نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (23)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    تنبيه للمستبصرين بلسان أهل النظر.

    قبل هذه التنبيهات لأنه ليس تنبيه واحد لأنه بعد ذلك سيعبر تنبيه آخر وتنبيه آخر, ونحو ذلك.

    قبل بيان هذه التنبيهات اذا يتذكر الاخوة في مقدمة هذا الكتاب أشار وكذلك في صفحة 199 من هذا الكتاب قال: بان العرفاء إنما وجدوا كل هذه الحقائق بالمكاشفة ومن هنا فهم لا يحتاجون الى العقل ولا الى النظر لماذا؟

    لأن الإنسان الذي يرى الاشياء بالعيان بالمشاهدة بالوجدان لا معنى لان يستدل على ما يراه, الإنسان يرى الآن بالعيان أن الشمس طالعة لا يحتاج الى استدلال عقلي يقول له بان الشمس طالعة ولا الى استدلال نقلي يقول له المعصوم اعلم أن الشمس طالعة, لذا هو في صفحة 199 من هذا الكتاب اذا ترجعون معنا او ترجعون معنا الى ص199 من هذا الكتاب قال: فعلوم الأولياء, سطرين من الآخر من ص200 عفوا, آخر السطرين, فعلوم الأولياء والكُمّل غير مكتسبة بالعقل ولا مستفادة من النقل هؤلاء لا حاجة لهم لا على عقل ولا الى نقل, بل مأخوذة من الله معدن الأنوار ومنبع الأسرار, طبعا هذه من الناحية الكبرى مسلمة ومن الصغرى بالنسبة الى الأنبياء والأولياء أيضاً مسلمة نعم اذا كان هناك بحث في بعض الصغريات أن فلان من الأولياء والكُمّل او ليس من الأولياء والكمل ذاك بحث آخر.

    ولكن من حيث الكبرى نحن نعلم أن بعض العلوم الموجودة او العلوم الموجودة عند الأنبياء والأوصياء هذه لا مكتسبة لا من عقل ولا من النقل بل لها طريقها الخاص سمها وحيا سمها إلهاماً سمها مكاشفة سمها ما شئت, لكنها ليست مأخوذة من استدلال عقلي او من استدلال نقلي.

    الآن اذا كان الامر كذلك لماذا تأتي في كلماتهم استدلالات عقلية او نقلية؟ يقولون نعم هذه بالنسبة الى العميان إن صح التعبير, هؤلاء الذين لم تنفتح أعين بصائرهم وبصيرتهم لمشاهدة هذه الحقائق وللوقوف على هذه الحقائق بالعيان نحتاج الى أما لاستدلال عقلي لمن كان يأنس العقل والاستدلال العقلي, وأما باستدلال نقلي لمن كان أنسه بالنقل, يعني أما للفلاسفة وأما للمحدثين, بعبارة أخرى, هؤلاء الذين لا يقبلون الحقائق الا اذا تم عليه دليل من العقل كالفلاسفة او الا اذا تم عليه دليل من النقل كالمحدثين والإخباريين هؤلاء ماذا نفعل بهم يقول هكذا.

    يقول: وإتيانهم يعني الأولياء والعرفاء, وإتيانهم بالمنقولات في ما بينوه إنما هو استشهاد لما علموه يعني علموه بالعيان, وإثباتهم المعاني بالدلائل العقلية إنما هو تنبيه للمحجوبين وتأنيس لهم, ولذلك قال رحمة منهم يعني من الأولياء والكمل عليهم, أي على هؤلاء المحجوبين, كل احد لا يقدر على الكشف والشهود ليش لكل احد, هذا الطريق ليس لكل احد, ولا يفي استعداده بادراك أسرار الوجود فلهم نصيب من الأنباء والرسالة, الآن ادعاء النبوة هنا اتركوه إنشاء الله هناك لأنه يدعي, فلهم نصيب من الأنباء والرسالة بحكم الوراثة لا بالأصالة, وهذا بحث إنشاء الله يأتي في محله هناك.

    لذا الآن يتضح عندما يقول تنبيه للمستبصرين بلسان أهل النظر يعني تلك الحقائق في البحث السابق التي ادعاها العارف وقال انها وجدانية يعني شاهدها بالعيان الآن يريد أن يستدل عليها, الآن لماذا عبر عنها بالتنبيه؟

    هذه إشارة الى أن هذه المعارف ضرورية وبديهية وفطرية في وجود الإنسان ولكنه هناك موانع تمنع من الالتفات الى مثل هذه المعارف والحقائق, والا اذا استطاع الإنسان أن يقف عليها فيجد انها مقتضى الفطرة ومقتضى الامر الوجداني (فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم) على أي الاحوال.

    اذن تعبيره تنبيه للمستبصرين, اذن ليس هم أهل البصر وإنما لابد أن يمشوا خلف من هو أهل البصر, ولكن هذا التنبيه بأي لسان, بأي بيان؟ بلسان أهل النظر.

    طبعا اذا يتذكر الاخوة في ص23 من هذا الكتاب تعالوا معي الى ص19 عفوا, هناك في أربعة خمس اسطر من الآخر هذه عبارته يقول: وما ذكر فيه مما يشبه الدليل والبرهان إنما جيء به تنبيها للمستعدين من الإخوان, يقول ولكنه لماذا تفعل؟

    يقول: إذ الدليل لا يزيد فيه الا خفاءً, والبرهان لا يوجب عليه الا جفاءً, طيب اذا كان الامر كذلك لماذا تفعل؟

    يقول: لا يوجد لنا طريق آخر, هذا من باب وما حيلة المضطر الا ركوبها, أنا في النتيجة هذه الحقائق أريد أن أوصلها الى هؤلاء من قبيل انك تريد أن تعرف انسانا أعمى الألوان, الأعمى الذي هو من بطن أمه أعمى يستطيع أن يميز الأحمر من الأصفر او لا يستطيع؟

    لا يستطيع لأنه لا يوجد عنده حاسة تستطيع أن تميز, ولكن مع ذلك انت تريد بطريق او بآخر تريد أن تميز له من غير المبصرات, هؤلاء أيضاً كذلك, يقولون هذه الامور مرتبطة بطور وراء طور العقل فإذا أرادنا أن نتكلم عليها بطور العقل فيها مشكلات ولكن لا طريق لنا فما حيلة المضطر الا ركوبها.

    الآن المدعيات ما هي؟ أهم المدعى لهؤلاء كما اشرنا إليه مراراً وتكراراً, أهم مدعى لهؤلاء هو انه الوجود واحد لا شريك له, هذا الذي في بحث الفلسفة قلنا إن واجب الوجود واحد لا شريك له, هو يرى أن الوجود واحد لا شريك له وهذه هي الوحدة الشخصية للوجود, طبعا عندما يقول الوجود واحد لا شريك له, بطبيعة الحال أن هذا الوجود سوف يكون واجبا لا يعقل أن يكون ممكناً, وبطبيعة الحال سوف يكون الوجود أصيلاً وبطبيعة الحال أن هذا الوجود الواحد سوف يكون واجدا لجميع الكمالات لا يشذ عنه احد, وهذا ما ادعاه العارف في ما سبق, الآن ما هو برهانه؟

    من هنا هذا قوله تنبيه تنبيه تنبيه يريد أن يثبت أن الوجود واجب هذا الوجود الواحد واجب, هذا الوجود الواحد ممكن او واجب؟ يريد أن يثبت انه ليس واجب الوجود واحد الوجود واحد وهذا الوجود الواحد واجب, اذن في هذه التنبيهات كلها نريد أن نثبت أن هذا الوجود الذي وصل إليه العارف بكشفه وهو الوحدة الشخصية انه واجب.

    ما هو تقريره هذا التنبيه الاول؟ تقريره: على طريق ما تقدم في أبحاث النهاية وغير النهاية والمنظومة وهو أشبه ما يكون بطريقة الصديقين اذا يتذكر الاخوة, ما هو؟ نضع يدنا على هذا الوجود الوجود موجود او لا؟

    نعم متحقق بالوجدان الموجودية متحققة ليس كله وهم في وهم, هذا الوجود أن كان واجبا فقد ثبت المطلوب لأنه نحن نريد أن نثبت وجوبه وان لم يكن واجبا فيدور الامر بين أن يكون ممكنا وبين أن يكون ممتنعة, ويستحيل أن يكون ممتنعا لان المفروض تحققه اذن لابد أن يدور الامر او ممكنا, الآن اذا كان ممكنا نشكل قياس استثنائي هكذا نقول: اذا كان هذا الوجود واحدا للزم, عفوا لو كان هذا الوجود ممكنا للزم أن يتقدم على نفسه بالوجود, وهو محذور الدور, والتالي باطل فالمقدم مثله, أعيد القياس الاستثنائي.

    قياس استثنائي, لو كان هذا الوجود واجبا ثبت المطلوب إن لم يكن واجبا طيب يستحيل أن يكون ممتنعا اذن هو ممكن, لو كان هذا الوجود واحدا, عفوا ممكنا, للزم أن يتقدم على نفسه بالوجود, والتالي باطل فالمقدم مثله.

    أما وجه الملازمة في قياس استثنائي تعلمون نحتاج الى أمرين: إثبات الملازمة وإبطال التالي, أما بيان الملازمة وهو انه المفروض انه وجود والمفروض انه وجود ممكن والمفروض أن هذا الوجود الممكن واحد أم متعدد؟

    واحد والا لو كان متعددا لاحتاج الى وجود آخر ما فيه مشكلة, متى تلزم المشكلة؟ اذا كان واحدا طيب سؤال: وهو أن الوجود الممكن يحتاج الى علة او لا يحتاج الى علة؟ يحتاج الى علة وهذا من الامور البديهية والضرورية وهو أن كل ممكن محتاج في وجوده الى علة الى أي علة يحتاج؟ الى علة ولو كانت معدومة او علة موجودة؟ الذي يريد أن يفيض الوجود لابد أن يكون موجودا فإذن يحتاج الى علة موجودة سؤال: وهذه العلة الموجودة معه بعده أم قبله؟ اذا صارت علة فلابد أن تكون متقدمة رتبة على معلولها.

    والمفروض هذا وجه الملازمة, والمفروض أن هذا الوجود واحد أم متعدد؟ واحد فيلزم أن يكون الوجود متقدما على نفسه بالوجود, طيب ما المحذور في ذلك؟

    نأتي الى بطلان التالي: ما المحذور في ذلك؟

    الجواب: هذا هو بطلان الدور, ما هو محذور الدور؟ لماذا نحن نقول أن الدور محال؟ الدور بما هو دور ليس محال الدور محال لأنه فيه محذور تقدم الشيء على نفسه, طيب ما هو محذور تقدم الشيء على نفسه؟ مرجعه الى اجتماع النقيضين الى التناقض, لأنه تقدم الشيء على نفسه يعني موجود وغير موجود, واضح الاستدلال.

    هذا البرهان الذي أقاموه الجماعة لإثبات أن الوجود ما هو؟ (كلام أحد الحضور) واحد, (كلام أحد الحضور) احسنتم, طيب سؤال, الآن في وقتها سيأتي نناقش او ننقد, لا اقل نقف عند هذه الأدلة, ثبت العرش ثم النقش, من قال أن الوجود واحد؟ هذا الوجود يحتاج, نعم اذا تريد أن ثبت أن في الوجود واجبا نعم نحن معك, لكن انت تريد أن تقول في الوجود واجبا او الوجود واجب؟ أن تريد أن تثبت الوجود واجب, وهذا البرهان يريد أن يثبت في الوجود واجب, على أي الاحوال, اقرأ (كلام أحد الحضور) أنا كذلك اقول الآن صار اذا تتكلم بلغة النظر بلغة أهل النظر تقول اذا ثبت عرفانا انه واحد الآن لابد أن تثبت لي ماذا هنا؟ بالنظر تثبت لي انه واحد, ثم تقول هذا الواحد واجب, انت مباشرة دخلت على ماذا؟ على إثبات أن الوجود الواحد واجب, طيب هذه الوحدة من اين أثبتها, لذا إنشاء الله بحثه بعد ذلك سيأتي.

    قال: الوجود واجب لذاته بأي برهان بهذا القياس الاستثنائي الذي قررناه, إذ لو كان هذا الوجود ممكنا لكان لهذا الوجود علة, طيب هذه العلة ما هي لابد أن تكون موجودة, طيب هذه الموجودة تكون في عرضها او بعدها او قبلها؟ اذا صار علة لابد أن تكون قبلها اذن فيلزم تقدم الشيء على نفسه, واضح الاستدلال.

    الاشكال: التفتوا جيدا, الاشكال: في ما يتعلق بالإشكال المستشكل هكذا يقول: أنا بودي انه أقصى ما يمكن أن نقرر هذه المطالب الفلسفية بأحسن بيان بأدق بيان وأتقن بيان حتى بعد ذلك عندما نأتي الى المراجعة يتضح بأنه الفلسفة عندما جاءت الى صدر المتألهين ما هو التطور الذي حصل فيها؟

    الفلسفة وليست المدعيات, المدعيات موجودة في كلمات العرفاء, عندما ندخل الى المراجعة الثانوية سوف تعرف كم هذه الأدلة أدلة ضعيفة ومن هنا يتضح لك, الآن لماذا هذا الضعف؟ هذا الضعف ليس باعتبار أن الاشكال في مدعياتهم ليس في عرفانهم وفي كشفهم ومدعياتهم الاشكال في أدلتهم, المدرسة الفلسفية قاصرة لا تستطيع أن تلبي حاجة هذه المدعيات العرفانية, من هنا يتضح دور الفلاسفة ودور الحكمة المتعالية ودور صدر المتألهين والى زماننا هذا.

    التفت المستشكل ماذا يقول على هذا الاشكال, يقول: لو كان كل ممكن يحتاج الى علة موجودة قبله لتم البرهان ولكن من الواضح أن ليس كل ممكن يحتاج الى علة الممكن في وجوده محتاج الى علة لا الممكن بما هو ممكن محتاج, التفتوا الى هذه النكتة, الممكن محتاج الى العلة والى علة موجودة قبله الممكن محتاج الى علة موجودة قبله او وجود الممكن محتاج الى علة موجودة قبله؟ أي منهما؟ من الواضح أن الممكن لا يحتاج الى علة لماذا؟

    لأن الممكن متساوي الطرفين الى الوجود والى العدم, في وجوده يحتاج الى علة موجودة قبله وفي عدمه يحتاج الى عدم العلة, التي عبر عنها الى علة العدم التي هي في واقعها عدم العلة.

    اذن يتضح من هذا أن الممكن لا يحتاج الى علة موجودة قبله, أحفظوا هذه الخصوصيات الثلاث: علة, موجودة, قبله, حتى يلزم محذور تقدم الشيء على نفسه بالوجود.

    يقول: إنما وجود الممكن يحتاج الى علة موجودة قبله, طيب نقول لكم والوجود أمر اعتباري, فإذا صار الوجود أمراً اعتباريا فلا يحتاج الى علة, اذا كان الوجود أمراً أصيلا وأمراً حقيقيا متأصلا فيحتاج الى علة موجودة قبله ولكنه نحن لم نقبل منكم أن الوجود أمر أصيل بل الوجود أمر اعتباري فإذا كان وجود الممكن وليس الممكن, وجود الممكن أمراً اعتباريا فالأمر الاعتباري لا يحتاج الى علة, فضلا عن أن تكون علة موجودة قبله, واضح الاشكال.

    قال: لا يقال الممكن في وجوده يحتاج الى علة لا الممكن يحتاج الى علة, الممكن في وجوده يحتاج الى علة وهو أي الوجود ليس الممكن, وهو يعني وجود الممكن, وهو غير الوجود, وهو غير موجود عندنا لكون الوجود أمر اعتباري, طيب اذا كان وجود الوجود أمر اعتباريا فيحتاج الى علة او لا؟ لا يحتاج لا الى علة فضلا عن أن تكون موجودة فضلا عن أن تكون قبله.

    بأي دليل تدعون هذا المعنى؟ طبعا أنا ارتب البحث بطريقتي, هذا المتن أقرره بطريقتي وان كان هو ليس بهذه الطريقة, حتى البحث يصير واضح, طيب المدعى, هذا مدعى أن الوجود اعتباري ليس بأصيل, طيب هذا مدعى, يقول: لا ليس مدعى نقيم البرهان على أن الوجود أمر اعتباري, ما هو البرهان؟

    يقول: البرهان هو الذي أقامه شيخ الاشراق السهروردي كلما لزم من تحقق نوعه او طبيعته في الخارج تسلسله لا الى نهاية فهو أمر اعتباري.

    الآن بين قوسين (الآن أنا أقف هنا اشرح القاعدة نصف ساعة او لا أقف؟ ما هو نظركم؟ (كلام أحد الحضور) اشرحها او لا؟ لماذا لا تجيبون؟ (كلام أحد الحضور) لا اقول اشرحها او لا واقعا؟

    الجواب: واقعاً أنا مفترض أن الذي يحضر هذا البحث قد قرأ البداية او لا؟ قرأ البداية, قرأ النهاية او لا؟ قرأ نهاية, قرأ أسفار لا اقل الجزء الاول عندي او لا؟ قرأ, وهذه قاعدة لا وقفنا عندها وقفنا عندها أيام في الإشكالات والتفصيات في الاسفار الجزء الاول, في الإشكالات والتفصيات واحدة من أهم الإشكالات كانت اشكال شيخ الاشراق السهروردي, في النهاية السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه في أصالة الوجود تعالوا معي الى أصالة الوجود يعني في الفصل قال: وبذلك يندفع على ما أورد على أصالة الوجود, هذا في الفصل الثاني من المرحلة الاولى, لو كان حاصلا في الاعيان كان موجودا لان الحصول هو الوجود فللوجود وجود وننقل الكلام إليه وهلم مجرى فيتسلسل أنا فاتح هناك حاشية قلت كلما يلزم من تحققه خارجا تكرره لا الى نهاية فهو اعتباري, وهنا في الحاشية شيخنا الاستاذ شيخ حسن زاده, يقول: إشارة الى القاعدة التي ذكرها الشيخ الاشراقي لإثبات اعتبارية الوجود, طبعا ليس الوجود والوجوب وغير ذلك, وكذلك في الاسفار الجزء الاول ص54 في الإشكالات والتفصيات وهي كلما كان وجود في الخارج مستلزما لتكرر نوعه فاحكم بإعتباريته, اذن هذا الذي نحن قلناه مرارا للاخوة.

    اخواني أعزائي أما تحضر هذه الابحاث وبسرعة تمشي بتلك الابحاث, أم كونوا على ثقة مضرة هذه الابحاث لكم, أنا بودي أن البحث بدل من عشرين نفر يصير مائة نفر ولكن كونوا على ثقة ما ينفعكم لا ما ينفعكم يضركم اذا هذه المباني انتم لم تكونوا متقنيها في الابحاث السابقة.

    طيب ما الدليل؟ قال: لو كان وجود الممكن وجودا أصيلاً لتم الدليل والتنبيه لإثبات أن الوجود واجب ولكن لا دليل على أن الوجود أصيل بل الدليل على خلافه أن الوجود اعتباري لا انه أصيل, واضح, الآن من باب لا تخلو العريضة, من باب التذكر انه لماذا اقرب الاستدلال التسلسل وهو:  لو كان الوجود وجود زيد, وجوده لا ماهيته, لو كان وجود زيد موجودا في الخارج طيب هذا الوجود موجود او ليس بموجود, طيب انتم تقولون موجود بناء على أصالة الوجود لم تقولوا الماهية موجودة تقولون وجوده موجود, طيب ننقل الكلام الى موجودية هذا الوجود, هذه الموجودية موجودة أم لا؟

    فإن قلتم غير موجودة طيب من أول الامر قولوا أن الوجود غير موجود, وان قلتم هذه الموجودية موجودة اذن صار لموجوديته وجود فننقل الكلام الى هذه الموجودية موجودة او غير موجودة؟ موجودة فيتسلسل الامر الى لا نهاية.

    من هنا ذكر شيخ الاشراق السهروردي هذه القاعدة قال: قاعدة كيف نميز بين الامور المتحققة في متن الاعيان وغير المتحققة؟ قال: اذا لزم من تحققها تكررها فهي غير موجودة في متن الاعيان وان لم يلزم فهي ماذا؟

    وحيث أن الوجود يلزم من تحققه في متن الاعيان تكرر نوعه لا الى نهاية فهو غير موجود.

    ومن هنا التفت جيدا ومن هنا جاؤوا الجماعة وقالوا أن شيخ الاشراق يقول أن الوجود غير أصيل لماذا؟ اذا لم يكن الوجود موجودا في الاعيان اذن اين موجود؟ في الأذهان فقط اذن ماذا يوجد في متن الاعيان؟ الوجود ما موجود, نحن لا يوجد عندنا أما موجود او ماهية اذن الماهية هي الموجود, واضح هذا المعنى, هذا هو الاشكال.

    الجواب: القيصري يجيب عن ذلك بجوابين:

    الجواب الاول: الذي يذكره يقول: نسلم معكم أن الوجود أمر اعتباري.

    الجواب الثاني: لا نسلم أن الوجود أمر اعتباري بل الوجود أمر أصيل.

    يعني في جوابين أولاً ماشى الاشكال قال: سلمنا معكم أن الوجود أمر اعتباري, ومع ذلك لا نقبل الاشكال, في الجواب الثاني ترقى قال: لا نقبل أن الوجود أمر اعتباري بل الوجود أمر أصيل وإشكالكم وهو التسلسل لا الى نهاية غير وارد, واضح صار الجواب.

    الجواب الاول: يقول: في النتيجة سلمنا معكم أن الوجود أمر اعتباري طيب الامور الاعتبارية تحتاج الى معتبر او لا تحتاج الى معتبر؟ أصلاً انتم أثبتم, أريد أن أكمل كلام القيصري, انتم قلتم أن عدم المعلول محتاج الى عدم العلة, فكيف الامور الوجودية وان كانت اعتبارية, انتم في باب العدم قلتم أيضاً محتاج الى علة في باب الوجود لا يحتاج الى علة, والامر الاعتباري في النتيجة أمر وجود أم عدمي؟ طيب يحتاج الى معتبر.

    سؤال: وهذا المعتبر له وجود او ليس له وجود حتى يعتبر؟ فان لم يكن له وجود طيب ضم اعتبار الى اعتبار لا يولد وجودا, اذن لابد أن يكون لهذا المعتبر تحقق ووجود حتى يعتبر, اذن قولكم اذا صار الشيء أمراً اعتباريا فلا يحتاج الى علة؟ الجواب: سلمنا أن الوجود أمر اعتباري ومع ذلك يحتاج الى علة, نقرأ العبارة.

    قال: لا يقال لانا لا نسلم, انت قلت اذا كان الوجود أمراً اعتبارياً فلا يحتاج الى علة, الجواب: لا نسلم أن الاعتباري لا يحتاج الى علة, الاعتباري أيضاً محتاج الى علة بدليل أن عدم المعلول يحتاج الى علة فكيف الامور الاعتباري.

    لا نسلم أن الاعتباري لا يحتاج الى علة فانه هذا الامر الاعتباري, لا يتحقق في العقل الا باعتبار المعتبر وهذا المعتبر فهو علته, فهو علة هذا الامر الاعتباري, طيب وهذا المعتبر ما هو موضعه؟ يقول لابد له من وجود حتى يعتبر, وأيضا المعتبر لا يتحقق في الخارج الا بالوجود فلو كان الوجود اعتباريا طيب تحقق المعتبر او لم يتحقق المعتبر؟

    المعتبر الذي يريد أن يعتبر لابد أن يكون له وجود او ليس له وجود؟ له وجود فإذا قبلت أن وجوده اعتباري فإذن تحقق المعتبر او لم يتحقق؟ لم يتحقق المعتبر, أثبتنا أن الاعتباري يحتاج الى علة وعلته من؟ هو المعتبر, طيب هذا المعتبر له وجود او لا؟

    اذا قلت أن الوجود أمر اعتباري فهذا المعتبر يكون اعتباريا ولم يتحقق له الوجود, فلابد أن يكون للوجود تحقق حتى يتحقق المعتبر عند ذلك هذا المعتبر يعتبر ذلك الامر الاعتباري, وأيضاً المعتبر لا يتحقق في الخارج الا بالوجود إذ عند زوال الوجود عنه, أي عن المعتبر, مطلقا كما انت تدعي أن الوجود أمر اعتباري, لا يكون هذا المعتبر الا عدما محضا, فلو كان الوجود الإمكاني اعتباريا فلو كان الوجود اعتباريا للزم او لكان جميع ما في الوجود أيضاً اعتباريا, طيب ما المحذور؟

    يقول والتالي باطل لأنه في النتيجة يوجد عندنا تحقق في متن الاعيان, طيب لماذا لا تكون الماهية متحقق؟

    قال: إذ الماهيات امور اعتبارية وضم أمر اعتباري الى أمر اعتباري, لأنه جنابك تقول الإنسان موجودا الإنسان ما هو؟ ماهية الوجود ما هو؟ تحققه, طيب اذا فرضنا أن الماهية أمر ما هي؟ اعتباري منفكة, والمفروض أن الوجود أيضاً اعتباري فضم أمر اعتباري الى أمر اعتباري يولد عندنا أمراً متحققا؟ لا يحقق.

    لذا قال: فلو كان اعتباريا لكان جميع ما في الكون أيضاً اعتباريا إذ الماهيات منفكة عن الوجود أمر اعتبارية وهو ظاهر البطلان, طبعا هذا هو نفس البيان الذي ذكره الحكيم السبزواري في المنظومة, الذي عبر عنه:

    كيف وبالكون على استواء        قد خرجت قاطبة الاشياء

    هذا برهان الاستواء وهي أن الماهية متساوية النسبة ونحن نجد انها الآن متحققة فإذا كان الوجود أمراً اعتباريا تحققها يكون بماذا.

    الآن وتحقق الشيء بنفسه لا يخرجه عن كونه أمراً حقيقيا, هذا الكلام جواب عن الدليل الذي أقاموه لإثبات اعتبارية الوجود, ما هو الدليل الذي أقيم لإثبات اعتبارية الوجود؟ القاعدة التي أسسها شيخ الاشراق السهروردي, هنا هو لا يذكر القاعدة وإنما مباشرة يجيب عنها, يعني كأن القاعدة, يعني القائل باعتبارية الوجود استدل بماذا استدل؟

    استدل بقاعدة شيخ الاشراق مباشرة هو يأخذ الدليل الدال على اعتبارية الوجود وهو دليل شيخ الاشراق ماذا يقول؟ يقول: وتحقق الشيء بنفسه لا يخرجه عن كونا أمراً حقيقيا, يعني بأي بيان؟

    يعني نعم لو كان الوجود موجودا بوجود زائد على ذاته للزم التسلسل لا الى نهاية فيكون أمراً اعتباريا, ولكن نحن لا نقول أن الوجود موجود بوجود زائد على نفسه بل الوجود موجود بنفس ذاته, اذن هو ليس اعتباري, لأنه انتم برهانكم كان يثبت لو كان للوجود وجود ولوجوده وجود لزم التسلسل لا الى نهاية, والجواب أن الوجود موجود ولكن ليس لوجوده وجود, الجسم ابيض بالبياض, الجسم ابيض بنفسه أم بالبياض؟ بالبياض ولكن نفس البياض ابيض او ليس بأبيض؟ ابيض ولكن بالبياض او بنفسه؟ بنفسه, الماء حار بالنار بالتسخين بالحرارة, طيب الحرارة ماذا حارة أم لا؟ الا اذا جنابك تقول الماء حارة بالحرارة ولكن الحرارة باردة, هذا بعد والامر إليك, احكم عليه.

    اذا كان كل شيء يتسخن بالحرارة فالحرارة ليست مسخنة؟ ذاك يكون بالأولوية العقلية, ولكنه الحرارة حارة بحرارة أخرى انضمت إليها بالمحمول بالضميمة او بنفس ذاتها؟

    وهذا هو الفارق وهو انه: غير الوجود موجود بالوجود ولكن الوجود موجود بالوجود لو موجود بنفس ذاته؟ واضحة هذه النقطة اتضحت الى هنا جيدا, اذن الوجود موجود بنفس ذاته, لا بوجود زائد على حد ذاته حتى يتسلسل.

    افتح قوس (سؤال: شيخ الاشراق يريد أن ينفي أن الوجود موجود ولو بنفس ذاته أم يريد أن ينفي أن الوجود موجود بوجود زائد على ذاته؟ شيخ الاشراق أيهما ينفي؟

    يريد أن ينفي الاثنين او واحد منهما؟ الجماعة فهموا منه لما نفى أن يكون الوجود موجودا بوجود زائد على ذاته, فإذن ليس بموجود ولو بوجود ذاته, مع انه لا ملازمة بينهما, ما ادري التفت, حتى تعرف مباني شيخ الاشراق.

    الأعلام نسبوا إليه, برهانا لنفي قالوا أن شيخ الاشراق قال: أن الوجود ليس موجودا في الخارج, مطلقا, ما معنى مطلقا؟ يعني لا بوجود زائد ولا بنفس ذاته, فلهذا نسبوا إليه اعتبارية الوجود, مع أن برهانه ينفي أن الوجود غير موجود ولو بذاته أم أن الوجود غير موجود بوجود زائد على ذاته؟ أي منهما؟ ينفي الثاني لا الاول.

    ومن هنا جملة من المحققين وأنا معتقد بأنه هذا هو الصحيح بان شيخ الاشراق ليس من القائلين باعتبارية الوجود, من القائلين بأصالة الوجود, وإذا وجدت في كلامه أن الوجود اعتباري يريد أن يقول أن الوجود ليس موجودا بوجود زائد على ذاته كما أن زيدا موجود بالوجود فالموجود أيضاً موجود بالوجود, ليس الامر كذلك, واضح هذا المعنى.

    أولا: أجاب عن ذلك الشيخ القيصري بأنه أساساً برهانكم على اعتبارية الوجود لا يضرنا شيء لان الذي ينفيه أن الوجود ليس موجود بوجود زائد على ذاته, بل موجود بوجود نفسه, لذا التفت الى العبارة قال: وتحقق الشيء بنفسه لا يخرجه عن كونه أمراً حقيقيا.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/04/16
    • مرات التنزيل : 1754

  • جديد المرئيات