بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين
قال: والحكيم لا يشعر بهذا المعنى إذ عنده أن العقل وغيره مغاير للحق تعالى ماهية ووجودا ومعلول من معلولاته.
كان الكلام في هذه المسألة الاساسية من مباحث معرفة الله (سبحانه وتعالى) وهو أن الله (سبحانه وتعالى) هل يعلم الاشياء تفصيلا قبل الإيجاد او لا يعلمها؟
قلنا بأنه ذهب بعض الحكماء او نسب الى بعض الحكماء بحسب ظاهر كلماتهم أن الله (سبحانه وتعالى) في مقام ذاته لا يعلم الاشياء تفصيلا قبل الإيجاد, وإنما يعلمها تفصيلا قبل الإيجاد من خلال العقل الاول.
القيصري على ما هو ظاهر هذا القول ثم أراد أن يبين أن هذا القول يمكن تصحيحه ولكن على مباني العرفاء, أساساً هذه المشكلة باعتقاد أهل المعرفة تنشأ من أمرين من التزم بهما هذه الإشكالية لابد أن يلتزم بها.
الامر الاول: اذا افترضا او اذا التزم العالم بان علمه بالأشياء قبل الإيجاد يختلف حقيقة عن علمه بذاته, وهذا هو الذي ذهب إليه هؤلاء حيث آمنوا أن علمه بذاته حضوري وعلمه بالأشياء قبل الإيجاد حصولي, وهذا أيضا من مباني المشائين كما قراناه وهو أن العلم بالغير يمكن أن يكون حضوريا او لا يمكن؟ لا يمكن وإنما يكون حصوليا, التفتوا جيدا, وعلى هذا الأساس فيستحيل أن يكون العلم بالذات عين العلم بالغير, لماذا؟
باعتبار انه يستحيل أن يكون العلم الحصولي عين العلم الحضوري, والمفروض أن علمه بذاته حضوري وعلمه بغيره حصولي, أما من آمن أن علمه بذاته وان عمله بغيره حضوري كعلمه بذاته يستطيع أن يقول أن علمه بذاته عين علمه بغيره او لا يستطيع؟ نعم يستطيع ذلك, وهذا ما تقوله الحكمة المتعالية وهذا ما يقوله العرفاء, حيث يصرحون أن علمه بذاته هو بعينه علمه بغيره, لماذا؟ باعتبار انه بسيط الحقيقة كل الاشياء, وهذا ما صرح به لا اقل في موضعين الموضع الاول في ص76 في السطر الاول, قال: والحق يعلم الاشياء بعين ما يعلم به ذاته, وحيث انه يعلم ذاته بعلم حضوري فلابد أن يكون علمه بالأشياء علما حضوريا فإذا كان علما حصوليا فهذه العينية غير ممكنة, وهذا أيضاً ما صرح به في ص35 من البحث السابق تقريبا ثلاثة اسطر من ص35 من الأخير قال: وهو يدرك حقائق الاشياء بما يدرك حقيقة ذاته لا بأمر آخر, وهذا أيضاً مبني على هذه القاعدة, قاعدة أن علمه بغيره علم حضوري.
اذن هذه هي النقطة الاولى التي أدت الى أن المشهور من الحكماء لا يمكنهم أن يلتزموا أن علمه بالغير هو عين علمه بذاته, أن علمه بغيره لا يمكنهم أن يلتزموا انه عين علمه بذاته, أما هؤلاء الذين قالوا حضوري فانه يمكن, هذا هو الامر الاول الاشكالية الاولى او الامر الأول الذي أدى الى أن مشهور الحكماء يلتزموا بذلك ولا يلتزموا بما يقوله العرفاء.
الامر الثاني: هو أنهم آمنوا أن هناك غيرية وان هناك تمايز غيري بينه وبين العقل الاول وبين مخلوقاته, اذا يتذكر الاخوة في تمهيد القواعد نحن التمايز قسمناه الى أي قسم؟ (كلام أحد الحضور) احسنتم الى تمايز تقابلي والى تمايز احاطي, هؤلاء امنوا بالغيرية على نحو التمايز التقابلي قالوا هذا علة وهذا معلول, هذا غير ذاك, واطمأنوا أن المشائين مقصودهم من التباين ليس الا الغيرية ليس مرادهم هذا الذي ينسب إليهم التباين التام, هذا الكلام واقعا لا شاهد عليه في كلمات المشائين, مرادهم من التباين يعني المغايرة يعني الغيرية او التمايز التقابلي, هذا هو مرادهم يعني أن العلة شيء وان المعلول شيء آخر, عند ذلك يمكن أن نقول أن علمه (سبحانه وتعالى) بالأشياء من خلال العقل الاول او لا يمكن؟
لا يمكن لأنه هذا معناه أن ذاته تعلم الاشياء قبل الإيجاد او لا تعلم؟ بخلاف لو قلنا أن التمايز بين الحق وبين العقل الاول تمايز احاطي فحتى لو قلنا أن علمه بالأشياء من خلال العقل الاول فيه اشكال او لا يوجد فيه اشكال؟ لا يوجد فيه اشكال.
اذن هذان الأمران هو منشأ كل المشكلة أن علمه بالأشياء حصولي لا حضوري, وان ذلك العقل الاول تمايزه عنه تعالى تمايز تقابلي لا تمايز احاطي.
أما من آمن بان علمه تعالى علم حضوري بذاته او بغيره وانه لا يوجد ما يقابله ويتميز عنه بتمايز تقابلي توجد مشكلة في أن نجعل العقل الاول هو منشأ علمه او لا توجد مشكلة؟ وهذا هو الذي أثبته, لذا التفتوا جيدا الى العبارات ماذا يقول.
يقول: والحكيم لا يشعر بهذا المعنى أي معنى؟ هذا المعنى الذي هو يقوله العارف, وهو أن العقل الاول ليس تمايزه عن الحق بالتمايز التقابلي بل بالتمايز الاحاطي, لذا يقول: إذ عند الحكيم أن العقل وغير العقل هذه قاعدة عامة ليست مرتبطة بالعقل الاول بل في كل ما سوى الله, أن العقل وغير العقل مغاير للحق تعالى, يعني ماذا مغاير؟ يعني مباين, هذا الذي ينسب الى الشمائين, يطلق التباين ويراد الغيرية وتطلق الغيرية ويراد ماذا؟ والمراد من التباين هذا غير هذا هذا وجود وهذا وجود, نظرية الوحدة الشخصية تقبل هذا المبنى او لا تقبله؟ تقول وجود واحد حقيقة واحدا شخصا واحدا صفاتاً, واحدا أفعالا, الواجب تعالى الحق تعالى وشؤونه وأفعاله, خلص لا يوجد شيء آخر.
إذ عند الحكماء او عند الحكيم أن العقل وغير العقل مغاير للحق تعالى ماهية ومغاير للحق تعالى وجودا, طبعا عند العرفاء العقل الاول مغاير ماهية لأنه تعين والتعين غير المطلق ولكن متغاير معه وجودا او غير متغاير؟ غير متغاير لان التمايز تمايز احاطي, ومعلول من معلولاته هذه نظرية الحكماء أن العلة شيء والمعلول شيء آخر, أن العقل الاول وغير العقل الاول معلول من معلولاته (سبحانه وتعالى) عند ذلك لو قلنا أن الحق محتاج الى العقل الاول في علمه بالأشياء قبل الإيجاد فيلزم أن يكون الحق في اشرف صفاته محتاج الى غيره, التفت, أي غير؟ يعني الذي بينه وبين ذلك الغير تمايز تقابلي, تعالى عنه, لان هذا معناه عندهم أن الحق (سبحانه وتعالى) تكون وحدته وحدة ماذا؟ وحدة عددية وهؤلاء لا يقبلون أن وحدته وحدة عددية.
وإذا صارت وحدة الحق وحدة حقة حقيقية فيوجد مجال للثاني او لا يوجد مجال للثاني؟ الحكمة المتعالية ماذا تقول وحدته وحدة عددية أم وحدته وحد حقة حقيقية؟ اذن يوجد مجال للثاني او لا يوجد مجال للثاني؟ اذن هو قائل بالوحدة الشخصية او قائل بالوحدة التشكيكية؟ بالوحدة الشخصية, طيب وهذه هي الوحدة الشخصية, نعم الآن يريد أن يسمي الشؤون يريد أن يسمها مراتب تشكيكية فليسمها ما يشاء, المهم أصل المسألة جوهر المسألة في هذه, وهو أن الوجود واحد او متعدد أي منهما؟ اذا كان متعددا دخلنا في دائرة نظرية المشائين, او المشهور من المشائين والحكماء والمتكلمين والمحدثين والوجدان يعني الوجدان الآن اذا انت تقول لاحد أنا وهو واحد يستطيع أن يقبل منك او لا؟ هذا يستطيع أن يقبله منك, يقول أنا شيء وهو شيء آخر, نعم أنا معلول له أنا فقير إليه أنا قائم به, فان قلنا أن الوجود واحد الموجود واحد, نعم هذا الموجود الواحد ليست له وحدة عددية وإنما وحدته وحدة حقة حقيقية لها شؤون هذه الشؤون تبدأ ولا تنتهي لها نهاية او لا نهاية له؟ انت أبحر وسماوات وارض هذه كلها اجعلها أقلام وأشجار وكذا.. هذه الكلمات تنتهي او لا تنتهي؟ هذه الشؤون تنتهي او لا تنتهي؟ هذه الاسماء تنتهي او لا تنتهي؟ لا تنتهي.
قال: فيلزم أن يكون في اشرف صفاته محتاجا الى غيره تعالى عنه, والحق أن كل من أنصف يعلم من نفسه, عجيب هذه الجملة, لان أفضل طريق من اين جاء؟ من معرفة النفس من عرف نفسه عرف ربه, أن كل من أنصف يعلم من نفسه, الآن هذا يعلم من نفسه فيها تفسيرين: يعلم من نفسه يعني أمر بديهي, يعلم من نفسه هذه من بيانية يعني اذا عرف نفسه عرف ربه, طيب كيف؟ يقول بينكم وبين الله الآن انت هل تستطيع أن توجد شيئا وان تخلق شيئا وأنت غير عالم به؟ فلابد قبل إيجاده أن تكون عالما به, أن الذي يعلم, أن الذي يعلم الاشياء وأوجدها من العدم الى الوجود هذا على اصطلاح الفلاسفة, من البطون الى الظهور هذا على اصطلاح العرفاء سواء كان العدم زمانياً على من يقول أن العالم حادث زماني, او غير زماني على من لم يؤمن أن العالم حادث زماني, أن الذي أبدع الاشياء يعلم تلك الاشياء بحقائقها وصورها اللازمة لتلك الحقائق ذهنية كانت تلك الصور او خارجية, يعلم كل شيء عنه لا يمكن {الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} لا يمكن أن يكون خالقا غير عالم, لابد أن يكون الخالق عالما, قبل إيجادها إياها والا لا يمكن إعطاء الوجود لها وعليه فالعلم بالأشياء يكون غير الاشياء, لا يمكن العلم بالشيء يكون نفس الشيء كما يقول صاحب نظرية العقل الاول, صاحب نظرية العقل الاول يقول: العلم به يكون من خلال نفسه لأنه يعلم الاشياء والعقل الاول شيء من الاشياء يعني يعلم الشيء بنفسه وهذا هو العلم الفعلي ونحن نتكلم عن العلم الذاتي قبل الإيجاد لا العلم الفعلي الذي هو مع الإيجاد وهذا متفق عليه أن العلم الفعلي في مرتبة الفعل ونحن نتكلم عن العلم قبل الإيجاد الذي هو في مرتبة الذات.
قال: والا لا يمكن إعطاء الوجود بها فالعلم بها غيرها فالعلم بالأشياء غير الاشياء, والقول, هذه المشكلة الأصلية, التي قرأنا العبارة هذه العبارة في ما سبق قرأناها, والقول باستحالة أن تكون ذاته تعالى وعمله الذي هو عين ذاته, أن تكون ذاته محلا للأمور المتكثرة إنما يصح اذا كانت غيره تعالى, وجدا دقيقة المسألة, يقول انت ثبت لي الغير حتى يكون الواجب محل ماذا؟ انت كل مشكلتك اين؟ انه اذا علم بالغير يكون محلا للأمور المتكثرة هو اين الغير حتى اذا علم به صار محلا للغير؟ هو يوجد في الدار غيره ديار او لا يوجد؟ اذن انتم أصل المشكلة لم تلتفتوا إليها هذه المشكلة الثانية التي اشرنا إليها وهي, عندما وقعت المشكلة تصوروا انه هنا علة في هذا الجانب في هذه الكفة وهنا يوجد الغير وهو المعلول اذن هذه العلة كيف تعلم بهذا المعلول؟ فهنا يوجد غيره فإذا علم بالغير وكان علمه حلوليا انفعاليا لأنه علم حصولي فإذا كان كذلك فيلزم أن يكون محلا للكثرة, وفي الواقع يوجد عندنا غير او لا يوجد عندنا غير؟ لا يوجد عندنا غير, الحق وشؤونه وصفاته واسمائه ونحو ذلك.
والقول باستحالة أن تكون ذاته تعالى وعلمه تعالى الذي هو عين ذاته, أن تكون الذات محلا للأمور المتكثرة إنما يصح هذا القول اذا كانت الامور المتكثرة غيره تعالى كما عند المحجوبين عن الحق, اذا كانت هذه الامور المتكثرة غير الحق, فلذا لا يلزم الاشكال, أما اذا كانت تلك الامور المتكثرة عينه من حيث الوجود والحقيقة وغيره باعتبار التعين والماهية والتقيد فلا يلزم ذلك يعني فلا يلزم أي محذور وهو أن يكون محلا للأمور المتكثرة, لأنه لا العلم علم حصولي بل حضوري ولا يوجد غيرا حتى يكون محلا للأمور المتكثرة.
وفي الحقيقة هذا البيان الذي اشرنا إليه هذا خلاصة المبحث: وفي الحقيقة ليس حالا ولا محلا بل شيء واحد, نعم بناء على التباين المشائي او الغيرية المشائية او تعدد الوجود والماهية لا اقل تعدد الوجود عند ذلك يوجد عندنا حالا ومحل يوجد عالم ومعلوم, ولكن بناء على نظرية الوحدة الشخصية هل يوجد عندنا حال ومحل, وفي الحقيقة لا حالا ولا محلا بل شيء واحد, نعم هذا الشيء الواحد ظهر بصورة محلية تارة والمحلية أخرى ولا محذور فيه لان هذا من شؤونه, لا انه كيف يقع يعلم بالغير لا يعلم غيره حتى يعلم به, كلها من شؤونه.
نعم انت عندما تضع يدك على بعض المراتب تقول ماذا؟ يا قابل التوب تعطيه قابلية أم فاعلية؟ أن الانسان اذا تصدق على فقير الصدق تقع بيد من؟ (كلام أحد الحضور) هو الذي يقبل الصدقة او التوبة, هذا معنى القبول بهذا اللحاظ يصير محل بلحاظ الإعطاء يصير حالّا لذا هنا ينقل عبارة قيمة في الفصل الآدمي الذي سيأتي إنشاء الله تعالى, في الفصل الآدمي ص90 واحتمل أن هذا ص90 يعني على الطبعة الحجرية لا على الطبعة ماذا؟ قال الشارح في الفصل الآدمي لما كان الفاعل والقابل شيء واحد في الحقيقة ظاهرا في صورة الفاعلية تارة والقابلية أخرى عبر عنهما باليدين, باسط اليدين بالعطية لا محذور, هذه يد العطاء ويد القبول كما يفهم هؤلاء.
هذه فنفس الامر, الحق والإنصاف, هذا مبحث نفس الامر تقريبا مبحث مستقل ولكن طبعا لا يخلو عن ارتباط بالكلام ولكن هو في نفسه تنبيه مستقل لذا كان ينبغي أن يعقد له تنبيه مستقل يرتبه على البحث السابق لا أن يجعله من تتماة هذا التنبيه, ما هو وجه المناسبة؟ بعد أن اثبت أن الحق (سبحانه وتعالى) بذاته يعلم كل شيء أما هذا او انه صحح انه تعالى يعلم الاشياء قبل الإيجاد من خلال العقل الاول بالتصور العرفاني لا التصور الفلسفي الآن يأتي هذا التساؤل وهو: انه ما هو نفس الامر؟ اذا يتذكر الاخوة في البداية والنهاية قلنا: توجد أقوال ثلاثة: القول الاول: أن علم الحق هو نفس الامر, القول الثاني: أن العقل الاول هو نفس الامر, القول الثالث: الامر في نفسه ما ذهب إليه الحكيم السبزواري هو نفس الامر, اذن توجد مناسبة لا بلا مناسبة كما يقول بعض الاعلام, لا, توجد مناسبة ولكن هذه المناسبة ليست كافية في أن يجعل في ذيل البحث وإنما لابد أن يجعل تنبيها مستقلا يبحث فيه عن نفس الامر.
ويكون في علم الاخوة هذا بحث نفس الامر نستطيع نحن اليوم في عشرة ننتهي منه, وكذلك نستطيع أن نقف عنده درسين ثلاثة, فإذا نريد أن نقف عليه درسين ثلاثة طيب الاخوة لابد أن يستمروا معنا بكرة ولا اقل الثلاثاء والأربعاء القادم, او انه لا هنا نوقف البحث يعني في ما يتعلق بنفس الامر لأنه أنا ذكرت النقاط التي لابد أن نبحثها في نفس الامر, أنا فقط أعنونها لك, طبعا هذا البحث نفس الامر من المباحث الاساسية واطمأنوا عندما ابحثها هنا لا تقول لي سيدنا هذا تكرر في تمهيد القواعد ونحن, لا سوف ابحثه لك بطريقة عرفانية يعني الطريقة التي يؤمن بها القيصري, مثلا على سبيل المثال أنا أفهرس الابحاث أعنونها لعله حتى انه يكون في ذهن الاخوة.
البحث في نفس الامر توجد فيه مسألتان أساسيتان:
المسألة الأولى: أن القضايا التي في الذهن هل تنقسم الى صادقة وكاذبة او لا تنقسم؟ قد يقول قائل لا تنقسم كل قضية جاءت الى الذهن فهي صادقة بنفسه وان لم تكن صادقة بالنسبة الى الآخرين, القائلين بنظرية النسبية ما ادري وهذا الكلام يتكلمون بمثل هذه الكلمات, التفتوا, من أهم مباحث نظرية المعرفة, هل تنقسم القضايا الذهنية والقضايا الحصولية يعني المرتبطة بالصور العلمية الى صادقة والى كاذبة او لا تنقسم؟ من هنا يأتي هذا التساؤل: اذا كانت تنقسم فما هو ملاك صدق القضية وعدم صدقها؟ هنا يأتي الجواب: أن ملاك صدق القضية مطابقتها لنفس الامر وأنها اذا لم تطابق نفس الامر تكون كاذبة, التفت, هذه المسألة الاولى وهذه المسألة ثبوتية بغض النظر انك تستطيع أن تشخص او لا تستطيع. وعندنا مسألة ثانية إثباتية, وعادة يقع الخلط فيها ووقع في جملة من كلمات المحققين انه: ما هو طريقي لتشخيص أن هذا مطابق لنفس الامر او غير مطابق؟ هذا مقام إثبات لا مقام ثبوت, بعد أن عرفنا أن الملاك في صدق القضية وكذبها هو المطابقة وعدم المطابقة ثبوتا يأتي سؤال: ما هو طريقنا للتشخيص؟
الجواب: طريقنا للتشخيص يمر من خلال أن القضايا النظرية اذا انتهت الى البديهيات تكون مطابقة لنفس الامر اذا لم تنتهي لا تكون مطابقة لنفس الامر, ما ادري افتح لك, الآن هذه الجملة لا نقرأها لا نقرأها, ولكن افتح لك قوس( هذان المقامان) يقع فيهما الخلط, الآن اقرأ لك. في تعليقات الشيخ مصباح على نهاية الحكمة عندما يأتي الى نظرية أن العقل الاول هو نفس الامر, ص37 يعني الحاشية رقم 20, ناقش نظرية أن العقل الاول هو نفس الامر, فيه مناقشات من المناقشات هذه المناقشة قال: على انه لا سبيل الى إثبات مثل هذا التطابق او نفيه, اذا جعلنا العقل الاول هو نفس الامر وجعلنا صدق القضية مطابقتها لنفس الامر هو العقل الاول طيب أنا كيف مولانا اذهب الى العقل اعرف قضيتي مطابقة او غير مطابقة؟ واضح الاشكال, طيب هذا الإشكال تام او غير تام؟ هو نحن نتكلم في ما هو الملاك في صدق القضايا او ما هو كيفية تشخيص المطابقة وعدم المطابقة؟ اذا نتكلم عن التشخيص إشكاله وارد, نحن نتكلم عن ملاك صدق القضايا ثبوتا نعم اذا ثبت أن للقضايا صدقا وكذبا وان ملاك الصدق هو المطابقة ننتقل الى المقام الثاني نقول كيف نشخص ما هو الطريق, ولكن هو يشكل على المقام الاول بما يرتبط بالمقام الثاني بمقام التشخيص, القائل بان العقل الاول هو ملاك الصدق في القضايا وانه هو نفس الامر يتكلم في المقام الاول من البحث يعني أن ملاك الصدق ما هو ثبوتا وعدمه, أما ما هو طريقنا لتشخيص المطابقة وعدم المطابقة هذا مرتبط بمقام الثبوت او بمقام الإثبات والتشخيص؟ بمقام الإثبات والتشخيص فهذا الاشكال لا يرد أصلا, والا اذا كان هذا هو الطريق يعني اذا جعلنا الواقع الخارجي هو نفس الامر يعني نحن يوجد عندنا طريق للواقع الخارجي, كيف ما أردنا أن نذهب الى الواقع الخارجي او لا نستطيع؟ في القضايا الشخصية في القضايا الخارجية الآن زيد جالس زيد قائم هذه مطابقتها لأي شيء؟ هو ما هو طريقي الى الواقع الخارجي؟ أنا طريق للخارج ما هو؟ الم تكن هذه المفاهيم, هذه المفاهيم مطابقة او غير مطابقة يوجد عندي طريق او لا يوجد عندي طريق؟ لا يوجد عندي طريق, اذن ليست القضية محصورة انه اذا جعلنا العقل الاول لا يوجد طريق للتشخيص يعني ماذا اذا جعلنا الواقع الخارجي يعني ماذا يوجد طريق للتشخيص تقول الحواس؟ طيب الحواس تصيب وتخطأ, انت لا يوجد أي طريق.
نعم لابد أن نميز بين هذين المقامين: مقام ملاك صدق القضايا وكذبها, ومقام تشخيص أن هذه القضية مطابقة وليست مطابقة, هذان بحثان لا بحث واحد مقامان لا مقام واحد, المقام الاول فيه أقوال: العلم الذاتي, العقل الاول, الشيء في نفسه, المقام الثاني: هو أن الشيء اذا كان بديهيا او ينتهي الى البداهة.
ما ادري واضح البحث الى الآن, طيب الآن هذه الامور البديهية ومطابقة النظريات للبديهيات أنا وأنت في إرجاع النظريات الى البديهيات معصومين او لا؟ معصوم أم لا أنا؟ نعم البديهيات معصومة والنظريات بشرطها وشرائطها أيضا معصومة ولكن هذا كله ثبوت, الآن أنا أتكلم عن القضية الخارجية هذا الذي اعتقده بديهي وهذا الذي اعتقد أن النظري يرجع الى البديهي يصيب ويخطأ او لا يصيب ولا يخطأ؟ اذن من منا يستطيع أن يقول ما انتهيت إليه هو الواقع؟ فقط المعصوم, أما غير المعصوم دائما لابد أن يقول هذه الجملة: اعتقد انه هو الواقع, لا جزما هو الواقع, أصلاً لا يوجد طريق آخر, ما ادري هذه النتيجة المعرفية التي انتم تجدون في علم الاصول الكلام في الفلسفة والعرفان (كلام أحد الحضور) لا ليست نسبية أبداً أبداً, ليست نسبية انه كل ما أقوله حق وأنت كل ما تقوله حق, أنا قلت هكذا لا, الآن الله يعلم أن هذه النسبية ماذا يريدون أن يقولوا بها؟ اذا المقصود كل ما انت تفكر به صح وكل ما أنا أفكر به صح اقول له ليست القضية هكذا, في النتيجة توجد قواعد توجد أسس يوجد منطق, (كلام أحد الحضور) بلي (كلام أحد الحضور) لماذا لا يوجد (كلام أحد الحضور) ضمن (كلام أحد الحضور) طيب أنا كذلك اقول ضمن يوجد مجموعة قواعد منطقية ومجموعة قواعد معرفية ومجموعة مواد نحن اتفقنا عليها او لم نتفق عليها, اذا لم نتفق طيب أنا في وادي وأنت في وادي ويوجد جسر مشترك بيننا او لا؟ أما اذا اتفقنا أن خبر الواحد حجة طيب لابد أن نرى أن هذا خبر واحد أم لا؟ طيب هذا نستطيع أن نشخصه انه خبر واحد أم لا؟ ولكن أن خبر الواحد حجة هو الواقع الذي لا ريب فيه, لا ليس هذا اعتقد أن هذا هو الواقع, أما أنا اتفقت معك أن خبر الواحد حجة أن السيرة حجة أن اجتماع النقيضين ممتنع هذه اتفقنا عليها نستطيع أن نتناقش في أن هذا يرجع الى اجتماع النقيضين؟ انت تقول يرجع أنا اقول لا يرجع لا يصح انت على الحق وأنا على الحق, ليس الامر هكذا في النتيجة أما أنا حق وأما انت حق.
في النتيجة انت مقصودك من النسبية ما هو؟ اذا كان المقصود من النسبية كل ما انتهى إليه الإنسان فانا لا اقول هكذا, اقول بأنه ضمن إطار وقواعد منطقية وقواعد معرفية الانسان عندما ينتهي الى نتيجة فقط يستطيع أن يقول أنا الذي انتهيت إليه اعتقد جزما هو الواقع, واستطيع أن أناقش ضمن قواعدي أما أن تقبل او ترفض او تبين خطأي, ليست القضية هكذا كل من ينتهي الى كل شيء يكون حقا.
اذن النسبية يريدون الاول كل ما ينتهي الى كل شيء فكل قضية صادقة هذا خلاف المقام الاول نحن بعد أن قبلنا أن القضايا تنقسم الى صادقة والى كاذبة لا نستطيع أن نقول كل قضية فهو حق هذا محال, فإذا قبلنا ننتقل الى المقام الثاني, في المقام الثاني: يقع البحث وهو انه انت تقول صادقة وأنت تقول كاذبة وبالنظر أنا اقول صادقة وأنت لا تؤمن اقول هذا الانسان مخطأ أم مصيب؟ مخطأ واقعا أم في اعتقادي؟ (كلام أحد الحضور) احسنتم ولعله مصيب في الواقع ولكن أنا اعتقد انه مخطأ وغير مطابق للواقع ونفس الامر, واضح, هذا مبحث بنحو الاجمال اشرنا إليه.
المبحث الثاني الذي لابد أن نقف عنده جيدا هو: مسألة معنى المطابقة ماذا يعني هذه القضية مطابقة يعني ماذا هذه القضية مطابقة, الآن افترضنا الصادقة مطابقتها لنفس الامر والكاذبة عدم مطابقتها ما معنى أن الصادقة مطابقة؟ يعني كما انه عندي موضوع ومحمول ونسبة بينهما مطابقها لابد أن يكون موضوع ومحمول وبينهما نسبة؟ حتى تصير القضية صادقة هذا المقصود؟ يعني جنابك عندما تقول زيد قائم ماذا يوجد في الذهن زيد والقيام ونسبة, نقول مطابقة للخارج يعني ماذا مطابقة للخارج؟ يعني حتى تكون مطابقة لابد أن يوجد زيد وقيام ويوجد حبل رابط بينهما؟ هذا المقصود؟ (كلام أحد الحضور) وهذه من أهم الإشكاليات التي تصير, التفتوا جيدا.
نحن اذا افترضنا أن معنى المطابقة انه بإزاء الموضوع يوجد موضوع بإزاء المحمول يوجد محمول ويوجد بينهما نسبة تلك تصبح قضية يصير مطابقة ويلزم التسلسل وهذا هو الاشكال الذي ذكره السيد الطباطبائي قال: بأنه اذا جعلنا العقل الاول هو المطابِق طيب ننقل الكلام الى ما عند العقل الاول من هو مطابقه؟ هو من قال أن معنى المطابِق هو أن يوجد في قبال الموضوع موضوع وفي قبال المحمول محمول وفي قبال النسبة نسبة, هذه لم يصير مطابَق هذا هو المطابِق, فإذا صار هو المطابِق فيحتاج الى مطابَق وإذا فسرت المطابَق أيضاً بقضية ثالثة فيحتاج أيضاً الى مطابِق, اذن ما معنى المطابَقة؟
لأنه انت جنابك التفت اذا قلت أن الله (سبحانه وتعالى) العلم الذاتي هو نفس الامر وهذه قضايا مطابَقة لنفس الامر يعني كما انه هنا يوجد موضوع ومحمول ونسبة طيب اذا صار هكذا يلزم الكثرة طيب وفي العقل الاول نفس المشكلة أصلاً في الواقع الخارجي نفس المشكلة, اذن ما معنى المطابَقة؟ الذي أنا لم أرى في كلام الاعلام بحث تحليلي حول معنى المطابقة يرسل إرسال المسلمات أن القضية الصادقة هي المطابقة جيد مطابَقها ماذا لابد أن يكون؟ هذا بحث في مباحث نفس الامر.
من مباحث نفس الامر أيضا, والوقت يقول انتهاء الآن اتركوه لنرى ماذا نفعل.
والحمد لله رب العالمين.