نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (64)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين

    فنفس الامر عبارة عن العلم الذاتي الحاوي لصور الاشياء كلها كليها وجزئيها صغيرها وكبيرها جمعا وتفصيلا عينية كانت او علمية, {ما يعزب عن ربك من مثقال ذرة عن ربك في الارض ولا في السماء}. طبعا العبارة هنا كما رأيتم ووجدتم العبارة تفريع فنفس الامر, يعني بعد أن اثبت أن الله (سبحانه وتعالى) عالم بذاته بما عداه قبل الإيجاد قال هذا العلم هو المصطلح عليه بنفس الامر, هذا العلم الذي هو العلم بالأشياء قبل الإيجاد هذا العلم نحن نصطلح عليه بأنه نفس الامر, هذه النقطة, لذا هنا جاء بفاء التفريع فنفس الامر عبارة عن العلم الذاتي, هذا متفرع بعد أن اثبت وكأن فيه تلويح الى عدم تمامية ما ذكره المحقق الطوسي رحمة الله تعالى عليه المحقق الطوسي في الاسفار المجلد السابع في ص270 وهو من الابحاث القيمة وان شاء الله يوما ما هذا ندرسه بإذن الله هناك قال: اثبت العقل الاول من خلال منهج مطابقة الاحكام الصادقة الحاصلة في هذه الاذهان لما في نفس الامر, اثبت العقل الاول, واحدة من أهم براهينه لإثبات عالم العقول هو الحاجة الى مطابقة القضايا لنفس الامر, لذا قال: وقد تصدى المحقق الطوسي لسلوك هذا المنهج لإثبات العقل أي منهج؟ منهج انه نحن توجد عندنا قضايا ما هو ملاك صدقها وعدم صدقها؟

    الطوسي قال: ملاك صدقها وعدم صدقها مطابقتها لما في العقل الاول, طبعا البحث مفصل وأنا لا أريد أن ادخل فيه لأنه ليس محل كلامنا, الى أن يأتي ويقول فإذا ثبت ذلك فنقول لا يمكن أن يكون ذلك الموجود هو أول الاوائل عز شأنه, هذا المطابَق لا يمكن أن يكون هو, وذلك لوجوب اشتمال ذلك الموجود على الكثرة التي لا نهاية لها بالفعل وأول الاوائل يمتنع عليه أن يكون فيه كثرة وان يكون مبدأ فاعلا لها ومحلا قابلا إياها, انظروا واضح عندكم أن العلم أي علم؟ حصولي محلا قابلا لها. ومن هنا جاءت المشكلة فلذا لم يستطيعوا أن يلزموا أن علمه بالأشياء قبل الإيجاد تفصيلا إنما هو في مقام الذات وإنما أخرجوه الى خارج مقام الذات.

     

    فإذن ثبت وجود موجود غير الواجب تعالى ولنسميه عقل الكل, هذا تعبيره فنفس الامر عبارة لعله والله العالم تلويح الى ما ذكره الطوسي انه تام او غير تام؟ لا غير تام, هذه نقطة.

    طبعا صدر المتألهين رحمة الله تعالى عليه في الاسفار الجزء السادس ص261 عبارته هكذا قال: ونفس الامر عند التحقيق, هنا ماذا؟ فنفس الامر عند التحقيق هناك تعبيره ونفس الامر عند التحقيق عبارة عن هذا العلم الإلهي, في الاسفار الجزء السادس ص261 لا يوجد فيها فاء التفريع فيها واو ونفس الامر هنا يوجد فاء التفريع, الآن لماذا؟ الآن إنشاء الله تعالى وعد علينا عندما ندرس هنا نقول لماذا بدل الفاء وجعلها واو هناك لأنه نفس العبارات الموجودة هنا موجودة في ص261 يقول: ونفس الامر عند التحقيق عبارة عن هذا العلم الإلهي الحاوي لصور الاشياء كلها كليها وجزئيها قديمها وحادثها فانه يصدق هذا كلامه, أما هذه العبارات سطرين ثلاثة عبارات من؟ عبارات القيصري, وهذا بحث, ونحن هنا كتبنا مقدمات الفصوص ص17 إنشاء الله تعالى عندما نصل الى هذا المطلب نبين لماذا هناك فاء وهنا واو, جيد.

    النقطة الأخرى التي لابد أن يشار إليها وكما اشرنا إليها بالأمس والأخوة يتذكرون, قلنا: بأنه نحن نتكلم في المقام الاول من البحث لا في المقام الثاني من البحث, نتكلم عن انه هل أن القضايا تنقسم الى صادقة او كاذبة او لا تنقسم فإذا كانت منقسمة فما هو ملاك صدقها وعدم صدقها؟

    الجواب: في كلمة واحدة: أن ملاك الصدق فيها مطابقتها لنفس الامر وعدم الصدق فيها عدم المطابقة لنفس الامر, من هنا فتح باب جديد عند نظرية المعرفة عند الحكماء انه ما هو المراد من نفس الامر؟ طبعا هنا اذكر هذا المطلب لكي لا أنساه. في تقريرات سيدنا الشهيد    + في الجزء الثاني ص397 في كيفيات تعلق الامر في الجزء الثاني ص397 هناك توجد عبارة هذه العبارة إنشاء الله الخطأ في المطبعة او ما ادري سمه ما شئت, يوجد عنده بحث في حقيقة نفس الامر, يقول: كما انه بما ذكرنا ظهر بطلان ما اقترحه الخواجه نصير الدين الطوسي هذا الذي اقترحه في الاسفار في المجلد السابع ص272 على ما نقله عنه صاحب الاسفار في دفع العويصة في هذا القسم من العوارض التي يكون الاتصاف بها خارجيا الى آخره, وقد سماه, هذا نفس الامر سماه ماذا؟ وقد سماه العقل الاول أي الواجب تعالى, العقل الاول الواجب تعالى؟ لا العقل الاول الذي هو يصرح بأنه هو غير الواجب, لذا اقول هذه أما خطأ في النسخة او الطبع فيه مشكلة وأما برأس المقرر, التفتم هذه عبارته هنا يقول سماه, وبما ذكرنا ظهر بطلان ما اقترحه الطوسي سماه العقل الاول أي الواجب لذا في الآخر يقول حتى لو فرض عدم وجود العقل الاول والواجب طيب هذه العبارة الثانية تكشف أن احدهما غير الآخر لان العقل الاول والواجب والعطف يقتضي المغايرة أما في الفوق قبل سطر يوجد العقل الاول أي الواجب, هذه التفتوا إليها الآن اذا صار وقت نرجع إليها. اذن نحن الآن حديثنا أين؟ في المقام الاول من البحث يعني هل أن القضايا تنقسم او لا, وإذا انقسمت فما هو ملاك الصدق؟

    الجواب: أن ملاك الصدق هو المطابقة لنفس الامر من هنا وجدت أقوال: القول الاول: أن المراد من نفس الامر هو العلم الإلهي, النظرية الثانية: أن المراد من نفس الامر هو عقل الكل بتعبيره او العقل الاول, النظرية الثالثة: وهي النظرية التي تقول أن المراد من نفس الامر يعني الشيء في نفسه, لأنه في النتيجة كل شيء في نفسه له اقتضاء معين, هذه نظرية الحكيم السبزواري ونظرية السيد الطباطبائي مع بعض التغيرات في نهاية الحكمة اشرنا إليها ولعله في تمهيد القواعد اشرنا إليها, هذه النظرية الثالثة.

    النظرية الرابعة: التي هي نظرية السيد الشهيد الصدر رحمة الله تعالى عليه يقول: المراد من نفس الامر يعني لوح الواقع الذي هو أوسع من لوح الوجود, هذه نظرية رابعة, حتى تعرفون أن القضية في نظرية المعرفة الحق والإنصاف في هذه المسألة حكمائنا الإسلاميين لا فقط عملوا جدا تحقيقياً علموا في هذه المسألة. طبعا أنا في هذا كتابي مدخل الى مناهج المعرفة ثلاثة او أربعة نظريات يعني نظرية العلم الإلهي, ونظرية العقل الاول, ونظرية الشيء في نفسه, ونظرية الطباطبائي, هذه أربعة نظريات أشرت إليها, ومصادرها موجودة ولكن ليس بهذا التحقيق الذي الآن اذكره في هذه الابحاث. الآن نحن اين تأتي أهمية مباحث نفس الامر؟ اذن بحثنا في المقام الاول لا المقام الثاني, يعني ليس بحثنا في مقام كيف نشخص أن هذا مطابِق او ليس بمطابَق هذا مرتبط بمقام الإثبات, نحن حديثنا في مقام الثبوت ما هو ملاك صدق القضية وعدم صدقها؟ عند المقام الثاني في مقام الإثبات كيف نشخص أن هذا مطابق لنفس الامر, افترض صار نظرنا الواقع الخارجي الشيء في نفسه كيف نشخص أننا وصلنا الى الشيء في نفسه, او وصلنا الى العقل الاول, او وصلنا الى العلم الإلهي. النقطة الجديرة بالبحث التي لابد أن نقف عندها: هذه القضايا الأعلام هكذا قالوا, وبالأمس أشرت إليها إجمالا كان آخر البحث ولكن تقريبا الى الآن لا يوجد شيء جديد الا بعض النكات.

    الاعلام قالوا نحن في مسألة المطابقة وعدم المطابقة في القضايا الشخصية والخارجية والحقيقية لا يوجد عندنا مؤونة كثيرا لماذا؟ لان هذه القضايا صدقها بمطابقتها للواقع الخارجي وكذبها بعدم المطابقة, وإنما المشكلة كل المشكلة في القضايا الذهنية يعني القضايا المنطقية, القضايا المنطقية لها ما بإزاء خارجي او ليس لها ما بإزاء خارجي؟ عروضها واتصافها كلاهما اين؟ في الذهن, اذن من اين نعرف انه عندما نقول هذا مستوى وهذا عكس المستوي وهذا عكس النقيض الى آخره وهذه موجبة كلية, هذه قضايا صادقة أم لا؟ صادقه صدقها بماذا؟ بمطابقتها للواقع الخارجي؟

    طيب لا واقع خارجي لها, اذن مطابقتها لأي شيء؟ لنفس الامر, من هنا واقعا اذا أردنا أن يكون لنا علم منطق ونريد أن نشخص الصادق من غير الصادق لابد أول مسألة في علم المنطق أن نبحث في نفس الامر انه ما هو؟ واضح والا اذا لم يكن عندنا ذلك فهل يمكن أن ندخل الى علم المنطق او لا يمكن؟ لا يمكن. الآن أنا بالأمس بينت بأنه لا فرق بين أن يكون قضايا ذهنية او حقيقية وخارجية وشخصية الى غير ذلك.

    النقطة الجديرة بالاهتمام والوقف عندها معنى المطابقة التي بالأمس وعدنا الاخوة بها.

    في ما يتعلق بالمطابقة عادة الذهن هكذا يتصور بأنه عندما نسأل عن المطابَق بالفتح لأنه هذه القضية مطابقة لنفس الامر فنفس الامر ماذا يكون هو المطابَق بالفتح, يتصور لأول وهلة كما أنه يوجد عندنا قضية وهي موضوع ومحمول ونسبة أن المطابِق أيضا موضوع ومحمول ونسبة وتفصيل وكثرة و.. الى غير ذلك, طيب النتيجة ماذا تصير اذن؟ عندما القضايا كثيرة فنتصور أن المطابقات لها لابد أن تكون كثيرة اذا صارت القضية مركبة من أجزاء ثلاثة لا أقل المطابَق لابد أن يكون كذلك, اذا كان عندك مائة قضية فالمطابقات لها ماذا؟ مائة أمر اين موجود في نفس الامر. من هنا أشكل على القوم وهو انه هل يمكن أن نجعل المطابقات ذاته علمه الذاتي او لا يمكن؟ كثيرة, الآن تعرفون الإشكالية من اين تنشأ, أنهم تصوروا انه المطابقة معناه انه ما موجود في عالم التفصيل والقضايا في الذهن لابد أن يكون موجود في لوح نفس الامر وفي المطابَق وحيث أن المطابِقات كثيرة فالمطابَق لابد أن يكون كثيرا, واضح هذا المعنى. ولكنه واقعا لا ملزم لهذه القضية على الإطلاق من قال معنى المطابقة يعني لابد أن يوجد هناك أن يكون المطابَق كما انه المطابِق كثير المطابِق أيضاً كثير, الآن مثاله العرفي أتصور واضح, جنابك عندما تقول زيد قائم وزيد عالم وزيد آكل وزيد عادل اجعل لي مائة قضية ألف قضية عن زيد, يعني في الخارج لابد أن يوجد ألف شيء يعني؟ الاعلام كلهم يقولون وقرأتم في البداية والنهاية والأسفار أن الوجود في الخارج بسيط أم مركب؟ الوجود في الخارج بسيط أم مركب؟ (كلام أحد الحضور) طيب بسيط كل الوجودات بسائط خارجية ولكن مع ذلك انت تطبق عليها قضية واحدة او مائة قضية؟ مائة قضية ألف قضية مليون قضية شأت ما قلت وكلها صادقة أم لا؟

    اذن يمكن أن يكون المطابِق يعني القضايا كثير, والمطابَق واحد, التفت الى هذه النقطة التي أنا لم أجدها في كلمات احد من الأعلام, ممكن هذا, اذن هذا الاستبعاد او هذه النقطة التي أدت بالطوسي أن لا يلتزم أن ذاته هو المطابَق وهو نفس الامر فتلك النكتة تامة أم لا؟ غير تامة لأنه عبارته ماذا؟ قال: فإذن يمتنع عليه أن يكون فيه كثرة وذلك لوجوب اشتمال ذلك الوجوب على الكثرة لتصور انه اذا كانت القضايا كثيرة فلابد أن يكون المطابَق في نفس الامر أيضا كثيرة. وهذا هو الذي أدى بالسيد الشهيد رحمة الله تعالى عليه أيضا أن يلتزم انه نفس الامر لا هو العقل الفعال ولا هو الواجب بل هو لوح الواقع لأنه تصور بأنه لابد أن يوجد عندنا شيء هذه القضايا مثبتة هناك كما عندك في ذهنك اجتماع النقيضين ممتنع لابد في لوح الواقع ماذا يوجد؟ هذا المحتوى, التفت الى عبارته التي يقولها في تقريرات البحث المجلد الثاني ص397 يقول: بل أن هذه القضايا تكون بحسب هذا الإدراك فوق الذهن وثابتة هذه القضايا ثابتة, وثابتة قبل الذهن وثابتة في عالم لم يخلق فيه فقه ومفكر, اذن كل همه أن يثبت ماذا؟ يثبت القضايا هذه القضايا يثبتها حتى تكون هي نفس الامر وهي تكون هي ملاك صدق القضية وملاك عدم صدقها. فالعقل يدرك استحالة اجتماع النقيضين في كل العوالم حتى عالم لا وجد فيه للفكر والمفكر الآن لا أريد أن ادخل, عالم لا يوجد فكر ومفكر وكل عدم يدركه الآن كيف الآن ذلك بحث آخر لا ندخل في نظرية المعرفة اتركه, هذه قضية.

    مثال آخر اضربه لك: من عرف نفسه عرف ربه, انت جنابك الآن تضع يدك على كتاب جواهر الكلام للجواهري, كم مسألة توجد؟ ألف مسألة, خمسين ألف مسألة, نصف مليون مسألة, هذه مطابقة لما عند المجتهد او لا؟ (كلام أحد الحضور) غير مطابقة فتاواه؟ (كلام أحد الحضور) خلاف ماذا يوجد؟ (كلام أحد الحضور) لا اقول هذه فتاواه الذي كتبت في الرسالة العملية مطابقة لفتاواه او غير مطابقة لفتاواه؟ مطابقة يعني ماذا يوجد في ذهنه مليون مسألة وضعها هكذا؟ نعم في عالم الحس يوجد مليون مسألة في عالم اللفظ يوجد مسألة يعني يعددها, في عالم الخيال يوجد, أما في ملكة الاجتهاد يوجد هذا التفصيل او لا يوجد؟ توجد ملكة خلاقة لكل هذه التفاصيل وهذه الملكة واجدة لكل التفاصيل او فاقدة لها؟ اذا كانت فاقدة لها كيف تستطيع أن تعطي, اذن كل هذه التفاصيل موجودة في ملكة بسيطة ولكن واجدة لكل هذه التفاصيل.

    اذن كل هذا الذي نقوله في الرسالة العملية مطابق لاجتهاد المجتهد او غير مطابق؟ اذن من قال لكم بأنه كل ما نقوله بأنه التفت جيدا, كل ما قلنا انه مطابق يعني أن المطابقة كما أن المطابِق كثير لابد أن يكون المطابَق كثير, لا يمكن أن يكون المطابَق وهو نفس الامر وهو أمر بسيطا ولكن حاوياً لكل شيء يعني يكون بسيط الحقيقة فماذا يصير؟ كل الاشياء.

    وبهذا اندفع اشكال أقاي آصف محسني في صراط الحق الاخوة يراجعون هناك لأنه عنده اشكال في صراط الحق على قاعدة بسيط الحقيقة كل الاشياء يقول: أنا أساسا لا افهم كيف يمكن أن يكون تفصيلا بسيط الحقيقة كل الاشياء فعلمه بذاته علم بجميع التفاصيل هو في ذهنه أي تفاصيل؟ تفاصيل القضايا في ذهنه التي لابد أن تكون في هناك موجودة, مع انه لا يعلم أن هذه التفاصيل والعزلية واحدها غير الآخر هو هذا مرتبط بالوجود او مرتبط بضعف الوجود؟ هذا الوجود عندما يضعف هذا يصير غير هذا, أما الوجود كل ما يقوى هذا الوجود يكون واجدا الى أن نصل الى بسيط الحقيقة كل الاشياء وهو ليس بشيء منها, الآن القاعدة انت جيد تفهمها, ما معنى بسيط الحقيقة كل الاشياء وليس بشيء منها؟ ليس بشيء منها هذه الاشياء التي في المراتب النازلة هذه التفاصيل التي في عالم الذهن بعالم العلم الحصولي بعالم اين هذا من ذلك بعالم اين هذه الماهية عن تلك, ولكن كل هذه اين موجودة؟ موجودة في ذلك العلم الذاتي بنحو بسيط كما في ملكة الاجتهاد, واضح معنى المطابقة. فلذا يذهب ذهنك الى معنى المطابقة يعني هذا الذي أنا أقوله مكتوب تفصيله في الكتاب وهذا الكتاب مكتوب تفصيله في اللوح المحفوظ واللوح المحفوظ مكتوب تفصيله في العقل الاول والعقل الاول مكتوب تفصيله في بسيط الحقيقة لا ليس هكذا, هذا ليس معنى المطابقة, واضح نظرية القيصري. فنفس الامر اذن نظرية القيصري ماذا تصير نفس الامر؟ علمه الذاتي كل ما هو مطابِق للشيء بحسب علمه الذاتي, يعني ماذا بحسب علمه الذاتي؟ اقرأ لك العبارة.

    صدر المتألهين رحمة الله تعالى عليه عنده عبارة في صفحة 262 من الاسفار الجزء السادس هذه عبارته يقول: فان لكل شيء وجودا طبيعيا هذا الوجود الذي نحن نعيشه, ووجودا مثاليا الآن أما في المثال المتصل او في المثال المنفصل, ووجودا عقليا الذي هو ماذا؟ ولكن انت تتصور أن الوجود المثالي فيه نفس خصوصيات الوجود الطبيعي؟ طيب اذا كان نفس خصوصيات الوجود الطبيعي ما فرض وجودا مثاليا يكون مثاليا او لا يكون؟ لا يكون له خصوصيته, وكذلك الوجود المثالي اذا صار نفسه اذا الشيء صار له وجود عقلي له خصوصياته المثالية او له خصوصيات أخرى؟ اذا صار له نفس خصوصيات الوجود الطبيعي والمثالي فهو ليس وجودا عقلي, النقطة المهمة هذه قال: فكذلك للأشياء وجود الهي عند العرفاء, هذا الوجود الإلهي اذا انطبق هذا الوجود الطبيعي فهو صادق لم ينطبق معه.. وهذا معنى نفس الامر مطابقة لنفس الامر وعدم المطابقة لنفس الامر.

    قال: فكذلك لها وجود الهي عند العرفاء وهذا الوجود أولى بان يكون عبارة عن نفس الامر, أي وجود؟ هذا الوجود الإلهي لا الوجود العقلي, نعم بعد ذلك يقول: نعم الوجود العقلي أيضاً مرتبة من مراتب نفس الامر لماذا؟ لان الوجود العقلي شان من شؤون علم الحق (سبحانه وتعالى) كما تقدم, نعم أن للعارف حق أن يقول كذلك, ولكن النسخة الأصلية ما هي؟ النفس الأمري الأصلي من هو؟ العلم الذاتي.

    قال: اذن وهذا الوجود أولى بان يكون عبارة عن نفس الامر ولا يلزم من ذلك ثبوت المعدومات, ثبوت المعدوم الذي حكم عليه انه محال عبارة عن انفكاك, الآن هذا بحث آخر مرتبط بالأعيان الثابتة الذي الآن لا نريد أن ندخله دخلناه في تمهيد القواعد.

    قال: فنفس الامر عبارة عن العلم الذاتي الحاوي لصور الاشياء يعني لوجودات الاشياء ولكن أي وجود الوجود الطبيعي او المثالي او العقلي؟

    الجواب: الوجود الإلهي الحاوي لوجود الاشياء بحسب وجودها الإلهي لا الطبيعي ولا المثالي ولا العقلي, العلم الذاتي الحاوي لصور الاشياء كلها {يعزب عن عمله مثقال ذرة} او لا يعزب؟ {لا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين} بلي هذا الكتاب المبين ما هو, الآن سمه العقل الكل, اللوح المحفوظ سمه ما شئت, ولكن هذا هو نفس الامر او هذا شأن من شؤون ذلك العلم الإلهي؟ شان من شؤونه.

    كليها وجزئيها بسيط الحقيقة كل الاشياء, كليّها وجزئيّها صغيرها وكبيرها جمعا تفصيلا عينية كانت تلك الاشياء او علمية فقط وليست لها وجود عيني لان بعض الحقائق لها وجود علمي وليس لها وجود عيني {ما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولا في السماء} واضح الى هنا البحث. اذن ما هو نفس الامر؟ العلم الذاتي لا العلم الإلهي لان العلم الإلهي فيه مراتب, العلم الذاتي يعني علمه بذاته منطوي لعلمه بكل شيء, هذا الذي عبر عنه في ما سبق قال: والحق يعلم الاشياء بعين ما يعلم به ذاته, فنفس علمه بذاته علم بكل الاشياء لا انه يوجد عندنا علمان علم بالذات وعلم بالأشياء لا علمه بذاته علمه بجميع الاشياء. هذا من قبيل علمه بملكة الاجتهاد علمه بالرسالة العملية ولكنه بملكة الاجتهاد علمه بالرسالة العملية يعني هذه الرسالة العملية موجودة في ملكة الاجتهاد لان هذه الرسالة العملية مرتبطة بالنشأة الطبيعية أم بالنشأة العقلية؟ لا تتوقع انت هذه النشأة الطبيعية تجدها هناك, أصلاً هذا خلف الفرض لأنك أن وجدت أن هذه الرسالة العملية وجود عقلاني فلا تتوقع أن هذا الوجود الطبيعي موجود اين؟ في الوجود العقلاني هذا في غير محله, واضح هذا المعنى.

    الآن اشكال وهو اشكال دقيق وعميق جدا, الاشكال قياس من الشكل الثاني: الاشكال هذا مضمونه: قاعدة تقول أن العلم تابع للمعلوم وهذا واضح لماذا؟ لان العلم نور والنور يحدد ما هو المكشوف او يكشف عن المكشوف العلم يوجد المكشوف او يكشف عنه؟ العلم يوجد المعلوم او يحكي عنه؟ العلم يحكي عنه اذن هو يؤثر فيه او لا يؤثر؟ اذن على ما هو عليه في نفسه العلم مثل البلاجكتور ماذا يفعل؟ يكشفه, اذن انت عالم بالشيء يعني ماذا؟ يعني هذا الشيء في نفسه ما هو؟ اذا عندك نور تعلم به اذا لم يوجد عندك نور الذي هو العلم ماذا؟ تجهل به, هذا مرادنا أي علم؟ العلم المطابِق لا مطلق العلم لأنه في المنطق انتم تعلمون انه عندما يطلق العلم يراد به الاعم من العلم والجهل يعني المطابَق وغير المطابَق نحن هنا لا نريد أن نتكلم عن العلم الاعم من المطابِق وغير المطابَق, نتكلم عن العلم المطابِق عن العلم الكاشف.

    اذن العلم تابع للمعلوم او متبوع للمعلوم؟ تابع كل علاقة, من هنا الاشاعرة فليرفعوا أيديهم عن الجبر من خلال العلم الإلهي لان العلم الإلهي تابع أم متبوع؟ العلم الإلهي تابع وليس بمتبوع فلهذا نحن في التوحيد الجزء الاول هذا بشكل مفصل وقفنا عنده وشرحناه.

    العلم تابع للمعلوم هذه المقدمة الاولى اجعلوها واتضح معنى التابعية, معنى التابعية ماذا؟ أن العلم كاشف نور ولا علاقة له, يكشف عن ماذا؟ يكشف عن الشيء في نفسه, لا انه يكشف عن نفس الامر, وهذا من المغاليط الواقعة في كلماتهم خلطوا بين الشيء في نفسه وبين نفس الامر نفس الامر شيء والشيء في نفسه شيء آخر, الآن إنشاء الله اذا وفقنا نقف عنده. إذن العلم تابع للمعلوم أما ونفس الامر تابع للمطابِق أم المطابِق تابع له, في مسألة المطابقة لكي يكون صدقا نفس الامر تابع أم متبوع؟ متبوع فلا يعقل أن يكون العلم الإلهي هو نفس الامر لان العلم تابع ونفس الامر متبوع فالعلم هو نفس الامر او ليس هو نفس الامر؟ ليس هو نفس الامر, قياس من الشكل الثاني, ما ادري واضح الاشكال.

    قال: فان قلت العلم تابع للمعلوم أي معلوم هذا الذي علمه تعالى تابع له يعني المعلومات الخارجية؟ قال لا, مرادنا من المعلوم وهو, هذا الضمير يعود على المعلوم وهو الذات الإلهية وكمالات الذات لماذا؟ لان الذات الإلهية علمه به علم الذات بالذات علم بكل ما عداه بكل الاشياء لان علمه بذاته ينطوي على علمه بكل ما سواه.

    اذن هنا يقول العلم تابع للمعلوم ما هو المعلوم؟ ليس الامر الخارجي المعلوم الذات الإلهية لأنه لماذا؟ لأنه قبل أن يوجد الاشياء أصلا يوجد شيء خارجي او لا يوجد شيء خارجي؟ لا يوجد شيء, لا معنى للتبعية اذن المراد من المعلوم ماذا؟ ذاته وذاته هي كل الاشياء بسيط الحقيقة كل الاشياء, ما ادري واضح لماذا قيد المعلوم بالذات الإلهية.

    قال: وعمله تابع للمعلوم والمعلوم ما هو؟ وهو الذات الإلهية وكمالاتها فكيف يكون العلم عبارة عن نفس الامر, والمفروض أن نفس الامر تابع أم متبوع؟ متبوع وانتم فرضتم أن العلم الإلهي هنا تابع أم متبوع؟ اذن قياس من الشكل الثاني: العلم الإلهي تابع للمعلوم ونفس الامر ليس تابعا بل متبوعا فنفس الامر ليس هو العلم الإلهي او العلم الإلهي ليس هو نفس الامر, واضح الاشكال. التفت الى الجواب, قلت: الآن في هذا الجواب سوف يوصلنا الى حقيقة جديدة يقول: نعم في العلم الذي هو تابع ليس بنفس الامر وما هو نفس الامر ليس بعلم تابع في جملة واحدة هذا الجواب أعيده, انتم أشكلتم قلتم بان العلم الإلهي تابع ونفس الامر متبوع اذن العلم الإلهي ليس هو نفس الامر.

    الجواب: العلم الإلهي الذي هو تابع ليس بنفس الامر والذي هو نفس الامر ليس بتابع, بل متبوع, ما ادري واضح, أولا أريد أن اشرح هذه الجملة, العلم الذي هو تابع انتم قلتم أن العلم تابع للمعلوم, هذا العلم التابع هو نفس الامر او ليس هو نفس الامر؟ لا ليس هو نفس الامر, وما هو نفس الامر يعني العلم الذي هو نفس الامر, ذاك تابع او ليس بتابع؟ ليس بتابع ذاك متبوع, كيف؟ يقول: نعم العلم له اعتباران انتم تصورتم عندما نقول علم دائما مرادنا مرتبة واحدة من العلم, العلم بأحد الاعتبارين تابع وهو بهذا اللحاظ نفس الامر او ليس نفس الامر؟ ليس نفس الامر, والعلم باعتبار آخر متبوع وهو نفس الامر وليس بتابع, طيب اين ذاك المكان الذي العلم تابع؟ الجواب في جملة واحدة: في مقام الكثرة فان العلم شيء والمعلوم شيء والا اذا لا يوجد عندك كثرة انت يوجد عندك علم ومعلوم او لا يوجد عندك علم ومعلوم؟ اذن نحن نضع يدنا على العلم تارة يكون في مقام الكثرة وأخرى يكون في مقام الوحدة, في مقام الكثرة العلم تابع للمعلوم وليس مرادنا أن هذا العلم هو نفس الامر, وعندنا علم لا توجد فيه أي نحو من أنحاء الكثرة بل هو عين الذات, في هذا المقام يوجد عندنا تابعية ومتبوعية او لا يوجد عندنا؟ وهذا هو نفس الامر فيكون متبوعا.

    سؤال: تستطيعون أن تجيبون عليه او لا؟ اين يوجد عندنا العلم فيه كثرة وأين يوجد عندنا العلم لا يوجد فيه كثرة؟ (كلام أحد الحضور) احسنتم جزاكم الله ألف خيرا, أحسنت, اذن تبين بان هؤلاء عندما يقولون أن نفس الامر هو علمه الذاتي مرادهم أي علم علم الواحدية أم علم الاحدية؟ علم الاحدية, هناك استهلاك تام هل يوجد تعين او لا يوجد تعين؟ لا يوجد تعين لا يوجد تعين العلم وتعين القدرة واحدهما غير الآخر, والذي هو تابع أي علم؟ مقام الواحدية, واضح, نقرا العبارة.

    قلت: الصفات الإضافية لها اعتباران, اعتبار عدم مغايرتها للذات, الآن انتم بعد ذلك اقرأوا بيان شيخنا الاستاذ انظروا انه قريب لهذا الذي نحن نقوله او شيء آخر, اعتبار عدم مغايرتها للذات واعتبار الصفات الإضافية يكون في علمك الآن لا يتكلم عن العلم فقط بل يتكلم عن كل الصفات الحقيقة ذات الإضافة, يعني العلم القدرة الإرادة هذه وان وجد غيرها لا مشكلة, ولكن ما نعرفه من الصفات الحقيقة ذات الإضافة ما هي؟ العلم, والقدرة, والإرادة.

     يقول: الصفات الإضافية ومراده من الإضافة يعني الحقيقة ذات الإضافة, لها اعتباران هذان الاعتباران ليسا بفرض الفارض ولا باعتبار المعتبر هذان اعتباران نفس أمريان واقعيان, لها اعتباران: اعتبار عدم مغايرتها تلك الصفات للذات, واعتبار مغايرة تلك الصفات للذات, فبالاعتبار الاول العلم, والإرادة, والقدرة, وغيرها من الصفات التي تعرض لها الإضافة ليس تابعا للمعلوم, من باب السالبة بانتفاء المحمول أم من باب السالبة بانتفاء الموضوع؟ من باب السالبة بانتفاء الموضوع يعني لا كثرة حتى يكون شيء تابع وشيء متبوع.

    لذا قال: ليس تابعا للمعلوم والمراد والمقدور لماذا؟ لأنها عين الذات ولا كثرة فيها, أصلا في أي مرتبة من المراتب في الصعق الربوبي لا توجد عندنا أي كثرة؟ مقام الاحدية والا في مقام الواحدية نحن توجد عندنا كثرة ولكنه هذه الكثرة ترجع الى وحدة يعني التعينات جمع التعينات في الاحدية عندنا سلب إسقاط التعينات.

    قال: ولا كثرة فيها, أما وبالاعتبار الثاني يعني العلم غير الذات وهو كذلك, لأنه العلم تعين من التعينات في قبال القدرة في قبال السمع في قبال البصر, فهي غير الذات بوجه وان كانت عين الذات بوجه, وبالاعتبار الثاني العلم تابع للمعلوم وكذلك الإرادة والقدرة تابعة للمراد والمقدور, وباللحاظ الاول يكون نفس الامر لا باللحاظ الثاني, فما هو تابع ليس هو نفس الامر وما هو نفس الامر ليس بتابع.

    تتمة الكلام تأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/10/31
    • مرات التنزيل : 1541

  • جديد المرئيات