أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
في الحلقة السابقة وقفنا عند تصريح مهم جداً للفيض الكاشاني وتبين انه يرى أن من اعتقد باعتقاد أي اعتقاد كان بدليل من الأدلة التي يعتقده وان كان مخالفاً للواقع فإنه يؤجر على ذلك ويدخل إلى الجنة ومن أحب شخصاً لاعتقاد الخير والصلاح فيه فإنه يؤجر على ذلك وان كان ذلك الشخص المحبوب من أهل النار وكذا العكس.
قد يقول قائل نريد تصريحات من أعلام علماء علم الأصول وعلم الفقه، الفيض الكاشاني نحن لا نوافق عليه لأنه من الاتجاه الفلسفي من الاتجاه العرفاني إلى غير ذلك وهذا كلام غير علمي ولكنه أنا حتى يتضح للأعزة أن هذه القضية ليست مختصة بالفيض الكاشاني وهذا الرأي التي انتهيت إليه من الأدلة لا من أقوال هؤلاء الأعلام أن هذا القلام ذهب إليه جملة من علماءنا الكبار ومنهم سوف لن اذكر من هو أقرأ العبارة وبعد ذلك أقول لكم هذا الكلام لمن حتى تتضح بأن هذه المسألة كانت موجودة في كلمات علماءنا الكبار من الأصوليين والفقهاء.
الرواية في الكافي وفي رواية محمد بن مسلم عن جعفر الباقر المروي في الكافي أن الله عزّ وجل بعض محمداً صلى الله عليه وآله وهو بمكة عشرة سنين سؤال: فلو أن شخصاً في مكة (من المسلمين) آمن بالله وبرسوله واستشهد كعمار بن ياسر وسميه وعشرات الذين استشهدوا تحت التعذيب هؤلاء كانوا يعتقدون بولاية أهل البيت أو لا يعتقدون؟ ماذا تقولون؟ أساساً هل كان ولاية أمير المؤمنين مطروحة في مكة أو غير مطروحة؟ غير مطروحة وإذا كانت مطروحة فقط مطروحة في أواخر المدني الآن يقول لي قائل وانذر عشيرتك الأقربين لا، هذه وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ هذه مرتبطة بالخلافة احنه نتكلم في الإمامة والولاية والعصمة والى غير ذلك لم تكن مطروحة ولذا الإمام الباقر يقول أن الله عزّ وجل بعث محمداً صلى الله عليه وآله وهو بمكة عشر سنين فلم يمت بمكة في تلك العشر سنين يشهد أن لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله إلا ادخله الله الجنة بإقراره ولا يوجد هناك بحث عن الولاية إذا جئنا إلى هذه الروايات سأقول لكم هذا كلام من؟
هذا كتاب ترتيب الامالي الصدوق، امالي المفيد، امالي الطوسي هناك في كتاب ترتيب الامالي الذي هو ترتيب الامالي للمشايخ الثلاثة الصدوق والمفيد والطوسي جمعها محمد جواد المحمودي مؤسسة المعارف الإسلامية المجلد الأول في صفحة 424 رقم الرواية 385 الرواية عن الإمام الصادق إن أول ما يسأل عنه العبد إذا وقف بين يدي الله جل جلاله الصلوات المفروضات وعن الزكاة المفروضة وعن الصيام المفروض وعن الحج المفروض وعن ولايتنا أهل البيت فإن اقر بولايتنا ثم مات عليها قبلت منه صلاته وصومه وزكاته وحجه وهذه هي نظرية أن قبول الأعمال مشروط بولاية أئمة أهل البيت وان لم يقر بولايتنا بين يدي الله جل جلاله لم يقبل الله عزّ وجلّ منه شيئاً من أعماله .
إذن ماذا نقول هؤلاء الذين ماتوا في العهد المكي مولانا يعرفون شيئاً من الولاية أو لا يعرفون شيئاً ينبغي أن تكون لهم أعمال أو ليست لهم أعمال؟ لها قيمة لهم حسنات أو ليست لهم مع أن الإمام الباقر ماذا يقول؟ يقول دخل الجنة وهو إيمان التصديق فإن الظاهر هذا المتكلم يقول سأبين لكم من هو، فإن الظاهر أن حقيقة الإيمان لا حقيقة الإسلام هؤلاء الذين يخرجون على الفضائيات وعلى المنابر والمراكز لتجيب بأن المسلمون جميعاً مسلمون وليسوا مؤمنين.
أعزائي ارجعوا إلى روايات أهل البيت ستجدون أنهم عبروا عنهم أنهم من المؤمنين وإن لم يعرفوا ولاية أهل البيت فإن الظاهر أن حقيقة الإيمان التي يخرج الإنسان بها عن حد الكفر حقيقة الإيمان لا حقيقة الإسلام الموجب للخلود في النار لم تتغير بعد انتشار الشريعة أعزائي هذا كلام لمن؟
فرائد الأصول للشيخ الأعظم أستاذ الفقهاء والمجتهدين الشيخ مرتضى الأنصاري الجزء الأول لجنة تحقيق تراث الشيخ الأعظم الجزء الأول من فرائد الأصول رقم السلسلة 24 في صفحة 561 يقول حقيقة الإيمان التي توجب للإنسان الجنة هي ماذا؟ هي الإيمان بالله وبرسوله تقول يعني الولاية ليست شرطاً نقول لمن قام عنده دليل على أن الإمامة أو ولاية أئمة أهل البيت أيضاً من شروط الإيمان نعم تكون حقيقة الإيمان مكونة من شروط ثلاثة أو من أركان ثلاثة الإيمان بالله وبرسوله وبولاية أئمة أهل البيت أما من لم يقم عنده دليل من لم يسمع بإمامة أهل البيت يكفيه ماذا؟ يكفيه الإيمان من المسلمين طبعاً الآن حديثنا في المسلمين أن يعتقد بالله وبرسوله ولذا هنا الشيخ مرتضى الأنصاري قدس الله نفسه أعيد العبارة مرة يقول فإن الظاهر أن حقيقة الإيمان ليس حقيقة الإسلام إذن جميع المسلمين من المؤمنين أو ليسوا من المؤمنين؟ نعم من المؤمنين يقيناً من المؤمنين نعم، تقول والشيعة ماذا؟ يقول نعم الشيعة أيضاً مؤمنين ولكنه التشيع لمن ثبت عنده بالدليل متقوم بأركان ثلاثة الإيمان بالله وبرسوله وبالإمامة أما عند باقي المسلمين الذي لم تثبت عندهم أو لم يقم عندهم دليل على الإمامة فالايمان يتقوم ماذا؟ بركنين الإيمان بالله وبرسوله لهذا يقول فإن الظاهر أن حقيقة الإيمان التي يخرج الإنسان بها عن حد الكفر.
ثم يقول قد تقول سيدنا هذا في صدر الإسلام الذي لم يكن قد طرحت مسألة ماذا؟ مسألة الإمامة وبعد ذلك عندما بينها النبي فالاركان ثلاثة وليس ركنان الجواب يقول الشيخ الأنصاري رداّ على هذا يقول لم تتغير بعد انتشار الشريعة لا يتبادر إلى ذهنكم أنه لا حقيقة الإيمان نعم من ثبت له أن من الإيمان الاعتقاد بولاية أئمة أهل البيت لابد أن يعتقد بإمامة أهل البيت يعني نرجع إلى الأصول الثلاثة التي اشرنا أن المدار هو مطابقة الحق لو أن المدار هو وجود دليل علمي أعم من أن يكون مطابق للحق أو غير مطابق للحق الأصول الثلاثة إذا تتذكرون قلنا أن المدار على الدليل وان الدليل لابد أن يكون علمياً وانه اعم من أن يكون مطابقاً أو مخالفاً وهذا الذي يقوله يقول نعم ظهر في الشريعة أمور صارت ضرورية الثبوت من النبي فيعتبر في الإسلام عدم إنكاره فمن ثبت عنده بعد ذلك وجود أمر ضروري ثبت من النبي كالإمامة فلابد أن يعتقد به أما من لم يثبت عنده كما الآن عندما تتكلم أنت مع علماء المسلمين أو تتكلم مع علماء المسيحية أو تتكلم مع علماء اليهودية أو تتكلم مع علماء البوذية أو تتكلم مع علماء الهندوس أو تتكلم مع علماء الكونفوشوسية وهكذا مولانا ثبت عندهم بدليل قطعي علمي ضروري يقول لا لم يثبت عندنا إذن هو معذور في ذلك.
إذن هذا تصريح آخر من أهم تصريحات علماء الامامية أن حقيقة الإسلام الموجب للدخول إلى الجنة هو الإيمان بالشهادتين تصريحات أخرى مهمة موجودة إن شاء الله تأتي في الأبحاث اللاحقة والحمد لله رب العالمين.