بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
تنبيه آخر: عليك أن تعلم أن البرزخ التي تكون الارواح فيه بعد المفارقة من النشأة الدنياوية هو غير البرزخ الذي بين الارواح المجردة وبين الاجسام.
كان الكلام في انه يوجد عندنا برزخ النزولي في قوس النزول ويوجد عندنا برزخ صعودي في قوس الصعود.
بالأمس بينا بعض الفوارق بين هذين النحوين من البرزخ النزولي والصعودي, وانتهينا الى الفرق الثاني وقلنا من أهم الفروق بين هذين النحوين من البرزخ انه في قوس النزول لا ينقسم الى سعادة وشقاوة, بخلافه في قوس الصعود, فانه ينقسم الى سعادة وشقاوة, ومن الواضح أن هذه السعادة والشقاوة إنما تبدأ من هنا لتظهر في البرزخ الصعودي, لان الدنيا مزرعة الآخرة, فإذا كانت السعادة والشقاوة من عالم الحس, طيب كيف هنا قلتم بأنه كل ما يوجد في عالم الحس فهو مسبوق بوجوده المثالي, اذن بناء على تلك القاعدة كما في التنبيه السابق أن كل ما له وجود في عالم الحسي له وجود في عالم المثالي, اذن ينبغي هذه السعادة والشقاوة الموجودة في عالمنا الحسي أن يكون لها وجود مثالي في قوس النزول وفي البرزخ النزولي.
هذا هو الاشكال والظاهر انه اشكال قوي, الا انه الجواب عنه واضح أتصور بالدقة في ما ذكرنا, وذلك: أننا عندما نرجع الى كل مناشئ المعصية والشقاوة فهي امور عدمية لا امور وجودية, وهذه نقطة أساسية لابد أن يلتفت إليها وبحثناها مفصلا في أبحاث كيفية دخول الشرور في القضاء الإلهي, قلنا لا يوجد عندنا موجود هو شر في نفسه, وإنما الشرور هي امور نسبية مرجعها الى أن شيئاً يكون سببا لفقدان ولعدم كمال بالنسبة الى شيء آخر, يعني الآن لو وضعنا يدنا على رأس الشرور في عالم الامكان وهو إبليس, هذه تعبير الشيطان اخواني الاعزاء هذا من باب الخلط النوع بالفرد, الشيطان من قبيل اسم الانسان, إبليس من
قبيل زيد وعمر وبكر, والذي يضل الناس هو إبليس لا الشيطان, نعم الشيطان له مصاديق من مصاديقه إبليس وشياطين الإنس مولانا, شياطين الجن والإنس, على أي الاحوال.
من أوضح مصاديق الشرور في هذا العالم هو وجود إبليس ولكنه وجود إبليس لو نظرة إليه فهو خير أم شر؟ فهو خير نعم لان إبليس يؤدي الى عدم وجود او الى عدم كمال وجود نسميه شرا, فهو شر بالذات أم بالعرض؟ شر نفسي أم شر نسبي؟ شر نسبي وهذا الشر النسبي ليس أمراً وجوديا بل أمر عدمي, وفي قوس النزول وفي البرزخ النزولي التفتوا الى العبارة جيدا, التفتوا الى عبارة القيصري, يقول: أن كل ما له وجود في العالم الحسي والشرور لها وجود في العالم الحسي او ليس لها وجود؟ سالبة بانتفاء الموضوع, خارجة تخصصا, لا انها موجودة وليس لها وجود في البرزخ النزولي في عالم المثال المنفصل النزولي, لا ليس لها الشرور هي مرجعها الى الاعدام وليس لها وجود فلا معنى لان يكون لها وجود مثالي في قوس النزول.
هذا المعنى السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه وهو بحث قيم الاخوة يرجعون إليه, في الجزء الاول من الميزان ص101 انظروا التفتوا جيدا, مرارا أنا ذكرت للاخوة أن الابحاث الروائية للسيد الطباطبائي البعض يتصور انه نقل روايات, لا ليس كذا, كثير من المعارف متضمنة في البحث الروائي, هذا جاء تحت عنوان بحث روائي, يقول: للأفعال جهتان: جهة ثبوت ووجود وجهة الانتساب الى الفاعل, وهذه الجهة الثانية هي التي تتصف بها الافعال بأنها طاعة او معصية حسنة او سيئة, على هذا الاساس ما الفرق من الناحية الوجودية بين النكاح وبين السفاح؟ من الناحية الوجودية من ناحية العمل الوجودي؟ ما الفرق من الناحية الوجودية الخارجية بين أكل ما الانسان نفسه وبين أكل مال اليتيم, من الناحية التكوينية يوجد فرق بين هذين النحوين من الأكل؟ ولكن نقول احدهم {يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا} ولكن ذاك ماذا {روح وريحان وجنة نعيم} الفارق يقول: فتبين أن, طبعا يستدل البحث مفصل الاخوة يراجعونه تقريبا صفحة ونصف, فتبين أن كل شيء كما انه مخلوق فهو في انه مخلوق حسن, {الذي أحسن كل شيء خلقه} فالخلقة والحسن متلازمان متصاحبان الى أن يقول: ثم انه تعالى سمى بعض الافعال سيئة {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزا} وهي المعاصي وعلمنا بذلك انها من حيث انها معاصٍ عدمية غير مخلوقة, والا اذا كانت موجودة كانت حسنة, {ما أصابك من مصيبة} الى آخره.
طيب اذا كانت امور عدمية فعند ذلك الاشكال يرد او لا يرد؟ الاشكال لا يرد, (كلام أحد الحضور) يعني ماذا (كلام أحد الحضور) النار أنا قلت, ماذا أنا قلت في عالم المثال المنفصل جنة ونار لا يوجد, اقول لم اقل قلت ثواب وعقاب, اقول الآم وعقاب ومعاصي (كلام أحد الحضور) لا لم اقل جنة ونار لم توجد قلت جنة ونار في المثال المنفصل من مخلوقات الله (سبحانه وتعالى) المثال المتصل لها والمثال المنفصل إنما الكلام في انه نحن قلنا انقسام الى الطاعة والمعصية الى السعادة والشقاوة الى اللذائذ والآلام البحث في هذا الثاني كان, والا بلي الجنة والنار لها مخلوقتان ولا اشكال في ذلك, وأساساً النار من أفضل ما خلق الله (سبحانه وتعالى) لا مشكلة في ذلك. هذا هو الفرق الثاني وما يمكن أن يرد والجواب عنه.
من الفروق الاساسية بين هذين البرزخين التفتوا جيدا البرزخ النزولي والبرزخ الصعودي, أن المثال في قوس النزول يعني الوجود المثالي موجود لجميع الموجودات المادية, يعني ما من موجود هنا في عالم الحس الا وله وجود ماذا, أي مثال؟ عالم المثال النزولي عالم البرزخ النزولي, لأننا قلنا كل ما هو موجود هنا فله وجود هناك ولا عكس, في القوس الصعودي في البرزخ الصعودي ينعكس الامر, كل ما في البرزخ الصعودي له وجود حسي وليس كل ما له وجود حسي له وجود في البرزخ الصعودي, واضح أم لا؟ يعني الجمادات ليس معلوما أن لها برزخ صعودي, بعبارة أخرى: البرزخ الصعودي للمكلفين وغير المكلفين لا يوجد عندهم برزخ صعودي, نعم في الحشر الاكبر لهم وجود أم لا؟ ذاك بحث آخر, الآن نتكلم في البرزخ الصعودي يعني ما بين الدنيا وما بين الحشر الاكبر, لم نتكلم الآن في الحشر الاكبر, نتكلم في العالم المتوسط بين عالم الحس عالم الدنيا عالم الشهادة وبين عالم الحشر الاكبر في قوس الصعود.
كل ما له وجود في عالم الحس او في عالم المثال او في عالم البرزخ الصعودي له وجود في عالم الشهادة والحس وليس العكس, كثير من الموجودات الموجودة هنا في عالم الحس وليس لها برزخ صعودي, واضحة هذه النقطة او لا.
هذه من الفوارق المهمة التي لابد أن يلتفت إليها.
طبعا هذا الفرق الثالث يمكن التعبير عنه ببيان آخر أيضا هكذا نقول: نقول بأنه في البرزخ اعم في قوس النزول موجود لجميع الموجودات اعم من المكلفة او غير المكلفة في البرزخ النزولي أما في البرزخ الصعودي فقط المثال لمن؟ للموجودات المكلفة دون غيرها, هذا البيان يمكن أن يكون وكلاهما صحيح.
من الفوارق الأخرى التي يمكن أن يشار إليه في المقام, وهذا بحث مهم أيضا وهذا أشار إليه الشيخ الاكبر محي الدين, سمى البرزخ النزولي بالغيب الإمكاني وسمى البرزخ الصعودي بالغيب الامتناعي, لماذا؟ ما هو وجه هذه التعبير؟ التعبير واضح, وهو أن ما له وجود في البرزخ النزولي يمكن أن يظهر ويكون له مظهر في عالم الشهادة, صحيح؟ أما اذا الانسان تكامل وخرج من القوة الى الفعل ووصل البرزخ الصعودي يمكن أن يرجع ويكون بالقوة مرة أخرى في عالم الشهادة او لا يمكن؟
ولذا سمى البرزخ النزولي بالغيب الإمكاني وسمى البرزخ الصعودي بالغيب الامتناعي, لان ما هو موجود في عالم البرزخ النزولي يمكن أن يظهر في عالمنا, أما ما هو موجود في البرزخ الصعودي لا يمكن أن يرجع في الاول في عالمنا, لا انه لا يمكن أن يظهر في عالمنا هذا بحثه بعد ذلك أبينه إنشاء الله تعالى, هذا وجه لهذه التسمية.
ووجه آخر ذكره البعض لهذه التسمية وهو أنهم قالوا: إنما سمي البرزخ النزولي بالغيب الإمكاني باعتبار أن المكاشفين او الاطلاع عليه ممكن, أما في البرزخ الصعودي لا الاطلاع عليه للمكاشفين تقريبا مغلق وذلك من باب ستر حقائق الناس, لأنه في البرزخ النزولي الناس ينقسمون الى مطيع والى عاصي الى فاسق والى فاجر والى مؤمن او لا ينقسمون؟ لا ينقسمون فالاطلاع عليه يشكل مشكلة فيه خطورة او لا؟ لا توجد, أما بخلاف من هنا ذهب الى البرزخ الصعودي في النتيجة لعله كان هنا متقيا وهو افسق الفاسقين وكان بالعكس وهذه لا ينبغي لأحد أن يطلع عليها الا من له قدرة على كتم الإسرار وهذا في الاعم الاغلب مختص بعدد معدود, لذا سمي إمكاني لأنه فيه قدرة المكاشفة وسمي امتناعي لأنه المكاشفة فيها مغلقة من هذه الجهة, وهذا وجه آخر للتسمية, نقرأ بعض العبارات.
قال: التنبيه الثاني او التنبيه الآخر: عليك أن تعلم أن البرزخ التي تكون الارواح فيه بعد المفارقة من النشأة الدنياوية وهو البرزخ الصعودي هو غير البرزخ الذي بين الارواح المجردة, الذي قلنا بأنه المراد من الروح يعني العقول, بين الارواح المجردة وبين عالم الاجسام الذي هو البرزخ النزولي, لان مراتب تنزلات الوجود في قوس النزول ومعارجه يعني معارج ومراتب معارج الوجود في قوس الصعود ما هي؟ دورية لذا قلنا قوس النزول وقوس الصعود, هذه دائرة هذه, {يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج} واضح يوجد نزول ويوجد صعود, نعم لماذا نقول دور ولا نقول على خطوط الاستقامة؟ بينا النكتة مرارا في الابحاث السابقة.
قال: لان مراتب تنزلات الوجود وهذه معطوف على مراتب, ومراتب معارج الوجود ما هي؟ دورية, والمرتبة التي قبل النشأة الدنياوية يعني البرزخ النزولي, هي من مراتب التنزلات ومظهر الأولية, اسم الاول, أما والتي بعدها يعني والمرتبة التي بعد هذه النشأة الدنياوية, من مراتب المعارج وله الآخرية, هذه نقطة.
الفرق الثاني: قلنا ينقسم ولا ينقسم, وأيضاً الصور التي تلحق الارواح في البرزخ الأخير يعني البرزخ الصعودي, هنا يعبر يلحق, ظاهر العبارة انه هذه الابدان التي تلحق زيد وعمر وبكر وخالد, هذه خارجة عن نفسه او من داخل نفسه؟ ظاهر العبارة تحلق, يعني شيء الملحق شيء والذي يلحقه شيء آخر, ولكن هذا ليس هو المقصودي اخواني الاعزاء التفتوا الى هذه الحقيقة جيدا.
المقصود من تلحق يعني التي تظهر بمقتضى اعتقاداته وبمقتضى أعماله وبمقتضى أخلاقه وملكاته, الصورة التي تحلق او الصور التي تلحق يعني الاشكال التي يظهر بها في القوس او في البرزخ الصعودي هذه إنما هي صور الأعمال ونتيجة الافعال السابقة في النشأة الدنياوية أما بخلاف صور البرزخ الاول في قوس النزول فلا يكون كل منهما على هذا الاساس, اذن في قوس الصعود حيث أن أعمال الانسان اعتقادات الانسان ملكات الانسان مختلفة اذن سوف ينقسم الى سعادة والى شقاوة, الى صورة مسرة وملذة والى صورة مؤلمة وقبيحة, هذه في قوس الصعود, أما في قوس النزول هل تنقسم الى هذين القسمين؟ مع أن كل منهما عين الآخر ما معنى عين الآخر؟ يعني كلاهما من عالم المثال, يعني البرزخ النزولي من نشأة المثال والبرزخ الصعودي أيضا من نشأة المثال.
قال: فلا يكون كل منهما يعني البرزخ النزولي والبرزخ الصعودي عين الآخر ولكن هذا ما به الافتراق ما به الاشتراك ما هو؟ لكنهما النزولي والصعودي, يشتركان في كونهما عالما روحانياً عالما مجردا مثاليا وجوهرا نورانيا غير مادي مشتملا لمثال يعني الوجود المثالي لحقائق هذا العالم المادي.
وقد صرح, طبعا عندي تعليقات كثيرة, أنا أريد أن اقرأ العبارة لانتهى منها حتى انه التعليقات أشير إليها بالمقدار المتبقي من الوقت.
وقد صرح الشيخ في الفتوحات في الباب الحادي عشر وثلاثمائة, 311 من الأبواب القيمة واقعا في الفتوحات الذي يقع في هذه الطبعة الأربع مجلدات المجلد الثالث ص78, بلي (كلام أحد الحضور) بلي الباب الحادي والعشرين وثلاثمائة, عفوا 321 في الباب الحادي والعشرين وثلاثمائة الذي يصير الجزء الثالث ص78 قال: التفتوا جيدا, هذه العبارة التي وضعها بين قوسين لا يوجد هكذا عبارة هناك يكون في علمكم, فقط عنده عبارة الغيب الإمكاني والغيب المحالي, لا توجد عبارة يعني لم ينقل عبارة القيصري, شيخنا الاستاذ شيخ حسن زاده تصور انه ناقل عبارة مع انه لم ينقل عبارة أنا راجعت العبارة بالدقة لا توجد هذه العبارة هناك, يعني في هذا الباب باب الحادي والعشرون وثلاثمائة في الفتوحات, فقط عنده تعبير في هذا الباب ماذا؟ الغيب الإمكاني والغيب المحالي, وما زاد عن ذلك هذه بيانات من؟ بيانات القيصري.
قال: بان هذا البرزخ يعني الصعودي غير الاول, يعني النزولي, ويسمى الاول يعني النزولي بالغيب الامكاني, التفتوا جيدا, هذه عبارة الغيب الامكاني في هذا الباب, هذه البيانات كلها بيانات من؟ بيانات القيصري, ويسمى الاول بالغيب الإمكاني والثاني يسمى بالغيب المحالي, الآن لماذا سمي إمكاني ومحالي؟ يقول: لإمكان ظهور ما في الاول في الشهادة, في عالم الشهادة, لأنه يتنزل من عالم المثال او من عالم البرزخ النزولي الى عالم الشهادة, ولذا قلنا كل ما في عالم الشهادة له وجود في عالم المثال النزولي.
أما وامتناع رجوع ما في الثاني إليها, التفتوا جيدا أما الذي خرج من القوة الى الفعلية ووصل الى عالم البرزخ هل يمكن أن يرجع إليها, ما معنى الرجوع يعني يظهر فيها؟ نعم يمكن أن يظهر للمكاشفين ولكن الرجوع يعني ما هو بالفعل يكون بالقوة من جديد هذا ممتنع, (كلام أحد الحضور) من هو؟ (كلام أحد الحضور) ماذا انت جنابك لم تنزل من ذاك العالم, {وان من شيء الا عندنا خزائنه} (كلام أحد الحضور) ماذا كنت بالفعل يعني انت كنت بالفعل (كلام أحد الحضور) أخي العزيز قلنا المعصية والشقاوة والسعادة من هنا تبدأ ماذا كنت بالفعل هناك؟ يعني بالفعل هناك كنت كافرا؟ لم يكن الامر هكذا, هذا الكفر والإيمان من اين بدأ؟ من هنا, لأنه عالم القوة عالم الاستعداد عالم {من شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر} لا انه انت كنت كافرا وجئت هنا كافرا, ليس الامر هكذا, انت كنت زيدا ولكن فيك قابلية الايمان والكفر ذاك العالم, نعم تقول هذا مكتوب في تلك الألواح نعم مكتوب انه انت تنتخب في الدنيا الكفر او تنتخب في الدنيا الايمان, أما في قوس الصعود انت هذه القوة تحولت الى فعلية يعني الآن واقعا هذا مظهر الاسم المضل هذا مظهر الاسم الهادي بالفعل هو هذا المظهر مظهر هذا الاسم المبارك, أليس هكذا, يمكن أن يرجع بالقوة من جديد؟ نعم البحث هذا, رجوعه لا انه لا ينكشف لي, والا قلنا أن الملائكة تنكشف لنا النفوس الكاملة تستطيع أن تنكشف لنا, تعبر الرجوع يريد أن يشير الى ماذا؟ يعني ما كان بالفعل يرجع الى ما كان بالقوة, بلي (كلام أحد الحضور) طبعا الجميع متساوون, القابلية الموجودة عندي موجودة عندك وموجودة عند الجميع, أصل القابلية الآن درجات الاستعداد تختلف بحسب علم الحق (سبحانه وتعالى) {انزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها} هذا اختلاف الأودية من اين جاء؟ جاء من علمه انه ماذا تريد أن تفعل في هذه النشأة, فعلم انك تريد أن تكون سيد الأوصياء فأعطاك أي استعداد؟ أعطاك استعداد سيد الأوصياء, ولو كان يعلم مني انه أريد أن أكون معصوما لان الجود والجود والفيض منه دائم متصل, {وما كان عطاء ربك محضورا} طيب لماذا يعطى الاستعداد هناك ولا يعطى هنا؟ لما علم منه في الأزل ماذا يريد أن ينتخب وما يختار وعلى هذا الاساس تنحل مشكلة اختلاف الاستعدادات مسألة الارادة و.. الى غير ذلك.
قال: وامتناع رجوع ما في الثاني إليها أي الى عالم الشهادة, هذه في الآخرة زائدة, أصلاً خطأ لأنه في الآخرة لم نرجع نحن بالقوة مرة أخرى, اذا كان مقصوده انه نظهر في عالم الدنيا ونكاشف في عالم الدنيا طيب هذه موجودة للجميع, الا في عالم الآخرة هذه زائدة.
وقليل من يكاشفه, هذا الغيب الإمتناعي وقليل من يكاشفه, ليس وقليلٍ, وقليلٌ من يكاشفه, أما بخلاف الاول وهو الغيب الامكاني, ولذلك يشاهد كثير منا يكاشف او يكاشف البرزخ الاول فيعلم انه ما يريد أن يقع في عالم الدنياوي من الحوادث في البرزخ النزولي ممكن, أما ولا يقدر على مكاشفة أحوال الموتى والله العالم الخبير, هذه على الطريقة القرآنية, الآن لماذا جاء اسم عالم والخبير؟ بعد ذلك سيتضح أن كل المكاشفات إنما تحت هذين الاسمين العليم والخبير, إنما جاء بهذين الاسمين لماذا لم يجئ باسم العليم الجبار مثلا؟ الجواب: باعتبار أن الحديث في المكاشفة وكل المكاشفات تحت هذين الاسمين المباركين العليم والخبير وسيتضح إنشاء الله تعالى في الابحاث اللاحقة أن النسبة بين العليم والخبير كالنسبة بين الرحمن والرحيم, هناك عندنا إنشاء الله قرأتم في محله الرحمن والرحيم إنشاء الله أبينه في محله أبحاث قيمة موجودة في هذين الاسمين المباركين الرحمن والرحيم وكذلك في العليم والخبير.
يقول: ولا يقدر على مكاشفة أحوال الموتى والله العليم الخبير, جيد.
هذا الآن بحمد الله وتعالى هذا الفصل السادس انتهينا منه ولكن توجد بعض النكات التي أنا لم أضعها في ضمن المتن لكي ننتهي من المتن.
هذه النكات هنا: هذه العبارة التي قلنا عنها الصور التي تحلق, أولاً النقطة الاولى: هو أن الخلاف الموجود بين المشائين وبين الاشراقيين في مسالة عالم المثال إنما هو في النزولي لا في الصعودي والا في الصعودي لا يوجد خلاف بين احد في ذلك, ما ادري واضح او لا, في قوس النزول يوجد بحث بين الحكماء انه يوجد بين عالم العقول وعالم الشهادة عالم ثالث وهو عالم المثال او البرزخ النزولي او لا يوجد؟ أما في قوس الصعودي فلا خلاف في هذه المسالة, هذه نقطة.
النقطة الثانية: أن هذا التعبير عن الابدان بالصور من التعبيرات الروائية مستمرة والمستفيضة منها هذا التعبير القيم الوارد من المحاسن, قال: عن ابي بصير عن احدهما قال اذا مات العبد المؤمن دخل معه في قبره ستة صور, المراد من الصور يعني موجودات مثالية فيهن صورة أحسنهن وجها وأبهاهن هيأة وأطيبهن ريحا وأنظفهن صورة قال فتقف صورة عن يمينه وأخرى عن يساره وأخرى بين يديه وأخرى خلفه وأخرى عن رجله وتقف التي هي أحسنهن فوق رأسه فان أوتي عن يمينه منعته التي عن يمينه, ثم كذلك الى أن يؤتى الى الجهات الست فتقول أحسنهن صورة ومن انتم جزاكم الله عني خيرا, هذه الصورة التي هي واقفة على الرأس فتقول التي عن يمين العبد أنا الصلاة, وعن يساره أنا الزكاة, والتي بين يديه أنا الصيام, والتي خلفه أنا الحج والعمرة, والتي بين رجليه أنا بر من وصلت من إخوانك, ثم يقلن من أنتي فأنتي أحسنهن وجها وأطيبهن ريحا وأبهاهن هيئة فتقول أنا الولاية لمحمد ’.
والروايات في هذه المضمون واقعا فوق حد الإحصاء وهي النظرية المعروفة بنظرة تجسم الأعمال وتجسد الأعمال, هذه رواية.
ورواية أخرى ينقلها شيخنا الاستاذ شيخ حسن زاده في عيون النفس ينقلها عن الامام الصادق × من الكافي المروي عن الامام الصادق ×: أن المؤمن اذا خرج من قبره خرج منه مثالا من قبره, من الواضح أن هذا القبر أي قبر؟ القبر الكلامي لا القبر الفقهي, الى قوله: أي المثال فيقول أي المثال يقول: أنا سرور الذي كنت تدخله على إخوانك في الدنيا خُلقت منه لأبشرك وأٌونس وحشتك في هذا البرزخ او في هذا العالم في عالم القبر.
طيب الروايات التي تقول بأنه الرسول الأعظم ’بأنه لك صاحب لا يفارقك ولا تفارقه فان كان كريما كذا, وان كان, والروايات كثيرة فوق حد الإحصاء في هذا المجال, طبعا مضافا الى ذلك أن هذه الروايات بشكل واضح تشير إليه, هذا في البعد الايجابي.
في البعد السلبي أيضاً نحن توجد عندنا روايات واقعا ما ادري ماذا اعبر عنها لا اعلم, من هذه الروايات القيمة هذه الرواية الواردة في تفسير الصافي التي نحن مرارا قرأناها للاخوة المجلد الخامس ص275 الرواية التي يقول في مجمع عن النبي ’انه سئل عن هذه الآية وهي {يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا} قال: فقال يحشر عشرة أصناف من أمتي أشتاتا قد ميزهم الله من المسلمين وبدل صورهم أشكالهم, فبعضهم على صورة القرد, وبعضهم على صورة الخنازير, وبعضهم منكوسون أرجلهم من فوق, ووجوههم من تحت ثم يسحبون عليها وبعضهم عمي يترددون وبعضهم صم بكم لا يعقلون, وبعضهم يمضغون ألسنتهم يسيل القيح من أفواههم لعابا يتقذرهم أهل الجمع, وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم وبعضهم مصلبون على جذوع من نار وبعضهم اشد نتنا من الجيف وبعضهم يلبسون جبابا سابغة من قطران لاصقة بجلودهم ثم يأتي النبي ’يبين حقيقة الأعمال الآتي تؤدي مثل هذه الصور.
اذن هذا التعبير الذي يعبر عنه الصور التي تلحق الارواح في البرزخ, هذا ليس صورة بدن من الخارج ويأتي وهذه الروح ترتبط بذاك البدن, بعبارة أخرى: ليس هناك بدن معد وهذه النفس في عالم البرزخ ترتبط بذلك البدن, لأنه هذا هو التناسخ الممتنع عقلا, هذا التناسخ الملكي التناسخ الملكي أن يوجد بدن, وتأتي نفس وتتعلق بذلك البدن, وهذا الذي تقوله روايات تجسم الأعمال هو التناسخ الملكوتي يعني أن البدن من منشآت نفس الانسان ولكن بمقتضى أفعاله أخلاقه ملكاته اعتقاداته ونحو ذلك.
هذا البحث وهو التمييز بين التناسخ الملكي الممتنع عقلا وبين التناسخ الملكوتي الممكن عقلا بل الواقع في كثير من الروايات إن لم ادعي الضرورة عليها, من الروايات الواردة في هذا المجال.
الاخوة البحث إنشاء الله يرجعون إليه في عيون مسائل النفس ص777 عين في التناسخ, ما هو التناسخ؟ يقول: هو تعلق النفس بغيرها, سواء كان ذلك الغير بدنا او غير بدن لا يفرق, فذلك الاجمال عند التفصيل ينشعب الى: تعلقها ببدن آخر دنيوي, عنصري مغاير للنفس وبدنها الاول, تعلقا تصير النفس نفسا لذلك البدن الآخر, وذلك البدن الآخر بدنا لها, والى تعلقها ببدن آخر أخروي غير مغاير للنفس بل هو من منشآت النفس يكون نسبته نسبة الفعل الى الفاعل, بل هو من منشآتها القائمة بها قيام الفعل بفاعله, وان كان مغايرا لبدنها العنصري بوجه من الوجوه لا محذور في ذلك, والى تعلقها التفتوا جيدا.
هذا القسم الثالث من التناسخ الذي أيضا يستعمل في بعض الاحيان بالتناسخ وانت اذا لست من أهل الاصطلاح ولا تعرف كلماتهم ولا تعرف ماذا يريدون, تقول بيني وبين الله أن هؤلاء قائلين بالتناسخ, أن التمثل أيضاً يعبرون عنه بالتناسخ, لأنه في النتيجة المتمثل يتمثل بماذا؟ ببدن مثالي آخر, واضح.
اذن صار عندنا التناسخ اصطلاحا يطلق على ماذا؟ ثلاثة إطلاقات وبينها اشتراك لفظي أصلاً لا علاقة لها ولكن جميعا تناسخ, الآن بينك وبين الله لا تعرف الاصطلاح وتدخل في كلماتهم وأرسطو يصرح بالتناسخ يقول: بلي هؤلاء ليسوا مؤمنين بالمعاد قائلين بالتناسخ هؤلاء, لان أرسطو يصرح بالتناسخ, ولذا اتهم بأنه ما هو؟ أما تناسخي أما دهري أما لا يؤمن بالتوحيد, أما لا يؤمن بوجود المبدأ الى آخره, ومنشأه هذه الكلمات.
اذن التناسخ على ثلاثة اقسام: تناسخ ملكي, تناسخ ملكوتي, تناسخ ملكوتي ثانٍ الذي هو التمثل, ولذا عبارته التفتوا إليه الشيخ الله يحفظه ويطيل في عمره شيخنا الاستاذ شيخ حسن زاده, يقول: وان كان مغايرا لبدن عنصري بوجه, والى تعلقها بغيرها بمعنى سريان أحدية أحديتها في صور مختلفة, هذا إشارة الى القسم الثالث من اقسام التناسخ.
واعلم أن التناسخ الملكوتي, حتى يميز بينهما يقول: وأما الثالث فنحن سميناه التناسخ الملكوتي السرياني حتى نميزه عن التناسخ الملكوتي القسم الثاني, ويطلق لفظ التناسخ على هذه الاقسام الثلاثة بالاشتراك اللفظي, واعلم أن التناسخ الملكوتي معناه الثاني الذي هو محل الكلام وهو تجسم الكلام, ظهور ملكات النفس على مثلها وصورها المناسبة لها لدى النفس وفي صعقها وحاق ذاتها {وان ليس للانسان الا ما سعى}, وتلك الابدان ليست بخارجة عن النفس بل قائمة بالنفس وهي قائمة عليها والتمثلات مطلقا قائمة بالنفس, الى آخره, ثم أن التمثل المذكور المعبر عنه هو تجسم الأعمال فهو عين من العيون القيمة ومصادر جيدة فيها إنشاء الله الاخوة يراجعون.
ظاهرا لا يوجد عندي بحث آخر أشير إليه.
والحمد لله رب العالمين.