نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (69)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: وتلك الصور فائضة عن الذات الإلهية بالفيض الاقدس والتجلي الاول بواسطة الحب الذاتي وطلب مفاتح الغيب التي لا يعلمها الا هو ظهورها وكمالها فان الفيض الإلهي ينقسم بالفيض الاقدس والفيض المقدس.

    يتذكر الاخوة بالأمس قلنا أن التسلسل يبدأ بهكذا طريق وهو انه: نحن نستطيع أن نتكلم تارة عن الصعق الربوبي وتارة نتكلم عما سوى الله عالم الأكوان بتعبيرهم, في ما يتعلق بالصعق الربوبي ذكرنا انه في الصعق الربوبي ذكرنا هناك بحث عن الاحدية والواحدية ولوازم مقام الواحدية التي هي الاعيان الثابتة.

    في ما يتعلق بالأعيان الثابتة هل هي مفاضة من قبله (سبحانه وتعالى) او ليست مفاضة هؤلاء يعتقدون بان الاعيان مفاضة من قبله (سبحانه وتعالى) ولكنه هذا الفيض هو الفيض الاقدس بواسطة الفيض الاقدس في مقابل تحقق هذه الاعيان ووجودها الخارجي الذي يتحقق من خلال الفيض المقدس.

    وأتصور بان القضية بحسب من عرف نفسه عرف ربه, القضية واضحة الانسان توجد عنده مرتبة هي مرتبة ذاته وحقيقته هي التي يعبر عنها بانا, وبعد ذلك يوجد عنده, طبعا قلنا بان التعبير عن هذه بالمرتبة لا يخلو عن مسامحة عن تجوز, لأنه هذه ليست مرتبة في قبال المراتب الأخرى بل هي مرتبة مقومة بل هي حقيقة مقومة لجميع المراتب الأخرى, يعني أن مرتبة العقل قائمة بهذه الذات مرتبة الوهم على القول بها قائمة بهذه الذات, مرتبة الخيال قائمة بهذه الذات, مرتبة الحس المشترك قائمة بهذه الذات, طيب الآن تعالوا معنا واقعا الانسان اذا أراد أن يوجد شيئا تفصيليا في الخارج, هذا الشيء الذي يريد أن يوجده في الخارج, لان الشيء ما لم يتشخص في الخارج لا يوجد, هذا الذي يريد أن يوجده في الخارج هل هو مسبوق بالعلم او غير مسبوق بالعلم؟ هل يعقل أن يوجد الانسان شيئا غير مسبوق بالعلم بذلك الشيء؟ هل يمكن؟ غير معقول والا لما أمكن أن يوجده؟ الآن هذا

     

    العلم له عدة مراتب: مرتبة من هذا العلم هي بنحو الاجمال في مرتبة العقل ولكن عندما ننزل الى ما دون العقل يوجد عندنا ماذا؟ عندما ننزل عن مرتبة العقل يوجد عندنا الخيال او الوهم, هذا الخيال توجد فيه الصور العلمية بنحو البساطة أم بنحو التفصيل؟ توجد عنده بنحو التفصيل وعند ذلك تنتقل الى الحس المشترك ومن الحس المشترك الى الواقع الخارجي, كذلك في الاعيان الثابتة فان الاعيان الثابتة هي المرتبة العلمية التفصيلية للأشياء قبل وجودها في عالم الاعيان الخارجية, هذه هي مرتبة الاعيان, طيب هذه من يوجدها؟ الله (سبحانه وتعالى) يعني تلك الذات هي التي توجد هذه التفاصيل الآن هل هي مسبوقة بالعدم او لا؟ الجواب: ذكرنا نحن مرارا بأنه لكي يوجد الحق شيئا لا يشترط أن يكون مسبوقا بالعدم والا كان ينبغي أن نلتزم بانقطاع الفيض مع انه لا دليل على انقطاع الفيض, اذن عندما نقول هذه فائضة لا انه بالضرورة انها كانت معدومة ثم وجدت لا, من الأزل في الصعق الربوبي ولكنها فائضة منه.

    حتى يميزوا بين هذا الفيض وبين الفيض الذي يكون مسبوقا بالعدم ثم يوجد قالوا موجودة بوجوده لا بإيجاده, وهذا التعبير متكررة في كلمات صدر المتألهين رحمة الله تعالى عليه حيث يعبر عن هذه الامور الموجودة في الصعق الربوبي يعبر يقول: هذه مرتبطة بوجه الله, وإذا مرتبطة بوجه الله فليس معناه الإيجاد بل معناه باقية ببقائه لا انها باقية بإبقاءه.

    اذن عندما نقول فيض أقدس لا يتبادر الى الذهن بأنه كانت معدومة ثم وجدت, وهذا الامر من الأزل هو في الصعق الربوبي بهذه الاشكال بهذا النحو الذي نحن نفهم ذلك, طيب هنا عند ذلك عندما نسال هذا السؤال: أن الاعيان مجعولة او غير مجعولة؟ ماذا تقولون؟ الجواب: اذا أريد فصل, بنحو غير مجعولة وبنحو مجعولة, اذا أريد يعني انها لم تكن ثم وجدت لا ليس الامر كذلك, اذا أريد انها واجبة بنفسها لا ليست واجبة بنفسها ليس مرادنا من عدم مجعوليتها انها غنية وقائمة بنفسها, لا هي قائمة بمن؟ قائمة بالغير, قائمة به (سبحانه وتعالى) وإذا كانت قائمة به فهي مجعولة او غير مجعولة؟ مجعولة تكون ولكن بهذا المعنى لا الجعل الذي عندنا وهو انها لم تكن ثم وجدت, خصوصا بناء على انقطاع الفيض, من يؤمن من حيث الابتداء أن الفيض منقطع كما هو مشهور المتكلمين ماذا يقولون؟ لم يكن الشيء ثم وجد, هذا لا معنى له (اذا تسمحون لي شيخنا هذه أبحاث ليس محل سؤال تدرون أكمل ثم بعد ذلك اسمح لكم شيخنا).

    اذن هذه الامور مجعولة بنحو وغير مجعولة بنحو, اذا كان المراد من المجعولية يعني انها بالإيجاد ثم بالإبقاء لا ليست مجعولة بهذا المعنى وإذا كان المراد من عدم المجعولية يعني غنية وواجبة لا هي مجعولة, فإذن عندما نقول مجعولة نريد أن ننفي انها واجبة وغنية, عندما ننفي مجعوليتها نريد أن ننفي انها مسبوقة بحال دون هذا الحال, الآن لماذا أبين هذه القضية, باعتبار أن كلمات هؤلاء الإعلام مرة ظاهرها المجعولية ومرة ظاهرها عدم المجعولية, عدم المجعولية بينا النكتة فيها والمجعولية بينا النكتة فيها.

    الآن اذا تبينت هذه الحقيقة تعال معي الى أول سطر من هذا الكتاب, هذه القضية هناك كثيرا حاولنا أن نوضحها ولكن الآن بعد أن بينا الآن يتضح الامر, قال: الحمد لله الذي عين الاعيان, اذن هذه ظاهر العبارة ماذا؟ عينت, أولا إثبات المجعولية واثبات لم تكن ثم كانت, في الواقع بحسب الترتب نعم لم تكن ثم كانت, يعني في مقام الاحدية هي موجودة او غير موجودة؟ غير موجودة, هذه وجدت اين ثبوتها اين؟ في مقام الواحدية واقعا لم تكن ثم كانت, لكن لا بمعنى عندنا لم يكن في يوم الأحد ثم كان في يوم الاثنين, لا ليس الامر كذلك, الحمد لله الذي عين الاعيان, فلذا انتم تتذكرون قلنا انه توجد عنده عبارة أخرى يقولون انها غير مجعولة أنا كتبت, يشم من العبارة انها مجعولة وسيصرح بعدم مجعوليتها بعد ذلك, وسيأتي إنشاء الله هذه نكتتها هذه النقطة.

    وقدرها هذه تعبير وقدرها يعني هو قدرها والتقدير تعلمون يأتي في عالم التفصيل لا في عالم القضاء لا الفرق بين القضاء والقدر أن القضاء هو رتب الاجمال والقدر هو رتبة التفصيل, وقدرها بعلمه في غيب ذاته, واقعا في غيب ذاته, لأنه في الصعق الربوبي غيب أم شهادة؟ الاعيان مرتبطة بالغيب أم بالشهادة, مرتبة باسم الباطن أم بالاسم الظاهر؟ (كلام أحد الحضور) الاعيان (كلام أحد الحضور) لا لا يوجد ظهور, الا الظهور النسبي لا لا مقصودي وهذا البحث تقدم, بأنه ما سوى الله يدخل تحت اسم الظاهر اما ما يتعلق بالصعق الربوبي يكون داخل تحت اسم الباطن.

    وقدرها بعلمه في علم ذاته وتمم ولطف برش نور التجلي عليها على الاعيان, وانعم وأظهرها لأنه هذه كانت موجودة في مقام الاحدية او لم تكن؟ بلي كلها موجودة, (هذا سببه شيخنا لأنه لم تحضروا الدروس السابقة تصير هذه المشكلة فلهذا اذا لم تجيبوا أفضل لأنه هذه مولانا سبعين درس الآن مرة واحدة تدخلون على الخط فهكذا يصير)

    وأظهرها بمفاتح الجود والكرم عن مكامن الغيوب لا مكامن الغيب لأنه قبله الاحدية وقبل الاحدية اللا بشرط المقسمي, مكامن الغيوب ومقار العدم, ماذا هناك العدم شيء حتى يكون له مقر؟ قلنا لا, يعني انه العدم أي عدم؟ يعني ليس لهذا الوجود الخاص بها, هذا الذي عبر عنه ثابت ولم يعبر عنه ماذا؟ قال أعيان ثابتة ولم يقل أعيان موجودة, هذه نكتة انه عبرت عن الاعيان بالثبوت ولم يعبر عنها بالوجود, لأنه هذه ليس وجودها الخاص وإنما وجود من؟ وجوده, لا وجودها.

    الفرق بين العين الثابتة والعين الخارجية ما هو؟ في العين الثابتة موجودة بوجودها أم بوجوده؟ بالوجود المختص به, أما اذا تصير هذه العين الثابتة عين خارجية هذا وجودها او وجوده؟ وجودها, هذا الوجود الخاص بها, واضح لماذا يعبر عن الاعيان بالثابتة, ولم يقال انها موجودة, وبينا بالأمس بأنه لماذا يعبر عنها أعيان, لأنه ليس الكلام في المفاهيم وإنما الكلام في الحقائق الخارجية.

    قال: ووهب لكل منها ما قبل استعداده, الآن هذا بحثه بعد ذلك يأتي, اذن اتضحت هذه الجملة, تعال نقرأ هذه الجملة.

    قال: وتلك الصور أي صور؟ التي هي صور معقولة التي هي في علمه التي عبر عنها بالأعيان الثابتة التي قلنا انها لوازم الاسماء بالأمس بينا معنى اللوازم, وتلك الصور فائضة عن الذات الإلهية بالفيض الاقدس, الآن لماذا يسمى هذا الفيض أقدس, ولماذا يسمى ذاك الفيض الثاني مقدس؟ أولا يوجد جهة اشتراك انه كلاهما قدسي, لأنه أقدس او مقدس كلاهما يعني من عالم الطهارة من عالم القدس, اذن يوجد جهة اشتراك كلاهما ما هو؟ قدسي, ومع ذلك يوجد بينهما فرق ويوجد بينهما تفاضل تمايز؟ ما هو التمايز؟

    أولاً انه هناك توجد كثرة وهنا توجد كثرة ولكن هذه الكثرة كثرة منشأها ما سوى الله يعني كثرة في ما سوى الله أما تلك كثرة ما سوى الله او كثرة في الصعق الربوبي؟ فإذا أقدس عن السوائية لان هذا السوائية نقص أم كمال؟ نقص من الواضح لأنه نبتعد عن معدن العظمة وهذه الحقيقة بيناها مرارا للاخوة قلنا: كلما ابتعدنا عن معدن العظمة زادت الكثرة وقلت الوحدة وكلما اقتربنا من معدن العظمة زادت الوحدة وقلت الكثرة وهذا بحث تقدم مفصلا في تمهيد القواعد الاخوة يتذكرون, انه كلما اقتربنا تكون الوحدة حاجبا للكثرة وكلما ابتعدنا الكثرة تكون حاجا عن الوحدة.

    فهنا عندما يقول أقدس كما يقول في الحاشية, الاقدس من السوائية, يعني ذلك الفيض داخل في ما سوى الله الفيض الاقدس او في الصعق الربوبي؟ لا ذاك مرتبط بالصعق الربوبي اما هذا الفيض يسمى مقدس لأنه مرتبط بما سوى الله.

    لذا تعالوا معي الى ص222 من هذا الجزء او 223 قال في السطر الرابع: أي الاقدس من شوائب الكثرة الاسمائية ونقائص الحقائق الامكانية, إنما صار أقدس لأنه هذا الفيض يريد بهذا الفيض يتحقق عالم الاسماء ومن عالم الاسماء تتحقق الاعيان ومن الاعيان تتحقق الحقائق الخارجية, ومن هنا صار الاقدس, اذن معنى الأقدسية صار ما سوى الله, الاقدس عما سوى الله, الاقدس عن الكثرة الامكانية بل الاقدس حتى من الكثرة الاسمائية.

    قال: وتلك الصور فائضة على الاسماء الإلهية بالفيض الأقدس والتجلي الاول, اذا يتذكر الاخوة ارجع مرة أخرى وأقول: في بحث التمهيد قلنا بأنه لا يعبر عن الاحدية بالتجلي, لأنه واقعا لا يوجد تجلي لا يوجد ظهور, لذا أول تجلي لله (سبحانه وتعالى) مرتبة بمقام الواحدية لذا عبر عنه ماذا؟ هذا الفيض الاقدس بالتجلي الاول, لا يقول لنا قائل قبل مقام الواحدية يوجد عندنا مقام الاحدية ومقام الاحدية ليست هي الذات بل هي مرتبة شأن من شؤونها اذن تحتاج الى إفاضة؟ الجواب: أن تلك مرتبة بالغيب المطلق لذا يتعلق بها إفاضة او لا يتعلق؟ لذا التجلي من اين يبدأ؟ يبدأ من هذا المقام وهو مقام الواحدية.

    قال: والتجلي الاول, الآن لماذا؟ لماذا أن الله يتجلي ويظهر؟ يقول: بسبب الحب الذاتي, (كنت كنزا مخفيا فأحببت) القراءة المشهورة والتي نحن قرأناها للاخوة, قراءة أخرى وشرحناها (كنت كنزا مخفيا فأحببت أن اُعرَف) هذه القراءة المشهورة أُعرف ولكن نحن كيف قرأناها أعرِف, (فأحببت أن اعرَف) وقلنا أن هذا العرفان المرتبط بالمظاهر معرفة الشيء نفسه شيء ومعرفة الشيء نفسه من خلال مظاهره شيء آخر كلاهما صحيح وبينا هذه الحقيقة في محله.

    بواسطة الحب الذاتي, طبعا هذا أيضاً يشير إليه في نفس المكان ص223 أشار الى العبارة بهذا المعنى قال: كما قال كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أُعرَف) ص223 السطر السابع, يقول وهو عبارة عن التجلي الحبي الذاتي الموجب لوجود الاشياء واستعداداتها في الحضرة العلمية هذه الاعيان الثابتة ثم العينية هذه الحقائق الخارجية كما قال (كنت كنزا مخفيا فأحببت أن اعرف).

    قال: بواسطة الحب الذاتي, وبواسطة هذه بواسطة عطف على بواسطة, بواسطة الحب الذاتي وبواسطة طلب مفاتح الغيب, اذا يتذكر الاخوة في محله قلنا أن هذه المفاتيح لمقام الاحدية اسماء أربعة ما هي هذه الاسماء الأربعة؟ الاول والآخر والظاهر والباطن, اذا يتذكر الاخوة هذه اين اشرنا إليها؟ (كلام أحد الحضور) في ص 68 في موضع منها بلي, قال: والاسماء تنقسم بنوع من أنواع القسمة الى أربعة اسماء هي الأمهات وهي الاول والآخر والظاهر والباطن ويجمعها الاسم الجامع وهو الله والرحمن الذي قلنا في ما سبق أن هذا أي الله؟ ذكرنا هذا المعنى أي فلكل منهما الاسماء الحسنى الداخلة فكل اسم يكون مظهره الى آخره هناك بيناه مفصلا في ص68 الذي وقفنا درسين عند هذه الجمل الدرس51 والدرس52 من الكتاب, هذه المفاتيح, جيد.

    يقول: وطلب مفاتح الغيب, لأننا قلنا أن هذه الخزائن تحتاج الى مفاتيح مفاتح انت اذا لا يوجد عندك مفتاح هذه الخزائن تستطيع أن تفتحها او لا؟ وخزائن مفاتيح هذه الخزائن او مفاتيح مقام الاحدية يمر من خلال الاسم الاول والآخر والظاهر والباطن, وطلب مفاتح الغيب التي لا يعلمها الا هو طلب ماذا؟ طلب ظهورها وكمالها, يعني الحب الذاتي وهذه المفاتح تطلب ظهور هذه الصور العلمية ظهورها اين؟ في عالم العين الخارجية.

    فان الفيض الإلهي ينقسم الى الفيض الاقدس والى الفيض المقدس, هذا البحث أيضا أشار إليه صدر المتألهين في الاسفار الجزء السادس ص263 هناك عنده هذه العبارة يقول: وهذه المرتبة, الآن تعرفون انه نحن لماذا لم ندرس الاسفار قبل التمهيد وقبل العرفان, إنشاء الله تعالى عندما تأتون بإذن الله تعالى الى أبحاث العلة والمعلول في الجزء الثاني وأبحاث الإلهيات بالمعنى الأخص وأبحاث اسمائه في الجزء السابع, عند ذلك تعرفون عمق هذه الأجزاء عمقها كنه هذه الأجزاء تعرفونها أما قبل التمهيد وقبل الفصوص هذه كنت تعرفون انه ماذا كان يقول أحدية وواحدية تعرفون هذه؟ أبدا أبدا ألفاظ تحفظونها وتتجاوزون لا تعرفون ماذا يريد أن يقول, الآن التفتوا كم العبارة واضحة هنا.

    يقول: وهذه المرتبة من العلم لأنه عبارته في الفصل الثاني عشر يقول: ذكر صريح الحق وخالص اليقين ومخ القول في علمه تعالى السابق على كل شيء حتى على الصور العلمية القائمة بذاته, هذا أي علم الذي هو سابق على الصور العلمية القائمة بذاته؟ هذا أي مقام؟ الصور العلمية أي مقام؟ مقام الواحدية المرتبة القائمة المتقدمة على الصور العلمية أي مقام؟ مقام الاحدية, الآن انت بينك وبين الله انه اذا هذه القضية لم تكن واضحة عندك مقام الاحدية ومقام الواحدية ماذا تستطيع أن تحرر محل النزاع هو اين يتكلم ملا صدرا؟ التفتم الى العبارة.

    يقول: السابق على كل شيء, انت ذهن يذهب الى كل شيء يعني قبل الإيجاد, يعني قبل الإيجاد الخارجي ولكن هو يضيف قيد, يقول: حتى على الصور العلمية القائمة بذاته التيهي بوجه عين الذات وبوجه غيرها, لأنه من الواضح بأنه الشؤون عين الذات بوجه عينها وبوجه غيرها.

    لذا قال: وهذه المرتبة من العلم هي المسماة بالغيب, المشار إليه {وعنده مفاتح الغيب} طيب هذه المرتبة مرتبة الاحدية مفاتيحها من اين تمر؟ هذه الاسماء الأربعة الاول والآخر والظاهر والباطن, {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو} فالمفاتيح هي الصور التفصيلية والغيب هو مرتبة الذات البحتة المتقدمة على تلك التفاصيل, هذا أي قسم من اقسام التقدم بالعلية, بالشرف,. بالزمان, بالمكان؟ ليس واحد, هذا الذي في النهاية قرأتموه انه صدر المتألهين وهو التقدم بالحق, حتى يصحح هذا انحاء التقدم, لأنه انتم تعلمون بان الاحدية متقدمة على الواحدية والواحدية متقدمة على الاعيان, الواحدية اسماء, لا أبداً ليس هذا المعنى من العلية, شرف بالطبع بالزمان بالتجوهر أبداً بالدهر أبداً, كونوا على ثقة وإنما بالحق الذي ذكره صدر المتألهين, على أي الاحوال.

    قال: بواسطة الحب الذاتي وطلب مفاتح الغيب التي لا يعلمها الا هو, فان الفيض الإلهي ينقسم الى الفيض الاقدس والفيض المقدس, وبالأول يعني بالفيض الاقدس تحصل الاعيان الثابتة واستعداداتها الأصلية ولكن اين؟ في مقام العلم يعني في الشأن الربوبي يعني في الصعق الربوبي وبالثاني يعني بالفيض المقدس تحصل تلك الاعيان اين؟ في الخارج, يعني خارج الصعق الربوبي والا كلها خارج, طيب ماذا الشؤون في الصعق الربوبي ليس خارج هذا من قبيل الخارج الذي قرأناه في قبال الذهني, قلنا بأنه باعتبار الذهني والخارجي على حد سواء ولكن نعبر ذهني في قبال خارجي وخارجي في قبال الذهني هذا الخارجي الخاص في قبال الخارجية العامة, هنا أيضا كذلك.

    قال: وبالثاني تحصل تلك الاعيان في الخارج مع لوازمها وتوابعها واليه أشار الشيخ بقوله والقابل المراد من القابل أي قابل هنا؟ حتى تعرفون انه هذا معرفة الاصطلاح اخواني التفتوا جيدا, لو في الفلسفة تقول قابل الى اين يذهب ذهنك؟ استعداد استعداد القائم بالمادة, الم تفهم هكذا, طيب هنا يعبر عن الاعيان بأنها قابلة يعني مراده هذا القابل الذي نقرأه في الفلسفة؟ يقول: لا, تقول اذن لماذا تقول قابل؟

    يقول: طيب أعطني لفظ آخر, ما عندي لفظ ماذا افعل؟ ليس المراد من القابل هنا يعني القابل الاصطلاحي يعني الاستعداد الذي تحمله المادة, المراد من القابل يعني الاعيان الثابتة, والقابل لا يكون الا من فيضه الاقدس, والعين الخارجية لا يكون الا من فيضه المقدس, هذه نص العبارة واليه أشار الشيخ, في أول الفصل الآدمي في ص222 هناك في آخر السطر من الكتاب ص222 قال: وما بقي الا قابل والقابل ما هو؟ لا يكون الا من فيضه الاقدس, هذه عبارة الشيخ في المتن في أول الفصل الآدمي.

    وذلك الطلب الآن رجع, قال: بأنه هذه الحب الذاتي وطلب مفاتح الغيب تطلب الظهور الآن اما ظهورا علميا وهي الاعيان الثابتة وأما ظهورا خارجيا عينيا وهي الوجودات الخارجية, ذلك الطلب الم يقل وطلب مفاتح الغيب ظهورها الم تطلب الظهور, طيب يقول على أي أساس يوجد طلب؟ يقول: باعتبار الاول والباطن وذلك الطلب مستندا أولا الى الاسم الاول والباطن, هذا المعنى اذا الاخوة يريدون أن يراجعونه بشكل مفصل نحن وقفنا عنده في ص71 تعالوا معنا الى أول ص71 او من آخر ص70 ابدأوا لكي الاخوة يربطون بين الابحاث لأنه اذا أريد أن أقف عليها لابد درس او درسين هنا, الاخوة يرجعون هناك ويدققون.

    ومن الاسماء ما هي مفاتيح الغيب, قلنا التعبير القرآني مفاتح الغيب, ومن الاسماء ما هي مفاتيح الغيب التي لا يعلمها الا هو, الى أن يأتي ويقول: وكلها هذه مفاتيح الغيب, وكلها داخلة تحت الاسم الاول والباطن بوجه, وهي قلنا هذه مفاتيح الغيب, وهي المبدأ للاسماء التي هي مقام الواحدية التي هي هذه الأسماء, المبدأ للأعيان الثابتة, ما ادري واضح صار, قال: كما سنبين إنشاء الله تعالى كما سنبين, ولا تعلق لها بالأكوان, هذه مفاتيح الغيب لها تعلق بالأكوان او ليس لها تعلق؟ اليوم يأتي معنا انه توجد اسماء ولا تعلق لها ماذا؟ يعني بعبارة أخرى توجد اسماء ولا مظاهر عينية لها في عالم ما سوى الله, هذا ما معناه؟

    قال: وذلك الطلب مستند أولاً الى الاسم الاول والباطن ثم بهما أي بالأول والباطن مستند الى الآخر والظاهر الآن يبين, يقول: الاعيان الثابتة تحت أي اسم؟ الاعيان تدخل تحت الباطن أم تحت الظاهر؟ تحت الغيب او تحت الشهادة؟ تحت الغيب لأنها مرتبطة بالصعق الربوبي كما انه جنابك انه الصور العلمية ظاهر أم باطن؟ صورك العلمية باطن نعم اذا قيست الى ما فوقها قد تكون ظاهرا, لذا قلنا هذا نسبي والا بالنسبة الى مقام الاحدية باطن أم ظاهر؟ ظاهر وان كانت بالنسبة الى الفيض المقدس وما يتحقق بالفيض المقدس تكون غيبا وباطنا.

    قال: لأن الأولية والباطنة ثابتة للوجود العلمي التي هي الاعيان الثابتة, والآخرية والظاهرية ثابتة للوجود العيني يعني الوجود الخارجي والوجود الذهني, والأشياء هنا بحث جديد.

    ما هي النسبة بين الوجود العلمي يعني الاعيان الثابتة وبين الوجود الخارجي يعني الحقائق الخارجية يعني ما سوى الله, يقول: النسبة بينهما هي العموم والخصوص المطلق, فكل ما هو له وجود خارجي له وجود علمي وليس كل ما له وجود علمي فله وجود خارجي, يعقل أن يوجد شيء في متن الاعيان ولم يكن مسبوقا بالعلم؟ {الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} ماذا يعقل أن يخلق بلا علم؟ هذا الخلق مرتبط بما سوى الله يعني بعالم بالأعيان الخارجية لا بالأعيان الثابتة, {الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} هذه الجملة والأشياء ما لم توجد في العلم لم يمكن وجودها في العين إشارة الى انه الشيء الخارجي لابد أن يكون له وجود علمي ولا عكس, من هنا يتولد سؤال وهذا الذي نريد أن نجيب عليه, وهو انه: انتم قلتم بان الاعيان الثابتة هي استعدادات الاشياء واستعداد الشيء يطلب الظهور او لا؟ كيف يعقل يكون عين ثابتة وهو طلب للظهور ومع ذلك ليس له مظهر في العين الخارجية؟ ما ادري واضح السؤال.

    لماذا أن النسبة بينهما يعني بين العلم والعين بين الاعيان الثابتة والأعيان الخارجية هي العموم والخصوص المطلق لماذا؟ هنا يقسم الاعيان الثابتة بحسب طلب ظهورها في العالم الخارجي الى ممكنات والى ممتنعات, قال: والأشياء ما لم توجد في العلم لم يمكن وجودها في العين, هذه والأعيان, يريد أن يشير الى هذا الجواب للسؤال المقدر الذي اشرنا إليه, ولا عكس, ما لم يوجِد في العلم لا يوجَد في العين ولكن ليس كل ما وجد في العلم وجد في العين, لماذا؟ هنا يريد أن يبدأ بالجواب عن هذا السؤال المقدر.

    والأعيان بحسب امكان وجودها في الخارج وامتناعها في الخارج فيه يعني في الخارج, تنقسم الى قسمين: أعيان ممكنة الوجود في الخارج, واعيان ممتنعة الوجود في الخارج التفت, أعيان ممكنة الوجود في الخارج, واعيان يعني له صورة علمية او لا؟ نعم له صورة علمية, يعني له عين هناك او لا؟ يعني له ثبوت في نفس الامر او ليس له ثبوت, ولكن له ثبوت في الخارج او ليس له وجود؟ فالأول هو الممكن والثاني هو الممتنع, طيب اضرب لنا مثالا للممتنع؟ (كلام أحد الحضور) شريك الباري طيب هذا مثال بعد (كلام أحد الحضور) لم يزود احد (كلام أحد الحضور) اجتماع النقيضين اثنين, انتهى (كلام أحد الحضور) ماذا (كلام أحد الحضور) جزاك الله خير الآن اتركنا على شريك الباري.

    نحن ماذا عرفنا الممكن؟ قلنا العين الثابتة التي يمكن أن توجد في الخارج ماذا عرفنا الممتنع؟ (كلام أحد الحضور) شريك الباري له عين؟ (كلام أحد الحضور) لا شريك الباري له عين؟ لا تذهب وتتكلم عن المفاهيم المفهوم مرتبط بعالمي أنا, تكلم لي في حقائق عالم الصعق الربوبي نحن نتكلم.

     بعبارة أخرى: شريك الباري له نفس الامر؟ (كلام أحد الحضور) له؟ انظروا الآن ينفتح لكم بحث أن الأصوليين والمتكلمين وجملة من الحكماء عندما وقعوا في إشكالية شريك الباري ممتنع صادقة قالوا هذه شريك الباري لابد أن تكون مطابقة لنفس الامر مع أن شريك الباري له نفس الامر او ليس له نفس الامر؟ له نفسية او لا نفسية له؟ (كلام أحد الحضور) اذن يحتاج الى لوح او لا يحتاج؟ يحتاج الى نفس أمرية او لا يحتاج؟

    من هنا يأتي تحقيق رشيد وعميق للعرفاء يقولون: تعالوا نميز لكم بين الممتنعات فان الممتنع الفلسفي لا عين ثابتة له, نعم والممتنع العرفاني له عين ثابتة ونحن عندما نقول ممتنعات مرادنا أي ممتنعات؟ الممتنعات العرفانية لا الممتنعات الفلسفية, لذا التفت الآن فقط اقرأ عنوان البحث إنشاء الله غدا اشرحه لك بشكل مفصل.

    يقول: قسم والممتنعات الممكنات يعني ممكنة الوجود في الخارج والممتنعات يعني والممتنعات الوجود في الخارج, وهي أي الممتنعات اصطلاحا تصدق على أمرين: قسم يختص بفرض العقل كشريك الباري والا له نفس الامر او ليس له نفس الامر؟ له عين ثابتة او ليس له عين ثابتة؟ اما تعال معي الى ص83 أول الصفحة: وقسم لا يختص بالفرض بل هي امور ثابتة في نفس الامر موجودة اين؟ وجود حقيقي عيني في العلم لازمة لذات الحق وشريك الباري لازم لذات الحق؟ اجتماع النقيضين لازم لذات الحق؟ اجتماع النقيضين ليس مفهومه, اجتماع النقيضين مصداق, وإلا اجتماع النقيضين كمفهوم هو اجتماع النقيضين او ليس اجتماع النقيضين؟ ومن هنا جاءت المغالطة, اجتماع النقيضين بالحمل الشائع يعني مصداق اجتماع النقيضين له عين ثابتة او ليس له عين ثابتة؟ والا لو كان له عين ثابتة اذن يجتمع النقيضان او لا يجتمع؟ طيب يجتمع النقيضان.

    اذن كان لشريك الباري عين ثابتة اذن شريك الباري ممتنع او ليس بممتنع؟ ليس بممتنع, اذن هذه القضية كيف نصورها هذه مرتبتها اين هذه القضايا اجتماع النقيضين محال, شريك الباري ممتنع, هذا بحثه إنشاء الله يأتي. 

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/11/28
    • مرات التنزيل : 1717

  • جديد المرئيات