نصوص ومقالات مختارة

  • مواقف في الصميم (5) – النصوص الروائية في مصادر اهل السنة في جواز التعبد بجميع المذاهب الإسلامية ق 4

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    في الحلقة السابقة اشرنا إلى النصوص الروائية الواردة عن أئمة أهل البيت في الكتب المعتبرة في مدرسة أهل البيت لإثبات الأصول الثلاثة التي قلنا أنها تبتني عليها مقولة وفتوى جواز التعبد بجميع المذاهب الإسلامية ما هذه الأصول الثلاثة أوّلاً أن المدار على الدليل ثانياً أن هذا الدليل لابد أن يكون قطعياً ثالثاً أعم من أن يكون هذا الدليل مطابقاً للواقع أو غير مطابق للواقع ولعلنا وقفنا عند هذه الجملة أن قاضٍ قضى بالحق وهو لا يعلم انه الحق فهو في النار، فلو كان المدار على مطابقة الواقع لكان ينبغي أن يكون هذا القاضي في الجنة لا أن يكون في النار، إذن المدار على ماذا؟ المدار على العلم؛ لأنه لا يعلم انه الحق وإن كان حقاً فهو أين؟ فهو في النار، إذن لو كان المدار على الواقع وعلى المطابقة للواقع وعلى الحق الذي هو الواقع لو كان هذا بعد لا يفرّق أن يكون مطابقته للواقع عن علم أو عن جهل، ولكن نجد أن الإمام يقول لا، أن المدار على العلم اعم من أن يكون مطابقاً للواقع أو غير مطابقٍ للواقع.

    سؤال وهو انه هل توجد في المصادر الواردة عن علماء أهل السنة في المصادر الحديثية ما يثبت هذا المعنى أو لا يثبت؟ نحن نجد ما يقرب من هذه الألفاظ التي نقلناها عن أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام نجد ما يشابهها وما يناظرها في المصادر المعتبرة عند علماء في مصادر أهل السنة أيضاً أعزائي، الآن أنا أشير إلى بعض هذه المصادر، المصدر الأول ما ورد في سنن الترمذي الجامع الكبير أعزائي سنن الترمذي تحقيق شعيب الارنؤوط الرسالة العالمية الجزء الخامس تعالوا معنا إلى الرواية، الرواية انظروا ماذا تقول، هذه الرواية واقعاً من الروايات الواضحة الدلالة على المقصود الرواية عن جندب بن عبد الله الرواية 3183 المجلد الخامس صفحة 212 قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله، التفتوا جيداً هذا النص أحفظوه دائماً وأبداً، أحفظوه من قال في القرآن برأيه ضعوا خطوطاً متعددة تحفظ قوله برأيه، ما معنى برأيه يعني مستند إلى علم ودليل أو غير مستند؟ إذا كان مستند إلى علم إذن العلم حجة على الإنسان كما اشرنا إليه، إذن عندما يقول برأيه يعني من غير علم يعني من غير دليل يعني من غير منهج يمكن الاعتماد عليه يعني لا يوجد عنده برهان لأنه القرآن الكريم يقول قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، من قال في القرآن برأيه فأصاب، أصاب ماذا؟ أصاب الواقع يعني كان رأيه حقاً رسول الله يقول فقد أخطأ عجيب، يا رسول الله كان كلامه صواباً رأيه صواباً حدسه صواباً الرؤية التي رآها صواب يقول لأنها لم تستند إلى علم فهي ماذا؟ فهي خطأ ولهذا يؤجر عليه كما قرأنا في الروايات السابقة عن أئمة أهل البيت أو لا يؤجر؟ لا يؤجر عليه بل يعاقب عليه كما قرأنا قاضي قضى بالحق وهو لا يعلم انه الحق فهو أين؟ فهو في النار اقرأ رواية أخرى من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ يقول في عين أنّ كلامه مصيب للواقع فهو مخطئ لماذا؟ لأنه بنى على غير دليل، على غير حجة، على غير استناد وبرهان هذه هي الرواية الأولى.

    الرواية الثانية ما ورد في كتاب السنن الكبرى للإمام النسائي المتوفى سنة 303 من الهجرة أيضاً بتحقيق أعزائي حققه وخرّج وأشرف عليه شعيب الارنؤوط حقّقه وخرّج احاديثه شلبي الرسالة العالمية المجلد السابع صفحة 286 رقم الحديث 8032 الرواية عن جندب نفس الرواية قال، قال رسول من قال في كتاب الله برأيه فأصاب فقد أخطأ، أيضاً نفس الرواية التي اشرنا إليها أنا إنما اعدد المصادر حتى يعلم انه ليس هناك علم واحد قبل الرواية وإنما محقق كبير ورجالي كبير ومحدث كبير كالنسائي يقبلها وهكذا الترمذي الذي هو من السنن المعروفة أعزائي يقبلها هذا يكشف لك أن الرواية كانت معتبرة عندهم لا يقول لنا قائل سيدنا انتم لا تقبلون تصحيح الرواة من العلماء انتم تقولون بأن قلت مراراً وتكراراً والآن هم أقول لا استدل بالروايات، استدل بالأدلة العقلية في نظرية المعرفة وهذه شواهد مؤيدة لتلك الحقيقة .

    الأخوة الذين يريدون مراجعة هذه المصادر كاملة وردت أعزائي في حاشية في كتاب الاتقان في علوم القرآن تأليف الإمام السيوطي المتوفى 911 حقّقه فوّاز احمد زمرلي المجلد الثاني في صفحة 445 قال من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد اخطأ هنا في الحاشية يقول رواه الترمذي والنسائي في الكبرى واحمد والطبري في تفسيره والخليلي في الإرشاد والطبراني في المعجم الكبير والخطيب في أخلاق الراوي والبيهقي في شعب الإيمان والبغوي في شرح السنة وفي تفسيره وهكذا إذن الرواية أعزائي مصادرها كثيرة هنا فقد اذكر مطلباً أعزائي هذا المطلب وهو انه أساساً روايات السنن معتبرة أو غير معتبرة؟

    يوجد اتجاهان، اتجاه يعتقد أن روايات السنن الأربعة المعروفة، يعني سنن الترمذي سنن النسائي سنن أبي داود سنن ابن ماجة بعض يعتقد أنها كلها روايات معتبرة وبعض يقول بعضها صحيحة وبعضها ضعيفة الألباني وشعيب الارنؤوط من الذين يقولون أن روايات السنن تنقسم إلى صحيحة والى ضعيفة ولذا نجد الألباني قسّم قال صحيح سنن الترمذي وضعيف سنن الترمذي وبعض أعزائي لم يقبل قال كما أن في الصحيحين يعني مسلم وبخاري كل رواياته معتبرة روايات السنن أيضاً معتبرة.

    منهم أعزائي محمود سعيد ممدوح التعريف بأوهام من قسّم السنن إلى صحيح وضعيف هذا رد على ماذا؟ رد على المشروع الذي قام به العلامة الألباني في هذه السنن الأربع المعروفة سؤال النتيجة التي نحصل إليها من خلال هذه النصوص الروائية التي قرأناها في مدرسة أهل البيت وفي ماذا؟ وفي المصادر الروائية المعتبرة لأهل السنة هو ما يلي: وهي أن كل ما اعتقده أي إنسان ما اعتقده في أي عقيدة وفي أي تعبّد إذا عنده دليل فهو حجة ماذا؟ فهو حجة عليه لماذا؟ لان المدار على الواقع أم أن المدار على الدليل، وهذا عنده دليل أن هذا الذي يتعبد به ما هو؟ هو الصحيح عنده، إذن لابد أن نلتزم بحسب قواعد نظرية المباني نظرية المعرفة وبحسب هذه النصوص أن كل من ثبت عنده بدليل لا برأيه لا بالنوم لا بالرؤيا لا بالحدس، لا لا لا أبداً وإنما بالدليل والبرهان كل من ثبتت عنده عقيدة أو عمل بدليل معتبر مو فقط يجوز له التعبد هنا أيضاً يجوز الجواز بالمعنى الأعم بل يجب عليه أن يتعبد بما انتهى إليه من الدليل ولو عمل بغيره حتى لو كان مطابقاً للواقع فعمله ما هو؟ فعمله باطل، يعني لو أن شخصاً أشعرياً أو معتزلياً هذا على مستوى العقائد أو حنفياً، حنبلياً، مالكياً، شافعياً، زيدياً، انتهى بالدليل إلى صحة اعتقاده وعمله فلو عمل على مقتضى مدرسة أهل البيت لكان عمله باطلاً وإن كان ما طبّق عليه اعتقاده، عمله مطابق للواقع لماذا؟ لما قاله الإمام سلام الله عليه من قضى بالحق وهو لا يعلم انه الحق فهو في النار.

    إذن أعزائي على هذه المباني إذا توجد ملاحظات توجد إشكالات خصوصاً لأولئك أتكلم مع أولئك أهل الاختصاص لأنه تكلم في هذه القضية واقعاً من ليس أهل الاختصاص ولعله لا يستطيع أن يفهم هذه المباني الاختصاصية أنا حديثي عند أولئك الذين يفهمون هذه المباني إذا كانت هناك تساؤلات، ملاحظات، استفهامات أنا إن شاء الله تعالى أحاول أن أشير إليه وأجيب عنها إن شاء الله في الحلقات القادمة إذن فتحصل إلى هنا التفتوا جيداً الحاصل الذي انتهينا إليه هو انه لا فقط يجوز التعبد بجميع المذاهب الإسلامية بل يجوز التعبد بأي نحلة أو ملة سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية ولكن بالشروط التي اشرنا إليها هناك أبحاث أخرى إن شاء الله تأتي في الحلقات القادمة والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/08/06
    • مرات التنزيل : 2504

  • جديد المرئيات