نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (29)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: وذلك بعينه كلام أهل الله, لأنهم ذهبوا الى أن الوجود باعتبار تنزله في مراتب الأكوان وظهوره في حضائر الامكان وكثرة الوسائط يشتد خفاءه فيضعف ظهوره وكمالاته, وباعتبار قلتها تشتد نوريته ويقوى ظهوره فتظهر كمالاته وصفاته, فيكون إطلاقه على القوي أولى من إطلاقه على الضعيف.

    بالأمس قلنا بأنه لابد من التمييز بين هذه المدارس الثلاث: بين المدرسة المشائية وبين مدرسة الحكمة المتعالية والمدرسة العرفانية, فان العرفاء يعتقدون أن الوجود واحد أما مفهوما فمتفق بينهم جميعا لان مفهوم الوجود مشترك معنوي اذن مفهوم الوجود واحد أم متعدد؟

    من الواضح انه بناء على الاشتراك المعنوي للوجود لمفهوم الوجود فمفهوم الوجود واحد هذا لا يوجد فيه اختلاف, إنما الكلام أن هذا المفهوم له مصاديق متعددة او له مصداق واحد؟

    العارف يعتقد أن هذا المفهوم, التفتوا جيدا لتحرير محل النزاع, نحن هذه القضية نكررها باعتبار انه نريد أن نميز أن العارف بصدد إثبات أي قضية من القضايا, أن العارف يعتقد أن هذا المفهوم الموجود في الذهن الواحد ليس له الا مصداق واحد, ولكن هذه الوحدة ليست هي الوحدة العددية وإنما وحدة لها شؤون لها مظاهر, فالوجود واحد حقيقة كثير شأنا ومظهرا.

    اذن بناء على ذلك هل يمكن أن نتصور التشكيك او لا يمكن أن نتصور التشكيك؟ الجواب: لا التشكيك المشائي ولا التشكيك الحكمة المتعالية, الآن اقول لماذا لا يمكن, هذه نظرية العارف.

    نظرية العارف تقول: أن مفهوم الوجود الموجود في الذهن المشترك المعنوي هذا المفهوم ليس له الا مصداق واحد, هذا المصداق الواحد هو حقيقة الوجود, هذا الذي في الابحاث السابقة وفي التنبيهات السابقة قال: حقيقة الوجود يمتنع عليها العدم, صغرى القياس, وكل ما يمتنع عليها العدم فهو واجب كبرى القياس, اذن حقيقة الوجود واجبة, جيد والواجب واحد أم متعدد؟ واحد اذن الوجود واحد, واضح, هذا أهم برهان كان عند الجماعة.

    طيب هذا لازمه انه أنا وأنت والسماء والارض والانبياء والآخرة والدنيا والصلحاء والملائكة والعوالم و.. هذه كلها تكون باطلا, تكون سرابا؟

    لا أبداً, اذا احد يتصور هذا المعنى فهذا معناه انه وصل الى مراد هؤلاء او لم يصل؟ هؤلاء يقولون سماء, وارض, وأنبياء ودنيا, وآخرة كل واحدة من هذه شأن من شؤون هذا الوجود الواحد, وليست باطلة, اقرأ لك العبارة.

    هذه العبارة وردت في مصباح الأنس هذه الطبعة الحجرية التي عندي الآن لا ادري أن هذه الطبعة الحديثة اين موقعها لابد أن تبحثوها انتم, في ص247 تحت عنوان في ذكر الاصول المقتضية لأحدية ذات الحق (سبحانه وتعالى) هذه عبارته هذا الاشكال المشهور الاشكال الموجود على الألسنة عندما يريدون أن يسقطوا العرفان والوحدة الشخصية للوجود إشكالهم الأصلي هذا الاشكال.

    يقول: فان قلت فوجود ما سوى الحق تعالى اذا لم يكن بطريق الحقيقة كما هو مقتضى هذه الاصول كان مجازا, ما سوى الحق اذا لم يصدق عليه وجود وحقيقة فيكون مجازا, وكل مجاز يصح نهي الحقيقة عنه, اذن وكل ما صح نفي الحقيقة عنه كان باطلا, اذن كل ما سوى الله يكون باطلا, كل ما في الكون وهم او خيال, (كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء) هذا الاتهام الذي يوجه الى العرفاء كما في قول النبي الا كل شيء ما خلا الله باطل وصدقه الرسول  ’وارتضاه فكيف قالوا لا باطل في الوجود على أنهم صرحوا أيضاً بان لا مجاز في الوجود كما ذكره الشيخ في النفحات, هذا اين؟ هذا الاشكال.

    العبارة فيها هنا أخطاء, تصحيح العبارة موجودة الاخوة اذا أرادوا أن يرجعوا إليها في شرح مقدمة القيصري الفارسية ص202 بعد التصحيح قلت: هذه عبارة صدر الدين وهو الشارح الأساسي لنظرية مؤسس الوحدة الشخصية في العرفان النظري وهو محي الدين الشيخ الاكبر, قلت: هذا هو مطرح العقول ومتصادم الاصول, المشكلة كل المشكلة انه بعد إن قلنا أن الوجود واجب والواجب واحد فالوجود واحد اذن ما سوى الله اين يذهب؟ وهذا الوجود مصداقه من هو؟ مصداقه الحق (سبحانه وتعالى) اذن ما سواه اين يذهب؟ التفتوا جيدا.

    قال: هذا هو مطرح العقول ومتصادم الاصول وتحقيق حقيقته ليس الا بمحض لطف الحق وسعة عطيته فالذي هو وسع فهمي, اذن تبين صاحب قراءة كان لأنه هو يقول هذا فهمي هذا هكذا افهم والا ليس بالضرورة انه هو الواقع, فالذي هو وسع فهمي, انظر هذا يشرح مبنى هؤلاء القوم لا يذهب ذهنك الى يمين ويسار, أن القول ببطلان وجودات الممكنات, هذا القول أن الممكنات امور باطلة ماذا معناه؟ معناه, أحفظ هذه الجملة لا تنساها هذا معناه؟

    على أن حقائقها لولا التوجه الإلهي إليها كانت عدما, بينك وبين الله يوجد احد يشك في هذا المعنى, هذا الذي قلنا مرارا أن هذه الوجودات او أن هذه الممكنات عين الإضافة الإشراقية فبالالتفات إليها فهي متحققة وبعدم الالتفات إليها فهي معدومة, الآن معنى موجودة ومعدومة بيناها سابقا يعني الظهور والبطون.

    ومن هنا يتذكر الاخوة أنا في نهاية الحكمة وفي الاسفار أنا مراراً عبرت هذا التعبير قلت: أن صفحة عالم الاعيان بالنسبة الى الحق تعالى كصفحة عالم الأذهان بالنسبة إلي, وهذا هو معنى الشأن, ليس معنى الشأن البطلان ليس معنى الشأن السرابية ليس معنى الشأن عدم التحقق, وإنما معنى الشأن يعني لولا التوجه الإلهي فهو عدم, قال: على أن حقائقها لولا التوجه الإلهي إليها تقتضي العدم كما مر تحقيقه, والحاصل لها من التجلي الإلهي الأحدي توجهه, نفس هذا التوجه يتحقق به فيض يتحقق به شأن والقول بان لا باطل في الوجود بل لا مجازا مبني على أن كل تعين, هذا اصطلاح عرفاني, كل تعين حصل فهو حال من أحوال ذات الحق وحكم من احكام اسمه الظاهر, واضح.

    اذن انظروا الى النتائج التي تحققت, التفتوا, مفهوم الوجود واحد أم متعدد؟ واحد, مفهوم الوجود يصدق على مصداقه بالتشكيك او بالتواطي؟ التشكيك, طيب هو اين يوجد مصاديق (كلام أحد الحضور) لا بعدنا لم نصل نحن نتكلم في مفهوم الوجود, بعد لم نأتي الى المظاهر, ترى النتائج التي يريد أن يأخذها في هذا التفريع.

    اذن مفهوم الوجود واحد هذا متفق عليه, مفهوم الوجود يصدق على مصداقه لا مصاديقه لأنه ليس له مصاديق, ماذا؟ بالتواطي واحد, اثنين: اذن هنا نفى التشكيك من؟ أي تشكيك نفى قل معي؟ التشكيك المشائي هنا انتفى لماذا؟ لان التشكيك المشائي إنما يتصور مصاديق متعددة والمفهوم بحسب اختلاف الصدق يختلف وهنا لا يوجد عندك مصاديق مختلفة بل مصداق واحد.

    الآن تعالوا معنا هذا المصداق الواحد له شؤون بحسب الظهور او ليس له شؤون؟ له شؤون بحسب الظهور وهذه الشؤون متواطية أم مشككة؟ هذه الشؤون مشككة.

    اذن الوجود من حيث هو هو واحد او متعدد؟ واحد, متواطي أم مشكك؟ متواطي, وهذا لا ينافي بحسب ظهوره مشكك, واضح النظرية العرفانية, الآن تعال معي.

    المشائي ماذا يقول؟ يقول: أولا أن قولكم أن مفهوم الوجود واحد نحن نتفق معكم, قولكم أن مصداقه واحد نتفق او نختلف؟ نختلف, مصداق الوجود متعدد مصداقه متعدد, وإذا صار مصداقه متعدد فبعضه واجب وبعضه ممكن, جيد, يوجد تشكيك بينها؟

    يقول: أبدا لان هذه متباينة بتمام الذوات, وإذا صارت متباينة فيوجد تشكيك بينها في الخارج او لا يوجد؟ نعم في صدق المفهوم على هذه المصاديق يوجد تشكيك, واضح.

    تعال الى الحكمة المتعالية تسأله أن الوجود واحد او متعدد؟ يقول واحد, تقول مصداقه واحد أم متعدد؟ ماذا يقول؟ يقول واحد ولكن واحد مشكك, فالتشكيك للمظاهر او للوجود لمصداق الوجود؟ لمصداق الوجود, الآن بغض النظر له تصور او ليس له تصور ذاك بحث آخر فقط أريد أن اقرب لك المطلب.

    اذن العارف يقول المصداق واحد مشكك او ليس بمشكك؟ ليس بمشكك, والمشائي يقول المصداق متعدد ومتباين, والحكمة المتعالية تقول مصداق واحد حقيقة الوجود الواحدة المشككة هذه الحقيقة المشككة, وهذا لابد أن تميزون بحسب الاصطلاح بين المراتب وبين المظاهر, لان الحكمة المتعالية تعتقد أن هذه الحقيقة لها مراتب أما هؤلاء يعتقدون أن هذه الحقيقة لها مظاهر, اذن لا تقول مراتب ومظاهر اذن هذا معناه انه لا خبرة لك او لك مبنى آخر, مباني القوم هذه, واضح الى هنا.

    اذن أما المشاؤون جميعا يعتقدون بناءً على أن مفهوم الوجود مشترك معنوي الجميع يعتقد أن مفهوم الوجود واحد, مشترك معنوي لا مشكلة في الكلام, إنما الكلام أولا: في أن مصداقه واحد او متعدد؟

    عارف يقول واحد, حكمة متعالية تقول واحد مشاء يقول متعدد, واضح, هنا من هذه الجهة الحكمة المتعالية تقترب من العرفان أما عندما نأتي الى هذه الحقيقة الواحدة العارف يقول مشككة او ليست مشككة؟ ليست مشككة والحكمة المتعالية تقول هذه الحقيقة مشككة وإذا صارت مشككة لها مراتب وإذا كل مرتبة غير المرتبة الأخرى فيكون الوحدة عين الكثرة والكثرة عين الوحدة ما به الامتياز عين ما به الاشتراك وما به الاشتراك عين ما به الامتياز, واضح الى هنا المبنى.

    طيب سؤال: واقعا بهذا المعنى الذي ذكره القونوي الذي الآن شرحناه, انه ارجع الشؤون الى الوجودات الربطية الى الإفاضات الإشراقية طيب ملا صدرا ماذا قال اذن؟ قال هذه الإضافة الإشراقية وقال بمعنى الرابط يعني ماذا, لذا يتذكر الاخوة في تمهيد القواعد قلنا مبنى ملا صدرا أما أن يرجع حقيقة الى الوحدة الشخصية ولكن مع اختلاف بعض التعبيرات وأما أن يرجع لابد الى التباين المشائي, أما شيء ثالث وسط بينهما لا يوجد.

    هذا المعنى الله يعلم بحسب التحقيق كنت منتهي إليه, وبعد ذلك وجدت انه لا يظهر انه جملة من الأعلام أيضاً منتهين الى هذه النتائج, أنا اقرأ لك بعض العبارات.

    اقول: سيد جلال الدين الآشتياني رحمة الله تعالى عليه في نفس هذا كتابه وهو شرح مقدمة القيصري في ص192 طبعا هو يذكر أن التشكيك له ستة اقسام: التشكيك العامي الذي هو للمشائين, التشكيك الخاصي, الذي هو للحكمة المتعالية, التشكيك الخاص الخاصي, تشكيك اخص الخواص, وتشكيك صفاء خلاصة خاص الخاص, الآن واقعا استطاع أن يصور ستة أنحاء او لم يستطع؟ هذا بحث الآن ليس مقامنا, هو كذلك أتصور بأنه كثيرا غير معتقد بأنه يوجد ستة أنواع لأنه في آخر المطاف يقول (جهار قسم أخير از تشكيك در حكم متقاربند) طيب واضح, (وإرجاع هر كدام به ديكري امكان دارد) طيب يؤول بعضه الى بعض مع بعض الخصوصيات, (بلكه) محل الشاهد, (بلكة بنا بر أون جه در تعليقات بر شرح مشاعر) الذي هو عنده (ذكر كرده أيم قول فهلويون) الذي هو التشكيك الخاصي الذي ما به الامتياز يرجع الى ما به الاشتراك يعني حقيقة الوجود واحدة مشككة لها مراتب الذي كان هذا قول الفهلويين او لا اقل الحكيم السبزواري نسبه الى البهلويين او الفهلويين, (قول فهلويين نيز بقول محققان از عرفان بر مي كردد) هذا التشكيك الصدرائي مرجعه الى قول العرفاء وقول العرفاء ماذا يقولون التشكيك في المراتب, التشكيك في الحقيقة؟ الجواب: كلا يقولون الحقيقة واحدة, نعم هذه الحقيقة الواحدة لها مظاهر وشؤون, من قبيل الإنسان زيد هذا قلنا من عرف نفسه عرف ربه, عرف الوجود واقعا, زيد واحد أنا وأنت واحد ولكن وحدتي لا تتنافي انه لي عقل ووهم وخيال وحس وباصرة وسامعة وفعل ومظاهر علمية ومظاهر عملية كلها عندي وهذه كلها تتنافي مع وحدتي او لا؟ لا تتنافى, لان وحدتي هي ليست وحدة عددية وان كانت وحدة عددية من جهة ولكن وحدة النفس ليست وحدة عددية.

    قال: (بقول محققان از عرفا بر مي كردد بشرط آن كه) بأي شرط (بشرط آن كه حقائق وجودي را روابط بعين حق وربط بحق بدانيم) انه المعاني الامكانية او الوجودات الامكانية كلها ما هي؟ معاني ربطية, (در اين صورت صدق وجود بر وجود إمكاني) تصور بعد النزاع يصير نزاع لفظي وهو انه هذا الشأن نسميه وجود او لا نسميه وجود؟ الآن يعجبك سميه وجود ما عندنا مشكلة ولكنه ليس وجود والبينونة بينونة عزلة, لأنه اذا صار بينونة عزلة فمصداقه واحد أم متعدد؟ متعدد, هذا هنا يقوله في ص192.

    عبارة أخرى عنده بحث مفصل عنده بحث وتحقيق بودي الاخوة الذين يطالعون الفارسي يرجعون الى هناك, هذه عبارته (روي أصول وقواعد عقلي وشرعي امكان ندارد مخلوق مفاض از حق با حق تباين بالذات داشته باشد) أصلاً هذا غير ممكن, يعني التباين العزلي ممكن او غير ممكن؟ أصلاً غير ممكن لماذا؟ لان مرجعه الى محدودية الحق وإذا صار محدودا صار ممكنا, ومن حده فقد عده ومن عده فقد أبطل أزله لماذا؟ باعتبار اذا صار محدودا صار مسبوقا بالعدم وإذا صار مسبوقا بالعدم صار ممكنا.

    اذن التباين العزلي غير معقول.

    الى أن ينتهي (بنا بر أون كه ذكر شد در بين حقائق وجودي تشكيك أست) التفت حقائق وجودي, هذه العبارة تنسجم مع مبنى ملا صدرا احسنتم, أريد الآن عندما تقرأ انت كتاب تعرف أن هذا الرجل بيده المبنى او ليس بيده المبنى, اذا خلط بين مظاهر ومراتب وشؤون وحقائق وجودية وكذا اعرف بأنه بقال ولكنه يتكلم فلسفة.

    التفت جيدا لأنه هذه مباني وكل واحدة منها لها قواعدها ونهجها الخاص بها.

    قال: (در بين حقائق وجودي تشكيك أست, وشايد فرقي بين تشكيك در مظاهر وتشكيك در مراتب) المظاهر لمن؟

    للعرفاء, المراتب لمن؟ للحكمة المتعالية, (وشايد فرقي بين تشكيك در مظاهر وتشكيك در مراتب با آن نحوي كه ما بيان كرديم نباشد) ما يبقى فرق, بالنحو الذي نحن قربنا مطلب العرفاء كيف قربه بعبارة من؟ بعبارة صدر الدين القونوي, لا انه قربه من عنده قال هؤلاء هكذا يقولون حال من الاحوال بإفاضة بتجلي الحق بتوجه الحق يوجد المضاف يعني الإضافة الإشراقية (وقول بتشكيك مطلقا ملازم با قول بأفراد در حقائق وجودي نيست) لا توجد ملازمة اذا أردنا أن نقول بالتشكيك لابد أن نقول أن الحقائق الوجودية متعددة لا حقيقة واحد يمكن أن تكون ولكنها لها هذه الشؤون, واضح الى هنا, الفرق بين الحكمة المتعالية والعرفاء والمشائين, وواضح ما هو مراده من التفريع في المقام؟ طيب.

    الى هنا اتضح لنا طبعا الاخوة اذا يريدون أن يرجعون الى تمهيد القواعد هذا البحث في نفس التشكيك المشائي نحن عرضنا له مفصلا في ص232 من تمهيد القواعد هذه الطبعة التي نحن شرحناها وهي مقدمة وتعليق وتصحيح الاستاذ جلال الدين الآشتياني هناك تحت عنوان بطلان القول بالتشكيك الذي يبدأ من الدرس 62 اخواني الاعزاء الى الدرس64 حدودا ثلاثة او أربعة دروس نحن هناك كاملا وقفنا عند هذا المطلب.

    الآن نقرأ العبارة, حتى اليوم اذا لم يصير عندنا وقت لم نكون من الذين لم نقرأ العبارة.

    ارجع سطر الى الوراء, وان أراد, يعني المشائين قلنا هذا وما يقال هذا كلام المشائين الذي يقولون أن مفهوم الوجود عرض عام ويصدق على أفراده بنحو التشكيك ماذا يقول القيصري؟

    يقول: أولا ليس بعرض عام لان المعروضات متعددة او ليست متعددة؟ ليست متعددة, وإذا لم يكن عرضا عاما لا معنى أيضاً للتشكيك بل هو متواطي ولكن هذا لا ينافي أن تكون ظهوراته ومظاهره مشككة, فلهذا اقرأ العبارة.

    قال: إن أرادوا بما يقال أن هذه الامور يعني العلية والمعلولية وتقدم وتأخر وأولوية وعدمها, إن أرادوا به انها تلحق الوجود بالقياس الى الماهيات يعني اذا أضيف الوجود الى الماهية يحصل التشكيك فهو صحيح لكن لا يلزم منه أن يكون الوجود من حيث هو مقولا على هذه الامور بالتشكيك إذ اعتبار المعروضات غير اعتبار الوجود, وذلك بعينه كلام أهل الله, أهل الله هكذا يريدون أن يقولوا يريدون أن يقولوا أن الوجود من حيث هو هو الوجود هذا المفهوم من حيث هو هو له مصداق واحد هذا المصداق الواحد مشكك او ليس بمشكك؟ ولكن هذا لا ينافي على أن ظهورات هذا الوجود الواحد يعني مظاهره يعني شؤونه يعني تلك التجليات يعني تلك التوجهات التي توجه فتحقق بالتوجه اذا نسب بعضها الى بعض لها كثرة او ليس لها كثرة؟ نعم ينسب بعضها الى بعض, نعم بعضها متقدم بعضها متأخر بعضها شديد بعضها ضعيف بعضها أولى بعضها غير أولى.

    وذلك بعينه كلام أهل الله لأنهم ذهبوا الى أن الوجود ولكن أي وجود؟ لا الوجود من حيث هو هو, الوجود باعتبار تنزله اذا صار تنزل يعني مظاهر الوجود لان الوجود عندما يتنزل شان من شؤون ذلك المتنزل, هذا التنزل ليس على نحو التجافي وإنما على نحو التجلي, كما ذكرنا مرارا, أن الوجود باعتبار تنزله في مراتب الأكوان التفت مرارا ذكرنا أن الكون باصطلاح العارف يعني كل ما سوى الله, لا باصطلاح الحكيم المشائي يعني الكون والفساد المرتبطة بما تحت فلك القمر بتعبيرهم يعني عالم الطبيعة, باعتبار تنزله أي الوجود بحسب المظاهر بحسب اسم الظاهر بتعبير صدر الدين القونوي, باعتبار تنزله في مراتب الأكوان وباعتبار هذا الوجود ظهوره في حضائر الامكان, حضرة وحضرة و.. هذه يأتي البحث عنها, حضائر الامكان وباعتبار كثرة الوسائط أن الوجود لا من حيث هو هو, الوجود من حيث التنزل والظهور هذا يشتد ويضعف يتقدم ويتأخر وغير ذلك, يشتد خفاءه فيضعف ظهوره وكمالاته أما وباعتبار قلته قلة الوسائط ذاك قال كثرة الوسائط هنا قلة الوسائط, وباعتبار قلتها تشتد نوريته ويقوى ظهوره, اذا كله نتكلم تحت اسم الظاهر يعني في عالم الظهور, فتظهر ظهوراته وصفاته فيكون إطلاقه إطلاق الوجود لا من حيث هو هو بل إطلاق الوجود من حيث التنزل والمظاهر والظاهر, وإطلاق الوجود على القوي أولى من إطلاق الوجود لا من حيث هو هو بل من حيث التنزل والظهور, من إطلاقه على الضعيف.

    وتحقيق ذلك بان تعلم, هذه الحقيقة حقيقة الوجود من حيث هي هي هذه التي بدأنا بها بحثنا في الفصل الاول قال: في الوجود وانه هو الحق اعلم أن الوجود من حيث هو هو في أول ص22 اعلم أن الوجود من حيث هو هو, طيب هذا الوجود من حيث هو هو هذه حقيقة الوجود هذا المصداق الواجب لمفهوم الوجود, هذا المصداق له مظاهر وهذه المظاهر على نحوين: أما مظاهر علمية وأما مظاهر عينية, واضح هذا.

    قال: وتحقيق ذلك أن تعلم أن للوجود مظاهر في العقل كما أن للوجود أي وجود هذا؟ هذا الوجود من حيث هو هو, كما أن للوجود مظاهر في الخارج ضالان من هذه المظاهر, منها يعني من هذا المظاهر وليس من هذه المظاهر في العقل لا لا, من هذه المظاهر الامور العامة مفهوم الوجود, التفتوا جيدا, توجد نكتة جدا دقيقة في هذه العبارة.

    مفهوم الوجود العام في الذهن هذا هو الوجود من حيث هو هو او هو مظهر من مظاهره؟ مظهر ممن مظاهره, منها هي الامور العامة ومفهوم الوجود العام الذي قلنا هو أوسع المفاهيم اظهر المفاهيم هذا هو هو او هذا مظهر من مظاهره العقلية أي منها؟ اذا كان مقصودكم هذا يحمل عليه بالتشكيك يقول: ما عندنا مشكلة نحن, نعم اعملوا بالتشكيك ما عندنا مشكلة, هذا الوجود ليس من حيث هو هو, هذا ما هو؟ هذا مظهر من مظاهره العقلية, (كلام أحد الحضور) كيف؟ نحن قلنا في ما سبق أن الوجود من حيث هو هو اعم من .. والذهن, اذن هذا مفهوم الوجود في الذهن هو من حيث هو هو او مظهر من مظاهره الذهنية؟ (كلام أحد الحضور) طيب ليس هذا ذاك, التفت, اذن تبين عندما نقول الوجود من حيث هو هو حتى هذا مفهوم الوجود من حيث هو هو هو نفس ذاك او غيره؟

    لا لا غيره لان هذا مظهر من مظاهره, اذن تبين عندنا ماذا, دعونا نفتح البحث أكثر.

    عندما مفهوم الوجود العام الذي هو من الامور العامة, وعندنا مفهوم الوجود من حيث هو هو, هذا يشمل اعم من هذا لأنه من حيث كونه من الامور العامة يكون بقيد العموم, لذا هنا توجد حاشية قيمة للآشتياني في شرح فصوص الحكم, في ص39 الحاشية رقم160 على الفصل الاول هذه عبارته يقول: فمفهوم الوجود الذي في الذهن أيضاً ظهور منه, الآن تريد أن تقول بان هذا مشكك عام قل ما تشاء, لكن هذا ليس الوجود من حيث هو هو, وليس في المفاهيم العامة أدل منه على حقيقة الوجود, من حقيقة الوجود؟ تلك التي هي اللا بشرط المقسمي او الوجود من حيث هو هو الذي لا يوجد فيه قيد ولا اسم ولا رسم ولا.. الى آخره, أدل منه على حقيقة الوجود, وان لم يكن هو أيضا حاكيا عن تمام الوجود وحقيقته, هذا مفهوم الوجود في الذهن يمكن أن يحكي عن هذا حقيقة الوجود او لا يمكن؟ لا يمكن لماذا لا يمكن؟ لان هذه حقيقة الوجود من حيث هي هي ما هي؟ هي لا محدودة شدة مدة وعدة, صحيح او لا, ومفهوم الوجود شامل للمفاهيم الأخرى او ليس شاملا؟ ماذا قرأتم في النهاية والأسفار, مفهوم الوجود شامل للعلم؟ لا العلم شيء ومفهوم الوجود شي آخر, اذن تبين انه غير محدود او محدود؟ محدود اذن لا يمكنه أن يكون حاكيا عن تلك الحقيقة من حيث هي هي يعني لا بشرط المقسمي, نعم إشارة إليه, اقرأ العبارة مرة أخرى.

    قال: وليس في المفاهيم العامة أدل منه على حقيقة الوجود وان لم يكن هو أيضاً حاكياً عن تمام الوجود وحيققته الا انه يطلق عليه إشارة يشار إليه, لان الوجود من حيث هو غير محدود عدة, مدة, شدة, ومناط كونه غير متناهي في الكمالات وجامعا لها هو عدم محدوديته في الشدة ومفهوم الوجود ليس بغير محدود في الشدة والا كان جامعا لكل المفاهيم وليس كذلك, حاشية جدا قيمة لغلام علي, واضح هذا المعنى.

    تعالوا معنا الى العبارة مرة أخرى قال: منها من هذه المظاهر الامور العامة والكيات التي لا وجود لها الا في العقل وكونه طبعا من هذه المظاهر والا لو كان له مظاهر عينية أيضاً ولكن هذه من مظاهره وكونه مقولا الوجود وكونه مقولا على الأفراد المضافة الى الماهيات مقولا بالتشكيك لا من حيث هو هو وإنما باعتبار هذا الظهور العقلي الذي هو مفهوم الوجود في الذهن هذا مشكك فليكن مشكك ولكن لا حقيقة الوجود من حيث هي هي هذا مظهر من مظاهرها العقلية.

    قال: إنما هو باعتبار ذلك الظهور العقلي ولذلك قيل انه اعتباري مفهوم الوجود قيل اعتباري والا حقيقة الوجود من حيث هي هي اعتباري؟ أبداً, ولذلك قيل اعتباري, انتهى, هذا نقطة هذه فلا يكون هذه نتيجة البحث في التفريع نتيجة التفريع.

    اذن فلا يكون الوجود من حيث هو هو مقولا على الأفراد المضافة الى الماهيات لا يكون مقولا عليها بالتشكيك, اذن من هو الذي هو مقولا على أفراده بالتشكيك هو الوجود من حيث هو هو؟

    الجواب: لا, الوجود مفهوم الوجود العام الذي هو مظهر من مظاهر الحقيقة, واضح ما ادري استطعت إن أوصل هذه العبارة الى الأذهان او لا.

    قال: فلا يكون الوجود, طبعا هذا فلا يكون الوجود يعني مصداق الوجود لا مفهوم الوجود, فلا يكون الوجود يعني حقيقة الوجود من حيث هي هي مقولا على الأفراد على الماهيات بالتشكيك بل الوجود يكون مقولا على الأفراد المضافة على الماهيات بالتشكيك بل من حيث انه ما هو؟ كلي, يعني من الامور العامة وهذا مظهر من مظاهر تلك الحقيقة, بل من حيث انه كلي محمول عقلي, يعني مفهوم مفهوم الوجود وهذا ليس حقيقة الوجود من حيث هي هي هذا مظهر ولا هو حاكي عنها, التفت, الآن قد تقول انت قد تجيب تقول انه طبيعي سيدنا أن المفهوم غير المصداق, اقول لا لا فقط هذا الذي أريد أن أقوله أريد أن اقول أن مفهوم الوجود العام ليس حاكيا عن تلك الحقيقة, حقيقة الوجود من حيث هي هي, مفهوم الوجود العام الكلي حاكي عنها او ليس حاكيا عنها؟ لا ليس حاكيا عنها لأنه مظهرا من مظاهرها. انظروا مفهوم الإنسان حاكي عن تمام زيد وعمر وبكر وخالد او لا؟ نعم حاكي عنه, إنسانية توجد هو في زيد ماذا يوجد غير إنسانيته, هذه العوارض الخارجية لا علاقة لنا بها, حقيقة زيد هي الإنسانية مفهوم الإنسانية حاكية عنها او غير حاكية عن هذه الأفراد؟ حاكية مفهوم الوجود العام حاكي عن حقيقة الوجود من حيث هي هي او ليس حاكيا؟ (كلام أحد الحضور) لماذا ليس حاكيا لأنه مظهر من مظاهره كيف يمكن أن يكون شأن من الشؤون حاك عن تمام خصوصيات ذي الشأن, هذه العبارة التي الآن قراناها تريد أن تشير الى هذه الحقيقة واضحة هذه النكتة او لا.

    اذن مفهوم الوجود العام اذا قيل مقول على أفراده بالتشكيك هذا مظهر من مظاهره وليس هو, اذن مفهوم الوجود العام بالنسبة الذي هو مظهر من مظاهر تلك الحقيقة من حيث هي هي, كم بقي من الوقت, (كلام أحد الحضور) لا اتركوا هذا.

     والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/04/26
    • مرات التنزيل : 3018

  • جديد المرئيات