نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (62)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين

    وأيضاً القول بان العقل عين علمه تعالى يبطل العناية الإلهية السابقة على وجود الاشياء كلها.

    قبل الدخول في الدليل الآخر الذي أقامه القيصري لإبطال هذه الدعوى التي أشار إليها أن بعض الحكماء الأقدمين قبلها في علم الله (سبحانه وتعالى) قبل الإيجاد, بودي أن أقف قليلا عند هذه الجملة الأخيرة التي اشرنا إليها بالأمس وهي انها ما معنى انه ينسب الى الحكماء أنهم يقولون انه يعلم الاشياء قبل الإيجاد كليها وجزئيها على وجه كلي, خصوصا في ما يتعلق بعلمه بالأشياء أي بالجزئيات على وجه كلي.

    مقدمة لابد أن نعلم بأنه المشاؤون لا ينكرون علم الله بالجزئيات قبل الإيجاد بل يؤمنون بذلك, هذه نقطة, فنسبة القول الى الحكماء, طبعا في السابق عندما كانوا يقولون الحكماء في الاعم الاغلب مرادهم من الحكماء يعني ماذا؟ حكماء المشاء, باعتبار لا المدرسة الاشراقية كان لها أتباع كثيرون ولا الحكمة المتعالية كانت موجودة حتى يبحث في كلماتهم.

    فهذه النسبة التي نسبها جملة من المتكلمين للحكماء ولفلاسفة المشاء أنهم ينكرون علم الله بالجزئيات قبل الإيجاد هذه نسبة فيها افتراء على هؤلاء هؤلاء لا ينكرون ذلك, وإنما يؤمنون بان الله (سبحانه وتعالى) يعلم الاشياء الكليات والجزئيات قبل الإيجاد ولكن يقيدون عمله بالجزئيات قبل الإيجاد بوجه كلي, ولعل هذا هو منشأ توهم من نسب إليهم أنهم لا يعلم الله (سبحانه وتعالى) الجزئيات قبل الإيجاد, لماذا؟

    باعتبار أن هؤلاء تصوروا عندما يقول على وجه كلي, المراد من الكلي في قبال الجزئي لأنه المفهوم أما كلي وأما جزئي, طبعا يوجد اتفاق نظر بين حكماء المشاء وبين ظاهر حكماء المشاء وبين المتكلمين أن علمه بالأشياء علم حصولي, لا يوجد خلاف في هذه النقطة, في نقطة أن الله علمه بغيره قبل الإيجاد علم حصولي لا يوجد خلاف بين الفلاسفة

     

    وبين المتكلمين, هذه النقطة متفق عليها, نعم وجد في كلمات المشائين انه يعلم الجزئيات على وجه كلي وهم عندهم المفهوم أما كلي وأما جزئي, فإذا علمها على وجه كلي يعلم الجزئي او لا يعلم الجزئي؟ لا يعلم الجزئي, فنسبوا الى الحكماء أن هؤلاء  ينكرون علمه تعالى قبل الإيجاد بالجزئيات.

    ولكنه ذكرنا بالأمس وقرأتم في نهاية الحكمة أن علم الله (سبحانه وتعالى) بالأشياء قبل الإيجاد في ما يتعلق بالجزئيات المراد من انه على وجه كلي يعني على وجه ثابت, في قبال العلم بالجزئي على وجه متغير, اذن يتضح بان العلم بالجزئي على نحوين: العلم بالجزئي على نحو متغير والعلم بالجزئي على نحو ثابت, وهذه نقطة مركزية اخواني أحفظوها, طيب ما معنى علم جزئي على نحو متغير؟ وعلم جزئي على نحو ثابت؟ الجواب: المراد من العلم بالجزئي على نحو متغير يعني علم تابع للمعلوم, فإذا كان المعلوم متغيرا من حال الى حال فهذا العلم بالجزئي يكون ثابتا او يكون متغيرا؟ اذا كان تابعا للمعلوم يكون ثابتا أم متغيرا؟ يكون متغيرا, عند ذلك يلزم أن الذات تكون محلا للحوادث لأنه علم بشيء ثم تغير بذلك المعلوم فعلم بشيء آخر, ثم تغير فعلم بشيء ثالث, وهكذا, وهذا هو المصطلح عليه في كلماتهم بالعلم ما بعد الكثرة, يعبرون عن هذا النحو من العلم يعني العلم التابع للمعلوم يعني العلم بالجزئي المتغير يسمونه علم ما بعد الكثرة.

    ولكن هناك نحو آخر من العلم بالجزئي التفتوا, وهذا هو الذي لا يقع حدا في البرهان ووسطا في البرهان, لأنه من شرائط مقدمات البرهان أن يكون كليا, ما معنى الكلي, ماذا؟ (كلام أحد الحضور) الثابت, لا الآغايون يفسرون الكلي يعني في قبال الجزئي مع أن مراد الحكماء من الكلي يعني الثابت, اعم من أن يكون كليا او أن يكون ماذا, لذا اذا كان الحد الأوسط جزئيا ولكن ماذا كان ثابتا غير متغيرا يقع حدا أوسط في البرهان او لا يقع؟ نعم يقع, لذا انت جنابك علمك بالواجب (سبحانه وتعالى) علمك بالواجب علم بالكلي أم بالجزئي؟ هذا الجزئي المقصود نبحثه نقيم البرهان او لا؟ ولكن هذا الجزئي ثابت أم متغير؟ هذا ثابت لا مشكلة, واضحة هذه النقطة.

    وعندنا كما قلت علم بالجزئي على وجه ثابت لا على وجه متغير وهو الذي يصطلح عليه بالعلم ما قبل الكثرة يعني ماذا؟ يعني الذي لا يتأثر بتغير المعلوم في الخارج, ما معنى لا يتغير؟ يعني جنابك الآن كمنجم الآن هذا المثال الذي يضربه, منجم يأتي وبحسابات فلكية ورياضية حديثة يثبت انه في اليوم الكذائي وفي الساعة الكذائية وفي الثانية الكذائية وفي الثالثة الكذائية سوف يقع كسوف مدته كذا وينتهي في كذا, هذه قضية جزئية او قضية كلية؟ كلية او جزئية؟ هذه موجودة مع الشيء أم موجودة قبل الشيء؟ قبل حدوث الشيء ومع حدوث الشيء وبعد حدوث الشيء اذن ثابت أم متغير؟ أما بخلاف أنا علمي وعلمك العادي فانه قبل حدوث الكسوف لا نعلم الكسوف من يقع الكسوف نعلم بالكسوف من يذهب الكسوف لا نعلم بالكسوف, اذن علمي متغير أم ثبات؟ متغير, تابع للمعلوم خارجا, أما علم المنجم  علم ثابت وهذا الذي يصطلح عليه علم ما قبل الكثرة, العلم الذي له علاقة بالمعلوم خارجا او لا؟ لا لا أبداً هذا علم بالعلة لا علم بالمعلول.

    فإذن معنى قولهم يعلم الجزئيات قبل الإيجاد على وجه كلي يعني على وجه ثابت, ما معنى على وجه ثابت؟ يعني لا يتغير قبل الوقوع ومع الوقوع وما بعد الوقوع, هذا البحث إنشاء الله الاخوة يتذكرون أنهم قرأوه في نهاية الحكمة هناك في المرحلة الحادي عشر في العقل والعاقل والمعقول في الفصل الرابع من هذه المرحلة قال: ينقسم العلم الحصولي الى كلي وجزئي بمعنى آخر في قبال الكلي والجزئي بالمعنى المنطقي الذي قرأناه في علم المنطق, فالكلي هو الذي لا يتغير بتغير المعلوم الخارجي الذي هو الثابت, والجزئي هو الذي يتغير المعلوم في الخارج, فعندما يقولون على وجه كلي يعني على وجه لا يتغير, وعندما يقولون يعلم الجزئي على وجه جزئي يعني على وجه يتغير, واضح.

    لذا عبارته هناك يقول فان قيل والجزئي فهو العلم الذي يتغير بتغير المعلوم الخارجي كعلمنا من طريق الرؤية بحركة زيد, قيام نعلم القيام, جلوس نعلم الجلوس, ما دام يتحرك فإذا وقف عن الحركة تغير العلم ويسمى علم ما بعد الكثرة, وبهذا يتضح لكم معنى ما قاله في أول النهاية, هذه عبارته اذا يتذكر الاخوة في المقدمة قال: ولكن البحث عن الجزئيات خارج من وسعنا, مراده أي جزئي بالمعنى المنطقي؟ الآن نقرأ العبارة لنراه ماذا يقول.

    ولكن البحث عن الجزئيات خارج من وسعنا على أن البرهان لا يجري في الجزئي بما هو متغير وزائل, طيب هذا يعني يجري في الجزئي بما هو ثبات او لا يجري؟ يجري لا مشكلة, هو يقيد الجزئي بما هو متغير وزائل وأما الجزئي بما هو ثابت لا, يجري فيه البرهان, ولذلك بعينه ننعطف في هذا النوع الى البحث في حال الموجود على وجه كلي فنستعلم به أحوال الموجود المطلق بما انه كلي, هذا الكلي الاول غير الكلي الثاني, وهناك اشرنا انه على وجه ثابت.

    وبهذا يتضح, العبارة التي أشار إليها في الالهيات بالمعنى الأخص هناك عندما جاء الى تصوير علم الحق (سبحانه وتعالى) بالأشياء قبل الإيجاد على مباني المشائين كانت هذه عبارته التفتوا جيدا, قال: ما ينسب الى المشائين أن له تعالى علما حضوريا بذاته المتعالية هذا علم حضوري علم الذات بالذات, وعلما تفصيليا حصوليا بالأشياء قبل إيجادها بحضور ماهياتها على النظام الموجود في الخارج لذاته تعالى, لا أريد أن اشرح العبارة موجودة في التوحيد أنا شرحتها كاملا هذه في الجزء الاول ص242.

    لا على وجه الدخول الى عينية وجزئية, بياناه, بل على نحو قيامها بها بالثبوت الذهني على وجه كلي, ثم يشرح معنى الكلي, بمعنى عدم تغير العلم بتغير المعلوم على ما اصطلح في مباحث العلم في الفصل الرابع من المرحلة الحادي عشر, فهو علم عنائي, هذا بحث آخر.

    طبعا هذه القراءة المشهورة لنظرية المشائين, شيخنا الاستاذ شيخ حسن زاده على طريقته التوفيقية, يرى بأنه فهم المشهور بهذه الطريقة فهم غير صحيح, والمشهور المشائين لا يقولون بان علمه بالأشياء قبل الإيجاد علم حصولي, يقول: ابن سينا والفارابي وأمثالهما اجل من أن يقولوا أن علمه بالأشياء علم ارتسامي علم حصولي, يقول: والمشكلة جاءت من لفظ الارتسام, لان هؤلاء السابقين كان لهم اصطلاح في الارتسام, والمتأخرين لهم اصطلاح آخر في الارتسام فتصوروا عندما قالوا ارتسام يعني علم حصولي, هذا المعنى اذا الاخوة يريدون أن يراجعونه التوحيد في الجزء الاول ص248 الذي أنا عبرت عنه القراءة الثانية لنظرية المشائين, هذه النظرية يقول: وقد صرح الشيخيان, هذه نص عبارات شيخنا الاستاذ شيخ حسن زاده, وقد صرح الشيخان أبو نصر وأبو علي بان ذلك وكلام بهمن يار يومأ إليه, وإذا كان علمه بمعلوماته منطويا في علمه بذاته, يعتقد أن هذه نظرية المشائين, الاخوة اذا يريدون أن يراجعون هذا الكلام مفصلا موجود في قسم الحكمة شرح المنظومة لحسن زاده القسم الثاني ص579 التعليقة رقم 33.

    اذن هذه الدعوى التي نسبها إليهم القيصري قال: لشمول قدرته على كل ما بعده عندهم دون علمه, فهذه النسبة تامة او لا؟ فهذه النسبة غير تامة, فإنه كما أن قدرته تعالى شاملة للكليات والجزئيات علمه أيضاً شامل للكليات والجزئيات على حد سواء.

    وأيضاً, من الأدلة الأخرى التي ذكرها القيصري لإبطال دعوى الملطي او بعض الحكماء الأقدمين, قال: انه يلزم منه بطلان العناية الإلهية, ما هي العلاقة بين الايمان بان العقل الاول هو منشأ علمه للأشياء قبل الإيجاد, وبطلان العناية الإلهية؟ هذه إشارة الى النظرية المعروفة عند المشائين أن الله (سبحانه وتعالى) فاعل بالقصد او فاعل بالرضا او فاعل بالعناية, في قبال أن الله فاعل بالتجلي, وإذا يتذكر الاخوة قلنا أن نوع فاعلية الله إنما تتحدد وتتعين من خلال علمه بالأشياء نوع العلم هو الذي يحدد نوع الفاعلية, هذه قاعدة أحفظها جيدا, لماذا أنهم اختلفوا في نحو فاعلية الله (سبحانه وتعالى)؟ فبعضهم قال فاعل بالقصد, وبعضهم قال فاعل بالعناية, وبعضهم قال فاعل بالتجلي, وبعضهم قال فاعل بالرضا, ما هو منشأ اختلافهم في نحو فاعلية الله (سبحانه وتعالى) للأشياء؟

    عند ذلك يأتوك بعض العوام مولانا على الفضائيات يقول بلي لا يوجد عندنا اختلاف في التوحيد, هي المدرسة الواحدة أتباع مدرسة واحدة يختلفون, نعم هذا الكلام للعوام (للبقالين للجقالين نعم) أما لعلماء محققين في مدرسة واحدة فلسفية واحد يقول فاعل بهذا النحو والآخر يقول فاعل بذاك النحو, كيف نحن متفقين في التوحيد؟ اين نحن متفقين في التوحيد؟ اين نحن متفقين في النبوة؟ هذه اذا وقعت بيد هذه الفضائيات مولانا واويلاه واويلاه, سمعت في الأخير أن بعض الفضائيات وضعوا هذه بعض الكاسيتات عرفت كيف, ما ادري قالوا مغالي ما ادري كذا, أنا أمس اتصلوا بي وقالوا سيدنا سمعت أم لا قلت لا والله لم اسمع قالوا لي, ما خلولك على فلان فضائية مولانا … عرفت كيف والسبب نحن يكون في علمكم مع الأسف والآن يسجل, ما استطيع أن أتكلم سببه نحن وهو انه نحضر في فضائيات ما ينبغي أن نحضر فيها لأنه يكلفنا هذا الحضوري تنازل عن أشياء كثيرة ما ينبغي أن يتنازل عنها, حتى لو تُنزل عنها في البحث العلمي شيء فانه أذهان العامة وعموم الناس اذا تنازلت انت في شيء واحد يتصورون انه لابد أن تتنازل عن كل شيء, مع الأسف الشديد, الاخوة الذين يتابعون بعض الفضائيات يرون بأنه المآسي التي تحصل من قبل حضوري بعض العوام وبعض الجهلة ممن ينسبون أنفسهم الى البحث العلمي والى التشيع والى الحوزات العلمية, على أي الاحوال.

    نحو فاعلية الله تابعة لنحو علمه (سبحانه وتعالى) فلذا تعالوا معنا الى اقسام العلة الفاعلية في اقسام العلة الفاعلية نحن هكذا قلنا هناك: القسم الاول: الفاعل بالرضا من هو الفاعل بالرضا؟ بالأمس بينا قلنا الذي له علم تفصيلي بالأشياء قبل الإيجاد او الذي عنده علم إجمالي بالأشياء قبل الإيجاد؟ العلم الإجمالي, التفت جيدا.

    الفاعل بالعناية من هو الفاعل بالعناية؟ التفت هذا الذي يريد أن يقول يلزم بناء على هذا القول بطلان أن يكون الله فاعلا بالعناية كيف؟ يقول نقرأ الفاعل بالعناية من هو؟ يقول: وهو الذي له علم سابق إجمالا او تفصيلا؟ تفصيلا, على الفعل, الآن هناك بحث أن هذا العلم زائد على ذاته او عين ذاته؟ اذا يتذكر الاخوة نحن الآن في علم الله (سبحانه وتعالى) عندما جاء وصور نظرية المشائين هكذا عبر عنها, ماذا عبر عنها؟ قال هذه عبارته نظرية المشائين يقول: لا على نحو الدخول بعينية او جزئية فإذا زائدة او عين ذاته؟ لا على نحو العينية والجزئية؟ فتصير زائدة, اذا ليست عين ولا جزء ماذا تصير؟ تصير زائدة, وهذا أيضا ما ينسب الى القراءة المشهورة للمشائين التي قلت لك بأنه شيخ حسن زاده لا يوافق ولكن هذه المشهورة.

    لذا قال هنا: سابقة على الفعل زائد على ذات الفاعل ونفس الصورة العملية منشأ لصدور الفعل, هذا الذي قلناه مرارا انه نفس الصورة العلمية يكون منشأ الوجود خارجا الذي ضربنا له مثال وهو كالواقف على جذع عال بمجرد أن يتصور السقوط هذا التصور يكون منشأ للسقوط, واضح.

    هنا نسأل: العقل الاول ينطبق عليه هذا القانون او لا ينطبق عليه هذا القانون؟ نقول لابد أن يوجده على علم سابق به, فالعقل الاول يوجد علم سابق قبل إيجاده او لا يوجد؟ فان قلت يوجد فهذا البيان السابق في الدليل الاول يلزم التسلسل, اذا قلت بذاته, طيب فقل في جميع الاشياء, لماذا تفصل بينهما, او انه تلتزم انه لا يعلم الاشياء علما قبل الإيجاد يعلم بالعقل الاول او لا يعلم؟ لا يعلم, فلذا قال: ويلزم بالقول به وأيضا القول بان العقل عين علمه التفصيلي قبل الإيجاد هذا يؤدي الى بطلان العناية الإلهية ما معنى العناية الإلهية؟ يعني لا يكون فاعلا بالعناية ما معنى الفاعل بالعناية يعني هو الذي يكون له علم سابق على الشيء قبل الإيجاد, ويبطل العناية الإلهية السابقة على وجود الاشياء كلها التي من جملتها العقل الاول, واضح.

    دليل آخر: طبعا الفاعل بالقصد ماذا يقول؟ هنا في الفاعل بالعناية يقول من غير داع زائد, الفاعل بالقصد يقول يوجد داع زائد, الفاعل بالتجلي ماذا يقول؟ يقول: هو الذي يفعل الفعل وله علم تفصيلي به هو عين علمه بذاته الإجمالي, ومن هنا صار عندنا فاعل بالتجلي وفاعل بالعناية وفاعل بالقصد.

    دليل آخر: وليس علمه بالأشياء قبل الإيجاد عبارة عن حضور العقل الاول عنده تعالى, أليس هذا مدعاه مدعى الملطي ما هو؟ أن علمه بالأشياء قبل الإيجاد من خلال لا انه علمه من خلال العقل الاول لا, من خلال حضور العقل الاول, الآن هذا مقصودهم من الحضوري يعني العلم الحصولي أم مقصودهم من العلم علم حضوري هذا بحث لا نريد أن ندخل فيه.

    قال: وليس علمه بالأشياء قبل الإيجاد عبارة عن حضور العقل عنده تعالى, هذا أيضا نرجع الى النظرية الخامسة قال: ما ينسب الى الملطي انه يعلم العقل الاول وهو الصادر الاول بحضوره يعني حضور من؟ حضور العقل الاول عنده سبحانه ويعلم سائر الاشياء مما دون العقل الاول بارتسام صورها في العقل الاول, فلهذا يقول: فليس عمله بالأشياء قبل الإيجاد من خلال حضور العقل الاول عنده تعالى لماذا؟ قياس من الشكل الثاني, لان الحضور صفة من؟ صفة العقل صفة الحاضر, العقل حاضر عند الله, فالحضور صفة من والعلم صفة من؟ طيب اذن العلم هو هذا العقل او غيره؟ غيره, قياس من الشكل الثاني, الحضور صفة للعقل والعلم صفة الله اذن العلم هو العقل او لا؟ ليس هو العقل.

    قال: لان الحضور صفة الحاضر وهو العقل وعلمه تعالى صفته تعالى اذن فعلمه غير العقل او العقل فهو غير العلم.

    هنا يوجد سقط في العبارة صححوها, كما انه كل النسخ بهذه الطريقة التي أنا اقرأها لكم, صححوا العبارة الموجودة.

    قال: وأيضا أبين العبارة وبعد ذلك ارجع الضمائر, اقرأ العبارة أولاً نص العبارة وبعد ذلك ارجع الضمائر.

    وأيضا حضوره متأخر بالذات عن الحق لأنه صفته, اكتبوا, لأنه أريد أن اشرح العبارة, وأيضا حضوره متأخر بالذات عن الحق لأنه صفته وهو متأخر بالذات عن الحق وعن علمه لأنه مع جميع كمالاته متقدم, أعيدها, وأيضا حضوره متأخر بالذات عن الحق, لا وكعلمه كما في المتن لا لا, عن الحق لأنه صفته وهو متأخر بالذات عن الحق وعلمه لأنه مع جميع كمالاته متقدم, صارت العبارة واضحة, الآن نشرحها, ما هي شرح العبارة.

    وأيضا, هذا دليل آخر وليس ببعيد من الدليل السابق ولكنه بيان آخر, يقول: لا اشكال ولا شبهة أن العقل متأخر بالذات, عفوا, لا اشكال ولا شبهة أن حضور العقل متأخر بالذات عمن؟ عن الحق أم عن العقل؟ نحن هناك العبارة التي قبلها ماذا قلنا؟ قلنا والحضور صفة من؟ صفة العقل صفة الحاضر, اذن هنا لابد أن تصير عن الحق او عن العقل؟ وتوجد نسخة تصحيح مصححة عن العقل, يعني وأيضاً حضور العقل متأخر بالذات عمن؟ عن العقل لا عن الحق, الآن ليس بحثنا انه الحضور صفة من؟ الحضور صفة العقل فإذا هو متأخر عن الحق؟ طبيعي انه متأخر بمرتبتين ثلاثة, كلامنا الآن في صفة العقل في الحضور نحن الآن, وأيضاً حضوره يعني حضور العقل متأخر بالذات, طبعا مقتضى القاعدة الفنية اللغوية أولا كان لابد أن يبرز الكلمة يظهر الكلمة وبعد ذلك يرجع عليها ضمير ويضمر أليس كذلك, ولكن مع الأسف هنا بالعكس, يعني مقتضى العبارة من الناحية الفنية لابد أن يقول ماذا؟

    وأيضاً حضور العقل متأخر بالذات عنه, نحن صحيح نقرأها وأيضاً حضور العقل متأخر بالذات عن العقل ولكن ماذا نفعل؟ أولا نجعل المضمر متقدم ثم الظاهر متأخر وهذا عكس القاعدة, القاعدة انه لابد أن يكون الظاهر متقدم والمضمر والضمير متأخر, (كلام أحد الحضور) لا أيضاً فيها, لا هذا مطلب جديد, اقول شيخنا مطلب جديد يذكره, لذا ينبغي أن يرجع, والا لو تتمة البحث السابق مثل ما تتفضلون ولكنه هذا على سبيل المثال توجيه ماذا فعل, على أي الاحوال.

    وأيضاً حضوره يعني حضور العقل متأخر بالذات عن العقل لماذا متأخر؟ لان الحضور صفته صفة العقل, واضح الى هنا, وهو من هو؟ ليس الحضور العقل, وهو متأخر بالذات عن الحق وعن علمه, الآن نحن فهمنا أن المعلول متأخر عن علته تأخر العقل عن الحق صحيح, أما لماذا تأخره عن علم الحق؟ يقول: لأنه العلة ليست فقط هي المتقدمة العلة متقدمة مع جميع كمالاتها, هذا لأنه تعليل لتأخر العقل عن العلم لا لتأخر العقل عن الحق, واضح المطلب.

    قال: وهو أي العقل, متأخر عن الذات عن الحق وعن علم الحق لماذا؟ لأنه الحق, لأنه مع جميع كمالاته متقدم, لا انه فقط العلة متقدمة على المعلول, العلة مع جميع كمالاتها متقدمة على المعلول, لان الحق مع جميع كمالاته متقدم بالذات على جميع الموجودات فلا يفسر علمه تعالى بالأشياء بالحضور لماذا؟ لأنه يلزم أن يكون المتقدم متأخرا ويلزم أن يكون المتأخر متقدما, اذا فسرنا علمه الذي هو متقدم بحضور العقل الذي هو متأخر يلزم أن يكون المتقدم متأخرا والمتأخر متقدما, واضحة العبارة, قال: فلا يفسر علمه تعالى بحضور العقل عنده.

    وأيضاً, بيان آخر لإبطال هذه الدعوى وأيضا يقول: علمه بالأشياء قبل الإيجاد كمال او ليس بكمال؟ كمال, طيب يلزم أن يكون الحق (سبحانه وتعالى) في بعض كمالاته الذاتية له محتاج الى عبروا محتاج الى غيره أولا, ياليت الى مطلق الغير, محتاج الى الغير الذي هو صادر منه, اذن يوجد إشكالين لا اشكال واحد, التفتوا لذا عبر عنه الى ما هو غيره صادر عنه, هذه إشارة الى إشكالين لا اشكال واحد, قال: وأيضا يلزم احتياج ذاته تعالى لان العلم من كمالات الذات أم الفعل؟ كمالات الذات, وأيضا يلزم احتياج ذاته تعالى في اشرف صفاته, لأنه اذا يتذكر الاخوة بعد الحياة اشرف الصفات أمهات الصفات ماذا كان؟ العلم, والحياة ليست صفة الحياة هي هذه الذات حية, اشرف صفاتها هو العلم وبعد العلم تأتي القدرة وهذا بيناه في ما سبق.

    يقول: يلزم احتياج ذاته تعالى في اشرف صفاته الى ما هو غيره أولاً, صادر منه ثانيا, هذا خبر بعد خبر, يعني الى محتاج الى ما هو غيره ومحتاج الى ما هو صادر منه, بعد, ومحذور آخر ويلزم أن لا يكون الحق تعالى أن لا يكون عالما بالجزئيات وأحوالها من حيث هي جزئية, هذا وارد او غير وارد؟ هذا غير وارد لأنه هو افترض أن المشائين افترضوا انه لا يعلم الجزئيات قبل الإيجاد بل يعلم الكليات لا ليس الامر كذلك. ويلزم أن لا يكون عالما بالجزئيات وأحوالها من حيث هي جزئية تعالى عن ذلك علوا كبيرا.

    اذا يتذكر الاخوة في ص74 تعالوا معنا قال: هذا وان كان له وجه، نظرية ثاليس الملطي وهو علمه بالأشياء قبل الإيجاد من خلال العقل الاول ماذا قال؟

    قال: وإن كان له وجه ولكن على أي مبنى؟ على مبنى من يعلم الحكمة الإلهية المتعالية, الآن يريد أن يبين هذه نعم, بيان ذلك الوجه, الآن عندما يقول نعم, لأنه في المقدمة قال وان كان له وجه, طيب ما هو وجهه؟ قال: نعم هذا نعم بيان ماذا؟ ذلك الوجه, ما هو هذا الوجه.

    يقول: هذه كل الإشكالات تعلمون من اين لزمت, التفت في جملة واحدة رحمة الله تعالى عليه وقدس الله أسرارهم كثيرا ما عملوا هؤلاء الناس الآن صح او لا؟ كثيرا جاهدوا واتعبوا أنفسهم في هذه الحقائق قد يكونوا أصابوا وقد يكونوا اخطأوا نحن لسنا من الذين كلما يقول بلي هو الحق الصريح الذي ما بعده شيء ولا قبله شيء لا ليس هكذا, هؤلاء اجهدوا أنفسهم هذا فهمهم يقولون كل المشكلة نشأت انك افترضت أن العقل غيره (سبحانه وتعالى) يعني آمنت بنظرية أن الوجود واحد أم متعدد؟ متعدد, طيب يلزم كل الإشكالات علمه بغيره محتاج الى غيره هذا الغير صادر منه يلزم خلو الذات, عشرات الإشكالات أشكل كما تريد, أما من قال انه نحن يوجد عندنا هذا العقل الاول هو شيء غير هذه الحقيقة هذا العقل الاول تعين من تعينات هذه الحقيقة شأن من شؤون هذه الحقيقة, وبهذا الشأن يعلم الاشياء فيكون عليما, وهو صحيح, لان المظهر والظاهر, الشأن وذي الشأن واحد أم اثنين؟ واحد حقيقة والعلم تعين أم إطلاق؟ طيب هذا التعين ماذا نسميه؟ العقل الاول, كما انه عندك تعين القدرة نسميه قدير, تعين السمع تسميه سميع, عند تعين العقل ماذا تسميه؟ عليم, هذا التعين وهو العلم نصطلح عليه بالعقل الاول.

    اذن كل المشكلة جاءت من اين؟ على نظرية الغيرية وتعدد الوجود, يعني يوجد عندنا شيء موجود واجب وعندنا شيء آخر اسمه موجود عقلا ولكن هذا العقل قائم بذاك, هذه المشكلة من هناك بدأت, والا لو افترضنا أن الوجود واحد وهذه شؤون ذلك الواحد فبعد ذلك توجد مشكلة او لا توجد مشكلة؟

    يقول: ولكن, هذا البيان لا فقط يثبت لنا أن العقل شأن من شؤونه العلمية يقول كل مرتبة من مراتب العلم شأن من شؤونه العلمية, يعني فقط العقل الاول علمه, النفس الكلية ماذا علمه او لا؟ علمي علمه او لا؟ هذه كلها مراتب علمه.

    نعم لو يقول العارف المحقق, هذا بيان ذلك الوجه الحق, لو يقول العارف المحقق ان العقل الاول عين علمه تعالى يكون حقا, هذه يكون حقا, هذه الجملة من حيث الى قوله باعتبار اجعلوها بين شارحتين, نعم لو يقول العارف المحقق أن العقل الاول عين علمه تعالى كيف أن العقل الاول عين علمه, (من حيث انه تعالى عالم بحقائق الاشياء وعالم بالمعاني الكلية على سبيل الاجمال, هذا الاجمال البساطة لا الاجمال في قبال التفصيل, على سبيل الاجمال والمفروض والمظهر الذي هو العقل الاول عين الظاهر باعتبار) لو قال العارف المحقق أن العقل الاول علمه تعالى بالأشياء قبل الإيجاد يكون حقا, ويكون هو يعني العقل الاول ويكون هو اسمه العليم, لأنه العليم ما هو؟ الذات مع تعين, هذا التعين ما هو؟ العلم والله له مرتبة واحدة من العلم او مراتب من العلم؟ طيب مرتبة من مراتبها نسميها العقل الاول. ويكون هو العقل الاول اسمه العليم كما مر بيانه في التنبيه المتقدم, هذا بيانه تقدم اخواني في ص52 تعالوا معي السطر الثاني: وإذا أخذت بشرط ثبوت الصور العلمية فيها فهي مرتبة الاسم الباطن المطلق والأول والعليم.

    لان ماهيته ماهية العقل الاول والمراد من الماهية يعني ما به الشيء هو هو, لا الماهية في قبال الوجود لا لا, لان الماهية لا يمكن أن تكون هي الهوية وجود الشيء يمكن أن يكون هو الهوية مع تعين, لان ماهية العقل يعني ما به الشيء وهو عبارة عن الهوية الإلهية لكن الهوية المطلقة اللا بشرط المقسمي أم المتعينة؟ المتعينة بتعين خاص عند ذلك سميت تلك الهوية الإلهية به أي من خلال هذا التعين الخاص بالتعين الخاص سميت عقلا أولا, ولكن هذا الوجه الذي ذكره يختص بالعقل الاول؟ لا هذا يوجد في غيره, لكن لا يختص هو بذلك, لكن لا يختص العقل الاول بذلك يعني يكون شأن واسما من أسمائه (سبحانه وتعالى) بل النفس الكلية أيضا كذلك, لم نشرح في ص52 هذا شرحناه, وإذا أخذت بشرط أن تكون الكليات جزئيات مفصلة التي عبرنا عنها رب النفس الكلية, ص52 مفصل تقدم.

    يقول: بل النفس الكلية أيضاً كذلك لاشتمالها على الكليات والجزئيات بل كل عالم بهذا الاعتبار يكون اسمه العليم وهذا غير مختص بالعقل لا العقل الاول فقط, والحكيم لا يشعر بهذا المعنى ولكنهم لا يشعرون.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/10/29
    • مرات التنزيل : 2031

  • جديد المرئيات