أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
كان الكلام في تأثير القواعد النحوية واللغوية لفهم النص الديني، خصوصاً فيما يتعلق بالآيات القرآنية وبالنص القرآني، وهنا ملاحظة أشير إليها ولعلي قد أشرت إليها في سنوات ماضية، نحن نجد أنه أساساً عندما تقرأون الكتب التي تتكلم عن قواعد النحو والقواعد الأدبية عندما يستشهدون على القواعد نادراً ما تجد أنّهم يستندون إلى النصوص الروائية، مع أن ما ورد عنه عليه أفضل الصلاة والسلام أنّ النبي هو أفصح من نطق بالضاد، إذن كان ينبغي أن يستشهد بكلام النبي صلى الله عليه وآله، ولكنّه لا نجد أثراً لذلك، نعم نجد أنهم يستشهدون بأبيات من الشعر، يستشهدون بكلمة لجاهلي يستشهدون… أليس كذلك؟ الآن اقرأوا قطر النداء اقرأوا ابن عقيل اقرأوا الكتب الأخرى، تجدون في الأعم الأغلب الاستشهاد هل هو بالنصوص الدينية أو بغير النصوص الدينية؟ بغير النصوص الدينية، ما هي النكتة في ذلك، لماذا؟
هناك دراسات في هذا المجال بينت واحدة من أهم العلل والأسباب قالوا أننا نجد لحناً كثيراً في النصوص الروائية، ونجد أنّ هناك أخطاء واسعة في النصوص الروائية، لماذا؟ يعني أن النبي صلى الله عليه وآله عندما كان يتفوه بهذه النصوص الروائية، كان يلحن أو كان يخطأ، الجواب كلا وألف كلا وإنما هذه النصوص نقلت إلينا بالمعنى ولم تنقل إلينا باللفظ، إذن لماذا النص القرآني؟ أيضاً اشرنا إلى انه هناك موارد ليست قليلة تنطبق عليها قواعد اللغة العربية أو لا تنطبق؟ لا تنطبق عليها قواعد اللغة العربية وقالت نسوة في المدينة أو وقال نسوة في المدينة؟ الآية ماذا؟ وقال ونسوة مؤنث أم مذكر؟ إلا أن تقولون نسوة مذكر، النسوة مؤنث، إذن الضمير الذي يعود عليها ما هو؟ مؤنث، ماذا لابد تكون الآية؟ وقالت إذن موارد كثيرة من هذا القبيل، ولذا تجدون أن من أراد أن يستشهد لم يقترب إلى النص الديني لا إلى النصوص القرآنية ولا إلى النصوص الروائية وبالخصوص ما يتعلق بالنصوص الروائية.
في هذا اليوم نحن نريد أن نقف عند نموذج لهذه القضية وهو أنّه كيف تؤثر اللغة على فهم النص الديني والنص نص قرآني، كيف أن قواعد اللغة تؤثر على فهم النص الديني؟
إذا يتذكر الأعزة وقفنا عند هذه الآية المباركة من سورة الدخان الآية 54 (كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) (سورة الدخان: 54) قال تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ * كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ * يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ * لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى) عندما تنظر إليها: إن المتقين جمع المذكر السالم، يلبسون جمع المذكر السالم، وكذلك وزوجناهم بمقتضى ميم الجمع الذي هي علامة المذكر ، إذن لابد أن نقف عند هذه الجملة حور عين انظروا ماذا فهم منها المفسرون.
إذا يتذكر الأعزة فيما سبق قلنا بأنّه لابد أن نأتي إلى كلمة حور لنرى أنّ هذه المفردة هل هي مفرد أم جمع؟ وإذا كانت جمعاً فهي جمع ماذا؟ هذا الجمع ما هو مفرده؟
تعالوا معنا إلى كتاب النحو الوافي لعباس حسن انتشارات ناصر خسرو طهران المجلد الرابع صفحة 590 يعني المسألة 173 أشهر جموع الكثرة يقول أشهرها ثلاثة وعشرون جمعاً قياسيا لا فقط سماعية، سماعية لها حساب آخر نحن نتكلم في القياسي، وفيما يلي القياسيات، الأول يقول فُعل بضم فسكون فُعْل وهو جمع قياسي لشيئين، افعل وصف لمذكر، وفعلا وصف لمؤنث، إذن حور جمع أحور للمذكر، وجمع حوراء للمؤنث، ثمّ يضرب أمثلة يقول من قبيل حُمر الذي هو جمع أحمر وحمراء وجمعهما حُمر، أخضر وخضراء وجمعهما خُضر، اصفر وصفراء وجمعهما صُفر، أسود وسوداء وجمعهما سود، ولذا نحن في بحث آخر قلنا بأنّ تعبير الخطوط الحمراء صحيح أو خاطئ؟ خاطئ لان الخطوط جمع، فوصفه لابد أن يكون جمعاً فلابد أن يكون الخطوط الحمر لا الخطوط الحمراء، هذا ما يقوله عباس حسن في هذا المجال كما هو واضح.
تعالوا معنا إلى كتاب مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني صفحة 262 هذه عبارته هناك يقول: وحور عين جمع أحور وحوراء، هذا الراغب الأصفهاني.
تعالوا معنا إلى تاج العروس من جواهر القاموس للزبيدي تحقيق عبد الكريم العرباوي دار الهداية للطباعة والنشر المجلد الحادي عشر صفحة 100: والحور جمع أحور وحوراء، يقال رجل أحور وامرأة حوراء.
تعالوا معنا إلى لسان العرب لابن منظور الأفريقي في المجلد الثالث صفحة 385 في هذه المادة يقول وقد حور حوراً وأحورّ وهو أحور وامرأة حوراء، الذي جمعهم ماذا يصير؟ المجموع يصير جمعهما الاثنان يصير جمعهما ماذا؟
سؤال إذن لو كنا نحن وهذه الآية وزوجناهم بحور عين ما معناها؟ لو كنا نحن ومقتضى حور العين فقط الحور يعني زوجنا الذكور حوراءات، وزوجنا الإناث أحور ذكر، جمع المذكر أليس كذلك، مقتضى الحور زوجناهم الآية لم تقل وزوجنا الذكور حوراءات إناث، هكذا قالت؟ لم تقل هكذا، ولكن تعالوا معنا إلى كلمات المفسرين انظروا ماذا فهموا من الآية، بمقتضى حور يخرج منها اختصاص بالذكور أو لا يخرج؟ لا يخرج منها؛ لان حور اعم من أحور وحوراء.
تعالوا معنا إلى المفسرين هذا في كتاب المعجم في فقه لغة القرآن وسر بلاغته مدير القسم بإشراف الأستاذ محمد واعظ الذي مراراً ذكرت بأنّه يغني عن مئة تفسير مئة وخمسين تفسير عشرات الكتب اللغوية وغيرها كتاب مفيد جداً ولكن المهم جمعها في موضع واحد.
تعالوا معنا إلى المجلد الرابع عشر في صفحة 231 في مادة حور قال أبو هريرة: كذلك وزوجناهم بحور عين لسن من نساء الدنيا، إذن الخطاب لمن موجّه؟ إلى الذكور، لسن من نساء الدنيا يعني إن نزوجهم نزوج الذكور نساءً فإذن الحور ما هو المراد منه هنا؟ فقط الإناث.
اثنين: ابن مسعود: إنّ المرأة من الحور العين ليرى مخ ساقها من وراء اللحم والعظم ومن تحت سبعين حلّة، كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء من القرطبي، إذن مواصفات من؟ مواصفات الحوراء مواصفات الاحور موجودة في القرآن؟ طبعاً ما هو المراد حوراء واحور؟ يعني شدة البياض وشدة السواد، إذا اجتمعا في عين بياض ما بعده بياض، وسواد ما بعده سواد، يقال العين حوراء أو الرجل أحور من حيث هذا،.
ابن عباس أشكل كثيراً: والحور جمع حوراء، أصلاً من قال لكم أن الحور جمع أحور وحوراء، الحور ما هي؟ وزوجناهم إذن ماذا؟ الحوراء النساء وهي البيضاء ومثله الضحاك.
مجاهد: والحور اللاتي يحار فيهن الطرف باب فلان إلى آخره الحور.
الطبري: الحور النساء النقيات البياض.
قتادة: حور يعني بيضاء عيناه.
الفراء: الحوراء البيضاء من الإبل.
القرطبي: معنى الحور هنا الحسان الثاقبات البياض بحسن.
الالوسي: الحوراء.
الطباطبائي: وظاهر كلامه تعالى أنّ الحور العين غير نساء الدنيا الداخلة في الجنة، ومثله فضل الله ونحوه مكارم الشيرازي، مكارم الشيرازي يقول حور جمع حوراء وأحور أما الآية ما هو المراد منها؟ حوراء وهكذا أنا بودي أن الأعزة يراجعون الطوسي وآخرين وآخرين وآخرين.
سؤال لماذا اضطر هؤلاء أن يجعلوا الجمع الذي هو أعم من الذكور والإناث أن يخصصوه بالإناث؟ ما هو الوجه؟ واقعاً هذا السؤال مطروح أم لا؟ طبعاً ليس فقط هنا، في آيات كثيرة هذا نموذج أنا ذكرته للأعزة لماذا أن العقل التفسيري جعل ما هو أعم أخص؟ ما هي النكتة؟
قد تكون هناك نكتتان النكتة الأولى: أن العقلية عقلية ذكورية، لا أنها ماذا؟ يساوي بين الرجل والمرأة بين الأنثى والذكر، وإنما بمنطق أنه أساساً أصل الوجود هو الذكر،والأنثى هي فرع عليه، كما سيأتي في بحث الخلق، وكما رأيتم في اللغة وآثار ذلك في اللغة، إما لان التفسير صدر من الذكور، فكان تفسيراً لا أريد أن أقول دائماً حتى يشكلون هذا ليس انصافاً للمفسرين أنا لا أقول بنحو الموجبة الكلية، أنا أريد أقول بأنّه في كثير من الأحيان وفي مساحة واسعة الفهم فهم ذكوري، الثقافة ثقافة ذكورية، الرؤية رؤية ذكورية المرآة التي من خلالها يرى الأشياء هي الذكورية.
ومن هنا افتحوا لي قوس واقعاً من هنا أدعو الأخوات أدعو النساء أنهم إذا أرادوا أن يعدلوا من هذه القراءة لا طريق لهن إلا أن يكن عالمات حتى يقدموا فهمهن من القرآن الكريم، لا طريق آخر لماذا؟ لأنه أنت أصلاً ليس متعمداً وإنما ملتفت إليه أم لا؟ مغفول عنه، وهذه طبيعة الإنسان، هذه طبيعة القراءة هذه طبيعة نظرية المعرفة، لا يمكن أن يكون غير ذلك، لا يمكن لا ان الإنسان يتعمد أن يقرأ ذلك قراءة ذكورية، وإن شاء الله سنقف عندما نأتي إلى هذه الآية المباركة من سورة النساء وهي الآية 34 ومراراً اشرنا إليها ووقفنا عندها إجمالاً يقول: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ)، سؤال: إذا كانت الآية بصدد تفضيل الرجال على النساء لابد ماذا تقول؟ بما فضّل الرجال على النساء، الآية لم تقل بما فضّل الله الرجال على النساء، قالت بما فضّل الله بعض من؟ واقعاً بعض من؟ بعض الرجال على بعض النساء؟ إذن من أين جئتم بأنّ الرجال أفضل من النساء، إذا قلتم بعضهم على بعض، يعني بعض الرجال على النساء، وبعض النساء على الرجال، إذن هذه الآية كما فيها تفضيل لبعض الرجال على بعض النساء، فيها تفضيل لبعض النساء على بعض الرجال، من أين جئتم أن الآية تشير إلى أفضلية الرجال على النساء؟ دلونا عليها.
الآية قالت بما فضّل الله بعضهم، بعض من؟ هذا الضمير على من يعود؟ إذا قلت بعضهم يعني بعض الرجال على النساء، وبعض النساء على الرجال، إذن هذه الميم مختصة بالمذكر أم لا؟ إذا قلنا بعض الرجال على النساء وبعض النساء على الرجال، إذن هذه الميم علامة الجمع المذكر علامة المذكر أو ليست علامة المذكر؟ ليست علامة المذكر؛ لأنها استعملت في النساء أيضاً، ولكنّ الآن ارجع إلى التفاسير بشكل عام يقول هذه الآية من موارد أفضلية الرجال على النساء، مع ان الآية لا يوجد فيها هذا أبداً، بأي بيان لا يوجد فيها أفضلية الموجبة الكلية بتعبيرنا أفضلية مطلق الرجال يعني صنف الرجال على صنف النساء، غير موجودة في هذه الآية، أصلاً الآية ليست مرتبطة بالرجال والنساء مرتبطة بالأسرة، لا أنها مرتبطة بالرجال والنساء، بأي قرينة؟ بقرينة واللاتي تخافون نشوزهن نشوز من؟ نشوز النساء؟ أو نشوز الزوجات؟ أي منهم؟ مع ان الآية واحدة، فصدر الآية وذيل الآية مرتبطة بقانون من قوانين الأسرة، نحن ماذا فعلنا للآية؟ ماذا اعطيناها أي بعد؟ أسرة او رجال ونساء؟ رجال ونساء وجعلناها تكوينية وليست اجتماعية.
إذن النكتة الأولى هي أن هؤلاء عندما فسّروا من حيث يلتفتون أو لا يلتفتون فسروا تفسيراً ذكوريا، فعلى النساء إذا أردن أن يفهمن القرآن كما يقتضي منطقهم النسائي والإناثي أن يتعلمن وان يكتبن التفسير وان يجتهدن وان يكن فقهاء ويكتبن رسائل عملية، ونحن من القائلين بجواز تقليد المرأة؛ لأنه لا يوجد دليل على أن المرأة لا يجوز تقليدها بالفتوى الفقهية، كما الآن أنت جنابك إذا كان عندك مشكلة مرضية طبية وسألت فقالوا أن هذه المرأة اعلم من الآخرين في مجالها ترجع إلى الرجال أم إلى النساء؟ ترجع إلى النساء أنت ترجع إلى النساء! لان المطلوب هو التخصص والوثاقة في هذا المجال، فإذا كن من أهل التخصص والوثاقة يمكن الرجوع إليهن في هذا المجال فعليهن إذن أن ينزعن لباس عدم التعلم ويذهبن إلى التعلم والعلم والفقه والاجتهاد والتفسير وووو إلى غير ذلك ويقلن آراءهن في هذا المجال.
هذا هو البعد الأول السبب الأول الذي أدى بالبعض أو الاعم الأغلب من المفسرين أن يفسروا ما هو الأعم فيجعلوه أخص.
البعد الآخر: هو ما يتعلق بالبعد اللغوي، وهو أن الآية قالت: كذلك زوجناهم هذه الميم علامة ماذا؟ علامة المذكر، إذن يقولون نحن إنما حملنا حور العين على الأخص بقرينة هذه الميم، سؤال: هذه من أين جاءت إلى النص القرآني والى الفهم القرآني؟ من المتكلم أم من اللغوي؟ اسأل اللغوي من أين جئتنا بهذا الأصل الذي يقول كلما جاء الميم فهو للمذكر، ولا يشمل المؤنث، لأنه عندك نون النسوة للمؤنث وعلامة التأنيث، والميم علامة التذكير، أما لو سألت من أين جاءت هذه القاعدة اللغوية؟ افترضوا صرح بها أعلام النحويين من متقدميهم ومتأخريهم، بل اجمعوا على ذلك، بل صار من المسلّمات عندهم، هل هو حجة أو ليس بحجة؟ الذي يقول انه حجة عليه البيان، وعندما ترجع إلى القرآن تجد أن القرآن الكريم بشكل واضح وصريح لا يجعل هذه الميم علامة التذكير، بل هي أعم من التذكير والتأنيث، نعم نون النسوة علامة التأنيث، أما الميم ليست علامة للتذكير بل هي أعم من التذكير والتأنيث، وهكذا جمع المذكر السالم، من قال لكم يؤمنون يعني المذكر، هذا من أين؟ نعم الآن تقول لي بحسب كثرة الاستعمال، ماذا تريد تسمي سميه، لكن لا يوجد عندي دليل من الشارع ومن الوحي يقول كلما جاءت نون النسوة فهو علامة التأنيث، وكلما جاء الميم فهو علامة التذكير، فالمنظومة اللغوية عندك تتبدل أو لا تتبدل؟ كاملاً.
إذن الآية عندما قالت وكذلك زوجناهم هذا الضمير زوجناهم مذكر أم أعم؟ بالعكس بقرينة بحور العين نقول هذا أعم، يعني زوجنا الذكور إناثاً، وزوجنا الإناث ذكوراً، انظروا الأثر كم يختلف: فكما يحق للذكر في الجنة أن يكون له ما شاء الله من الحور الإناث، كذلك للأنثى لها ما تشاء من الحور الذكور، لهم فيها ما يشاءون ولدينا مزيد.
إذن الآية المباركة التي قرأناها الآيات التي قرأناها قبل ذلك من سورة الدخان الآيات التي قبلها قال تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ) يقول هذه نون جمع مذكر سالم مختصٌ بالذكور، النساء ماذا؟ يقول الآن نجد لهم طريق حتى نلحقهن وإلا يشمل، أمّا على ما أقوله المتقين مختصٌ أو اعم؟ اعم، يلبسون يعني ما يلبسن فلا يوجد يلبسن؟ إلا بالإلحاق أو الإجماع أو التبعية؟ الجواب لا، فلهذا القرآن الكريم تقول لي لماذا يستعمل الذكور أقول ليس ذكور أنت قلت ذكور، حتى لهذا اتُهم القرآن أن منطقه منطق ذكوري، القرآن ليس منطقه ذكوري، القرآن منطقه الأعم ولكن أنت من خلال اللغة العربية وقواعد اللغة العربية صار منشئاً أن يصير القرآن منطقه ذكوريٌ، كلما يتكلم يتكلم عن الذكور، لماذا يتكلم عن الذكور؟ يقول انظر متقين يلبسون زوجناهم يدعون لا يذوقون إلى آخره، أنت فهمك وقواعدك العربية أدت إلى أن يتهم القرآن، وإلا القرآن له منطقه، ومنطقه أنّ هناك علامات للإناث وهناك أيضاً علاماتٌ للذكور، وهناك علامات اعم، وفي الأعم الأغلب القرآن يتكلم بلغة الأعم (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ) هذا مختص أو غير مختص؟ ماذا تقولون؟ مختص، إذن ليس فيه ذكر وأنثى هذا خير قرينة على أن كم خلقناكم هذه ميم للمذكر أو للأعم؟ للأعم ولهذا جاءت ميم بيانية قالت من ذكر وانثى وعشرات الآيات من هذا القبيل، عند ذلك تفهم الآية المباركة الرجال قوامون على النساء بما فضّل الله بعضهم، بعض من؟ فإذا قلت ميم للمذكر لابد الآية كانت تقول بما فضّل الله بعضهم على بعضهن، ليس بعضهم على بعض لأنه الله يفضل الرجال على الرجال ماذا علاقته بالموضوع؟ لان الميم الأولى للمذكر الأولى والثانية أيضاً للمذكر الثاني الآية ما إليها معنى يصير أمّا إذا قلنا أعم بما فضّل الله بعض الرجال على ماذا؟ على بعضهم بما فضّل الله بعضهم على بعض هذا ما عندنا مشكلة بعض الرجال أفضل ماذا؟ واثبات شيء لا ينفي ما عداه، وبعض النساء أفضل من بعض أين المشكلة؟
تعالوا معنا إلى قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) من الواضح أن الخطاب موجّه إلى نساء النبي بأي دليل؟ نون النسوة هذا اختصاص (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ..) وأطيعوا الله؟ لا، (وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) الآن لماذا خصص الخطاب بنساء النبي؟ لأنه قبل ذلك قال: يا نساء النبي لستن كأحد لكم حساب خاص انتم (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ) هنا الأعلام ماذا قالوا مباشرة؟ قالوا إنما بدل الضمير من التأنيث إلى التذكير حتى يخرج النساء، صحيح هذا الكلام أو ليس بصحيح؟ لماذا ليس صحيحاً؟ إذا كان القرار ان يخرج نسائه الزهراء من النساء لابد أن تخرج انتهت القضية!
إذن الآية تشملها أو لا تشملها؟ إلا أن تقول لي سيدنا الرواية ذاك بحث آخر، الآن أنا أتكلم بالمنطق والقاعدة اللغوية في النص القرآني، إذا قلت هذا الميم للتذكير علامة المذكر فيشمل أو لا يشمل؟ لا يشمل إذن لماذا بدّل؟ إخراج؟ إذا كان بهذا الشكل فقط نساء النبي؟ حتى يخرج نساء النبي تخرج في ضمنها فاطمة لأنه أنثى أيضاً إذن الآية لماذا بدّلت الضمير الجواب ليس للإخراج وإنما لإدخال الرجال؛ لأنه الآية إذا كانت مستمرة إنما يريد الله ليذهب عنكن الرجس أهل البيت ويطهركن تطهيرا فيدخل رسول الله أو لا يدخل؟ يدخل علي أو لا يدخل؟ يدخل الحسن أو لا يدخل؟ يدخل الحسين أو لا يدخل؟ فإذن الآية لإخراج نساء النبي أو لإدخال الرجال من أهل بيته؟ أصلاً فهمين يصير للآية، أنت لابد تقرر في الرتبة السابقة يعني بحسب قواعدك اللغوية والنحوية أن الميم للمذكّر أو للأعم؟ إذا قلت للأعم هنا يصير عندك مشكلة وهو إذن الآية أخرجت النساء أو لم تخرج النساء؟ لم تخرج لابد يأتي دليل الرواية .
إذن الآية بحسب المنطق اللغوي دالة على الاختصاص بهؤلاء الخمسة أو لا تدل؟ لا تدل، تقول لي إذن من أين نقول النساء خرجن؟ هذا على المبنى اللغوي، إذا قلت أن الميم للتذكير صحيح يخرج نساء النبي وتخرج معها فاطمة، إذن عندك مشكلة، إذا قلت للأعم صحيح انه يمكن إدخال الرجال، ولكن تخرج النساء أو لا تخرج؟ لا تخرج، أفتونا مأجورين.
البعض يقول لي السيد يريد يضعف أدلة العصمة والله لا استطيع أن أقول انك ومن يستحق الخطاب فلا تستحق الخطاب، أنا أتكلم توجد تساؤولات وتوجد إشكالات وتوجد أبحاث لابد أن تطرح حتى نجيب فإن استطعنا أن نجيب نقول الآية دالة، فإن لم نستطع أن نجيب نقول نذهب إلى دليل آخر، وحتى أنا في كتابي العصمة قلت وهذا لعله من أول الكتب التي كتبت يمكن بالضبط قبل عشرين خمسة وعشرين سنة، قلنا إنما بدّل الضمير ليخرج النساء وواقع الأمر هذا صحيح وتأسيس مبناه اللغوي أن الميم للذكور وهذا لا دليل عليه، اليوم اذهبوا وابحثوا من الدليل على أن الميم علامة الذكورية والاختصاص، وان قلتم لا، للأعم أقول إذا كان كذا هذه تخرج الزهراء سلام الله عليها، وإن قلتم أعم إذن الآية أخرجت النساء أو لم تخرج النساء؟ ولم أجد من التفت إلى هذه النكتة إذا وجدتم إلا الرازي في التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب في ذيل هذه الآية المباركة المجلد الخامس والعشرين صفحة 181 يقول: ثم إن الله تعالى ترك خطاب المؤنثات وهو نو النسوة وخاطب بخطاب المذكرين هذه خطأ؛ لأنه لم يثبت عندنا هذا خطاب ماذا؟ وهو بعد ذلك يناقض نفسه، وخاطب بخطاب المذكرين بقوله ليذهب عنكم ليدخل فيه نساء أهل بيته ورجالهم، يقول تبديل الضمير ليس لإخراج النساء بل لإدخال الرجال، من هنا يأتي هذا التساؤل (البعض مع الأسف يقول السيد يذكر الإشكال ولم يذكر الجواب وحقكم لا يوجد إشكال إلا أنا اذكر جوابه نعم في ذاك البحث افترض أن هذا البحث أنا أريد ادخل في الجواب هذا يصير بحث فقه أو يصير بحث كلام أي منهم؟ في محله أنا اجبت وليس انه عندما أشير الى الشبهة لابد أشير إلى الجواب ولكنه نزولاً عند رغبة بعض الأعزة الكبار في الحوزات حتى لا يتشوش ذهنم، أنا لا ادري بمجرد إشكال يتشوش ذهن الأعلام بل هذا اجيبه حتى لا يتشوش ذهنم).
الجواب: إذن إذا دلّت الآية على العصمة يعني الآية فيها دلالة على العصمة، الآيات التي قبلها بيّنت بأنه نساء النبي معصومات أو غير معصومات؟ غير معصومات، إذن خرجن من الآية المباركة؛ لأنه مضمون الآية يدل على العصمة أمّا إذا لم يدل على العصمة كما ناقش البعض في ذلك لم يدل على العصمة، فالمراد من أهل البيت من يعينهم؟ النص الروائي والنص الروائي ماذا قال لنا؟ هذا أمامكم النص الروائي هكذا قال:
شرح مشكل الآثار للطحاوي تحقيق شعيب الارنؤوط مؤسسة الرسالة المجلد الثاني يقول لم يرد بها أنها كانت وان المرادين بما فيها المرادين بما في الآية هم رسول الله وعليٌ وفاطمة وحسن وحسين دون من سواهم، إذن النبي صلى الله عليه وآله قوله وفعله حجة أو ليس حجة؟ قوله وفعله حجة، قال اللهم أن هؤلاء سؤال: هؤلاء للمذكر أو للأعم؟ من أين؟ إذن فاطمة مشمولة أو غير مشمولة؟ لا، مع أن النبي صلى الله عليه وآله هذه عبارته قال: اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فهؤلاء أهل بيتي، واللطيف عنهم مختص أو اعم هذه لابد تحلها أنت في اللغة العربية، ومن هنا أولئك الذين حاولوا تعرفون النكات الأصلية قالوا نحن لا نناقش أبداً في الروايات التي دلت على انه جمعهم تحت الكساء وقال اللهم إن هؤلاء أهل بيتي، ولكن إثبات شيء… من أين تأتون بالحصر؟ نعم النبي صلى الله عليه وآله لحبه الكثير لهؤلاء الأربعة جمعهم ماذا؟ وعندنا روايات أخرى قال أن نسائي أيضاً ماذا؟ تقول أم سلمة أرادت أن تدخل بلي أرادت لخصوصية هؤلاء الخمسة ونحن نقبل هذه الخصوصية ولكن أعطاء الخصوصية شيء والحصر والاختصاص ماذا؟ بأي دليل؟
هذه إشكالات حديثة إلى الآن الذين يتكلمون في الآية مطلعين عليها يقولون، والدليل أن الأحكام الشرعية شاملة لجميع الناس أو ليست كذلك؟ ولكن أعطى الله خصوصية لنساء النبي، هل لها أحكام غير أحكام الناس والمؤمنين؟ لا أبداً، ولكن لكل أن ارتباطنا لبيت النبوة يصير لكن خصوصية، فالنبي أراد أن يبين الخصوصية لهؤلاء، ولم يرد أن يبين الحصر، إذن لابد أن تجيب أنت ولهذا الملتفت إلى هذه النقطة استاذنا السيد محمد تقي الحكيم صاحب الفقه العام المقارن يقول بأنه قوله أن هؤلاء هذا كاشف عن الحصر لأنه ملتفت إلى اشكالهم انه إذا بهذا الشكل هذا لبيان اختصاص والاختصاص لا يدل على بيان الخصوصية، والخصوصية لا تبين الحصر.
غداً بإذن الله تعالى سوف ندخل للجواب عن الإشكال الذي طرحناه، وهو انه ما هو الحل أن ظهور عصر الصدور هو الحجة أو ظهور عصر الوصول؟ أيهما هو الحجة؟ قلنا أن المشهور يقول ظهور عصر الصدور نحن نقول ظهور عصر الوصول فبماذا فبأي شيء نستدل والحمد لله رب العالمين.