي, انه يمكن أن يثبت بدليل,الآن بحثنا صغروي, انه فلان شخص عنده ولاية خاصة مقيدة, انت مثلا اعتقد في محي الدين عنده مثل هذه الولاية لا توجد مشكلة.
يقول: وخاتم تلك الولاية, يعني المقيدة وليست المطلقة في حال لعله وليست مقام هو الشيخ محيي الدين هذا بحسب الاعتقاد وقد لا تعتقد بهذا لأنه الشيخ محيي الدين لا من أصول الدين ولا من فروع الدين, بالإمكان تعتقد انه مجتهد عالم, كما في الرسائل انت من حقك أن تكتب أستاذ الفقهاء والمجتهدين الشيخ مرتضى الأنصاري خاتمة المحدثين أصلاً بعده لا يوجد محدثين من حقك أن تقول ما تريد أن تقول, وأستاذ الفقهاء والمجتهدين, وهذه الألف واللام بحسب علم الاصول داخلة على الجمع والجمع يفيد العموم, إذن إلى يوم القيامة كم يأتي فقهاء ومجتهدين أستاذهم الشيخ مرتضى ا لأنصاري, وهذه العناوين لا هي من أصول الدين ولا هي من فروع الدين, وأنت بحسب اعتقادك وحقك ذلك, تقول فلان اعلم وفلان ليس بأعلم, من حقك أن تكتب فيلسوف الفقهاء وفقيه الفلاسفة كما كتبوا عن الفيض الكاشاني على التفسير الصافي الله يحفظ شيخنا الاستاذ الشيخ حسن زاده آملي كان يقول أن كاتب هذه العبارة هو يذم الشيخ الكاشاني لأنه هذا معناه انه بين الفقهاء هو فيلسوف وبين الفلاسفة هو فقيه, ومن الواضح أن الفلاسفة لا يقبلون الفقهاء والفقهاء لا يقبلون الفلاسفة, فإذن هذا المسكين لا فقيه ولا فيلسوف, فمن الممكن انه الإنسان أن يكتب عنوان يكون في معرض الذم, فمقصودي أن هذه العناوين لا تعتني بها كثيرا, محيي الملة والدين إمام الأولين والآخرين, خاتم الأولين والآخرين, لم يأتي بمثله الفلك الدوار, السماء التاسعة, العرش, الكرسي, هذه لا تعتني بها عليك ما يقول هذا الذي يقوله أما أن نقبله أو نرفضه, >الحكمة ضالة المؤمن يأخذها أينما وجدها<, كانت من محيي الدين أو من غيره, كان من محيي الدين أو من بقال ما الفرق في ذلك؟ نعم بعض العناوين تاريخيا تكبر وتصبح مسألة وتكتب بها الرسائل, ادعى انه خاتم الولاية المطلقة, نحن لم يثبت لنا انك خاتم المطلقة ولا خاتم المقيدة, أتى احدهم قبل أسبوعين أو ثلاث قال ذهبت إلى فلان مكان وفي إحدى الجلسات وإذا الإمام الكذائي يجلس ويشرب ويأكل وكذا فلما انتهى قال سيدنا لم تعلق؟
بيني وبين الله انت إذا رأيت الإمام وجلست معه وأكلت وشربت الله يوفقك إنشاء الله, ولكن ليس هذا من أصول الدين أو من فروع الدين, إذا أنكرت هل يلزم إشكال؟ لا يلزم منه إشكال, أنا هنا لا استطيع أن اصدق لأنه القضايا التصديقية لا تستطيع أن تكره النفس عليها, لذا هذه العناوين لا تستحق أن نبحثها سلبا أو إيجاباً, نحن هنا ماذا يفرق لنا سواء كان هذا الرجل خاتم الولاية أو لم يكن خاتم الولاية, في النتيجة في متن هذا الكتاب ما يتفق مع القرآن وما يتفق مع العترة سوف نوافق عليه وما يخالفه نرده, وأهل البيت هم قالوا إلينا إذا جاءكم حديث عنا منسوب إلينا فاعرضوه على كتاب ربنا, الآن إذا جاءنا الحديث عن محيي الدين أنا لا اعرضه على كتاب ربنا؟
فإن وافقه فبها ونعمت وان خالف اضرب به عرض الجدار, بل اقول له طوبى وحسن مآب ولكن لي لم يثبت هذا المعنى, هو خاتم الولاية؟
الجواب: معصوم أو ليس بمعصوم؟ ليس بمعصوم قد يشتبه, المعصومين الذين ثبت لهم العصمة عندنا هم هؤلاء, إذن هذه المسائل لا تعتنون بها.
الآن تعالوا هذه العناوين, لأنه هذه العناوين التي يذكرها لمحيي الدين بعد ذلك يذكرها إلى إمام من ائمة زمانه من سلاطين زمانه, لا ادري ماذا كان طاغوت جبار لعله كان بشر جيد, لكن مقصودي أن هذه العناوين سوف يكررها لحاكم.
قال: خاتم الولاية المحمدية كاشف الإسرار الإلهية الذي لا يسمح بمثله الدهور والأعصار, لدينا من هذه العناوين في الفقه والأصول, فريد دهره, وحيد عصره, سيد الكونين, كثيرة هذه العناوين. لا يسمح بمثله الدهور والأعصار ولا يأتي بقرينه الفلك الدوار محيي ومحيي الملة, والحق, والدين بن عربي رضي الله عنه وأرضاه, وجعل أعلى جنانه موطنه ومثواه, أعطى النبي ذلك ليخرجه إلى الخلق, وهذا نص عبارته التي قرأناه في أول هذه الابحاث, هذه نص عبارات محيي الدين في ديباجة الفصوص, ليخرجه إلى الخلق ويبين لهم ما ستر من الحقائق, طبعا محيي يقول من غير زيادة أو نقصان, وبعد ذلك في محله يقول أن الذبيح كان إسحاق, انتم تعرفون بحسب الموجود وشواهد الآيات والروايات أن الذبيح إسماعيل, لكن مباشرة الشيخ القيصري يعلق ويقول: وهو مأمور, الرسول يقول له قل هكذا, بيني وبين الله من يعتقد أن هذا الكتاب بلا زيادة ولا نقصان أعطي بيد محيي الدين فليتعبد به لا مشكلة عندي, أما إذا لم يحصل لديك اعتقاد معذور, نحن في مسائل الدين إذا لم نصل إليها معذورين فكيف في المسائل التي لاهي من أصول الدين ولا من فروعه.
قال: ليخرجه إلى الخلق ويبين لهم ما ستر من الحقائق ويكشف عليهم ما انحجب من الأستار والدقائق لأنه كاد أن ينجلي الحق بنوره, هذه العبارة أدق لأنه يوجد نسختين نسخة أخرى يقول حسن زاده بنوره وهو أدق لأنه بصدد مدح بن عربي, وان كان يمكن التوجيه أيضاً بأنه كاد أن ينجلي الحق بالنور يعني في هذا الزمان لا بد أن ينجلي الحق بالنور, والذي جلا هذا الحق هو الشيخ, ولكن هذه النسخة لو كانت بنوره لكانت منسجمة مع العبارات السابقة والامر سهل. لأنه كاد أن ينجلي الحق بالنور الموجب, إذا صار هناك نور من آثار اسم النور يوجب الظهور, الموجب للظهور وقرب أن ينكشف لهم كل مرموز ومستور وحان طلوع شمس الحقيقة من مغربها, مراد من مغربها باعتبار أن هؤلاء يعتبرون أن عالم المادة, عالم الشهادة, عالم الغسق, عالم الظلمات, فيعبرون عنه بالمغرب باعتبار أن شمس الحقيقة تغرب ولكنه بظهور الإنسان الكامل في آخر الزمان باعتبار أن النبي الأكرم ’ واقع في المقطع الأخير من الزمان, وحان طلوع شمس الحقيقة من مغربها, باعتبار انه عالم الشهادة, وبروز عرش الربوبية من مشرقها إذا علمتم أن العرش مرتبة من مراتب العلم عند ذلك تعرفون لماذا يقول وبروز عرش الربوبية من مشرقها هذه النعمة الثانية أو الثالثة.
النعمة الرابعة: وكان الحق قد أطلعني على معانيه المتساطعة أنوارها, وهذا ادعاء إذا تثق بالشيخ محمود القيصري يقول: أنا لم أطالع ولم ادقق ولكن جلست في الصباح ورأيت إني اشرح الفصوص وادرسها, تصدق انت القيصري في هذه الطريقة من خلال {إنا أنزلناه} الإنسان يصير عالم بالفتوح اذهب إلى هذه الطريقة, أما إذا لم تصدق تعالى هذه الطريقة طريقة الدرس والبحث والسلام عليكم ورحمة الله, كثيرا القضية سهلة لا تحتاج إلى وقت طويل.
قال: وكان الحق قد أطلعني على معانيه المتساطعة أنوارها وألهمني بفحاويه المتعالية أسرارها واراني بسر من بشرني بمعرفة هذا الكتاب, وخصصني بالعلم به من بين سائر الأصحاب, هذه شبهة مصداقية من يقول أنت أكثر فهما من غير سائر الأصحاب, من غير تأمل سابق فيه أو مطالعة واستحضار لمعانيه, كيف حصلت على كل هذه المعارف, عناية من الله الكريم وفضلا من الرب الرحيم, أنا الآن ليس بصدد نقاش المبدأ والكبرى, لا يتبادر إلى ذهن احد هذا, نحن معتقدين أن الأنبياء والائمة والأوصياء بل بعض من نعتقد فيهم كما في زينب كما في السيدة المعصومة يقينا هؤلاء وصلوا, كما في ابي الفضل العباس × كما في السيد عبد العظيم الحسني, يقينا نعتقد أن هؤلاء, لأنه عندنا تأييدات من معصومة أن هؤلاء وصلوا, عالمة غير معلمة فهمة غير مفهمة وهذه تصريحات من ائمة أهل البيت أنا لا أريد أن أنكر الكبرى, أنا عندي مشكلة في بعض الصغريات وليس في جميع الصغريات, والا بعض الصغريات بدلالة من المعصوم أيضاً معتقد بها.
قال: وفضلا من الرب الرحيم لأنه هو المؤيد بنصره من يشاء من عبادة والموفق بالظفر على أسرار مبدأه ومعاده, >العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء< >من اخلص لله أربعين صباحا جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه< أنا في الكبرى لا يوجد عندي شك ولكن هل هذا هو صغراها أو لا.
يقول: وقد أطلعني المولى على معانيه والأقران, لم يصلوا مع تجوال عقول العقلاء حول فناءه, هؤلاء كثيرا طافوا حول هذه المعارف ولكنه ماذا, وتراجعهم خاسرين, وتطواف فهوم الفضلاء حريم حماءه وتردادهم حاسرين, لماذا كل هذا, يقول باعتبار أن هذا الكتاب له مبدأ فاعلي لا يمكن لكل احد أن يصل إليه, وله محتوى لا يمكن لكل احد أن يقف عليه, لكونه, بيان المبدأ الفاعلي لهذا الكتاب لأنه هو يدعي انه جاءني من الرسول الأعظم, لكونه منزلا من سماء يحيط بفلك العقل, يعني إذا أردنا أن نجعل لعالم العقل أرضاً وسماءً فهذا الكتاب نازل من سماء عالم العقل طبعا عندما يصير سماء عالم العقل سيصير ارض الصقع الربوبي هذا مقام هذا الكتاب, منزلا من سماء يحيط بفلك العقل ولا يحاط ومقام, يعني لكونه منزلا من سماء ومنزلا من مقام ينوط بكل ما يناله الفهم والعلم الحصولي ولا يناط, يعني نازل من مبدأ يحيط بكل مراتب العلم الحصولي, ولكن العلم الحصولي لا يستطيع أن يصل إلى هناك, مشيرا, هذه لكونه منزلا بيان المبدأ الفاعلي للكتاب, مشيرا بيان إلى المضامين والحقائق المودعة في هذا الكتاب, مشيرا بحقائق عجزت العقول عن إدراكها, يعني القوى الفكرية, طور فوق طور العقل الذي شرحناه مفصلا في تمهيد القواعد. مشيراً بحقائق عجزت العقول عن إدراكها, وكاشفا لدقائق وقفت القلوب من ذرى أفلاكها, وحارت أعين ذوي البصائر والأبصار في عرائس معانيها المتلألئة من وراء الحجاب, والا لا يمكن لاحد أن يأخذ هذه الحقائق بلا حجاب, وشخصت أبصار أهل العلم والفهم في محاسن مجاليها المتجلية لأولي الألباب, شعر تجول عقول الخلق حول جنابه, أي هذا الكتاب بما له من هذه المعارف, تجول عقول الخلق حول جنابه ولم يدركوا من غير لمَعتي أو لمُعتي, هذه اقسام النعم. لما وفقني الله تعالى سنح لي أن اكشف بعض أسراره على طالبيه وارفع القناع عن وجوه عرائس معانيه التي, هذه المعاني وهذه الأسرار, التي فاضت على قلبه المنور وروحه المطهر, من أين فاضت من أي اسم من الأسماء؟ من حضرت العليم, خبير, حكيم, قدير, هذه الأسماء التي تجلت لقلبه لروحه المطهر, وليست أسماء جزئية وليست صفات فعلية وإنما صفات ذاتية, أسماء الذات, من حضرت العليم الخبير الحكيم القدير, بالتجلي منه سبحانه عليه والدنو منه والتدلي إليه هذه المعاني أيضاً هناك حاشية للآشتياني سيد جلال في صحة 10 الحاشية رقم 42 يبين هذه الاصطلاحات ومعرفة هذه الاصطلاحات ومعرفة الاصطلاح بنحو الاجمال الآن حتى يتضح, {دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى} إذن يوجد دنو أولاً ثم تدلي ثانيا.
قال: أن السالك والمسلوك إليه أن اتصلا في الوسط, هذا مشى خمسين خطوة ذاك أتاه خمسين خطوة لان >العبد إذا تقرب الله بشبر تقرب الله إليه بذراع< وهكذا, أن اتصلا في الوسط المتوهم في الطريق يسمى ذلك في اصطلاحهم بالمنازلة وان وصل السالك وتجلى المسلوك عليه قبل بلوغه الوسط يسمى ذلك بالتدني وان تجاوز الوسط يسمى ذلك بالتدلي اصطلاحات, طبعا أن القرآن استعمل هذه الاصطلاحات هذا بحث آخر, ولكن هؤلاء هكذا فهموا من مثل هذه العبارات.
قال: بالتجلي منه عليه والدنو من الحق والتدلي إليه, سنح لي أن اكشف بعض أسراره على طالبيه, لماذا فعلت ذلك؟
قال امتثالا لأمره وانقيادا لحكمه لان الشيخ أمر بذلك حيث قال, هذا المعنى سيأتي مفصلا صفحة 203 من هذا الكتاب حيث قال هناك: استو سعوا هذه الرحمة التي وسعتكم فوسعوا, هذا بيت من الشعر قال:
فإذا سمعتما ما أتيت به فعوا فَصَّلوا مجمل القول واجمعوا
ثم منوا به على طالبيه لا تمنعوا هذه الرحمة التي وسعتكم فوسعوا
طبعا هذه رحمة وسعتكم فوسعوا هذه مأخوذة من نص عبارة في الإشارات, استوسع رحمة الله, يعني اقبل ما قاله الحق سبحانه وتعالى, {ورحمتي وسعت كل شيء} عجيب صاحب الرحمة وسعها لكل شيء وأنت تضيقها إلى أن اسألك اقول لك انتم في الجنة كم نفر تقول: أنا وسبع نفرات, لا يصح بهذه الطريقة نتعامل مع القضايا, الله سبحانه وتعالى يقول يشفع الأنبياء الملائكة قراء القرآن السيد في عائلته إلى أن يشفع اشفع الشافعين, والرواية موجودة, إلى أن يشفع اشفع الشافعين فيشع ثم يشفع ثم يشفع حتى يمد لها إبليس عنقه, نحن عندما عندنا هكذا رحمة وان لله تعالى مئة رحمة رحمة منها أعطاها للأهل الارض فتقاسموا بها, وتسع وتسعين جعلها ليوم القيامة, وفي بعض الروايات يرجع الواحدة إليها ويرحم الناس بها, هنا رجاء انت ليس عليك لا يوجد احد أن يأخذ من حصتك, يا أخي الله يريد أن يعطي.
قال: هذه الرحمة التي وسعتكم فوسعوا, ودخولا, قال: انقيادا, امتثالا, انقيادا, ودخولا, فيمن قال الله تعالى فيهم{ ومما رزقناهم ينفقون} ومما علمناهم يبثون >زكاة العلم نشره< وأداء لشكره كما قال {وأما بنعمة ربك فحدث} ولكن بشرطها وشروطها.
والحمد لله رب العالمين.