بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
قال: وأما اذا لم يكن كذلك فللفرق بينها وبين الخيالية الصرفة موازين يعرفها أرباب, أول ص124, يعرفها أرباب الذوق والشهود بحسب مكاشفاتهم كما أن للحكماء ميزانا يفرق بين الصواب والخطأ وهو المنطق.
قلنا بأنه أساسا عندما نأتي الى الرؤيا يمكن تقسيمها بنحو الى ثلاثة اقسام:
الرؤى الصادقة, والرؤى الباطلة, والرؤى التي خلط معها الكذب والصدق, الصدق مع الكذب. ثم أن القسم الاول وهي الرؤى الحقيقة والواقعية والصادقة أيضاً تنقسم الى قسمين: صريحة وتحتاج الى تعبير, ويتذكر الاخوة في أبحاث سابقة اشرنا الى أمثلة جميع هذه الأقسام ما هي الرؤيا الصادقة الصريحة {إني أرى في المنام إني أذبحك} ما هي الرؤيا الصادقة التي تحتاج الى تعبير {رأيت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} ما هي الرؤيا التي هي أضغاث أحلام ما هي الرؤيا التي اختلط معها الحق والباطل, وقلنا بأنه من كانت نفسه ضعيفة يرى هذه الامور في النوم والا قويت النفس واستطاعت أن تنقطع عن شواغل الحواس فإنها في اليقظة أيضاً قادرة على ذلك.
في ما يتعلق بالرؤى الصادقة اعم من أن تكون في النوم أم أن تكون في اليقظة يعني ما رآها ما كوشف به, قلنا بأنه أما إن تتعلق بالأمور الحادثة بعد ذلك الامور المستقبلية فطريقها الأوضح هي أن يصبر الى أن تتحقق تقع او لا تقع, التفت جيدا, لا انه عندما اقول لك تقع او لا تقع انت تنتظر رؤية اليوم رأيتها بعد أسبوع تنتظر تحققها, لعله بعض الرؤى لا يتحقق وقوعها الا بعد عشرين عاما ثلاثين عاما.
فلذا جيد الانسان عنده مذكرات يكتب هذه الرؤى ليري ما يتحقق منها وما لا يتحقق منها بعد ذلك, هذا اذا كانت الرؤى او متعلقة بأمور مستقبلية بأمور حادثة بعد ذلك, هذا البحث انتهينا منه, انتهينا بالبحث السابق الى انه اذا لم يكن كذلك, يعني لم تكن الرؤية مرتبطة بأمور مستقبلية حتى يكون الزمان الفيصل في صدقها وكذبها, وإنما بحقائق وقف عليها من خلال الرؤية او من خلال اليقظة كيف يتحقق من صحتها وعدم صحتها.
في العلوم الحصولية نحن يوجد عندنا طريق واضح وسبيل سالك وهو علم المنطق فان علم المنطق هو السبيل الواضح والطريق السالك لتميز الحق من الباطل, وتميز الصدق من الكذب, وهذا بقدر ما يتعمق الانسان ويدقق ويتدبر في القواعد والأدوات المنطقية, لا نقول أن كل ما يصل حق ولكنه في النتيجة كل ما وصل إليه يوجد عنده طريق منطقي لتمييز الحق من الباطل, {يجعل لهم فرقانا} المنطق فرقان جيد بين الصدق والكذب في العلوم الحصولية والقضايا النظرية.
لذا قال: وأما اذا لم يكن كذلك, اذا لم تكن تلك الامور الحقيقية من الحوادث تارة الامور الحقيقية تتعلق بالحوادث وأخرى لا تتعلق بالحوادث, فللفرق بينها بين الامور الحقيقية وبين الخيالية الصرفة التي لا واقع لها لا نفس أمرية لها, وإنما هي أضغاث أحلام بين الخيالية الصرفة موازين لابد أن يوجد هناك ميزان ضابطة, يعرفها هذه الموازين أرباب الذوق والشهود بحسب مكاشفاتهم, الآن بعد ذلك يشير الى بعض هذه الموازين الآن بشكل عام, يقول: كما أن للحكماء للفلاسفة للعلوم الحصولية ميزانا ضابطا قاعدة, ميزانا يفرق بين هذا الميزان يفرق بين الصواب والخطأ وهو المنطق.
طيب ما هي هذه الموازين التي توجد للمكاشفات اعم من أن يراها في النوم او في اليقظة؟ قال: منها ما هو ميزان عام ومنها ما هو ميزان خاص.
أما الميزان العام وهو القرآن والحديث, يعني كل حقيقة انتهى منها من الحقائق لابد أن يعرض ما انتهى إليه على القرآن والحديث, بفهمنا على القرآن والعترة, فما وافق فهو الحجة يعني كان حقيقة وما لم يوافق يكون باطل.
لذا اذا تتذكرون في أبحاث تمهيد القواعد هذه النقطة ذكرناها ما ادري الاخوة يتذكرون أم لا, هناك قلنا: كما أن القضايا النظرية لابد إن تنتهي الى البديهية قلنا الكشف غير المعصوم لابد أن ينتهي الى كشف المعصوم, متى يكون كشفي حجة ويمكن الاطمئنان به والاعتماد عليه متى؟ اذا وافق كشف المعصوم, أما اذا لم يوافق فلا قيمة له.
هذا المعنى اذا الاخوة يريدون أن يراجعونه يتذكرون البحث أنا أشير إليه حتى يرجعون إليه في تمهيد القواعد, هناك في تمهيد القواعد تحت عنوان, فائدة كثيرة الجدوى في الدرس164 قال: دقيقة قد بقي ها هنا بحث مفيد لابد أن نشير إليه إشارة خفية اعلم أن اصحاب النظر والتعليم عندهم علم يمكن أن يتميز به النظر الصحيح من الفاسد ويمكن أيضاً أن يعرف وجه الحق عن الباطل وليس عند السالكين من اصحاب المجاهدة آلة شأنها ما ذكرنا, هذا اشكال يرد على طريق السير والسلوك على طريق المكاشفة.
طريق النظر توجد آلة منطقية, طريق التزكية طريق المجاهدة والكشف توجد فيها آلة او لا توجد؟ قال: فان قيل أن علومنا وجدانية فلا تحتاج الى آلة قلنا: إنما يجده بعض السالكين قد يكون مناقضا لما يجده البعض الآخر منهم, الى أن يأتي الى هذا, محل الشاهد هذا.
اذن لابد للسالكين من اصحاب المجاهدة, هذه القاعدة أحفظوها أنا أكررها لأهميتها, اخواني الاعزاء, طريق التزكية طريق المجاهدة ليس في عرض طريق النظر, يعني أما هذا وأما هذا, فإذا ذهبت الى المجاهدة والتزكية فلا حاجة الى النظر, لا, وإنما طريق المجاهدة مكمل لطريق النظر, يعني ماذا؟ يعني ما وقفت عليه في النظر حصولا ومفهوما وصورة في المجاهدة تقف عليه شهودا وحقيقة, هذا هو, والا الطريق الاصلي الحق والإنصاف هو طريق النظر, لان الانسان اذا لم يوجد عنده طريق النظر إنشاء الله بعد ذلك هذه المكاشفات تلعب به يمينا ويسارا, كما سيتضح بعد ذلك.
قال: لابد للسالكين من اصحاب المجاهدة أن يحصلوا العلوم العقلية الفكرية النظرية أولاً بعد تصفية القلب, طبعا تلك العلوم النظرية تتوقف على التقوى {واتقوا الله ويعلمكم الله}, {ومن يتقي الله يجعل له فرقانا} بينا هذا المعنى في البحث السابق.
بعد تصفية القلب بقطع العلائق المكدرة المظلمة وتهذيب الأخلاق وتزكيتها حتى تصير هذه العلوم النظرية التي من جملتها الصناعة الآلية المميزة التي من جملتها علم المنطق, بالنسبة الى المعارف الذوقية كالعلم الآلي المنطقي بالنسبة الى العلوم النظرية غير المنتظمة.
اذن ما هو منطق علم المجاهدة؟ ما هو منطقه؟ حصيلة ونتائج العلوم الحصولية, هذا منطقه, ما هو منطق العلوم الحصولية؟ علم المنطق.
لذا هنا عندما يقول لابد أن يرجع كشفه الى القرآن والى الحديث, بعبارة أخرى واضحة: الذي يريد أن يعتمد ويتكأ على مكاشفاته وعلى نتائج تزكياته ومجاهداته أما أن لابد أن يكون مجتهدا في معارف الدين, يقول هذا دين واعتقادي دين وأما لابد أن يكون له أستاذ مرشد ومرجع وشخص مجتهد في هذه المعارف يعرض نفسه عليه, يقول أنا كوشفت بالأمس بهذه الحقيقة هل تنطبق مع الموازين الدينية المعارف الدينية او لا تنطبق, واضح هذا المعنى. عند ذلك بعد هذه إنشاء الله بعد ذلك سيتضح بعد كل هذه المخاطر في طريق المجاهدة واقعا الأصل هو طريق النظر او طري المجاهدة, هذا بحثه سيأتي, هذا البحث راجعوه جدا بحث دقيق ومهم.
قال: منها ما هو ميزان عام وهو القرآن والحديث المنبأُ كل منهما, قراءة أخرى موجودة المبنية كل منهما, كلاهما صحيحة ولكنه المنبأ لعله أولى, المُنبأ كل منهما منبأ عن ماذا؟ منبأ عن الكشف التام المحمدي ’, هذا هو الميزان العام.
أما ويوجد ميزان خاص, هذا يختلف باختلاف العرفاء وباختلاف المكاشفات والمشاهدات, ومنها ما هو خاص وهو ما يتعلق بحال كل منهم, اصحاب المشاهدات والمكاشفات, بحال كل منهم الفائض عليه من الاسم الحاكم, لأنه اذا واقعا كان تحت قيمومة اسم من اسماء الجلال ماذا يفيض عليه؟ الخوف والحزن والبكاء و.. غير ذلك, أما اذا كان تحت قيمومة سبب من الأسباب, كان تحت قيمومة اسم من الاسماء الجمالية تجد عليه السرور والارتياح والاطمئنان و.. الى غير ذلك, هذا تابع هو يشخص انه يعيش تحت هذا الاسم او يعيش تحت هذا الاسم.
وهذا معنى ما تقدم للاخوة يتذكرون قلنا: أن العارف ابن الوقت, مقصودي ابن الوقت؟ يعني ابن تلك الحالة التي هو تحت او هو ابن ذلك الاسم عبد ذلك الاسم التي تظهر عليه آثاره ومظاهره في تلك الحالة.
قال: الفائض عليه من الاسم الحاكم والصفة الغالبة على ذلك الانسان وسنومئ في الفصل التالي بعض ما يفرق به إجمالا او ما يعرف به إجمالا, إنشاء الله تعالى هذا ما سيأتي في الفصل السابع في مراتب الكشف وأنواعها إجمالا.
هذا تمام الكلام في أصل الفصل السادس, الى هنا انتهينا من الفصل السادس, ننتقل بعد ذلك الى تنبيهين يوجدان في هذا الفصل السادس وهما من التنبيهات الاساسية في أبحاث عالم المثال المنفصل.
اذا يتذكر الاخوة في ما تقدم اتضح, أن المثال قد يكون متصلا وقد يكون منفصلا, هذا التنبيه الاول معقود لهذه الجهة وهو قاعدة عامة: هل انه بالضرورة أن كل ما له وجود في عالم المثال المنفصل له صورة حسية في عالم الشهادة يعني هل أن كل ما له وجود في عالم المثال المنفصل له مظهر في عالم الشهادة او لا ملازمة؟
اذا تتذكرون نحن في مبحث العقول أيضاً قلنا كذلك في مقام الواحدية أيضاً قلنا كذلك, قلنا بأنه لا ملازمة أن كل ما موجود من الحقائق والأعيان في عالم الواحدية له مظهر في عالم العقول وكل ما له وجود في عالم العقول له مظهر في عالم المثال المنفصل, وكل ما له وجود في عالم المثال المنفصل له مظهر في عالم الشهادة, لا ليس الامر كذلك, ولكن العكس صحيح.
وهو انه اذا قلنا إن شيء له تحقق في عالم الشهادة وعالم الحس وعالم الظاهر المطلق فبالضرورة له وجود في عالم المثال المنفصل وإذا كان له وجود في عالم المثال المنفصل فبالضرورة له وجود عقلاني وإذا كان له وجود عقلاني فبالضرورة له وجود في عالم الواحدية.
اذن القاعدة الاولى: العلاقة بين عالم المثال المنفصل هذا في قوس النزول, القاعدة الاولى: في العلاقة بين عالم المثال المنفصل في قوس النزول وعالم الحس ما هي القاعدة؟ وهي انه كل ما له وجود في عالم الحس والشهادة له وجود في عالم المثال لتطابق العوالم لقوله {وان من شيء الا عندنا خزائنه} وليس بالعكس, هذه القاعدة الاولى.
القاعدة الثانية: بعض تلك الوجودات التي ليس لها صورة حسية, يعني عندما نضع الآن يدنا على افترضوا الوجود العقلي للانسان له وجود مثالي في عالم المثال المنفصل قوس النزول, وله وجود حسي في عالمنا وهو زيد وبكر وعمر وخالد, صحيح, ولكن بعض من الموجودات العقلية او المثالية هذه ليست لها صورة حسية في عالمنا, اضرب مثال: جبرائيل نعتقد انه من الموجودات العقلية الروحانية ولها وجود أيضاً مثالي في عالم المثال المنفصل, طيب لهذه الحقيقة الحسية لها صورة حسية في عالمنا او ليس لها صورة حسية في عالمنا؟ يعني مقصودي له صورة كصورتنا الحسية كإنسان كبقر كسماء كأرض كماء كنار, له صورة حسية في عالمنا او ليس له؟ ليس له.
اذن هذه اذا أرادت أن تبقى في عالمنا ماذا تفعل؟ هنا تأتي نظرية التمثل, نظرية التمثل لمن؟ طبعا هذا أول الطريق وبعد ذلك تتسع, الآن في أول الطريق, نظرية التمثل لمن تأتي؟ تأتي للموجودات التي ليس لنوعها صورة حسية في عالمنا ولكنها تريد أن توجَدَ في عالمنا فتتمثل بهذه الصورة او بتلك الصورة, هذه القاعدة الثانية, نقرأ العبارة لكي يتضح المطلب.
قال: لابد أن تعلم أن كل ما له وجود في العالم الحسي له وجود في العالم المثالي دون العكس, هذه إشارة الى القاعدة الاولى, من هنا موجبة كلية أما من هناك موجبة كلية او جزئية؟ اذن النسبة بينهما العلاقة؟ عموم وخصوص مطلق, كل ما موجود هنا فهو موجود هناك وليس العكس. لذلك قال أرباب الشهود أن العالم, طيب الآن لذلك, توجد مقدمة مطوية التفتوا جيدا, طيب اذا كان الامر كذلك فعالم المثال بالنسبة الى عالم الحس ماذا يكون؟ في سلسلة العلل الموجِد لعالم الحس يعني انه واسطة الفيض بعالم الحس, فإذا كان علة عالم المثال المنفصل النزولي علة لعالم الحس والعلة واجدة لكمال المعلول وزيادة, العلة هي المعلول بنحو أعلى واشرف, طيب هذه الاعلائية والأشرفية كم؟ يعني مثلا هذا تسعة وتسعين وذاك مائة مثلا؟ هذا خمسة وتسعين وذاك مائة مثلا, او انه لا قياس بين الوجود الحسي للشيء والوجود المثالي للشيء؟ هنا يريد أن يشير الى هذه المقدمة المطوية.
قال: لذلك قال أرباب الشهود إن العالم الحسي بالنسبة الى العالم المثالي كحلقة ملقاة في بيداء هذه البيداء لا نهاية لها, طبعا يكون في علمك, العالم المثالي اذا قيس الى عالم العقلي أيضاً يكون كذلك, بعض مراتب عالم المثالي أيضاً كذلك, اذا يتذكر الاخوة نحن قلنا أن العرش من عالم المثال المنفصل النزولي الكرسي من عالم المثال المنفصل.
اقرأ لكم هذه الرواية في تفسير العياشي الجزء الاول ص258, الرواية عن ابي عبد الله الصادق × قال: (قال أبو ذر يا رسول الله ’ ما أفضل ما انزل عليك؟ قال: آية الكرسي, ثم قال رسول الله ’ ما السماوات السبع والأرضون السبع في الكرسي الا كحلقة ملقاة بأرض فلاة) هذا نفس المضمون, الآن هذا المضمون لعله هو ينسبه الى أرباب الكشف ولكن توجد فيه رواية, في ذهنه لعله أرباب الكشف ولكنه في الواقع توجد رواية, (وان فضله على العرش كفضل الفلاة على الحلقة) (كلام أحد الحضور) لا هذه بالعكس هذه, الرواية اين؟ نعم, لان العرش فوق الكرسي (كلام أحد الحضور) لا وان فضله فضل من؟ فضل الكرسي, لا, الرواية هذه, (ما السماوات السبع والأرضون السبع في الكرسي الا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وان فضله) فضل من؟ فضل الكرسي, (على العرش كفضل الفلاة على الحلقة) يقينا الكرسي ليس أعظم من العرش, وإنما القضية معكوسة, الرواية التي أنا رأيتها كاملا معكوسة (وان فضل العرش على الكرسي كفضل الكرسي على الفلاة) على أي الاحوال, بلي (كلام أحد الحضور) روايات موجودة بهذه المضمون بلي, مجموعة روايات موجودة هنا في تفسير العياشي, على أي الاحوال, (كحلقة ملقاة في بيداء لا نهاية لها), هذه القاعدة الاولى.
القاعدة الثانية: أما اذا أراد الحق, أي قاعدة؟ وهو أن بعض الموجودات لا صورة حسية لها في عالمنا, طيب اذا أرادت أن تظهر في عالمنا ماذا تصنع؟ قال: أما اذا أراد الحق تعالى ظهور ما لا صورة لنوعه في هذا العالم الحس, أراد أن يظهر في عالمنا عالم الحس, ولكن هذا الموجود ليس له صورة نوعية ليس له صورة في عالمنا الحسي, أما اذا أراد الحق تعالى ظهور ما لا صورة لنوعه في هذا العالم ظهوره اين؟ هذه في متعلقه بالظهور, ظهوره في الصورة الحسية مثل ماذا؟ كالعقول المجردة وغير العقول المجردة عند ذلك هذا الموجود ماذا يفعل؟ فيتشكل بأشكال المحسوسات, هو ليس له صورة محسوسة به حتى يظهر بصورته المحسوسة, أنا لي صورة محسوسة بي هذا النوع, اظهر بصورتي الكلب كذلك الثور كذلك النار كذلك لها صورة, تلك الوجودات الروحانية من عقلية ومثالية لها صورة محسوسة أما هذا له صورة محسوسة او ليس له صورة محسوسة؟ فعندما يظهر بمن يظهر؟ بصورة خاصة به؟ الجواب: كلا, يظهر بصورة من هذه الصور المحسوسة.
فلذا جبرائيل عندما يريد أن يظهر ويتمثل لنا يتشكل بأي شكل يتشكل؟ بدحية الكلبي او بغيرها من الصور, التفتوا جيدا, هذه حقيقة مهمة وهي انه عندما يريد أن يتشكل يتشكل بماذا؟ يتشكل بصورة محسوسة. من هنا انتم تجدون أن جملة من اصحاب المكاشفات سواء في النوم او في اليقظة عندما يكاشفون ويرون رؤية يرون شخصا يعرفونه الآن سيد شيخ عامي غير عامي, ولكن شخص يعرفونه يأتي في تلك الصورة, لان ذلك الملك عندما يريد أن يتمثل لهذا الموجود يتمثل بماذا؟ يتمثل له بصورة مناسبة لهذا, يتشكل بصورة مناسبة لهذا. فلذا هنا يشير الى شرطين: الشرط الاول: يقول فيتشكل بإشكال المحسوسات عندنا بشرطين:
الشرط الاول: بالمناسبات التي بينها بين المحسوسات وبينهم يعني العقول المجردة, لابد أن توجد هناك سنخية بين تلك الحقيقة التي لا صورة حسية لها وبين هذا المحسوس الذي تشكل به, هذا أولاً.
ثانيا: هذا الشرط الثاني: وعلى قدر استعداد ما له التشكل وفي نسخة أخرى من له التشكل, ولعله تلك العبارة في النسخة الأخرى أدق, وعلى قدر استعداد ما له أي ما لأجله التشكل, عند ذلك كظهور جبرائيل × بصورة دحية الكلبي.
طبعا تعلمون بأنه كما تذكر في الروايات والنصوص بان دحية الكلبي كان شاب جميل متناسق الظاهر وإنسان طاهر لا انه انسان فاجر فاسق كافر معروف بين الناس, لا لا ليس هكذا, ولكن التفتوا هذه قاعدة, اشر الى القاعدة الثالثة.
القاعدة الثالثة: أن هذا التمثل على نحوين: تارة تمثل لشخص فلهذا هو فقط ذلك الشخص يراه والجالسين معه يرون او لا يرون؟ لا يرون, وكم له نظير في الروايات عندنا ان رسول الله ’ ماذا كان يقول: يقول هذا جبرائيل يحدثني يعني جبرائيل تمثل لرسول الله ’ ولكن الذين كانوا حوله يرونه او لا يرونه؟
{فتمثل} لا تمثل بشرا سويا بل {لها} مرتبط بها هذا, فلذا الذين كانوا حول مريم يرون او لا يرون؟ لا يرون, التمثل اذن على نحوين إن صح التعبير: تمثل بنحو العموم, دحية الكلبي كان يراه, وكذلك تمثل الشيطان بعد ذلك عندنا في الروايات انه تمثل بسراقه وتمثل وهذا كل الناس كان يرونه, مع أن سراقه في ذلك الوقت كان في مكة او لم يكن في مكة؟ لم يكن في مكة, هذا البحث من الابحاث القيمة لعله مناسبته تأتي أنا فقط من باب الإشارة أشير إليه الاخوة اذا يريدون أن يراجعونه في الجزء الرابع عشر من تفسير السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه في ص36 هناك عنده عنوان تحت عنوان عنده بحث كلام في معنى التمثل, يقول: فمعنى تمثله لها أي لمريم ظهوره لها في صورة بشر وليس عليها في نفسه, لا انه صار بشرا حقيقة أنا وانت بشر مادي حقيقة, لا انه تمثلنا تمثل بشري, نحن بشر حسي, يقول: وليس عليه في نفسه, بمعنى انه كان في ظرف إدراكها على صورة بشر وهو في الخارج عن إدراكها على خلاف ذلك, وبهذا تتضح الصورة الحسية والتمثل في الصورة الحسية, ما الفرق بين الصورة الحسية والتمثل بالصورة الحسية؟ في الصورة الحسية لا انقلب واقعا حقيقة الآن ما هو؟ هو وجود مادي حسي في الخارج, أما في التمثل في الصورة الحسية انقلب عن حقيقته او لم ينقلب؟
قال: وهذا هو الذي ينطبق على معنى التمثل اللغوي فان معنى تمثل شيء لشيء في صورة كذا هو تصوره عنده بصورته وهو هو في الواقع ونفس الامر, لا صيرورة الشيء شيئا آخر, فتمثل الملك بشرا هو ظهوره لمن يشاهده, التفتوا جيدا, طيب ظهوره لمن يشاهده يعني التفت جيدا, يعني مثال متصل؟ (كلام أحد الحضور) اذن من قال أن له واقعية هذا؟ اذا مثال متصل, فانت الآن صور ما تشاء في المثال المتصل, (كلام أحد الحضور) لا لا التفتوا أنا ذكرت لأنه الآن جاء الى ذهني أخاف, مثال المتصل أساساً ليس له واقعية انت توجده, هذا مثال منفصل, ولكنه مثال منفصل في صورة الذي تعهده من الصور من الامور الحسية, مثال متصل, (كلام أحد الحضور) بلي (كلام أحد الحضور) الآن أنا هنا بنحو الاجمال هذا الطلب ضعوه في عهدتكم علي إنشاء الله في يوم ما اشرحه وهو انه أساساً العلم الحصولي هو ماذا؟ هو العلم الحصولي هو ارتباط بالمعلوم بالعرض؟ مع انك تقول أنا اعلم به, هذه الصور المحسوسة للوجودات الخارجية المادية مثال متصل او واقع أدركته؟ مع أن المعلوم بالعرض موجود او غير موجود؟ ما ادري استطعت اقرب المطلب الى ذهن الاخوة ولو تقريبا إجماليا؟ انت تقول انت الآن تمثل او واقع خارجي؟ انت واقع خارجي, الآن انت موجود يعني أنا اعلم بك, أنا اعلم بك يعني ماذا؟ يعني عندي مثال متصل أنا أوجدته لنفسي او توجد واقعية هذا يكشف عنه؟ (كلام أحد الحضور) ولكن مربوط بالمعلوم بالخارج او غير مربوط بالمعلوم بالخارج؟ غير مربوط فلذا قد يصيبه وقد يخطأه. الآن قلت لكم هذا البحث من الابحاث القيمة والدقيقة السيد الطباطبائي تعرض له هنا بنحو جدا لطيف, قلت: هذه نص عبارته: قلت فرق بين أن يكون هناك حقيقة يظهر للمدرِك بما يألفه من الصور وتحتمله أدوات إدراكه وبين أن لا يكون هناك الا صورة إدراكية ليس ورائها شيء, ويوجد فرق او لا؟ الثاني تصير سفسطة ليس لها واقعية, أما الاولى تكون حقيقة ولكن هذه الحقيقة تمثلت لي في هذه الدائرة, وهي دائرة الإدراك وهي المعلوم بالذات, ما ادري قليلا جاء الى ذهن الاخوة او لا, فرق كبير, والسفسطة هي الثاني دون الاول, ثم يقول: وتوخي أزيد من ذلك في باب العلم الحصولي طمع في ما لا مطمع فيه, هو العلم الحصولي حقيقته هذه أكثر من هذا العلم الحصولي ماذا يوجد فيه, هذا التمثل.
ولذا لا انه تمثل {لها بشرا سويا} يعني أوجدت صورة المثال المتصل اين؟ مريم في ذهنها ليس هكذا, ولكن حقيقة تمثلت لها بهذه الصورة في ظرف إدراكها, ما ادري واضحة هذه, حقيقة تمثلت لها في صورة البشر لا انها مثال متصل, حقيقة تمثلت في محوطة وجودها الروحاني, بهذه الصورة فلهذا تحدثت معه وتكلمت معه {قالت له}, {أشار إليها} الى آخره. هذا المطلب استطعت, كم بقي لنا من الوقت؟ (كلام أحد الحضور) ما ادري هذا المطلب استطعت ولو إجمالا أن انقله الى الاخوة, اذا اتضحت هذه الحقيقة اخواني ضعوا هذا المطلب في أذهانكم. الاخوة الذين حضروا معنا المعاد والذين لم يحضروا هذه الحقيقة فليلتفتوا إليها. نحن عندما نقول بأنه: كل مؤمن له جنات وحور و.. الى ما شاء الله, أن كل مؤمن يستطيع أن يستوعب كل أهل الجنة في ضيافة هذا صورة حسية في الخارج واقع خارجي او انه ضمن تمثلاته ومحوطة وجوده أي منهما؟ المحققون يقولون بأنه: انت عندك حور وعندك نساء وعندك غلمان وعندك قصور وعندك كذا هذه دائرة الوجود ماذا؟ اتسعت هذه كلها تمثلاتك تمثلات أعمالك واعتقاداتك اذن هذا الذي يأتي لزيارتك ويجلس الى جنبك يوم القيامة هذه يراها او لا يراها؟ (كلام أحد الحضور) هناك يراهن؟ يعني الآن الذي كان جالس بجنبك مريم كان يرى هذه الصورة المتمثلة او لا يرى؟ هناك من يجلس جنب المؤمن يرى حور وغلمان وقصور او لا يرى؟ (كلام أحد الحضور) الجواب في جملة واحدة: أن هذا تابع لاختياره لاختيار من؟ لاختيار المؤمن أن أراد أن يريه يستطيع أن لم يرد, كما أن هذا المعنى كان النبي ’ كان قادرا أن يري الآخرين الحقائق او لم يكن قادرا؟ هذه الحالة تحصل عند كل مؤمن يوم القيامة, اذا دخلت الى القصر ورأيت حورية مؤمن آخر هل يمكن أن تقول أريد هذه او لا يمكن؟ وأريد مثل هذه او لا أريد او لا يمكن؟ أبداً الباب مغلق أساساً, لأنه يوجد إشكالية هناك وهي انه هذه كيف انه يعني ماذا الارتباطات كيف تكون الدخول والخروج كيف تكون؟ الجواب: هذه محوطة وجودي كما انه الآن من باب التمثيل انت كل ما هو داخل في محوطة وجودك الذهني والوهمي والخيالي والعقلي يمكن للآخرين أن يقفوا عليه او لا يمكن؟ هناك يتسع ويكون حقيقة خارجية متن الاعيان ولكن متن الاعيان الذي لا يكون الا للشخص الا للمؤمن, وفي النار أيضاً كذلك, هذا الانسان نعوذ بالله في النار ويعذب اشد أنواع التعذيب, ليس بالضرورة أن الذي بجنبه يعذب مثله, لذا تجدون اثنين واحد إمام وآخر فاجر فاسق يوضعون في قبر واحد ولكن احدهما روضة من رياض الجنة والآخر حفرة من حفر النيران يوجد تزاحم او لا يوجد تزاحم؟ لا يوجد تزاحم لان هذا في عالمه وهذا في عالمه, (كلام أحد الحضور) بلي احسنتم يرونها امور أنفسية, ولكن ليست أموراً أنفسية خيال متصل, تراني أؤكد أميز بين التمثل وبين الخيال المتصل, لان البعض تصوروا كما يراه فلان عندما يتخيل, لا ليست تخيلات من قبيل تخيلات المثال المتصل, وإنما هي من قبيل التمثلات الواقعية التي يتألم الانسان بها ويتلذذ بها, طبعا هذه ليست منافية انه توجد معاد جسماني ابد أبداً, موجود المعاد الجسماني ولكن بإضافة المعاد الجسماني ماذا يوجد؟ هذه السعة الوجودية.
يقول: وفي الروايات من ذلك شيء كثير, جدا لطيفة, كتمثل إبليس يوم الندوة للمشركين في صورة شيخ كبير, وتمثله يوم العقبة في صورة منبه ابن الحجاج وتمثله ليحيى في صورة عجيبة, ونظير تمثل الدنيا لعلي في صورة مرأة حسناء فتانة, (طلقتك ثلاث) كما في الرواية, وما ورد من تمثل المال والولد والعلم للانسان عند الموت روايات كثيرة, وما ورد من تمثل الأعمال للانسان في القبر يوم القيامة وفي يوم القيامة, ومن هذا القبيل التمثلات المنامية الى غير ذلك, هذه التمثلات المنامية ليست مثال متصل وإنما هي مثال منفصل ولكن في محوطة وجود من؟ في محوطة وجود النائم.
يقول: كظهور جبرائيل بصورة دحية الكلبي وبصور أخرى كما نقل عن عمر من حديث السؤال عن الايمان والإسلام والإحسان, وكذلك باقي الملائكة… بحثه يأتي.
والحمد لله رب العالمين.