نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (74)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    ولابد أن تعلم أن كل ما هو موجود في الخارج وله صفات متعددة فهو مظهر لها كلها, فان كان يظهر منه في كل حين صفة منها فهو مظهر تلك الصفة في ذلك الحين, كما أن الشخص الانساني تارة يكون مظهر الرحمة وتارة مظهر النقمة باعتبار ظهور الصفتين به.

    بالأمس ذكروا الاخوة بأننا كنا بصدد بيان اقسام المظاهر قلنا أن المظاهر لها اقسام متعددة, اشرنا بنحو عام الى بعض هذه الاقسام, قلنا أولاً أن هذه المظاهر تختلف سعة وضيقا من حيث الوجود هذه السعة والضيقة والكلية والجزئية العرفانية لا المنطقية ولا الفلسفية.

    الفارق الثاني قلنا فيما يتعلق الثبات والتحول وهو أن هذه المظاهر بعضها ثابتة كالعقول وبعضها متحولة كالنفوس, الفرق الثالث, في أن هذه المظاهر بعضها مشتركة في الاسماء المشتركة, وبعضها مظهر لاسم مختص.

    بعبارة أخرى: إن هذه المظاهر تارة هي مظاهر لأسماء مشتركة الكمالات وأخرى لأسماء مختصة هذه أيضاً بيناها, لذا انتم تجدون أن بعض المظاهر الإنسانية واقعا تصدر منها آثار هذه لا تصدر من الجميع, وبعض المظاهر تصدر منها آثار مشتركة بين الجميع وان اختلفت شدة وضعف قوة ونقصا ونحو ذلك.

    الفارق الرابع الذي يشير إليه في هذا البيان وهو أن المظاهر تختلف من جهة أخرى, وهي أن المظهر اذا كان مظهرا لأسماء متقابلة او لأسماء مختلفة وبينا الفرق بين الاسماء المتقابلة والاسماء المختلفة فبعضها يكون مظهرا لاسم منها ولا يتحول عن ذلك الحال وبعضها ماذا؟ طبعا هذا بنحو من الانحاء يرجع الى الثبات والتحول, فلذا تجدون أن الانسان الواحد في بعض الاحيان يظهر عليه آثار الرحمة وآثار الاسماء الجمالية عند ذلك يقول >أرحنا يا بلال< هذه أرحنا يا بلال انه هنا عندما يسمع صوت بلال تسكن النفس او بعبارة أخرى يكون مظهرا من مظاهر الجمال او مظهرا من مظاهر الجلال أي منهما؟ أما اذا لا سمع الآذان وبدأت ترتعد فرائصه يصفر مرة ويحمر أخرى أي اسماء تظهر هنا؟ اسماء الجلال أسماء

     

    الهيبة أسماء الخوف الإلهي, وممكن في موجود في إنسان واحد تارة يكون بهذا النحو وتارة يكون بذاك النحو فلذا قال: ولابد أن تعلم أن كل ما هو موجود في الخارج, التفتوا جيدا مراد هؤلاء من الخارج يعني خارج الصقع الربوبي يعني ما سوى الله الذي هو فعل الله, الذي هو اثر الله, كما ضربنا المثال: قلنا تارة نتكلم على مستوى العاقلة والواهمة, والمتخلية والحس المشترك, , وأخرى نتكلم على مستوى القيام والجلوس, والنوم, والأكل, والشرب, كلها مرتبطة بزيد سواء كان تعقله فهو لزيد, او قيامه فهو قيام زيد, ولكن فيما يرتبط بالتدبر, بالتفكر, بالتأمل, بالتصور, هذه مرتبطة بالصقع النفسي في داخل النفس أما قيام وجلوس, وذهاب, وإياب مرتبطة بكونه من أفعال هذا الانسان, الواقع فيما يرتبط بالوحدة الشخصية للوجود أيضاً كذلك ما نسميه بالصقع الربوبي بمنزلة العاقلة والواهمة والمتخيلة وغير ذلك, ما نسميه بسوى الله من قبيل قيام, وجلوس, وذهاب, فهو فعل الله سبحانه تعالى وهؤلاء عندما يقولون خارج هذا الخارج عندهم غير الخارج عند المشائين الخارج عند المشائين البينونة بينه وبين الخالق ما هو؟ البينونة عزلة, أما بناءً على ما تقوله الوحدة الشخصية بينونة صفة, والبينونة كما قال إما الموحدين> والبينونة بينونة صفة لا بينونة عزلة < وأطمانو أن المعركة الفلسفية كلها في هاتين الجملتين, يعني اذا أردنا أن نلخص المعركة الفلسفية على مدة 3 آلاف عام او سبعة آلاف عام هذه, وهو انه نحن لا اشكال ولا شبهة عندنا خالق ومخلوق لا القائل بالوحدة الشخصية ينكر هذه الإثنينية ولا القائل بالتباين ينكر هذه الاثنينية ولا القائل بالوحدة التشكيكية ينكر هذه الاثنينية, كلهم يؤمنون بهذه الاثنينية, لا يوجد احد يقول أنا الله, الله أنا, أجلكم الله هذا حمار الذي يقول هذا, من الذي يقول هذه الموجودات الله, الله هذه الموجودات, حلولا او اتحادا حلولا او اتحادا لا أحد يقول هذا, نعم الذي قالوه أن هذه الاشياء التي خلقت من قبله اُوجدت, أفيضت, هذه الإفاضة هل أدت الى أن يكون هذا المُفاض والمستفيض بينه وبين المفيض بينونة عزلة او ليست بينونة عزلة؟ القائل بالوحدة الشخصية يقول ليست بينونة عزلة لذا يعبر عن كل ما سوى الله انها شؤونه سبحانه وتعالى مظاهره سبحانه وتعالى , القائل بالبينونة العزلية يقول لا هذه معلولاته سبحانه وتعالى والمعلول غير العلة, أي غيرية؟ غيرية العلية والا هذه الغيرية الشأنية العارف أيضاً يقبل ذلك, على أي الاحوال.

    قال: ولابد أن تعلم أن كل ما هو موجود في الخارج وله صفات متعددة, مرة انه ليس له الا صفة واحدة يعني مظهر لاسم واحد من الواضح هذا لا تظهر عليه صفات متعددة, إنما الكلام في الموجودات الخارجية التي لها صفات متعددة.

    فهو مظهر لها كلها, هذه الموجود الخارجي الذي هو مظهر لصفات متعددة مظهر لها جميعا, نعم فرق هذا, فان كان يظهر منه, أي من هذا المظهر, في كل حين صفة منها فهو مظهر تلك الصفة في ذلك الحين, طبعا المظهرية أيضاً  تختلف تارة تكون على مستوى الحال, وأخرى تكون على مستوى الملكة, وثالثة تكون  على مستوى التخلق, رابعا تكون على مستوى التحقق وهكذا, هذه المظهرية تارة تكون حالا وأخرى تكون مقاما وانتم تعلمون فرق كبير, الحال يأتي ويذهب بسرعة كصفرة الخجل او الوجل, او حمرة الخجل, هذه الحمرة والصفرة التي يأتي الى الخائف او الخجلان هذه تستمر او انه يأتي أن, ثانية ثانيتين او خمسة ثواني وتذهب, أما بخلاف بعض الحالات الأخرى تجدها تبقى مع الانسان يوم, يومين, أسبوع, شهر, ولعله تلازمه دوام العمر, وانتم عندما ترجعون الى حالات الانبياء هذه تجدونها, انه كان بعضهم تأتيه بعض الحالات في صلاة الليل يبكي, أما بعضهم أربعة وعشرين ساعة يخاف ويبكي هذه تحولت الى ملكة, الى تخلق, الى تحقق ونحو ذلك, هذا نحن تعرضها له مفصلا في كتاب (من الخلق الى الحق).

    قال: أما أن الشخص الانساني تارة يكون مظهر الرحمة وتارة يكون مظهر النقمة, هذا الذي يقال في علي أمير المؤمنين ÷أن جمع بين الاضداد, ولكنه عندما يأتي الرسول الأعظم |ماذا؟ وما أرسلناك الا رحمة للعالمين مظهر الرحمة العامة الإلهية, {ورحمتي وسعت كل شيء}.

    قال: وتارة مظهر النقمة باعتبار ظهور الصفتين فيه, وان كان يظهر فيه صفة معينة او صفات متعددة دائما فهو مظهر لتلك الصفات دائما وأبداً وبحسبها, فهذه انتقلت من حال الى حال الى حال الملكة والتحقق, أيضاً كما قلنا بالأمس هذا بصدد بيان المصاديق والا ليس مطلبا أساسياً قد انت تناقش في الاصول الموضوعية لهذه لا مشاحة في الاصطلاح ولا مناقشة في الاصول الموضوعة. فالعقول والنفوس المجردة من حيث انها, أي العقول والنفوس, من حيث انها عالمة بمبادئها وعالمة بما يصدر منها, يعني عالمة بعللها وعالمة بمعلولاتها, عالمة ممن صدرت وعلمت بما صدر منها, لماذا؟ لأنها مجردة ولكن مجرد فهو عاقل, فإذا كان عقل وعاقل ومعقول, فهو عاقل لعلله وعاقل لمعلولاته, أما لمعلولاته فواضح,.فان العلة تعلم معلولها بعلم حضوري وأما بعللها فهي أيضا اذا كانت مجردة عالمة بعللها ولكن بحسب إنائها الوجودي وسعتها الوجودية.

    قال: من حيث انها عالمة بمبادئها بعللها, وعالمة بما يصدر منها بمعلولاتها فالعقول والنفوس المجردة ( مظاهر للعلم الإلهي), ولكن مظاهر للعلم الإلهي في مقام العلم او في مقام الذات؟ يعني في الصقع الربوبي او فيما سوى الله هذا العلم الفعلي او العلم الذاتي؟ هذا العلم الفعلي لأنه عقول ونفوس, والعقول النفوس مرتبطة بما سوى الله, لذا يتذكر الاخوة نحن في أبحاث النهاية اشرنا الى هذه القاعدة, وكذلك في أبحاث التمهيد قلنا أي مرتبة من مراتب الوجود الإمكاني يعني ما سوى الله عندما نضع يدنا عليه كما هو مخلوق له هو معلوم له ولكن بأي علم؟ بالعلم الفعلي يعني العلم في مقام الفعل لا العلم في مقام, يعني هذه مرتبة من مراتب علم الحق, ولكن مرتبة من مراتب علم الحق الذاتية او مرتبة من مراتب علم الحق الفعلية؟ مرتبة من مراتب علم الحق الفعلية, لان الله كما عنده مراتب من العلم الذاتي الذي مقام الاحدية, مقام الواحدية, مقام الاسماء, مقام الاعيان, هذه كلها مراتب علم ولكن مراتب علم في الصقع الربوبي كذلك عنده مراتب علم مرتبطة بما سواه, يعني بما سوى الله التي تبدأ بالعقول, والمثال, والشهادة, هذه كلها مراتب علمه الفعلية يعني في مقام الفعل.

    قال: مظاهر للعلم الإلهي وكتب إلهية, يعني كتاب محو الإثبات, الكتاب المبين, الكتاب الذي لا يتغير ونحو هذه الكتب الإلهية وهذه قرأناها فيما سبق يتذكر الإخوة كم كتاب قلنا فيما سبق.

    قال:مظاهر للعلم الإلهي وكتب إلهية, طبعا هذه مظاهر للعلم الإلهي بلحاظ عالمة بمبادئها, وهي كتب إلهية, بلحاظ ما يصدر عنها, يعني بالنسبة لما يصدر عنها هي كتاب الهي, والعرش, هذه مبنية على النظرية القديمة, وهي انه نحن عندنا أفلاك تسعة, سبعة, ثمانية, وعندنا فلك الافلاك وفلك الأطلس والى آخره, الآن يريد أن يطبق هذه المراتب على ما ورد في النصوص الشرعية.

    والعرش مظهر الرحمن ومستواه, والكرسي مظهر الرحيم, والفلك السابع مظهر الرزاق, والفلك السادس مظهر العليم, والفلك الخامس مظهر القهار, والفلك الرابع, الذي شيخنا الاستاذ الشيخ حسن زاده يقول الشمس, هذه على الطبيعيات القديمة كأصول موضوعة مأخوذة ليس لها علاقة بالبحث العرفاني والفلسفي, والرابع مظهر النور والمحيي, والثالث مظهر المصور, صوركم, والثاني مظهر الباري, والأول مظهر الخالق, هذا باعتبار, هذا البحث اذا يتذكر الاخوة نحن فيما مضى وقفنا عنده, كما انه جنابك زيد, عمر, بكر, عندك روح نسميها روح زيد, نفس زيد, هؤلاء عندما يأتون الى  الشمس الى القمر الى عطارد يعتقدون أن لها نفوس وأرواح ومن هنا قسّموا النفوس الى نفوس إنسانية والى نفوس فلكية, وهذا وقفنا عنده مفصلا في بحث علم النفس الفلسفي من المنظومة موجود في الكتاب وموجود في الكاسيت, قد انت تقول لا هذا اشتباه هذا بحث آخر, كما انه الآن يأتي الى أي واحد من هؤلاء العلماء تقول له نحن معتقدين أن هذا الجدار حي سميع عابد مسبح شاكر, يقول بأي دليل تتكلم بهذا الكلام نحن بالمختبر لم نرى هذا, تقول له أنا ليس عندي علاقة بالمختبر أنا عندي علاقة بالقران والقران يقول {وان من شيء الا يسبح بحمده} ولكن انتم لا تفتهمون, {ولكن لاتفقهون تسبيحهم} واللطيف أيضاً ليس فقط أن هؤلاء يسبحون و لا يعلمون بل يسبحون ويعلمون أنهم يسبحون {كل قد علم صلاته وتسبيحه} يوجد فرق بين أن يوجد العلم ولا يوجد علم بالعلم, القران يقول هؤلاء يعلمون ويعلمون أنهم يعلمون, انت فهمت فبها ونعمت أما اذا لم تفهم ماذا تفعل {لا تفقهون تسبيحهم} التفتوا جيدا, هذا البحث بحث صغروي انت تريد أن تقبل الافلاك لها نفوس او ليس لها نفوس كما انه اذا كانت لها نفوس يأتي هذا السؤال المعقد والذي هو متداخل في كل أبحاثنا وهو انه لها تأثير على حياتنا او ليس لها تأثير؟ ماذا تقول؟ ليس حسب الروايات أصلاً انت يوجد شيء في حياتك ذهاب زواج رزق, سفر, يوجد شيء والروايات قائلة اطلع يوم الاربعاء بالليل تعال بهذا الشكل بالنهار بهذا الشكل, هذه نحوسة الايام هذه سعادة الايام, اذن مولانا هذه كل المنظومة الشمسية هذه لها تأثير بشكل مباشر في حياتنا وارتباطاتنا؟ انت اذا تقول يوثر اذا النكاح وقع في كذا اذا ولد انعقد نطفته كذا, وهذا له تأثير مباشر في حياتنا, هذا بحث موجود لابد أن يبحث بشكل مفصل, وبحثه التجزيئي لا يوصل الى نتيجة يعني انت يأتي تقول هذه تعبديات لأنها روايات, لا ليس بهذا الشكل هذه بها أسس فلسفية علمية والروايات أكدت هذه الحقيقة, على أي الاحوال.

    هذا باعتبار الصفة الغالبة على روحانية الفلك, يعني كل فلك له روح له نفس, نحن عندما نقول الفلك الثالث مظهر مصور يعني ليس مظهر الاسماء الأخرى؟ يقول لا أيضاً مظهرها لأنه يوجد قاعدة تكلمنا عنها فيما سبق قلنا ما من مظهر اذا صار مظهرا لاسم فهو ذلك الاسم الغالب والا بطونا كل الاسماء موجودة هناك.

    هذا باعتبار الصفة الغالبة على روحانية الفلك المنسوب إليه ذلك الاسم فكلما أمعنت النظر في الموجودات وظهر لك خصائص تلك الموجودات تعرف انها مظاهر لتلك الاسماء التي تقع هذه المظاهر مظاهر لها  والله الموفق.

    تنبيه, هذا التنبيه اخواني من اعقد مباحث العرفان النظري, التفتوا جيدا, وكاملا حاولوا أن تهضموا كلمه كلمة ما اقول لكم, وهي مسألة أن الاعيان الثابتة مجعولة او غير مجعولة؟ هذا الذي يتذكر الاخوة في أول دخولنا في هذا الكتاب قلنا  أن العبارة ماذا يشم منها تعالوا معنا الى أول صفحة من هذا الكتاب هنا في مقدمة الشارح في صفحة 13, الحمد لله عين الاعيان بفيضه الأقدس الأقدم, هذا قلنا من هذا التعبير انها مجعولة او غير مجعولة؟ مجعولة.

    اذن لابد أن يبحث عن هذا البحث الاساس أن الاعيان الثابتة المرتبطة بما سوى الله او بالصقع الربوبي؟ بالصقع الربوبي, لان الاعيان لوازم الاسماء والاسماء مرتبط بمقام الواحدية بعد مقام الاحدية وهذه كلها مرتبطة بمقام الصقع الربوبي او مرتبطة بحضرة الصقع الربوبي بالعبارة الدقيقة, وليس بعالم الصقع الربوبي وان كان مسامحة نسميه أيضاً عالم من العوالم ولكن واقعا هو حضرة من الحضرات الخمس التي اشرنا إليها بالأمس, هل هي مجعولة او غير مجعولة؟ في الواقع أنا أتصور من الناحية الفنية, لابد أن نعرف أولاً أساساً ما هو الجعل وبماذا يتعلق, ولكن مع الاسف أن العرفاء دخلوا المسألة مباشرة, سألوا هل الاعيان مجعولة او غير مجعولة؟ قول قال انها غير مجعولة, قول قال انها مجعولة, وقول قال أن النزاع لفظي لان الذي يثبت الشيء لا ينفيه النافي والذي ينفي لا يثبته المثبت, وانتم تعلمون اذا صار النفي والاثبات في محورين فالنزاع لفظيا لان المثبت يثبت شيئا لا ينفيه النافي, والنافي ينفي شيئا لا يثبته المثبت, فلا يكون النزاع حقيقي هناك حتى نقول توجد أقوال في المسألة القول الاول كذا القول الثاني كذا, القول الثالث كذا, ولكن كان ينبغي من الناحية الفنية ماذا يقولون أولاً؟ ساساً نعرف أولاً الجعل بماذا يتحقق؟ وبماذا يتعلق؟ اذا اتضح أن الجعل بماذا يتعلق عند ذلك نسأل هل الاعيان مجعولة او غير مجعولة والا لم نحقق, لم نحرر محل النزاع في الجعل بماذا يتعلق وبماذا لا يتعلق فهل تحل أن الاعيان مجعولة او غير مجعولة او لا تحل؟ لا تحل لأنه قد يوجد نزاع في أن الجعل بماذا يتعلق؟ النزاع هناك ولكن ينعكس على الاعيان انها مجعولة او غير مجعولة.

    مقدمة لابد أن تعرفوا أنا سأدخل بالطريقة التي أنا اعتقدها, مقدمة لابد أن تعلموا أن الجعل هو الايجاد ومن الواضح أن الجعل بمعنى الايجاد يستحيل أن يتعلق بالواجب لأنه غني عن الجعل ويستحيل أن يتعلق بالممتنع لأنه دون الجعل, هذا الممتنع الفلسفي وليس الممتنع العرفاني لا تخلط والا انتم تتذكرون أن الاعيان الثابتة قسمناها الى ممكنات والى ممتنعات وهي أعيان المقسم لها ماذا؟ أعيان ثابتة لها نحوا من الثبوت, والاعيان الثابتة قسمناها الى ممكنة والى ممتنعة وليس مرادنا ذاك الامتناع العرفاني وإنما مرادنا الامتناع الفلسفي.

    اذن أولاً محور البحث في الممكن لا في الواجب لأنه فوق الجعل ولا في الممتنع الفلسفي لأنه دون الجعل هذا بحث, اذا اتضحت هذه الحقيقة التفتوا جيدا, لابد أن ندخل في أصل البحث, هذا الممكن الذي يتعلق به الجعل ما هو؟ التفتوا جيدا, تارة نقول أن كل ما له نحو من أنحاء الوجود الامكاني لأنه قلنا الوجود الواجبي لا يتعلق, والممتنع ليس له وجود, اذن هذا قيد الامكاني دائما موجود معنا الى الآخر سواء صرحنا به أم لم نصرح, تارة نقول أن أي نحو من انحاء الوجود الامكاني, يعني المسبوق بالعدم المسبوق بغيره سمه بما شئت هذا يتعلق به الجعل, أي نحو من انحاء الوجود سواء كان وجودا خارجيا او كان وجودا علميا هكذا نعبر, سواء كان وجوده الخاص به او وجود القائم به, يتذكر الاخوة ميزنا بين هذين النحوين من الوجود, قلنا أن الشيء قد يكون له وجود خاص به فنقول وجود الماء هذا الوجود خاص بالماء فلهذا هذا الوجود لا يكون وجود الشجر, ولا يكون وجود الحجر, ولا يكون وجود السماء, ولا يكون وجود الانسان, يعني هذا الوجود فقط, يعني فيه بعد إيجاب وفيه؟ التفتوا جيد حتى تلتفتون الى قاعدة بسيط الحقيقة اين؟ في الوجودات الخاصة بالاشياء فيها عقدان عقد الايجاب وجود الارض, وعقد سلب ليس وجود السماء, ليس وجود الماء, ليس وجود الانسان الى آخره هذه التي قلنا ليسيات, وأخرى أن الشيء يكون له وجود ولكن ليس وجوده الخاص به وإنما وجود ذلك الشيء القائم به هذا الشيء, اذا أريد أن أقربه الى ذهنك ضع ذهنك معي, الآن تعال المهندس يأتي لكي يبني عمارة او بيت أول شيء يفعل في ذهنه؟ يوجد الصورة العلمية ثم يحقق الوجود الخارجي للصورة العلمية, عندما يتحقق الوجود الخارجي للبناء وللبيت هذا وجود خاص بهذا البيت فهذا الوجود يكون لغيره او لا يكون؟ لا يكون, هذا الوجود الخاص بالشيء, وأخرى وجود علمي للشيء هذا الوجود وجود هذه الصورة او النفس القائمة بها الصورة, أي منهما؟ فلذا تجدون انه يتزاحم مع الوجودات الأخرى او لا يتزاحم؟ لا يتزاحم.

    اضرب مثال اذا جئنا الى وجود الحرارة في الخارج تنسجم مع وجود البرودة او لا تنسجم اذا صار الشيء وجود البرودة يمكن أن يكون وجود الحرارة لان هذا الوجود الخلص بالبرودة وهو يقابل الوجود الخاص للحرارة,  أما تعالى الى ذهنك وجود الحرارة والبرودة يجتمعان او لا يجتمعان؟ لماذا يجتمعان؟ انت سالت الى نفسك هذا السؤال؟

    لأنه هذا ليس وجود البرودة ووجود الحرارة هذا وجود الانسان القائم به البرودة والحرارة, ووجود الانسان واحد او متعدد, فإذن هذا وجود خاص بالحرارة او وجود زيد القائم به الحرارة؟ فهذا وجوده الخاص او وجوده القائم به هذه الصورة؟ لا ادري استطعت أن أميز بين النحوين من الوجود, اذا اتضحت هذه المقدمة الاساسية في الجعل نحن عندما نقول جعل الذي هو إيجاد, هل الجعل يتعلق بأي نحو من انحاء الوجود, سواء كان الوجود الخاص بالشيء او لم يكن او لانطلق الجعل الا على ما كان وجوده الخاص به أيا منهما؟

    الجواب: اذا بنينا على أن الجعل لا يتعلق لا اقل اصطلاحا الا اذا كان للشيء وجود خاص به فالاعيان الثاتبة مجعولة او غير مجعولة؟ لماذا لان الاعيان الثابتة ثابتة موجودة بوجودها الخاص بها او بوجود الاسماء التي هي عين الذات, يعني بوجود القائم بها او بوجودها الخاص بها؟ بوجوده القائم بها, اذا قلنا أن الجعل اصطلاحا لا يتعلق الا بما له وجوده الخاص به, اذن هذه الصورة الذهنية التي انت توجدها في الذهن مجعولة او غير مجعولة؟ غير مجعولة, فالاعيان الثابتة تكون غير مجعولة, ولكن هذا لا يجعلها واجبة اصطلاحا انها لا يقال مجعولة, أما اذا قلت لا عندما نقول جعل الجعل يتعلق بأي وجود إمكاني اعم من أن يكون وجوده الخاص به أم لم يكن كذلك فالاعيان مجعولة او غير مجعولة؟ تكون مجعولة,

    هذا تابع لما تختار في الجعل, الجعل هو هذا او الجعل ماذا؟ يعني اصطلاحا يطلق على هذه النحو من الوجود ولو كان وجودا علميا قائما بوجود من له هذا العلم او انه الجعل لا يصطلح على ذلك أي منهما؟ لا ادري اتضحت او لا؟

    الآن تعالوا على مستوى الرواية, الروايات ماذا تقول؟ لعل ظاهر الروايات تشير الى الاول يعني الجعل ما هو؟ نحن الاول ماذا قلنا؟ لا الجعل الثاني, انه أي نحو من انحاء الوجود والتحقق والثبوت, لعله هذا الحديث كلما ميزتموه بأوهامكم, مرارا ذكرنا أن الوهم بحسب الاصطلاح الروائي يعني العقل الذي عندنا, بقرينة أيضاً توجد هنا وهي بأدق معانيه, بأدق معانيه هذه وظيفة الوهم او وظيفة العقل؟ كل ما ميزتموه بأوهامكم بأدق معانيه فهو مخلوق مصنوع مردود إليكم, اذن أطلق عليه مخلوق يعني مجعول, أطلق عليه مصنوع يعني له صانع وله جاعل, اذن اذا نتكلم على هذا المستوى اذا صحت هذه الرواية اذن يظهر لفظ الجعل, لفظ الخلق, لفظ الايجاد, يشمل حتى الصور العلمية وقد ذكرنا أن الاعيان الثابتة بمنزلة الصور العلمية في علم الحق سبحانه وتعالى, فهي مجعولة او غير مجعولة؟ تكون مجعولة, فالاعيان تكون مجعولة, أما اذا قلنا أن الجعل اصطلاحا لا يطلق الا اذا كان للشيء وجوده الخاص به والصور العلمية لها وجودها الخاص بها او ليس في مرحلة كونها صورة علمية؟ اذن مجعولة او غير مجعولة فالاعيان الثابتة غير مجعولة, واضح صار هذا المعنى, اتضحت هذه المعركة وانتهينا منها وهي بالنتيجة أن الاعيان مجعولة او غير مجعولة؟

    الجواب: هذا مبني على أن الجعل اصطلاحا على ماذا يطلق أن كان على أي نحو من انحاء الثبوت ولو الثبوت العلمي فالاعيان الثابتة مجعولة, أما اذا كان لا يطلق الا على ما له وجوده الخاص به فالاعيان مجعولة او غير مجعولة؟ فلهذا تعال اقرأ لك بعض العبارات قبل أن ندخل في تنبيه.

    قال: فالجعل,  هذا آخر سطر من صفحة 87, فالجعل إنما يتعلق بها, أي بالأعيان, بالنسبة الى الخارج, أي خارج؟ يعني لها وجودها الخاص بها, وليس جعلها الا إيجادها في الخارج, بناء على هذا الماهيات او الاعيان الثابتة مجعولة او غير مجعولة؟ غير مجعولة, اتضحت القضية, أما اذا قلنا لا أي نحو من انحاء الوجود خارجيا كان, الذي مختص به, علميا كان, الذي ليس مختصا به, وكان امكانياً فيتعلق به جعل, فالاعيان مجعولة او غير مجعولة؟ نعم مجعولة.

    هذا التحقيق الذي نحن بيناه, الآن تعال الى المتن الذي قلنا مع الاسف انه ما دخل على هذا المدخل الفني الصحيح وإنما مباشرة دخل الى المسألة أن الاعيان مجعولة او غير مجعولة؟ قال:يوجد قولان في المسألة قول يقول انها مجعولة وقول يقول انها غير مجعول, التفتوا جيدا, تعالوا معنا الى القول الاول والى القول الثاني, القول الاول: انها ليست مجعولة استدل لذلك بقياس من الشكل الثاني, طبعا كل هذه مطوية في هذه الثلاث او الأربعة اسطر ولكن افتحها للاخوة.

    القول الأول: إن الاعيان ليست مجعولة ودليله قياس من الشكل الثاني, بيانه الاعيان ليست موجودة في الخارج يعني بوجودها الخاص بها, وكل مجعول موجود في الخارج, هذا يقول الجعل إنما يتعلق بالوجود الخاص به, اذن الاعيان مجعولة او غير مجعولة؟ قياس من الشكل الثاني, لا ادري واضح او لا؟ الاعيان ليست موجودة في الخارج, وليست غير موجودة لها نحو من الثبوت والا لما كانت علم الحق سبحانه لأنه علم الحق لا يتعلق بالمعدوم, الاعيان ليست موجودة في الخارج, وكل مجعول موجود في الخارج اذن الاعيان ليست مجعولة, هذا دليل القائلين بأنها ليست مجعولة.

    تعالوا معنا الى دليل القائلين بالقول الثاني انها مجعولة حتى ترون النزاع اين؟

    الثاني: انها مجعولة, باعي دليل؟ قياس من الشكل الاول, الاعيان لها وجود علمي, والا لها نحو من الثبوت ونحن لم نقول بالواسطة أما موجودة وأما معدومة, الاعيان لها وجود علمي وكل موجود اعم من أن يكون علميا او خارجيا فهو مجعول اذا كان وجود ممكن قلت لك أن هذه قرينة عقلية متصلة أحفظها, وكل علميا كان او خارجيا فهو مجعول, فالاعيان تكون مجعولة, اتضح المطلب, هذا كلا الدليلين انظروا النزاع اين يكون, أن الجعل بماذا يتعلق؟ ذاك في إحدى مقدميته قال كل مجعول فهو موجود في الخارج, يعني جعل لفظ الجعل متعلق بماله وجوده الخاص, هذا جعل لفظ الجعل او اصطلاح الجعل اعم من أن يكون له وجوده الخاص, او لم يكن له وجوده الخاص, اتضح المعنى, فلنقرأ عبارة قليلا.

    الاعيان من حيث انها صور علمية لا من حيث لها وجود خارجي عيني من حيث انها صور علمية لا توصف بأنها مجعولة, شيخنا انت قلت فيما سبق الحمد لله الذي عين الاعيان لذا اذا يتذكر الاخوة الذين يحشون كلماتي وتعليقاتي, قلت وان كان بعد ذلك سيصرح بأنها غير مجعولة وان كان ظاهر عبارته يشم منها انها مجعولة, ولكن في هذه العبارة يصرح بأنها غير مجعولة.

    يقول: لا توصف بأنها غير مجعولة, لماذا؟ برهان, لأنها حينئذ, يعني حين كونها صور علمية, لأنها حينئذ معدومة في الخارج والمجعول لا يكون الا موجودا في الخارج, هذا القياس الذي من الشكل الثاني الذي اشرنا إليه انها ليست مجعولة, كما لا توصف, الآن يضرب مثال, انت الآن ثبت العرش ثم انقش, كما أن الصور العلمية لا توصف بأنها مجعولة, لا, اذا قبلنا أن الوجود العلمي أيضاً يوصف بالجعل فالصور العلمية أيضاً مجعولة, كما لا توصف الصور العلمية, هذه الصور العلمية التي عندنا هذه انتقل من الصور العلمية التي هي الاعيان الى الصور العلمية يضرب مثال: كما لا توصف الصور العلمية والخيالية التي في أذهاننا بأنها مجعولة ما لم توجد في الخارج, ولو كانت كذلك, التفتوا جيدا, هذا ولو لم تكن كذلك, هذا القياس من الشكل الاول هنا منطوي موجود, يعني يقول لو قال قائل انها مجعولة بأي بيان؟ بالبيان الذي اشرنا إليه من خلال القياس بالشكل الاول ولو قال قائل أن الاعيان مجعولة بأي بيان قال؟ بالقياس الذي من الشكل الاول الذي اشرنا إليه, ينقض عليه, ما هو النقض؟ ولو كانت كذلك لكانت الممتنعات أيضاً مجعولة, لماذا؟ لأنه الممتنعات الفلسفية لها صور علمية او ليس لها صور علمية؟ لها صورة علمية ولو قلتم إن الصورة العلمية مجعولة  للزم أن تقولوا, هذا قياس استثنائي, لو كانت الصور العلمية مجعولة للزم أن تكون الممتنعات مجعولة والتالي باطل, اذن الصور العلمية غير مجعولة, هذا النقض, الآن نرى هذا النقض تام او غير تام يأتي إنشاء الله تعالى, هذا نقض على القول أن الاعيان الثابتة ما هي؟ مجعولة من خلال القياس في الشكل الاول.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/12/06
    • مرات التنزيل : 2164

  • جديد المرئيات