نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (47)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: ولكل جمال أيضاً جلال كالهيمان الحاصل من الجمال الإلهي فانه عبارة عن انقهار العقل منه وتحيره فيه.

    بالأمس حاول أن يؤسس إلى هذه القاعدة الآن فقط أشرت إليها يعني ذكرت مبدأها التصور أما المبدأ التصديقي لهذه القاعدة فإنشاء الله تعالى موكول إلى محل آخر سنقف عليه إنشاء الله.

    فقط ادعاء القوم هذا: وهو أسماءه سبحانه وتعالى تنقسم بنحو من التقسيم إلى جمالية فيها جذب والى جلالية فيها قهر, فيها دفع, ولكن يقول: صحيح أن هذا الانقسام موجود ولكن ليس معناه أن الجمال جمال محض لا قهر فيه وان الجلال جلال محض لا جمال فيه, لا ليس الامر كذلك, إذا كان الجمال ظاهرا فالجلال باطن, وإذا كان الجلال ظاهرا فالجمال باطن, طبعا هذا البطون والظهور أيضاً يكون تارة بنحو الإطلاق وأخرى بنحو النسبية بأي معنى؟

    بمعنى انه في بعض الاحيان انت لا تجد الا الجمال ولن يظهر الجلال بأي نحو من الانحاء, وهذا الذي يقولونه في شخصية الرسول الأعظم انه ما قتل احد ما كذا إلى آخره, هذا ليس معناه أنه لم يكن قادرا في الجهاد أن يقتل؟ لا, ولكن هذا البعد الجلالي منه بعد القهر والغضب ظهر أو لم يظهر بتاتا؟

    لم يظهر ولكن ليس معناه لم يكن موجودا والعكس بالعكس, أن ملائكة العذاب عليها غلاظ شداد هؤلاء مظهر الجلال مظهر الغضب الإلهي مظهر النقمة الإلهية ولكن هل هذا معناه أنه لا يوجد جمال؟

    يوجد جمال ولكن يظهر لأهل النار أو لا يظهر أبداً؟ لا يظهر لأهل النار أبدا,  هذا عبروا عنه يوجد الجمال أو يوجد الجلال ولكنه يكون باطنا لا ظهور له على الإطلاق, وأخرى يكون نسبيا يعني انه الحالة حالة جمالية ولكن بعض الأحيان بتعبيرنا العراقي (يطفر منه حاله

     

    غضبية) ولكنه هذه الحالة الغضبية استثناءات منه والا الحالة العامة التي تحكم ذلك الموجود حالة جمالية, حالة رأفة حالة رحمة, حالة انجذاب, حالة لطف وهكذا, والعكس بالعكس بعض الناس الحاكم عليه الجلالية, الحالة الانقهارية حالة القهر, حالة الغضب حالة النقمة, ولكنه بعض الأحيان تجد منه بعض الأحيان حالات جمالية, حالات رأفة انت تستغربها تقول هذا فلان يصدر منه هكذا عمل, هذه عبروا عنها نسبية وتلك عبروا عنها مطلقة. ما هو برهان هذه القضية؟

    الآن دعونا قليلا نريد أن نقرأ كم سطر لأنه بالأمس قرأنا سطرا ونصف واليوم نصف سطر لا يصح هكذا, فليمشي البحث قليلا وإنشاء الله, ,اطمأنوا اخواني الاعزاء بأنه العرفان الإنسان بمجرد يقرأه يقع على سكة إنشاء الله  يمشي عليها, فإنشاء عندما نكمل الفصوص نقع على السكة, فلا تتوقعوا بعد عشرة صفحات نمشي على السكة, إنشاء شيئا فشيئاً نمشي.

    قال: ولكل جمال أيضاً جلال, هنا يضرب مصداق أما انت إذا تريد أن تناقش في المصداق ناقش ولكنه هذا لا يوثر على القاعدة على المبدأ التصور للقاعدة, لأنه ذكرنا المبدأ التصديقي وإقامة البرهان هنا لم يأتي فقط ذكره بعنوان قاعدة مفروغ عن صحتها, من قبيل ماذا؟

    يقول: كالهيمان, يعني التحير, كالهيمان الحاصل من الجمال الإلهي, لا ادري انت رأيت في بعض الأحيان احدهم عنده مشكلة يريد لها حل فيتحير هذا نحو من التحير, واحد عنده بيت أبوه خمسين متر ومستأجر سرداب أيضاً عرفت كيف, وكل ستة أشهر هذا يريد أن يخرجه من البيت وإذا يدعى يرى البيت أربعة عشر ألف متر وكل غرفة مزينة بشكل من الاشكال, انتم هذا الإنسان الذي يخرج من  هذه الحالة إلى تلك الحالة واقعا بماذا يصاب؟

    يصاب بذهول بحيرة, هذه الحيرة من أي شيء, من الشك الذي عنده ولا يدري كيف يحل المشكلة أو أن هذا الجمال حيره وجعله ذاهلاً مفاجأ أي منهما؟

    لذا هم عندما يأتون إلى التحير يقسموه إلى تحير مذموم والى تحير ممدوح ويجعلون قوله >ربي زدني فيك تحيرا< التحير الممدوح, يعني الإنسان الذي هو يوميا على عائش على الخبز والبصل على الخبز والتمر وإذا يقف على مائدة فيها ما لذ وطاب واقعا أول ربع ساعة يجلس يعاين وثم أن يعي بعد يأكل من هذه, هذا التحير تحير الكثرة تحير الهيمان ذهول من أين يأكل, من أين يستفيد, من أين يلتذ, الإنسان الكامل عندما يقف على الاسماء الإلهية يصاب بمثل هذه الحيرة.

    قال: كالهيمان الحاصل من الجمال الإلهي فانه, هذا الهيمان, فانه عبارة عن انقهار العقل منه, من الجمال, وتحير العقل من هذا الجمال, لتعدد هذه الاسماء الإلهية وهذا خصوصا يحصل للسالك والسائر في اوائل السفر الثاني, لأنه من السفر الأول ينتقل من الخلق إلى الحق في السفر الثاني قليلا يمشي وتبدأ الجمالات الإلهية, الاسماء الإلهية, الشؤون الإلهية, شيئا فشيئا يشاهدها فكلما يشاهد يحصل له ماذا؟

    واقع العقل هناك ينبهر يسقط عن الاختيار ماذا يفعل في قبال كل هذا الجمال الإلهي.

    الآن ليس المناقشة في المثل انت اقبل هذا المثل أو لا تقبل هذا المثل هذا بحث آخر.

    ولكل جلال جمال, عكس القاعدة, وهو اللطف المستور, وهو يعود إلى الجمال, وهو اللطف المستور في القهر الإلهي كما قال الله تعالى: {ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب} وقد وقفنا عند هذه الآية, وقال أمير عليه أفضل الصلاة والسلام> سبحان من اتسعت لأولياءه في شدة نقمته , واشتدت نقمته لأعدائه في سعة رحمته< قلنا فقط المشكلة التي تبقى عندنا هي هذه المشكلة: وهي هذا النصل الذي نحن بالأمس اشرنا إليه وما قرأناه وهو من عهد الإمام × من عهد له رقم 27, هناك هذه العبارة موجودة, قال:>نارا قعرها بعيد, بئر, وإنما سميت جهنم جهنم لان قعرها بعيد يقال: بئر جهنم يعني ماذا؟ يعني قعرها بعيد الآن ما معلوم لها قعر أو ليس لها قعر ليس معلوم, >نارا قعرها بعيد وحرها شديد, وعذابها جديد< يعني الإنسان في بعض الأحيان رأيتم هؤلاء الذين يلسعون من النحل الذي يعرف لسعة النحل أنا وأنت إذا نحلة تريد أن تلسعنا نفر منها, أما هؤلاء لايفرون منها لأنه يعرف مقدار ألمها كم فلا يهرب منها لأنه يعلمها فبالنسبة إليها الألم جديد أو مكرر معاد؟

    يقول في نار جهنم الم مكرر لا يوجد كل لسعة تأتي كل عذاب يأتي لا يستطيع احد أن يقول نحن ندري هذه معناها ماذا؟  لا, لا تستطيع أن تعرف معناها ماذا, وهذا أيضاً هناك  ينعكس في الجنة بهذا الشكل في الدنيا انت عندما تأكل لا تلتذ بالأكل لأنه تعرف لذة هذا الأكل ما هي, في الآخرة في الجنة أيضاً لذتها مكرره أو جديدة ؟ لا في كل آن وكأنه لأول مرة, اللهم ارزقنا.

    قال: وعذابها جديد, محل الشاهد, دار ليس فيها رحمة, هذه دار ليس فيها رحمة بناء على القاعدة التي شرحناها تكون دار ليس فيها رحمة ليس لها معنى, تكون سالبة بانتفاء الموضوع أو سالبة بانتفاء المحمول؟

    سالبة بانتفاء المحمول يعني توجد فيها رحمة, يعني نار جهنم يوجد فيها لطف ولكن لطف باطن لا يظهر أبدا, بخلاف هذه الدنيا توجد رحمة, توجد نقمة, يوجد غضب, ولكن في نفس ذلك الغضب جواره, هنا أو هناك توجد رحمة ظاهرة لطف ظاهر أما بخلاف نار جهنم بناء على تمامية القاعدة.

    وكذلك في الجنة أيضاً ظاهرها رحمة وان كان يوجد في باطنها قهر ولكن لا يظهر, على أي الاحوال بناء على تمامية القاعدة.

    قال: ومن هنا يعلم سر قوله  ’ هذه الكلمة واردة عن الإمام أمير المؤمنين كما ينسبها رسول الله  ’ وأيضا هو يبينها, ومن هنا يعلم سر قوله: >حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات< أيضاً بحثنا هذه مصاديقه أو لا هذا ليس داخل.

    وهذا, هذا الضمير هذا يعود إلى القاعدة التي أسسها لكل جمال جلال ولكل جلال جمال, وهذا المشار إليه برزخ بين كل صفتين ومتقابلتين, يعني بعض الصفات فقط جلال وجمال ظاهر, بعض الصفات جمال ولا جلال ظاهر, بعض الصفات جلال وجمال مركبة في  الشأنين معا قد تظهر هذه وقد تظهر هذه ولكن لا تختفي أبداً, وهذا الذي إذا يتذكر الاخوة بالأمس في عبارة في صفحة71, قال: واعلم بين كل اسمين متقابلين  اسما ذا وجهين متولدا منهما برزخ بينهما, التفت جيدا إذن معنى البرزخية عند هؤلاء اتضح ما هو معناه؟

    المتولد منهما, كما أن بين كل صفتين متقابلتين صفة ذات وجهين متولدة منهما وتتولد أيضاً من اجتماع الاسماء أيضاً إلى آخره.

    الآن ذاك أصل البحث الذي بدأنا به هذا الفصل, قال: والذات مع صفة معينة واعتبار تجلٍ من تجلياتها تسمى بالاسم, إذن ما لفرق بين الصفة والاسم بين القدرة والقادر؟

    لا فرق بينهما الا بهذا وهو انه إذا أخذت الصفة بما هي هي فتسمى هي يعني إذا اخذ التعين إذا اخذ الشأن بما هو هو فيسمى صفة, أما إذا أخذت الذات متصفة بهذه الصفة فيسمى اسم, والمراد من الاسم هنا الاسم العرفاني, يعني الحقيقية الخارجية , يعني الاسم العيني لا الاسم اللفظي.

    الآن هنا شيخنا الأستاذ الشيخ حسن  زاده في الحاشية يقول: والذات مع صفة معينة واعتبار تجل من تجلياتها يوجد فرق بينهما في الأول إذا كانت الذات مع صفة فهو اسم ذاتي, أما كانت الذات مع تجل فهو اسم فعلي لأنه تجلي والتجلي من أفعاله سبحانه وتعالى, هذا المعنى يذكره في الحاشية رقم سبعة 7.

    أما الأول: الذات مع صفة فهو اسم ذاتي وضرب مثال له الرحمن, وأما الثاني: أي الذات مع تجل فهو اسم فعلي وضرب له مثال القهار.

    قال: فان الرحمن ذات لها الرحمة والقهار ذات لها القهر, وهذه الاسماء الملفوظة هي أسماء الاسماء, وباعتبار آخر هي أسماء أسماء الاسماء, باعتبار هي أسماء الاسماء, باعتبار آخر هي ماذا لماذا؟ باعتبار أن هذا الاسم اللفظي, قاف, ألف, دال, را, عالم, عين لام ميم, هذا لفظ يحكي عن الخارج أو يحكي عن المفهوم؟

    يحكي عن معنى يحكي عن مفهوم, المفهوم والمعنى يحكي ماذا؟ يحكي عن الخارج.

    إذن الخارج هذا اللفظ يكون أسماء للمعنى والمفهوم والمفهوم يكون للخارج فالاسماء الملفوظة أسماء الاسماء أو أسماء أسماء الاسماء؟ تصير أسماء اسماء الاسماء, على أي الأحوال. وهذه الاسماء الملفوظة  هي اسماء الاسماء ومن هنا يعلم, هذا البحث وقفنا عنده واشرنا إليه فيما سبق وهو أن الاسم عين المسمى أو غير المسمى المراد منه أي اسم؟الاسم اللفظي الاسم المفهومي أو الاسم العيني؟

    الجواب: الاسم العيني لا الاسم المفهومي ولا الاسم اللفظي هذا بحث. لذا في الحاشية قال الفيض المقدس في عين اليقين, وهذا حسن زاده يعبر عن الفيض الكاشاني الفيض المقدس ولا ادري من عنده الفيض الاقدس؟

    قال: الفيض في عين اليقين, وليس حق اليقين هذا المطبوع,  لأنه عين اليقين ما مطبوع يوجد فيه طبعة حجرية ولا ادري طبع طبعة رسمية أو لم يطبع, أنا أتذكر أن (بيدار) كان من قبل عشر سنوات يقول أنا أحققه ولا ادري هل طبعه أو لم يطبعه, عين اليقين من الكتب المهمة جدا فللحق والإنصاف أصلا كتاب درس, لأنه الفيض  صاحب ذوق  لأنه العبارات ينظمها والمطالب ينظمها لذا تجدون كتبه كثير مفيدة للحق وللإنصاف.

    قال الفيض المقدس في عين اليقين: الاسم عين المسيء باعتبار الهوية والوجود, أما وان كان الاسم غير المسمى باعتبار المعنى والمفهوم.  إذن انظروا أرسل اسم الاسم إلى اللفظ أو إلى المعنى والمفهوم؟

    والذي هو مشترك بين جميع الناس وبين جميع اللغات هو  المعنى والمفهوم والا الالفاظ ماذا؟ اللغة العربية عندها كلمة اللغة الفارسية وهكذا  تختلف هذه, على أي الاحوال.

    هذه ثمرة, وثمرة أخرى تترتب على هذا البحث وهو ما يسمى عندهم بتوقيفية الاسماء, ليس بحثا كلاميا وليس بحثا فقهيا وإنما بحث عرفاني تكويني مصداقي خارجي, يعني كل اسم من الاسماء لا يصعد عن موقعه ولا ينزل عن موقعه, هذا أتى في البحث الفقهي وعمل لنا هذه المشكلة توقيفية الاسماء يجوز ولا يجوز بحث آخر ليس فيه رواية ولا أصل ولكن طرح في كلماتهم, على أي الاحوال.

    إذن: الثمرة الثانية المرتبة على هذا البحث توقيفية الاسماء وهذا الذي أيضاً يشير إليه شيخنا الأستاذ في الحاشية رقم 8, قال: ومن هنا يعلم القول بأن اسماء الله توقيفية فان المراد بالأسماء لا الالفاظ ولا المفاهيم ولا غير ذلك وإنما المراد أنحاء  الوجودات, اعني الظاهر والمجال وكل واحد من هذه الاسماء ذات مع صفة معينة تجلت على نحو خاص وهذا تقدم بحثه التفصيلي في تمهيد القواعد لابن تركه.

    إلى هنا ننتقل إلى هذا البحث الجديد الذي نحن شرحناه مفصلا بقيت فقط تطبيق العبارة.

    وقد يقال: الاسم للصفة, يعني يطلق الاسم ويراد الصفة وذكرنا السبب في ذلك باعتبار أن منشأ الاسم هو الصفة, ومن هنا قد يطلق على الصفة أيضاً اسم من باب أن الاسم من باب أن الصفة هي المنشأ للاسم, فيطلق عليها, أي الصفة, الاسم. وقد يقال الاسم للصفة إذ الذات مشتركة بين الاسماء كلها وهذا بحث اشرنا إليه فيما سبق وسيأتي تفصيله إنشاء الله تعالى لعله أتذكر فيما سبق قلت في صفحة 374, من الكتاب تعالوا معنا في صفحة 373, السطر الأخير من الكتاب  قال: أي التحقيق أن تكون لكل اسم حقيقة مميزة له عن غيره من الاسماء وليست تلك الحقيقة الا عين الصفة التي اعتبرت مع الذات وصارت اسما, فالأسماء من حيث تكثرها ليست عين النسب والإضافات المسماة بالصفات, التفت, إذ الذات مشتركة فيها,  في الصفات والأسماء فلا فرق بين الاسماء والصفات على ما قرر خصوصا إذا قبلنا أن الفرق بين الاسم وبين الصفة هو فرق اعتباري بشرط لا ولا بشرط, يتذكر الاخوة قلنا ما الفرق بين القادر وبين القدرة أن احدهما يحمل والآخر لا يحمل فالفرق فرق اعتباري لا انه فرق تكويني مصداقي خارجي.

    إذن: هذه النقطة مهمة جدا وهي أن الصفات بلغت ما بلغت لا تؤدي إلى تعدد الذات بل تبقى الذات واحدة, الآن أنا شؤوني الوجدية كانسان زيد, شؤوني الوجودية بلغت ما بلغت أبقى واحد أبقى أنا, هذه أنا سوى كان لي شان واحد أو كان لي مليون شان أو مليار شأن أو ما لا نهاية له من الشؤون, هذه تعدد الشؤون تعدد الصفات تعدد الاسماء, كلها لا توثر على حقيقة وحدة الذات.

    لذا قال: إذ الذات مشتركة بين الاسماء كلها والتكثر فيها أي في الاسماء, والتكثر في الاسماء بسبب تكثر الصفات وذلك التكثر, أي تكثر الصفات, الآن عرفنا قلنا بالأمس أن تكثر الاعيان الخارجية بسبب الاعيان الثابتة والأعيان الثابتة بسبب تعدد الاسماء وتعدد  الاسماء بسبب الشؤون والصفات, الآن لماذا تعددت الشؤون والصفات؟

    قال: وذلك التكثر, يعني تكثر الصفات, باعتبار مراتبها الغيبية يعني أن لكل شان شأن ولكل تعين تعين, ولكل نسبة وإضافة في مقام الواحدية يوجد مرتبة غيبية في مرتبة الاحدية, هذا الذي قلنا انه يوجد كمال ولا يوجد تعين العلم, يوجد كما القدرة ولا يوجد تعين القدرة نعم في مقام الواحدية توجد هذه الكمالات هذه التعينات, لذا قلنا: الاحدية إسقاط الإضافات, والواحدية جمع الإضافات, إسقاط التعينات جمع التعينات.

    وذلك التكثر, تكثر الصفات, باعتبار مراتبها, أي مراتب الصفات, باعتبار مراتبها الغيبية فاذن فتحصل أن الصفة لها ظاهر في مقام الواحدية ولها باطن في مقام الاحدية, بلحاظ مقام الاحدية هي كمال العلم, بلحاظ مقام الواحدية تعين العلم, وهذا معنى قال: باعتبار مراتبها الغيبية, لذا إذا يتذكر الاخوة نحن مرارا في تمهيد القواعد قلنا: انه الاحدية والواحدية النسبة بينهما نسبة الظاهر والباطن, فان الواحدية ظاهر الاحدية, والاحدية باطن الواحدية, واضح صار المعنى.

    قال: وذلك التكثر, تكثر الصفات, باعتبار مراتبها الغيبية التي, التي تعود على الصفات, إذن على هذا الصفات تكون مفاتيح المراتب الغيبية فانت إذا أردت أن تصل إلى الاحدية لا بد تمر من خلال المفاتيح, من خلال هذه الطرق التي الله سبحانه من خلال القناة التي وضعها لايوجد طريق آخر. الآن ادخل إلى بحث كلامي ولو لدقيقتين, طبعا يكون بعلمكم بتوفيقات الله أن جملة من هذه المطالب التي اقول افتح قوس هذه هنا تفاض علي هنا تعطى وليس أنا حضرتها هناك والا الآن اقرأ دفتري ليست موجودة, الآن جاءت في ذهني أقولها التفت جيدا. نحن أسسنا قاعدة قلنا بأنه هذه الاعيان الخارجية مظاهر الاعيان الثابتة, الاعيان الثابتة مظاهر الاسماء, الاسماء منشأها الصفات, الصفات مفاتيح الغيب, الآن جنابك مولانا تريد أن تلزم عروة هنا حتى توصلك إلى مراتب الغيب, أي عروة تتمسك بها {فقد استمسك بالعروة الوثقى} أي عروة هذه التي تتمسك بها؟

    كل هذه عروات هذه عروة, وهذه عروة, لكن ليكون في علمك عروة منهن مظهر مظل, الله سبحانه وتعالى عنده اسم مظل ومظهره الشيطان, انت إذا تريد أن تمشي وراء الشيطان وتجعله وليا لك بيني وبين الله يمشيك ولكن أين يوصلك هناك؟

    يوصلك للمظل والمظل مظهره نار أبداً يُخطا, الآن لا نريد دليل قراني ولا يمين ولا يسار, إذا نحن رأينا هذه المظاهر التي هي العروة  الحبل الذي يوصلنا إلى الاعيان ومن الاعيان إلى الاسماء ومن الاسماء إلى الصفات, ومن الصفات إلى الغيب, مظهر من هذه المظاهر وعروة من هذه العروات أكملها, أفضلها, أحسنها, العقل يقول لنا اذهب إلى الأعلى, الا إذا كان الإنسان مجنونا واقعا, والا إذا كان عاقلا لايستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير, وباتفاق كلمة علماء المسلمين افترضوا عصمة لايوجد وعلم مطلق لا يوجد, لان أهل البيت كانوا اعلم زمانهم أقضى زمانهم, هذه اتفقت كلمة الصحابة في علي, افترض عصمة لايوجد وعلم لايوجد وخلافة لا توجد كلها غير موجودة ولكنه باتفاقكم أقضاكم هو علي وأزهدكم هو علي, وأعلمكم علي, يدور مع الحق علي, يدور الحق معه علي هذا باتفاق الجميع, فيدور الامر أنا أتمسك بهذه العروة أو بتلك العروة؟ بينك وبين العقل ماذا يقول؟ يقول اذهب تمسك بعروة فلان وفلان الذي لا تعلم هو عروة النور أو عروة الظلمة, والقران الكريم يقول: لا تتصورن أن النور فقط مخلوق إنما الظلمة أيضاً مخلوقة ما هي الآية؟(كلام لأحد الحضور) أحسنتم كلاهما مخلوقان, الآن بينك وبين الله انت قد تتمسك بعروة ماذا؟

    عروة الظلمات تمشي بك أيضاً ولكنه النتيجة تصل إلى هناك, على أي الاحوال.

    إذن: واقعا هذا المطلب واضح جدا وهو انه انت إذا أردت, لذا في روايات أهل البيت ^يقول: >جعلنا مفاتيح نحن الاسماء الحسنى نحن وجه الله الذي منه يؤتى< كثيرا واضح, انت الآن انظر في الروايات كيف أن الائمة  ^يتكلمون يقول: >من عرفنا فقد عرف الله< عرف الله وليس الرحيم وليس القادر, عرف الله, فهم مظهر الله سبحانه وتعالى.

    قال: وذلك التكثر باعتبار مراتبها الغيبية التي, هذه الصفات, مفاتيح الغيب, تعال معي إلى الحاشية, قال صدر المتألهين في الاسفار: الصور العلمية القائمة بذاته هي عين الذات بوجه وغيرها بوجه, هذا مقام الواحدية, وعلمه الذاتي, مقام الاحدية, وعلمه الذاتي السابق على كل شيء حتى عن تلك الصور العلمية هي المسماة بالغيب, المشار إليه بقوله {وعند مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو} فالمفاتيح هي الصور التفصيلية, التي عبرنا عنها الصفات التي هي منشأ سببا للأسماء, فالمفاتيح هي الصور التفصيلية والغيب هو مرتبة الذات البحتة المقدم على تلك التفاصيل, جيد.

    قال: وهذه الصفات وهي معاني معقولة, هذا الذي بالأمس وقفنا عنده مفصلا قلنا: لماذا يعبرون عن المراتب الغيبية للصفات والأسماء يعبرون عنها معان معقولة, لأنه يا أخوان يا أعزاء, في مقام الاحدية نحن عندنا قدرة وسمع وبصر أو لايوجد عندنا؟

    ليس عندنا فما معنى أن نقول هناك توجد قدرة وسمع, وبصر, فماذا لا بد أن نعبر, لابد أن نعبر هذا التعبير وهو انه تلك الحقيقة وهي الاحدية وهي تلك المرتبة اذا نزلت وتنزلت إلينا في مقام المفاهيم نسمي هذا المعنى علما, وهذا نسميه قدرة, وهذا نسميه حياة وهكذا, ومن هنا سينفتح لنا بحث أساس, هذه ضعها في ذهنك لأنه الآن لا أريد أن اسبق البحث معنى أن السمع والبصر من الاسماء الذاتية, ما معنى أن السمع والبصر من الاسماء الذاتية لأنه صريح الروايات تقول > سميع اذا لا مسموع< وهذا معناه صفة ذاتية والا لو كانت فعلية فلابد من وجود مسموع > بصير اذا لا مبصر< وفي كلمات أمير المؤمنين كثيرا وارد هذا.

    اذن: هو صفة ذاتية,  ما معنى يوجد هناك سميع بصير في الذات؟

    الجواب: هو أن ذلك المعنى اذا جاء وتنزل إلينا أردنا أن نعبر عنه نعبر عنه بالسمع, نعبر عنه بالبصر, نعبر عنه  بالكلام, لأنه من أمهات الاسماء سيأتي بعد ذلك من أسماءه الذاتية, السمع, والبصر, والكلام, والذي وقع بحث, بحث كبير بين الفلاسفة أن هذه من الاسماء الذاتية أو ليس من الاسماء الذاتية, الآن كل كتب الاصول عندما تراجعها يقول: الكلام صفة فعلية, والروايات عموما تتكلم تقول أن الكلام محدث أي هو صفة فعلية, ولكن نستطيع أن نتصورها صفة ذاتية, ما معنى نستطيع أن نتصورها صفة ذاتية, يعني أن هناك شان يعني أن هناك شيئا في الغيب في بطون الغيب في مقام الاحدية اذا تنزل إلينا يكون كلاما.

    هذا البحث نحن الأمس اشرنا إليه الاخوة يتذكرون.

    قال: بمعنى, الحاشية رقم 2 ص65, السطر الثالث, بمعنى أن الذات الإلهية لو وجد في العقل, يعني تنزل, أو أمكن أن يلحظ العقل تلك الذات لكان ينتزع منه هذه المعاني, أي معاني؟ علم وقدرة وكلام إلى آخره, ويصفها به فهو في نفسه مصداق لهذه المعاني, ولكن كيف مصداق يعني بتعيناتها أو بلا تعيناتها؟ بلا تعيناتها, واضح صار المعنى, نأخذ النتيجة الرئيسية التي نريدها, نحن إلى هنا كنا نقول: بأنه الصفات ليست زائدة على الذات ما معنى ليست زائدة؟ يعني ليس هناك تعدد في مقام الاحدية كثرة غير موجودة هناك, وبهذا اذا يتذكر الاخوة ميزنا بين الاحدية والواحدية, قلنا: في الاحدية لا كثرة, ولكن في الواحدية توجد كثرة ولكن ترجع الكثرة إلى الحقيقة الوحدة.

    قال: وهي, أي هذه المراتب الغيبية وليست الصفات, وهي معان معقولة اذا تنزلت في عالم العقل تسمى كذا كذا, ولكن هذه المعاني المعقولة ليست المعاني المعقولة في غيب الوجود, الحق لها مصاديق هذه المعاني اين موجودة؟  في غيب وجود الحق تعالى.

    وبهذه المعاني تتعين, هذه المعاني المعقولة التي ذكرناها, تتعين من خلال هذه المعاني التي تكشف عن تلك المراتب, تتعين شؤون الحق وتجليات الحق, العبارة واضحة.

    قال: وتتعين, يعني بهذه المعاني المعقولة التي هي تكشف عن تلك المراتب الغيبية تتعين بها, بهذه المعاني المعقولة, شؤون الحق وتجليات الحق.  هذه المعاني التي هي المراتب لها وجود منحاز أو ليس له وجود منحاز؟ التفت جيدا, في مقام الواحدية انت عندك تعدد وكثرة ولكن كثرة تباينية؟ لا ترجع إلى, إذن انتبه إلى هذه العبارة: أن الصفات التي هي مفاتيح تلك المعاني والمراتب ليست زائدة عن الذات, كما أن تلك المعاني عين الذات, ولكن مع الفارق أو بغير الفارق؟ مع الفارق, لأنه هناك الكثرة من باب السالبة بانتفاء الموضوع, وهنا نفي الكثرة من باب السالبة بانتفاء المحمول, يعني الكثرة ترجع إلى وحدة.

    قال: وليست, هذه المعاني, وليست بموجودات عينية ولا تدخل في الوجود أصلاً, جنابك تأتي الآن وعندك في كلي في ذهنك وهو الإنسان ومفهوم كلي الشجر ومفهوم كلي عن البقر عن الماء إلى آخره, ضع يدك على الخارج تقول هذا انسان, يعني ماذا هذا انسان؟ يعني هذا المفهوم أتى الى الخارج؟ لا أبداً ذلك على حاله, بعبارة أخرى: لا يحصل تجافي ذاك باقي على حاله إذن هذا ماذا؟ هذا مصداقه و ليس هو, الآن تلك المعاني الغيبية أو تلك المراتب الغيبية التي الصفات مفاتيح بالنسبة إليها تدخل الوجود أو لا تدخل الوجود, يعني الما سوائي والا هي عين الوجود, يعني الوجود الذي يخرجها عن مرتبتها بنحو التجافي, تخرج أو لا تخرج ؟ لا تخرج هي على حالها, التفت إلى العبارة جيدا, كما انه الآن يضرب مثال بعد ذلك: يقول كما أن المفاهيم موطنا العقل تخر ج عن العقل أو لا تخرج عن العقل؟

    الذي يخرج عن العقل هي أو مصاديقها الموجودة بالخارج, فانا وأنت علم الله أو مصاديق علمه؟  أنا وأنت ليس علم ليس قدرة, أنا وأنت عبر عنه الآثار عبر عنه المصاديق عبر عنه ما تريد.

    قال: وليست, أي تلك المراتب تلك المعاني المعقولة, تلك المراتب الغيبية التي تكون الصفات مفاتيح لها, وتكون المعاني المعقولة كاشفة عنها, وليست بموجودات عينية, يعني موجودات عينية منحازة, بتعبير قال:  ولا تدخل في الوجود أصلا , هذا أي وجود التي لا تدخل فيه ليس أصل الوجود لأنها عين الوجود, يعني الوجود الما سوائي يعني الغير ما سوى الله, ولا تدخل في الوجود أصلا, بل الداخل.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/05/22
    • مرات التنزيل : 2207

  • جديد المرئيات