نصوص ومقالات مختارة

  • مواقف في الصميم (7) – التكفير في كلمات علماء مدرسة اهل البيت (ع) ق6

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    قلنا من الأمراض والعاهات الأساسية التي ابتليت بها الأمم عموماً لا فقط امة الإسلام بل الأمة المسيحية والأمة اليهودية ونحو ذلك الآن أتكلم على مستوى الشرائع أو ما يعبر عنها بالأديان الإبراهيمية تجدون أن هذه العاهة وهذا المرض العضال لم يفارق تأريخ هذه الأديان الإلهية أعزائي وهي مسألة التكفير مسألة الإقصاء، مسألة أن الحقيقة عندي لا عند الآخرين فإما أن تكون معي وإما أنت ماذا؟ وإما أنت كافر مشرك، مرتد، ضال، مضل، خارج عن الدين.

    وذكرنا في الحلقة السابقة قلنا بأنه أساساً هذا المرض مع الأسف الشديد بدأ الآن ينتقل لا بين السنة والشيعة فقط بل بين السنة أنفسهم يعني سني يكفّر سنياً ومع أشد أسفاً وواقعاً الإنسان يتألم الآن نجد انه على بعض الفضائيات الشيعية المنتمية إلى بعض المرجعيات الشيعية تجد بأنّه أساساً شيعيٌ يكفر شيعياً آخر ولا يقبل منه اختلاف الرأي أما أن تعتقد بما أقوله فيما اسميه شعائر حسينية يعني هو يعتقد بنوع من الشعائر جيد، أنت معتقد أنا معتقد أنها مجموعة من الخرافات مجموعة من الأمور التي ما أنزل الله بها من سلطان يقول أما أن تعتقد أن التطيين والتطبير وووو إلى غير ذلك هذه شعائر حسينية وأما أنت ضد الحسين وضد الولاية وضد الإمامة وضد التشيع وتأخذ الأموال من الشرق والغرب وتريد أن تدمر مدرسة أهل البيت وتدمر الإسلام وهذا المنطق الذي هو منطق غير علمي لا فقط ليس منطقاً علمياً بل هو منطق العاجز منطق الجاهل منطق الذي لا يعرف الموازين العلمية في البحث السابق نحن اشرنا انه أساساً انه وجدتم بأنه كيف أن بعض من يدعي انه من أهل السلف كأتباع الوهابية واتباع ابن تيمية يكفرون بل ويحكمون بشرك جميع المسلمين لا فقط الشيعة الامامية، لا عزيزي لا يحكمون بأن الشيعة الامامية الاثني عشرية من المشركين لا الشيعة الزيدية والشيعة الاسماعيلية وباقي الفرق الإسلامية .

    الآن الصوفية في العالم انتم تعرفون انه مئات الملايين من المسلمين هم من الصوفية أيضاً يحكمون بشركهم وإذا كانوا من المشركين فينطبق عليه قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ…}  (النساء: 48) فهم يدخلون فهم من أهل النار مخلدون يعني لا تشملهم الرحمة والشفاعة الإلهية والمغفرة والرضا الإلهي أبدا من هنا قد يقول قائل سيدنا هذا فقط عند أهل السنة أو انه يوجد عند بعض علماء الشيعة هذا المعنى أيضاً الجواب المنطق واحد المنهج واحد، الأفق الذي يتحرك فيه تتحرك في هذه المجموعة هذه الطائفة هذه الفرقة هذه الجماعة تتحرك بنفس المنطق.

    وهذا المعنى نجده بشكل واضح وصريح عند جملة من علماء الشيعة أيضاً أنا أشير إلى بعض علماء الشيعة طبعاً أشير إلى نموذج واحد وإلا تعلمون هذه البرامج أو هذه الحلقات أو هذه البحوث مبنية على الاختصار أنا أشير إلى مورد واحد من علماء الأخبارية ومورد أو موردين من علماء الأصولية أعزائي أمامكم هذا كتاب بحار الأنوار للعلامة المجلسي المجلد الثامن مؤسسة الوفاء هناك يقول التفتوا جيداً هناك يقول بأنه أساساً الكلام أين؟

    أنا بودي أن المشاهد الكريم يلتفت أن اعلم أن في صفحة 368 اعلم أن جمعاً من علماء الامامية حكموا بكفر أهل الخلاف يعني كل من يخالف ماذا؟ يخالف الشيعة الامامية الاثني عشرية فيشمل حتى الشيعة الزيدية والشيعة الإسماعيلية فضلاً عن أهل السنة المهمة أعزائي يقول حكموا بكفرهم نعم يقول سؤال هل هم محكومون بالإسلام ظاهراً أو لا؟

    الجواب يقول نعم في الدنيا يحكم بإسلامهم الظاهري ولكن في الآخرة يحشرون على أساس ماذا؟ أنهم من الكفار ويا ليت فقط أنهم من الكفار يحشرون غير الشيعة الإمامية الاثني عشرية يحشرون على أنهم من المشركين لا من الكفار لماذا؟ لان الكافر قد يرجى له النجاة يوم القيامة أما المشرك يرجى له النجاة أو لا يرجى له النجاة؟ لما اشرنا إليه أن الله لا يغفر أن يُشرك به إلا إذا تاب في الدنيا عن شركه قد تقول كيف لا يرجى له النجاة وباب التوبة مفتوح يقول نعم إذا تاب عن شركه في الدنيا يغفر له يوم القيامة أما إذا مات على شركه كما تعتقد افترض الوهابية أن من يزور عتبات الأئمة أو يزور حضرات الأئمة أو الصوفية الذي يزورون افترضوا الأولياء هؤلاء كله شرك جلي وشرك اكبر أعزائي ماذا يقول؟

    في صفحة 369 بودي أن العبارة تخرج وفي الآخرة يدخلون النار ماكثين فيها أبداً مع الكفار إذن يرجى لهم النجاة أو لا يرجى لهم النجاة يوم القيامة لأهل الخلاف؟ لا يرجى، في المجلد أعزائي 23 من نفس البحار، بحار الأنوار المجلد 23 في صفحة 390 هذه عبارة قال تذنيب اعلم أن إطلاق لفظ الشرك لا ماذا؟ كفر أن إطلاق لفظ الشرك والكفر على من لم يعتقد إمامة أمير المؤمنين والأئمة من ولده وفضّل عليهم غيرهم يدل على أنهم كفار مخلدون في النار أعزائي هذه هماتين هذا من علماء الاخبارية من علماء الأصولية قد يقول قائل سيدنا هذا مبنى الأخباريين من علماء الشيعة من قال أن هذا المبنى أيضاً مبنى من؟ مبنى الأصوليين هذا كتاب جواهر الكلام وهو من كبار علماء الأصولية .

    ومن أهم كتبنا الفقهية المجلد لصاحبه الشيخ محمد حسن النجفي المجلد 22 في صفحة 62 يقول وعلى كل حال فالظاهر إلحاق المخالفين بالمشركين، لماذا الإصرار على إلحاقهم بمن؟ بالمشركين حتى يكون من المخلدين أين؟ حتى يكون من المخلدين في النار بالمشركين في ذلك لاتحاده إلى آخره الآن لا أطيل الكلام في ذلك وهذا المعنى أيضاً نحن نجده في جملة من كلمات علماء الشيعة أعزائي، إذن أعزائي من أهم النتائج المترتبة التفتوا جيداً لان البعض يقول لي سيدنا ما هي الثمرة المترتبة على أن تبحث جنابك انه أساساً هل يجوز التعبد بالمذاهب الأخرى أو لا يجوز؟

    أعزائي واحدة من أهم النتائج هذه، إن قلنا لا يجوز التعبد فلابد من الحكم بكفرهم وشركهم وخلودهم في النار أبداً لا يخرجون منها أما إذا قلنا بجواز التعبد ضمن الشروط التي اشرنا إليها لا ينفتح الباب لقبول الآخر وللتعايش مع الآخر ولعدم إقصاء الآخر ولأنه ينجو في الآخرة كما أنجو أنا ويدخل الجنة كما ادخل أنا هذا البحث يحتاج إلى تتمة والى دليل إن شاء الله تعالى نقف عليه في الحلقة القادمة. والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/08/12
    • مرات التنزيل : 2455

  • جديد المرئيات