نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (105)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    الفصل السادس: فيما يتعلق بالعالم المثالي

    قبل الدخول في هذا الفصل وهو الفصل السادس الذي يعد من أهم المباحث العرفانية وهو البحث في عالم المثال فقط أريد أن أشير بعض الإشارات فيما يتعلق في خاتمة الفصل السابق, عندما قال: لأنه الخليفة والمتصرف في كل العوالم, هذا المعنى لو جئنا على مستوى بيان بعض المصاديق لا إشكال ولا شبهة انتم تعلمون بان القرآن الكريم ما من شيء في عالم الطبيعة الا ونسب إلى نبي من أنبياءه نحوا من التصرف فيه, عندما تأتي إلى داود{وألنا له الحديد} كان يتعامل معه كما يتعامل مع أي شيء طبيعي في يد الإنسان, عندما تأتي إلى سليمان, عندما تأتي إلى عيسى, عندما تأتي إلى موسى, عندما تأتي إلى نوح, عندما تأتي إلى كل الأنبياء تجد ما من ظاهرة من الظواهر الطبيعية التكوينية الا ونسب إلى نبي من انبيائه نحوا من انحاء التصرف غير المتعارف فيه وهو الذي نصطلح عليه بالمعجزة أو الخارق للعادة, بل أكثر من ذلك عندما نأتي إلى القرآن الكريم نجد بان هذه التصرفات نسبت إلى غير الانبياء من رجال, ومن نساء, ومن جن أيضاً, انت عندما تأتي إلى {قال عفريت من..قال الذي عنده علم من الكتاب} {كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا} وهكذا ما شاء الله.

    فالقران من أوله إلى آخره لو نظرت إليه نظرة أولية لوجدت أن هذا التصرف ثابت للأنبياء, وللأولياء, وللأوصياء, وللصالحين من عباد الله, سواء كان على مستوى المعجزة أو على مستوى الكرامة كما بيناه مرارا, أما عندما نأتي إلى مستوى الروايات الخاصة الواردة في المقام فأيضاً الحق والإنصاف انها فوق حد الإحصاء, لو جمعت في مكان واحد ولكن مما يؤسف له أن هذه الروايات متناثرة متفرقة فيتصور انها رواية, وراويتين, وخمسة, وعشرة, ولكن في الواقع انها مئات الروايات التي تتكلم عن هذه الحقيقة, من هذه الروايات هذه الرواية القيمة الواردة في كتاب الحجة من اصول الكافي تحت عنوان أن الائمة ورثوا علم النبي وجميع الانبياء والأوصياء الذين من قبلهم, الرواية عن الإمام الكاظم × قال: قلت له جعلت فداك اخبرني عن النبي ورث النبيين كلهم, قال: نعم, قلت: من لدن ادم حتى انتهى إلى نفسه, قال: ما بعث الله نبيا الا ومحمد  ’ اعلم منه, قال: قلت أن عيسى بن مريم كان يحيي الموتى بإذن الله, قال: صدقت وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير, السائل يسأل, وكان رسول الله ’يقدر على هذه المنازل, هذا العلم كان موجودا عنده, هذه الرواية بتبع القرآن, يظهر بان هذه التصرفات التكوينية منشأها العلم لأنه قال: >ما بعث نبيا الا ومحمد اعلم منه<, قال: يقدر على هذه المنازل التي منشأها ماذا؟ ولكن لا يتبادر إلى ذهنك انه هذا العلم الحصولي, والا العلم الحصولي مفهوم لا معنى لان يكون المفهوم علة وجودية لمعلول تكويني هذا نحو آخر من العلم ولعله في الآية التي قالت { وقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك} يظهر انه نحو آخر من العلم غير هذا العلم المتعارف والرواية تشير إليه.

    قال: فقال صدقت يقدر, فقال: أن سليمان بن داود قال: للهدهد حين فقده وشك في أمره فقال {مالي لا أرى الهدهد أم كان الغائبين} حين فقده {فقال لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين} ثم يقول الإمام فهذا وهو طائر وقد أعطي ما لم يعطى سليمان, هذه نسينا نحن نشير إليها انه هذه التصرفات والعلوم نسبت إلى بعض الحيوانات في القرآن, هنا الإنسان يقف متعجبا عندما يأتي ليبين مقام من مقامات أهل البيت تتصاعد وترتفع الأصوات مع أن صريح القرآن الكريم ينسب هذا إلى الهدهد وينسبه إلى النمل {قالت يا أيها النمل ادخلوا في مساكنكم لايحطمنكم سليمان}  من أين أتاها هذا هل عندهما علم الغيب؟ بلى عندها علم الغيب, الذي استطاع أن ينطقها هو الذي استطاع أن يعلمها, انت الآن ليس في هذا, الكلام أن القرآن يقول فلا تحتاج إلى سند, ولا خلاف الظاهر هذا صريح الآيات القرآنية, يقول: > هذا  وهو طائر قد أعطي ما لم  يعطى سليمان< سليمان من؟ الإمام يريد أن يعرفه؟ التي كانت الريح والنمل, والجن, والإنس, والشياطين, له طائعين, هكذا انسان كان ومع ذلك يأتيه هدد ويقول أحطت بما لم تحط به, وأنا لا أريد أن استعمل هذا التعبير ولكن واقعا يريد هذا لكلام الذي صدر من سليمان انه هذا افعل, هذا افعل, الهدد بكل أدب يقول له لا تصعد كثير من الامور نحن نعلم بها انت لا تعلم بها {أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين} تبين انه يعلم معنى الظن, والعلم, واليقين.

    يقول: وقد أعطي ما لم يعطى سليمان وكان الطير يعرفه, كان الطير يعرف وسليمان الذي أعطى كل هذه لا يعرفه, وان الله ليقول في كتابه, عندما بين كلمات سليمان وبين مقام للهدهد, الآن يريد ماذا يقول؟ يقول وان الله يقول في كتابه { لو أن قرأنا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض أو كلم به الموتى} وقد ورثنا نحن هذا القرآن, هذا أي قران؟ هذا من الواضح ليس القرآن الذي بأيدينا, والا هذا القرآن الذي في أيدينا من الواضح ألفاظ والألفاظ محال أن تقطع به الارض أو تسير به الجبال إلى غير ذلك, وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال, وتقطع به البلدان, وتحيى بها الموتى وان في كتاب الله آيات ما يراد بها أمر الا إلى آخر الحديث, هذه نمط من الرواية.

    نمط آخر من الروايات التي هي واردة في اصول الكافي أيضاً وهي روايات كثيرة ولكن أشار إلى بعضها وهي الروايات المرتبطة بعلم الكتاب, لا اقل حتى لا  يقول لنا قائل انتم من أين تقولون {وقال الذي عنده علم من الكتاب} قلنا هناك في محله في كتاب الإمامة, قلنا تعليق هذا التصرف على العلم بالكتاب هذا تعليق يشعر بالعلية والا إذا لم يكن بالعلم في الكتاب أي مدخلية في هذا التصرف فذكره في المقام يكون لغوا, إذن علم الكتاب, الآن وآية آخر سورة الرعد تقول {ومن عنده علم الكتاب} قد يقول لنا قائل ذاك علم الكتاب يوجد قرينة نحملها على العلم الخاص الذي فيه تصرف تكويني أما من يقول أن المراد من علم الكتاب هنا يعني العلم بالكتاب الخاص الذي فيه تصرف تكويني.

    الجواب: حتى لو لم نومن بنظرية تفسير القرآن بالقران وانه لابد الطريق مفتوح, لا اقل انه هناك روايات تقول لنا أن هذا العلم علم الكتاب هو نفس ذلك العلم الذي من الكتاب, هذا القدر من الروايات حجة في هذا الباب أو ليست حجة؟ نعم حجة لأنه هذه ليس رواية أو روايتين سأبين, الرواية موجودة في اصول الكافي تحت عنوان باب نادر فيه ذكر الغيب, العنوان لايشير إلى المضمون, في صفحة 256, في الجزء 1, من كتاب الحجة , الرواية طويلة الاخوان لعله يتذكرون صدر هذه الرواية التي هي محمولة على التقية, الرواية: بأنه عن سدير قال: كنت أنا وأبو بصير, ويحيى البزاز, وداود بن كثير, في مجلس ابي عبد الله إذا خرج إلينا وهو مغضب فلما اخذ مجلسه قال: يا عجب لأقوام يزعمون أنا نعلم الغيب ما يعلم الغيب الا الله عز وجل لقد هممت بضرب جاريتي فلانه فهربت مني فما علمت في أي بيوت الدار هي قال سدير: فلما أن قام من مجلسه وصار في منزله دخلت أنا وأبو بصير, وميسر, وقلنا له: جعلنا فداك سمعناك وانت تقول كذا وكذا في أمر جاريتك ونحن نعلم انك تعلم علما كثيرا و لا ننسبك إلى علم الغيب, هذا المقدار تعلم وانت أمام, قال: يا سدير الم تقرأ القرآن, الآن بعد أن دخل  إلى منزله وامن الجماعة الآن بدأ الإمام بالكلام, قال: الم تقرأ القرآن, طبعا ليس بالضروة المجلس يحملها على التقية ولكن ليس بالضرورة لأنه أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم, لعل الجالسين ما كانوا يتحملون هذه المعارف, قال: قلت بلى, قال: فهل وجدت مما قرأت من كتاب الله {قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك} قال: جعلت فداك قد قرأت, قال: فهل عرفت الرجل وهل عرفت ما كان عنده من علم الكتاب, قال: قلت اخبرني به, قال: قدر قطرة من الماء في البحر فما يكون ذلك من علم الكتاب, قال: جعلت فداك ما اقل هذا, فقال: يا سدير ما أكثر هذا, نعم إذا نسبت القطرة إلى البحر تكون قليلة, ولكن إذا نظرت إليها في نفسها تكون كثيرة بقرينة الله وصفه قال عنده علم من الكتاب, والله إذا كان عنده علم من الكتاب قليل, يصفه بأنه عنده علم من الكتاب, قال: قال ما أكثر هذا أن ينسبه الله عز وجل إلى العلم الذي أخبرك به يا سدير فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} قال: قلت قد قرأته جعلت فداك, قال: أفمن عنده علم الكتاب كله افهم امن عنده بعضه, قال: قلت لا بل من عنده كله, قال: فأومأ بيده إلى صدره وقال: علم الكتاب والله كله عندنا وعلم الكتاب كله عندنا<.

    هذه الرواية من حيث السند مستشكلين عليها, فالذي يرجع إلى اصول الكافي ماذا يقول؟ يقول رواية واحدة وضعيفة السند كما صنع جملة من الاعلام, أنا كم باب من هذه الأبواب التي هي ضعيفة السند, أنا ذهبت وجمعت هذه الروايات وقسمت الروايات إلى قسمين: الروايات الصحيحة السند والموثقة لا اقل بحسب التي راجعتها وجدت 14, رواية صحيحة السند, ووجدت من 14, إلى 48, رواية أخرى ولكن مختلفة بحسب المباني الرجالية, أنا اقول صحيحة على الذي لايوجد فيها خلاف, مجموعا في مجموعة من الكتب وجدت 62, رواية في هذا الباب, بينك وبين الله 62, رواية في مضمون واحد في السنة مختلفة لا أريد أن اقول تورث اليقين, تورث الاطمئنان بالصدور أو لا تورث؟ إذا هذه لا تورث نسد باب الشريعة, لأنه نحن رفع عن أمتي تسع إلى الآن السند صحيح أو غير صحيح؟ إلى الآن خمسين كلام يوجد في السند, ولكن نصف فقهنا على رفع عن أمتي ما لا يعلمون, اخذ هكذا وهكذا وعشرات اخذ, لماذا أن الكافي ناقل رواية واحدة؟

    الجواب واضح نحن بعد 1400, سنة الذي كثير من مصادرنا ضاعت محصل 62, رواية فكان ناظر يوجد حدود 100, أو 150, رواية فهل يبحث عن السند أو لا يبحث عن السند؟ فنقل نموذج واحد, وليس بنائه هو كبناء صاحب البحار حتى ينقل الروايات كلها في كل باب يأتي بنموذج, وهذا باب ينفتح من ألف باب في فهم سند روايات الكافي, مع الاسف الشديد في هذه الفضائيات وغير الفضائيات وفي الكتاب وفي من يسمون أنفسهم علامة وغير علامة هذه المشكلة ضاعت عليهم فعندما جاؤوا إلى اصول الكافي قالوا ثلثي الكتاب سنده ضعيف, منشأه أنهم تصورا واقعا لايوجد في هذا الباب الا رواية, أو روايتين, أو خمسة, وعموما كونوا على ثقة أنا عندما جئت إلى الابواب المرتبطة في أبحاث الإمامة يعني خصوصا فيما يرتبط بعلم الإمام, يعني خزانة علم الله, علمهم علم رسول الله, أنهم معدن العلم, أنهم عندهم الاسم الأعظم, أنهم أن شاؤوا اعُلموا, أنهم حديثهم صعب مستصعب, أنهم أهل الذكر, أنهم أوتوا العلم, أنهم وشيعتهم أولوا الألباب, ما من باب الا ووجدت عشرات الروايات وكثير منها أيضاً صحيحة السند على الصحيح الاعلائي, ولكن عندما تراجع اصول الكافي لا تجد هذه الحقيقة, (كلام لاحد الحضور) الجواب هو اختار نموذجا مضمونياً  لا نموذجا سنديا, يعني الرواية هكذا مفصلة وفيها تفاصيل وان كان عندنا علم الكتاب هذا مشترك الورود ولكن انه الامام يقايس وأنهما أيهما اعلم لعله لا تجد غير خمس روايات, أنا أتكلم بالمضمون المشترك عندنا علم الكتاب كله هذا القدر المشترك يوجد فيه 60, رواية, هو لم ينقل هذه الرواية فقط باعتبار أن هذا المضمون متواتر أو لا اقل مطمئن الصدور فحاول أن يأتي برواية التي هي تبين تفصيل القضية واستدلال الامام, ,استشهاد الامام إلى غير ذلك, هذا واضح لأنه المضمون المشترك مطمئن به, لأنه يريد أن يثبت أنهم يعلمون علم الكتاب كله انتهت القضية, على أي الأحوال الروايات في هذا الباب كثيرة جدا أنا لا أريد  الآن فقط لعله إنشاء الله مناسبتها تأتي,  الاخوة فقط للمراجعة ذكرت في اصول الكافي روايات متعددة, ولكن للذين يريدون أن يراجعون البحار مجلد 23, تحت عنوان باب الاضطرار إلى الحجة, (كلام لاحد الحضور) لا اقول مشكلة, الجواب انت تريد أن تحمل الصحيح الذي للسيد الخوئي للشيخ الكليني هذا من أين لك ومن يقول انه يراها ضعيفة السند, يا شيخنا انت أتيت أنا ليس بحثي بحث رجالي, السيد الخوئي بعد ألف سنة أتى قال هذه الرواية ضعيفة والا انت إذا تذهب للعلامة, للمحقق, للكليني, تسأل تقول هذه الرواية ضعيفة؟ يقول ضعيفة أول الكلام, نعم تقول أنا غير مقلد الكليني, اقول هذا بحث آخر, انت تريد أن تناقش تقول لماذا ذكر رواية ضعيفة؟

    الجواب: اقول من قال لك انه في عقيدته رواية ضعيفة, انت أتيت بعد ذلك بمبانيك الرجالية والتي انت بحمد الله انت ما التزمت بها في فقهك, السيد الخوئي في كم مورد من مبانيه الرجالية التزم في فقهه, كثير منها بعد ذلك أما عدل عنها وأما خالفها, أنا لا أريد أن أتكلم, من يقول يحق لنا أن نحاكم الشيخ الكليني ثقة الإسلام بمباني ألف سنة جاءت بعد ذلك, نعم يقول انت في نظرك ضعيفة وأنا في نظري هؤلاء, انت لماذا تأتي برواية فيها محمد بن سنان(بابا) في عقيدتي لا يعتمد عليه ولكن في عقيدة اولئك من الاوتاد عندهم, (كلام لاحد الحضور) احسنتم وهكذا بابه واضح في محله, ولكن أنا مع ذلك أتيت أن أتكلم على الصحيح الأعلائي, يعني الذي اتفقت المباني على صحته ومع ذلك وجدت 14, رواية ولكن أنا لا اقبل أن الباقي ضعيف السند, ثم قرانا في محله أن ضعيفة ليس عدم الصدور بل معنى ضعيفة السند عدم الحجية وعدم الحجية بحث آخر غير عدم الصدور, هذا بحث.

    بحث آخر وهو مسألة الاضطرار إلى الحجة, هنا عنده بحث باب كثير قيم, الاخوة إذا صار عندهم وقت فليراجعوا ولا أريد أن اقول يذهبون ويعملون عليه لأنه ذلك يتطلب منهم وقت, هنا الشيخ المجلسي في باب الاضطرار إلى الحجة نقل 116, رواية وأنا بحمد الله تعالى هذا طالعته وصنفت هذه الروايات, يعني اضطرار إلى الحجة لماذا؟ لأجل البعد التشريعي, لأجل بعد الحلال والحرام, لأجل البعد الوجودي, أو الدور التكويني أو الوجودي, أو وسائط الفيض, هذه صنفتها, أو لان الامام سنة مضطردة,  يعني فيما يرتبط بدوام الإمامة, فيما يرتبط بالسنة كذا, عندما ترجعون إليهم تجدون روايات واضحة وعشرات الروايات بهذا المضمون, التفت من قبيل هذه الرواية عن جابر عن الباقر قال: قلت لأي شيء يحتاج إلى النبي أو الامام, فقال: لبقاء العالم على صلاحه, >ليس لولاه لساخت الارض بأهلها< بل لبقاء العالم, هذا الذي نعتقده هو المتصرف وهو الواسطة في الفيض, وروايات في هذا المضمون متعددة موجودة في هذا المقام, طبعا أهل البيت ^حتى انتهي من هذا البحث, أهل البيت ^كانوا يستعملون هذه السلطة التي لهم, وواقعا اجمعوا روايات هذه المضامين وضعوها في كتاب من غير أن تعلقوا عليهن حتى غدا إذا أتى احد يريد أن يشتغل علميا يجد عنده مئة رواية, عنده مئتين رواية في هذا المجال, واحدة من هذه الروايات هذه الرواية القيمة الواردة في كتاب الحجة باب مولد ابي عبد الله الصادق, الرواية عن رَفيد, أو رُفيد مولى يزيد بن عمر بن هبيرة, والصحيح عمر بن يزيد بن هبيرة كان والي العراق من قبل مروان بن محمد, الرواية كثيرا لطيفة, قال احد خدامه أو احد عبيده, قال: سخط علي بن هبيرة وحلف علي ليقتلني فهربت منه وعذت بابي عبد الله الصادق فاعمتله خبري فقال: لي انصرف واقرأه مني السلام وقل له: أني قد أجرت عليك مولاك رُفيدا فلا تهجوه بسوء أبدا< انت فقط اذهب وقول هذه الجملة لوالي العراق, فقلت له: جعلت فداك هذا شامي الرأي, يظهر أن لم يكن له اعتقاد بالإمام, فقلت له: جعلت فداك شامي, يعني ناصبي, خبيث الرأي, فقال: اذهب إليه كما اقول لك, هذا أمر فهنا تجب الطاعة, فأقبلت, فلهذا انتم في بعض الاحيان اشكروا الله انه نحن ليس في زمان الائمة مثل هكذا أوامر اذا تصدر لنا بينك وبين الله نخرجها ألف مخرج لعله نحملها على التقية, اذا احدهم يقول ارجع إلى صدام وقول له كذا, بيني وبين الله اقول بخدمتكم مولانا ولما اخرج اقول لعله هو اعلم بالمصلحة ولكن أنا كيف اذهب إلى صدام, على أي الاحوال.

    يقول: أتيت أنا, عجيب الرواية أنا واقعا نقلتها حتى تجدون أن أهل البيت في بعض الاحيان كانوا يستعملون ولايتهم, اذهب إليه كما اقول لك, فأقبلت فلما كنت في بعض البوادي ارجع استقبلني إعرابي, لأنه تعلمون هارب من العراق إلى المدينة, فقال: اين تذهب اني أرى وجه مقتول, يظهر أن هذا الاعرابي كان خائف بمجرد أن رآني قال إني أرى وجه مقتول, ثم قال: لي اخرج يدك ففعلت, فقال: يد مقتول, ثم قال: ابرز رجلك فقال: رجل مقتول, فقال: ابرز جسدك ففعلت فقال: جسد مقتول, يعني كل العلائم تقول مقتول, ثم قال: لي اخرج لسانك ففعلت, التفت جيدا انظر القائف ماذا يقول له , فقال لي: امضي فلا باس عليك فان في لسانك لو أتيت بها الجبال الرواسي لانقادت لك, هذا لا يدري ولكنه قائف يقع , قال: فجئت حتى وقفت على باب هبيرة فاستأذنت, فلما دخلت عليه قال: أتتك بخائن رجلاه, يا غلام النطع والسيف ثم أمر بي فكتفت, وشد رجلي, وقام علي السياف ليضرب عنقي, فقلت: أيها الأمير لم تظفر بي عنوة وإنما جئتك من ذات نفسي وهاهنا أمر اذكره لك ثم انت وشانك, لكن انت الآن اسمح لي أن انقل لك الرسالة فقال: قل فقلت: أخلني, فأمر من حضر فخرجوا فقلت له: جعفر بن محمد × ويقول لك قد أجرت عليك مولاك, أنا هذا أعطيته أمان وجعلته هذا الأمان لي وسلم عليك, قد أجرت عليك مولاك رفَيدا, أو رُفيدا لا اعلم بالضبط, فقال: الله لقد قال لك جعفر بن محمد هذه المقالة واقرأني السلام, فحلفت له فردها علي ثلاث, أجاب السلام ثلاث مرات, فردها علي ثلاثا ثم حل أكتافي, ثم قال: لا يقنعني منك حتى تفعل بي ما فعلته بك, شد يدي وبعد ذلك تفتحهن, قلت ما تنطلق يدي بذاك ولا تنطلق به نفسي فقال: والله ما يقنعني الا ذاك, ففعلت به كما فعل بي وأطلقته فناولني خاتمه, خاتم الوالي, وقال: أموري في يدك فدبر ما منها ما شئت< لا هذه يريد أن يبين, طبعا روايات متعددة في هذا الباب يريد أن يقول له السائل يابن رسول الله انتم هذا وضعكم على أي شيء(تخلون شيعتكم تأكل الجراب بتعبيرنا بهذه الطريقة) الائمة عندهم أجوبه انه هذه ما هو سببها, والا هذا العالم اذا نريد أن نتصرف فيه نتصرف فيه بهذا الطريق والروايات في هذا المجال كثيرة إنشاء الله الاخوة يرجعون أنا ذكرت هذا تبركا.

    الفصل السادس: فيما يتعلق بالعالم المثالي, يوجد كم بحث, أولا البحث الاول وهو أن فهم كثير من المكاشفات للعرفاء, وللأنبياء, نوما, ويقظة, متوقف على فهم هذا العالم, لا اقل انت تعلم بأنه من المسائل الاساسية نحن نعلم انه علمائنا كثيرا ما كتبوا في المعراج, أي معراج الرسول الأعظم ’ انه في السماء الاولى رأى كذا, في السماء الثانية رأى كذا, رأى الجنة كذا, رأى النار كذا, هذه اين رآها هل كانت خيال متصل يعني في دائرة ومحوطة وجود النبي كما نحن نرى في النوم مثلا, أو انها مرتبطة بالخيال المنفصل يعني عالم المثال الذي نتكلم عنه, وكذلك فيما يتعلق بأبحاث مكاشفات العرفاء, لذا إنشاء الله تعالى تجدون القيصري بعد هذا الفصل مباشرة جعل الفصل السابع في مرات الكشف وأنواعها إجمالا, وعموما في الكشف متعلق الكشف مرتبط بعالم المثال, اذن البحث يعد من أسس الابحاث العرفانية في العرفان النظري, هذه قضية.

    القضية الثانية أو الامر الثاني: أن المثال ينقسم إلى عالم المثال النزولي وعالم المثال الصعودي, وهذا الذي يصطلح عليه بالبرزخ النزولي و البرزخ الصعودي, بعبارة أخرى: يوجد عندنا عالم المثال في قوس النزول, ويوجد عندنا عالم المثال في قوس الصعود, وهذا ما سيأتي أيضاً بحثه, تعالوا معنا إلى صفحة 126, من الكتاب يعني في نفس هذا الفصل, تنبيه آخر عليك أن تعلم أن البرزخ الذي بعد ذلك سيتضح لماذا نعبر بعالم المثال بعالم البرزخ, أن البرزخ الذي تكون الارواح فيه بعد المفارقة من النشأة الدنياوية هو غير البرزخ الذي بين الارواح المجردة وبين عالم الأجسام.

    اذن: عالمان يوجدان عندنا وان كان التعبير عنه بعالمان وليس نشأتين وإنما نشأة واحدة هذه, يعني هذه نشأة برزخية وهذه نشأة برزخية, هذا من قبيل ما نقول عندما نأتي إلى عالم الدنيا نقول عالم الشهادة, ولكن هذا لا يتنافى عندما نأتي إلى عالم الشهادة نقول عالم الانسان, عالم الحيوان, عالم النبات, البرزخ النزولي والبرزخ الصعودي من حيث الحقيقة والنشأة هما واحدة, نشأة عالم البرزخ, نشأة عالم المثال ولكن تختلف خصائصهما, فان المثال النزولي شيء والمثال الصعودي شيء آخر, لذا سمي احدهما بالمثال الامكاني والآخر بالمثال الامتناعي, وبحثه إنشاء الله تعالى بعد ذلك سيأتي, هذا الامر الثاني, هذا المطلب الثاني.

    المطلب الثالث: أن المثال والوجود المثالي بعده لم نعرفه, ينقسم إلى متصل والى منفصل, ويوجد في هذا التقسيم نحوان من الاختلاف, الاول الاختلاف بأنه واقعا يوجد متصل ومنفصل أو لايوجد, المشاءون قالوا بأنه يوجد متصل ولا يوجد منفصل, نعم الاشراقيون والحكمة المتعالية واصله من العرفاء يعتقدون أن عالم المثال عندنا متصل, بعبارة أخرى: مثال عرضي ومثال جوهري, لأنه عالم المثال المنفصل جوهري لا عرضي, هذا نحو من الخلاف بين المشائين وبين غيرهم, الخلاف الثاني في المثال المتصل, اتفقت الكلمة على وجود المثال المتصل وهو الامر العرضي القائم بالنفس, ولكن وقع الخلاف انه مجرد أو مادي.

    اذن يوجد عندنا خلافان احدهما في كان التامة, والآخر في كان الناقصة, فيما يتعلق بالمثال المنفصل في كان التامة انه يوجد أو لايوجد, أما عندما نأتي إلى المثال المتصل الخلاف في كان التامة أو كان الناقصة, يعني هل هو مجرد أو هو مادي منطبع في الأجسام, هذا بحث.

    الآن البحث الاول الذي عرض له هنا, البحث الاول كما تعلمون كما هو في أي بحث ما هو عالم المثال المنفصل؟ قبل أن يأتي إلى انه هل هو, وقبل أن نأتي إلى كم هو, نحن هذه اشرنا إليها ولكن بحثان أساسيان هما هذا, ما هو عالم المثال المنفصل, وهل هو عالم, يعني البرهان لإثبات عالم المثال المنفصل, أما ما هو؟

    الجواب: في كلمة واحدة: أولاً هو جوهر, يعني ما يوجد في عالم المثال المنفصل جوهر لا عرض, فإذن هو من ( انقطع كلامه بسبب نغمة النقال), السؤال أولاً ما هو؟ جوهر وليس بعرض, اثنين: مجرد أو مادي؟ لأنه تعلمون أن الجواهر قد تكون مجردة وقد تكون مادية؟ الجواب انه مجرد لا مادي, ثالثا, الخصوصية الثالثة: أن المجردات قراناها في محلها انها أما مجردات تامة أو مجردات ناقصة, يعني أما مجرد عقلي أو غير عقلي, فعندما نقول مجرد يعني مجرد عقلي؟ الجواب كلا ليس هو تجرده تجردا تاما بل تجردا ناقضا, ما معنى تجرده تجرد ناقص؟ يعني فيه المقدار ولا توجد فيه المادة, اتضح الامر.

    سؤال: اذا كان فيه المقدار ولا توجد فيه المادة يقبل الانقسام أو لا يقبل الانقسام؟ هذا السؤال مهم التفتوا قبل أن تجيبوا, اذا تذكرون في محله نحن قلنا أن الكم يقبل الانقسام الآن عالم المثال فيه مقدار, فيه طول وعرض وعمق, يقبل الانقسام أو لا يقبل الانقسام؟ (كلام لاحد الحضور) الجواب الاول السيد يقول يقبل, الجواب الثاني؟ (كلام لاحد الحضور) انظروا المقدار هو شرط الانقسام يعني الشيء اذا لم يكن له مقدار فيه شرط الانقسام لا أو لايوجد فيه شرط الانقسام؟ ولكن الذي يقبل الانقسام ليس المقدار وإنما المادة التي توجد مع المقدار, فإذا كانت المادة موجودة يقبل الانقسام, أما اذا لم تكن المادة موجودة نعم فيه شرط الانقسام ولكن فيه ما يقبل الانقسام أو لايوجد؟ لايوجد فلهذا لا يقبل الانقسام, فلهذا نحن ذكرنا في محله أن الصور المثالية في الذهن في المثال المتصل تقبل الانقسام أو لا تقبل الانقسام؟ لا تقبل الانقسام, لماذا لا تقبل الانقسام؟ ليس لأنه لايوجد فيها الشرط, الشطر موجود ولكن المادة لان الذي يقبل الانقسام هو ليس المقدار, الذي يقبل الانقسام هو المادة, والمفروض ان الوجود المثالي لا توجد فيه المادة, نقرأ قليلا بعض العبارات.

    يقول: اعلم أن العالم المثالي, طبع ذكرنا حضرات عندنا, حضرة العقل, حضرة المثال, وحضرة الشهادة, حضرة العقل تكلمنا عنه مقدارا, الآن جئنا إلى حضرة المثال, اعلم أن العالم المثالي أولاً هو عالم روحاني, يعني عالم مجرد, أولاً هو عالم روحاني, يعني غير مادي, وثانيا هو جوهر, من جوهر, وثالثا هو نوراني, يعني منشأ تكونه النار أو الطين؟ الجواب لا النار ولا الطين إنما منشأه النور, وهذا الذي في الروايات عندنا أن الملائكة خلقت من نور, المائز بين عالم الطبيعة وبين الشياطين وعالم الجن وبين عالم الملائكة, أن عالم الطبيعة منشأه الطين, الجن منشأه النار, المجردات منشأها النور, والروايات كثيرة بهذا المضمون, فلذا عبر عنه من جوهر نوراني شبيه, هذه شبيه يريد أن يشير بعد ذلك لماذا نسميه عالم مثال, شبيه بالجوهر الجسماني, لأنه سؤال يوجد هناك لماذا سمينا هذا العالم بعالم المثال؟ لأنه يماثل هذه الموجودات الموجودة بعالم الاجسام, شبيه بالجوهر الجسماني, شبيه في كونه محسوسا, يعني يمكن أن يبصر, يمكن أن يذاق, يمكن أن يشم, ولكن بهذه الحواس الظاهر أو بالحواس الباطنة؟ ليس بالحواس الظاهرة لان هذه الحواس الظاهرة إنما ترى الامور المربوطة بعالم الشهادة, في كونه محسوسا مقدارياً شبيه بالجوهر الجسماني فيكون مثالا, وشبيه بالجوهر المجرد العقلي في كونه نوارنيا, وعليه ليس بجسم مركب مادي كما في عالم الاجسام ولا جوهر مجرد عقلي بل هو ماذا؟ لأنه برزخ واقع بين عالم العقول وبين عالم الشهادة, لأنه برزخ وحد فاصل بينهما, عالم العقول وعالم الشهادة, هذه صغرى القياس, وكبرى القياس, قياس من الشكل الاول, وكل ما هو برزخ بين الشيئين لابد وان يكون غير الشيئين, يعني غير عالم العقول وغير عالم الاجسام, اذن هو شيء له جهتان جهة يشبه بها عالم العقول, وجهة يشبه بها عالم الاجسام, بل له جهتان يشبه بكل من الجهتين ما يناسب عالمه الخاص به, اللهم الا أن يقال.

     والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/01/19
    • مرات التنزيل : 1427

  • جديد المرئيات