نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (54)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: ومن الاسماء ما هي مفاتيح الغيب التي لا يعلمها الا هو, ومن تجلى له الحق بالهوية الذاتية من الأقطاب والكُمّل قال تعالى {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا الا من ارتضى من رسول} واليه النبي  ’ في دعائه بقوله: او استأثرت به في علم غيبك.

    تقسيم آخر للأسماء, بعد أن قسم الاسماء الى أسماء الذات وأسماء الصفات, وأسماء الأفعال الآن يريد أن يبين أن الاسماء تنقسم بانقسام آخر الى ما هي مفاتيح الغيب والى ما هي مفاتيح الشهادة.

    لا أجدني احتاج الى أن اكرر ما تقدم مرارا من أن الاسماء بما هي أسماء لا تنقسم, فان الاسم بما هو اسم تعريفه الذات مع تعين من التعينات ولا معنى لان نقسم الذات, والا مع تعدد الاسماء يلزم تعدد الذات, وإنما المراد من تعدد الاسماء يعني تعدد تلك التعينات كما فعلنا في ما يتعلق بأسماء الذات وأسماء الصفات وأسماء الأفعال فانه هناك التعين تارة تعين الظاهر فيه او الأظهر فيه انه يشير الى الذات, وثانية: أن التعين الأظهر فيه انه يشير الى صفة من الصفات, وثالثة: أن التعين الاظهر فيه انه يشير الى فعل من الافعال, كذلك هنا, عندما نقول أن الاسماء تنقسم الى أسماء هي مفاتيح الغيب والى أسماء هي مفاتيح الشهادة معناه أن هناك تعين على نحوين: تارة أن هذا التعين يشير الى ما بالغيب وأخرى أن ذلك التعين يشير الى ما في الشهادة, أن التعينات تشير الى أمر غيبي والى أمر غير غيبي, تشير الى أمر باطن او الى أمر ظاهر, واضح هذا المعنى.

    اذن لا يتبادر الى الذهن أن الاسم بما هو اسم ينقسم الى قسمين لا لا, التعين الذي ولد لنا الاسم ومن خلاله وجد الاسم هذا التعين تارة سنخ تعين يشير الى امور غيبية وأخرى سنخ تعين يشير الى امور مرتبطة بعالم الشهادة, فلهذا انتم تجدون انه قال في ص70 ومن الاسماء ما هي مفاتيح الغيب ومن الاسماء ص71 ومن الاسماء ما هي مفاتيح الشهادة, وإذا يتذكر

     

    الاخوة في ص65 هذا المعنى بنحو اشرنا إليه, قلنا: أن الصفات وذلك التكثر باعتبار مراتبها الغيبية التي هي مفاتيح الغيب, هذا المعنى وقفنا عنده جيدا هناك.

    الآن هنا بشكل واضح عندما يقول بأنه مفاتيح الغيب يوجد كم بحث هنا.

    البحث الاول: ما هو المراد من المفتاح المفاتيح خصوصا الذي يقيدها التي لا يعلمها الا هو, هذا التقييد يؤدي بنا الى أن نرجع انه يشير الى حقيقة قرآنية وهي قوله تعالى {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو} ولكن مع هذا الفارق وهو انه هنا عبر مفاتيح وفي الآية المباركة في سورة الانعام يوجد {مفاتح} لا مفاتيح والا التعبير نفس التعبير {التي لا يعلمها الا هو} هذا أولاً.

    وذكر استثناء لهذا العلم الغيبي او مفاتيح الغيب وهو الاستثناء الوارد في سورة الجن {قال عالم الغيب فلا يظهر على غيبيه أحدا الا من ارتضى من رسول} وهذا هو الذي عبر عنه ومن تجلى له الحق, بالهوية الذاتية من الأقطاب والكٌمّل, اذن يتبين أن في هذين السطرين او الثلاث يشير الى عدة مطالب.

    المطلب الاول: {وعنده مفاتح الغيب}.

    المطلب الثاني: انه {فلا يظهر على غيبه أحدا الا من ارتضى من رسول}.

    المطلب الثالث: وهو مطلب أساسي في هذا يقول: أن هذه الاسماء هي المعبر عنها بالأسماء المستأثرة, لان المفروض انه مرتبطة بعلم الغيب بعالم الغيب وخصوصا عندما يقول {فلا يظهر على غيبيه} هذا الذي ينسبه إليه, يعني غيب مختص بمن؟ من قبيل {فلا يظهر أحدا على علمه} يعني ماذا؟ يعني علم مختص به, تارة يقول فلا يظهر على العلم أحدا, طيب هذا فيه جنبة الاختصاص او غير موجودة؟ غير موجودة, ولكن عندما يقول {فلا يظهر على غيبيه} هذا الغيب بمن مختص؟ به, هذا الذي أشارت إليه الآية في سورة الانعام {لا يعلمها الا هو} هذه أشير إليها في غيبه, يقول: هذه الاسماء التي {لا يعلمها الا هو}, و{من ارتضى} هذه هي المعبر عنها, قال: واليه أشار النبي في دعائه: او استأثرت به في علم غيبك.

    اذن كم بحث صار عندنا هنا؟ عدة أبحاث يعني عموما صارت ثلاثة أبحاث ولكن عدة أبحاث نقف عندها إجمالا والا واقعا اذا نريد أن نقف عندها بحث بحث فكل واحدة لا اقل تحتاج الى درس ولكن أنا أحاول أن ألخص الابحاث حتى لا يطول البحث أكثر من اللازم.

    البحث الاول: ما هو المراد من المفاتيح او المفاتح؟ في القران الكريم هذه الآية المباركة التي واردة في سورة الانعام الآية 59 {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو} محل الشاهد هذا المقطع, أما {ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة} هذه الآن لا أريد أن اقول انها هذه من المشتركات, لأنه هذه {المدبرات أمراً} هذه أيضا يعلمونها, محل الشاهد ما هو؟ هذا المقطع الاول من الآية المباركة وهي {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو}.

    السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه في ذيل هذه الآية المباركة من سورة الأنعام المجلد السابع ص124 يقول: المفاتح, لان القران لم يستعمل المفاتيح, المفاتح جمع مَفتح بفتح الميم وهو الخزينة, اذن قوله {وعنده مفاتح الغيب} يعني عنده خزائن الغيب, وربما احتمل أن يكون جمع مِفتح بكسر الميم, وهو المفتاح ويؤيده ما قرئ شاذا وعنده مفاتيح الغيب, يقول توجد قراءة غير مشهورة, وهي قراءة شاذة وعنده مفاتيح الغيب طيب مفاتيح جمع مفتاح, ومآل المعنين واحد لا فرق بينهما.

    فان يعني مآل المعنيين واحد من حيث المضمون الذي نحن بصدده, فان من عنده مفاتيح الخزائن هو عالم بما فيها قادر على التصرف فيها كيف شاء عادة, كمن عنده نفس الخزائن, لا فرق كثير بين انه عندك نفس الخزائن طيب تصرف كما تريد او عندك مفاتيح الخزائن طيب في أي وقت تريد تفتح وتأخذ ما تريد, الا أن سائر كلامه (سبحانه وتعالى) في ما يشابه هذا المورد يؤيد المعنى الاول يعني المراد من المفاتح يعني الخزائن لا المفاتيح, فانه تعالى كرر في كلامه انه عنده خزائن, هذا يؤيد أن المراد من المفاتح هنا بقرينة الآيات, من قبيل قوله تعالى {وان من شيء الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر} عجيبة واقعا لا فقط من غرر الآيات هذه من غرر غرر الآيات القرآنية, {وان من شيء الا عندنا خزائنه} يقول في مواضع عدة من القران الكريم, {أم عندهم خزائن ربك}, {لا اقول لكم عندي خزائن الله}, {ولله خزائن السماوات والارض} طيب انتم تعلمون بأنه عندما تذكر السماوات والارض ولم يذكر ما بينهما وما تحتهما وما فوقهما يراد كل عالم الامكان كل ما سوى الله, هذه كل ما سوى الله لها خزائن لا خزينة واحدة واقل الجمع ما هو؟ اثنان لا اقله عندنا واحدية واحدية, هذا لا اقله, الآن أعيان ثابتة ومقام الواحدية وقبل مقام الواحدية الاسماء المستأثرة, وهذه الاسماء المستأثرة ناشئة من مقام الاحدية, المهم, {ولله خزائن}, {أم عندهم خزائن رحمة ربك} اذن الاقرب ان يكون المراد من مفاتح الغيب, خزائنه, طيب آية صريحة بأن هذه الخزائن محصورة به او ليست محصورة به؟ بلي الحصر كما قلنا اولا مستفاد من قوله تعالى {لا يعلمها الا هو}, وكذلك في آية سورة الجن ماذا {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه} طيب اذا كان غيبه فهو مختص به, طيب اذن الاختصاصات واضحة.

    طيب جيد جدا فقط نقف على آية واحدة التي وقفنا عندها, الآية ماذا قالت؟ قالت: {وان من شيء الا عندنا خزائنه} هذه في ما يتعلق بعند ونا, تكلمنا في أبحاث سابقة وقفنا عندها الآن لا أريد ان أطيل الكلام, المهم أريد ان أقف على هذه النقطة, {وان من شيء الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم} جيد جدا, اذن قبل النزول له قدر معلوم او ليس له قدر معلوم؟ هذا اين ان الاشياء ليس لها قدر؟ لا طريق له الا مقام الاحدية, لأننا ذكرنا انه في مقام الواحدية توجد تعينات والا لما تعددت الاسماء حقيقة ولما كانت منشأ للاعيان الثابتة ولما كانت الاعيان الثابتة مبدأ للاعيان الخارجية, هذه الاعيان الخارجية تكثرها معلول تكثر الاعيان والأعيان معلول تكثر ماذا؟ لأنها هي بمنزلة ماهيات الاسماء هي بمنزلة صور الاسماء, والاسماء تكثرها مرتبط بمقام الواحدية, بهذه التعينات حقيقة, لذا قلنا في مقام الواحدية لا يوجد عندنا سلب التعينات في مقام الواحدية يوجد عندنا جمع التعينات أما في مقام الاحدية يوجد عندنا سلب التعينات.

    فهمنا الآن وافقتنا فبها ونعمت ما وافقتنا قلت مولانا هذا تحميل وهذا مولانا إلقاء العرفاء على ما يريدون من الآية, والله بيني وبين الله أرى بأنه العرفاء يلقون مطالبهم على الآية ويستفيدون كثيرا أحسن من كثير من المتكلمين وأدباء, لأنه رأينا الأدباء والمتكلمين عندما يلقون مطالبهم على الآية يخرجون الله واحد جسماني, ولكن بحمد الله تعالى العرفاء لم يخرج منهم هذا الكلام, اذن الآن تقول لي قراءة اقول نعم موافق معك انها قراءة, لأنه أنا من أولئك الذين لا ادعي ان الحق عندي والآخرين لا يوجد عندهم حق لا ليس الامر كذلك, هذا مبلغي من العلم من هذه الآيات المباركة, يعني مقصودي هذا مبلغ أولئك الذين يقولون هذا هو المراد.

    لذا عبارة السيد الطباطبائي قال: ان التي في خزائن الغيب عنده من الاشياء امور لا يحيط بها الحدود المشهودة ولا يحصرها الأقدار المعهودة ولا شك انها إنما صارت غيوبا, لماذا صارت غيبا؟

    يقول: لما فيها من صفة الخروج عن الحد والقدر, والا اذا كان فيها حد وقدر لكانت دخلت في عالم الشهادة, الآن أما في عالم الشهادة المطلقة أما في عالم الشهادة النسبية, مع انه ليس لم تدخل لا في عالم الشهادة المطلقة ولا في عالم الشهادة النسبية بل اين تدخل؟ تعالوا معي الى أول سطر من ص71 قال: وكلها داخلة تحت الاسم الاول والباطن بوجه, والمراد من الوجه يعني الوجه المطلق يعني الباطن المطلق والباطن المطلق اين موجود؟ مقام الاحدية.

    لذا عبارته يقول: فإنا لا نحيط علما الا بما هو محدود ومقدر وأما التي في خزائن الغيب من الاشياء فهي قبل النزول في منزل الشهود والهبوط الى مهبط الحد والقدر وبالجملة قبل ان يوجد بوجوده المقدر له غير محدودة ومقدرة مع كونها ثابتة نوعا من الثبوت عنده كما أشارت إليه الآية المباركة, واضح صار هذا المعنى, هذا هو الامر الاول.

    الامر الثاني: انه هل يوجد طريق لأحد الى هذه الخزائن او لا يوجد؟ صريح عبارته هنا يقول: ومن تجلى, يعني لا يعلمها الا هو ومن, يعني يوجد اثنين عندهم شركة هناك يعني الله ومن, هكذا؟ الجواب: كلا, فانه هذا العطف ليس عطف الثاني على الاول, بل هذا الذي يصل الى المقام لا يصل إليه الا بالفناء فيوجد ثاني او لا يوجد ثاني؟

    لا يوجد ثاني, من باب السالبة بانتفاء الموضوع, ومن تجلى له الحق بالهوية الذاتية, لا يذهب ذهنك بان الهوية الذاتية يعني اللا بشرط المقسمي, لأنه قلنا ذاك مولانا لا حديث عنه, المراد من الهوية الذاتية يعني أسماء الذات, ولكن الآن يتضح لنا ان أسماء الذات كلها على نحو واحد او ليست جميعا على نحو واحد؟ ليست جميعا على نحو واحد, بعضها ظاهرة وبعضها مستأثرة باطنة.

    اذن عندما نقول {لا يعلمها الا هو} لا يوجد ثاني, هذا الثاني صار فنا, الآن ما ادري والله أقف عند الفناء قليلا لا أقف, اذا أبين نخرج قليلا من البحث ما أبين أنا اسأل هذا السؤال أريد ان أرى اذا يوجد قابلية امشي بالبحث, اذا تتذكرون ان البيان الذي نحن بيناه في ما سبق, قلنا عندنا توجد شؤون وعندنا مظاهر, وان الشؤون امور حقيقية نفس أمرية, أما المظاهر ما هي؟ فقط تعكس تلك الشؤون والمظاهر, أليس هكذا قلنا, ومثلنا لها بالظل قلنا ان الظل أمر وجودي او أمر عدمي؟ أمر عدمي ولكنه عدم يري, صحيح لو لا, وقلنا نحن الى ما يتعلق بالوحدة الشخصية وشؤون هذه الوحدة مع العرفاء نمشي لا مشكلة, ولكن الاشكال من اين يبدأ عندما يصوروني أنا وأنت والعقل الاول والجنة والنار وكل هذه المظاهر يصورونها امور عدمية تري شؤون ذلك الحق, طيب ما معنى الفناء اذن يعني هذا الامر العدمي يصعد يصير شأن؟ له معنى او لا معنى له هذا؟ اذن ما معنى فناء هذا يصعد وعندما يصعد فنا هذا ولم يرى ذاته أصلاً له معنى او ليس له معنى؟ التفت الى هذا السؤال, وأنا أتصور ان هذا من أهم الإشكالات على إرجاع المظاهر الى الامور العدمية, لذا أنا لست من الموافقين ان المظاهر أمر عدمية, ما عندنا طريق, أما ان نقول ان المظاهر لها شؤون تحققية عند ذلك تستطيع ان تصعد وتفنا او لا تستطيع؟ نعم تستطيع, وأما ان نرجع المظاهر أيضاً نجعلها شؤون للحق (سبحانه وتعالى) (كلام أحد الحضور) بلي نعم الحق معكم والآن العرفاء لابد ان نسألهم في النتيجة ماذا تريدون ان تقولون؟ اذا ذاك تريدون ان تقولون قولوا لي الامر العدمي ما معناه في قوس الصعود يصعد الى ان يفنا؟ ما معنى يفنا يعني يصير شأنا ماذا؟ كان مظهرا فيكون شأنا, عند ذلك ماذا؟ سيظهر منه ما يظهر من ماذا؟

    لأنه هو الشأن وهذا الذي يقول: ومن تجلى له الحق, والا أصلاً الفناء يغلق بابه, كل شأن له مظهره أما انه يصعد ويصل هذا له معنى او لا معنى له, المهم هذا السؤال اتركوه ألان لا أريد ان ادخل في بحثه الآن لان بحث الفناء بحث إنشاء الله تعالى اذا وفقنا لابد في محله المناسب نقف في المقدمات يأتي بحثه, لذا لا استبق البحث.

    اذن هل يمكن لأحد ان يطلّع على هذه المفاتيح او هذه المفاتح او لا يمكن؟ نعم آية سورة الجن قالت يمكن, قال تعالى في سورة الجن {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً الا من ارتضى من رسول} السيد الطباطبائي في ذيل هذه الآية المباركة يقول: ومفاد الكلمة يعني {عالم الغيب فلا يظهر} بإعانة من السياق اختصاص علم الغيب به تعالى, هو عدة قرائن موجودة, عالم الغيب, غيبه, واصلا كل المطلب الاستثناء أيضاً دال على ان هذا من مختصاته, يقول: اختصاص علم الغيب به تعالى مع استيعاب علمه كل غيب, لأنه الغيب دخل عليه الألف واللام يعني ما من غيب الا وهو عالم به, فلذا أضاف الغيب الى نفسه ثانيا فقال {على غيبه} بوضع الظاهر موضع المضمر ليفيد الاختصاص ولو قال فلا يظهر عليه لم يفد ذلك, اذا كان يقول عالم الغيب فلا يظهر عليه, يعني الضمير يعود على الغيب يفيد الاختصاص او لا يفيد الاختصاص؟ لا يفيد أما عندما قال {غيبه} اذن هذا الغيب من مختصاته.

    اذن والمعنى هو عالم كل غيب علما يختص به, التفتوا جيدا, عالم كل غيب قد يوجد آخرين يعلمون الغيب إثبات الشيء لا ينفي ما عداه, ولكن توجد خصوصية يعني غيب ماذا؟ يختص به, هذا الغيب المختص به ما هو؟ عالم الاحدية والا العلم والكمالات العلمية مربوطة بمقام الاحدية, فلا يطلّع على الغيب وهو مختص به أحدا من الناس, أبدا لا يطلّع عليه احد, يعني ماذا؟ هذه السالبة تنتفي مع هذا الاستثناء او لا تنتفي؟ الا, تنتفي او لا تنتفي؟ الجواب: لا تنتفي, التفتوا جيدا, لماذا؟ لان الآية لم تقل فيطلع من ارتضى كل غيبه قالت فيطلعه على الغيب أما كل غيبه او بعض غيبه؟ (كلام أحد الحضور) هذا الذي ارتضاه جيد (كلام أحد الحضور) اقول جيد هذا الذي يطلعه كل غيبه هذا من اين؟ تقول يطلعه جيد أنا معاك يطلعه, من اين تقول اذن كل غيبه يطلعه؟ نعم التفت يوجد مطلبين, انه الله لا يطلع أحدا, يعني يعطي أحدا ما يعلمه او لا يعطي؟ ومن هنا تأتي الاسماء المستأثرة, التفت أنا أريد ان أصل الى انه لماذا سميت هذه أسماء مستأثرة.

    اذا كان هناك من يطلع على الغيب كما يطلع هو, فيوجد عندنا مستأثرات او لا يوجد عندنا؟ لا يوجد مستأثر, ولكن الآية هكذا لم تقل, تقول {فلا يطلع على غيبه احد الا من ارتضى} ذاك السلب الكلي على حاله يعني ذاك الغيب الذي كله عنده ذاك يقف عليه احد او لا يقف؟ ذاك السلب الكلي على حاله ذاك السلب الكلي, كله لا يقف عليه احد, فيبقى على حاله, كله هل يقف عليه احد او لا يقف؟ لا يقف اذن السلب الكلي على حاله, السالبة الكلية على حالها, ما ادري واضح, عند ذلك تفهم هذه الجملة: فالمفاد سلب كلي وان إصر بعضهم على كونه سلبا جزئيا, أفتهمت هذه الجملة.

    يريد ان يقول بأنه الآية المباركة قالت: {فلا يطلع على غيبه أحدا} يعني ماذا؟ يعني ذاك الغيب بكله يطلع عليه او لا يطلع عليه احد؟ يبقى على حاله ذاك لم يتغير, لأنه مع وجود من يعلم ذاك الكلي يبقى على حاله لان الكل يعلم به وان علم بعضه, كله علم به احد او لم يعلم؟ فهي باقية على حاله.

    فلذا قال: فالمفاد سلب كلي وان أصر بعضهم على كونه سلبا جزئيا, محصل معناه هذه الجملة يريد ان يقولها, هذا اين؟ في الجزء العشرين من الميزان لا يتصور البعض ان هذه المطالب فقط الأجزاء الأربعة الصعبات والا الباقي لا لا هذا البحث اين موجود؟ في الجزء العشرين من الميزان ص53, محصل معنى الآية, لا يظهر على غيبه أحدا, الآن يضيف كلمة, التفت ما هي الكلمة التي يضيفها؟ لا يظهر على غيبه أحدا يقول لا معنى الآية صارت لا يظهر على كل غيبه أحدا, انتهى, وهذه انتقضت او لم تنتقض؟ أبدا لم تنتقض لم يطلع احد على كل غيبه وهذه سالبة كلية تبقى هل يوجد احد اطلع على كل غيبه او لا يوجد؟ لا يوجد فإذن سالبة كلية تبقى او لا تبقى؟ تبقى على حالها, لا سالبة جزئية لا يقول لي {الا من ارتضى} هذه {الا من ارتضى} لم تثبت اطلع على كل غيبه فقط تثبت اطلع على ماذا؟ (كلام أحد الحضور) لا بعض غيبه لا يوجد, اطلع على غيبه واطلع على غيبه قد يكون البعض وقد يكون ماذا؟

    ويؤيد ما قلناه ظاهر ما سيأتي من الابحاث, الآن ما عندي شغل بما سيأتي من الابحاث, واضح الى هنا, (كلام أحد الحضور) لا احسنتم كل ما يؤثر وكلها لا يريد ان يثبتها هذا, يقول: الآية المباركة أثبتت ان كل علم الغيب عند من؟ عند الله, هذه هل يطلع احد على كل غيبه او لا يطلع؟ لا يطلع, انتهت القضية طيب هذه تبقى على حالها, هذه سالبة كلية تبقى على حالها.

    لهذا قال: فالمفاد سلب كلي وان أصر بعضهم على كونه سلبا جزئيا, لا لا يوافق على انه سلبا جزئيا لأنه اذا قلنا يطلع احد على كل علمه فالسلب ماذا يصير؟ جزئي يعني ليس الجميع ولكن البعض يطلعون (كلام أحد الحضور) الآن لا يصير استثناء, هذا الذي نحن قلنا بأنه يصير شركة او لا توجد شركة؟ لا توجد شركة لأنه يطلع احد على كل غيبه او لا يطلع؟ فلا يوجد شريك له, ما ادري واضح استطعت ان أوصل المطلب.

    من هنا ينفتح باب أسماء المستأثرات, لأنه اذا لم يطلع احد على كل غيبه اذن بعض غيبه لا اقل ماذا؟ مختص به, فإذا صار مختصا به والمفروض هو اسم من الاسماء تعين من التعينات, التفت, هنا وقع عنده بحث عميق بين العرفاء كيف بالأصول يقول: عندما وصلوا الى الاستصحاب الى الاستصحاب الكلي فوق عندهم بحث عميق, وصلوا الى استصحاب العدم صار استصحاب نعتي وعدم أزلي, ووصلوا الى المطلق وصار ما ادري المطلق كذا, وكذا, فهنا أيضاً عندما وصلوا الى هنا صار عندهم بحث عميق عرفانياً أنا فقط أعنون الابحاث اخوني الاعزاء والا هذه إنشاء الله مكانها المناسب يأتي وأتكلم.

    وهو ان هذه الاسماء المستأثرة هل لها آثار في عالمنا او ليس لها أثر؟ (كلام أحد الحضور) هذا رأي هذا توجه ذهب إليه جملة من المحققين ان هذا الاسماء المستأثرة لها مظاهر وآثار في عالمنا او ليس لها؟ ليس لها, لذا السيد الآشتياني رحمة الله تعالى عليه هناك في عبارته في مقدمة شرح الفصوص هذه عبارته 261 من شرح مقدمة الفصوص: (ظاهر كلام قونوي ومحي الدين اين آست كه بعضي از أسماء ذاتيه مظهر ندارد) لأنه عندما استأثر, طبعا الاستئثار في مقابل الإيثار تعلمون, إيثار تقديم الغير على النفس, الاستئثار بالعكس تأثير النفس على الغير, طبعا الاسماء المستأثرة كثيرا فيها معاني وواحدة من معانيها أصلا كل الاسماء مستأثرة, لا يوجد اسم الا وهو مستأثر لأنه حقيقة ذلك الاسم كما هو عليه في علم الله موجود في مكان آخر او غير موجود؟ فكل الاسماء ذاتية صفتية فعلية كلها مستأثرة, نحن لم نتكلم عن هذا الاصطلاح, نتكلم عن أي اصطلاح؟ ان بعض التعينات معلومة او غير معلومة, تعين الخلق معلوم, تعين الرزق معلوم, تعين المحيي معلوم, تعين الإيجاد معلوم, تعين المفيض معلوم, قابض, باسط هذه التعينات معلومة او لا؟ نعم معلومة, مفهومة للآخرين, صحيح او لا, ولكن بعض التعينات يوجد لها مفهوم او لا يوجد؟ لا يوجد, هذا رأي.

    والرأي الآخر يقول لا, وهم جملة من المحققين الكبار يقولون لا, أساسا عندما صار اسما, كل اسم يطلب مظهرا ولكن كما ان الاسم مستأثر أثره ما هو؟ معلوم او غير معلوم؟ غير معلوم, اثر فيه ولكن انت تعرف ان هذا اثر أي اسم او لا تعرف؟ (كلام أحد الحضور) لا احد يعرفه نعم ولكن موجود ان الله اخفي أربع في أربع, انت تتصور بأنه هنا لا يوجد شيء, ولكنه هو كل شيء موجود هنا, احد يدري به او لا؟ وهذه تولد مشكلة حتى على الصادر الاول, فيبقيه بين الخوف والرجاء او لا يبقيه؟ يجعله يرجف في الليل عندما يصلي صلاة الليل او لا؟ يستطيع ان يقول شيء على الجزم واليقين او لا يستطيع ان يقول؟ انظروا الآثار العقيدة كيف؟ افتح عينك جيدا هذا يأخذ بحث البداء الى مكان أعمق بكثير مما هو في كتب الفلاسفة والمتكلمين, (كلام أحد الحضور) لا لا حتى الصادر الاول بعض الأحيان يعرف ما يبدوا له تعالى او لا يعرف؟ لا يعرف, فلهذا ترى أمير المؤمنين  × بحذر شديد محتاط جدا يطلع تلك الليلة ينظر ويقول والله هي التي وعدني إياها رسول الله, هي لأنه احتمال شبيهة لها, ما يدري هو, احتمال عمل شيء حاصل لله بداء, معطي حليب ليتيم مولانا وإذا كل رضا الله اين موجود؟ موجود في هذا العمل انت تتصوره له قيمة او لا قيمة له؟ (ان الله أخفى رضاه في طاعته فلا تصتصغر عملا لعله فيه رضا الله وأخفى سخطه في معصيته فلا تحتقرن ذنبا لعل فيه سخط الله), وأنت لا تعلم فجأة جاءتك يمنة ويسرة المصائب من اين؟ يا الهي أنا لم افعل ماذا حصل؟ ما تدري, أسقطته من الأعلى الى الأسفل, أنا ما أريد ان اذكر, في زماننا صارت بعض المصاديق اذا يعرف الاخوة, يعرفون ماذا اقول, بعض المشايخ الأعلام الذي سبعين ثمانين سنة مولانا في خدمة الزهد والتقوى والعلم كلمة صدرت منه في ليالي شهر رمضان مولانا فأسقطت كل اعتباراته في الحوزة, صحيح او لا, الآن ما هي هذه اين, هذا الأثر الوضعي اين؟

    لذا القضية جدا تصبح خطرة, فيها غير رحمة الله ولطفه الله ورأفت الله وواقعا لا يوجد شيء, عملي وعبادتي وولائي وارتباطاتي ومعلوماتي هذه كلها ضعها على اليسار مولانا الى العدم, التفت الى العبارة.

    يقول: هذا الآشتياني يقول في حاشيته: (هيج اسمي از أسماء حق خالي از ظهور وسريان در مظاهر نيست) كل اسم يطلب مظهرا, (جيزي كه هست مظاهر در احكام تابع أسماء حاكمه اند) اذا كان الاسم الحاكم مستأثر فمظهره أثره ماذا؟ مستأثر, (واز حقيقة وأحكام وخصوصيات اسم حاكم حكايت مينمايد, يكي از احكام أسماء مستأثرة خفاء حقيقت ان آست, در عالم وجود مظهر اين اسم كساري در جميع حقائق مستأثرة آست) العبارة الأوضح السيد الطباطبائي عنده رحمة الله تعالى عليه على هذا الرجل الإلهي في ملكوته الاعلى, عنده عبارة في المجلد السادس ص255 التفت الى العبارة فقط اقرأ لكم العبارة, قلت لكم اليوم على أساس نقرأ.

    قال: عندما يصل الى قوله وهو المالك على الاطلاق له ان يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد, هذه طبقها على اين؟ يقول: فلو اثاب الله المجرم او عاقب المثيب او فعل أي فعل أراد لم يكن عليه ضير, لا تقل لي بأنه الحسن والقبح العقلي يقول له هذا يجوز لك او لا يجوز لك, يقول هذا لأواسط الطريق والا اذا علمت انه المالك المطلق له ان يثيب المجرم وان يعاقب المثيب يسال عما يفعل او لا يسأل؟ (كلام أحد الحضور) اسمعني, هذا الذي كنت أخاف منه, اسمعني.

    الأشاعرة يقولون: بلا حكمة بلا سبب بلا أي دليل, الآن يبين الدليل, اسمع, يقول: قال تعالى {لا يسال عما يفعل وهم يسألون} وهذا المعنى يعني لا يسال عما يفعل وهم يسألون اسم من أسمائه, يعني ماذا؟ لا يفعل عما, اسم من أسمائه, مجهول الكنه لا طريق لتعلمه فهو اسم مستأثر, فيه اثر او لا؟ انت ترى الأثر  لان لم تعرف المؤثر تتصوره إرادة جزافية, لا لا توجد إرادة جزافية هذا معلول لاسم اثر لاسم ولكن انت عرفت الاسم او لم تعرف, فتصورت انه بلا علة, هذا رأي الأشاعرة, الأشاعرة اذا يقولون بهذا لا مشكلة معهم, ولكن يقينا عندي ان الأشاعرة دون ان يفهموا مثل هذه الحقائق, بدليل؟ ان الفلاسفة الكبار هكذا حقائق ما استطاعوا ان يصلوا إليها.

    قال: فهو اسم لا طريق الى تعلق العلم به لاحد من خلقه فان كلما نعلمه من أسمائه فهو مما يحكيه مفهوم من المفاهيم ثم نشخص بنسبته آثاره في الوجود, نعرف المفهوم نعرف آثار ذلك المفهوم, نعرف الخلق نعرف آثار الخلق, نعرف الإحياء نعرف آثار الإحياء, نعرف الإماتة نعرف آثار الإماتة, انت اذا لم تعرف المفهوم تستطيع ان تعرف آثاره؟ قال: لا, وأما الآثار التي لا طريق الى تشخيصها في الوجود فهي لا محالة آثار لاسم لا طريق للحصول على معناه, توجد آثار في الوجود نراه على القواعد او خارج القواعد؟ يعني خارج القواعد التي نعلمها, فأما ان تقول جزافية هذه الإرادة من هذه الدعوى لمن؟ (كلام أحد الحضور) او من ينسب إليهم, أنا لم أرى في كلماتهم, يعني لم أتابع, او انه تابع لاسم ولكن لا نعرف ذلك الاسم, وان شئت فقل انه اسم لا يصطاد بمفهوم رحمة الله تعالى عليه (كلام أحد الحضور) ترى الأثر, لأنه نحن عندما نأتي لدينا ضوابط مع الأسف الوقت انتهى يوجد عندنا وقت؟ (كلام أحد الحضور).

    توجد ضوابط نحن نرى هنا يوجد خلق اقول اذن هو خالق, هنا يوجد موت اذن مميت, هنا إحياء ماذا, نرى آثار تنطبق مع هذه الاسماء او لا تنطبق؟ لا تنطبق, حسب هذا الذي نعرفه, احسنتم اما ان تقول انها صدرت جزافا, وهذا ينسجم مع علمه وحكمته او لا ينسجم؟ وأما انها صدرت من اسم لا نعرفه؟ ومن هنا العرفاء عندهم هذه الجملة إنشاء الله بكرة أقف عندها قليلا يقولون: ان الله عنده ارتباط مع الخلق عن طريقين: طريق غير مستقيم الذي هو (سبب سازي) من طريق الأسباب, وطريق مستقيم مع كل موجود, الذي يعبرون عنه (سبب سوزي) الذي يحرق الوسائط كلها ويرتبط مباشرة, هذا اين يظهر أثره؟

    (يوم القيامة عندما يقول له تدري فلان ذنب انت ارتكبته وأنا أخفيته على الملائكة ما جعلتهم ان يكتبونه, ويفتهمون الآن أخفيه, لماذا؟ يقول له تتذكر في فلان يوم تسترت على فلان وحدة الآن قايضا أنا اين أسترك؟ أسترك حتى على نبيي؟ يأتي رسول الله يدري انت فعلت فلان عمل او لا يدري؟ لا ما يدري حتى رسولي ما يدري انت ماذا فعلت.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/10/17
    • مرات التنزيل : 1599

  • جديد المرئيات