بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
قال: اخبر بلسانهم انه بهويته مع كل شيء وبحقيقته مع كل حي, ونبه أيضاً انه عين الاشياء بقوله هو الأول والآخر والظاهر والباطن, وهو بكل شيء عليم, فكونه عين الاشياء بظهوره بملابس أسمائه وصفاته.
كان الكلام في صفات هذا الوجود الواحد الشخصي, واشرنا إلى مجموعة من صفاته الثبوتية والسلبية واتضح بان هذا الوجود الواحد الشخصي هو الواجب تعالى, التفتوا البحث في بعض نقاطه هذا البحث اليوم جدا مهم وضروري, وبهذا يتضح لنا أن الوجود, والمفروض انه واحد شخصي, أن الوجود لا ينوجد ولا ينعدم, لأنه ثبت أن هذا الوجود واجب والواجب ينوجد أو لا ينوجد؟
الانوجاد فرع أن يكون له ابتداء, أن يكون معدوما ثم يوجد, ينعدم أو لا ينعدم؟ لان الانعدام فرع أن يكون له انتهاء, وقد ثبت أن هذا الوجود ولا انتهاء له, ضعوا ذهنكم معي جيدا إذن إلى الآن نتيجة أساسية أخذنا أن الوجود لا ينوجد ولا ينعدم, من هنا يطرح تسائل أساس ماهو معن الإيجاد والاعدام؟ ما معنى أن الله اوجد الاشياء ما معنى أن الله اعدم الاشياء؟
من هنا تجد أن النظرية العرفانية اتجهت اتجاها آخر في بيان وتفسير معنى الإيجاد والاعدام, لا ادري واضحة هذه النقطة, لذا تجدون في آخر سطر في صفحة34, هذه عبارته: وإيجاده معناه كذا, وإعدامه معناه كذا, هذا وإيجاده وإعدامه, هذا كأنه جواب عن سؤال مقدر, بعد أن ثبت لكم أن الوجود واحد لا ابتداء له لا انتهاء له, إذن: لا ينوجد ولا ينعدم, هذا الوجود الواحد لايزداد ولا ينقص لا يشتد ولا يضعف هذا كله بيناه فيما سبق, إذن ما معنى الإيجاد وما معنى الاعدام يأتي بيانه؟
هذه نقطة, إذن الآن لابد أن نجيب على هذا السؤال الأساسي في النظرية العرفانية, بعد أن ذكرتم أن الوجود لا معنى لان يوجد والوجود لا معنى لان يعدم, يعني لا معنى لإيجاد شي من العدم, ولا معنى لانعدام شيء موجود, وهذه من أهم موانع وشبهات المادية, لأنه الماديين يقولون انتم تقولون الله اوجد الاشياء من العدم, هو العدم ماهو حتى يوجد منه شيء, هو العدم ماهو؟ لاشيء, اوجد الاشياء من العدم ما معناه؟ وكيف يعقل أن الشيء الموجود يكون معدوما, كيف يكون هذا لا يصح, وأنت تعرف الله سبحانه وتعالى وتعرف المبدأ بأنه اوجد واعدم بهذا المعنى, واقعا واحدة من أهم الموانع الفكرية للماديين للإيمان بالمبدأ هو هذا, وهذه القضية عند العرفاء محلولة لأنهم لا يفسرون الإيجاد والاعدام بهذا المعنى الذي لم يكن فكان أو وجد فعدم, لديهم تفسيرهم الخاص يقولون: الوجود لا يوجد ولا ينعدم, هذا سؤال ولابد أن نجيب عليه وإنشاء نجيب عليه, سؤال ثاني: وهو انه انتم قلتم بأنه هذا الوجود واحد وأمنتم أيضاً أن هذا الوجود الواحد لا ينافي الكثرة, نص العبارة اقرأها مرة ثانية للأخوة.
قال: وهو حقيقة, في صفحة31, السطر الرابع, وهو حقيقة واحدة لا تكثر فيها وكثرة ظهوراتها وصورها لا تقدح في وحدة ذات هذه الحقيقة, إذا كان واحدا ماهي علاقته مع هذه الكثرة, عينها غيرها؟ إذا قلتم عينها ما معنى الكثرة؟ إذا قلتم غيرها ما معنى الوحدة؟
ومن هنا أجاب قال: فكونه عين الاشياء, هذا معناه, وكونه غيرها,هذا معناه.
إذن هو عينها من وجه وغيرها من وجه, الآن واضح تسلسل البحث لماذا جاءت هذه الأبحاث هنا. بالأمس وعدنا الأخوة أن نقف عند{الم ترى ربك كيف مد الظل} هو فسر الظل بهذا النحو, قال بان الفيض الأقدس هو الظل بلا واسطة, والفيض المقدس هو الفيض مع الواسط, هذا بالأمس بيناه, لذا العبارة كانت هكذا, ارجعوا معي إلى ص33 قال: والوجود العام المنبسط على الأعيان, إذا كانت العبارة في العلم والعين, كنا نقول هذا النفس الرحماني الحق المخلوق به الرق المنشور الذي قسم منه الفيض المقدس وقسم منه الفيض الأقدس ولكنه قيده بالعلم, إذن في العلم هذا الفيض الأقدس, هذا ظل من أظلاله لتقيده بعمومه, هذا الظل الذي هو الوجود المنبسط متقيد بعمومه عام, وكذلك الوجود الذهني والوجود الخارج ظلان لذلك الظل,
إذن: الفيض الأقدس ظل لتلك الحقيقة والفيض المقدس الذي هو مرتبط بعالم الأعيان الخارجية ظل ذلك الظل, الآن هو صار بناءه أن يفسر الفيض الوارد بالآية بالفيض الأقدس.
قال: {الم ترى ربك كيف مد الظل} أي ظل هذا؟ الفيض الأعيان الثابتة في الفيض الأقدس في العلم مدها, فوصلت الى ماذا, فخرجت إلى عالم العين والى عالم الخارج فصارت الفيض المقدس, لماذا ذاك لا يصدق عليه مدها؟
مرارا ذكرنا ذاك الفيض الأقدس مرتبط بالصقع الربوبي لا معنى لان يوجد هناك إفاضة, الإفاضة إنما تكون من بعد الفيض المقدس وان كان فيه بحث سيأتي إنشاء الله تعالى.
المهم هو قال {الم ترى إلى ربك كيف مد الظل} مراده من الظل بلا واسطة الفيض الأقدس, ولو شاء لجعل ذلك الظل ساكنا, ولو جعله ساكنا فهل يوجد عندنا فيض مقدس أو لا يوجد, عندنا ظل الظل أو لا يوجد, عندنا الوجود الخارجي والوجود الذهني أو لا يوجد, هكذا إذا صح الاصطلاح هذا فهمهم لهذه الآية المباركة, يقولون نحن الآية المباركة {الم ترى إلى ربك كيف مد الظل} ولو شاء لجعله ساكنا, مراد من هذا الظل هو الظل المرتبط بالفيض الأقدس, ولو شاء مده, مده للفيض المقدس.
يوجد عبارة هنا في تفسير القرآن الكريم المكتوب عليها لمحي الدين بن عربي ومرارا ذكرنا أنها ليست لمحي الدين وإنما للقاساني, هناك في الجزء الثاني من صفحة 160, في ذيل هذه الآية المباركة التي هي الآية 45 من سورة الفرقان, هذه العبارة موجودة هناك يقول: اعلم أن ماهيات الاشياء وحقائق الأعيان هي ظل الحق, واضح هذا انه إشارة إلى الفيض الأقدس ماهيات بلى الأعيان هذه إشارة إلى أنها ظله, فمدها, مد هذه الماهيات والأعيان لان الآية{ الم ترى إلى ربك كيف مد الظل} فمدها إظهارها باسمه النور, فكأنها في الصقع الربوبي كانت أين في الظلمة أو في النور؟ في الظلمة كانت وهي التي يعبرون عنها ثابتات لا موجودات, سميت عندهم أعيان ثابتة تمييزا لها للوجود لأنها في الفيض المقدس تكون موجودة بعد المد فهي أعيان ثابتة.
قال: فمدها إظهارها باسمه النور الذي هو الوجود الظاهر الخارجي, الذي هو الفيض المقدس, الذي يظهر به كل شيء ويبرز ويتم العدم إلى فضاء الوجود, إذن كانت معدومة, مامعنى معدومة؟ انتم تقولون ثابتة في الصقع الربوبي, يقول لا, مرادنا العدم يعني ليست موجودة بهذا الوجود وان كانت موجودة بنحو آخر من الوجود لكن لا نعبر عنه الوجود وإنما نعبر عنه بالثبوت, ولكن كانت معدومة بلحاظ الخارج, وهذا بحث مفصل وقفنا عنده, في تمهيد القواعد في الأعيان الثابتة وتمييزها عنا الثابتات الأزلية, {ولو شاء لجعله ساكنا} معنى ولو شاء لجعله ساكنا؟ أي ثابتا في العدم, الآن الذي لم يقف على الاصطلاح يقول ماهو فرقه عن الثابتات الأزلية عند المعتزلة, يقولون أن الاشياء في ثابتة هذه عبارته, أي ثابتا في العدم, وهو يفسر الثبوت في العدم, يقول: الذي هو خزانة جوده, أو خزانة وجوده, {وان من شيء إلا عندنا خزائنه} وحده من هذه الخزائن خزائن وجوده الذي هو الصقع الربوبي, لا العدم الصرف بمعنى اللا شي, عندما نقول بأنه ثاتبة بالعدم مرادنا الذي خزانة وجوده لا العدم الصرف بمعنى اللا شيء فانه لا يقبل الوجود أصلاً, انظروا هذه الجملة كاملا في النظريات الحديثة موجودة,أن العدم لا يقبل الوجود وان الوجود لا يقبل العدم كيف يمكن للوجود أن ينعدم لا يقبل لأنه اجتماع النقيضين هذا نص العبارة: فانه لا يقبل الوجود أصلاً, وما ليس له وجود في الباطن وخزانة علم الحق وغيبه لا يمكن وجوده أصلا في الظاهر, إذن شيئا فشيئا نقترب عن الجواب, ما معنى الإيجاد؟ الإظهار من مرتبة إلى مرتبة أخرى من البطون إلى الظهور من الغيب إلى الشهود, ما معنى الاعدام؟
معنى الاعدام رجوع كل شيء إلى أصله إلى خزانته إلى موطنه الأصلي الذي جاء منه{ إنا لله وإنا إليه راجعون} إذن عند ذلك هذه المسائل إعادة المعدوم وكذا هذه كلها من السالبة بالموضوع, نحن لا يوجد عندنا انعدام حتى نسأل إعادة المعدوم معقول أو غير معقول, هو أين الانعدام؟ انظروا إلى النظرة العرفانية لها تأثيراتها على البحث الكلامي.
قال: وما ليس له وجود بالباطن وخزانة علم الحق وغيبه لم يمكن وجوده أصلاً في الظاهر, والإيجاد والاعدام ليس إلا, هذه الجملة اخفضوها هذا مبنى عرفاني هذه قاعدة عرفانية عامة, والإيجاد والاعدام الذي سيأتي الإشارة هنا إليه والى بعض مصادقيه, والإيجاد والاعدام ليس إلا هو إظهار ماهو ثابت بالغيب, هذا إيجاد, وإخفاؤه هذا إعدام فحسب, هذا تفسير الإيجاد و الاعدام, {وهو الظاهر والباطن وهو بكل شي عليم} إذن الآن يتضح ما معنى قوله عندما قال: هو الأول هو الآخر هو الظاهر هو الباطن, هذه الأول والآخر والظاهر والباطن اتضح انه يريد أن يجيب على جواب الإيجاد والاعدام, ثم يقول: {ثم جعلنا الشمس عليه دليلا} نقرأ الآية من سورة الفرقان عجيبة هذه الآية مولانا, يوجد آيات تعد بتعبير السيد الطباطبائي من غرر الآيات القرآنية, واقعا مفتاح هو أصل قراني, لا تقول سيدنا القرآن كله كلام الله, نعم القرآن كله كلام الله, ولكن هذه الآية أين { وتبت يدا أبي لهب}أين من هذه افهم بحث في اثنا عشر سطر أقصاه أفتهم القضية, أما عندما تأتي إلى قوله تعالى{قل هو الله احد} ماذا يطلع منها, {لا اله إلا هو الحي القيوم} ماذا يطلع منها, { الله نور السموات} واقعا {الله نور السموات والأرض} {من قبيل تبت يدا أبي لهيب} لذا انتم هل رأيتم في مكان لعله إذا رأيتم جدا نادر, بعد الصلاة مثلا اقرأ سورة أبي لهب هل رأيت هذا في مكان, ماذا تريد أن تقرأ, تقرأ الوارد مثل الإخلاص, تقرا اللهم مالك الملك, تقرا الحمد, وهكذا تقرا هذه الآيات, لكن لماذا لا تقرا سورة أبي لهب وكلاهما كلام الله ولكن كلام الله فيه درجات, الآن أنت والأمر إليك انظر إلى البحث الفقهي في معارف أهل البيت أين موقعه والبحث التوحيدي في معارف أهل البيت أين موقعه؟ لا إشكال أن البحث الفقهي من معارف أهل البيت ولكن التوحيد ضمن معارف أهل البيت, فليس من المنطقي أين ينصب, هذا من قبيل أن جهدك ينصب على آية {تبت يدا أبي لهب} أما آية الكرسي وآية الإخلاص, وآية قل اللهم وآية النور, وآيات أخرى تتجاوزها, انظر إلى الآية المباركة, {الم ترى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا} هذا لمي أو اني؟
واضح لمي, لأنه الشمس علة الظل الو الظل علة الشمس؟ القرآن الكريم يقول{ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ثم قبضناه إلينا} قضناه أي الظل, إذن يوجد اعدام أو لا يوجد اعدام؟ لا, هذا قبض, قبض إلينا قبضا يسيرا, السيد الطباطبائي انظروا الذي غير واقف على المباني العرفانية كيف يفهم هذه الجملة, في ص 226, في ذيل هذه الآية المباركة يقول: وقوله{ثم قبضناه إلينا} قبض ذلك الظل مده ثم قبضه, إذن اتضح معنى مد الظل الذي هو الإيجاد ومعنى قبض الظل الذي هو الاعدام, يقول: أي أزلنا الظل, كيف أزلت هذا الظل, قبضناه يعني أزلناه, كيف أزلته؟ بإشراق الشمس, عندما أشرقت الشمس لا يبقى مجال للظل, هذه أي شمس, شمس الحقيقية, شمس {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار}, فإذا ظهر باسمه الواحد القهار هذا الظل يبقى له وجود يبقى له تحقق وثبوت أو لا يبقى؟
لا يقى, لذا إنشاء بعد ذلك سيأتي يقول بأنه في الاعدام يظهر سلطان العزة, {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار} أيضاً اليوم هذا لله الواحد القهار؟
يقول باعتبار انه كان هناك حجاب يمنع أن ترى هذه الوحدة, الذي كان غالبا هو الكثرة{لمن الملك اليوم لله الواحد القهار} وعند ذلك يتضح معنى الهلاك, ما معنى {كل شيء هالك} معدوم يعني لا شيء؟ مخفي باطن نعم{كل شيء هالك إلا وجهه} هذه العبارة كثيرا مهمة في الآية المباركة تبين أن الحديث ليس عن الذات وإنما الحديث عن الظهور والخفاء للذات أو للوجه؟
للوجه للظهور, لذا مرارا قلنا اللا بشرط المقسمي الذات, تلك غنية عن العالمين لا حديث عنها أنها ظهرت أو بطنت, هذا كله مرتبط بمربتة الظهور لا بمرتبة الذات بما هي ذات, التفت إلى عبارة الطباطبائي يقول: بإشراق الشمس وارتفاعا شيئا فشيئا حتى ينسخ بالكلية, يعني الظل ينسخ, وفي التعبير عن الإزالة والنسخ بالقبض لأنه الآية قالت: ثم قبضناه, وكونه إليه, لأنه قالت{وقبضناه إلينا} وتوصيفه باليسير لأنه قالت{ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا} دلالة على عدة أمور, التفت جيدا, يقول: وفي التعبير عن الإزالة والنسخ بالقبض أولا, وكونه إليه ثانيا, وتوصيفه باليسير ثالثا, هذه الأمور الموجودة في هذه الأربع كلمات دلالة على كمال القدرة الإلهية وأنها لا يشق عليها فعل, لأنه عبرت باليسير, لا يتصور الإيجاد كان علينا صعب الإرجاع علينا سهل, أو الإيجاد كان علينا سهل الإرجاع علينا صعب أبداً, {وما أمرنا إلا وحدة كلمح بالبصر} هذا الأمر الأول المستفاد من الآية.
وان فقدان الاشياء بعد وجودها ليس بالانعدام والبطلان بل بالرجوع إليه تعالى, الآن هذه الجملة أوصلها إلى من تشاء ممن يدعون الفضل, قل له هذه كيف, انظروا إليها سطرين ليس أكثر, هذه ورائها مبنى عرفاني ونظرية عرفانية, لا أريد أن أقول هذا المبنى صح وباقي المباني باطلة ولكن أقول لكي تفهم هذه الأربعة اسطر أنت المبنى العرفاني لا بد أن يكون في يدك, وهذا هو تفسير الميزان إذا ليس بيدك المباني العرفانية ليس بيدك المباني الفلسفية إذا ليس بيدك المباني الروائية لا تستطيع أن تهظم الميزان وان تفهم الميزان, طبعا هذا في الجزء 15,ليس فيه مباحث كثيرة, الميزان بتعبير شيخنا الأستاذ الشيخ جوادي يقول السيد الطباطبائي يقول كان عنده (حوصلة وخلك) بستة الاجزاء الأولى وما بعد ذلك بدا يسرع لعله في المئة درس الأول, وإلا بعد ذلك قد يكون يوميا نقرا ثلاث صفحات, الآن نقرأ ثلاث اسطر أو أربعة اسطر وإلا بعد ذلك يكون فضل من عنده >ضعف الطالب والمطلوب < صار واضح هذا المعنى.
سؤال: لماذا عبر في قبال المد قال: {الم ترى كيف مد الظل ولو جعله ساكنا} لماذا عبر عنه في قبال المد, لماذا في قبال المد قال سكون؟ وهنا أيضاً بحثا قيم عند العرفاء انه ما معنى السكون, ماذا يستنتجون؟
حتى تعرفون أن هذه الأبحاث العرفانية جذورها جذور قرآانية, أنت تقبل أو لا تقبل؟ أنا ليس بصدد ذلك أبداً, المهم أن جذور هذه المطالب جذور عرفانية, إذن هذا المد في قبال السكون ماذا يكون؟
(كلام لأحد الحضور) أحسنتم من هنا وجدت عندهم الحركة الحبية, وانه الإيجاد حركة ولكن لا حركة تكاملية بل حركة حبية, من أين جاءوا بأن الإيجاد حركة؟
قالوا القرآن صريحا يقول: بأنه مدها, هذا الإيجاد في قباله ماذا يوجد؟ سكون, يعني هذا الأمد ماذا يكون بقرينة المقابلة؟ يصير حركة. الآن واحد لا يعرف الاصطلاح القرآني يأتي ويقول عجيب هؤلاء يقولون أن الله سبحانه وتعالى مجرد ولكنه يثبتون الحركة هناك, وما ميز بين انه الحركة للماديات هي الحركة التكاملية يعني خروج القوة إلى الفعل, أما الحركة الحبية التي هي الإيجاد هذه ليست حركة تكاملية هذه الذات تريد أن تظهر كمالاتها, الحركة الحبية ليست حركة تكاملة, الحركة الحبية الغرض منها هو إظهار الكمال, وإظهار الكمال حاجة إلى الكمال, يبقى هذا تسائل لماذا يريد أن يظهر ذاك حديث آخر سيأتي في محله, لذا عبارة صدر المتألهين عبارته: قال في الأسفار: الحركة الحبية عبارة عن الفاعلية أي الإيجاد, الحركة الحبية عبارة عن الفاعلية أي الإيجاد, هذا البحث يأتي أنا الآن فقط أعطي عناوينها وإلا بحثها التفصيلي سيأتي, على سبيل المثال مسالة السكون إذا الأخوة يراجعون وانه يقابل الحركة.
تعالوا معنا الجزء1 من هذا الكتاب يعني شرح فصوص الحكم للشيخ الأستاذ الشيخ حسن زاده 678, تعالوا معنا إلى هذه الصفحة, لا اشتبهت مولانا, هو في هذا الموضوع ولكن أنا, الظل موجود ولكن أنا مسالة السكون أريد أن أجدها, صفحة 685, قال: {الم ترى إلى ربك كيف مد الظل} استشهاد بان هذا الوجود الخارج ظل الهي مستفاد من تجلي الاسم الرب على يدي المبدىء والقادر لإظهار المربوب على المربوب {ولو شاء لجعله ساكنا} أي ولو شاء لجعل ذلك الظل مكتوما في ظلمة العدم, المراد من العدم في غيب البطون في خزانة الجود في خزانة الوجود يعني في الصقع الربوبي, أي ولو شاء لجعل ذلك الظل مكتوما في ظلمة العدم وغيبه المطلق فيكون العالم في وجود الحق بالقوة, أي لم يخرج وليس هذه القوة والفعل الذي هو الحركة التكاملية, ما ظهر شيء منه بالفعل لكنه لم يشاء ذلك وشاء المد{ ولو شاء لجعله ساكنا} لم يشأ السكون ولكن شاء المد لكنه لم يشأ ذلك الظهور, لم ذلك يشأ لظهور لظهور الحكمة الإلهية في مد ذلك الظل وبسطه عن الأعيان وإنما عبر البقاء بالقوة عبر بالساكن لان الظهور من القوة إلى الفعل نوع من أنواع الحركة المعنوية, وهذا البحث تفصيله سيأتي إنشاء الله تعالى في الجزء 2 تقريبا في أواخر الفصل الموسوي, في أواخر الفصل الموسوي في صفحة 1279, من الجزء 2, فص حكمة علوية في كلمة موسوية, هذه عبارته, عبارة محي الدين في المتن, فان الحركة أبداً إنما حبية, يقول دائما الحرات حبية, ويحجب الناظر فيها بأسباب آخر وليست تلك وذلك لان الأصل حركة العالم من العدم, لان الأصل في الحركة حركة العالم من العدم الذي كانا ساكنا فيه, والعدم ماهو حتى يكون العالم ساكناً فيه, موطن العالم قبل أن يوجد ماذا كان موطنه؟
موطنه العدم, أنت الآن إذا تريد تفهم القضية بقراءة فلسفية فهذه الجملة لا معنى لها هو العدم ماهو حتى يكون العالم مستوطنا هناك.
قال: وذلك لان الأصل >حب الوطن من الايمان< وذلك لان الأصل حركة العالم من العدم, هذا المعنى حب الوطن من الايمان أين, وهذا المعنى الذي أتوا به الليبراليين والعلمانيين الذين صنعوا حدود جغرافية اعتبارية لا أصل لها أصلاً ماهي علاقة هذا بذاك, لكن مع الأسف بدأ هذا حتى في ثقافتنا الدينية بدا هذا حب الوطن يدخل في الحدود الجغرافية والوهمية والاعتبارية أصلاً لا يوجد علاقة, بينك وبين الله اليوم واحد هنا يعيش يصير حب الوطن هنا من الايمان, غدا يعيش في أمريكا يصير حب الوطن هناك يصير حب الوطن, ماهي علاقة هذا المطلب بذاك, لكن عندما ننجر إلى هذه الثقافات هذه النتيجة تكون.
قال: وذلك لان الأصل حركة العالم من العدم الذي كان ساكنا فيه إلى الوجود, ولذلك يقال أن الأمر, الأمر الإلهي, أن الأمر حركة عن سكون, ماهو الأمر الإلهي؟
حركة عن سكون, فكانت الحركة التي هي وجود العالم حركة الحب وقد نبه رسول الله ’ بقوله:>كنت كنزا مخفيا لم اعرف فأحببت أن اعرف< فلولا هذه المحبة ماظهر العالم في عينه, يعني ماظهر إلى الوجود الخارجي إلى المظاهر العينية.
فحركته من العدم إلى الوجود حركة حب الموجد لذلك, ولان العالم أيضاً إلى آخره, بحثه إنشاء الله سيأتي.
نعم يطرح ذلك السؤال: لماذا أراد أن يظهر؟ هذا في تمهيد القواعد اجبنا عنه مفصلا وإنشاء الله بحثه سيأتي إنشاء هنا.
هذا اليوم البحث الإجمالي في هذه الآية المباركة, الآن نرى عندنا وقت أو لا يوجد وقت؟نقرا كم جملة حتى من باب العريضة لا تكون خالية من القراءة.
قال: بعد أن بين بان الثابت بذاته المثبت لغيره الموصوف, قال: اخبر بلسانهم, أي بلسان الأنبياء, الذين هم الواسطة في دعوة الناس إلى عين جمعه ومرتبة هويته.
قال: اخبر بلسان الأنبياء انه بهويته مع كل شيء وهي المعية القيومية, وبحقيقته مع كل حي, وبينا بالأمس أن الهوية والحقيقة هنا بمعنى واحد لا بمعنين, لأنه {وان من شي إلا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم } لان كل شيء حي.
هنا عنده حاشية الشيخ حسن زاده وهي حق, قال: بأنه بهويته, أي بظهوره هذا الكلام مع الاشياء غير الاشياء هذا لا علاقة له بالذات من حيث هي ذات يعني اللا بشرط المقسمي هذا مرتبط بعالم الظهور, ظهوره داخل في الاشياء وخارج عن الاشياء, ونبه أيضاً الحق سبحانه وتعالى انه عين الاشياء, بماذا نبه؟ بقوله هو الأول هو الآخر هو الظاهر هو الباطن, مرارا ذكرنا أن هذه الجملة تدل على الحصر إذا كان هو الأول هو الآخر هو الظاهر هو الباطن هو يبقى غيره شيء؟ لا يبقى, إذن يكون عين الاشياء, يعني أنا إذا وضعت على يدي على أي شيء يسمى شيئا وقلت الله أوله آخره ظاهره باطنه يبقى لك شيء أو لا يبقى لك شيء؟
لا يبقى لك شيء, أين صارت الكثرة إذا هو عين الاشياء لا يبقى مجال للكثرة من هنا تجد بأنه هو جاء ويريد أن يبين هذه العينية بحيث تنسجم مع الغيرية, هذه الجملة قال: فكونه, لماذا جاء هذا التسريح, لأنه بعد أن بين هو الأول الآخر هو الظاهر هو الباطن, هو بكل شيء عليم, إذن لم يبقى للأشياء شيء جاء مباشرة أراد أن يفسر, قال: عين الاشياء هذا معناه ولك هذا لا ينافي أنه غير الاشياء.
قال: فكونه عين الاشياء بظهوره, إذن الكلام في التجلي في الظهور, فكونه عين الاشياء بظهوره في ملابس اسمائه وصفاته في عالمي العلم والعين, يعني أنت عندما تضع يدك على أي مظهر من المظاهر اعم من أن تكون مظاهر علمية يعني في الصقع الربوبي, أو تكون تكون مظاهر عينية يعني في المظاهر الخلقية, هو ماهو؟ هو عينها, وهنا نكتة في هذه الجملة موجودة.
قال: عالمي العلم والعين, هذا معناه أن الصقع الربوبي يصدق عليه العالم أو لا يصدق عليه العالم؟ يصدق وان كان في تمهيد القواعد, إذا يتذكر الإخوة إطلاق العالم على الصقع الربوبي من المسامحة والمجاز, لأنه العالم ما يكون علامة لغيره وهذا داخل في الصقع الربوبي, لكن هذا يستخدم في كلماتهم, لذا قال: في عالمي العلم الذي هو الصقع الربوبي والعين الذي هو المظاهر الخلقية, فكونه عين الاشياء بظهوره, يعني بتجليه, فكونه, يعني بأنه يظهر في ملابس اسمائه ولوازم الأسماء التي هي الأعيان الثابتة وصفاته في عالمي العلم والعين.
هذه مسالة العينية بناء على الوحدة الشخصية للوجود, أن يكون هذا الظهور عين المظاهر لا يوجد هناك مشكلة المشكلة أين؟ هو كونه غيرها هذه الغيرية كيف نصورها يأتي إنشاء الله .
والحمد لله رب العالمين.