أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
كان الكلام في أن من تعبد بغير الاعتقادات التي جاءت في مدرسة الإمامية الاثني عشرية فهل يدخل الجنة؟ طبعاً بشرطها وشروطها التي اشرنا إليها مفصلاً وقلنا بأنها هذه الشروط ليست كثيرة وإنما هو شرط واحد انه كان عنده دليل لأننا ذكرنا في أوائل أبحاث جواز التعبد بجميع المذاهب الإسلامية بل بجميع الملل والنحل انه لابد أن يكون عنده دليلٌ على ذلك وهذا الدليل بحسب ما يعتقد انه دليل وان لم يكن مطابقاً للواقع على أي الأحوال.
صرنا بصدد أن هو هذا المعنى هل جاء في نصوص أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام أو لم يأتي؟ اشرنا إلى مجموعة من النصوص الواردة في الكتب المعتبرة في مدرسة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام، من النصوص الأخرى الواردة في هذا المقام هذه الرواية التي سنقرأها للأعزة وهي الواردة في كتاب معاني الأخبار للشيخ الجليل الأقدم الشيخ الصدوق تحقيق الاستاذ علي اكبر الغفاري مؤسسة النشر الإسلامي أنا بودي أن الأعزة يلتفتوا إننا لماذا نكثر من النصوص، باعتبار أن هذه النصوص وردة عن أئمة متعددين يعني ليست فقط هي نصوص أربعة أو خمسة وردة عن إمام واحد تتذكرون قرأنا عن الإمام أمير المؤمنين وقرأنا عن الإمام الصادق الآن هذه الرواية سنقرأها أيضاً عن الإمام الصادق عليه أفضل الصلاة والسلام.
في معاني الأخبار في صفحة 307 باب معنى المستضعف الآن بحث المستضعف سيأتي أنه ما هو المراد من المستضعف بحسب النص القرآني والنصوص الروائية الواردة في ذيل ذلك.
الرواية عن أبي خديجة سالب بن مكرم الجمال عن أبي عبد الله الصادق في قول الله في قوله عزّ وجلّ إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان هذه الآية في سورة النساء التي سنقف عليها فقال لا يستطيعون حيلة إلى النصب فينصبون ولا يهتدون سبيل الحق فيدخلون فيه إذن الرواية الآن الرواية لا تتكلم عن المسلمين تتكلم عن كل إنسان لم يجد طريقاً للوصول إلى الحق وافترضوا كما أنا وأنت نعتقد أن مدرسة أهل البيت هي الحق هذا الإنسان لم يهتدي إلى هذا الحق بحث عن ذلك أو لم يأته خبرٌ عن هذا الحق لأنه كما يقال أما سالبة بانتفاء الموضوع وإما سالبة بإنتفاء المحمول أساساً لم يسمع بمدرسة أهل البيت لم يسمع بالإسلام لم يسمع بالقرآن لم يسمع بالنبي الأكرم وإذا سمع بذلك فباعتقاده لا انه هذه واحدة من النحل أو من الادعاءات الموجودة التي هي آلاف النحل والملل والأديان والمذاهب والفرق الموجودة، هذه أيضاً واحدة منها كما أنت كذلك، يعني الآن أنت عندما اعتقدت بالإسلام واعتقدت بمدرسة أهل البيت يعني واقعاً ذهبت وعرفت ماذا يقول الهندوسية مثلاً ماذا تقول الأديان الصينية الأديان الأفريقية ماذا تقول الفرق المسيحية الفرق اليهودية الفرق الإسلامية أنت ذهبت وحققت جميعاً؟ لا، أنت معتقد أن الأمر الذي أنت عليه هو الحق ولهذا اعرضت عن باقي المذاهب والاديان والفرق والملل والنحل ونحو ذلك أيضاً في الطرف الآخر كذلك سواءاً كان من العلماء أو كان من عوام الناس الإمام سلام الله عليه يقول ولا يهتدون سبيل أهل البيت لأي سبب كان أما من السالبة بانتفاء الموضوع أو السالبة بانتفاء المحمول يقول: ولا يهتدون سبيل الحق فيدخلون فيه وهؤلاء الذين لم يهتدون إلى سبيل الحق التفتوا أيها المشاهد الكريم عزيزي التفت قال: وهؤلاء يدخلون الجنة بأعمال حسنة وباجتناب المحارم التي نهى الله عزّ وجل عنها انتهت القضية.
إذن يتبين أي ملة أي نحلة أي دين أي جماعة أي فرقة أي أي إلى ما شاء الله هؤلاء اعتقدوا بأعمال حسنة وقاموا بها باعتقاد يعني أن يكون صادقاً مع نفسه هو يعتقد أن هذا العمل عمل حسن ويأتي به متقرباً به إلى الله الذي يعتقد به وليس بالضرورة الله التي أنت تعتقد الآن في المسلمين إلا يوجد كثير من المسلمين يعتقد بأن الله جسم؟ إلا يوجد كثير من المسلمين بل لعله أكثر المسلمين يعتقدون أن الله يرى يوم القيامة كما نرى الشمس والقمر؟ هؤلاء يريدون يتقربوا إلى مثل هذا الإله مع انك تعتقد يعني أنا وأنت في مدرسة أهل البيت أن الله ليس بجسم ولا يرى ولا تدركه الأبصار ولا غير ذلك إذن أعزائي كل من اعتقد بهذا الاعتقاد هو الحق وانه يريد أن يسير عليه قال إذا كانت عنده أعمال حسنة وعنده محرمات يجتنبه هو يعتقد هذا حرام فلا يأتي به فهؤلاء يدخلون الجنة نعم الإمام عليه أفضل الصلاة والسلام يقول ولا ينالون منازل الأبرار نعم هناك درجات في الجنة هذه ليست للجميع وإنما هي الخواص حتى في مدرسة أهل البيت يعني كل شيعة أهل البيت ينالون منازل الأئمة الأطهار؟ منازل الأولياء الخاصين؟ ليس كذلك، هذه الرواية التي قرأنا بعد واضحة قال ولا يهتدون سبيل أهل الحق فيدخلون فيه هذا مطلق وليس للمسلمين فقط مطلق من لا يهتدي إلى الحق من المسلمين وغير المسلمين هؤلاء يدخلون إلى الجنة بأعمال حسنة وباجتناب المحارم التي نهى الله عزّ وجل عنها ولا ينالون منازل الأبرار هذه الرواية لا فقط أنها واردة في كتاب معتبر بل هي من الروايات المعتبرة سنداً يعني حتى على مباني تصحيح السند هذه الرواية معتبرة ولذا يمكن أن تجدون الرواية في معجم الأحاديث المعتبرة للشيخ آصف محسني المجلد الثالث صفحة 39، طبعاً هنا لابد يلتفت الأعزة هذه الرواية وردة أيضاً في تفسير العياشي إذا يتذكر الأعزة فيما سبق قلنا أن تفسير العياشي رواياته عموماً روايات ماذا؟ مرسلة لأنه لم يذكر السند كاملاً هذه الرواية واردة في الجزء الأول تفسير العياشي في الجزء الأول صفحة 432-433 رقم الرواية العام 1089 الرواية قال لا يستطيعون إلى سبيل أهل الحق فلا يدخلون ولا يستطيعون فلان هؤلاء يدخلون الجنة بأعمال حسنة وباجتناب المحارم التي نهى الله إذا نظرنا إلى الرواية في تفسير العياشي فهي مرسلة أما إذا نظرنا إلى الرواية في معاني الأخبار للشيخ الصدوق فهي مسندة وسندها معتبرٌ ولذا تتذكرون فيما سبق نحن قلنا بأن الروايات الواردة في تفسير العياشي وان كانت جميعاً روايات مرسلة إلا النادر إلا انه وجدنا الرواية في كتب معتبرة أخرى ولها سند معتبر عند ذلك يمكن الاعتماد على تلك الرواية إذن هذه من الروايات الواردة في الكتب المعتبرة في مدرسة أهل البيت وسند معتبر وفائدتها لماذا أنا وقفت عندها؟ لأنها ليست فقط مختصة بالمسلمين بل تشمل إلى كل من لم يهتدي إلى الحق لأي سبب من الأسباب التي اشرنا إليها سابقاً.
والحمد لله رب العالمين.