بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
تنبيه بلسان أهل النظر: اعلم أن الممكنات منحصرة في الجواهر والاعراض والجوهر عين الجواهر في الخارج وامتياز بعضها عن بعض بالاعراض اللاحقة له وذلك لان الجواهر كلها مشتركة في الطبيعة الجوهرية وممتازة بعضها عن بعض بأمور غير مشتركة فتلك الامور المميزة خارجة عن الطبيعة الجوهرية فتكون أعراضا.
المدعى الذي أثبته في البحث السابق او الذي ادعاه لا اقل في هذا الفصل هو انه نحن يوجد عندنا جوهر ويوجد عندنا عرض, والتمايز لا يكون الا بالامور العرضية والا فالجوهر بما هو جوهر لا يتميز بعضه عن بعض.
اذن يوجد عندنا مدعى هذا المدعى يقول: أن الاشياء جميعا متحدة بل هي حقيقة مشتركة في الجوهر وتمايز بعضها عن بعض إنما يكون بالامور العرضية لا بأمور جوهرية وأمور عرضية, هذا هو المدعى الذي ذكره في ما سبق, يعني نحن عندما نأتي الى النفس الرحماني نجد انه جوهر تمايزه بماذا؟ تمايزه يكون بهذه الصفات العارضة تمايزه يكون بهذه الاعراض.
اذا أردنا أن نتكلم بلغة الحكمة بلغة الفلسفة أيضا نقول الاشياء مشتركة في الجوهرية ومتمايزة في الامور العرضية.
لذا في مقدمة الدخول في هذا التنبيه يشير الى المدعى, ما هو المدعى؟ الجوهر عين الجواهر في الخارج وامتياز هذه الجواهر وامتياز بعضها عن البعض إنما يكون بالاعراض اللاحقة له للجوهر, وذلك الآن من هنا يحاول أن يدخل في الدليل لإثبات هذه الحقيقة.
الآن مقدمة قبل أن ندخل في بيان الأدلة, التفتوا جيدا, قبل أن ندخل في بيان الأدلة يقول: المعروف بين حكماء المشاء أن الموجود أما واجب وأما ممكن, والممكن أما جوهر وأما عرض, طيب هذه المقدمة واضحة على مباني ومذاق المشائين أن الممكنات تنقسم الى جواهر وأعراض, السؤال المطروح: أن هذا الجواهر بماذا يمتاز بعضها عن بعض, بماذا تتميز
بعضها عن بعض؟ يقول: إنما تتميز بالاعراض اللاحقة لهذه الجواهر, او بالاعراض اللاحقة لهذا الجوهر. الآن بأي بيان, نقرأ هذه المقدمة أولا.
يقول: اعلم أن الممكنات منحصرة في الجواهر والاعراض وهذا متفق عليه بين حكماء المشاء, اخواني في المقدمة لابد أن تعرفوا أن كل هذا الكلام إنما هو تأييدا وردا قبولا ورفضا إنما هو مع حكماء المشاء والا لا تقول لي بعد ذلك آن الامور تتمايز بالوجودات الخارجية بالتشكيك الصدرائي, ذاك بحث آخر. هذا الكتاب مكتوب على, اذا توجد فيه مناقشة فهي مناقشة لمذاق مباني الحكمة المشائية والمدرسة المشائية, أما مبنى الحكمة المتعالية ومباني الحكمة المتعالية أساسا جملة من مبانيها لعله توجد هنا إشارات لها والا ليس للقيصري نظر الى المباني الحكمة المتعالية لأنها متأخرة زمانا ولا علاقة لهذه المدرسة المدرسة العرفانية او كلامات القيصري بالحكمة المتعالية, المهم.
قال: اعلم أن الممكنات منحصرة في الجواهر والاعراض, وهذا واضح, الآن ما هو المدعى بعد هذه المقدمة.
المدعى: والجوهر عين الجواهر, اذا يتذكر الاخوة في بداية الحكمة ونهاية الحكمة, نحن طرحنا هذا البحث وهو انه نحن اذا جئنا الى مفهوم الجوهر ومفهوم العرض قلنا أن مفهوم الجوهر تحته كم نوع؟ خمسة, العقل, والنفس والجسم والمادة والصورة الجسمية هذه هي الخمسة, وعندما نأتي الى العرض على مباني المشاء نقول تحته تسعة, الكم والاين والكيف وان يفعل وان ينفعل ومتى و.. الى آخره, السؤال: هذا مفهوم الجوهر بالنسبة لما تحته, ومفهوم العرض بالنسبة لما تحته أي نسبة بينهما؟ يتذكر الاخوة هذا البحث مفصلا, هل هي نسبة العرض العام لما تحته او نسبة الماهية الذاتية لما تحتها؟ كان هناك قول يقول: بأنه نسبة الجوهر الى ما تحته نسبة المفهوم الماهوي, أما نسبة العرض الى ما تحته نسبة المفهوم الفلسفي, هل هو يريد أن يطرح عندما يقول: والجوهر عين الجواهر, يريد أن يشير الى أن مفهوم الجوهر عين الجواهر التي تحته يعني يريد أن يقول ذاتي باب الكليات فالمفهوم يكون مفهوما ماهوياً, او ذاتي باب البرهان فالمفهوم مفهوم فلسفيا, أي منهما؟ الجواب: الآن ليس نظر القيصري الى انه ذاتي باب البرهان او ذاتي باب الإيساغوجي, وإنما فقط نظره الى أن هذه ليست من المحمولات بالضميمة للأفراد لما تحته, اذن عندما تقرأ هنا والجوهر عين الجواهر لا يذهب ذهنك الى أن الانسان عين الافراد يعني بالضرورة يكون مفهوما ماهوياً لا لا ليس هكذا يريد أن يقول, يريد أن يقول: أن هذه أما يعني بغض النظر هذه ليس من المحمولات بالضميمة الآن أما هي ذاتي باب الكليات الايساغوجي, وأما ذاتي باب البرهان في النتيجة الجوهرية منتزعة من ذات هذه الاشياء, الآن ذاتيها أي ذاتي؟ ذاتي باب الكليات او ذاتي باب البرهان يقول لا يؤثر كثيرا, في محل الكلام لا يؤثر, لا انه, لأنه يوجد خلاف هناك بين الجوهر بالنسبة الى ما تحته هل هو ذاتي باب الكليات او ذاتي باب البرهان؟ أي منهما؟ ذاك بحث آخر. نعم في محل الكلام هذا لا يؤثر سواء كان ذاتي باب الكليات او ذاتي باب البرهان المهم القدر المشترك بين هذين الاتجاهين أن مفهوم الجوهر بالنسبة الى الجواهر التي تحته ليس من المحمولات بالضميمة, ما ادري واضحة هذه النقطة.
لذا بعد ذلك توجد اشارات وتلميحات الى هذه النقطة, فقط أنا في المقدمة أشرت إليها حتى ندخل الى البحث, المهم.
يقول: الجوهر, هذا المدعى, الجوهر عين الجواهر في الخارج, التفتوا جيدا, الآن بغض النظر أن يكون عينه في الذهن او يكون غيره في الذهن, اذا فلسفي غيره في الذهن اذا ماهوي عينه في الذهن أيضا, واضح أم لا, الآن البحث اين؟ في الخارج اذا وضعنا يدنا على زيد نقول جوهر حقيقة يعني ذاته ذات الجوهر ينتزع من ذاته انه ما هو؟ انه جوهر, وعندما نضع يدنا على الشجر ينتزع منه انه جوهر يعني الجوهرية تحمل عليه بهو هو وعندما تحمل عليه بهو هو يعني ذاتي أم محمول بالضميمة؟ ذاتي, لذا انت جنابك لا تستطيع, تستطيع أن تقول الانسان حيوان ولكن لا تستطيع أن تقول الانسان مشي, لماذا لا تستطيع إن تقول الانسان مشي؟ باعتبار إن المشي أمر عارضي تقول الانسان ذو مشي, الانسان ذو ضحك, الانسان ذو كتابة, أما لا تستطيع أن تقول الانسان ذو نطق, الانسان ماذا؟ ناطق حمل مواطاة حمل هو هو لا حمل هو ذو هو, واضح هذا المعنى. الآن فقط نريد أن نقول أن الجوهر محمول على أفراده حمل هو هو يعني في الخارج الجوهر عين الجواهر عين الافراد خارجا, هذا هو المدعى.
يقول: والجوهر عين الجواهر في الخارج, طيب اذا كان عين الجواهر في الخارج هذه الجواهر بماذا تمتاز بعضها عن بعض؟ لا يمكن أن تمتاز بعضها عن بعض بالجوهر لأنه هذا جوهر حقيقة وهذا جوهر حقيقة وهذا جوهر حقيقة, هذا من قبيل أن جنابك تقول هذا حيوان حقيقة هذا حيوان حقيقة.. اقول بماذا يمتاز؟ تقول بالحيوان, اقول لا يعقل لابد اذا أراد أن يمتاز لابد أن يمتاز بأمر وراء الحيوان, وهو الناطق, أليس هكذا.
اذن قلنا هذا فرد من الانسان هذا ناطق هذا ناطق.. طيب بماذا تتمايز؟ تقول بالناطق؟ طيب كلها ناطقة هذه تحتاج الى أمر وراء الناطقية اذا قبلنا أن جميع الاشياء في الخارج جوهر اذن تمايزها يكون بماذا؟ جميع الاشياء الجوهرية, اذا قبلنا أن الجوهرية عينها اذن تمايزها يكون بالجوهر او بأمر غير الجوهر؟ (كلام أحد الحضور) لماذا؟ وذاك الامر الآخر ما هو؟ ليس بجوهر طيب ما هو؟ من قال عرض, لعله شيء آخر, يقول: لا لأنه انتم قلتم إن الممكنات أما جوهر وأما عرض وهذا الحصر حصر عقلي أما وجوده في نفسه لنفسه أما وجوده في نفسه لغيره, لا يوجد عندنا قسم ثالث لكي نقول لا لا تتمايز بالجوهرية ولا بالعرضية وإنما تتمايز بأمر ثالث.
لذا تجدون أول ما بدأ بدا بهذه المقدمة قال: أن الممكنات تنقسم عند مشهور الحكماء الى جواهر والى اعراض, فإذا لم يكن التمايز بالجواهر فلابد أن يكون بالاعراض.
قال: والجوهر عين الجواهر في الخارج وامتياز بعضها هذه الجواهر, وامتياز بعضها يعني في الخارج لا في الذهن, وامتياز بعضها عن البعض بالاعراض اللاحقة لذلك الجوهر الذي هو عين الجواهر, وذلك لان الجواهر كلها مشتركة في الطبيعة الجوهرية, انت عندما تضع يدك على أي جوهر فالجوهر هو الطبيعة المشتركة من قبيل عبروا عنه الجنس, فإذا أراد أن يتميز فلا يمكن أن يتميز بنفس الجوهر وإنما ما وراء الجوهر وهو العرض.
لان الجواهر كلها مشتركة في الطبيعة الجوهرية وممتازة بعضها هذه الجواهر عن بعضها بأمور غير مشتركة فتلك الامور المميزة التي تميز هذه الجواهر بعضها عن بعض خارجة عن الطبيعة الجوهرية, والمفروض أن الممكن أما جوهر وأما عرض, فإذا كانت خارجة عن الطبيعة الجوهرية فتميزها يكون بالعرض, فتكون تلك الامور المميزة الخارجة عن الطبيعة الجوهرية فتكون أعراضا. هنا قد يقول قائل لا يقال أن هذا لا يثبت لنا العينية والذاتية بمعنى باب الايساغوجي؟ يقول: فليكن الامر كذلك لا يفرق لنا, نحن نريد نثبت أن الجوهر عين هذه الجواهر, ذاتها هذه الجواهر ذاتها الجوهر اعم من أن يكون ذاتي باب الكليات او ذاتي باب البرهان, المستشكل يقول: فلم لا يكون الجوهر عرضا عاما لها, كما أن مفهوم العرض عرض عام للمقولات العرضية, بعبارة أخرى: المستشكل يقول: قولكم هذا لا يثبت أن الجوهر بالنسبة الى الجواهر هو ذاتي باب الكليات؟ ماذا يقول القيصري, يقول: لا يفرق في الامر كثيرا, نحن لا نريد أن نثبت انه ذاتي باب الكليات نريد أن نثبت انه ذاتي اعم من أن يكون ذاتي باب الكليات او ذاتي باب البرهان, نريد أن نقول أن هذه في ذاتها جواهر لا أن الجوهرية أمر عارض عليها محمول بالضميمة.
لذا قال: لا يقال لم لا يجوز أن يكون الجوهر عرضا عاما لها؟ لأنا نقول: العرض العام إنما يغاير أفراد معروضه اين؟ في العقل أما في الخارج يغاير او لا؟ طيب فالممكن نسبته الى الممكنات الانسان ممكن عرض عام او ذاتي باب الكليات؟ عرض عام, ولكنه هذا في الذهن احدهما غير الآخر العارض غير المعروض أما في الخارج فالإمكان عين ماذا؟ الامكان بالنسبة الى الانسان في الخارج من قبيل الزوجية بالنسبة الى الاربعة؟ أبداً, عينه أمر ممكن, مع انه الامكان ذاتي باب البرهان او ذاتي باب الإيساغوجي؟ ذات باب البرهان, اذن كونه عرضا عاما فقط يثبت المغايرة في العقل ولا يثبت المغايرة في الخارج.
لأنّا نقول: العرض العام إنما يغاير أفراد معروضه في العقل لا في الخارج, فهو هذا الجوهر او العرض العام الذي هو محل الكلام, فهو بالنظر الى الخارج والافراد الخارجية عين تلك الافراد, والا التفتوا جيدا هذا الذي اشرنا إليه قبل قليل, والا لو لم يكن عينها لامكن حملها بهو هو عليها او لما أمكن؟ يعني لو كانت من الاعراض اللاحقة وكانت من المحمولات بالضميمة لما أمكن حملها عليها بهو هو, لذا انت تقول الانسان ماشي ولا تستطيع أن تقول الانسان مشي.
قال: والا لو لم يكن عينها, والا لا يكون محمولا عليها بهو هو وهو المطلوب, لذا انت تستطيع أن تضع يدك على أي موجود من الموجودات الجوهرية تقول زيد جوهر هذا الشجر جوهر هذا الماء جوهر, هذه المنضدة جوهر وهكذا, هذا يكشف على أن الجوهرية عين هذه الأفراد. والا لا يكون ذلك العرض العام محمولا عليها أي على الافراد بهو هو, والا لا يكون الآن أما الجوهر اعتبروه او العرض العام, وإلا لا يكون ذلك الجوهر او العرض العام محمولا عليها أي على تلك الافراد بهو هو وهو المطلوب.
الآن خير شاهد على انه نحن نتكلم في المحمول بالضميمة لا انه نتكلم في انه ذاتي باب البرهان او ذاتي باب الايساغوجي, يقول هذا لا يؤثر في البحث شيئا, يقول: وأيضاً لو كانت الطبيعة الجوهرية عرضا عاما خارجا عن الجواهر في الخارج, عرضا عاما خارجا عن الجواهر في الخارج يعني ماذا؟ يعني محمولات بالضميمة يعني ليست من الخارج المحمول يعني ليست ذاتية.
عندما يريد أن يقرر الدليل للنفي نجد انه من أين يبدأ؟ يبطل انها ليست غير الافراد خارجا, ليست غير الافراد يعني ليست محمولات بالضميمة يعني ليست مثل المشي ليست مثل الضحك ليست مثل الضحك ليست مثل القيام ليست مثل هذه الامور.
اذن كل الكلام منصب على هذه النقطة, أؤكد مرة رابعة او الخامسة, الكلام منصب أن حمل الجوهر على الافراد الخارجية الجوهرية من قبيل حمل القيام والجلوس والضحك والكتابة او ليس كذلك؟ يريد أن يقول ليس كذلك, ما ادري واضحة هذه النقطة.
يقول: وأيضا هذا دليل واقعا برهان الآن ذاك بمقدار دليل ولكنه الأدلة تبدأ بشكل رسمي من هنا. وأيضاً (كلام أحد الحضور) لا هو الآن يريد أن يقيم الأدلة لا عود على بدأ, دليله, الآن المدعى بين مع إشارة الى دليل وهو انه لو لم يكن لما حمل عليها كان معروضا عليه بحمله هو هو, هذا دليل هذا, وأيضاً يعني دليل آخر.
وأيضاً لو كانت الطبيعة الجوهرية التي هي جوهر التي تحمل على الافراد, لو كانت الطبيعة الجوهرية عرضا عاما ولكنه أي نحو من العرض العام, لا عرضا عاما ولو في العقل, عرضا عاما خارجا عن الجواهر اين؟ في الخارج والا العرض العام هو خارج عن الجواهر اين؟ في العقل وفي الذهن, نعم نحن نريد أن ندعي انه لا يعقل أن تكون الطبيعة الجوهرية عرض عام خارج عن الجواهر في الخارج, نريد أن نبطل هذا القدر, إما انه عينها ذاتيها باب الكلي او باب الايساغوجي ذاك بحث آخر.
يقول: لو كانت الطبيعة الجوهرية عرضا عاما خارجا عن الجواهر في الخارج, طيب جيد جدا, انت ضع يدك على زيد لو فرض أن الجوهرية من المحمول بالضميمة اذن في ذاتها ما هي؟ لان المفروض أن الجوهر ماذا محمول عليها بالضميمة, فإذا داخل في ذاتها او خارج عنها؟ خارج, طيب وفي ذاتها ما هي؟ بالمقدمة التي ذكرناها لابد أن يكون (كلام أحد الحضور) نعم لأنه قلنا هذه المقدمة أحفظوها دائمة لأنه كل الأدلة مبنية, لماذا بدأ أن الممكنات تنقسم الى جواهر والى اعراض, طيب اذا قلنا أن الجوهرية خارجة عن ذاتها وليست داخلة في ذاتها خارجا, اذن في ذاتها ما هي؟
لابد أن تكون عرضا لأنه في الممكنات في الخارج أما جوهر ذاتاً وأما عرض ذاتاً, طيب اذا لم تكن جوهرا ذاتاً فهي عرض ذاتاً, طيب والعرض ما هو؟ (كلام أحد الحضور) لغيره طيب هذا يحتاج (كلام أحد الحضور) لا يوجد احسنتم فلا يوجد, فلهذا قال محال, التفتوا جيدا.
قال: ولو كانت الطبيعة الجوهرية عرضا عاما خارجا عن الجواهر في الخارج لكانت الحقائق الجوهرية يعني ما نقول انها جواهر, والجوهر بالنسبة إليها خارج عنها, لكانت الحقائق الجوهرية ما هي؟ غير جواهر في أنفسها وذواتها, من حيث انها تلك الافراد تلك الحقائق الجوهرية, من حيث انها معروضة للجوهر إذ العارض غير المعروض ضرورة.
بعبارة أخرى اذا أردنا أن نقرب الدليل نستطيع أن نجعله قياس استثنائي نقول: لو لم يكن هذا عينها لكان خارجا عنها وإذا كان خارجا عنها ما فرض انه حقائق جوهرية فتبقى جوهرية او لا تبقى جوهرية؟ تبقى جوهرية هذا خلف انها حقائق جوهرية.
لو كانت الطبيعة غير الحقائق الجوهرية خارجا يعني من المحمولات بالضميمة للزم أن ما فرض انه حقيقة جوهرية ليس حقيقة جوهرية والمفروض انها حقائق جوهرية اذن ما فرض جوهر ليس بجوهر, واضح المطلب.
قال: لكانت الحقائق الجوهرية غير جواهر في أنفسها وذواتها بل كانت أعراضا من حيث انها تلك الحقائق معروضة للطبيعة الجوهرية لان المفروض فرض السؤال هذا, إذ العارض غير المعروض خارجا حقيقة, اذا كان العارض غير المعروض خارجا اذن اذا كان العارض جوهر فالمعروض أيضا جوهر او ليس بجوهر؟ ليس جوهرا.
وأيضاً, هذا تقريبا مرجعه الى نفس الذي قاله سابقا وهو انه لا يحمل عليها بهو هو, وأيضاً أن كانت الطبيعة التفتوا جيدا, هذه وأيضا الى قوله هذه ثلاثة اقسام, أن كانت تلك الطبيعة موجودة وان لم تكن موجودة وان كانت موجودة, هذا نفس الدليل الذي في الفوق ولكن مع تفصيلية هذا الدليل السابق والا لا يكون محمولا عليه بهو هو, الآن يفصله يجعل فيه حقوق ثلاثة.
يقول: وأيضاً إن كانت تلك الطبيعة أي طبيعة؟ الطبيعة الجوهرية, وأيضاً إن كانت تلك الطبيعة موجودة بوجود غير وجود أفرادها يعني من المحمولات بالضميمة لأنه في المحمول بالضميمة في المعروض وجود وللعارض وجود, فلهذا قلنا بأنه وجود في نفسه ووجود في نفسه, ولكن مع هذا الفارق لنفسه ولغيره, ولكن كل منهما للجوهر وللعرض وجود في نفسه وجود مستقل.
وأيضاً إن كانت تلك الطبيعة موجودة بوجود غير وجود أفرادها لكانت تلك الطبيعة من قبيل ماذا؟ كالأعراض يعني من المحمولات بالضميمة, فإذا كانت كذلك فلا تحمل تلك الطبيعة على الافراد بحمل المواطاة بحمل هو هو, هذا أولاً.
ولكان التفتوا جيدا الى هذا الدليل, يقول لو لم يكن ذاتها انعدامها يؤدي الى انعدام المعروض او لا يؤدي؟ لا يؤدي فان انعدام المشي او القيام او الجلوس او الكتابة يؤدي الى انعدام زيد او لا يؤدي؟ مع أننا بالوجدان نجد انه اذا انعدمت الطبيعة الجوهرية يبقى المعروض او لا يبقى؟ لا يبقى لماذا؟ لأنه هذه حقيقة جوهرية فإذا انعدمت الطبيعة الجوهرية يبقى المعروض او لا يبقى؟ اذن ليس هو محمول بالضميمة.
قال: ولكان انعدام الطبيعة الجوهرية اذا كان محمولا بالضميمة اذا كان عارضا, ولكان انعدام الطبيعة الجوهرية غير موجِب لإنعدامها لإنعدام الافراد لان المفروض أن الطبيعة الجوهرية خارجة عن الافراد, يعني يريد أن يقول والتالي باطل لأنه واقعا اذا لم يكن جوهرا فتبقى جوهرية المعروض او لا تبقى؟ لا تبقى جوهرية المعروض, وهذا خير شاهد على أن هذا ليس عارضا بنحو المحمول بالضميمة على الافراد, وإنما هو ذاتي اذا انعدم يؤدي الى الانعدام لأنه بالنسبة إليها كالعلة. لكونها خارجة عنها وانعدام اللازم, هذا جواب عن سؤال مقدر, يقول: انت تريد أن تستكشف من انعدام العارض انعدام المعروض انه ذاتي له, مع انه لا ملازمة, لأننا نجد أن اللازم ينعدم وبانعدام اللازم ينعدم الملزوم وليس هو ذاتي له, كيف؟ يقول: انظروا الى الزوجية والاربعة اذا لم يكن العدد زوجا تنعدم الاربعة او لا تنعدم؟ اذا انعدمت الزوجية تنعدم الاربعة او لا تنعدم؟ (كلام أحد الحضور) ارجع السؤال: أولا انظروا اين محل الاشكال لكي تعرفوا انه هؤلاء عندما يدخلون الى الفلسفة يعرفون فلسفة او لا؟
لأنه البعض يتصور أن العرفان مجموعة ذوقيات واستحسانيات وكشفيات وانتهت القضية, لأنه تجدون انه عندما يدخلون الى البحث الفلسفي تجدون أن المباني الفلسفية كاملة, الآن مبناهم صحيح او غير صحيح ذاك بحث آخر, ولكن المباني والنظريات الفلسفية يعرفونها او لا يعرفونها؟
القيصري هكذا استدل قال: نحن نستكشف من انعدام العارض انعدام المعروض, نجد انه اذا انعدم العارض ينعدم المعروض اذن نثبت من ذلك أن هذا العارض ليس عارضا خارجيا وإنما هو ذاتي والا لو كان خارجي لما كان ينبغي اذا انعدم ينعدم المعروض, كأنه نريد أن نستشكل على هذا, نقول لا, ليس كل ما انعدم العارض ولزم منه انعدام المعروض فالعارض ذاتي للمعروض بأي بيان؟ يقول: انظروا الى الزوجية والاربعة فانه مع انعدام الزوجية تنعدم الاربعة او لا تنعدم؟ مع انها هي ذاتية لها او لازم لها؟ (كلام أحد الحضور) نعم التفتوا جيدا.
اذن انت أردت أن تستكشف او تثبت لنا من انعدام الجوهرية العارضة انعدام المعروض اذن الجوهرية ذاتي للمعروض, يقول لا ملازمة بينهما, نحن نجد أن اللازم البين ينعدم وبإنعدامه ينعدم الملزوم وليست الزوجية ذاتي الملزوم, ما ادري واضح هذا.
الجواب: يقول لا, هناك فقط كشف في مقام الإثبات وليس علة, فرق بين انه نقول بأنه علة للإنعدام ونقول نستكشف الانعدام, يقول: وانعدام اللازم هذا جواب عن سؤال مقدر.
وانعدام اللازم البين ليس موجِبا لعدم ملزومه يعني فإن قلت نقض علينا هذا يقول لا, بل علامة له أي لعدم الملزوم, هذا المعنى أشار إليه الآشتياني في تصحيحه وتعليقته على مقدمة الفصوص في ص86 يقول جواب عن سؤال مقدر كأن قائل يقول كون انعدام الطبيعة الجوهرية موجبا لإنعدام أفرادها ليس دليلا على كون الطبيعة عين الافراد في الخارج لان اللازم البين كان انعدامه موجبا لإنعدام معروضه مع انه خارج عنه فأجاب بأنه هذا ليس دليل بل هو كاشف وعلامة مرتبط بمقام الإثبات لا بمقام الثبوت.
اذن هذا الشق الاول, التفتوا الى الشق الثاني.
إن كانت تلك الطبيعة موجودة بوجود غير وجود أفرادها, الشق الثاني, وان لم تكن موجودة, أساساً الطبيعة الجوهرية غير موجودة لا انها موجودة بوجود غير وجود أفرادها, لكانت الافراد الجوهرية ما فرض جوهر ماذا؟ ليس بجوهر, لكانت الافراد الجوهرية غير الجواهر في الخارج لعدم الجوهرية في الخارج لأنه فرضت أن الطبيعة الجوهرية موجودة في الخارج أو لا؟ يعني يلزم ما فرض انه جوهر ليس بجوهر بل عرض وهو خلف وهو محال.
اذن لا يبقى عندنا الا شق أخير, وهي موجودة في الخارج بوجود الافراد, لأننا فرضنا غير موجودة غير معدومة, موجود بوجود غير وجود أفرادها غير معقول, اذن يبقى الشق الثالث وهي انها موجودة أولاً بوجود أفرادها ثانيا, وان كانت موجودة الطبيعة الجوهرية, بعين وجود الجواهر فهذه الطبيعة عين وجود الجواهر في الخارج وهو المطلوب.
وأيضاً, برهان آخر ثاني ثالث ليس مهم. في هذا البرهان الثالث واقعا فيه مقدار من الدقة العقلية, هذا البرهان أنا استطيع أن أقربه هكذا, أولا: نحن عندنا شقوق ثلاثة: هكذا ندخل البرهان, نقول: أن صدق الجوهر او الطبيعة الجوهرية على أفرادها أما انها عينها او لا, حتى تكون المنفصلة منفصلة ماذا؟ حقيقية, أما عينها او لا, ثم نأتي الى الشق الثاني, او لا يعني ليس عينها, نقول أما اذا لم تكن عينها أما جزئها او لا, فالشقوق تصبح ثلاثة.
أولاً: انها عينها خارجا, ثبت المطلوب, انها جزئها خارجا لابد من إبطاله, انها غيرها خارجا, لا تقول انه يوجد شق رابع وهو انها غير موجودة, نقول هذا خلف الفرض لأنه نحن فرضنا انه في الخارج يوجد عندنا جوهر وعرض, اذن لا يقول لنا قائل بأنه يوجد عندنا شق رابع لم تذكروه, الجواب: المفروض أن الممكنات أما جواهر وأما اعراض.
فنقول: من هاتين المنفصلتين نصل الى هذه الشقوق الثلاثة: أما عينها, أما جزئها, أما لا عينها ولا جزئها, ثم نشكل قياس استثنائي هكذا نقول: لو لم تكن الطبيعة الجوهرية عين أفرادها في الخارج أما جزئها وأما خارج عنها, غيرها, والتالي باطل بكلا شقيه فالمقدم مثله, يعني أن لا تكون عينها بل لابد أن تكون عينها, ما ادري طريقة الاستدلال اتضحت.
بلي (كلام أحد الحضور) أعيده أم لا (كلام أحد الحضور) اقول نشكل من منفصلتين حقيقيتين نصل الى هذه الاضلاع الثلاثة: نقول الجوهر مفهوم الجوهر او حقيقة الجوهر بالنسبة الى أفراده في الخارج أما عينها او لا والثاني أن لم يكن عينها أما جزئها او لا, فنحصل على هذه الشقوق الثلاثة أن طبيعة الجوهر بالنسبة الى أفراده والحقائق الجوهرية أما عينها أما جزئها أما لا عينها ولا جزئها بل خارج عنها والشق الرابع باطل جزما ما هو؟ وهو أن لا تكون هناك طبيعة جوهرية وهذا خلف أن الممكنات أما جوهر وأما عرض, ثم نشكل قياس استثنائي نقول: لو لم تكن الطبيعة الجوهرية عين أفرادها او الحقائق الجوهرية في الخارج لكانت أما جزئها وأما خارجة عنها, لا الأركان الثلاثة او الأجزاء الثلاثة او الشقوق الثلاثة التي حصلنا عليها من المنفصلتين, أن لم تكن عينها فهي أما جزئها او خارجة عنها, والتالي بكلا شقيه باطل فيؤدي الى بطلان المقدم وبطلان المقدم ما هو؟ أن لا تكون عينها يثبت نقيضها وهو أن تكون عينها, ما ادري واضح هذا.
قال: وأيضاً لو لم يكن الجوهر عين كل ما يصدق عليه من الجزئيات هذا القياس الاستثنائي الذي اشرنا إليه, ولكن هذا القياس الاستثنائي متى نأتي به؟ بعد تلك الشقوق الثلاثة التي حصلنا عليها من منفصلتين حقيقيتين.
لو لم يكن الجوهر عين كل ما يصدق عليه من الجزئيات في الخارج حقيقة لا يخلو أما أن يكون داخلا في الكل, التفت, أما أن يكون داخلا في الكل, هذا الشق الاول لا يكون عينها, يعني أما جزئها وأما خارج عنها, أليس هكذا, أما أن يكون داخلا يعني جزء في جميع الحقائق الجوهرية, تعالوا معنا الى الشق الثاني السطر الثالث من ص100, او داخلا في البعض دون البعض يعني أن يكون جزء في بعض الحقائق الجوهرية دون بعض آخر, طيب وهذا بطلانه واضح ترجيح بلا مرجح, او خارجا عن الكل هذه الشقوق الثلاثة الأصلية.
الشق الاول: أن يكون عين الحقائق الجوهرية.
الشق الثاني: أن يكون جزء في جميع الحقائق الجوهرية, وهذا فيه شق فرعي ليس بمهم.
الشق الثالث: أن يكون خارجا عن الحقائق الجوهرية.
نبطل هذه الشقوق فيبقى عندنا الشق الاول وهو أن يكون عين الحقائق الجوهرية.
والحمد لله رب العالمين.