بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
تتميم: الاعيان من حيث تعيناتها العدمية وامتيازها من الوجود المطلق راجعة إلى العدم, وان كانت باعتبار الحقيقة والتعينات الوجودية عين الوجود, فإذا قرع سمعك من كلام العارفين أن عين المخلوق عدم والوجود كله لله فتلقى بالقبول فانه يقول ذلك من هذه الجهة.
قبل هذا التتميم يوجد بحث بالأمس أشار إليه القيصري قال: بأنه أي درجة بلغها العارف والكامل في سيره الصعودي إلى الله وفي قوس الصعود, بل وحتى في قوس النزول فان علمه بالأشياء لا يكون كعلم الحق تعالى بالأشياء, لذا يبقى التميز قائم بين علم الحق تعالى بالأشياء وبين علم الكامل بالأشياء, لذا قال: فيحصل التميز بين علم الحق بها, أي بالأشياء, وبين علم هذا الكامل, ومن هنا يظهر هذه العبارة, غاية عرفان العارفين إقرارهم بالعجز والتقصير > ما عرفنا حق معرفتك < ولكنه هنا قد يقال تتمة لبحث الأمس, ولكن هنا قد يقال بأنه هذا المعنى صحيح إذا لم نقبل الفناء, أما إذا قبلنا أن السالك والسائر والإنسان الكامل وصل إلى مقام الفناء, فإذا وصل إلى هذا المقام عند ذلك لا يبقى فرق بين علمه بالأشياء وعلمه تعالى بالأشياء, هذه المسألة لعله نحن في تمهيد القواعد أيضاً عرضنا لها وهنا أيضاً يشير إليها, وصدر المتألهين أيضاً في الاسفار أشار إليها بنحو مفصل, وهو أن الفناء ليس هو عدم السالك إلى الله, عندما نقول السالك يصل إلى مقام الفناء ليس معناه أنه يصل إلى مقام العدم والا ليس العدم كمالا حتى نقول إذا وصل إليه فقد وصل إلى أعلى درجات الكمال, وإنما المراد من الفناء في كلماتهم هو عدم الالتفات إلى إنيته لا عدم إنيته, وفرق بين أن الإنسان الكامل أو الواصل يكون عدما بالحمل الشائع وبين أن لا يلتفت إلى اناه والى إنيته في مقام الفناء, فإذا كان الفناء معناه عدم الالتفات إلى إنيته, لا عدم إنيته, هذا معناه انه إنيته على حالها ودرجته الوجودية على حالها, نعم هو غير ملتفت إليها, إذا كان الامر كذلك{انزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها} وان لم يكن ملتفتا إلى هذا القدر,
هذا المعنى أنا بشكل إجمالى أنا أشير إليه لأنه مطالب كثيرة, في هذا اليوم لابد أن ننتهي منها, هذا المعنى أشار إليه صدر المتألهين في الاسفار الجزء الأول هذه الطبعة 9 أجزاء, صفحة 115, 116, قال: لا يمكن للمعولات مشاهدة ذاته الا من وراء حجاب, وان كان الحجاب حجاب نفسه وليس أنه غير بل الحجاب نفس المحجوب, الا من وراء حجاب هذا في الصادر الأول, أو من وراء حجب هذا في الصادر غير الأول, حتى المعلول الأول فهو أيضاً لا يشاهد الا, يعني ذات الحق, الا بواسطة عين وجوده أي المشاهد, ومشاهدة نفس ذاته, فيكون شهود الحق الأول من جهة شهود ذاته, وبحسب وعائه الوجودي لا بحسب ما هو المشهود, بحسب المدرِك لا بحسب المدرَك, وهذا لا ينافي الفناء الذين ادعوه, هذا الذي نقوله لا يتنافى مع الفناء, فانه, أي الفناء, إنما يحصل بترك الالتفات إلى الذات, وليس بعدم وجود الذات, بترك الالتفات إلى الذات, والإقبال بكلية الذات إلى الحق تعالى, فلا يزال العالم في حجاب تعينه وإنيته, وان كان غير ملتفت إلى هذا التعين والإنية.
قال: فلا يزال العالم في حجاب تعينه وإنيته عن إدراك الحق لا يرتفع ذلك الحجاب عنه أبداً, لأنه أمر تكويني, بحيث لم يصر مانعا عن الشهود ولم يبقى له حكم, لا ليس الامر كذلك, وان أمكن أن يرتفع تعينه عن نظر شهوده لكن يكون حكمه ثبوتا باقيا وان لم يكن ملتفت إليه إثباتاً, كما قال الحاج, بيني وبينك إني ينازعني فارفع بلطفك إني من البين, هذا كلام مفصل نحن اشرنا إليه هناك ويمكن للاخوة أن يرجعوا إلى هذا البحث التفصيلي في الاسفار في الدرس(كلمة غي واضحة) هذا تتمة بحث الأمس, هذا البحث تفصيله سيأتي إنشاء الله تعالى في هذا الكتاب, هذا البحث الذي طرحناه بالأمس تفصيله سيأتي في الكتاب صحة293, تعالوا معنا إلى هذه الصفحة في وسطها قال: فلا يدرك العالم, يعني ما سوى الله, فلا يدرك العالم الحق كما يدرك, يعني الحق نفسه, ذوقا ووجدانا, لان الشيء لا يدرك غيره بالذوق الا بحسب ما فيه منه, أي الا بحسب ما في المدرِك منه, أي من المدرَك, وليس في العالم من حيث انه عالم وسواه, وليس فيه الا الحجب النوارنية والظلمانية, فلا يدرك بالذوق الا إياها إلى آخره, هذا البحث التفصيلي في أواخر الفص الآدمي إنشاء الله سيأتي.
تتميم: بحثنا لهذا اليوم, فيما يتعلق لبحثها لهذا اليوم, هذا تتميم مرارا وقفنا عنده وليس بحثا جديد ولكنه من باب التأكيد على هذه الحقيقة, وهو انه كيف يمكن, التفتوا إلى هذا المطلب الذي هو واقعا مزال للإقدام في عدم فهم كلمات العرفاء, كيف يمكن أن نجمع بين أن الاعيان في حال العدم ثابتة, هذا ليس الا القول بالثابتات الأزلية للمعتزلة, وهي أن الأشياء في الأزل ثابتة لا موجودة ولا معدمة, في حال الثبوت لا موجودة لان المفروض بعد لم يأتي إليها خطاب{كن فيكون} ولا معدومة لأنه إذا كانت معدومة كيف يتوجه إليها الخطاب {إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} إذا كان عدم هل يمكن أن يقال له أو لا يمكن؟ لا يمكن, إذن لابد أن نفترض نحوا من الثبوت للأشياء في الأزل يتوجه إليها خطاب كن الوجودي فيقال له كن موجودا في الخارج, ومن هنا ذهب المعتزلة إلى الثابتات الأزلية, قالوا هي حقائق أشياء ثابتة في الأزل لا موجودة ولا معدومة, وهذا الذي قلنا فيما سبق أن كل المسألة في الاعيان تنحصر في هذه القضية: وهي كيف نصور علم الحق بالأشياء تفصيلا قبل الإيجاد, لا العلم الإجمالي في عين الكشف التفصيلي ذاك بحث آخر, هذا العلم التفصيلي, هذه المرتبة الثالثة من العلم في الصقع الربوبي لا المرتبة الاولى, ولا الثانية, ولا ماذا, لان المرتبة الاولى هي الاحدية, المرتبة الثانية هي الاجمال في عين الكشف التفصيلي, المرتبة الثالثة هي الاعيان الثابتة, أو الأسماء, جيد.
إذن: من هنا وقع هذا الاشكال وهو انه كيف يمكن توجيه هذا الكلام وهل هذا الا رفع للنقيضين لأنها لا موجودة لا معدومة رفع للنقيضين, طبعا هذا الكلام فيما سبق القيصري أشار إليه وأجاب عنه, الاخوة يتذكرون في صفحة 91, قال: لان قولنا الشيء أما أن يكون ثابتا في الخارج وأما أن لا يكون هذا بديهي, والثابت في الخارج هو الموجود, وغير الثابت هو المعدوم, إذن هناك صرح بهذا ولكن هذا التتميم عقده حتى يبين, إذن ما هو مرادنا من الاعيان الثابتة؟ أنا أتصور بالبيان الذي ذكرناه للاخوة القضية واضحة الجواب, وهو أن هذه الاعيان لها نحوان من الوجود, وجود مرتبط خاص بها,ووجود موجودة بوجود هذا الوجود ليس وجودها الخاص بها بل بوجود العالم بوجود العالم بها, إذن يوجد نحوان من الوجود للاعيان: النحو الأول من الوجود للاعيان ليس وجودها الخاص بها, فلذا لا يقال هذا وجود الشجر, هذا وجود البقر, هذا وجود الإنسان, هذا الوجود هو وجود العالم بهذه الاعيان, فهذه الاعيان موجودة بوجودها الخاص أو بوجود العالم بها؟ بوجود العالم بها, بهذا اللحاظ هي موجودة أو معدومة؟
الجواب: بلحاظ, لأنه عندما نقول وجود الشجر بهذا اللحاظ وجود الشجر موجود أو ليس بموجود؟ ليس بموجود, وهذا لا ينفي أن لها وجود ليس بوجودها الخاص بها وإنما بوجود العالم بالشجر فيقال انها معدومة, ما معنى معدومة؟ يعني ليس لها وجوده الخاص بها الذي هو في الاعيان الخارجية لا في الاعيان الثابتة, إذن هما نحوان من الوجود, واقعا كلاهما موجود, هذا وجود وذلك وجود, ولكنه للتمييز بينهما قيل ذاك الوجود الذي للعالم وجودها بوجود العالم سميناها الثابتة, هذا الوجود الذي للشيء لنفسه سميناه وجود, وهذا المعنى إذا يتذكر الاخوة في بعض العبارات السابقة اشرنا إليه, تعال معنا إلى صفحة 90, آخر سطر من هذه الصفحة من الحاشية, قال: أن الماهيات وجودات خاصة باعتبار التحقق, وموجودة هذه الماهيات في الحضرة الإلهية بوجود الواجب لا بوجودها الخاص بها, فان الشجر في الخارج موجود ولكن بوجوده الخاص به لذا يتنافى مع وجود آخر لا يجتمع معه, إذا صار شجرا لا يكون جمادا, أما هناك يتنافي أو لا يتنافى, لا يتنافى, لأنه ليس وجوده الخاص به بل وجود العالم به , هذه القاعدة اخواني الاعزاء, طبعا ليس هنا فقط بالنسبة إلينا أيضاً كذلك, إذا يتذكر الاخوة في بحث الوجود الذهني كان عندنا هذه المشكلة بأنه الأشياء بحقائقها في الذهن, قلنا كيف يجتمع السواد والبياض في شيء واحد, كيف تجتمع الحرارة والبرودة في محل واحد, كيف يجتمع الضدان, كيف يجتمع النقيضان, هذه كل الاسئلة؟
الجواب: الآن بجواب كثير أدق من الأجوبة السابقة وهو الحمل الاولي والحمل الشائع وهو أن المتضاد هو السواد والبياض بوجودهما الخاص بهما لا السواد والبياض القائمان بوجود العلم بهما, فأنهما هناك ليس لهما وجود خاص بهما حتى يتنافيا حتى يتضادا, حتى يتناقضا, التقابل بين الوجود والعدم بالحمل الشائع بين السواد والبياض بالحمل الشائع, بين البرودة والحرارة بالحمل الشائع, أما البياض والسواد في ذهني لهما وجودان خاص بهما أو هما موجودان بوجودي؟ موجودان بوجودي, ووجودي واحد أو متعدد ؟ إذن لاتضاد, هذه قاعدة أحفظوها إذا لم تحفظوا حكم هذه القاعدة يلزم كثير من الإشكالات, بناء على هذا أتصور القضية واضحة وهذه التكلفات التي الآن لا أريد أن ادخل فيها بودي أن ترجعوا إلى الشروح إلى, التعليقات, إلى كلمات الآشتياني سواء في تعليقته على شرح الفصوص, في تعليقته على نفس الفصوص, يوجد تكلفات عجيبة غريبة, البعد العدمي, والبعد الاثباتي, والنظر إلى الشيء في نفسه, به ينظر, ما فيه ينظر, هذه كلها لا داعي لها لأنه هؤلاء الاعلام, طبعا أنا لا أريد أن احمل العرفاء أنا افهم أن العرفاء يريدون أن يقولوا هذا المعنى, العرفاء فهي من مطالبهم هذا المعنى وهو أنهم يقولون أن للشيء نحوان أو نحوين من الوجود, وجود خاص به يسمى الوجود الخارجي, أو عبر نحوان من الثبوت, ثبوت خاص به يسمى الوجود الخارجي, وثبوت ليس خاص به بل من خلال العالم به يسمى ثابت ولا يسمى ثبوت, واضح هذا المعنى, إذن على هذا الاساس العبارة التي يذكرها أنا اذكرها أخيراً, أنا أريد القضية من الأول تفهم حتى لا يصير خلط في العبارات, والمراد, تعالوا صفحة 94, من قولهم الاعيان الثابتة في العدم, من يقرأ وغير مأنوس في مبانيهم يقول هل العدم شيء أو ظرف حتى تكون الاعيان ثابتة فيه, أو الموجودة من العدم, هذا التعبير واقعا يحتاج توجيه هذه العبارة الثانية لان الاعيان ثابتة في العدم معقول, أو الموجودة في العدم, أيضاً صحيح, أما موجودة من العدم ليس له وجه الا أن نقول أن المراد من أن هذه الحقائق الخارجية موجودة من العدم ومقصودي من العدم العدم الذي يكون في الاعيان الثابتة هذا يكون صحيح, المهم هذه العبارة الثانية أما أن نقول الموجودة في العدم العبارة واضحة وان كانوا لايعبرون عن الاعيان بأنها موجودة يعبرون عنها بأنها ثابتة, إذا فرضنا أنهم يعبرون عن الاعيان بأنها ثابتة موجودة أيضاً لايوجد إشكال ولكن لا يصير من العدم, أما أن نقول من بمعنى في العدم, وأما أن موجودة من العدم من قبيل بعض الروايات التي وردت عندنا وهذا نجد له توجيه,> أن الله خلق الأشياء من العدم< يوجد في بعض الروايات وان كانت العبارة التي أؤكد عليها بينات أهل البيت >خلق الأشياء لا من شيء< وليس خلق الأشياء من لاشيء, فرق كبير بين انه خلق الأشياء من شيء, هذا معناه عندنا شيء أزلي, نقيض من شيء ليس هو من لاشيء, لا من شيء, وفي بعض الأحيان يصير هذا الخلط, نقيض من شيء ما هو؟ ليس نقيضه من لا شيء, لأنه نقيض كل شيء رفعه, فمن شيء نقيضه لا من شيء, وهذا هو تأكيد عليه في الروايات, طبعا هذا لا ينافي الروايات التي تقول خلق الأشياء من العدم, المراد من العدم, يعني هذه الأشياء كان لها ثبوت في الصقع الربوبي ولكن كانت معدومة خارجا, وجودها الخاص كان معدوما فيه, وهذه العبارة أيضاً تكون صحيحة.
قال: ليس أن العدم ظرف للاعيان إذ العدم لا شيء محض كيف يمكن أن يكون ظرفا للاعيان, بل المراد انها أي الاعيان حال كونها ثابتة في الحضرة العلمية للحق يعني في مقام الواحدية, متلبسة في ذلك, متلبسة الاعيان في حال ثبوتها في الحضرة العلمية هي لها وجودها الخاص أو ليس لها وجودها الخاص بها, يعني من هذين النقيضين وجودها الخاص أو عدمها الخاص أي يحمل عليه وهي الحضرة العلمية؟ عدمها الخاص, إذن تكون معدومة, لان النقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان ليس لها وجودها الخاص في الحضرة العلمية, فلها عدمها ولهذا قال: متلبسة بالعدم الخارجي موصوفة بالعدم الخارجي, الاعيان في حال ثبوتها في الحضرة العلمية متلبسة وموصوفة بعدمها الخارجي لا مطلق العدم لهذا قال: فكأنها كانت, انظر التعبير كم دقيق لا نقول عدم ولكن نقول: وكأنها كانت ثابتة في عدمها الخارجي, لماذا فكأنها؟ لأن العدم الخارجي ليس ظرفا حتى تكون ثابتة في عدمها الخارجي وإنما يريد أن يقول أن هذا له وجود ولكن وجود العالم بها, وهذا وجود ولكن وجود نفس الشيء.
ثم البس الحق خلعة الوجود الخارجي إياها, وليس البسها خلعة مطلق الوجود والا كان لها نحو من الوجود ولكن وجود العالم بها لا وجودها الخاص, ثم البس الحق خلعة الوجود, الخلعة في اللغة وان كانت تستعمل الآن عندنا مرادفة للهدية والعطية مع انه في اللغة ليس بهذا الشكل, الخلعة في اللغة ذاك الذي كان يلبسه الإنسان ثم يخلعه للآخر, هذه الخلعة يعني يخلعه من نفسه ويعطيه للغير, أما تذهب إلى السوق وتشتري عباءة وتعطيها هذه لا تسمى خلعة, الخلعة هي التي كنت تلبسها ثم تعطيها, ولهذا تجد أن الكميت وغير الكميت كانوا يعتزون ليس لأنه الإمام أعطاها له بل لان الإمام كان يستعملها يلبسها وبعد ذلك أعطاها له, لذا تعبيره خلعة الوجود كثيرا تعبير دقيق, وليس أفاض الوجود يعني أعطي له شيء له, وهذا معنى نسبة الوجود إليه نسبة إلى ما هو له أما نسبة الوجود إلى غيره إلى غير ما هو له, ثم البس الخلق خلعة الوجود إياها فصارت موجودة, يعني كانت معدومة فصارت موجودة بوجودها الخاص بها بعد أن كانت معدومة عن هذا الوجود الخاص بها, واضح هذا المعنى.
إذا اتضحت هذه القضية الآن ضع يدك على الاعيان, أنا بعد أن بينت هذا المطلب أنا أتصور هذه المقاطع التي أيضاً قلت لك أن الشراح والمعلقون كثيرا هنا عندهم مشكلة, في انه هذا التعين العدمي والتعين الوجودي ما هو مقصوده, إذا وضعت يدك على الاعيان الثابتة وهي في الصقع الربوبي بلحاظ انها ممتازة عن الحق,لها وجود أو عدم؟ لماذا ليس لها الوجود؟ باعتبار أن وجودها إنما كان بوجود العالم بها فإذا أخذتها ممتازة بغض النظر عن وجود العالم بها فهي وجود أو عدم؟ تكون عدم, فلهذا قال: الاعيان من حيث تعيناتها العدمية, هذا التعين فسره لان التعين له إطلاقان, تارة يطلق يراد من التعين وامتيازها من الوجود المطلق, اذا صارت ممتازة من الوجود المطلق فهي موجود أو معدومة؟ لان المفروض إنما ثبوتها بوجود العالم بها فإذا أخذتها ممتازة عن العالم بها فوجود أو عدم, ثبوت أو لا ثبوت؟ لا ثبوت.
قال: الاعيان من حيث تعيناتها, الآن هنا داخلين (الآغايون) آتين بالبحث الفلسفي, أن التعين أمر عدمي كما أن الماهيات وجود عدمي وداخلين في ذلك البحث, ولعله والله العالم, انه في بعض كلمات صدر المتألهين أن الماهيات والتعينات امور عدمية مأخوذة من هذه العبارات, ولكن هولا مقصودهم من هذا المعنى هذا البعد التميزي لان المفروض لا وجودها الخاص موجود, والمفروض انه جعلتها ممتازة عن وجود العالم بها فإذن لها وجود أو معدومة؟ ليس لها أي نحو من انحاء الوجود, لا وجودها الخاص بها, موجودة بوجود العالم بها فتكون إعدام محضة.
قال: الاعدام من حيث تعيناتها العدمية وامتيازها من الوجود المطلق راجعة إلى العدم, أما وان كانت باعتبار الحقيقة, أما اذا نظرت إليها باعتبار وجود العالم بها فهي موجودة ولها نحو من الثبوت, وان كانت الاعيان باعتبار الحقيقة والتعينات الوجودية عين الوجود, فإذا قرع سمعك من كلام العارفين أن عين المخلوق عدم والوجود كله لله فتلقى بالقبول, لأنه واقعاً اذا نظرت إلى العين بلا لحاظ وجود العالم به فهو وجود أو عدم؟ فهو عدم, والوجود كله لله, أما اذا لحظته بلحاظ انه في الصقع الربوبي بلحاظ العالم بها فلها نحو من الثبوت, الوجود, والتحقق, إلى غير ذلك, فتلقى بالقبول فانه, فانه كان ينبغي فأنهم لأنه كلام العارفين أو كلامهم, فانه يقول ذلك, أن العارف إنما يقول ذلك من هذه الجهة, حينما يقول عدم من جهة امتيازها من الوجود المطلق, واضح إلى هنا البحث.
الآن تعالوا معنا يؤيد هذا المعنى, قبل أن نؤيد هذا المعنى الذي أشرت إليه عجيبة الروايات الواردة عندنا بشكل واضح تشير إلى هذه المعنى, هذه الروايات أتذكر نحن في تمهيد القواعد قرأناها, روايات في ذيل قوله تعالى{هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا} الروايات عديدة منها قوله> كان شيئا ولم يكن مذكورا< التفتوا جيد متى يكون الشيء مذكورا؟ اذا كان له وجوده الخاص به, أما اذا لم يكن له وجوده الخاص فهو شيء ولكن ليس مذكورا, انظروا إلى الإمام الصادق ×ماذا يقول, قال فقلت {أولا يذكر الانسان أنا خلقناه من قبل ولم يكن شيئا} قال لم يكن شيئا في كتاب ولا علم, هذه الرواية ليست واضحة المقطع الاول.
المقطع الثاني: كان شيئا ولم يكن مذكورا, هذه أوضح الإمام الباقر ×>كان مذكورا في العلم ولم يكن مذكورا في الخلق < بيني وبين الله أعطيها إلى شخص أتي بها إلى الحوزات العلمية وهذه المباني غير مذكورة لا بسيط الحقيقة لا الاعيان الثابتة, وقل له صور لي هذه كيف كان مذكورا في العلم, ولم يكن مذكورا في الخلق, كثير سيجاوبك يقول من قال نحن مطلوب منا هكذا قضايا نحن علينا أن نومن وانتهت القضية, يقول من يقول نحن مطلوب منا مثل هذه تحقيقات وتدقيقات, اذا لم يكن مطلوبا لماذا الائمة ذكروه, ذكروه للغو, وحاشاهم ^ هذا لغوا ذكروه, اذا ما كان مطلوب عندنا التدقيق فيهن, ولكن ذكروا مولانا لا تنقض؟ لا, عشر سنوات اقرأ لا تجد ذلك, نحن ليس من الذين يقولون لا تقرؤوا لا تنقضوا اليقين بالشك, وإنما نقول لماذا فقط تقرأون لا تنقض اليقين بالشك, والا ليس أنا لا اقول لا تقرأ لا تنقض اليقين بالشك, واقعا اذهبوا واقرؤوها بشكل جيد, ولكن عندما تأتي لا اقل ستة أشهر أبقى لترى ماذا يريد أن يقول الإمام هذه رواية, رواية أخرى عن حمران بن أعين قال سألته عنه>فقال كان شيئا مقدورا ولم يكن مكونا< تقديره اختراعه, عينه الثابتة, ماهيته, صورته, علمه كان موجودا أو لم يكن موجودا؟ ولكنه وجد وكون في الخارج أم لا؟ لا, الروايات صريحة بهذا المضمون, هذا معنى, وفي ذيل هذه الرواية من سورة الانسان المجلد 8, صفحة 174, وعلى هذا الأساس, هذا المعنى المعنى اتضح الذي أشار إليه صدر المتألهين, صدر المتألهين في المجلد 6, من الاسفار, إنشاء الله اذا جئنا إليه أتصور أن الاخوة الذين حضروا عندنا تمهيد وفصوص عندما إلى الاسفار الجزء السادس ستتضح لهم كثير من حقائق هذا الكتاب المهم.
فإذا تقرر هذا, هناك يقول اذا قالوا, يوجه عبارة العرفاء, اذا قالوا أن الاعيان في حال عدميتها اقتضت أو كذا أو حكمها كذا, فأرادوا بعدمها العدم المضاف إلى وجودها الخاص, وليس يريدون مطلق الوجود هي معدومة, المنفصل في الخارج عن وجود آخر غيرها لا العدم المطلق, ليس مرادهم في حال عدميتها يعني العدم المطلق, لان وجود الحق يشملها, موجودة بوجود الحق, لان تلك الاعيان من لوازم اسماء الله تعالى, ولا شك أن اسمائه وصفاته كلها مع كثرتها وعدم إحصائها موجودة بوجود واحد بسيط فلم تكن هي في الحقيقة معدومات مطلقة قبل وجوداتها العينية بل المسلوب عنها في الاعيان في الأزل هذا النحو الحادث من الوجود, وبهذا يحصل فرق تام وبون بعيد بين مسلك التصوف ومسلك الاعتزال, أولئك كانوا يقولون في الخارج منفكة عن الوجود والعدم, وهولا يقولون في الصقع الربوبي يعني فيما يرتبط بوجودها الخاص ثابتة لا موجودة ولا معدومة, وقد أسلفنا لك أنموذجاً منها وسينكشف لك إلى آخره بحث قيم, هذا البحث أشار إليه في صفحة 280, من هذا الكتاب, صفحة 187, من هذا المجلد السادس, اذا اتضح هذا بعد ذلك يتضح ما ذكره صاحب الفتوحات المكية, هذا المعنى أشار إليه في المجلد الثالث صفحة 46, هناك عنده عبارة ظاهر العبارة انه يريد أن يقول مباني المعتزلة ولكن لمن يقرأ الصفحة التي قبلها كاملة يرى لا أن ليس مراده المعتزلة وان كانت عبارته بالأخير, والعجب من الأشاعرة كيف تنكر على من يقول أن المعدوم شيء في حال عدمه, الأشاعرة ينكرون على المعتزلة, ظاهر هذه العبارة يريد أن يقترب من مبنى المعتزلة, مع انه لا ليس الامر كذلك, وله عين ثابتة ثم يطرأ على تلك العين الوجود, يقول والعجب من الأشاعرة كيف تنكر وهي تثبت الاحوال, هذا البحث إنشاء الله الاخوة يراجعوه لأنه لا يوجد وقت.
يقول اعلم أن المعلومات ثلاث لا رابع لها الوجود المطلق, والمعلوم الآخر العدم المطلق الذي هو عدم لنفسه, يقول والثالث ما هو مركب من نقيضين متقابلين والا بينهما فاصل به يتميز كل واحد من الآخر, هذا الفاصل بين الوجود والعدم يعبر عنه الاعيان الثابتة, هذا أيضاً ظاهر العبارة انه يريد أن يقول واسطة بين الوجود المطلق والعدم المطلق, ولكنه لما تقرأ العبارة كاملة, وبشكل مفصل هو يشرح هذا المعنى.
وهنا يوجد نكتة إنشاء الله الوقت يسعنا, يقول لماذا نسميها ثابتة وعندما نأتي إلى الأمور الخارجية نسميها ظلال, {الم ترى إلى ربك كيف مد الظل} ولكن هناك نسميها ثابتات, لماذا؟ يقول كل ما في الاعيان الخارجية ثابتة أو تظهر مرة وتقطن أخرى؟ الثانية, فان الاعيان الخارجية جميعا تظهر تارة وتقطن أخرى, الصور العلمية كيف؟ أيضا تظهر وتبطن؟ لا, فلهذا قال: والظلالات المحسوسة ظلالات هذه الموجودات, ولما كان الظل في حكم الزوال لا في حكم الثبات سميت تلك ثابتات وسميت هذه ظلالات أو إظلال,(كلام لاحد الحضور) احسنتم لا الثابت هو الظل وليس المتغير هذا بحث عرفاني, هذا المعنى مفصلا يرجعون إليه الاخوة إلى هذا البحث, تبقى عندنا هذه العبارة لأمير المؤمنين ×, هذا موضوع مستقل ولكن نحن, كما قال أمير المؤمنين, هذه كما قال أمير المؤمنين تأييداً لما ذكره انه في حال العدم, هذه سر الأنبياء والمرسلين هذه كما يقول شيخنا الاستاذ الشيخ حسن زاده هذه غير موجودة في أكثر النسخ, يقول موجودة في نسخة مخطوطة في هذا الكتاب في مكتبتنا والا العبارة كما قال أمير المؤمنين × وليس كما قال أمير المؤمنين سر الأنبياء والمرسلين جميعا نحن قراناها من عبارة الفتوحات المكية كانت موجودة.
في حديث كميل رضي الله عنه, كميل واقعا اذا الاخوة عندهم (خلك) يذهبون يبحثون لأنه صاحب سر لأمير المؤمنين, وكثير من المعارف عن أمير المؤمنين جاءت عن طريق كميل, هذه لو واحد يبحثها عن كميل عن شخصية كميل وأيضاً عن المعارف الواردة من كميل واقعا يكون كتاب ذو قيمة, لأنه دعاء كميل أتى من كميل, اخذ بيدي وذهب إلى الصحراء ثم تنفس الصعداء اخذ بيد كميل, السؤال عن النفس قال له أي نفس تقون واردة عن كميل, وهذه الرواية واردة عن كميل, الاخوة الذين عندهم كمبيوتر وعندهم (خلك) يرون أن هذه في مصادرنا الروائية واردة أو لا؟ وإذا واردة بها سند أو ليس فيها سند؟ المهم هذه الرواية بشكل مفصل واردة في جامع الأسرار للسيد حيدر الآملي هنا في صفحة 28, للاخوة الذين يريدون أن يراجعون, وهو انه سال أمير المؤمنين عن الحقيقة ما الحقيقة فقال له × > ما لك والحقيقة< فقال كميل او لست صاحب سرك, هذه كثيرا مهمة اذا ثبتت أن كميل وصل إلى أن يتكلم مع أمير المؤمنين بهذه اللغة وأمير المؤمنين لا ينكر عليه هذه اللغة اذا تمت الرواية قال الُست صاحب سرك, قال بلى, الرواية تقول, إلى أن يقول الإمام ÷قال: بلى يرشح عليك ما يطفح مني< أتوقع اجلس واشرح لك درس لا, فلتات من هنا ومن هنا يوصل إليك شيء, يرشح عليك ما يطفح مني, فقال كميل أو مثلك يخيب سائلا, {فأما السائل فلا تنهر} قال لا والله, الرواية طويل,{وأما السائل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فحدث} وأسوة بنبيه قال كلموا الناس على قدر عقولهم, هذا كله كميل يقول للإمام ÷انت لا تعطيني كلها أعطيني شيئا منها, قال: الحقيقة كشف سبحات الجلال, هذا الكشف يكشف عن وجود حجب وهذه الحجب نورية ولكن ينبغي للإنسان أن يكشف هذه الحجب النورية, كشف سبحات الجلال ولكن من إشارة لأنه لا مجال للإشارة لا الحسية ولا العقلية, فقال كميل زدني فيه بيانا, قال: صحو الموهوم مع محو المعلوم, عفوا صحو المعلوم, هنا بالخطأ نقلها, صحو المعلوم مع محو الموهوم, هنا بالعكس مكتوبة, صحو الوهوم ومحو المعلوم, الصحيح تلك التي قرأتوها, صحو المعلوم ومحو الموهوم, يعني تصل إلى مقام كل ما كنت تراه وجودا وحقيقة في الواقع يكون كل ما في الكون وهم أو خيال, وبينا فيما سبق معنى الوهم أو الخيال, وينكشف لك صحو, اذا السماء صاحية يعني انكشف الشمس بعد أن جاءت الغيوم وكانت حاجبا, صحو المعلوم مع محو الموهوم إلى أن قال: زدني, زدني, الإمام في جملة أخيرة قال: نور يشرق من صبح الأزل, وتطبيقاتها أيضاً واضحة, وهذا يطبقه على هذا .
قال: صحو المعلوم مع محو الموهوم, وأمثال ذلك كثيرة في كلامهم, هذا المعنى هذا الحديث اذا تريد أن ترجعوه إليه في شرح مقدمة القيصري الذي للآشتيان صفحة 397, عند الآشتياني, شرح جيد لهذه, ويوجد رسالة قيمة للقطب الرازي عنده رسالة قيمة في الشرح.
والحمد لله رب العالمين.