نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (45)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: والصفات أما ايجابية أو سلبية والأولى أما حقيقية لا إضافة فيها كالحياة والوجوب,والقيومية على احد معنييها, أو إضافة محضة كالأولية والآخرية أو ذو إضافة كالربوبية والعلم والإرادة ونحوها.

    في المقدمة لا بد أن تعلموا بأننا ذكرنا أن الواجب وان الحق سبحانه وتعالى له شؤون هذه مقدمة, وان هذه الشؤون هي منشأ الصفات هذه مقدمة, وان الذات مع الصفة تكون هي الاسم العرفاني هذه النتيجة, وهذا هو الذي أشار إليه في السطرين السابقين.

    قال: أن للحق سبحانه وتعالى, هذه بحسب قوله اجعلوها بين شارحتين, أن للحق تعالى شؤننا وتجليات في مراتبه الإلهية, أولاً: بين أن الواجب, أن الحق له شؤون, وان هذه الشؤون مرتبطة بمقام الواحدية التي هي مقام الكثرة, وقبل ذلك لا توجد هناك أي نحو من أنحاء الكثرة هذه نقطة, النقطة الثانية: وأن الحق له بحسب, هذه مفهومياً اجعلوها مفهومياً بين شارحتين, وان له كما اعلم أن للحق كذا, اعلم أن له صفات وأسماء يعني بحسب كل شان من هذه الشؤون هناك صفة من الصفات, ومن خلال هذه الذات مع هذه الصفة ينتج لنا الأسماء, من قبيل من عرف نفسه فقد عرف ربه, تقول أن الإنسان من حيث هو هو يعني الذات من حيث هي هي عقل أو ليست عقل؟

    ليست عقل, ليست خيال, ليست حسا, ليست باصرة, ليست سامعة, النفس بما هي هي إرادة؟ ليست إرادة, ليست قدرة, ولكن النفس لها عقل ولها خيال, ولها سمع, ولها بصر, ما معنى لها عقل, سمع, يعني لها شؤون هذه الشؤون بحسب كل عمل تؤديه نسميها باسم من الأسماء نحن نجد أن هذه الذات من خلال شان معين ترفع حاجتي في الطعام والشراب إلى آخره, احتاج إلى أن اسمي هذه الذات بلحاظ هذا التعين بلحاظ هذا الفعل, بلحاظ هذه الصفة اسميها باسم, ما هو هذا الاسم؟

     

    الرازق, لفظ الرازق يكشف عن هذه الذات بما هي هي؟لا, يكشف أو يحكي عن هذه الذات بما لها هذا الشأن الذي سميته صفة من الصفات, صار واضحا.

    إذا كان الامر كذلك الآن يريد أن يبين لنا اقسام هذه الشؤون, التي هي صارت منشأ لهذه الصفات, وهذه الصفات مع أخذها بالذات صارت أسماء.

    إذن: واضح واقع الامر, واقع الامر أن تكثر الأسماء ما هو منشأه؟

    تكثر الصفات وهذه الصفات تكررت من خلال تكثر الشؤون, ولماذا كانت لها شؤون كثيرة هذا سؤال جديد لا بد أن نجيب عليه؟

    نجيب أن الأسماء إنما تكثرت تكثر الصفات وان الصفات إنما تعددت بسبب تعدد تلك الشؤون الإلهية المرتبطة بمقام الواحدية, الآن تعالوا إلى التقسيم الأول لأنه هذا البحث جدا مهم مفهومياً في الابحاث العقائدية مهم في الكلام في الفلسفة مهم وفي العرفان عندنا مهم, ضعوا ذهنكم معني.

    السؤال الأول: إن الصفات قسمت في كلماتهم إلى صفات وهو العبارة الأدق لا ايجابية, لأنه نحن لايوجد عند إيجاب وسلب يعني ما عندنا قضية موجبة وقضية سالبة, نحن عندنا تثبت له وتسلب عنه, وليس موجبة وسالبة, هذا الإيجاب وصف للقضية القضية أما موجبة وأما سالبة, ونحن الآن ليس بصدد أن القضايا تنقسم الى موجبة والى سالبة, نحن بصدد أن بعض الصفات تثبت له وبعض الصفات تنفى عنه, ظاهر هذه العبارة أن الصفات تنقسم الى ثبوتية وسلبية, يعني انه يوجد عندنا نحونا من الصفات, بعبارة أخرى: يوجد عندنا نحونا من الشأن لان هذه الصفات مرجعها الى الشؤون, شؤون نثبتها له ونحملها عليه وشؤون ننفيها عنه واضح, اذن: قولهم أن الصفات ثبوتية وسلبية يعني صفة نثبتها وصفة ننفيها,كما انه جنابك الآن الطبابة صفة والهندسة صفة والفيزياء صفة, هذه كمالات علمية, والكيمياء كمال علمي, والى غير ذلك, ما معنى تثبت صفة وتنفي أخرى؟ تثبت للشخص صفة الطبابة وشأن الطبابة فتقول هو طبيب, وتنفي عنه شان آخر هو الهندسة هو الفيزياء, تقول ليس بفيزيائي,  ولكن الطبابة والهندسة كلاهما أمران وجوديان, هذا كمال وهذا كمال وجودي آخر, تثبت احدهما وتنفي الآخر.

    نحن عندما نقول الصفات تنقسم الى قسمين: الى ثبوتية والى سلبية مقصودنا هذا المعنى, يعني المقصود عندنا نحوان من الشؤون الوجودية ولكن نحو نثبته له تعالى ونحو ننفيه ونسلبه عنه تعالى هذا هو المراد؟

    الجواب: كلا, اذن: التعبير بأنها صفة سلبية يعني صفة تسلب عنه سبحانه وتعالى هذا يوهم أن الشؤون والصفات على قسمين: قسم تثبت له وقسم ماذا, بعبارة أخرى: أن الشؤون على قسمين شان نثبته وشان ننفيه, فيكون عندنا شأن سلبي, فيكون عندنا سلب لشان من الشؤون فيكون عندنا بناء على هذا التصور سلب لشأن من الشؤون, اذا كان الامر كذلك الله سبحانه وتعالى يكون واجدا لكل كمال, او لا يكون واجدا لكل كمال؟

    لا يكون, اذن: لماذا؟

    لأنه نحن فسرنا الصفة السلبية بمعنى شان نسلبه عنه تعالى, اذن لا معنى لان تقول {قل ادعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله} ألف ولام على الاسم والجمع يعني ماذا؟ يعني ما من كمال الا وهو واجد له لأنه {له الأسماء الحسنى} جيد جدا, قلنا أن الأسماء مرجعها الى الصفات والصفات مرجعها الى الشؤون اذن هل ينفى عنه شان او لا ينفى عنه شان؟ لا ينفى عنه شان.

    اذن: ما معنى قولهم أن الصفات تنقسم الى ثبوتية والى سلبية؟

    عندما تأتون الى الفلسفة يقولون: لا يسلب عنه أمر وجودي بل يسلب عنه أمر عدمي وسلب السلب مآله الى الإثبات, هذه الجملة فلنفهما ما معنى وسلب السلب يؤول الى الإثبات؟

    التفتوا جيدا ضعوا ذهنكم معي, نحن نريد أن ندعي أن هذا الموجود وهو ألف لا يشذ عنه كمال نستطيع أن نعبر عن هذه الحقيقة بتعبير واحد او بتعبيري؟ في اللغة العربية نستطيع أن نعبر بتعبيرين, مرة نقول: وهو عليم بكل شيء, قادر على كل شيء الى غير ذلك واضح هذا, ومر لا أن هذه الامور الوجودية توجد في مقابلها امور عدمية, لأنه كل شان وجودي, كل كمال وجودي, كل صفة وجودية يقابلها نقيضها الذي هو عدمها, فبدل أن نقول: هذه كلها موجودة هنا نقول أعدامها كلها مسلوبة, يعني نحن عندنا شيئين نتكلم عنهن او هذا نريد أن نعبر عنه تعبير آخر أي منهما؟

    تعبير الفلسفة أن يؤول الى الإثبات كأنه عندك شيئين وحدة إيجاب, وحدة سلب السلب الذي يصير إيجاب آخر, تريد أن تضمه الى هذا الإيجاب لا القضية ليست بهذا الشكل هذا التعبير كثير مهم أن سلب السلب يؤول الى الإيجاب, سلب السلب يؤول الى الإيجاب ظاهره انه يوهم انت عندك قضية تثبت فيها شيء وقضية أخرى تسلب فيها شيء ولكن المسلوب أمر عدمي وعدم العدم إثبات فيرجع الى هذا الإثبات, لا ليس الامر كذلك, هذه الحقيقة الواحدة, ضعوا ذهنكم معي هذا التحليل مهم جدا لفهم القضايا السالبة بالنسبة الى الواجب سبحانه وتعالى, هذه الحقيقة الواحدة يمكن التعبير عنها بتعبيرين: تعبير ايجابي وثبوتي وتعبير عن هذه الحقيقة تعبير ماذا؟ تعبير سلبي, يعني نفي نقائضه.

    الآن اضرب إليك مثال: زيد قائم أمامي, اقول زيد قائم هذه من قبيل الله عالم, ولكن بعض الأحيان اعبر عن هذه الحقيقة بتعبير آخر: زيد ليس بجالس, وافترضوا أن الجلوس هو عدم القيام وليس أن شيء آخر ليس انه أمر وجودي آخر, زيد ليس بجالس.

    مثال آخر أوضح:  مرة تقول زيد بصير, ومرة تقول زيد ليس أعمى, ماذا تريد أن تقول في قولك زيد أعمى شي آخر يؤول الى الإثبات او نفس هذه القضية تريد أن تعبر عنها تعبير آخر؟ نفس هذه القضية تعبر عنها تعبير آخر.

    ولكن هنا يأتي هذا التساؤل وهو انه انت مضطر تأخذ الامر من القفى تقول زيد ليس أعمى و العمى أمر عدمي فعدم العدم يؤول الى البصر, لماذا تعبر عن أمر وجودي وهو الطريق المستقيم تعبر عنه بطريق غير مستقيم لماذا تتعامل بهذا الشكل؟

    الجواب: أريد أن اقول بأنه يوجد عميان ولكن هذا ليس كالعميان, لأنه في الواقع يوجد أعمى فأريد أن اقول هذا أليس مثل هذا, وليس هناك شيء أريد أن أضمه إلى هذا, هذا أريد أن اعرفه تعريفه يكون أما مباشر اقول هذا بصير, وأخرى اقول هذا ليس مثل هذا, يعني بعبارة أخرى ليس كمثله شيء, وهذا الذي أريد أن أقوله.

    إذن جنابك عندما تقول غني ماذا تريد أن تقول, يعني ليس بفقير, هذا تستطيع أن تعبر عنه بتعبيرين أما أن تقول غني وأما  أن تقول ليس بفقير, ليس بعاجز, ليس بأول, ليس بآخر, ليس بزوج, إلى آخره, هذه الليسات ما هي لا تتوهم أن هذه الليسات يعني يوجد شيء تريد أن تسلبه ثم تقول يؤول إلى حتى تضمه إلى هذا الإثبات لا ليس بهذا الشكل القضية كما هو المتعارف في أذهانكم, فلهذا انتم تجدون بأنه يقول عندما تقول له هذه قضية سلبية يقول لا سلب سلب هو إيجاب يعني كأنه شيء تريد أن تثبت شيء, لا تلك القضية المثبتة الايجابية تريد أن تعبر عنها بتعبير آخر.

    إذن: نحن عندنا شان نسلبه؟ لا ليس عندنا شان نسلبه لأنه هذا محال فالشؤون لا تنقسم إلى قسمين: شؤون نثبتها, وشؤون ننفيها وفي أي مورد سلبنا أي سلب اطمأنوا ذلك الذي سلبناه ليس بشأن, فإذن الشؤون ايجابية وسلبية واقعا شأن سلبي أو سلب الشأن يعني تريد أن تسلب شأنا من الشؤون؟

    الجواب: كلا , تريد أن تقول ذلك الشأن الموجود هو ليس بفاقد له, لا ادري هل استطعت أن أوصل المطلب للاخوة, الآن هو يذهب باتجاه آخر لكن المطلب الذي أنا اعتقده قد بينته وإنشاء بعد ذلك أبين مفهومياً.

    بناء على هذا فكل الصفات السلبية للواجب سبحانه وتعالى, يعني الامور التي تسلب عنه في واقعها هو نفس ذلك الإثبات ولكن تعبر عنه بلسان السلب, انت عندما تقول: هذا واجب, من حقك أن تعبر هذا الشيء واجب وتستطيع أن تعبر عنه ليس بممكن, وعرف الامكان ما هو؟ سلب الضرورة, فانت عندما تقول هذا ليس بممكن, يعني ليس الضرورة يعني سلب سلب الضرورة, لا تتصور سلب سلب الضرورة شيء انت تضمه للواجب, لا انت هذا الواجب تريد تعبر عنه بتعبير ايجابي مستقيم تقول واجب, وأخرى بطريق ماذا؟ لماذا تعبر بهذا الطريق الغير مستقيم؟

    لأنه توجد موجودات ممكنه تريد أن تقول أن الواجب ليس بهذا ليس بممكن, عندك موجودات لها أول تريد أن تقول أن الواجب ماذا؟, الآن لو تحلل الاول يعني مسبوق بالعدم, هذا كان أوله قبل هذا موجود أو غير موجود؟ هذا آخره بعد هذا الآخر موجود أو غير موجود؟  إذن ترجع كل الصفات التي تسلب إلى سلب السلب, ما معنى سلب السلب؟

    لا تقولون سلب السلب مآله إلى سلب شيء لا, سلب سلب  تعبير آخر عن تلك الثابتة أو المثبتة أو الايجابية, صار واضح المعنى.

    قال: والصفات أما ايجابية كما قلنا ثبوتية أو سلبية, وبينا معنى السلبية الاخوة إنشاء واضح عندهم معنى السلب, والأولى تنقسم إلى قسمين طبعا هذه منفصلات متعددة, أما حقيقية أو لا, والثاني: أما إضافية أو لا, فتصير عندنا ثلاث اقسام: حقيقية محضة, إضافية محضة, حقيقية ذات إضافة, وهذا المعنى الذي ذكره كل الحكماء ومنهم المشاؤون في التنبيهات والإشارات المجلد 3 صفحة 311 هذه عبارته هناك الحكيم الطوسي يقول: قد تتغير الصفات للأشياء  على وجوه, هذه عبارة الشيخ, يقول: هذا الفصل يشتمل على قسمة الصفات إلى أصناف وبيان ما يتغير منها بتغير الامور الخارجة عن ذات الموصوف وما لا يتغير ليستدل بذلك على نفي الصنف الأول عن الواجد الأول جل ذكره,  وتلك القسمة, هذه الآن, والصفة أما أن تكون متقررة في الموصوف غير مقتضية لإضافته, إلى إضافة غير الموصوف, وهذه الصفات الحقيقية, كالحياة فان  الحي والحياة صفة متقررة في الذات من غير إضافتها إلى غير الذات, وأما أن مقتضية, بلا متقررة, مقتضية لإضافته إلى  غيره وليست بمتقررة في ذاته كالإضافة المحضة, هذا القسم الثاني, وأما أن تكون متقررة في الذات ومقتضية للإضافة معا فتصير حقيقية ذات إضافة, الآن هذه الحقيقة الذات إضافة مثل العلم مثل القوة مثل القدرة مثل الإرادة, فانه العلم يحتاج إلى متعلق, فان القدرة تحتاج إلى مقدور عليه ونحو ذلك, واضح صار.

    من هنا هذا الإيهام هو الذي أدى بروايات أهل البيت أن تقول:> عالم إذ لا معلوم, قادر إذ لا مقدور, سميع إذ لا مسموع خالق إذ لا مخلوق< إشارة إلى انه لا تتصورن بأنه إلى  متعلق يعني هذه المتعلقات بالفعل  من الأزل موجودة, وان كان هذا لا ينفي أن يكون لها متعلق في الصقع الربوبي وهي الصور العلمية, إذا أردنا شيئا أن نقول له فإذا لم يكن موجودا في الصقع الربوبي كيف يكون يتوجه الخطاب له بله,  إذا أردنا شيئا أن نقول له {إذا أردنا شيئا أن نقول له كن فيكون فيكون} لا بد أن يكون له نحو من التحقق ولكنه تحقق في الصقع الربوبي وهي الصور العلمية.

    قال: وأما أن تكون متقررة ومقتضية للإضافة معا, يقول هذه الصفات الحقيقية ذات الإضافة تنقسم إلى قسمين الآن ليس محل كلامنا إنشاء الله في وقت آخر, وهو انه ما تتغير بتغير  المعلوم, وما لا تتغير المعلوم, الأول كالعلم فان المعلوم متغير من حال إلى حال, أما المقدور ليس متغير من حال إلى حال فان القدرة شي على كل مقدرو, تفريق بين صفة العلم وبين صفة القدرة إلى هذين  التقسيمين الذي هو بحث آخر

    قال: والأولى أما حقيقية لا إضافة فيها كالحياة والوجوب, التفتوا جيد لم يقول كالحي لماذا؟ لأنه نحن نتكلم في الأسماء أو الصفات؟ لذا ما عبر كالحياة والواجب لأنه تلك أسماء ونحن نتكلم في الصفات, والأولى أما حقيقية لا إضافة فيها كالحياة والوجوب, والقيومية على احد معنييها, التفتوا جيدا ظاهر العبارة أن القيوم له معنيان كلا ليس هذا المقصود بل المقصود أن القيومية لها بعدان, بعد انه قائم بذاته وبعد مقوم لغيره, يقول : القيومية بالبعد الأول من الصفات الحقيقة, أما في البعد الثاني تكون من الصفات ذات الإضافة, احد معنييها يعيني في احد بعديها لا أن المراد أن القيومية  لها معنيان في احد المعنيين تصير من الصفات الحقيقية وفي المعنى الثاني تكون من الصفات ذات الإضافة.

    قال: على احد معنييها أو إضافة محضة, حتى تصير مثل قبلها لا بد أن تكون أو إضافية لأنه قال أما حقيقية وأما لابد أن تكون إضافية, وأما إضافة محضة كالأولية والآخرية, ثم تلك الحقيقية لا إضافة فيها أو ذو إضافة, يعني الحقيقة تنقسم إلى لا إضافة وأما الى إضافة, أو ذو إضافة, المفروض كان يعبر عنها كالربانية وليس كالربوبية لأنه إذا صارت ربوبية تصير مضافة يعني تصير من الإضافة المحضة, إذا صارت ربوبية يعني اخذ فيه الغيب مع انه يريد أن يشير مثل علم الذي فيها حقيقية ذات إضافة فلهذا كان ينبغي أن يعبر الربانية, وليس من حقه أن يعبر رب لان الرب اسم ونحن نتكلم في الصفة, يعني لا يقول قائل لماذا لم يعبر بالرب؟

    الجواب: أن الرب اسم وليس صفة ونحن نتكلم في الصفات فكان الاولى أن يعبر كالربانية, والعلم والإرادة فأنها كلها  صفات حقيقية ذات إضافة.

    والثاني, هذه الايجابية الثبوتية عرفانها, الثانية ما هي؟ سلبية, ما معنى سلبية؟

    الجواب: كل هذه الذي ذكرت فرد احد, غني, سبوح, قدوس, هذه كلها تريد أن تنفي ذلك الامر الذي هو منشأ النقص, يعني تريد أن تعبر هذه الحقيقة واجدة لكل كمال فالتعبير عن كل كمال له طريقان: له الأسماء الحسنى, الطريق الثاني كل النقائص الأخرى لا اقل النقائص الواضحة ماذا؟ حدوث نفس الحدوث مسبوق بالعدم, جهل ننفي الجهل والجهل هو عدم العلم, عجز ننفي العجز والعجز هو عدم القدرة, وهكذا وهكذا.

    الآن لماذا  يعبر عن تلك الحقيقية الثبوتية بتعبير سلبي حتى يقول هذا ليس مثل هذا,يعني ليس كمثله شيء,  لذا في مصباح الانس هذه الطبعة الحجرية صفحة 75, تحت عنوان البحث في تحقيق حقيقة العماء هناك عنده بحث, الأزلي المنفي عنه الأولية, وأنت عندما ترجع إلى الأولية تراها مثل قضية العمى التي  هي مسبوق بشيء, والغني أو الغنى, المنفي عنه الاحتياج مطلقا, منفي عنه الاحتياج في قيام الكمال به  وظهوره والفرد من اسمائه, والفرد المنفي عنه ما يزوج به من عديل وشبيه وند و نظير, ومثل كوجود آخر في مقابلة وجوده, والوتر المنفي عنه ما يستحقه من الصفات كحياة مثل حياته, و القدوس المنفي عنه مذام الصفات كالظلم والكذب ونحوها, والسلام المنفي عنه تنازع ظهور الصفات بحيث لم ينازعه الغضب عند الرضا, هذه الصفات في وجودنا عندما تتنازع فيما بينها قد يغلب بعضها بعضا, هناك هل هذه الشؤون تتنازع فيغلب بعضها بعضا؟

    لا هذه في تسالم كامل لايوجد حرب, أما انت وأنا هذه شؤوننا قد تدخل في حرب كما انه >قضيتم الجهاد الأصغر وبقي عليكم الجهاد الاكبر< لأنه يوجد معركة داخلية ضخمة في وجود الإنسان هذه المعركة ليست موجودة هناك بل يوجد تسالم بين هذه الشؤون, ويشير عنده بحث مفصل هناك إنشاء الله الاخوة يراجعون.

    قال: والثانية كالاغناء والقدوسية والسبوحية, بعض الأحيان يميزون بين القدوس والسبوح, مرادهم من القدوس التجرد عن المكان ومرادهم من السبوح التجرد عن المادة فيكون احدهما اعم من الآخر وفي بعض الأحيان تأتي مترادفة, الآن هذا الذي نحن بيناه في الصفات السلبية وفي الصفات الثبوتية أو الايجابية, ولكن هو عنده توجه آخر يتجه باتجاه آخر, طبعا  انظروا صفحة 62,  في الحاشية رقم 2 لشيخنا الأستاذ الشيخ حسن زادة يقول: جميع الصفات تجليات وجوده والسلب إنما يعتبر بلحاظ سلب النقص الذي يعبر عنه بسلب السلب, بينا ما معنى سلب السلب لماذا يعبر عن أمر ثبوتي بطريق سلب السلب, مثلا إذا قلنا انه سبحانه وتعالى ليس بجوهر, فالجوهر فيه عدة خصوصيات فيه استقلال ووجود وهما ليسا مسلوبين عنه تعالى, هذه الخصوصية في الجوهر ليست مسلوبة عنه, بل هو حق الاستقلال وعين الوجود, ولكن في الجوهر معنى آخر ناشىء من نقصه وهذا الحد والنقص هو الماهية, هذا نريد أن نسلب عنه الواجب سبحانه وتعالى والماهية كمال أو نقص؟

    نقص, فلماذا تقول ليس بجوهر من أول الامر قول عين الاستقلال عين الوجود يعني اذكر في الصفة البعد الايجابي البعد الثبوتي لماذا تذهب إلى نفي البعد السلبي يقول باعتبار هذا يوجد جوهر, هذا عرض, هذا زمان, هذا مكان, هذا نفس هذا عقل, أريد أن اقول  ليس هذا ليس هذا, كما إني اعبر عن البصير اقول ليس بأعمى يعني هذا ليس مثل ذاك.

    يقول: وجه هذا النقص مسلوب عنه تعالى فإذا قلنا انه ليس بجوهر فالمراد انه ليس بماهية لا انه  ليس بمستقل ولا موجود تلك الابعاد الوجودية لا ينفيها, إذا تذكرون في بحث الاسفار الذين كانوا حاضرين الاسفار عندنا هذا المطلب قراناه اليوم في الاسفار في أن البعد السلبي ينفى والبعد الايجابي يثبت وهذه هي الوحدة الشخصية, وعليك بالتدبر في معاني هذه الأسماء  السلبية حتى يتضح , التي قراناها وهو يشير إليها, جيد.

    ولكل من الصفات السلبية والثبوتية, ولكل منها نوع  من الوجود, يعني نحو باعتبار هو فيما سبق قسم الوجود إلى نوعين خارجي وذهني, يقول: ولكن منها نوع من الوجود سواء كانت تلك الصفات, سواء كانت ايجابية أو سلبية, الايجابية موجودة عرفانها أما السلبية كيف, يقول: باعتبار الصفات السلبية في الحمل الاولي سلب ولكن في الحمل الشائع نحو من الوجود في الذهن, يقول:  لان الوجود يعرض العدم والمعدوم مفهومياً من وجه, كما تقدم بحثه مفصلا فيما سبق أن العدم يعرض مقابله ولكن في الذهن.

    وليست هذه الصفات , الثبوتية والا السلبية بالمعنى الذي ذكرته أنا تجلي أو ليس تجلي؟

    بالمعنى الذي أنا ذكرته ليس تجلي سلب التجلي, سلب الشأن, والله سبحانه وتعالى هل يتصف بسلب شان؟ لذا انتم تقرؤون في بعض الأدعية >يا فاقد كل مفقود<, لا معنى لان يكون فاقدا  لبعض ماذا؟  يقينا  ليس فاقدا لكل موجود, وليس فاقدا لبعض الموجود بل هو فاقد لكل مفقود, يعني ليس واجدا لأي نحو من أنحاء العدم الذي هو نقوله {فله الأسماء الحسني} لا يشذ عنه كمال, فوق ما لا يتناهى بما لا يتناهى, يعني لا حد له هو هذا الذي يريد يقوله. وليست هذه الصفات, خصوصا الايجابية التي بالمعنى الذي شرحناه, وليست هذه الصفات الا تجليات ذاته تعالى, تجليات يعني الله سبحانه وتعالى له هذه الشؤون, تجليات يعني هذه الشؤون, وليست, تلك الصفات الثبوتية, وليست الا تجليات ذاته تعالى ولكن عندما, أين تعدد؟ بحسب مراتبه, ولكن هذا تعدد المرتبة وتعدد الشأن والصفة, مقامة الواحدية وليس أعلى من مقام الواحدية, بحسب مراتبه التي تجمعها هذه المراتب مرتبة الإلوهية يعني مقام الواحدية, هنا يعبر عن هذا المقام مقام الواحدية بمقام العمى, هذه الرواية كما قلنا ووقفنا عندها هذه الرواية رواية عامة ولكن ليس من طرقنا لكن فقط حتى تفهم الفرق كم كبير بين معارف أهل البيت وبين معارف الطرف الآخر, تتذكرون تعالوا معي إلى صفحة 49 حاشية رقم 2, من أن الاعرابي أبو رزين سأل النبي >أين كان ربنا قبل أن يخلق الخلق<, من طرقنا الآن تعال لو يسألون أمير المؤمنين أين كان ربنا ماذا كان يجيب, (كلام لاحد الحضور) أحسنت الاتجاه يذهب باتجاه آخر انظروا إلى تلك المعرفة أين وهذه المعرفة كان في عماء هواه, ما هذه التفاهات,>أين ألاين فلا أين له< أصلا سؤالك خطأ الله عنده أين أو  ليس عنده أين؟ أصلاً عنده مكان أو ليس عنده مكان؟ >حيث الحيث فلا حيث له< أصلاً الله حيث , ومتى, وأين  وإذ,  وقد, يحتمل أو لا يحتمل؟ انظروا هذا البحث أين وانه أجاب يعني أن السؤال باين صحيح وهذا جواب سؤالك, وبين أن السؤال باين صحيح أو خطأ هذا الفرق بين مدرسة أهل البيت بين لسان العترة وبين لسان غيرهم, لذا أن الرواية ليس لها أصل عندنا ولكن مقصودي أن تفهم الفرق.

    تعال هنا قال: بأنه الإلهية المنعوتة بلسان الشرع بالعماء,  فيما سبق قلنا أن القيصري مرة نسبها إلى مقام الأحدية وأخرى قال المراد من العماء الواحدية وأخرى قال العماء ويريد منه الإنسان الكامل واشرنا إلى العبارة فيما سبق والامر سهل.

    المنعوت بلسان الشرع بالعماء وهي, أي مرتبة الإلهوية, وهي أول كثرة وقعت في الوجود وهذا الذي اشرنا إليه فيما سبق وميزنا بين الاحدية وبين الواحدية, قلنا الاحدية يوجد فيها كثرة واقعية وليس كثرة مفهومية توجد كثرة واقعية أو لا توجد؟

    لا توجد, أول كثرة حقيقية من أين تبدأ؟ لما اقول كثرة حقيقية لا يذهب ذهنك إلى التباين ليس الوحدة العددية, المراد يعني كثرة التعينات التي مرجعها إلى ذات واحدة, يعني كثرة ترجع إلى وحدة.

    قال: وهي أول كثرة وقعت في الوجود وبرزخ, هذا العماء أو الواحدية, برزخ بين الحضرة الاحدية الذاتية وبين المظاهر الخلقية, لان ذاته تعالى اقتضت بذاته صفات متعددة متقابلة, ذاته اقتضت بذاته صفات صفات متقابلة ولكن هذا الاقتضاء أين موضعه,  هذا التعدد؟

    بحسب مراتب الإلوهية و الربوبية والربوبية والأخوة يتذكرون فيما سبق ميزنا بين مقام الواحدية وبين مقام الإلهوية ومقام الربوبية, قلنا الربوبية هي الإلوهية ولكن بقيد إيصال كل مظهر إلى كماله اللائق به, لان ذاته تعالى اقتضت بذاته بحسب مراتب الإلوهية والربوبية صفات متعددة متقابلة لطف, وقهر, ورحمة, وغضب, ورضا, وسخط وغيرها, وتجمعها جميعا النعوت الجمالية والجمالية بحثه يأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/05/20
    • مرات التنزيل : 1895

  • جديد المرئيات