بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين
قال: ومن الاسماء ما هي مفاتيح الغيب التي لا يعلمها الا هو ومن تجلى له الحق بالهوية الذاتية من الأقطاب والكُمّل قال تعالى {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا الا من ارتضى من رسول} واليه أشار النبي ’ في دعائه بقوله: او استأثرت به في علم غيبك.
قلنا بالأمس بأنه هذه التعينات تارة تعينات تشير الى اسم او الى غيب لا مظهر له او له مظهر مستأثر كما أن الاسم مستأثر, هذا على الخلاف الذي اشرنا إليه بالأمس, من انه أساساً هل معنى الاسم المستأثر هو الذي لا مظهر له ولا اثر له في عالم الاعيان او الاسم المستأثر معناه ذلك الذي له اثر ولكن بحكم المسانخة بين المؤثر والأثر بين الاسم والمظهر بين الاسم والأثر فكما أن الاسم مستأثر فالأثر أيضاً كذلك.
لذا بالأمس قرانا عبارة السيد الطباطبائي + قال: بأنه هذه الاسماء لا تصطاد بمفهوم يعني عبروا عنها بالممتنعات العقلية, الممتنعات العقلية تنقسم الى قسمين: ممتنع عقلي من قبيل شريك الباري, وعندنا ممتنع عقلي يعني العقل يستطيع أن يدركه او لا يستطيع؟ (كلام أحد الحضور) نعم المراد من الممتنع العقلي الثاني لا الاول.
في الفلسفة يقال: شريك الباري ممتنع عقلا, ما معنى ممتنعا عقلا؟ من قبيل السالبة بانتفاء المحمول لا السالبة بانتفاء الموضوع, قريب, بمعنى أن العقل يدرك ولكن يرى بأنه له مصداق او لا مصداق له؟ لا مصداق له كشريك الباري, هذا في الامتناع العقلي.
أما العرفاء عندما يقولون أن هذه الاسماء ممتنعة عقلا, ما معنى ممتنعة عقلا؟ يعني لا يمكن له أن يتصورها لا يمكن له أن يفهمها وبتعبير السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه كما قرأنا في الأمس في ص255 من الجزء السادس من الميزان ما هي عبارته؟
قال: فان شئت فقل انه اسم لا يصطاد بمفهوم لا يمكن الوقوف عليه من خلال تعين مفهومه, الحياة مفهوم وان كان تعرفه بلوازمه تقول مبدأ الدرك والفعل, ولكنه أدرك بنحو من الإدراكات ولو بنحو إدراك لوازمه, العلم مفهوم يدرك, القدرة مفهوم, الرزق الخلق الإعطاء
المنع, هذه كلها مفهوم, ولكن بعض الاسماء يمكن أن تدرك مفاهيمها او لا تدرك؟ طبعا جميع الاسماء لا تدرك مصاديقها, لان المصاديق جملة منها عين الذات فيمكن الوقوف على الذات او لا يمكن؟ اذن تقريبا قضية المصداق تقريبا مشتركة, إنما الكلام في المفهوم لا يمكن أن نقف على مفهومها, نعم عنده تعبير هذه الجملة الأخيرة التي قرأناها بالأمس, وإنما يشير إليه أي الى مثل هذا الاسم الذي لا يصطاد بمفهوم عقلي, وإنما يشير أليه صفة ملكه المطلق, يعني يفعل ما يريد, {لا يسال عما يفعل وهم يسألون}.
وبهذا اذا يتذكر الاخوة بالأمس قلنا أن هذه المسالة تترتب عليها آثار مهمة من الناحية العقدية وهو انه: فقط أنا وأنت بين الخوف والرجاء, او حتى مظهر الاسم الأعظم يبقى بين الخوف والرجاء؟
من الواضح أن هذا ليس من اختصاصاته, ليس من مختصاته, يبقى حتى الصادر الاول او مظهر الصادر الاول او الاسم الأعظم أيضا يبقى بين الخوف والرجاء لأنه هناك امور لعله أن عملها تسقطه وان تركها أيضا تسقطها, لا يعلم أن هذا العمل لو لم يعمل به ما هي آثاره؟ وبهذا نستطيع أن نفسر بعض التصرفات التي كانت تصدر من ائمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) في عبادتهم في دعواتهم في ادعيتهم في تصرفاتهم وسلوكهم الخارجي, تجدون أن الإمام أمير المؤمنين يقوم بأعمال وهو خليفة المسلمين, بتعبير بعض المحققين في التأريخ يقول: خلافة أمير المؤمنين × في زمانه عندما صار خليفة المسلمين دولته امبراطوريته كانت تشمل خمسين دولة معاصرة من دولنا الآن, خمسين دولة لأنه كانت تبدأ من قفقاز ومرورا بشمال إيران وانتهاء الى سورية وشمال أفريقيا وذهابا, وما شاء الله هذه كلها كانت تحت إمرة الخلافة الاسلامية, ولكنه بالليل مولانا يشيل حنطة ويرى بيوت الفقراء منهم, طيب هذا يوكله الى بعض أصحابه, ممكن او غير ممكن؟ بتعبير آخر: (إن شغل رئيس الجمهورية هذه الأعمال المختصرة او الأعمال الاساسية التي لابد أن يقوم بها؟ توجد أعمال جدا أهم من هذه الشغلة) لماذا أن الإمام أمير المؤمنين × وباقي الائمة الإمام السجاد كذلك توجد أعمال نحن عندما ننظر إليها بحسب الظاهر صغيرة او كبيرة؟ واقعا جدا صغيرة انه إيصال ما ادري حنطة الى بيت فلان من الفقراء وكذا, طيب سلمان اذهب وأنت افعل هذا, عمار افعل هذا, سيدي الإمام الحسين × باقي الأصحاب بل كانوا يفتخرون أن الإمام ×يأمرهم افعل هذا ولا تفعل هذا, ولكن الإمام× لابد أن يفعل العمل بنفسه ماذا يوجد في هذه الأعمال؟
أنا شخصا تفسيري الشخصي لها: وهو أن الإمام ×في هذه وهي لعله في هذه الافعال آثار ترفع الانسان درجات لو يعبد الله ألف عام يصل او لا يصل؟ لا يصل.
فلذا بالكم وإياكم في طرف الطاعة وفي طرف المعصية, الانسان في بعض الأحيان يستحقرها يقف على عدم قيمتها, او بعض الأحيان يستصغرها يقول ما هي قيمتها الآن ما فعلناها ما هي قيمتها, الآن فلان سلم لم نجبه طيب ماذا الدنيا تخرب مولانا, لا لعله بيني وبين الله انسان كثيرا فطري بتعبيرنا ساذج, عندما يرى بأنه لم تعتني بسلامه يحصل عنده حالة من الانكسار هذا الانكسار بيني وبين الله يؤثر عليك أثراً وضعيا عشرين سنة لم تستطيع أن تخلص منه, واطمأنوا أن هذه {إنما هي أعمالكم تُرد إليكم} لا تذهبون يمنه ويسره تعرفون أن هذه من اين جاءتكم, اذهبوا في أواسطكم الى أنفسكم ابحثوا عنها عندكم, هذه مسألة مهمة وهذه تابعة للأسماء المستأثرة, وآثار هذه الاسماء المستأثرة وآثارها الوضعية سلبا وإيجابا.
وإذا تقرأون في حياة الصالحين وفي سلوك الصالحين تجدون انه بعض الناس وصلوا الى مقامات تذهب وتقرأ في حياته ترى لا يوجد شيء ولكن هذا ماذا فعل الذي ×أبو صالح ×يوما صباحا يجلس جنب باب محله, ماذا فعل هذا؟ وأنا وأنت مولانا خمسين سنة نذهب يمنه ويسره ونتوسل فقط وجهه المبارك من بعيد نراه يسمح او لا؟ (كلام أحد الحضور) علم واقعا, ولكن بعض الناس بالنسبة إليهم الإمام × عندما يريد أن يجلس ويتكلم اين يذهب؟ يذهب عنده ويجلس ويتكلم, هذه ليست جزافية لا تتصورون بان هذه جزاف, لماذا؟ لأنه حركة الإمام في زمن الغيبة ضمن حساب, طبعا رؤية الائمة في زمن الحضور ليست هكذا, يكون في علمكم, في زمن الحضور المؤمن والمنافق والكافر كلهم يرونه ويتكلمون معه كما كان في النبي الأكرم ’ أما حركة الإمام في زمن الغيبة لها حساب آخر وضوابط أخرى.
منقولة هذه القضايا في حياة الإمام × في من رآها من الناس الموثوقين أنا لا أريد أن اذكر الاسماء من الناس الذي أنا لا اقل أثق بواحد منهم, قال: بأنه بلي أنا أربعين جمعة في كل مسجد وحسينية وكذا, كنت اذهب بطريقة خاصة عندي انه لمن التقي بالإمام, وآخر وبعد الأربعين مولانا خرجت أربعين جمعة بعد صلاة الصبح أتممت الدعاء والزيارة وجدت انه نورا يهديني الى مكان معين, فذهبت فعندما ذهبت رأيت الإمام × جالس على امرأة عجوز مولانا قد ماتت يريد أن يصلي عليها ويشيعها, التفت الى الجملة, أنا أقولها لك, قال: بمجرد أن رآني قال: كثيرا لا تبحثون عني اذا يوجد قرار بأنه نراكم نحن نراكم, يعني اذا يوجد مصلحة أن تروننا قلت له سيدنا يا ابن رسول الله هذه الامرأة ماذا فعلت حتى انت تحضر جنازتها؟
قال: بلي هذه في فلان زمان أُرغمت على أن تنزع حجابها ولكنها جلست كذا سنة في البيت حتى لا تنزع الحجاب, طبعا بالنسبة لي ولك قد يكون هذا عمل بسيط ولكنه لعله لتلك المرأة التي قامت بهذا العمل أن تنتهي من الخروج من البيت سنين طويلة حتى لا ينزع حجابها هذا عمل صغير او كبير بالنسبة لها, بحساباتنا قد تكون عمل صغير, وخذ أمثالها أنا الله يعلم أنا قد طالعت في حياة أولئك الذين وصلوا في خدمة الإمام × تجد انه كلها تشير الى نكتة واحدة انه انتم كثيرا ماذا؟ لا تطرقون يمنة ويسرة اذا يوجد قرار أن نراكم ماذا نفعل؟ نحن نطرق الباب عليكم, اذن القضية ترجع الى من؟ ترجع إليك, وهذه التي عبرنا عنها بالآثار الوضعية للأسماء المستأثرة وهي أن الانسان ينبغي أن يقوم بتكليفه وما زاد فهو موكول إليه, هذا مطلب.
مطلب آخر الذي أنا مررت عليه مرورا سريعا هي مسألة البداء, انتم تعلمون بأنه البداء في كتبنا عادة مرتبطة بما دون أم الكتاب لأنه نقول أم الكتاب {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب} فنتصور أن البداء فقط يحصل على مستوى كتاب المحو والإثبات أما ما فوقه يوجد بداء او لا يوجد؟ طيب اذا قبلنا وهو الصحيح كذلك أن النبي الأكرم والائمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) يقفون على ما في أم الكتاب, فهؤلاء يتصور البداء بالنسبة إليهم او لا يتصور؟ لا يتصور البداء لأنه لا يوجد شيء عليهم يعلمونه ثم يتبدل.
أنا وأنت قد يحصل لنا تحصل امور نقول أن منشأها البداء أما بالنسبة الى من يعلم أم الكتاب هل تحدث امور لا يعلمها هو حتى يحصل فيها البداء او لا يمكن؟ لا يمكن, ولكنه بهذه البيان الذي بيناه البداء أيضا يتصور بالنسبة حتى الى مظهر الاسم الأعظم, لا أطيل الكلام أكثر من هذا.
قال: ومن الاسماء ما هي مفاتيح الغيب, هذه المفاتيح ما هي؟ قال: وهي التي لا يعلمها الا هو, ومن تجلى له الحق بالهوية الذاتية, وقلنا بأنه هذا ليس معناه وجود شريك بل هذا لا يحصل الا بالفناء, يعني فناء هويته, طيب مصاديقه؟ يقول: من الأقطاب والكمل, قال تعالى {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا الا من ارتضى من سول} ولعل في قوله تعالى {وعلم آدم الاسماء كلها} إشارة الى أن هذا آدم تعلم جميع الاسماء اعم من أن تكون أسماء مفاتيح الغيب او أسماء مفاتيح الشهادة على أي الاحوال, لعله والله العالم.
واليه أشار النبي ’في دعائه, بقوله: او استأثرت به في علم غيبك, وكلها يعني هذه الاسماء التي هي مفاتيح الغيب, وكلها داخلة تحت الاسم الاول والباطن, ولكن دخول شيء, التفتوا, دخول شيء تحت اسم من الاسماء على نحوين: أما دخول بنحو الاطلاق وأما دخول بنحو نسبي, يعني تارة هنا وتارة هناك, هنا عندما يقول بوجه يعني بوجه مطلق, لماذا؟ لأنه هذه غيب لا انه تارة غيب وتارة شهادة, لان المفروض انها مفاتيح غيب وهي تظهر او لا تظهر؟ لا تظهر, فإذن عندما يقول: داخلة تحت اسم الباطن, أي باطن؟ الباطن المطلق او النسبي؟ الباطن المطلق ولا يمكن أن يكون الباطن النسبي يعني اذا نسب الى كذا فهو تحت الظاهر وإذا نسب الى كذا فهو تحت الباطن, لا ليس الامر كذلك.
لان الاخوة يتذكرون في ما سبق قلنا: بأنه الغيب تارة غيب مطلق وأخرى غيب نسبي يعني ماذا؟ يعني بالنسبة الى عالمنا غيب أما بالنسبة الى ما فوقنا فهو شهادة, عالم العقول بالنسبة الى عالم المادة غيب او شهادة؟ غيب, أما بالنسبة الى مقام الواحدية والأعيان الثابتة فهو شهادة, فإذن عندما نقول عالم العقول داخل اسم الباطن هذا أي باطن الباطن المطلق او النسبي؟ الباطن النسبي, أما عندما نقول أن هذه الاسماء التي هي مفاتيح الغيب داخلة تحت الباطن هذا أي باطن؟ الباطن المطلق لا الباطن النسبي.
لذا شيخنا الاستاذ شيخ حسن زاده في ذيل قوله رقم3 في ص70 الصفحة المقابلة رقم3 قال: مفاتيح الغيب داخلة في الاسم الاول والباطن بوجه الاطلاق بوجه, يعني بوجه الاطلاق, صفحة 70 لا 71, بوجه الاطلاق أي في الاول والباطن المطلقين, واضح, وهي ماذا؟ هذه الاسماء, طبعا هذه المفاتيح الغيب هذه الاسماء مفاتيح الغيب, هذه الاسماء هي مبدأ الاسماء التي تكون مبدأ للأعيان الثابتة, اذن يتبين أن الاسماء في مقام الواحدية جميعا في عرض البعض الآخر او بعضها قد تكون في طول البعض الآخر؟ (كلام أحد الحضور) نعم لأنه قال: وهي المبدأ للأسماء, واضح, وهذا ما قرأناه في ما سبق أن الاسماء بينها طولية او كلها عرضيات؟ لا بينها طولية.
اذن الآن صار عندنا اذا يتذكر الاخوة قلنا أن الاعيان الثابتة هي صور الاسماء او ماهيات الاسماء او حدود الاسماء, هذه الاسماء مبدأها ماذا؟ مبدأها هذه الاسماء التي هي مفاتيح الغيب, يعني الاسماء المستأثرة ولكن بعضها ظهر وبعضها لم يظهر, لذا التفت جيدا.
قال: وهي هذه الاسماء التي هي مفاتيح الغيب, وهي المبدأ للأسماء هذه الاسماء التي هي في مقام الواحدية التي هي الاسماء الظاهرة, التي هذه الاسماء, التي هي المبدأ للأعيان الثابتة وهذه الاعيان الثابتة هي المبدأ للأعيان الخارجية, واضح.
اذن الآن هذا الخارج هذا العالم العين لا عالم العلم, عالم العين اثر الاعيان الثابتة والأعيان الثابتة أثر الاسماء, وهذه الاسماء أثر أسماء مستأثرة, واضح هذا المعنى.
قال: وهي المبدأ للأسماء هذه الاسماء, التي هي المبدأ للأعيان الثابتة كما سنبين إنشاء الله تعالى, جيد طيب هذه الاسماء التي هي مفاتيح الغيب وهي التي معبر عنها بالأسماء المستأثرة لها تعلق بالأكوان او ليس لها تعلق؟ هذا إشارة الى احد المنهجين او احد التوجهين او احد الاتجاهين, قال: أن الاسماء المستأثرة لها اثر في العين او ليس لها اثر؟ ليس لها اثر, لذا قال: ولا تعلق لها بالأكوان, واضح بالأمس قلنا انه يوجد في الاسماء المستأثرة اتجاهان: اتجاه يرى أن له أثر في عالم العين, لان الكون هنا ليس المراد الكون والفساد المشائي المراد الكون يعني كل ما سوى الله, الكون العرفاني, يعني كل ما سوى الله, له اثر في الأكوان يعني ما سوى الله يعني في عالم العين او ليس له اثر؟ لا تعلق له بالأكوان.
ولا تعلق لهذه الاسماء المستأثرة لا تعلق لها بالأكوان, هذا البحث أيضا تقدم في ص66 من الكتاب فلا نعيد.
قال: الشيخ تأييدا بهذا الكلام, بالأمس اذا تتذكرون قرأنا عبارة الآشتياني قال: بأن صدر الدين القونوي والشيخ ظاهر كلماتهم ماذا؟ يقولون أن هذه الاسماء المستأثرة لها أثر لها تعلق؟ ليس لها تعلق, هذه عبارة الشيخ, قال الشيخ رضي الله عنه في فتوحاته المكية: وأما الاسماء الخارجة عن الخلق, إشارة الى الاسماء المستأثرة, والخارجة عن النسب والمراد من النسب يعني الإشراقية, فلا يعلمها هذه الاسماء, فلا يعلمها الا هو لأنه لا تعلق لهذه الاسماء بالأكوان, هذا هو القسم الاول من الاسماء وهي الاسماء التي هي مفاتيح الغيب.
نعم من (كلام أحد الحضور) انظر من هو (كلام أحد الحضور) لا يوجد احد ما أتصور (كلام أحد الحضور) نعم أغلقوها مولانا يريدون شيخ حسان طيب لا يوجد شيخ حسان يوجد عندنا شيخ حسان هنا (كلام أحد الحضور) طيب, (كلام أحد الحضور) المهم لا يوجد درس, المهم على أي الاحوال.
أما القسم الثاني من الاسماء: هي تلك الاسماء التي تكون مفاتيح الشهادة, التفتوا جيدا, يعني من وقف على هذه الاسماء فقد وقف على ماذا؟ على الشهادة ما هو المراد من الشهادة؟ التفت جيدا اعرف لك الاصطلاح لأنه مهم جدا ويقع الخلط, معرفة الاصطلاح نصف العلم.
المشائين عندما يأتون الى الشهادة ويجعلون الشهادة في قبال الغيب, الغيب والشهادة قسمان في عالم الامكان في عالم العين يعني هذا عالم الشهادة, عالم المادة, عالم المحسوسات, وعندنا عالم الغيب وهو عالم العقول المجردة, فإذن الغيب والشهادة مصداقهما اين موجود؟ في عالم العين, عالم العين بتعبير العارف عالم الكون الذي هو ما سوى الله عالم الاعيان الخارجية عند المشائين تنقسم الى غيب وهو عالم العقول المجردة والى شهادة وهي عالم المحسوسات, ومن هنا يفسرون مفاتيح الغيب, يقولون أن هذه العقول العالية التي هي الغيب لها مبادئ ومبادئها هي مفاتيحها اذن {وعنده مفاتح الغيب} مراده من الغيب ماذا؟ الغيب ما هو؟ (كلام أحد الحضور) لا العين, عقول مجردة, انتم عندما ترون انه أنا اسأل في مكان أريد أن أرى بأنه تمشي معي او لا تمشي معي, أنا قلت أن المشائين قسموا عالم الخارج الى غيب والى شهادة, عالم الشهادة عالم المحسوسات, عالم الغيب عالم العقول المجردة العالية, اذن {عنده مفاتح الغيب} يعني أن العقول لها مبادئ وتلك المبادئ عند من؟ عنده تعالى أما الغيب المراد منه ماذا؟ المراد منه العقول المجردة, هذا عند من؟ عند المشائين.
العرفاء عندما يقولون {عالم الغيب والشهادة} او {وعنده مفاتح الغيب} ما هو مراده من الغيب؟ يقول لا, الشهادة ما هو الخارج عن الصعق الربوبي, والخارج عن الصعق الربوبي يشمل ماذا؟ يشمل كل العوالم المجردة والمادية فهو عندما يضع يده على العقول فهو غيب او شهادة؟ شهادة, يضع يده على عالم المثال غيب او شهادة؟ شهادة, يضع يده على عالم المحسوسات المادة غيب او شهادة؟ شهادة اذن غيبها ما هو؟ غيبها الاسماء التي هي مفاتيح الغيب يعني الاسماء المستأثرة, اذن عندما يقول {عالم الغيب والشهادة} يعني عالم بالأسماء المستأثرة والأسماء غير المستأثرة, ما ادري واضح المطلب.
اذن اصطلاح الغيب والشهادة عند المشائين والحكماء شيء, والغيب والشهادة عند العرفاء مصداقه شيء آخر, وبقرينة أن التقسيم قاطع للشركة قال: عندنا أسماء هي مفاتيح الغيب يعني الغيب المطلق, وعندنا أسماء هي مفاتيح الشهادة اذن المراد من الشهادة عالم المحسوسات او الخارج والأعيان؟ عالم الخارج والأعيان, لذا التفت الى العبارة.
قال: ومنها ما هي مفاتيح الشهادة اعني الخارج, يعني ليس المراد الشهادة يعني المحسوسات مرادنا ما هو الخارج عن العلم ما هو الخارج عن الصعق الربوبي فيشمل عالم العقول والمثال وعالم المحسوسات المادية, واضح, نعم تقول كيف تسمى شهادة؟ يقول لا, هذه شهادة باعتبار وغيب باعتبار, ظهور باعتبار وبطون باعتبار, فهي داخلة تحت الظاهر بوجه وتحت الباطن بوجه, احسنتم, هذا البطون والظهور النسبي, هناك داخلة تحت البطون المطلق, ما ادري واضحة العبارة لو لا؟
اذن الغيب والشهادة عند الحكماء شيء والغيب والشهادة عند العرفاء لا اقل في هذه العبارة شيء آخر.
لذا قال: ومنها ما هي مفاتيح الشهادة ما هو مرادك من الشهادة؟ عالم المحسوسات؟ قال لا, اعني الخارج, لماذا عبر عنها الخارج هنا؟ التفتوا جيدا ولم يعبر عالم العين؟ لأنه يريد أن يقول أن الاسماء المستأثرة لها خارج او ليس لها خارج, تخرج او لا تخرج؟ لا تخرج, أما هذه تخرج, اللهم إني اسألك باسمك الأعظم الأعظم الأعظم الذي خلقته فاستقر في ظلك فلم يخرج منك الا إليك, اذن هذا التعبير جاء اين؟ في الأدعية بأنه يعبر عنه يخرج او لا يخرج؟ هذا الاسم لا يخرج. تقول سيدنا اذن كيف قلت بأنه أثره موجود؟
الجواب: مع أن أثره موجود يخرج منه او لا يخرج منه؟ لا يخرج منه لأنه هذا يعرف احد أثره هذا او لا يعرف؟ لا يعرف فإذن لم يخرج منه الا إليه, لا يخرج منك الا إليك, هذه الأدعية أيضا موجودة عندنا, في الأدعية كاملا هذا موجود أنا نقلته ما ادري سابقا نقلته لكم او لا؟ هذه العبارة نقلتها تتذكرون مولانا في مفاتيح الجنان في أي دعاء؟ (كلام أحد الحضور) في ص (كلام أحد الحضور) جيد احسنتم, فنسألك باسمك الأعظم الأعظم الاعظم الأجل الأكرم الذي خلقته فاستقر في ظلك فلا يخرج منك الى غيرك, الآن أنا التعبير خانني, فلا يخرج منك الى غيرك, وهذه هي الاسماء المستأثرة, وهذه القاعدة العامة التي ذكرناه للاخوة وهي انه في الأدعية توجد معارف هذه المعارف توجد في الزيارات او لا؟ في الزيارات هكذا عبارات لا توجد عندنا أما في الأدعية التي هي خطاب بينهم وبين الله بلا واسطة هذه العبارات موجودة, اذن خرج ولم يخرج, ولكن الأثر بين الناس بأنه لا يعرف أثر أي اسم ينافي الخروج او لا ينافي الخروج؟ لا لا ينافي الخروج.
قال: ومنها ما هي مفاتيح الشهادة اعني الخارج, إذ قد تطلق الشهادة ويراد بالشهادة المحسوس الظاهر فقط هذا عند الحكماء, وعلى هذا الأساس فالغيب ما هو المراد من الغيب؟ غير المحسوس وعالم المجردات محسوس او غير محسوس؟ غير محسوس, الوجود الخارجي للشيء محسوس الوجود الذهني له محسوس او غير محسوس؟ غير محسوس, هذا على إطلاق الحكماء, أما عند العرفاء الوجود الخارجي والوجود الذهني المحسوسات والمعقولات عالم المادة عالم العقول كلها داخلة في عالم الشهادة.
لذا قال: إذ قد تطلق الشهادة ويراد بها المحسوس الظاهر فقط وليس هو المراد هنا, وقد يراد بها أي بالشهادة اعم من ذلك يعني الاعم من المحسوس الظاهري بل يشمل الخارج عن الصعق الربوبي كما قال {عالم الغيب والشهادة} اذن {عالم الغيب والشهادة} عند الحكيم يعني عالم بالموجودات المجردة والموجودات المادية, أما عند العارف {عالم الغيب والشهادة} ما هو معناها؟ يعني عالم بالأسماء المستأثرة والأسماء غير المستأثرة, واضح.
وكلها داخلة هذه الاسماء التي هي مفاتيح الشهادة, وكلها داخلة تحت الاسم الآخر والظاهر ولكن بوجه آخر لا بوجه الاطلاق بل بوجه غير الاطلاق في قبال الاطلاق ماذا يوجد؟ النسبي, واضح صار لماذا قال هناك بوجه وهنا قال بوجه آخر.
لذا أيضا شيخنا الاستاذ ارجعوا معنا الى ص70 الحاشية رقم3 قال: ومفاتيح الشهادة داخلة تحت الاسم الآخر والظاهر ولكن بوجه الإضافي أي في الاول والباطن المضافين وفي الآخر والظاهر أيضاً, يعني بوجه يدخلون تحت الآخر والظاهر وبوجه يدخلون تحت الاول والباطن.
فالأسماء الحسنى هي أمهات الاسماء كلها, يقول: الى هنا نحن بينا لكم بأنه توجد عندنا أسماء هي الحسنى {ولله الاسماء الحسنى} وهذه الاسماء معدودة او غير معدودة؟ معدودة الاسماء الحسنى معدودة, يعني بعبارة أخرى: أمهاتها ما هي؟ معدودة وهذا لا ينافي أن تفاصيلها معدودة او غير معدودة؟ غير معدودة, كما في الصفات اذا يتذكر الاخوة نحن في الصفات قلنا, تعالوا معنا الى ص66 قال: والصفات تنقسم الى ما له الحيطة التامة والى ما لا يكون, فالأول يعني ما له الحيطة التامة وهي الأمهات كم؟ سبعة, بنفس البيان فالأمهات الاسماء معدودة او غير معدودة؟ نعم معدودة ما هي الأمهات؟ الاول والآخر والظاهر والباطن وهذا لا يعني أن الاسماء جميعا تكون معدودة, فالأسماء الحسنى هي أمهات الاسماء كلها كما قال هي أربعة هي الأمهات في ص68, جيد هذا التقسيم انتهينا منه.
واعلم, الآن هذه واعلم ليست مرتبطة فقط بالأسماء وإنما تشمل الاسماء والصفات معا ونحن بينا أساساً تقسيم الاسماء مرجعه الى تقسيم الصفات, وهي قاعدة عرفانية أساسية مهمة من معارف القران الكريم ومعارف أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام).
يقول: ضع يدك على الاسماء فان الاسماء بعضها اذا وضعت يدك عليها بالانفراد فلها اثر وبعضها اذا جمعت مع غيرها اجتمعت مع غيرها وبتعبيرهم حصل تناكحا بين الاسماء فتعطي أثراً آخر.
الله (سبحانه وتعالى) من أسمائه العادل, من أسمائه العادل يوم القيامة اذا صار بنائه باسمه العادل يظهر للناس ويحاسب الناس باسمه العادل تعرفون ماذا يحصل؟ (كلام أحد الحضور) الجواب لا, بتعبير الروايات لا فقط احسنتم ما يدخلون الجنة والروايات فسرت هذا والعجيب أن الروايات فسرت, قالت: أتعلم لماذا يخافون سوء الحساب, لان الآية تقول أن هؤلاء أناس مؤمنين متدينين ولكنهم يخافون سوء الحساب قال له السائل الإمام الصادق× يسال احد طلابه يقول له: تتصور او تتوهم انه يجور عليهم حتى يخافوا منه, قال: يا ابن رسول الله اذن لما {يخافون سوء الحساب} قال: يخاف المداقة في الحساب, اذا صار البناء أن الله (سبحانه وتعالى) يدقق, هذه لماذا وهذه لماذا .. فيسلم احد او لا يسلم احد؟ لا يسلم احد, ولكن هناك الله يدخل على العباد بإسمه العادل او باسمه العادل الرؤوف الرحيم, أي منهما؟ يعني لا انه العدل يضعه جانبا, لأنه اذا وضعه جانبا فمعناه انه يصير عشوائية مولانا ونحن نقول أن الله (سبحانه وتعالى) يأخذ الناس بعدله يوم القيامة فلهذا هذا يذهب الى الجنة وذاك يذهب الى النار, اذن ليس معناه انه يأخذه باسم الرؤوف الرحيم يعني يبطل اسم العدل لا لا, لا انه يبطل هذا الاسم وإنما يشفع هذا الاسم بإثم آخر, عند ذلك يتضح لك معنى الشفاعة الحقيقية.
لأنه نحن الى الآن كنا نتصور أن معنى الشفاعة ماذا؟ أما عوامنا والذين يصعدون من هنا وهنا يتكلمون يتصور بأنه هذا يريد أن يتوسط لشخص آخر فيتصورون أن الائمة هناك عندما يذهبون يتوسطون يقولون له (الخاطر لحيتي هؤلاء جماعتي مثلا هكذا) هذا البحث المفصل الذي أنا وقف عنده في كتاب الشفاعة الذي عبر عنه السيد الطباطبائي بالحكومة الاسمائية هذه غير الحكومة في الاصول, هذه الحكومة المرتبطة بعلم الاسماء, فان اسم يشفع عند اسم آخر فيحكم عليه.
اقرأ لك العبارة ثم بعد ذلك أطبق.
قال: واعلم آن بين كل اسمين متقابلين اسما ذا وجهين, ما معنى ذا وجهين؟ يعني له أثر من هنا وله اثر من هنا, متولد منهما أي من هذين الاسمين برزخا بينهما, ما معنى البرزخ؟ البرزخ في اصطلاح العرفاء يعني الواسطة, والواسطة في اصطلاحهم غير الآلة, هذه الاصطلاحات احفظوهما اخواني جدا أحفظوها, مفاتيح هذه العلوم.
الآلة هذه اليد, آلة القلم آلة الواسطة ليست آلة الواسطة هي التي تكون فيها خصائص ذو الواسطة الآلة ليست فيها خصائص ذو الواسطة, الكاتب الذي يكتب عالم ناطق الى آخره, القلم الذي يكتب به فيه هذه الخصائص؟ لا الآلة لا تحمل خصائص الذي يكتب بالآلة ذو الآلة, أما الواسطة ماذا؟ لا الواسطة هو الوجود المتجلي الوجود النازل لا على نحو التجافي بل على نحو التجلي, الوجود النازل لذو الواسطة, ومن هنا انت ماذا تعبر عن أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام)؟ وسائط الفيض, ما معنى الواسطة ليست آلة ليس مثل هذا السيم مولانا, لا الذي هذا لا يوجد فيه أي خصوصيات الكهرباء الذي يمر من خلاله لا هؤلاء لهم خصوصيات ذو الواسطة يعني اذا كان ذو الواسطة عالما هذه الواسطة عالمة, اذا كان قادرا فهذا قادر, اذا .. كل الخصائص ولكن بدرجة ماذا؟ هذا الذي يعبرون عنه بالبرزخ, فلذا انتم عندما تضعون يدكم على عالم البرزخ او عالم المثال المنفصل الذي يقع بين عالم العقل وبين عالم المادة ليس آلة عالم المثال المنفصل بل هو واسطة يعني فيه خصائص عالم العقل ولكن بدرجة انزل, فيه كل الخصوصيات الموجود هناك ولكن بدرجة نازلة.
واعلم أن بين كل اسمين متقابلين اسم ذا وجهين متولدا منهما برزخ بينهما كما أن بين كل صفتين, بينا بان الاسماء مرجعها الى الصفات, كما أن بين كل صفتين متقابلتين صفة ذا وجهين متولدة منهما, ويتولد أيضاً من اجتماع الاسماء بعضها مع بعض ماذا يتولد؟ سواء كانت متقابلة او غير متقابلة؟ أسماء غير متناهية مع انه قلنا الاسماء الحسنى ماذا؟ متناهية وأمهات الاسماء أربعة ولكن من المزجل متقابلات وغير المتقابلات والتناكح بين الاسماء تنحصر الاسماء او لا تنحصر الاسماء؟ لا تنحصر, ولذا انتم تجدون أن هذه البشرية التي الآن ستة مليارات ولعله الى الآن مات مئآت المليارات وسيأتون في المليارات الأخرى متولدين من آدم وزوجه يوجد شيء آخر؟ ولكنه هذا التناكح يولد لنا تناكح فتناكح ومليارات الافراد ومتشابهة او غير متشابهة؟ غير متشابهة وكل واحد له أثره الخاص.
كذلك بالنسبة الى الاسماء الإلهية عندما تتناكح وهذه المتناكحات تتناكح تكون الاسماء متناهية وهذا برهان عدم تناهي الاسماء الجزئية لله (سبحانه وتعالى).
تتمة الكلام تأتي.
والحمد لله رب العالمين.