نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (19)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: وحقيقته غير معلومة لما سواه, وليست عبارة عن الكون ولا عن الحصول والتحقق والثبوت.

    في هذا الفصل الاول كان الكلام في احكام هذا الوجود الواحد الشخصي سواء كانت أحكاماً ثبوتية او أحكاما سلبية, ذكرنا مجموعة من الاحكام, مثلا قلنا انه ليس بجوهر وليس بعرض, قلنا انه ليس له أول وليس له آخر, قلنا انه بكل شيء محيط, قلنا انه بكل شيء عليم, وهكذا.

    من الاحكام الأخرى تقريبا السلبية لهذا الوجود الواحد الشخصي لأنه في العرفان النظري نحن نتكلم عن هذا الوجود الواحد الشخصي وعن احكامه, من احكام هذا الوجود الواحد الشخصي هو انه لا يمكن إكتناهه لاحد, الا هو, هذا الوجود واقف على كنه ذاته, ولكن لا يمكن لأحد أن يقف على حقيقة كنه ذاته, وهنا أيضاً يرجع ذلك التساؤل المكرر الذي اشرنا إليه مرارا وهو انه هل يوجد له غير او لا يوجد له غير؟ الجواب: بناء على الوحدة الشخصية للوجود لا يوجد هناك غير ولكن هذا ليس بمعنى انه لا توجد هناك كثرة, مرارا ذكرنا أن نفي الثاني لهذا الواحد الشخصي ليس معناه نفي الكثرة لان هذا الواحد الشخصي له شؤون له مظاهر له مراتب, اذن عندما نقول وحقيقته غير معلومة لما سواه, المراد من السوى هنا يعني المظاهر العلمية والمظاهر العينية, يعني لا يمكن لمظهر من مظاهره بلغ ما بلغ من السمو والرفعة أن يحيط بكنه هذه الحقيقة, من باب المثال من باب من عرف نفسه فقد عرف هذه الحقيقة:

    اذا فرضنا أن النفس لها حقيقة لها كنه لا يمكن لشأن من شؤون النفس أن تقف على حقيقة النفس, من شؤون النفس العقل, من شؤون النفس الخيال, من شؤون النفس الواهمة.. هذه كلها شؤون النفس, هل يمكن لشأن من شؤون النفس أن تقف على حقيقة وكنه النفس كما تقف النفس على حقيقتها او لا يمكن؟

    الجواب: المدعى هنا انه هذه الحقيقة هذا الوجود الواحد الشخصي لا يمكن لمظهر من مظاهره أن يقف على كنهه, ما هو المراد من الكنه؟ يعني على مرتبة الذات التي هي اللا بشرط المقسمي تلك لا يمكن, لا يمكن لأي موجود لا حصولا لا شهودا فضلا عن الحصولي, من الواضح أن العلم الحصولي لا يمكن أن يصل الى الإكتناه, الآن قد يقول قائل الشهودي كيف, علم الشهودي؟ الانكشاف حتى في مراح الفناء؟

    الجواب: حتى في مراحل الفناء فإنه يستطيع أن يقف على هذه الحقيقة بمقدار سعته ومرتبته لا بمقدار الواقع على ما هو عليه.

    اذن لعله هذا الحكم الأخير لهذه الحقيقة لأنه بعد ذلك ستنتهي الاحكام.

    قال: وحقيقته يعني وحقيقة هذا الوجود الواحد الشخصي الذي بدأنا الاحكام فيه اذا يتذكر الاخوة من ص21 قال: في الوجود وانه هو الحق اعلم أن الوجود من حيث هو هو الذي عبرنا عنه أن الوجود من حيث هو هو أي وجود؟ هو الوجود الواحد الشخصي الذي هو بحثنا في العرفان النظري, من احكام هذا الوجود انه لا يمكن لاحد أن يكتنه حقيقة هذا الوجود, ما معنى لا يوجد احد؟ ليس مراد ثاني لان هذا الوجود لا ثاني له, وإنما المراد يعني شأن من شؤونه لا يمكن أن يقف على ذات وكنه وحقيقة هذا الوجود كما يقف هو على نفسه, يا من لا يعرف ما هو الا هو, لعله إشارة الى هذه الحقيقة, يا من لا يعرف من هو الا هو, هو الذي هذه المعرفة التي يعرف بها نفسه هل يمكن لغيره لشأن من شؤونه لمرتبة من مراتبه أن تعرفه كما يعرف هو نفسه؟ الجواب: كلا هذا الطريق مغلق لا حصولا ولا حضورا.

    وحقيقته غير معلومة لما سواه, والمراد من السوى هنا يعني الشؤون يعني المراتب شؤون ومراتب هذه الحقيقة, وليست هذه الحقيقة عبارة عن الكون ولا عبارة عن الحصول ولا عبارة عن التحقق والثبوت, هذه الحقيقة ليست هي هذه الامور لماذا؟

    يقول: لأنه ما هو مرادكم من الحصول والثبوت والتحقق والكون ونحو ذلك من المرادفات هذه الالفاظ؟ أن كان مرادكم مفهوما المفهوم فالمفهوم أمر ذهني وهو عارض على الاشياء وهذه الحقيقة شيء وراء هذا المفهوم, وان أريد بها أي بالحصول والتحقق والثبوت والتحقق والكون إن أريد بها المصدر, يعني ذلك المفهوم المصدري الموجود في الذهن, لان كلا منها أي من الحصول والتحقق والثبوت والكون, لان كلا منها عرض حينئذ ضرورة, المراد من العرض يعني ما يعرض غيره, لا المراد من العرض يعني العرض في مقابل الجوهر, فلهذا انتم تقولون مفهوم الوجود مفهوم عرضي ما معنى مفهوم عرضي؟ ليس معناه عرضي عرضي في قبال الجوهر لا, يعني يعرض غيره.

    يقول: حقيقة هذا الوجود ليست هي الكون والحصول والثبوت والتحقق لأنه إن أريد بهذه الامور المصدر يعني هذا المفهوم الذي في الذهن, لان كلا منها عرض حينئذ ضرورة والمفروض أن هذه الحقيقة تعرض غيرها او لا تعرض غيرها؟ لا تعرض غيرها, وإن أُريد بها أي بهذه الامور يعني الكون والحصول والثبوت والتحقق, لا يراد بها المفهوم وإنما يراد بها المحكي بهذه المفاهيم يعني أُريد بها المصداق, إن أريد بها المصداق.

    قال: (هنا المحاضرة فيها قطع) بلفظ الوجود أُريد بها ما يراد, يعني ما يراد المفهوم وإنما يراد بها المحكي بهذه المفاهيم يعني مصاديق هذه المفاهيم, وإن أُريد بها ما يراد بلفظ الوجود فلا محذور, (المحاضرة فيها قطع هنا) تسمى الوجود تسمى كون تسمى حصول تسمى ثبوت تسمى تحقق, ولكن عند ذلك يكون يمكن إكتناه معنى التحقق او لا يمكن؟ لا يمكن, كما لا يمكن إكتناه معنى ومفهوم الوجود لا يمكن إكتناه معنى ومفهوم التحقق, يعني مصداقه, لا يمكن إكتناه مصداق التحقق, مصداق الثبوت مصداق الكون, ولا مشاحة انت تريد إن تسمي الحقيقة بالكون بالثبوت بالتحقق لا مشاحة, ولكنه توجد مشكلة أخرى وهي انه هذا تسمية الشيء بالأسماء الغير مشهورة وغير الأوضح وغير المعلومة لان مفهوم الوجود أوضح من غيره من المفاهيم, طيب لماذا تسمي هذه الحقيقة وهذا الشيء الواحد الشخصي تسميه كونا, تسميه وجودا أفضل, ونحن بينا في مباحث تمهيد القواعد إنّ أفضل مفهوم يمكن أن يعبر عن هذه الحقيقة أي مفهوم؟ مفهوم الوجود, الاخوة اذا يريدون أن يرجعون الى هذا البحث يرجعون إليه في تمهيد القواعد هذه الطبعة التي هي تحقق السيد الآشتياني رحمة الله تعالى عليه هناك في ص173 بشكل مفصل قال: ثم انه ليس بين الالفاظ المتداولة ها هنا شيء أحق من لفظ الوجود بذلك, لا نزاع أن تريد أن تسمي هذه الحقيقة ثبوت او كون او تحقق او الى غير ذلك, ولكن هذا عدول من الأحسن الى غير الأحسن, هذا عدول من الأشهر الى غير الأشهر, هذا عدول من الأوضح الى غير الأوضح, وقد قرأنا انه اذا أردنا أن نضع المرادفات وإذا أردنا التعريف اللفظي لا اقل لابد أن يكون التعريف بالأشهر لا التعريف بغير الأشهر.

    إذ معناه, معنى الوجود, إذ معناه اعم المفهومات حيطة وشمولاً وأبينها تصورا وأقدمها تعقلا وحصولا لوجهين اشرنا مفصلا الى الوجهين هما في الدرس 12و 13 من الدروس التي فيها اشكال في القرص الذي هو موجود بين أيديكم, نعم الدرس 12 فيه اشكال, على أي الاحوال, بشكل مفصل نحن في الدرسين 12و 13 وقفنا عند هذه الحقيقة.

    ولهذا قال: وان أريد بها أي بهذه الالفاظ يعني الكون والتحقق والثبوت والحصول, وان أريد بها ما يراد بلفظ الوجود فلا نزاع لا مشاحة في الاصطلاح, كما أراد أهل الله بالكون وجود العالم, لا مشاحة في الاصطلاح, أولئك قالوا الكون وأرادوا به العالم, انتم تقولون الكون وتريدون به تلك الحقيقة الواحدة, لا مشاحة في ذلك, هذه من باب ضرب المثال في انه لا مشاحة في الاصطلاح.

    كما أراد أهل الله بالكون وجود العالم, أما اذا كان هذا مرادكم وحينئذ لا يكون شيئا منها يعني من الكون والثبوت والتحقق.. جوهرا ولا عرضا, لماذا؟

    لأننا ذكرنا في ما سبق أن هذه الحقيقة جوهر او لا؟ بأدلة قلنا انها ليست بجوهر, بأدلة قلنا انها ليست بعرض, اذن هذا الكون مصداقه أيضاً ليس بجوهر وليس بعرض, ولا معلوما بحسب حقيقته, كما أن مصداق مفهوم الوجود ذاك الوجود الواحد الشخصي, لم يكن مكتنهاً ولم يكن معلوما به مصداق الكون والحصول والثبوت والتحقق, أيضاً ليس معلوما بحقيقته.

    ولا معلوما بحسب حقيقته يعني من هذه الامور وان كان معلوما بحسب إنيته, ميزنا في ما سبق بين الحقيقة وبين الإنية, الإنية يعني وجود الشيء نعم نعلم أن هناك شيء ولكن ما هي حقيقة هذا الشيء؟ هذا من قبيل أن الانسان يرى انه شيء من البعيد يأتي إليه ولا يعلم أن حقيقة هذا الشيء, يعلم أن هناك وجود لشيء ولكن حقيقة هذا الشيء ما هو؟

    او أنا وأنت كثيرا من الاشياء نعرفها الآن نراها نعلم بوجودها أما لو سُئلنا ما هي حقيقتها؟ ما هو كنهها؟ لا نستطيع أن نقف, اذن يقول: هذه مجهولة الكنه معلومة الإنية والثبوت والوجود.

    قال: وان كان معلوما بحسب إنيته, الآن طيب يوجد محذور لان نجعل لهذه الحقيقة اسم الكون التحقق الثبوت؟ يقول: لا محذور لا نزاع ولكنه هذا فرار من الأشهر الى غير الأشهر والتعريف اللفظي اذا كان مرادكم لا التعريف الحقيقي مرادكم التعريف اللفظي ذكر المرادفات, لابد وان يكون بالأشهر, ومن الواضح أن لفظ الكون لفظ الثبوت, لفظ التحقق, و… هذه ليست أشهر من لفظ الوجود.

    قال: لابد أن يكون بالأشهر ليفيد العلم والوجود يعني مفهوم الوجود أشهر من الكون ومن غير الكون من التحقق والثبوت والحصول و.. الى غير ذلك, ضرورة. نقطة انتهى البحث. يعني الى هنا في ما يتعلق بأحكام هذه الحقيقة الواحدة تم الكلام.

    قوله والوجود العام المنبسط, هذا ينبغي أن يكون في أول السطر, هذا بحث آخر الآن, الآن نتيجة ما ذكرنا من ص21 او 22 الى هنا من الاحكام الآن يفرع على هذه النتيجة ما هي النتيجة, فهو الواجب الوجود, اذن واجب الوجود واحد, او الوجود واحد؟ نعم التفتوا جيدا, نحن حديثنا كان ما هو؟ حديثنا كان في الوجود او في واجب الوجود؟ الى هنا كان حديثنا في الوجود ولكن يأخذ نتيجة فهو الواجب الوجود, يعني هذا الوجود واجب, وهذا معناه ليس في الدار غيره ديار, طيب انتم انظروا الى ما تقدم في أول الفصل ماذا كان حديثنا؟ التفتوا جيدا.

    قال: إن الوجود من حيث هو هو هذا حكمه, ليس بجوهر, ليس بعرض, ليس أمراً اعتباريا, اعم الاشياء, اظهر من كل الشيء, لا يتحقق شيء في الخارج الا به, لا ضد له, لا مثل له, قال: لا يقبل الانقسام, لا يقبل الاشتداد, خير محض, ليس له ابتداءً, بكل شيء عليم, محيط بكل شيء, واحد, نور, غير معلوم لاحد, هذا من هو؟ يقول: هذا الوجود الواحد الذي هو الواجب, انتهت القضية, قال: فهو الواجب الوجود الحق (سبحانه وتعالى).

    اذن الحكيم عندما يأتي أي حكيم كان حكيم مشائي حكيم حكمة متعالية متكلم, ذاك عندما يأتي يقول الوجود أما واجب وأما ممكن والقسمة قاطعة للشركة, أما هنا هل يوجد عنده الوجود أما واجب وأما ممكن؟ لا, عنده الوجود ما هو؟ الوجود واجب, الوجود واحد والوجود واجب, اذن تبين أن هذه الاحكام التي كلها ذكرناها التي الانسان عندما كان يقرأها كأنه يتكلم عن واجب الوجود, هو كان يذكرها لهذا الوجود الواحد الشخصي, وهذا معناه أن هذا الوجود الواحد الشخصي, هو واجب الوجود, وهذا الواجب الوجود, وهذا الوجود الواحد الشخصي, ما ادري واضحة النقطة.

    قال: فهو الواجب الوجود, (كلام أحد الحضور) واحد طيب (كلام أحد الحضور) لا لا هذا لا يريد أن يفرع هذا يريد أن يقول بأنه هذا الذي تكلمنا عنه من هو؟ (كلام أحد الحضور) هو الواجب لا انه مفرع على الوحدة الوجوب, لا لا نريد أن نفرع, نريد أن نقول هذا الذي ذكرنا احكامه من هو؟ عرفه لنا؟ هو الواجب (سبحانه وتعالى) لا انه نريد أن نأخذ حتى نقول بان واجب الوجود متفرع على وحدته, حتى يرد إشكالكم بأنه الوحدة متفرعة على واجب الوجود لا انه واجب الوجود متفرع على الوحدة.

    هذا الذي تكلمنا عن احكامه انه اعم الاشياء, اظهر الاشياء, لا يتحقق شيء الا به, محيط بكل شيء, عليم بكل شيء, خير محض, نور محض, لا يمكن اكتناهه, كل هذه الاحكام هذا من هو؟ هو الحق (سبحانه وتعالى), يعني من قبيل انه انت قبل أن تأتي الى أن تقول الانسان من هو؟

    تقول يوجد هناك موجود, له عقل, له واهمة, له حس, له خيال, له حواس ظاهرية له حواس باطنية, له شؤون, له مراتب بعضها مادية وبعضها مجردة, طيب من هو هذا؟ تقول الانسان هذا هو الانسان, الآن كان, بعد أن بين كل هذه الاحكام الثبوتية والسلبية طيب قال بينه من هذا الذي تتكلم عنه؟ المحكي عنه من هو؟ قال: الذي نحكي عنه هو الله (سبحانه وتعالى).

    ومن هنا اذا يتذكر الاخوة نحن مرارا ذكرنا قلنا نقرب هذه الحقيقة أن هذا الوجود الواحد الشخصي, ذاك اللا بشرط المقسمي هو الذات, التي لا يمكن الوقوف عليها, وما زاد على الذات نقسمه الى قسمين: الى الصعق الربوبي الى المظاهر العلمية, والمظاهر العينية, الى المظاهر الأمرية والمظاهر الخلقية عبر عنها ما تريد, هذه كلها شؤون هذا الوجود الواحد وهو الله (سبحانه وتعالى), يعني خارج عن حيطة وجوده او غير خارج عن حيطة وجوده؟ كل هذه الشؤون من علمية وعينية كلها في دائرة وجود الواجب, والبينونة بينونة صفة, لا بينونة عزلة, اذا كان هناك شيء خارج عن وجوده (سبحانه وتعالى) ثاني له وان كان قائم به تكون البينونة أي بينونة؟ تكون بينونة عزلة, والواقع انها بينونة عزلة او صفة؟ بينونة صفة لا بينونة عزلة.

    قال: فهو الواجب الوجود الحق (سبحانه وتعالى) الثابت بذاته المثبِت لغيره, الموصوف هذه الحقيقة هذا الواحد, الموصوف بالأسماء الإلهية المنعوت بالنعوت الربانية, هذا ليس من باب تكثير الالفاظ لأنه الأسماء الإلهية الألوهية شيء والربوبية شيء آخر, وبحثه بعد ذلك إنشاء الله سيأتي, بأن الإلوهية ماذا يراد منها في كلماتهم والربوبية ماذا يراد منها في كلماتهم.

    المدعو بلسان الأنبياء والأولياء هذا الذي يدعوه الأنبياء إلهي إلهي, المدعو بلسان الأنبياء والأولياء الهادي خلقه الى ذاته {كفى بربك هاديا ونصيرا} هو الذي يهدي الى نفسه, الداعي مظاهره بتوسط أنبيائه, الداعي لهم ماذا؟ الداعي لهم الى عين جمعه ومرتبة الوهيته, الآن هناك لا أريد أن ادخل الاصطلاح كثيرا لأنه البحث الاصطلاحي سيأتي إنشاء الله تعالى مفصلا او لا اقل بعض الاصطلاحات سنقف عليها من هذا الكتاب ج1 ص47 هناك قال: إشارة الى بعض المراتب الكلية واصطلاحات الطائفة منها, حقيقة الوجود اذا أخذت بشرط لا, اذا أخذت لا بشرط, لا بشرط شيء, لا بشرط الاشياء, وكل هذه الاصطلاحات ستأتي ولكن هنا يمكن, أن يكون المراد عين جمعه مقام الأحدية, ومرتبة الوهيته مقام الواحدية, فالعطف لا يكون للتفسير وإنما للمغايرة فان عين الجمع شيء ومرتبة الإلوهية شيء آخر, هذا ممكن.

    اذا تم هذا هذا يكشف لنا انه عندما الأنبياء يدعون المظاهر الى الأحدية والواحدية يعني أن الوصول الى مقام الأحدية ممكن او غير ممكن؟ ممكن, والا اذا لم يكن ممكن فلا معنى الداعي مظاهره بأنبياء الى عين جمعه ومرتبة الوهيته, هذا تفسير لهذه الجملة.

    ويمكن أن يكون المراد لا أن هذا الواو عطف تفسير, المراد من المرتبة الألوهية هي المراد من مرتبة عين الجمع, الآن ما هو المراد من عين الجمع؟ ليس المراد الأحدية بل المراد الواحدية, ولكن ما معنى الواحدية هل هي التنزيه المحض؟ هل هي التشبيه المحض؟ او الجمع بين التنزيه والتشبيه؟ اذا صار تنزيها محضا يكون كالعقول, اذا صار تشبيها محضا يكون كالأجسام, والحق (سبحانه وتعالى) اذا صار مشبها فليس بمنزه, اذا صار منزلها فليس بمشبه, فهل يصدق {هو معكم أينما كنتم} او لا يصدق؟ مع أن القران الكريم ماذا يقول؟ {وهو معكم} يعني في التنزيه هو مع التنزيه, في التشبيه هو مع التشبيه, ولكنه ينصبغ بها او لا ينصبغ بها؟ قلنا مرارا, {هو الذي في السماء اله} لا انه في السماء سماء, {هو الذي في السماء اله وفي الارض اله} في العلو اله وفي السفلي اله, بعبارة أخرى: عالي في دنوه وداني في علوه, المراد من عين الجمع؟ يعني أن يكون جامعاً.

    لذا في عبارة شيخ حسن زاده في الحاشية يقول لا التشبيه ولا التنزيه غير اللائق به, منزه التنزيه يوجد وتشبيه يوجد, لا يوجد تنزيه لا يوجد تشبيه ولكن بنحو يكون مع كل شيء.

    ولعله واحدة من أدق معاني الامر بين الأمرين هو هذا, لا تشبيه ولا تنزيه ولكن أمر بين أمرين, الآن ذاك بحث في لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين, ذاك حديث آخر, هنا شيء آخر, نفس النظرية المعنى نفس المعنى لا تشبيه ولا تنزيه ولكن أمر بينهما, يوجد مع التنزيه ويوجد مع التشبيه ولكن من غير آن يأخذ حكم التنزيه وان يأخذ حكم التشبيه, ما ادري واضح هذا المعنى.

    قال: عند ذلك مرتبة الوهيته يكون عطف تفسير لعين جمعه, المراد من الجمع هذا المعنى ولكن أمر بين أمرين.

    الداعي مظاهره بأنبياء الى عين جمعه ومرتبته الوهيته, عند ذلك يقول: اخبر بلسانهم, التفت هذه الجملة أريد أن انتهي منها عند ذلك ارجع, اخبر بلسانهم هذا بيان الجمعية, كيف اخبر؟ انه بهويته مع كل شيء, سواء كان ذلك الشيء من الامور التنزيهية او كان ذاك الشيء من الامور التشبيهية, هو مع كل شيء, {وهو معكم أينما كنتم} انه بهويته مع كل شيء.

    مرارا ذكرنا أن المراد في مثل هذه الجمل الذي يعين المعنى ليس الموضوع, الذي يعين المعنى هو المحمول, زيد قائم, زيد متحرك, زيد نائم, زيد واحد في جميعهما ولكن الذي يعين محور الاتحاد الموضوع او المحمول؟ المحمول يعني اتحاد في الذات, اتحاد في الصفات, اتحاد في الافعال هذه من يعينه؟ يعينه المحمول, هنا عندما يقول: انه بهويته مع كل شيء, لا يذهب ذهنك الى الهوية يعني اللا بشرط المقسمي, ذاك قلنا غني عن العالمين لا علاقة له بشيء وإنما المراد بمظاهره بظهوره.

    انه بهويته مع كل شيء وبحقيقته مع كل حي, هذه الحقيقة والهوية هنا بمعنى واحد, لماذا؟ باعتبار انه { وان من شيء الا يسبح بحمده} نحن لا يوجد عندنا شيء, الشيئية ليست اعم من الحي, لا, كل شيء فهو حي وكل حي فهو شيء.

    ونبه أيضا انه عين الاشياء, الآن هذه ونبه عين الاشياء هذا بحث جديد, الآن نقطة, الآن نرجع الى هذه التتمة.

    قال: والوجود العام المنبسط, يقول: الى هنا كنا نتكلم عن هذا الوجود الواحد الشخصي الذي ذكرنا احكامه, يقول: طيب انتم أيضاً عندكم الوجود العام المنبسط, قال لا هذا الوجود العام المنبسط مظهر من مظاهره, شأن من شؤونه, مرتبة من مراتبه, الوجود المنبسط, التفتوا معرفة الاصطلاح, الوجود المنبسط له اصطلاحات كثيرة:

    تارة يطلق الوجود المنبسط ويراد منه هذا الفيض الواحد {وما أمرنا الا واحدة} يشمل الفيض الأقدس والمقدس معا, يعني يشمل المظاهر العلمية والمظاهر العينية هذه مرتبة من الفيض وهذه مرتبة أخرى من الفيض هذا الفيض الواحد, {وما أمرنا الا واحدة} هذا الذي عبر عنه أسماء كثيرة الحق المخلوق به, الرق المنشور, عشرات الأسماء له في كلماتهم, ووقفنا عنده مفصلا في تمهيد القواعد الاخوة يتذكرون.

    ولكن هنا عندما يقول الوجود المنبسط ليس مراده هذا الحق المخلوق به الذي مقدار صدره إن صح التعبير هو الفيض الأقدس وذيله هو الفيض المقدس لا لا, بأي قرينة؟

    قال: والوجود المنبسط على الاعيان في العلم, اذن ليس المراد الاعم من الصعق الربوبي والمظاهر العينية, لأنه لو كان يقول والوجود المنبسط على الاعيان, كنا نقول يشمل المظاهر العينية أيضاً, ولكن قيدها بقوله في العلم, اذن هذه إشارة الى الصعق الربوبي فقط, والمراد من الاعيان يعني الاعيان الثابتة.

    قال: والوجود العام المنبسط على الاعيان يعني الاعيان الثابتة, في العلم, هذا الوجود العام المنبسط ما هي نسبته الى تلك الحقيقة؟ قال ظل من اظلاله, بل هو ظل بلا واسطة, اذن هذه نكتة إضافية يريد أن يبينها القيصري, يريد أن يقول: صحيح أن كل الاشياء ظل واظلال له (سبحانه وتعالى) ولكن الاظلال بعضها بلا واسطة وبعضها مع الواسطة, من قبيل الصادر الاول او العقل الاول فانه صادر بلا واسطة وما دون العقل الاول صادر مع الواسطة.

    قال: والوجود العام المنبسط على الاعيان في العلم ظل من اظلاله لتقيده لتقيد الوجود, بعمومه, هذا بحثه إنشاء الله يأتي بعد ذلك, بأنه نحن عندنا هذا الوجود العام او هذا الوجود المنبسط مقيد بالاطلاق أما اللا بشرط المقسمي مقيد او لا؟ قلنا عار عن الاطلاق والتقييد وإذا كان يوصف بالاطلاق فهو بكونه عنوانا مشيرًا لا بكون أنه قيدا له, كما تقدم أيضاً مفصلا في أبحاث تمهيد القواعد.

    قال: ظل من اظلاله لتقيّد هذا الوجود بعمومه وكذلك الوجود الذهني والوجود الخارجي, الوجود الخارجي الآن انتقلنا من مرحلة العلم الى مرحلة العين, يقول: نعم الوجود الخارجي والوجود الذهني اللذان هما مرتبتان من مراتب الوجود العيني هذان ظلان للظل, بعمومه هو يعني مقيد بالعموم, يعني هذا الوجود المنبسط مقيد بشرط الاطلاق, بلي (كلام أحد الحضور) العام نعم هو عام مقيد بعمومه, هذا الوجود العام المنبسط مقيد بالعموم يعني العموم قيد له.

    قال: وكذلك الوجود الذهني والوجود الخارجي هذان أيضاً ظلان لتلك الحقيقة الواحدة الشخصية, التفتوا, ظلان ولكن ظلان بالواسطة او بلا واسطة؟ مع الواسطة ظلان لذلك الظل, وهذا يكشف لنا أن هذه الاظلال ليست كلها صادرة بمرتبة واحدة.

    (كلام أحد الحضور) الآن هنا اتركوه مولانا بعد ذلك.

    (هنا المحاضرة فيها قطع) ظل من اظلاله لتقيد هذا الوجود العام المنبسط بعمومه لأنه قال عام فهو مقيد بالعموم, وكذلك الوجود الذهني والوجود الخارجي ظلان لذلك الظل, اذن على هذا الأساس قاعدة تكون عندنا وهي: الاظلال على قسمين لا على قسم واحد, ليست الاظلال جميعا صادرة, ظل لتلك الحقيقة, بعضها ظل لتلك الحقيقة بلا واسطة, وبعضها بعض لتلك الحقيقة مع الواسطة.

    لتضاعف التقييد, وهذه أيضا قاعدة نقحناها في تمهيد القواعد اذا يتذكر الاخوة, قلنا كما تضاعف التقييد كان له حكم وكلما قل التقييد كان له حكم آخر.

    لتضاعف التقييد واليه الإشارة بقوله {ألم ترى الى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا} الآن كم بقي لنا من الوقت؟ (كلام أحد الحضور) جيد.

    هذه الآية المباركة وهي الواردة في سورة الفرقان الآية 45 يريد أن يطبقها على المقام, {ألم ترى الى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله} ماذا لجعل هذا الظل {ساكنا} هذا البحث سيأتي تفصيله في ص678 في هذا الكتاب ج1 ص678 من الكتاب, هناك في فص حكمة نورية في كلمة يوسفية قال: فنقول, تعالوا معنا الى ص678 فنقول: اعلم أن المقولة عليه سوى الحق او مسمى العالم هو بالنسبة الى العالم كالظل للشخص, ثم تعال معي الى ص681, وامتد هذا الظل على أعيان الممكنات في صورة الغيب المجهول, هذه في ص681 الى أن يأتي في ص685 يقول: {الم ترى الى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا}. الآن الذهن مولانا الآن هذا البحث أريد أن أبينه ولكنه اتركوه الى غد.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/04/09
    • مرات التنزيل : 2270

  • جديد المرئيات