نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (14)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: ويلزم منه الجمع بين النقيضين إذ كل منهما يستلزم سلب الآخر, واختلاف الجهتين إنما هو باعتبار العقل , وأما في الوجود  فتتحد الجهات كلها, فان الظهور و البطون وجميع الصفات الوجودية المتقابلة مستهلكة في عين الوجود فلا مغايرة الا باعتبار العقل, الاخوة الذين كانوا عندنا في الاسفار الجزء الاول يرون نص العبارات, فلا مغايرة الا باعتبار العقل, جيد.

    قلنا: بناءً على الوحدة الشخصية للوجود, يا أخوان مراراً وتكرارًا هؤلاء عندما يتكلمون أصل الحقيقية عندهم واحدة لا تعدد, أصل الوجود عندهم واحد لا يتعدد, وإذا وجدتم عبروا تعينات عبروا شؤون عبروا تطورات عبروا وجودات, عبروا كثرات, كل هذه تعددت الأسباب  والموت واحد, تعددت الالفاظ وحسنك واحد, هذه كلها ترتبط بهذا الواحد الشخصي, أما كيف تصور وحدة شخصية ولها كثرة نفس أمرية واقعية , هذا ما حاولناه مرارا في تمهيد القواعد وحاولنا في مقدمة هذا الشرح, إذا جئنا إلى ذلك الواحد الشخصي, ذلك الواحد لا غير له فإذا لم يكن له غير فلا ثاني له, فإذا لم يكن له ثاني فلا معنى لان يكون له ضد أو مثل أو غيره من المتقابلات, لان المفروض إذا كان للشيء غير وثاني عند ذلك نسأل أن هذا الثاني ضدا له أو ليس ضدا له, مثلا له أو ليس مثلا له, إذا فرضنا من أول الامر أن الوجود واحد شخصي, لا غير له, لا ثاني له, إذن لا معنى لان يكون له ضد مع انه لا ثاني له ولا غير له, فإذن عندما نقول الوجود لا ضد له مرجعه إلى قولنا السالبة بانتفاء الموضوع, لا ثاني حتى يكون ضدا, لا ثاني حتى يكون مثلا, لا ثاني حتى يكون ندا, لا ثاني حتى يكون متقابلا أي نوع من أنواع التقابل, وهذا  بخلافه في البحث الحكمي أو البحث الكلامي, في البحث الكلامي أو البحث الحكمي يوجد وجود ثان أو لايوجد؟

    نعم يوجد عندنا وجود علة ويوجد عندنا وجود معلول, هنا يأتي هذا التسائل وهو أن هذا الوجود الثاني هل يضاد الوجود الاول أو لا يضاد هذا الوجود الثاني هل يماثل الوجود الاول ولا يماثل, هذا الوجود الثاني هل يقابل الوجود الاول أو لا يقابل؟

    هذا كله لا يوجد, فإذا نفينا هناك الضدية والمثلية فهو من باب السالبة بانتفاء المحمول لا من باب السالبة بانتفاء الموضوع, انتهينا من هذا البحث.

    إذن من الصفات السلبية للوجود الواحد الشخصي عند العارف انه له مثل أو لا مثل له؟ لا مثل له, له ضد أو لا ضد له؟لا ضد له .

    سؤال: نفس هذا الوجود الواحد الشخصي له كثرة أو ليست له كثرة, الجواب نعم ولكن هذه الكثرة مرتبطة بما ذا, خارج عن هذا الواحد أو ليست خارجة عنه؟ ليست خارجة عنه, شؤونه تطوراته مظاهره, مراتبه, كله صحيح, هنا يأتي هذا  التساؤل.

    إذن: ذاك الوجود الواحد الشخصي له ضد أول ليس له ضد؟ ليس له ضد, له مثل أو ليس له مثل؟ ليس له مثل, له نقيض أو ليس له نقيض؟ نعم له نقيض وهو عدمه, التفتوا جيدا, فلهذا ذاك الوجود لا يجتمع مع نقيضه وهو العدم وهذا برهانه سيأتي في أول صفحه 30,.

    قال: وليس له ابتداء وليس له انتهاء حتى يثبت انه يعرض عليه أو لا يعرض عليه العدم؟ أبداً يستحيل.

    إذن تبين أن ذلك الوجود من صفاته السلبية لا ضد له, لا مثل له ولكن له نقيض ونقيضه هو عدمه, يعني عدم هذا الوجود , ونقيضه هو العدم المطلق وليس العدم المضاف, لأنه عدم الوجود الواحد الشخصي اللا متناهي نقيضه ما هو؟ نقيض كل شي رفعه, ورفعه يعني تحقق العدم المطلق, إذا اتضح هذا.

    الآن نأتي إلى هذا الواحد الشخصي, هذا الواحد  الشخصي قلنا أن له شؤون كما انه النفس واحدة شخصا,  يعني زيد انت جنابك الآن أمامي انت تقول أنا, هذه الأنا اصطناعية أو واقعية, هذه التي انت أو ما التفت إلى علمك المركب لا البسيط يعني التفت إلى علمك بالعلم تقول أنا, هذه أنا التي استمرت مع نوح الفين سنة ومع الإمام الحجة× ألف وكذا سنة, ولعله لا ادري كم ألف سنة تستمر, هذه المستمرة معي ومعك اصطناعية أو واقعية؟ هذه واقعية حقيقية هذه واحدة ولكن هذه وحدتها تنافي انك تقول سمعت, وأبصرت, شربت, نمت, قمت, ضربت, ألف شان وشان تنسبه إلى هذا الواحد الشخصي.

    سؤال: إذن له كثرة ولكن هذه الكثرة ليست مباينة ولا انها شي غير هذه الوحدة, ولكن غير اعتبارية وليس وهمية ليس سراب {كسراب بقيعة}  و إنما نفس أمرية لها مناشىء انتزاع.

    سؤال: هذه الكثرات فيما بينها إذا قيس بعضها إلى بعض تتضاد أو لا تتضاد؟ نعم يمكن أن تتضاد, تتماثل أو لا تتماثل؟ نعم تتماثل, (كلام لاحد الحضور) بلى تماثل , المراد  المعنى العام, هناك أيضاً التضاد ليس له معنى لأنه هناك لا يوجد موضوع وعرض لا يوجد بناء على الوحدة الشخصية للوجود الشؤون ليست عرض بالمعنى الفلسفي وان كانت هي عرض بالمعنى العرفاني, لذا إنشاء الله تعالى واحدة من فصول هذا البحث انه ما هو اصطلاح العارف في  الجوهر والعرض, سنثبت هناك أن العارف يعبر عن تلك الحقيقية الواحدة الشخصية بالجوهر, ويعبر عن جميع هذه الشؤون بالأعراض, بهذا الاصطلاح إذن يمكن أن نتصور الضدية لا محذور, يعني هذا لا يجتمع مع هذا وهذا لا يجتمع مع هذا, الشهوة لا تجتمع مع العقل و العقل لا يجتمع مع الشهوة, النوم الذي هو شان من شؤون هذا الانسان يجتمع مع اليقظة أو لا يجتمع؟ لايجتمعان, فان النوم شان واليقضة شأن آخر, ولكن النوم واليقضة كلاهما لزيد هذا الانسان الواحد الشخصي, إذن هذا الانسان قائم وقاعد, قعوده وقيامه لا يجتمعان معا,  في فرض القيام  ليس بقاعد في فرض القعود ليس بقائم, ولكن هذا القيام والقعود لزيد, هو لهذا الوجود الواحد, هذا من باب الأمثلة.

    السؤال الأساسي: وهو انه في فرض اجتماع الضدين لأنه فرضنا انه هذا الوجود الواحد لا ضد له ولكن الشؤون تتضاد, وهذه المتضادات مجتمعة في هذا الوجود الواحد, هذا الوجود الواحد له شأنان متضادان فإذا نظرت إلى هذا الضد وهذا الضد لا يجتمع احدهما مع الآخر أما, إذا نظرت للواحد الواجد للضدين, اجتمع عنده الضدين أو لم يجتمعا؟

    اجتمعا عنده كلاهما موجود عنده, الظهور والبطون هذا مثال أوضح, الظهور والبطون متضادان, فحيث الظهور غير حيث البطون ولكن هذا الواحد الشخصي أيضاً له بطون وله ظهور فهو واجد بين المتقابلين, فعلا واجد وليس الآن واجد للظهور وعندما يجد الظهور لا يوجد عنده بطون لا ليس الامر كذلك, نعم حيث الظهور لا يوجد فيه بطون, حيث البطون لا يوجد فيه حيث الظهور, ولكن هذا الواحد الشخصي في نفس الآن واجد للبطون و للظهور معا.

    اسمحوا لي, لا يوجد مشكلة كما انه جنابك انه في الوجود تقول بأنه مفاهيم متعددة على زيد تقول عالم, قادر, سميع, بصير, معلول موجود, كلها تقوله و تعدد المفاهيم ولكنها كلها متساوية الصدق في الخارج, هذا بحسب  التحليل العقلي تحيثها لا بحسب المتن الواقع بحسب المتن الواقع هي ماذا؟

    فلهذا إذا تذكرون في أول بحث النهاية هذه الحقيقية اشرنا إليها قلنا تعدد المفاهيم ولكنها لا تكشف عن تعدد الحيثيات, لأنه هذه متساوقة مصداقا, وقلنا معنى المتساوقة مصداقا يعني ليس فقط من حيث المصداق واحدة وإنما حيثية الصدق واحدة, جيد .

    الآن لو نظرنا إلى هذا الوجود الواحد الذي اجتمع فيه الضدان,  هذا الوجود الواحد وليس هذا الضد مع هذا الضد, ذاك الوجود الواحد واجد للضدين , إذا اجتمع عند هذا الوجود الواحد الضدان لا زم اجتماع الضدان اجتماع النقيضان, أساساً انتم في المنطق قراناه وفي الفلسفة أيضاً قراناه, قلنا أن استحالة اجتماع الضدين ترجع إلى استحالة النقيضين, والا إذا لم يكن اجتماع النقيضين ممتنع لا يستحيل اجتماع الضدين, لماذا استحال اجتماع الضدين لأنه يودي إلى اجتماع النقيضين فإذا جاز اجتماع الضدين جاز اجتماع النقيضين, واضح صار المطلب الآن.

    لذا قال: وبه يتحقق  الضدان, عرفنا هذا المعنى, ويتقوم المثلان, عرفنا هذا المعنى, بل هو الذي يظهر بصورة الضدين وغيرهما, ميزنا بين معنى يتحقق ويظهر, بالأمس بينا قلنا ذاك مرتبط بالصدور وهذا مرتبط بالظهور, ويلزم منه, التفت إلى الحاشية رقم 9  شيخنا الاستاذ  الشيخ حسن زاده يقول: ويلزم من ظهور الوجود بالضدين يلزم منه اجتماع النقيضين لماذا يلزم ذلك؟

    يقول: لأنه إذ كل منهما أي الضدين يستلزم سلب الآخر, بعد ذلك تأتي الحاشية التي ذكرت في الفصل العزيري, قال: فَسِر القدر من اجل العلوم فهو يعطي النقيضين, هذا ا لبحث هذه الطبعة الحجرية التي قلت أن هذه النسخة التي قلت أن  شيخنا الاستاذ لم يضبطها جيدا ص302, تعال إلى ص27, أنا أتكلم في حاشية الشيخ حسن زادة هذا رقم النسخة الحجرية مع انه المفروض أن محقق هذا الكتاب عندما يريد أن يرجع لابد أن يرجع إلى هذه النسخة وليس على النسخة الحجرية, هذه 302 في الطبعة الحجرية, وعندما يرجع بعد سطرين يقول الجزء الثاني ص174, هذا كتابه فكتابه ليس فيه صفحات مستقلة ماشية إلى ألف وكسر, فما مقصوده من صفحة 174, هذا أيضاً  اشتباه لأنه تلك الجزء الثاني لم يبدأ من الصفحة رقم واحد وإنما بدأ من تتمة هذه الصفحات, أنا إنشاء سأقف على هذا المطلب في صفحة 302 من الطبعة الحجرية يعني في الفصل العزيري, ولكن الاخوة الذين لديهم ذهنية للمطالعة, هذا البحث تعرض له الشيخ الاكبر في الفتوحات المكية,  الجزء الرابع ص 16  هذه الطبعة الحجرية أيضاً, لأنه أنا ارجع إلى الطبعة الحجرية باعتبار لا يوجد غير الطبعة الحجرية, لأنه هذه الطبعة التي ليحيى ابراهيم مذكور, ويحيى عثمان, هذه أربعة عشر جلد فقط التي هي تصير خمسين مجلد, فالذي عنده الطبعة الحجرية التي أربعة مجلدات تلك الجزء الرابع ص 16, إنشاء بحثه التفصيلي يأتي في محله, خلص البحث هنا.

    واختلاف الجهتين, تعالوا معنا إلى اختلاف الجهتين, واختلاف الجهتين, شيخنا الاستاذ  الشيخ جوادي حفظه الله, بتعبيرنا العراقي (هواي تنقق) بالعبارة, قال أنا اعتقد انتم الذين تنقلون إلى الذي بعدكم, فإذا أنا لم اشرح المتن ثم أطبق العبارة, فانت عندما تعطيه إلى الجيل اللاحق أيضاً لا تعتني في النص, لذا أنا أستميح عذرا الاخوة مرة أخرى إذا أنا أقف عند العبارة أريد أن لا يبقى عبارة واحدة غامضة في هذا الكتاب.

    واختلاف الجهتين(كلام لاحد الحضور) أنا قلت يأتي إنشاء الله, والا أنا الآن لا أريد أن ادخل لأنه هذا نص آخر لابد أن نقف عليه في محله.

    واختلاف الجهتين, هذه واختلاف الجهتين جواب عن سؤال مقدر, وهو انه انت قلت هذه الوجود الواحد يظهر بصورة الضدين, لعله يظهر بصورة الضدين مع إختلاف الجهة, وليس انه يظهر بصورة الضدين مطلقا من غير اختلاف الجهة, والمراد من اختلاف الجهة يعني الوحدات التسعة التي قرأتموهما في المنطق الثمانية أو التسعة, نعم نحن نقبل أنه كلا هذين الأمرين يظهران بالوجود الواحد الشخصي ولكن مع اختلاف الجهة؟

    أجاب كلا, اختلاف الجهة إنما هو من اعتبارات العقل وحيثيات العقل, والعقل مرتبة من مراتب ذلك الوجود, نوع من أنواع ذلك الوجود, إذا يتذكر الاخوة فيما سبق قال: والوجود الخارجي والذهني الوجود من حيث هو هو لا خارجي و لا ذهني والخارجية والذهنية نوعان من أنواعه.

    إذن: إذا نظرنا إلى ذلك الوجود الواحد الشخصي فهو مجمع جميع المتضادات بلا لا اختلاف الجهة والحيثية, تقول نحن نجد مع اختلاف الجهة يجتمعان؟

    يقول نعم هذا اختلاف الجهة وتعدد الجهة مرتبط ليس بالوجود الواحد الشخصي وإنما مرتبط بنوع من أنواعه وهو الوجود العقلي.

    قال: واختلاف الجهتين, كأنه سؤال مقدر أننا نحن نقبل أيضاً يجتمع الضدان في الوجود الواحد ولكن مع اختلاف الجهتين؟

    قال: لا, واختلاف الجهتين إنما هو باعتبار العقل يعني باعتبار نوع من أنواع الوجود المطلق, وأما في الوجود, يعني الوجود الواحد الشخصي يعني الوجود من حيث هو هو, يعني الوجود اللا بشرط المقسمي, يعني الوجود الحق الذي هو شامل حتى للعدم. وأما في الوجود, هذا الوجود الواحد الشخصي,  فتتحد الجهات كلها.

    ثم يضرب مثالا آخر, يقول: فان الظهور والبطون, هذا ليس مرتبط فقط بالمتضادين والمثلين بل كل المتقابلات وضعها كذلك, كل المتقابلات مستهلكة في هذا الوجود, يعني هذا الوجود الواحد الشخصي مجمع لجميع المتقابلات و الأضداد, لذا نحن عندما نأتي إلى بعض المظاهر نضع أيدينا عليها نقول هذا المظهر جمع بين الأضداد, كيف جمع بين الأضداد؟

    يعني هذا الوجود الواحد الشخصي, وأنا وأنت أيضاً كذلك, أنا الآن في قسوة, في رحمة, في غضب, في رأفة, هذا الوجود الواحد كلها موجودة فيه, لكن بعض الأحيان هذا الوجود الواحد تارة يظهر بهذا وأخرى يظهر بهذا المظهر, ولعله في بعض الأحيان يظهر بالمظهرين معا, ولكن هذا الظهور بالمظاهر المتضادة في أن واحد ليس لكل احد لأنه ذاك يحتاج > لا يشغله شان عن شان< عند ذلك يكون في أن واحد مظهر للمتضادات, لأنه الظهور يحتاج إلى التفات ومع الغفلة لا معنى للظهور, فإذا كان هذا الموجود من القوة الوجودية بنحو لا يشغله شان عن شان, كان عندنا احد الأصدقاء من الطلبة الفضلاء كنت اقول له انت أين تحضر درسك قال أنا معتاد احضر درسي مع العائلة يعني الأطفال يلعبون وأنا احضر الدرس, فممكن في أن واحد أن يقوم في عدة أعمال ولا يشغله شان عن شان.

    قال: وأما في الوجود فتتحد الجهات كلها فان الظهور والبطون وجميع الصفات الوجودية المتقابلة مستهلكة في عين الوجود, كلها موجودة في هذا الوجود الواحد الشخصي, تقول هذه التغايرات من أين؟

    يقول: هذه التغايرات بحسب تحليل العقل, يعني بحسب مرتبة من مراتب هذا الوجود الواحد الشخصي, فلا مغايرة بين هذا الظهور والبطون الا باعتبار العقل.

    إشكال: يقول انت تتكلم عن الصفات السلبية للوجود, لأنه قال أن الوجود لا مثل له لا ضد له, هذه سلبيات, والسلبيات امور عدمية, وأنت أرجعت  هذه الامور السلبية إلى نفس الوجود, قلت أن الوجود واجد لها مع أن السلب يقابل الوجود فكيف يمكن إرجاع المقابل إلى مقابله.

    أعيد الاشكال: يقول انت تتكلم عن الصفات السلبية والصفات السلبية امور عدمية أولاً , هذه مقدمة والمقدمة الثانية: أن العدم يقابل الوجود, فلو أرجعت هذه الامور العدمية إلى الوجود لزم رجوع المقابل إلى مقابله وهو غير معقول.

    الجواب: جواب يذكره في الحاشية وهو الجواب الذي قرأتموه في الفلسفة وهو انه هذه ليست سلب وإنما سلب للسلب فمرجعها إلى الوجود, وهذا قراناه في البداية في النهاية في الاسفار المنظومة, هذا وجه.

    ووجه آخر تقدم فيما سبق وهو انه أن مفهوم الوجود له من السعة حتى يشمل ما يقابل الوجود وهو العدم المطلق, وهذا ذكرناه في صفحة25, قال: وهو اعم الاشياء باعتبار عمومه وانبساطه على الماهيات حتى يعرض مفهوم العدم المطلق والعدم المضاف.

    إذن ليس هو من إرجاع المقابل إلى المقابل بل من إرجاع الشيء إلى نفسه, إرجاع شان من شؤون الوجود إلى نفس الوجود.

    والصفات السلبية, مع كونها عائدة إلى العدم, لذا في الحاشية قال أي مفهوما, وهو سلب الامكان و النقص, قال في آخر الفص الرابع ص27 هذه الطبعة الحجرية مع أن الفصل ليس صفحه 27 فكان ينبغي تخرجيها على هذه النسخة التي محققة.

    والصفات السلبية مع كونها عائدة إلى العدم أيضاً راجعة إلى الوجود من وجه, ما هو ذلك الوجه؟ وهو أن مفهوم  الوجود أما عدم العدم وجود وأما أن مفهوم الوجود له من العمومية يشمل مقابله وهو العدم.

    فكل من الجهات المتغايرة عين باقيها, يقول: إذا وجدت جهات متغايرة في نوع من أنواع ذلك الوجود, صحيح هذه متغايرة في العقل, ولكنه في الواقع في ذلك الوجود واحدة أو متعددة؟ واحدة.

    نعم عندما تأتي إلى مرتبة من مراتبه لضيق تلك المرتبة لا تتحمل لان تكون جامعة للضدين, يقول إذا وجد هذا هذا ليس بموجود, لماذا ليس بموجود؟

    لأنه تلك المرتبة من مراتب الوجود ضيقة لا تحتمل وجود الضدين معا, فما هما متغايران عقلا هما واحد خارجا, انتبه إلى هذه القاعدة, إذن انت هنا لا تستطيع أن تجري احكام العقل على تلك الحقيقية لأنه من احكام العقل التغاير بين هذه الجهات, فهل هذه المغايرة أيضاً موجودة في حقيقية الوجود أو غير موجودة؟ غير موجودة. فكل من الجهات المتغايرة, هذا التغاير من وجودها العقلي, هذه من حيث وجودها العقلي متعلق بالمتغايرة, المتغايرة من حيث وجودها العقلي, كل من الجهات المتغايرة عين باقيها, عين تلك الجهات الأخرى, ولكن عين باقيها يعني في متن ذلك الواحد الشخصي.

    يقول: وأنت إذا وجدت بأنه الضدان يجتمعان أو لا يجتمعان؟ انت ماذا تقول؟ تقول الضدان لا يجتمعان, الم تقرا في علم النفس الفلسفي لكي تحكم النفس على شيء لا بد من حضور الموضوع والمحمول معا, هذا قرأته في الفلسفة, يمكن أن يحكم الحاكم من غير الطرفين, وأنت تقول الضدان إذا انت غير متصور اجتماع الضدين كيف تقول لا يجتمعان؟ إذا الضدان غير حاضران في النفس في مرتبة من مراتب النفس يمكن أن يحمل عليهما لا يجتمعان أولا يمكن؟

    يقول وهذا خير شاهد على أن الضدين يجتمعان, والا إذا لم يجتمعا في متن الواقع لما اجتمعا في العقل, إذا كان يستحيل اجتماع الضدين كان يمكن إحضار الضدين في الذهن أو لا يمكن؟ لا يمكن , مع انك تحضرهما , هذا يجعله دليلا على انه في متن الواقع الضدان مجتمعان, والا لو لم يجتمعا في طبيعة الوجود وفي ذلك الواحد الشخصي كان يمكن أن يجتمعا  في فرد من أفراده أو لا يمكن؟ لأنه ما امتنع عن الطبيعة امتنع على جميع أفرادها, هذه قاعدة قرأتموها في النهاية, إذا كان الشيء ممتنعا عن الطبيعة هل يمكن أن يوجد لفرد من افرداها أو لا؟ طبعا, ولاينعكس, ليس إذا صح شيء للطبيعة صح على جميع أفرادها نكتتها تأتي بعد ذلك, إذا كان اجتماع الضدين ممتنع حقيقية, يعني في طبيعة ذلك الوجود, أذن يمكن أن يوجد في فرد من أفراده أو لا يمكن؟ والمفروض أن الوجود العقلي نوع من أنواع ذلك الوجود الشخصي وفرد من أفراد ذلك الوجود الشخصي.  إذن من هنا نستكشف أن اجتماع الضدين في تلك الطبيعة أمر ممكن أو ممتنع؟

    لو كان ممتنعا لما وجد في هذا الفرد فحيث وجد في هذا الفرد إذن هو ممكن على الطبيعة وموجود في الطبيعة, فلذا عبارته:  ولكونهما, هذا بيان كيف انه اجتمعا في العقل, ولكونهما, أي الضدان, مجتمعين في عين الوجود يجتمعان أيضاً في العقل, إذ لولا وجودهما في الوجود لما اجتمعا في العقل, أعيد إرجاع الضمائر, إذ ولكونهما, أي الضدان, ولكونهما مجتمعين في الوجود, المراد من الوجود هو الطبيعة وهو الوجود الواحد الشخصي, والا لو كان ممتنعا ما امتنع على الطبيعة لامتنع على جميع أفراده, فإذا وجدنا في فرد من الأفراد اجتمعاع الضدين إذن الطبيعة يمكن اجتماع الضدين فيها, وقلنا ولا ينعكس, فليس كل ما جاز على الطبيعة جاز على الافراد, نعم كل ما امتنع على الطبيعة امتنع على الافراد, إذا ماهية من الماهيات يستحيل فيها البصر فهل يمكن لفرد من أفراد تلك الطبيعة أن تكون بصيرة؟ لا, لان الكلي الطبيعي موجود بوجود أفراده.

    إذن: كل ما امتنع على الطبيعة امتنع على أفرادها فإذا وجدنا شيئا في فرد من أفراد الطبيعة فهو جائز على الطبيعة, أما وليس كل ما صح على الطبيعة يصح على جميع الافراد, لماذا؟

    لأنه لكل فرد خصائصه لعله يكون مبتلى بعشرات الموانع لا يمكنه أن يصل إلى ما هو ممكن في الطبيعة, الإنسان هذه الطبيعة يصح فيها أن يصل الإنسان فيها إلى قاب قوسين أو أدنى, يعني بالضرورة أن جميع الافراد قادرون على الوصول إلى قاب قوسين أو أدنى هل يوجد هكذا ملازم؟ كلا لا يوجد ملازمة, لذا هذه الجملة يريد أن يشير إلى جواز اجتماع الضدين في الطبيعة بشهادة جواز اجتماع الضدين في فرد من أفراد تلك الطبيعة وفي نوع من وفي شان وفي مرتبة من مراتب تلك الطبيعة. ولكونهما, أي الضدان, مجتمعين في عين الوجود, يعني ذلك الواحد الشخصي, يجتمعان أيضاً في العقل, إذ لولا وجودهما أي الضدان فيه, أي في عين الوجود, لما اجتمعا في العقل, فان قلت ينعكس؟ يقول لا نعكس.

    وعدم اجتماعهما في الوجود الخارجي الذي هو نوع من الأنواع ليس معناه عدم اجتماعهما أين؟  انت استدللت على ا جتماعهما في النوع العقلي على جواز اجتماعمها في الطبيعة, يقول جيد إذا كان هذا الاستدلال تاما, ولكن نحن نجد يستحيل وجودهما في نوع آخر وهو الخارجي.

    إذن: نقول يستحيل اجتماعهما في الطبيعة, بائك تجر وبائنا لا تجر, انت استدللت من خلال جواز اجتماعهما في نوع على وجود ذلك الشيء في الطبيعة فاستدل أيضاً على عدم جوازه في نوع آخر على عدم وجوده في الطبيعة, يقول: لا, ما امتنع على الطبيعة يمتنع على الافراد لا ما امتنع على الافراد يمتنع على الطبيعة.

    فإذن صار عندنا قاعدتين نقررهما من جديد: كلما جاز على الطبيعة يجوز على الافراد؟ الجواب كلا, يمكن أن يجوز على  الطبيعة ولكن بعض الافراد مبتلية بمانع. وكل ما امتنع على الطبيعة يمتنع على الافراد؟ الجواب نعم كل ما امتنع على الطبيعة امتنع على الافراد, هذا خلصنا منه, هذا مرتبط إلى الطبيعة تعالى إلى الافراد. كل ما جاز على الافراد جاز على الطبيعة؟ نعم يجوز على الطبيعة, أما كل ما امتنع على الافراد يمتنع على الطبيعة؟

    الجواب: كلا, يمكن أن يمتنع لسبب موجود في هذا النوع ولكن الطبيعة ممكنة, واضح صار. الآن افتح لي قوس مولانا, العرفان النظري فلسفة أو غير فلسفة؟ ليس فقط فلسفة بل أعمق من الفلسفة التي انت قرأتها, يوجد تصور عامي بين الناس يعني تأخذ السبحة وتذهب إلى عالم الهبروت, هذا غير موجود هنا, نحن عندنا هاهوت عندنا, جبروت عندنا, ملكوت عندنا, ملكوت أعلى , ملكوت أسفل, شيخنا الاستاذ الشيخ الأنصاري الله يحفظه يقول بأنه ميرزا مهدي الآشتياني صاحب التعليقة العظيمة على المنظومة أتى وألقى محاضرة في مسجد أمام حسن هذا, قال: أن الفلاسفة يقولون بالملكوت الأدنى, والملكوت الأعلى, والجبورت وقسم اقسام الجبورت وأنا اقول هذا كله غير عالم الهاهوت, يقول واحد من الفضلاء, وكان عموم الناس مجتمعين, على أساس عالم انه عالم من طهران, وكان يسمعون منه درس أخلاقي,  واحد كان يجلس هناك قلت له أن هؤلاء الجالسين يلتفتون إلى انه ماذا تقول, قال اعلم انه غير ملتفتين ولكن أنا أتلكم لنفسي, الآن فنحن نتكلم لنفسنا عالم الهبروت.

    إذن: التفتوا جيدا, العرفان النظري واقعا حقيقته فلسفة يا اخواني, لذا واقعا يوجد مطالب هنا تقال وهي مطالب فلسفية أبدا حتى انت  في الحكمة المتعالية لم نقراها(كلام لاحد الحضور) احسنتم النظر النهائي في الفلسفة عند العرفاء فهؤلاء فلاسفة قبل أن يكونوا عرفاء, ولكنهم يريدون أن يبينوا الوحدة الشخصية بلسان فلسفي.

    قال: وعدم اجتماعمها في الوجود الخارجي, انت استدللت من اجتماعمها في العقل على اجتماعهما في الطبيعة ونعكس الامر من عدم اجتماع الضدين في الوجود الخارجي, المراد الخارجي هنا المراد منه هو الذي في مقابل الوجود الذهني الذي هو نوع من أنواع الوجود المطلق, يقول وعدم اجتماعهما في الوجود الخارجي, قيده حتى يتضح  ليس المراد الخارج في قبال العدم, الذي هو نوع من أنواع الوجود المطلق, لا ينافي اجتماعهما في الوجود من حيث هو هو, لا ملازمة بالقواعد الأربع التي اشرنا إليها. حكم آخر من احكامه السلبية ولا يقبل الانقسام ولتجزي, الآن التي قرأتها للوحدة التشكيكية للوجود كلهن لمن؟  في البداية والنهاية قرأتم أن الوجود لا ضد له  أن الوجود لا مثل له أن الوجود لا ثاني له أن الوجود لا غير له أن الوجود لا يتجزأ بسيط من كله جهة هذه كلها احكام الوجود الواحد الشخصي الذي صدر المتألهين بشكل من الاشكال جاء بها إلى الوحدة التشكيكية.

    قال: ولا يقبل الانقسام, ما هو الذي لا يقبل الانقسام؟ هذا الوجود الواحد الشخصي, ولا يقبل الانقسام والتجزي أصلا خارجا وعقلا, لا يوجد له تجزي, قرأتم أربعة اقسام, كم قسم من التركيب نحن عندنا؟ خمسة أو ستة أو سبعة على الاختلاف الموجود ولكن المنفي هنا أربعة, انقسام خارجي غير موجود والانقسام الخارجي على قسمن: أما أجزاء مقدارية وأما مادة وصورة خارجية, انقسام عقلي غير موجود, يعني مادة وصورة عقلية وجنس وفصل ذهني, هذه الاقسام الأربعة له, إذا لم يكن كذلك نصل إلى نتيجة واحدة, إذن هذا الوجود له جنس أو لا جنس له؟ لا جنس له, إذا لم يكن له جنس فله فصل أو ليس له فصل؟ إذا لم يكن فصل فله حد أو ليس له حد؟ إذا كل يكن له حد فله برهان أو ليس له برهان؟

    في الاسفار لا اقل في موضعين نحن نشير إليها حتى الاخوة لأنه بعدها لم يقرؤوها بعد ولكنه ما قراناه, في الاسفار الجزء الأول صفحه 26 قال: ولما لم يكن للوجود حد, هذه من أين أخذها؟ فلا حد له لأنه العبارة فلا جنس له ولا فصل له فلا حد له, إذن هذه وجود لا حد له من أين؟ لذا الشيخ مصباح في تعليقته على النهاية أشكل قال: أنا لا ادري لماذا الوجود لاحد له لماذا؟ نحن نضع أيدينا على الوجودات الامكانية هل لها حد أو ليس لها حد؟ فقد خلط سيدنا الاستاذ بين الوجود الواجبي والوجود والإمكان, هذه من إشكالات الشيخ مصباح على مباحث النهاية, قال: لماذا يقولون أن الوجود لا حد له؟ الواجب لاحد له صحيح, لا جنس له صحيح, لا فصل له صحيح , لا ماهية له صحيح,  لاحد لا برهان عليه, لأنه مبدأ المبادىء, أما أنا وأنت لا جنس لنا لماذا ليس لنا جنس؟ لماذا نقول جنس وفصل وماهيات وأعراض إلى آخره, هذا أين نبحثه؟ لأنه هذا البحث اقتطع من محله  وذهب إلى غير محله, هذا البحث الذي الآغايون ذكروه هنا لا حد له لا جنس له فلا فصل له فلا حد له مرتبط بالوجود الواحد  الشخصي لأنه لا تعدد أصلاً , أما إذا تعدد  الوجود لماذا لايوجد عندنا حد وبرهان إلى آخره؟ انظروا إلى الابحاث كيف متداخلة, لذا الذي لا يقرأ دورة عرفان نظري بشكل جيد هل يستطيع أن يعرف الحكمة المتعالية جيدا أو لا يستيطع؟ لا يمكن أن يعرف أن مله صدرا  أين يتكلم.

    إذن النتيجة:فلا جنس له ولا فصل له فلا حد له, هذا في الابحاث المنطقية والفلسفية كما قلت في الاسفار الجزء الأول ولما لم يكن للوجود حد فلا برهان عليه لان الحد والبرهان متشاركان في حدودهما على ما تبين في علم المنطق, أن ما لا حد عليه لا برهان عليه, وما لا برهان عليه لا حد عليه.

    سؤال: علومنا الحصولية قائمة على أي أساس والبرهان متشارك مع ماذا؟ فما لا حد له لا برهان عليه, فهل يوجد علم حصولي أو لا يوجد علم حصولي, من هنا تجد أن العارف يغلق باب العلم الحصولي, يقول إذا أردت أن تعرف حقيقية هذا الوجود فلا بد أن تسير إليه من خلال الكشف والفناء.

     والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/03/10
    • مرات التنزيل : 2234

  • جديد المرئيات