نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (66)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين

    قلنا بأنه لا بأس من الإشارة ولو إجمالا الى المباحث المرتبطة بالأسماء الإلهية في الآيات والروايات, طبعا بنحو الاجمال, وإلا البحث ينبغي أن يكون أوسع من هذا ولكن في مظانه المناسبة له.

    البحث في الأسماء الإلهية واقعا اذا احد أراد أن يكتب رسالة في هذا المجال في اعتقادي انه لابد أن يقوم على أساس هذه النقاط:

    البحث الاول: البحث في ما يتعلق بالترغيب والتشويق بمعرفة الأسماء الإلهية, واشرنا الى بعض الروايات التي تشير الى هذه الحقيقة هذا هو البحث الاول.

    البحث الثاني: أن هذه الأسماء الإلهية هل تتمايز في ما بينها او لا تتمايز هل يوجد فرق بين اسم واسم الهي آخر او لا يوجد, هذا هو البحث الثاني الذي واقعا لابد أن ينظر إليه بدقة, في الآيات والروايات, خصوصا في الروايات المتحدثة عن هذه الحقيقة بشكل تفصيلي.

    البحث الثالث: هو انه ما هو طريق إحصائها لأنه في البحث الاول رأينا بأنه أمرت بالإحصاء من أحصاها دخل الجنة, ما هو الطريق لإحصائها, هنا أيضاً توجد أبحاث قيمة مرتبطة بعلم الأخلاق مرتبطة بالعرفان العملي وهي كيفية التخلق والتحقق بالأسماء الإلهية وهو بحث قيم وجليل ومفيد ونافع واقعا, انه ما هو الطريق للإنسان, ما هو الطريق الذي ينبغي أن يسلكة الانسان لكي يصل الى التحقق والتخلق بالأسماء الإلهية.

    البحث الرابع: وهذه من الامور المختصة بالكتاب والسنة هو انه لا تكتفي الآيات والروايات بالتشويق والترغيب وبيان الطريق بل تعرف لنا بعض المصاديق الذين تحققوا وتخلقوا بهذه الأسماء الإلهية, حتى يكونوا قدوة وأسوة للناس, لذا وردت الروايات الكثيرة التي تبين هذه الحقيقة نحن الأسماء الحسنى, روايات بهذا المضمون هذه بيان مصداق المتخلقين والمتحققين بالأسماء الإلهية.

     

    الآن من الواضح بأنه اذا أردنا أن ندخل البحث التفصيلي في هذه الابحاث والأمور والنقاط, تقريبا سوف نخرج عن طبيعة شرح مقدمة الفصوص, ولكنه ما لا يدرك كله لا يترك كله.

    في ما يتعلق بالبحث الاول بالأمس اشرنا إليه بمقدار ومقدار اتضح ما يتعلق بالبحث الثالث أيضا.

    ما أريد أن أقف عليه في هذا اليوم إنشاء الله وننتهي منه وهو انه: هل تتمايز الأسماء الإلهية في ما بينها او لا تتمايز؟

    في الواقع نحن عندما نرجع الى البحث الروائي بل الى البحث القرآني قبل ذلك نجد نعم, أن واحدة من أهم المميزات التي تتميز الأسماء الإلهية بعضها عن بعض أننا نجد أن الله (سبحانه وتعالى) يتسمى ببعض الأسماء تسمية مطلقة بمعنى انه لا يتسمى بها تارة ولا يتسمى بها أخرى بل يتسمى بما يقابلها يعني عندما نأتي الى العلم, عندما نأتي الى القدرة, عندما نأتي الى الحياة, عندما نأتي الى مثل هذه الأسماء نجد أن الله (سبحانه وتعالى) ليس حاله انه تارة قادر وأخرى ليس بقادر, تارة عالم وفي حال آخر ليس بعالم, وعندما نأتي الى قسم ثاني من الأسماء نجد انه لا الله (سبحانه وتعالى) تارة يتسمى بها وأخرى لا يتسمى لا فقط لا يتسمى بها بل يتسمى بمقابلاتها يعني عندما نأتي الى الأحياء نجد انه محي نرى بأنه ليس فقط يحيي بل يحيي ويميت, عندما نأتي الى القبض نجد يقبض ويبسط, عندما نأتي الى العطاء نجد يعطي ويمنع وهكذا عندما نأتي الى الإرادة نجد يريد ولا يريد, يحب ويبغض وهكذا.

    اذن وهذه واحدة من أهم الفوارق بين الأسماء الإلهية, طبعا هذا البحث انتم واضح عندكم لا يبحث عنه لا عرفانياً ولا فلسفيا وإنما بحث روائي قراني.

    من هنا تجد أنهم مذاقهم مذاق إخباري او حديثي او محدثين ركزوا على هذا البعد في التمييز بين الأسماء الإلهية لا الفرق التي ذكرها العرفاء او الحكماء ونحو ذلك.

    هذه القضية واقعا اذا أردنا أن نقف عليها قليلا لابد أن نبحث فيها عن نقطتين, يعني في تمايز الأسماء الإلهية في ما بينها:

    النقطة الاولى: أساساً هل يتصف الله بهذه الأسماء, في النقطة الثانية ابحث او في البحث الثاني, هل يتصف الله (سبحانه وتعالى) بهذه الأسماء التي وردت في الآيات والروايات يتصف بها حقيقة او لا يتصف بها حقيقة؟ انت عندما تقول الانسان عالم العلم وصف حقيقي للإنسان, وعندما تقول الانسان قائم القيام وصف حقيقي للإنسان, جنابك عندما تقول الله عالم واقعا يوجد وصف حقيقي تثبته لله (سبحانه وتعالى) او لا يوجد؟ طبعا لا يتبادر الى ذهنك انه لماذا نطرح هذا التساؤل؟

    باعتبار انه طرح هذا التساؤل بين المتكلمين بل بين المحدثين لعله, الفلاسفة بعيد ولكنه المتكلمين والمحدثين هذا السؤال طرح وطرح بجدية عالية وهو انه هل أن الله عندما يسمى نفسه بهذه الأسماء في الكتاب والسنة هل يتصف بها حقيقة او لا يتصف؟ واضح, هذا البحث.

    عند ذلك يترتب على هذا البحث: اذا كان الله يتصف بها اتصافا حقيقيا اذن ما الفارق بينهما؟ يعني نحن عندما قبلنا أن الله يتصف بالعلم وصفا حقيقيا في قولنا الله عالم, ويتصف بالخالقية والرازقية وصفا حقيقيا عندما نقول الله خالق, الله رازق طيب ما الفرق بين العلم وبين الرزق هل يوجد فرق او لا يوجد؟ وإذا كان فرق فما هو ملاك هذا الفرق؟ لماذا في العالم لا يتصف في المقابل فيه, أما في رازق يرزق ولا يرزق يتصف به وفي ما يقابله, ما ادري واضح تسلسل البحث.

    الامر الاول: وهو أن الله (سبحانه وتعالى) هل يتصف بها اتصافا حقيقيا او لا يتصف؟ في ما يتعلق بهذا الامر الاول يوجد اتجاهان:

    الاتجاه الاول: يقول يتصف بها اتصافا حقيقيا, الاتجاه الثاني يقول: لا يتصف بها اتصافا حقيقيا.

    طبعا في الاتجاه الاول, الآن استعرضها وبعضها أقف عندها وإلا كلها يصير خروج عن البحث, في الاتجاه الاول الذي قال انه يتصف بها اتصافا حقيقيا أيضاً توجد نظريتان: نظرية ترى انه يتصف بها اتصافا حقيقيا ولكنها من قبل المحمولات بالضميمة يعني زائدة على الذات وهذا هو الذي نسب الى المتكلمين, وهي أن الله (سبحانه وتعالى) عالم حقيقة وعلمه غير ذاته وهذه التي عرفت بزيادة الصفات على الذات, الآن واقعا هل يوجد قول وهل يوجد من المتكلمين من يقول او لا, ذاك حديث آخر الآن لا أريد أن أتكلم من الناحية التأريخية انه يوجد قائل او لا يوجد, المهم من حيث التحليل النظري هذا احتمال, هذه نظرية.

    في مقابل هذا الاحتمال ماذا يوجد؟ في قبال هذه النظرية؟ وهو انه يتصف الله بهذه الأسماء وصفا حقيقيا ولكنها زائدة او غير زائدة؟ غير زائدة عليه, هذا في الاتجاه الاول, وهو الذي يعتقد أن الله يسمى بهذه الأسماء يتسمى بهذه الأسماء تسمية حقيقة ولكنه مع هذا الخلاف وهو انها زائدة على الذات او انها غير زائدة على الذات, هذا هو الاتجاه الاول.

    الاتجاه الثاني: هو الذي يقول لا, لا يتصف بها, وصفا حقيقيا ولا يتسمى بها تسمية حقيقة, هنا أيضاً يوجد اتجاهان:

    الاتجاه الاول: نظرية النيابة, وهي التي تقول الله عالم او ليس بعالم, ماذا يقول؟ يقول لا لا يصدق عليه عالم ولكن عمله عمل العالم, وإلا يصدق عليه عالم او لا يصدق؟ لا يصدق فرارا من ماذا؟ فرارا من النظرية الاولى من الاتجاه الاول لأنه قال اذا قال عالم فإن العلم غير الذات فيلزم زيادة الأسماء او الصفات على الذات, هذه نظرية في الاتجاه الثاني.

    النظرية الأخرى في الاتجاه الثاني ماذا تقول؟ يتذكر الاخوة في نهاية الحكمة هناك وقفنا هناك مفصلا, قلنا أن هذه النظرية تقول أن الله عندما يسمى نفسه عالم هذا مرجعه الى عدم الجهل فمعنى عالم يعني ليس بجاهل, ومعنى قادر يعني ليس بعاجز وهكذا, يعني إرجاع كل هذه الأسماء والصفات الثبوتية الى أمر عدمي وسلبي, وهذه النظرية بشكل واضح آمن بها الشيخ الصدوق رحمة الله تعالى عليه في توحيد الصدوق, في توحيد الصدوق في هذه الطبعة التي موجودة بيدي وهو مؤسسة النشر الإسلامي بتحقيق وتعليق السيد هاشم الحسيني الطهراني هناك في ص, طبعا باب صفات الذات وصفات الافعال هناك في آخر هذا الباب في ص143 يقول: قال محمد ابن علي مؤلف هذا الكتاب اذا وصفنا الله تبارك وتعالى بصفات الذات, الآن نحن لم نصل الى تقرير صفات الذات وصفات الافعال نحن الآن نسأل انه يتصف أو لا يتصف بعد ذلك اذا اتصف نسأل أن هذا الاتصاف على نحو واحد او على نحوين, يعني التسلسل الفني لابد أن يكون هكذا اذا وصفنا الله تبارك وتعالى بصفات الذات فإنما ننفي عنه بكل صفة منها ضدها, والمراد من ضدها هنا يعني الضد العام لها, فمتى قلنا انه حي نفينا عنه ضد الحياة وهو الموت, متى قلنا انه عليم نفينا عنه ضد العلم وهو الجهل, ومتى قلنا انه سميع نفينا عنه ضد السمع وهو الصمم, ومتى قلنا بصير نفينا عنه ضد البصر وهو العمى, ومتى قلنا عزيز نفينا عنه ضد العزة وهو الذلة, ومتى قلنا حكيم نفينا عنه ضد الحكمة وهو الخطأ ومتى قلنا غني نفينا عنه ضد الغنى وهوا لفقر, ومتى قلنا عدل نفينا عنه الجور والظلم, ومتى قلنا حليم نفينا عنه العجلة, متى قلنا قادر نفينا عنه العجز, وهكذا, الآن لماذا شيخنا؟

    صريح ظاهرها {ولله الأسماء الحسنى} وهذا ظاهر في الثبوت أم في السلب؟ في الثبوت {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} {قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن أيما تدعوا فله الأسماء الحسنى} صريح القران الكريم أن له أسماء وله صفات يتسمى ويتصف بها حقيقة لماذا انت ترجعها الى امور عدمية؟

    يقول: نعم, تبين أن لديه مشكلة والا ظاهر الامر هو ماذا؟ يقول: ولو لم نفعل ذلك أثبتنا معه أشياء, يعني نظرية الزيادة, يعني اذا قلنا عالم فالعلم غير الذات اذا قلنا قادر فالقدرة غير الذات فيلزم التعدد, ولو لم نفعل ذلك أثبتنا معه أشياء لم تزل معه.

    اذن تبين أن هذه شبهة الأشاعرة والنظرية المنسوبة الى الأشاعرة أدت بالمعتزلة الى نظرية النيابة وأدت بشيخ الصدوق الى إرجاع كل أمر ثبوتي الى أمر ماذا؟ الآن لا يأتيني واحد ويقول نحن فلاسفتنا نفس متكلمينا, متكلمينا مثل, لا يا أخي فوارق أساسية توجد بين المنهج الفلسفي وبين المنهج الإخباري وبين المنهج الكلامي, يوجد شك في أن الشيخ الصدوق واحد من أكابر علمائنا في الحديث, يوجد شخص يشك في هذا المعنى, ولكن هذا نهجه وفي مسألة على أهمية كأهمية معارف ماذا؟ أصلاً أس معارفنا الدينية هي معارف التوحيد وفي هذا الأصل الأصيل الذي هو أصل الاصول نظريته انه عندما نقول عالم يعني ليس بعاجز يعني انت عرفت شيئا عن العلم او لا؟ الذات طيب مجهولة الكنه, التفت, الذات ما هي؟ مجهولة الكنه, نحن كنا قد رضينا أنفسنا انه صحيح لا نستطيع الإكتناه ولكنه نستطيع أن نفتح لإنفسنا نوافذ على الذات من خلال الأسماء والصفات, الذات ما استطعنا أن نتعرف عليها لان الاكتناه ممكن {ولا يحيطون به علما} ولكن كنا نقول نعرفه من خلال ماذا؟ أسمائه وصفاته, الشيخ الصدوق ماذا فعل لنا؟ أبقى هذا الباب مفتوحا أم أغلقه؟ أغلقه قال نحن كل الذي نعرفه انه ليس بعاجز, أما العلم ما هو, ماذا, أبدا لنا حق أن تكلم كأي معرفة عادية, كأي معرفة عامية.

    لذا تجدون أن المحققين عندما جاؤوا الى هذا الكلام قالوا هذا يرجعنا الى نظرية التعطيل, الآن تعرفون انه لماذا هذه النظرية تؤدي بنا الى التعطيل لان الذات مجهولة الكنه والأسماء والصفات رجعت الى امور عدمية وسلبية, اذن هل يبقى لنا طريق لمعرفة الله او لا يبقى؟ لا ذاتاً ولا أسماء ولا صفات.

    يقول: ولو لم نفعل ذلك إثباتنا معه أشياء لم تزل معه ومتى قلنا لم يزل حيا, علميا, سميعا, بصيرا, عزيزا, حكيما, غنيا, ملكا, حليما, عدلا, كريما, فلما جعلنا معنى كل صفة من هذه الصفات التي هي صفات ذاته جعلنا ماذا؟ نفي ضدها, نحن جعلنا إثبات كل صفة يعني ماذا؟ نفي ضدها, اذن أثبتنا أن الله لم يزل واحدا لا شيء معه, يعني خلصنا من نظرية تعدد القدماء, متى نتخلص؟ نتخلص من هذا الطريق وهو انه كلها نرجعها الى امور سلبية الى امور عدمية والعدم يتميز او لا يتميز؟ لا يتميز, فإذا لم يتميز اذن يبقى الواحد على وحدته, يقول: فلما جعلنا معنى كل صفة من هذه الصفات التي هي صفات ذاته نفي ضدها اذن أثبتنا أن الله لم يزل واحدا لا شيء معه, هذه نظرية الشيخ الصدوق.

    طيب هذه النظرية نحن لا نريد أن نتكلم عنها بلغة فلسفية ونجيب عنها بلغة فلسفية, نريد أن نتكلم مع الشيخ الصدوق بلغته لأنه هو استند الى هذه الروايات للوصول الى هذا, فنحن كذلك نريد أن نتكلم بلغته.

    من حيث اللغة التي تكلم بها الشيخ الصدوق واقعا أنا اكتفي فقط بهذه الرواية القيمة الواردة في أيضا في توحيد الصدوق, الحديث الرابع عشر, هذه الرواية التي نحن مرارا قرأناها ولكن نريد أن نقف عندها قليلا.

    الرواية: عن هشام ابن سالم قال دخلت على ابي عبد الله الصادق ×فقال لي أتنعت الله, تصفه او لا تصفه تسميه او لا تسميه؟ مرارا ذكرنا هذا المعنى انه لا فرق بين الصفة والاسم الا باعتبار الذات وعدم اعتبار الذات, أتنعت الله, فقلت نعم, قال: هات, فقلت هو السميع البصير, قال: هذه صفة يشترك فيها المخلوقون, انت عندما تقول الله سميع طيب انت ماذا سميع أم لا؟ سميع, عندما تقول بصير طيب انت الست بصيرا؟ انت بصير, اذن ما الفرق بينك وبينه؟ قال: هذه صفة يشترك فيها المخلوقون, قلت: فكيف تنعته, اذا هشام ابن سالم هذا بيانه, فكيف بالآخرين, التفت الى جواب الإمام  × والتفت الى النتيجة التي يذكرها هشام ابن سالم, هنا هشام ابن سالم يقول فقال: هو نور لا ظلمة فيه وحياة لا موت فيه, وعلم لا جهل فيه, وحق لا باطل فيه, فخرجت من عنده وأنا اعلم الناس بالتوحيد, من هذه الأربع جمل, الآن واقعا ماذا يوجد في كلام الإمام ×, أولا ما هو الفارق بين أن نقول سميع بصير الإمام يقول يشترك فيه المخلوقون, أما اذا قلنا, طيب اذا كنا نقول حي, لو قال هشام ابن سالم يقول: حي عالم طيب الإمام ماذا كان يقول له؟ يعني كان نفس الاشكال يقوله هذه صفات يشترك فيها المخلوقون, طيب الإمام كل الذي حوله من عالم الى العلم ومن نير الى نور ومن حي الى حياة ومن قادر الى قدرة ومن سميع الى سمع, اذا أردنا أن نتكلم بلغة حديثة طيب ما هو الفرق كلها يشترك فيها المخلوقون.

    الجواب: التفتوا كم نكتة توجد في هذه الرواية: أولاً, طبعا أنا أتصور قناعتي الشخصية أن الشيخ الصدوق إنما ارجع الثبوت الى السلب بلحاظ مثل هذه الروايات لأنه قال: نور فارجع النور الى انه ليس بظلمة, علم لا جهل فيه, ففهم من الرواية كان الإمام هكذا يريد أن يقول, يريد أن يقول: علمه ليس بجاهل, والا ليس جزافا الشيخ الصدوق ذهب بذاك المذهب, ولكن أولا الرواية لا يوجد فيها علم يعني لا جهل فيه, اذا الإمام ×كان يقول علم يعني لا جهل فيه, كلام الصدوق صحيح, ولكن الإمام قال علم لا جهل فيه, حياة لا موت فيها, قدرة لا عجز فيها, طيب ماذا يريد أن يقول الإمام  × التفتوا جيدا.

    أولا: الإمام  × خلصنا من قضية الزيادة لأنه اذا كان يقو عالم وقادر والى آخره يعني ذات ثبت له ماذا؟ الإمام  × هذه مسألة الزيادة ماذا فعل لها؟ قضى عليها لأنه اذا كان يقول عالم قادر ندخل في بحث المشتق وانه مركب او بسيط, وزيادة الصفة على الموصوف وقائم به او الى آخره, الى ما شاكل ذلك, عندما قال علم تأتي تلك الابحاث او لا تأتي تلك الابحاث؟ هذه كل الابحاث تنتهي, هذا أولا.

    ثم هو أشكل على هشام ابن سالم قال: اذا قلت سمع او سميع وبصير يشترك فيها المخلوقون, طيب يا ابن رسول الله  ’لماذا ما قلته لا يشترك؟ يقول: الآخرون لهم حياة ولكن حياتهم أما مسبوقة بموت وأما ملحوقة بموت, علمهم أما مسبوق بجهل وأما ملحوق بجهل او مسبوق وملحوق بالجهل, أما الله عندما يتصف بالحياة ويسمى بالحياة هل يسبقه موت او يلحقه موت؟ يشترك المخلوقون او لا؟ واضحة النكتة, لماذا لا يشترك, باقي المخلوقات أي مخلوق تضع يدك عليه, ويتصف بأي وصف فهو مسبوق بعدم وملحوق بعدم مسبوق بجهل وملحوق بجهل, مسبوق بعجز وملحوق بعجز, أما هو مسبوق أم لا؟ لا مسبوق ولا ملحوق, فلذا قال × نور او قال علم لا جهل فيه, أما الآخرون ماذا؟ علم وجهل, أما مسبوق وأما ملحوق وأما مسبوق وملحوق, حياة فيها موت او لا يوجد فيها موت؟ من ذاته أن لا يكون (كلمة غير مفهومة) في ذاته ليس الوجود في ذاته الحياة او ليس في ذاته الحياة؟

    اذن الإمام  × وضع يده على هذه النقطة وهي: أن كل ما عداه ومن عداه من ذاته توجد له هذه الامور او ليس من ذاته توجد له هذه الامور؟ لأنه اذا كان من ذاته توجد له هذه الامور فيكون مسبوق وملحوق بما يخالفه او لا يكون؟ لا يكون, أما من حيث من غيره توجد له هذه الامور فقد يكون مسبوقا او ملحوقاً او مسبوقا وملحوقاً بما يقابله, واضحة هذه النقطة.

    (كلام أحد الحضور) هو الإمام  × قال له مشترك قال له انه انت تريد أن تقول سمع وبصر طيب الله سميع وبصير, انت الم تقل سمع وبصر فالله أيضاً سميع وبصير اذن أين الفرق؟ الفرق في المفهوم؟

    لا, لأننا نحن معتقدين بالاشتراك المعنوي, اذن الفرق اين؟ في المصداق , الآن كيفية مرجعه الى المصداق, هناك المصداق فيه علم وجهل فيه قدرة وعجز, الآن لماذا يصير كلاهما يتناوب على الشيء؟ قرأتم في الفلسفة والحكمة, لماذا أن الشيء تارة يكون موجودا وأخرى معدوماً؟

    اذا لم يكن الوجود والعدم في ذاته والا اذا كان من ذاته الوجود يستحيل أن يطرأ عليه العدم, وإذا كان من ذاته العدم يستحيل أن يطرأ عليه ماذا؟ متى يستطيع أن يتحول من حال الى حال لا هذا ذاته ولا ذاك ذاته, أما صار شيء ذاته الوجود فهل يمكن أن يعتريه الموت او لا يمكن؟ لا يمكن, ذاته الحياة هو حي لا فقط حي بل هو الحياة فإذا كان هو الحياة, اذن هذه حياة لا موت فيه, ليس معناه حياة يعني ليس بميت ولكن أي سنخ من الحياة؟ يعني هذا قيد احترازي لا توضيحي ولكن توضيح بما يقابله, الشيخ الصدوق ماذا أخذه؟ توضيح, قال: معنى حي يعني ليس بميت يعني توضيح للحياة ولكنه بالمعنى العدمي, الإمام لم يبين هذا القيد توضيحي وإنما احتراز, يقول: توجد حياة فيها موت ولكن حياته فيها موت او لا توجد فيها موت؟ يوجد علم فيه جهل ولكن علمه يوجد فيه جهل او لا يوجد فيه جهل؟ لا يوجد فيه جهل, ما ادري استطعت أن أوصل المطلب.

    ومن هذه الجمل يخرج لنا أمران:

    أولا: يثبت اللا ناهي, لأنه اذا كان متناهي في الحياة في العلم في القدرة في النور, اذن فيه ظلمة او لا توجد فيه ظلمة؟ نعم أما مسبوق وأما ملحوق وأما مسبوق وملحوق, ما ادري واضح, هذا التأكيد في روايات ائمة أهل البيت على مسألة أن الله لا حد له يعني لا تناهي اللا تناهي, ومن حده فقد عده ومن عده فقد أبطل أزله, يقول اذا صار معدود يصير متناهي وإذا صار متناهي يعني مسبوق بعدم وملحوق بعدم, كأي معدود آخر فلا يكون أزليا وأبديا لا اقل لا يكون أزليا.

    اذن النقطة الاولى التي تخرج منها, طبعا أول النقطة الاولى انها توجد صفات تثبت له صفات او ينفي عنه مقابلات أي منهما؟ هذا الامر الاول الامر الثاني يثبت التناهي او اللا تناهي؟ يثبت اللا تناهي.

    الامر الثالث: تثبت البساطة المطلقة, يعني ماذا؟ يعني ضع يدك انت على القدرة في الذات, لأنه لماذا اقول في الذات؟ باعتبار قال قدرة ولم يقل قادر حتى تكون صفة زائدة على الذات, قال حياة لم يقل حي اذن هذه الذات هذه الذات حياة لم يقل حي حتى تقول انها زائدة أم غير زائدة, حياة هذه الذات, هذه الذات عندما نضع يدنا على الحياة فيها ونضع يدنا نسأل هل هذه الحياة في حيثية الحياة توجد القدرة او لا توجد القدرة, ماذا تقول؟ فان قلت توجد القدرة يعني هو حياة وقدرة بحيثية واحدة, لا من حيث حي ومن حيث قادر, أما اذا قلت لا لا توجد هذا يلزم المحذور الذي ذكره, يعني في الموضع الذي يوجد حياة توجد قدرة او لا توجد؟ لا توجد, اذن القدرة معها في هذا الموضع عجز أم لا يوجد عجز؟ يوجد عجز لأنه اذا لم توجد القدرة يوجد ما يقابلها ما يقابلها هو عدم القدرة وهي العجز, ما ادري واضح الآن تفهم, وأنا خرجت من عنده وأنا اعلم الناس بالتوحيد.

    هذا المطلب التفت أن المنهج الفلسفي هذا قدرته, هذه الرواية عندما تأتيها انت للشيخ الصدوق ماذا يخرج منها؟ يقول الحياة يعني عدم الموت القدرة يعني عدم العجز والا اذا لم نفعل هكذا لابتلينا بإشكال كذا, أما عندما تعطيها الى الفارابي ماذا يخرج منها؟ نظرية الصرافة, انتم واحدة من أهم, لان الصرافة لإثبات بساطة الواجب من خلال قاعدة الصرافة للفارابي, الفارابي اثبت بساطة الذات من خلال الصرافة صرف الشيء لا يتثنى ولا يتكرر, عندما تعطيها الى العرفاء والفلاسفة فلاسفة الحكمة المتعالية ماذا يخرجون منها؟ يخرجون منها قاعدة بسيط الحقيقة كل الأشياء وليس بشيء منها.

    فإذن لا يتبادر الى ذهنك انه قاعدة الصرافة او قاعدة البساطة بسيط الحقيقة هذه بمعزل عن بيانات ائمة أهل البيت هؤلاء هكذا جلسوا في الهواء الطلق واستنتجوا قاعدة بسيط الحقيقة لا, هذا البيان الولوي الصادر من المعصوم الآن يريد أن يصوغه بصياغة عقلية لا تعبر فلسفة لكي لا يشرد الناس, بصياغة عقلية ماذا يعبر عنه؟ بسيط الحقيقة كل الاشياء, وهذا كم له نظير انتم الآن من تدخلون الى أول الاصول الى آخر الاصول من أول الفقه الى آخر الفقه, لا لا, تقول له هذه القاعدة الأصولية من اين أتيت بها أصالة الظهور وأصالة الحقيقة وأصالة عدم المجاز وأصالة وأصالة .. خمسين أصالة من اين أتيت بها, تقول مولانا هذه كلها متصيدة من بياناتهم من أحوالهم من سيرتهم من كلامهم أتصيدها واجعل منها قاعدة حتى استطيع أن أتفاعل بيني وبينها, هؤلاء أيضاً عندما جاؤوا الى الروايات هذه متصدية مستفادة من كلماتهم.

    اقرأ لك هذه الرواية القيمة في أصول الكافي, في أصول الكافي الجزء الاول ص108 تحت هذا العنوان, باب آخر وهو من الباب الاول تحت عنوان صفات الذات بعده هذه الرواية, عن ابي جعفر × انه قال في صفة القديم انه واحد صمد احدي المعنى ليس بمعاني كثيرة مختلفة قال قلت جعلت فداك يزعم قوم من أهل العراق انه يسمع بغير الذي يبصر, ويبصر بغير الذي يسمع, اذن حيثية السمع غير حيثية البصر وهذا يؤدي لا الى التعدد يؤدي الى التركب يعني تؤدي الى تعدد المعنى, احدي المعنى أم مركب المعنى يصير؟ يصير مركب المعنى.

    قال: فقال كذبوا وألحدوا وشبهوا, هؤلاء من المشبهة لان الله (سبحانه وتعالى) يقول: {ليس كمثله شيء} ولكن هؤلاء وقعوا في مثله شيء, تعالى الله عن ذلك, انه سميع بصير يسمع بما يبصر ويبصر بما يسمع, طيب لماذا لم يقل بسيط؟ أخي العزيز والله غريب عليك هذا البسيط هذا اصطلاح متاجر انت تريد إن الإمام يتكلم قبل ألف سنة باصطلاح الذي أنا أضعه بعد أربعمائة سنة هذا غير معقول اذا كان يريد أن يقول بسيط ويأتون الفلاسفة يضعون اصطلاح آخر يقولون لماذا, بتعبيرنا (اذن لماذا لم يقولوا بسيط) طيب لماذا لم يقولوا بصالة الظهور, اين عندك انت في الروايات أصالة الظهور, أم أصالة حجية خبر الواحد اين يوجد عندك, او الاستصحاب اين عندك, او الاستصحاب الكلي, او عندك تعارض او الحكومة والورود اين عندك انت هذه, طيب هذه انت من اين أخذتها؟ أخذتها من هذه البيانات.

    قال: يسمع بما يبصر ويبصر بما يسمع, هذه رواية.

    ورواية ثانية عن هشام ابن الحكم, انه قال له أتقول انه سميع بصير فقال أبو عبد الله هو سميع بصير سميع بغير جارحة بصير بغير آلة, الى هنا هذا ينطبق على من ينطبق على الملائكة على المجردات أيضاً تسمع وتبصر بغير آلة, المهم الإمام اين انتقل الى هذا المعنى الذي ذكره هشام ابن سالم, بل يسمع بنفسه, ويبصر بنفسه, الإمام خاف أن هذه بنفسه تولد مشكلة, وليس قولي انه سميع بنفسه انه شيء والنفس شيء آخر, أخاف يأتي الى ذهنك بأنه سميع يعني ذات ثبت لها حتى تقع في ما وقع فيه المعتزلي وغير المعتزلي لا لا, الأشاعرة وغير الأشاعرة لا لا, انه شيء والنفس شيء آخر, إذن يا ابن رسول الله, وهذه قاعدة وإنشاء الله اذا صار وقت أبينها لكم, اذن يا ابن رسول الله لماذا هكذا تتكلم؟ قال: يا أخي ولكني أردت عبارة عن نفسي إذ كنت مسؤولا, يعني عندما تلك المعارف تأتي الى قالب الالفاظ ماذا تصير؟ تبدأ هذه زيادة الأسماء والصفات والذات والصفة, هذا كله المشكلة اين مرتبطة؟ مرتبطة بعالم المعاني, بعالم الالفاظ, بعالم التعابير, إذ كنت مسؤولا وإفهاما لك إذ كنت سائلا, بعد ذلك أضاف الإمام, فأقول يسمع بكله, اذن يوجد مجال للتركب وتعدد الحيثيات او لا يوجد؟ لا, ذاته سمع يعني سمع كله لا صمم فيه, بصر كله لا عمى فيه, لا أن معنى البصر يعني عدم العمى يريد أن يقول بأنه هذا السمع سنخ سمع يمكن أن يكون مسبوقا وملحوقا بالصمم او لا يمكن؟

    بعبارة أخرى: يريد أن يقول أن السمع نفس ذاته, لا انه معطى من الغير, التفت الى العبارة.

    يقول: فأقول يسمع بكله, استدرك الإمام, لا أن كله له بعض, لأنه انت عندما تسمع الكل الكل له ماذا؟ له بعض له أجزاء, أخاف انت عندما تسمع الكل مباشرة تتصور أجزائه, لا لا, لا أن كله له بعض, لان الكل لنا له بعض لكن أردت إفهامك والتعبير عن نفسي وليس مرجعي في ذلك كله الا انه السميع البصير الخبير بلا اختلاف الذات ولا اختلاف المعنى.

    فهذه الدعوى التي ذكرها الشيخ الصدوق غير تامة, تبقى عندنا الدعوى الثانية التي هي أساسا هل يوجد اختلاف او لا يوجد؟ إنشاء يأتي.

     والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/11/25
    • مرات التنزيل : 1465

  • جديد المرئيات