نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (56) – أدلة نظرية وحدة المفهوم وتعدد المصداق في النص القرآني (4)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الحديث في أنّ أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام هل صرّحوا بهذه النظرية وهي وحدة المفهوم وتعدد المصداق أم لا؟ هذا سؤال.

    السؤال الثاني أن أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام هل طبقوا هذه النظرية على آيات القرآن أو على بعض الآيات القرآنية أم لا؟ هذا السؤال الثاني.

    السؤال الثالث هو أنّه هل انه أساساً هذه النظرية التي جاءت في هذا البيان ماذا عبّر عنها الأئمة، ما هي التعبيرات التي عبّروا عنها حتى من خلالها نستطيع استفادة هذه النظرية السؤال الثالث.

    السؤال الرابع أن ما فهمناه من كلمات أئمة أهل البيت لهذه النظرية هل يوجد موافق لنا في ذلك؟ يعني أن بعض الأعلام الذين حققوا في مثل هذه النصوص أيضاً استفادوا منها؟ أو أن هذا الفهم منحصر بنا نحن الذي استفدنا، وإلا الإعلام الآخرين الذين وقفوا عند هذه الروايات لم يستفيدوا منها هذه الفائدة.

    فيم فيما يتعلق بالسؤال الأول والثاني والثالث في الأبحاث السابقة أجبنا عن بعضها أو بشكل إجمالي ومن تلك المصاديق التي طبق عليها أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام هذه النظرية وقفنا عند مسألة الماء، وقلنا بأنّ أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام أشاروا إلى هذه النظرية، طبعاً ليس أئمة أهل البيت فقط جملة من أتباع مدرسة أهل البيت كالسيد الطباطبائي قدس الله نفسه أيضاً فهم هذا المعنى من هذه الروايات.

    الميزان المجلد الأول صفحة 262 في ذيل الآية 118 من القرآن الكريم قال: أقول في الرواية استفادة أخرى لطيفة، وهي أنّ المراد بالماء في قوله تعالى: وكان عرشه على الماء غير المصداق الذي عندنا من الماء، إذن السيد الطباطبائي يفهم أن مفهوم الماء له مصاديق متعددة، بأي دليل؟ بدليل أن الخلقة مستوية على البداعة يعني الإبداع وكانت السلطنة الإلهية قبل خلق هذه السماوات والأرض، والماء من مصاديق ومن موجودات السماوات والأرض، فلا يمكن أن يكون قبل السماوات والأرض نفس هذا الماء، مستوية على الماء فهو غير الماء، هذا هو المورد الأول.

    المورد الثاني ما أشار إليه في ذيل هذه الآية المباركة من سورة هود يعني المجلد العاشر من الميزان صفحة 151 قال: وكان عرشه على الماء فهو حال والمعنى وكان عرشه يوم خلقهن على الماء، وكون العرش على الماء يومئذٍ كناية عن أنّ ملكه تعالى كان مستقراً يومئذٍ على هذا الماء، الذي هو مادة الحياة ولكن غير هذا الماء الذي جعلنا كل شيء من الماء حي، هذا غير ذاك فلهذا أشار إليه. هذا هو المطلب الأول.

    هذه أبحاث نحن اشرنا إليها ولها تتمة بعض الأبحاث، المطلب الثاني قال تعالى في أول سورة البقرة: (عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ) (التوبة: 94) ماذا تفهمون من الغيب؟ يعني ما غاب عنا، ماذا نفهم من الشهادة يعني ما نشهده، ما هو الغيب؟ من مصاديق الغيب الملائكة، من مصاديق الغيب البرزخ، من مصاديق الغيب الآخرة، والى ما شاء الله من مصاديق الشهادة كل ما هناك، ولكن انظروا أن الإمام صلوات الله عليه بدلاً من أن يعدد المصاديق يذكر الضابطة في ذيل هذه الآية، ولهذا نحن قلنا فيما سبق أن هذا الذي يعبر تفسير روائي هذا تفسير خاطئ لأنه كثير من كلمات أهل البيت ليست بصدد التفسير وإنما بصدد بيان الضابطة القاعدة في عملية فهم القرآن.

    تعالوا معنا إلى معاني الأخبار للشيخ الصدوق في صفحة 247 باب معنى الغيب والشهادة في قوله عز وجل عالم الغيب والشهادة، يقول: الغيب ما لم يكن، والشهادة ما قد كان، يعني ما عرفته الآن المصداق الذي عرفته فهو شهادة، والمصداق الذي لم تعرفه فهو الغيب، ومن هنا الغيب والشهادة يكون نسبياً أو مطلقاً؟ يكونان أمران نسبيان، ما هو غيب عندي بعد خمسين سنة يكون شهادةن وما هو الشهادة عندنا يكون غيباً عند آخرين وهكذا، نفس الكلام الذي قلناه في مسألة الظاهر والباطنـ ما هو الظاهر عندي الآن ظاهر أما ما لم يظهر عندي المصداق فهو باطن ولكن بعد مئة عام عندما يأتي يكون ظاهراً، فما كان باطناً تحول إلى ظاهر وهكذا فالظهور والبطون في النصوص الروائية طبعاً لا أريد أقول منحصر، بعبارة أخرى هذه الروايات الظهور والبطون لها مصاديق، من مصاديقه ما اشرنا إليه الذي قلنا بأنه ظاهر وباطن، لا يتبادر إلى الذهن إلى أن مفهوم الظهور ومفهوم البطون في نصوص أئمة أهل البيت له مصداق واحد، لا ليس الأمر كذلك، نفس الظهور والبطون له مصاديق، من مصاديقه ما اشرنا إليه.

    البحث الآخر الروايات في عقيدتي عبرت عن المفهوم وتعدد المصداق تارةً بتعبير الجري، يجري مجرى الشمس والقمر، وتارة عبرت بالامثال، وهذا اصطلاح قرآني (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وما يعقلها إلا العالمون) (سورة الحشر: 21) أما تعبير الجري فيتذكر الأعزة نحن قرأنا روايات عديدة في هذا المجال، أما تعبير الأمثال هذه الرواية واردة في تفسير العياشي المجلد الأول صفحة 90 .

    الرواية عن مسعدة عن أبي جعفر عن أبيه عن جده قال، قال أمير المؤمنين: سموهم بأحسن أمثال القرآن، لمن؟ يعني عترة النبي، يعني القرآن عندما تكلم عن كل خير وعن كل وصف حسن، عندما قال صادقين، عندما قال تقوى، عندما قال إيمان، مصداقه الأتم هم أئمة أهل البيت عليهم أفضل والصلاة والسلام وكذلك العكس عندما تكلم عن المذنبين تكلم عن العاصين تكلم عن المشركين تكلم تكلم، مصداقه اعدائهم، وهذا الذي ورد أن القرآن نزل ثلث فينا وثلث في أعدائنا، ما معنى نزل في أعدائنا؟ وهذه تتوقف أو لا تتوقف؟ لا، على مر الزمان لكل زمان أبو لهبه الخاص به، ولكل زمان فرعونه الخاص به ولكل زمان نمروده الخاص به، ولكل زمان قابيله الخاص به، وهكذا، عند ذلك القرآن تموت منه آية أو لا تموت؟ لا، يبقى حياً كما أن الشمس والقمر يبقيان يجريان، هذا تعبير أئمة أهل البيت ولهذا تجدون الإمام ماذا قال؟ قال سموهم بأحسن أمثال القرآن إذن نظرية المفهوم وتعدد المصداق أمير المؤمنين ماذا عبر عنها؟ عبر عنها بنظرية الأمثال.

    هذا المعنى بشكل واضح جداً جاء في كلمات الإمام الصادق وأنا بودي أن الأعزة يلتفتوا إلى هذه الرواية، الرواية واردة في اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي للشيخ الطائفة الطوسي، هذه الرواية الأعزة الذين يريدون أن يراجعوها واردة في معجم الأحاديث المعتبرة لآصف محسني، يعني الرواية من حيث السند معتبرة . الرواية عن عبيد بن زرارة قال لي أبو عبد الله: أقرء مني على والدك السلام عبيد بن زرارة بن أعين، وقل له أني إنما اعيبك دفاعاً مني عنك تعلمون انه الروايات الواردة في زرارة بعضها مادحة وبعضها ذامة، وهذه من الروايات المادحة، فإنّ الناس والعدو يسارعون إلى كل من قربناها وحمدنا مكانه لإدخال الأذى في من نحبه ونقربه، ويرمونه لمحبتنا له وقربه ودنوه منا، ويرون إدخال الأذى عليه وقتله، ويحمدون كل من عبناه نحن إذن ماذا يفعلون والرشد في خلاف الأئمة أعدائنا من نحبه يبغضونه ومن نعيبه يحبونه فإنما أعيبك لأنك رجل اشتهرت بنا ولميلك إلينا وأنت في ذلك مذموم عند الناس غير محمود الأثر لمودتك لنا وبميلك إلينا فأحببت أن أعيبك ليحمدوا أمرك في الدين بعيبك ونقصك، نحن نعيبك حتى تكون محموداً عند الآخرين ويكون بذلك منا دافع شرهم عنك يقبل الله تطبيق الإمام وأما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر، فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا.

    سؤال ما هو مصداق السفينة؟ هذا الذي يركبون فيه البحر، اليوم ادخلوا إلى اللغة العربية يوجد واحد يقول المراد العالم من علماء من مدرسة أهل البيت فهو ماذا؟ سفينة، وإذا هم يقول، يقول هذه كناية هذه مجاز هذا تشبيه، مع انه ليس تشبيه هذا لا كناية ولا تشبيه ولا مجاز، وإنما بيان المصاديق، نعم بعض المصاديق قريبة من أذهاننا، وبعض المصاديق بعيدة، وإن شاء الله عندما نتكلم عن أنحاء وانواع بيان المصداق.

    قال هذا التنزيل من عند الله لا والله ما عابها لكي تسلم، إلا لكي تسلم من الملك ولا تعطب على يديه، ولقد كانت تلك السفينة صالحة ليس للعيب منها مساغ، والحمد لله، فافهم المثل يرحمك الله.

    إذن الإمام يعبر عن المصداق بتعبير المثل وتلك الأمثال، إذن لو سألك احد ما هو الدليل القرآني على نظرية وحدة المفهوم وتعدد المصداق قل: وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون، لماذا تعبير المثل؟ الجواب عادة المثل عندما يضرب يراد به المثل أم يراد به مصاديق المثل، أي مثل يضرب ماذا يراد؟ يراد المثل يعني يراد المضمون المنطوقي للمثل؟ لا لا أبداً، رجع بخفي حنين يعني ماذا؟ ما هو مراد رجع بخفي حنين؟ هذا مثل، ضيعت اللبن يعني ماذا؟ كثير الرماد يعني ماذا؟ مثل ولكن يراد به هذا أو يراد به مصاديقه؟ الإمام سلام الله عليه يقول القرآن لا يقول هو بل القرآن يقول، يقول ولقد تصرفنا في هذا القرآن من كل مثل والمثل يعني ماذا؟ يعني بيان المصداق، وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون، قال فافهم المثل يرحمك الله فإنك والله أحب الناس إلي، وأحب أصحاب أبي حياً وميتا، فإنك أفضل سفن ذلك البحر القمقام الزاخر.

    إذن عبر الأئمة عن أنفسهم بأنهم البحر القمقام، وعبر عن زرارة بأنّه سفينة تمخر في هذا البحر، وخير مثال لذلك الإمام الحسين ماذا تقول عنه؟ سفينة النجاة يعني عندنا بحر؟ يقول بلي في بحر الظلمات هذا تشبيه ومجاز؟ لا أبداً من أوضح مصاديق السفينة هو الإمام الحسين عليه السلام، قال: فإنك أفضل سفن ذلك البحر، وان من وراءك ملكاً ظلوماً غصوباً يرقب عبور كل سفينةً صالحة ترد من بحر الهدى إذن عندنا بحر من الماء وعندنا بحر ماذا؟ وهكذا الإمام سلام الله عليه رواية طويلة الذيل راجعوها وتطبيقات ذلك في كلمات الأئمة ادعوكم واقعاً ابحثوا عن بيان مصاديق الآيات في كلمات الائمة.

    ومما رزقناهم ينفقون، ماذا تفهم من الآية؟ ومما رزقناهم يعني هذا الذي الله سبحانه وتعالى رز وخبز ودجاج ولحم إذا أعطاك الله أنت ماذا تفعل… الإمام يقول ومما علمناه يبثون، ما الجواب ذاك مصداق ذاك هو المتعارف المنسبق إلى الذهن وهذا ماذا؟

    فلينظر الإنسان إلى طعامه يعني ماذا؟ ما علاقة الطعام؟ الجواب كما أن البدن يحتاج إلى طعام الروح أيضاً تحتاج…. في سورة عبس (إَّنا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً) هذا الذي بيني وبين الله أنا الذي انقد الحوزة لماذا؟

    رحمة الله على السيد الشهيد وهذه أنا نقلتها مراراً عن أستاذنا السيد الشهيد الصدر قدس الله نفسه، كان يقول بأنّه أنا يوماً ما واقف في حرم أمير المؤمنين اقرأ الزيارة جاءني شخص وسألني هذه الآية ما هو معناها؟ قلت له هذه ليست آية، يقول عندما رجعت الى البيت راجعت المعجم المفهرس وإذا آية من القرآن ولكن أنا لا اعلم أنها آية من القرآن، ثم هو علّق الله يعلم في درس الفقه صباحاً في مسجد الطوسي قال والله لو كنت اسأل عن أي رواية من أول الفقه إلى آخره لاجبت عن مضمونها وسندها؛ لان الفقه كالعجينة في يدي، ولكن اسأل عن آية من القرآن لا اعرف أنها آية، هذا الضعف ما هو منشأه؟ منشأه الحوزة، وإلا نحن ليس عندنا عداء مع القرآن، ولكن من اليوم الأول ثقافتنا قرآنية أو روائية؟ هذا هو المنهج الإخباري، وإن شاء الله تعالى في القريب العاجل سأقف عند عقلية السيد الشهيد الصدر قدس الله نفسه أن هذا الرجل بتعبير بعض المحققين الكبار والمتابعين يقولون لعله لا يوجد في تاريخ علماء المسلمين من استطاع أن يتكلم على مستوى الفكر الإنساني إلا محمد باقر الصدر، والباقي تكلموا إما إسلامي إما شيعي إما فقهي وإلا على مستوى الفكر الإنساني لم يستطيع احد إلا هذا الرجل.

    قال تعالى: (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ) (سورة عبس: 24) الإمام سلام الله عليه قال طعامه ما هو؟ فإذن الإمام طبق الآية على مصداق مادي أو على مصداق معنوي؟ ولكن أنا وأنت ماذا نفعل نأتي (أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً) يقول مطر، يا أخي أعطاك المفتاح قال لك امشي إلى الآخر، الماء من يقول هذا الماء الذي ينزل من السماء، صحيح أم خطأ؟ الإمام أعطاك المفتاح علينا نفتح لك الباب فتحنا ترجع تقول لي إنا صببنا الماء صبا يعني مطر؟ ينسجم مع الآية التي قبلها أو لا ينسجم؟ الآية التي قبلها يقول طعام يعني علم إذن الماء ماذا يصير هنا؟ الرزق المعنوي ثم شققنا الأرض أي ارض؟ أنت ذهنك أين يذهب؟ لا ينسجم مع الآية، فأبداً الآية تذهب، ممكن الإمام فقط يقول أنا مقصودي فقط الطعام هذا ثمّ شققنا الأرض شقا يعني أرضية كل واحد منكم إمكاناته ماذا؟ فأنبتنا فيها في الأرض أو في نفوسكم؟ في أنفسكم، فأنبتنا فيها حبا وعنباً وقضبا وزيتوناً ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا إلى آخره، إذن أنت عندما الإمام سلام الله عليه أعطاك مفتاح البحث فالآيات كلها فسّرها تفسيراً آفاقياً أو تفسيراً أنفسياً؟ اذهب إلى التفسير الأنفسي هذه كلها يقول ماذا؟

    ولهذا إن شاء الله عندما نأتي إلى أقسام المصداق كل الآيات الآفاقية يمكن تفسيرها تفسيراً أنفسياً، ومن يخرج من بيته ما هو مصداقه الأول؟ يخرج إلى بيت الله الحرام، ويخرج من هواءه مصداق أو ليس بمصداق؟ بيت النفس بلي تفسير أنفسي، وهذا أصل أنا لعله من ثلاثين عام أشرت فيه إلى بعض الطلبة، قلت ابحثوا كيف نفسر كلمات أهل البيت في تفسير الآيات الآفاقية بمصاديق انفسية، سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم، إذن كل آية يمكن لها أن يكون مصداق افاقي ويكون مصداق انفسي، ولكن نحن عادةً كل تفاسيرنا عموماً ماذا تفعل؟ فقط عندنا شغل بالتفسير الآفاقي ولا علاقة لنا بالمصاديق الأنفسية، وهذا يفتح باباً جديداً في معارف القرآن وفي معارف أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام.

    السؤال الأخير أو السؤال الذي لابد أن نقف عنده قليلاً وهو أنّه هل هناك من فهم من كلمتي ومفردتي الجري والأمثال المفهوم والمصداق؟ نحن هكذا فهمنا قد يقال سيدنا من يقول أن الأئمة سلام الله عليهم مقصودهم من الجري والمثل والأمثال يعني المفهوم والمصداق، من أين جئت به؟ لعله هذا فهمك ولعله كذا، أولاً نحن لا نهتم كثيراً انه يوافقنا احد أو يخالفنا؛ لأنه نقول الذي هو حجة علينا هو فهمنا وليس فهم الآخرين، فهم الآخرين حجة عليهم وثانياً بتعبير ملا صدرا حتى نخرج من وحشة الوحدة هذه تعبيراته في الأسفار، عندما يذكر كلمات أرسطو وكلمات أفلاطون وكذا، تقول له هذه نظريتك هذا دليل على ماذا تقول حتى انه اخرج من وحشة الوحدة لا يقولون هذا بدع من الدين، من أين أتى هذا الكلام وكأن السابقين الذي جاءوا بهذا الكلام لاول مرة كان كلامهم بدعة، مع انه في النتيجة أي نظرية من النظريات في النتيجة يوجد شخص يبدأ بها، إذا نحن اغلقنا باب الإبداع بعنوان البدعة وضعناها جانباً.

    ولذا أنا بودي أن الأعزة يلتفتوا إلى هذه القضية واقعاً قيمة العالم بأنّه يأتي إلى البحث العلمي يُنقد يقبل ويرفض، وإلا إذا حاولتم أن تُخرجوا العالم من النقد اطمئنوا أمتم ذلك العالم من حيث لا تشعرون، الآن النائيني حي في الحوزات أو ليس حياً؟ حي في حوزاتنا، لماذا حي؟ يعني الكل يقولون أحسنت أحسنت، المقدّس الاردبيلي المقدس النائيني إذا كله تصفيق يذكر اسم النائيني؟ ولكن كم ناقشوا النائيني، هذا اسقط اعتبار النائيني أم جعله محور في الحوزات العلمية أي منهما؟ ولكن مع الأسف بعض العقول القصيرة ضيقة الافق والنفس عندما تشعر بمجرد يُنقد كأن هذه اهانة، لا عزيزي، حياة العلم بالنقد ولكن النقد العلمي النقد المؤدب، وبعبارة أخرى مع الاحترام لا مع التقديس، التقديس يسقط الإنسان عن الاعتبار، لا يوجد شيء مقدّس إلا ما ثبتت قدسيته كالقرآن، وما صدر من النبي والأئمة، هذا هو المقدّس وما زاد عن ذلك ليس مقدّس، لا يوجد شيء اسمه مقدّس هذه واقعاً لمن يريد أن يسقط أحداً فليسمه مقدّساً.

    الآن السيد الخوئي حيٌ في الحوزات العلمية أو ليس بحيٌ؟ لماذا حيٌ؟ لان الكل يقول مقدّس مقدس، أو كثير ينقدوه أي منهما؟ هذا النقد يبقي السيد الخوئي حياً في الحوزات العلمية، وإذا لهذا اذا أردت فكراً أن يبقى حياً عليك أن تعرضه للنقد، ابن سينا ملاصدرا، ابن عربي إلى يومنا هذا عشرات بل مئات الكلمات في تأييديه وفي تكفيره، رغم انف أولئك الذين يرفضون ابن عربي لابد أن يأتوا به إلى الحوزة العلمية، إما يقبلونه وإما يرفضونه، رغم أنفهم لأنه فرض نفسه علمياً عليهم، انقدوه لم يقل أحد لا تنقدوه، انقدوا النقد يبقى الفكر ماذا؟ ولهذا هذا المحور أحفظوه إذا أردتم لعلم أن يبقى حياً ولشخص ولأفكار أن تبقى حيّة علمياً لابد أن ينقد في الحوزات العلمية كما ينبغي.

    تعالوا معنا أعزائي إلى تعبير الجري والأمثال هل استفاد منه احدٌ في نظرية المفهوم والمصداق أم لا؟

    أنا أرجعكم إلى ثلاثة أعلام:

    الأعلم الأول الفيض الكاشاني في تفسير الصافي المجلد الأوّل صفحة 24 مؤسسة الأعلمي للمطبوعات يقول فإن أحكام الله سبحانه إنما تجري على الحقائق الكلية والمقامات النوعية دون خصائص الأفراد والآحاد، النوعي والكلي مفهوم أو مصداق؟ مفهوم في الواقع الخارجي شيءٌ اسمه كلي لا يوجد وإذا موجود الكلي موجود بوجود الفرد، يقول الحقائق الكلية والمقامات النوعية دون خصائص الأفراد والآحاد كما أشرنا إليه سابقا، فحيثما (هذه النظرية وهذه التطبيق) خوطب قومٌ بخطاب أو نسب إليهم فعلٌ، دخل في ذلك الخطاب وذلك الفعل عند العلماء وأولي الألباب كل من كان من سنخ أولئك القوم وطينتهم، يقول القرآن يصف قوماً، قوم عاد يصف أو لا يصف؟ يصف، ولكن هذه الآية مرتبطة وهذه الآيات مرتبطة بعاد أو غير مرتبطة؟ غير مرتبطة أبداً، فكل من اتصف بتلك الصفات فهو داخلٌ ما، داخل ليس من باب قاعدة الاشتراك ليس من باب التبعية، وإنما مصداق من مصاديق الآية مباشرة.

    قال: وذلك الفعل الذي دخل كل من كان من سنخ أولئك القوم وطينتهم فصوفة الله حيثما خوطبوا بمكرمة صفوة الله يعني الأولياء الأئمة الأنبياء أو هكذا، إذا الله وصفهم بمكرمة أو نسبوا إلى أنفسهم مكرمة يشمل ذلك كل من كان من سنخهم وبذلك، إذن القرآن الكريم عندما قال يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين، والأئمة قالوا ماذا؟ يعني انتهت الآية أو وكل صادق مشمول؟ على التشكيك فإنهم صادقون في المرتبة الأعلائية والآخرون صادقون في مرتبات أولئك هم خير البرية يعني فقط تشمل شخص واحد؟ لا عزيز تشمل المعصوم وغير المعصوم المعصوم، وتعيها إذن واعية، اهدنا الصراط المستقيم وعلي لماذا يقول؟ أنا الصراط المستقيم يعني انتهى يا أمير المؤمنين انتهت الآية؟ لا، يقول الفيض الكاشاني

    إذا وجدت أن آية نسبة مكرمة إلى الأولياء إلى صفوة خلق الله أو هم نسبوا أنفسهم إلى مكرمة يعني الآيات التي قالوا نزلت فينا، هذا معناه أغلق الباب أو لم يغلق؟ لا، الباب مفتوح.

    قال يشمل ذلك كل من كان من سنخهم وطينتهم من الأنبياء والأولياء وكل من كان من المقرّبين إلا مكرمة خصوا بها دون غيرهم، كما لو فرضنا أن آية التطهير مختصة بمن؟ لأنه دالة على العصمة فلا تشمل غير المعصومين، هذا يريد لها دليل خاص وإلا الأصل الشمول خصوا بها، وكذلك إذا خوطبت شيعتهم بغير أو نسب إليهم خير أو خوطب اعدائهم بسوء ونسب إليهم سوءٌ يدخل في الأول كل من كان من سنخ شيعتهم وطينة محبيهم، وفي الثاني كل من كان من سنخ اعدائهم وطينة مبغضيهم من الأولين والآخرين، ومن هنا يطبق يقول وقد وردت الروايات قلت إلى آخره بودي أن الأعزة يراجعوا هذا البحث بشكل تفصيلي هذا المورد الأول.

    المورد الثاني: السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه في الميزان المجلد الأول صفحة 41ـ 42 وترجمة تفسير الميزان باللغة الفارسية المجلد الأول صفحة 66، في صفحة 41 في ذيل الروايات التي قالت عن الصادق الصراط المستقيم أمير المؤمنين، في المعاني قال هي الطريق إلى معرفة الله، في النتيجة لم نعرف في النتيجة الصراط المستقيم أمير المؤمنين أو الطريق إلى معرفة الله أي منهما؟ ما الجواب؟ كلاهما؛ لأنه هذا مصداقٌ وذاك ماذا؟ اليوم بودي أن ترجعون واعتصموا بحبل الله جميعاً انظروا كم قول يوجد في المسألة يوجد تنافي بينهن؟ لأنه فرضوا هذه الروايات تفسيرية فتصوروا يوجد بينهم تنافي وتعارض مع انه لم يرد في الروايات تفسير أو بيان المصداق؟ بيان مصداق يوجد تنافي بين المصاديق أو لا يوجد؟ إلا إذا يوجد وحدة تقول رواية تقول مصداقه عليٌ ونفس الرواية للآية تقول مصداقه ابن ملجم طبيعي هذا يوجد تنافي ما يجتمعان، كما انه في قوله تعالى: ومن يشري نفسه ابتغاء وجه الله، ألم يطبقوه على ابن ملجم؟ لا يمكن أن نطبقها على علي في ليلة المبيت على الفراش وعلى قاتله؟ لا يمكن هذان متنافيان.

    قال: هي الطريق إلى معرفة الله وهما صراطان صراط في الدنيا وصراط في الآخرة وإما الصراط في الدنيا فهو الإمام المفترض الطاعة، الصادق يقول في تفسير العياشي أمير المؤمنين، أنت كيف تسحبه على باقي الأئمة، فتقول لا فرق فأمير المؤمنين أفضل المصاديق، ويطبقه على الصراط في الدنيا، ومن عرفه في الدنيا ومقتدى بالهدى مر على الصراط الذي هو جسر جهنم في الآخرة الآن أقول (هذه محل شاهدي) وفي هذه المعاني روايات أخر، وهذه الأخبار من قبيل الجري (يعني مأخوذة من قوله يجري مجرى الشمس والقمر) ما هو الجري؟ وعدّ المصداق، إذن السيد الطباطبائي المصداق في الجري بماذا يفسرها؟ بالمفهوم والمصداق وعدّ  المصداق للآية.

    واعلم أن الجري هو يقول من أول تفسير هذه الآية إلى آخرها الآن ستجد أن هذا الباب الجري هذا من باب الجري يعني من باب بيان المصاديق اصطلاح مأخوذ من قول أئمة أهل البيت يجري مجرى الشمس، يقول وفي هذا المعنى روايات أخر، وهذه سليقة أئمة أهل البيت، هذا الأصل الذي أصّل له أئمة أهل البيت، يطبّقون الآية من القرآن على ما يقبل أن ينطبق عليه من الموارد، وان كان خارجاً عن مورد النزول، لا تقول لي بأنه شأن النزول في هؤلاء فيشمل غيرهم أو لا يشمل؟ يقول لا هذا التعبير الذي قلناه في مسألة تقول أن الآية في شيء واحد، والاعتبار يساعده، لان القرآن نزل للناس وللعالمين، لم ينزل لطبقة واحدة ولأمة واحدة، فإن القرآن نُزّل هدى للعالمين يهديهم إلى واجب الاعتقاد، وواجب الخُلق وواجب العمل، وما بيّنه من المعارف النظرية حقائق لا تختص بحالٍ دون حال، ولا زمان دون زمان، فإذا خصصته بزمان دون زمان وبمكان دون مكان وبقوم دون قوم، فقد أمتّ الآية، قال: وما ذكره من فضيلة أو رذيلة أو شرّعه من حكم عملياً لا يتقيد بفرد دون فرد ولا عصر دون عصر لعموم لتشريع، والروايات في تطبيق الآيات القرآنية عليهم، تقول لي سيدنا مرة أخرى في تفسير الآيات القرآنية؟ أقول لا، في تطبيق الآيات القرآنية، فإذن الروايات التي وردت هذه الآية نزلت فينا ونزلت فينا هذه تفسير أو تطبيق؟ احفظوا هذه القاعدة، والروايات في تطبيق الآيات القرآنية عليهم أو على أعدائهم أعني روايات الجري، كثيرة في الأبواب المختلفة وربما تبلغ المئين، مئات الروايات واردة في هذا المجال . إن شاء الله تتمة البحث لأنه عندنا بحث أهم من هذه الأبحاث جميعاً حتى ننتقل وهو انه ما هو أنواع المصداق هل المصداق على نحو واحد أو المصاديق على أنحاء متعددة والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/01/20
    • مرات التنزيل : 2374

  • جديد المرئيات