أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
كان الكلام في نقل بعض كلمات أعلام الامامية من المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين لبيان أن النتيجة التي انتهينا إليها وهي مسألة أو نظرية نجاة جميع المسلمين بل جميع ماذا؟ بل جميع البشر مولانا إلا ما شذ وندر وبنص القرآن الكريم إلا من تمت عليه الحجة وعاند في ذلك وجحد ذلك وجحدوا بها هذا الاستثناء فقط هذا وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم إذا كان على يقين من الأمر وجحد وقلنا الجحود لغةً يعني إنكار ما ثبت في القلب هو معتقد في القلب صحيح هذا ولكن مع ذلك يجحد ويعاند هذا هو الذي يحاسب أما من لم يكن جاحداً من أي نحلةٍ ومن أي ملةٍ فهو ناجٍ إلا إذا كان في عقيدته في نحلته في دينه في جماعته في فرقته كانت هناك محرمات وارتكب تلك المحرمات سوف يحاسب على ماذا على ما كان يعتقده انه من المحرمات ارتكبها كما أنا وأنت.
أنا وأنت الآن من أتباع مدرسة أهل البيت إذا ارتكبنا المحرمات سوف نعاقب عليها إلا إذا تشملنا الشفاعة الإلهية أو شفاعة النبي والأئمة والأولياء الصالحين هكذا بالنسبة إلى الآخرين من الأعلام الذين وقفوا عند هذه المسألة أعزائي طبعاً هنا لابد أن أُشير ملاحظة وهي انه أعزائي أنا لا أريد أن ادخل الآن في عالم الاصطلاح انه هذا قاصر هذا مقصر ما هو المراد من تعريف القاصر ما هو المراد من تعريف المقصر اختلاف الفقهاء والأصوليين في مسألة القاصر أنا لا أتكلم أنا ذكرت ضابطاً عاماً وهو انه إذا كان عند الإنسان دليل علمي وإن لم يكن مطابقاً للواقع وعمل بمقتضى ما دله الدليل فهو ناجٍ وهو من أهل الجنة انتهى نقطة أول السطر مولانا.
هذا هو الضابط وجود دليل علمي وعمل الإنسان بمقتضى ذلك الدليل من حيث الاعتقاد والعمل وكان صادقاً مع اعتقاداته وأعماله هذا ناجٍ يوم القيامة سواءً كان مطابقاً للواقع كان من أهل الحق أو لم يكن من أهل الحق، من أي ملةٍ ومن أي دينٍ ومن أي اعتقاد ومن أي نحلةٍ طبعاً يكون في علمكم تجدون بأنه يقولون كتب في الملل والنحل، الملل يعني التي لها بُعد إلهي وديني، النحل يعني التي استحدثها العلماء وان لم يكن لها أصل ديني ولهذا أنا أقول من أي ملة أو من أي نحلة من الأعلام الذين صرحوا بهذا المعنى.
أعزائي السيد الإمام الخميني قدس الله نفسه في كتابه المكاسب المحرمة الجزء الأول هناك المكاسب المحرمة الجزء الأول طبعاً هنا أيضاً نشير إلى الطبعة مطبعة مهر إيران قم محرم الحرام 1381 مع تذييلات لمجتبى الطهراني المجلد الأول صفحة 133 في حكم المبيع إذا صُرف في الحرام يقول ما هو حكم عوام الأديان الأخرى يعني المسيحية واليهودية عوامهم يقول أما عوامهم، عوامهم يعني غير علماءهم فظاهر لعدم انقداح خلاف ما هم عليه من المذاهب في أذهانهم بل هم قاطعون بصحة مذهبهم وبطلان سائر المذاهب يقول عوامهم كلهم من الناجين عوام المسيح يعني كل المسيحية وكل اليهود مولانا أيضاً من الناجين لماذا؟ لأنهم يعتقدون أن الحق عندهم ولا يوجد حق في مكان آخر يقول وهذا من قبيل ما هو عند عوام المسلمين نظير عوام المسلمين فكما أن عوامنا أي عوام المسلمين عالمون بصحة مذهبهم وبطلان سائر المذاهب من غير انقداح خلاف في أذهانهم لأجل التلقين والنشوء في محيط الإسلام كذلك عوامهم عوام اليهود والنصارى من غير فرق بينهما من هذه الجهة والقاطع معذور في متابعة قطعه والسلام.
هذا الأصل الذي اشرنا إليه قلنا أن القطع حجة اعم من أن يكون مطابقاً للواقع أو مخالفاً للواقع والقاطع معذور في متابعة قطعه ولا يكون عاصياً وآثماً ولا تصح عقوبته في متابعة القطع أي قطع كان سواء كان مطابقاً للواقع أو لم يكن هسه الآن مهم قد يقول سيدنا هذا بالنسبة إلى عوام من؟ عوام المسيحية يعني غير علماءهم ماذا نقول في علماء المسيحية وعلماء ماذا؟ وعلماء اليهود وعلماء البوذية وعلماء الكونفوشوية وعلماء أهل السنة من غير وعلماء الزيدية وعلماء الإسماعيلية وعلماء الاشاعرة وعلماء المعتزلة وعلماء الوهابية وعلماء أتباع ابن تيمية سمي ما شئت بعد سمي ما شئت .
أعزائي هذا كلام من؟ هذا كلام السيد الإمام قدس الله الإمام الخميني في كتابه المكاسب المحرمة يقول وأما غير عوامهم فالغالب فيهم يقول الغالب فيهم أيضاً ماذا؟ أيضاً أنهم من المعذورين أعزائي لماذا؟ يقول لأنه لا يعتقد أن الحق في غير اعتقاده ومذهبه وطريقته وفقهه ومبانيه فالغالب فيهم انه بواسطة التلقينات من أول الطفولية والنشوء في محيط الكفر صاروا جازمين ومعتقدين بمذاهبهم الباطلة بحيث كل ما ورد على خلافها ردوها بعقولهم المجبولة على خلاف الحق لأنه هو يعتقد أن الحق عنده فالعالم اليهودي والنصراني بعد تصريح ليس العوام وإنما العلماء، فالعالم اليهودي والعالم النصراني طبعاً أنا أضيف والعالم البوذي والعالم الكونفشيوسي والعالم السني والعالم الأشعري والعالم وهكذا مولانا كالعالم المسلم لا يرى حجة الغير صحيح حجة الغير صحيحة يعتقد أن حجته هي الصحيحة وان حجة الغير ماذا؟ ليست صحيحة لا يرى حجة الغير صحيحة وصار بطلانها يعني بطلان حجة الغير كالضروري له يعني يعتقد اعتقاداً جازماً أن حجته صحيحة وان حجة الغير ماذا؟ باطلة لكون صحة مذهبه ضروري لديه لا يحتمل خلافه يعتقد اعتقاداً جازماً أن ما وصل إليه هو الحق وانه هو المطابق للواقع .
مع الأسف الشديد وجدت بعض من يدعي الفضل من هنا وهناك كتبوا وقالوا في دروسهم بأن الإنسان إذا وصل إلى القطع واليقين فهو مطابق للواقع، شيء غريب واقعاً هؤلاء يظهر أنهم لم يقرأوا ألف باء المعرفة الإنسانية نظرية المعرفة إذا كان الأمر كذلك كل من اعتقد أو من وصل إلى اليقين حتى اليقين الرياضي إلى أن يقينه يعني مطابق للواقع خو لازمه تناقض الواقع لان اليهودي يعتقد أنه عنده يقين فإذن هو الواقع وأنا هم عندي يقين مخالف هو الواقع إذن يلزم التناقض في الواقع نعم أنا عندي يقين بأن ما اعتقدته هو الواقع إلا قد يصيب الواقع وقد يكون جهلاً مركبا أعزائي التفتوا إلى هذه القضية واقعاً أنا أسف عندما أرى بعض الكلمات هنا وهناك تصدر من أهل الفضل أو لا اقل يدعى لهم الفضل أعزائي وهم لا يعرفون ألف باء نظرية المعرفة على أي الأحوال يقول لكون صحة مذهبه ضروري لديه لا يحتمل خلافه أيضاً حجية ماذا حجية القطع نعم فيهم من يكون مقصرا نعم إذا كان يحتمل احتمالاً معقولاً ومعتداً به أن الحق في مكان آخر ومع ذلك ترك البحث وترك النظر إلى حجة الغير عناداً أو تعصباً هذا سوف يكون مؤاخذاً يوم القيامة.
إذن هذا كلام علم آخر من أعلام الامامية وهو كاملاً ينسجم مع النظرية التي اشرنا إليها وهي جواز التعبد أعزائي لا بجميع المذاهب الإسلامية بل جواز التعبد بجميع الأديان الإلهية من المسيحية والنصرانية لا بجميع المذاهب الإسلامية والأديان الإلهية بل بجميع النحل أي نحلة كانت إذا توفرت فيه الشروط التي اشرنا إليها وهي الدليل العلمي اعم من أن يكون مطابقاً للواقع أو غير مطابق للواقع والحمد لله رب العالمين.