نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (117)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    بحثنا في هذا اليوم تقريبا من تتمات هذا الفصل السادس, وقبل أن ندخل الى الفصل السابع, هناك بحث لابد أن نقف عنده قليلا.

    مقدمة لابد أن تعرفوا أن إثبات عالم المثال المنفصل بغض النظر عن كونه نزوليا او صعوديا يعد من ضروريات البحث العرفاني والكلامي, انتم تعلمون بان كثيرا من الحقائق التي ذكرها لنا الانبياء والأوصياء والأولياء أن هذه الحقائق إنما ترتبط بعالم المثال المنفصل, قلت لكم بغض النظر عن كونه نزولي او كونه صعودي, نحن نتكلم في عالم المثال المنفصل, الاخوة يتذكرون ولكن من باب التذكار.

    إثبات موجود جوهري مجرد عن المادة والجسمية والحجم والحركة والتغير, واثبات أن له شكل المادة بعض آثار المادة من الطول والعرض والعمق والشكل نعم ليس له حجم لا يشغل حيزا, لا يخرج من القوة الى الفعل, اذن قولنا انه جوهري يخرج المثال المتصل, وقولنا انه فيه آثار المادة يخرج الوجود العقلي او المجرد العقلي, وبقولنا لا توجد فيه نفس المادة والجسمية يخرج عالم الشهادة, حديثنا عن مثل هذا الوجود, الآن التعبير عنه بالعالم بعد ذلك ولكنه هل يوجد عندنا وجودات من هذا النحو او لا توجد, هذا هو محل الكلام.

    لذا يتذكر الاخوة في أول هذا الفصل السادس قال: أن العالم المثالي عالم روحاني يعني مجرد, من جوهر لا من عرض, نوراني شبيه بالجوهر الجسماني من جهة في كونه محسوسا مقدارياً, وبالجوهر المجرد العقلي في كونه نورانيا, البحث في مثل هذا الوجود انه يوجد او لا يوجد؟

    اذن السؤال الاول: ما هو, هذا ليس ما هو الحقيقية وإنما ما الشارحة, وانتم تتذكرون مرارا ذكرنا قبل هل البسيطة نسأل بما الشارحة لا بما الحقيقية, نعم بعد أن ثبت الشيء قد يكون ما الحقيقية الجواب عنها هو نفس الجواب عن ما الشارحة وقد يكون مختلف في بعض الخصوصيات عندما يثبت وجوده. الآن نحن بصدد إثبات ما هو الشارحة, يعني السؤال عن ما هو الشارحة, هذا الذي ذكرناه.

    أهمية هذا البحث اين؟ أهمية هذا البحث أن اغلب مكاشفات الانبياء الحقائق التي ذكرها لنا الانبياء الأوصياء و.. الى غير ذلك كلها مرتبطة بمثل هذه الموجودات سواء في قوس النزول او في قوس الصعود, بل هذا الذي قلت فيه ضرورة عرفانية وضرورة كلامية, الضرورة الكلامية اتضحت, الضرورة العرفانية أن اغلب او كل ما يقوله العارف في الاعم الاغلب مرتبط بأي عالم مكاشفاته؟ مرتبط بعالم المثال المنفصل, هذه الحقائق التي يبينها العارف ويدعي انه كوشف بها مرتبط بأي عالم, مرتبطة بعالم العقل, بعالم الواحدية مرتبطة بعالم الشهادة؟ أبداً مرتبطة بعالم المثال المنفصل.

    لذا قلت أن هذا البحث ضروري لتتمة الفصل السادس وفي ما يتعلق بمقدمة للفصل السابع في مراتب الكشف وأنواعها إجمالاً, هذا البحث ضروري جدا, لذا تجدون أن القيصري أيضاً جعل الفصل السابع بعد الفصل السادس يعني بعد أن ثبت عالم المثالي, الآن يأتي عندنا حقيقة الكشف ما هي, مراتب الكشف ما هي, الى غير ذلك.

    تعالوا معنا الى أول الفصل السابع ماذا يقول, يقول: الكشف لغة رفع الحجاب واصطلاحا هو الاطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني الغيبية, الآن هذه المعاني الغيبية قد تكون مثالية وقد تكون عقلية.

    طيب اذا لم يثبت عندنا انه يوجد عندنا عالم المثال يعني المعنى الغيبي المثالي, طيب له معنى هذا الكلام وهو أنواع الكشف او لا معنى له؟ لا معنى له.

    اذن هذا البحث واقعا يعد من أمهات يعني إثبات عالم المثال المنفصل يعد من أمهات المباحث العرفانية بل من أسس المباحث العرفانية, بنحو لو لم يثبت عندنا هذه الحضرة الكلية بحسب تعبيرهم أساساً كثيرا من المباحث العرفانية لا مجال لها, هذه نقطة.

    النقطة الثانية: اذا يتذكر الاخوة وهذا البحث اشرنا إليه في ما سبق, قلنا بان التسلسل المنطقي ينبغي أن يكون هكذا: ما هو عالم المثال, ما الشارحة, وهل هو عالم المثال هل البسيطة, وبعد أن ثبت هل هو, عند ذلك تتضح عندنا حدود وثغور ما الشارحة بواسطة ما الحقيقية, بعد أن تثبت هل البسيطة عندنا يعني المثال موجود المثال المنفصل موجود, يأتي السؤال: كم هو عالم المثال المنفصل او كم هو عالم المثال؟ هنا تأتي هذه التقسيمات تقسيم الى متصل والى منفصل, مقيد ومطلق, مطلق او مقيدة او المعلقة, نزولي وصعودي وهكذا.

    اذن نحن الآن في السؤال عن ما هو, لذا تجدونه هو في مقدمة البحث لم يدخل في النزولي والصعودي وإنما اثبت صار بصدد بيان ما هو عالم المثال وهل هو عالم المثال, في التنبيه الأخير بين لنا كم هو عالم المثال, التنبيه الأخير قال: تنبيه آخر عالم المثال أما نزولي وآما صعودي. ونحن كذلك على الطريقة سوف نحاول انه نستمر بهذا البيان, جيد.

    في ما يتعلق اذن, اتضح الى هنا أن أصل المطلب هو هل هو, هل يوجد عندنا عالم المثال او لا يوجد عندنا عالم المثال؟ قبل أن أبين انه هل يوجد عندنا عالم المثال او لا يوجد؟ بودي أن أشير الى انه نحن عادة نقول المشاؤون أنكروا عالم المثال والإشراقيون والحكمة المتعالية قالوا بعالم المثال.

    هنا لابد أن يلتفت الى انه صدر المتألهين وان كان يوافق شيخ الاشراق في إثبات أصل عالم المثال ولكنه يفترق عنه في موارد كثيرة, هذا من قبيل عندما نأتي الى الإمامية والمعتزلة نقول: أنهم هؤلاء جميعا يؤمنون بأصل العدل هؤلاء عدلية ولكن واقعا يتفقون في تفاصيل في هذا الأصل والمبدأ او يختلفون كثيرا؟ يختلفون كثيرا, نعم في هذا الأصل الكلي في قبال نظرية من ينكر أصل العدل بالمعنى الأشعري عند ذلك نقول هؤلاء عدلية.

    كذلك في المقام في قبال المشائين الذين ينكرون عالم المثال نقول يوجد اتجاه يؤمن بعالم المثال ولكن هذا ليس معناه أن كل الخصوصيات التي قالها شيخ الاشراق يقول بها صدر المتألهين أيضا. هذا المعنى بشكل واضح صدر المتألهين أشار إليه لا اقل في موضعين:

    الموضع الاول: من الاسفار ص302 هذه الطبعة التي هي تسعة أجزاء المعروفة, هذه عبارته تحت عنوان: نقد عرشيُ, اعلم إنا ممن يؤمن بوجود العالم المقداري الغير المادي كما ذهب إليه أساطين الحكمة وائمة الكشف حسب ما قرر وحرره صاحب الاشراق أتم تحرير وتقرير الا انه إنا نخالف معه في شيء, لا يتبادر الى الذهن انه كل ما يقوله نحن نقبله, يبين هنا احدهما والثاني.

    هذا البحث أيضاً بشكل تفصيلي أشار إليه في تعليقته على إلهيات الشفاء, الاخوة الذين عندهم الطبعة الحجرية في ص132 من الطبعة الحجرية, والاخوة الذين عندهم هذه الطبعة الحديثة التي تقع في مجلدين بتحقيق دكتور نجف قلي حبيبي, هناك في الجزء الاول ص590 تحت عنوان مكاشفة حكمية, يقول: اعلم إنا ممن يؤمن بوجود هذا العالم على الوجه الذي ذكر, يعني عالم المقداري ولكنه تجرده مثالي لا تجرد عقلي وليس عالم مادة, لكن المخالفة بيننا وبين ما قرره صاحب الاشراق بوجوه: احدها, ثانيها, ثالثها, رابعها, اذن يشير الى أربع فوارق بين ما يؤمن به وبين ما يقول به شيخ الاشراق.

    الآن أنا بنحو الإجمال والاخوة إنشاء الله يراجعون والذين حضروا عندنا الجزء الاول هذه الابحاث وقفنا عندها مفصلا واشرنا إليها يعني الاخوة الذين يريدون أن يراجعونها لعله يجدون هذا البحث في الدرس رقم 250 والدرس رقم 251 في هذين الدرسين من الاسفار الجزء الاول عندنا شرحناه مفصلا ولكن الآن فقط بنحو الاجمال حتى الاخوة يراجعون.

    ص300 من الاسفار الجزء الاول, وص590 من تعليقات ملا صدرا على إلهيات الشفاء الطبعة الحديثة عفوا ص302 من الاسفار الجزء الاول, بنحو الإجمال التفتوا جيدا.

    شيخ الاشراق يعتقد أن عالم المثال لا يكون الا منفصلا خارج عن النفس, هذا الامر الاول, وصدر المتألهين يخالفه في هذا, يقول: لا المثال قد يكون متصلا وقد يكون منفصلا, بأي برهان؟

    يقول: برهانه وجداني وهي أن هذه الصور التي هي صور باطلة لا أساس لها التي هي دعابات المتخيلة من الصور الباطلة, هذه يمكن أن تكون في عالم المثال المنفصل, لا بطلان لا عبث في عالم التكوين, هذه خصوصية.

    الخصوصية الثانية: هو إن شيخ الاشراق بناء على الأصل الاول يعتقد أن الموجِد لعالم المثال النفس او غير النفس؟ غير النفس, أما بناء على مبنى صدر المتألهين أن عالم المثال قد يكون الموجِد له النفس, وقد يكون الموجِد له غير النفس, في ما يتعلق بالنفس يعني بالخيال المتصل تكون النفس هي المصدر, هذه خصوصية.

    من الخصوصيات التي يقع الاختلاف, طبعا هذه بيان المصاديق, وهي أن الصورة التي في المرآة التي أمامنا هذه الصورة مثالية أم صورة مادية؟ شيخ الاشراق يعتقد انها صورة مثالية, ومرتبطة بعالم المثال, ونحن بعين البصيرة نراها, ولكن صدر المتألهين يعتقد انها صورة مادية, يقول: أن الصور المرآتية عنده عند شيخ الاشراق, موجودة في عالم المثال وعندنا الصور المرآتية ظلال يعني ظل, ظلال يعني جمع ظِل, ظلال للصور المحسوسة بمعنى انها ثابتة في هذا العالم, في عالم الطبيعة ولكن ثبوتا ظلياً أي ثبوتا بالعرض لا بالذات, وبحثه إنشاء الله الى محله.

    اذن نحن عندما نقول أن الحكمة المتعالية والحكمة الإشراقية في طرق والمشائية في طرف آخر لا يتبادر انها الحكمة المتعالية والإشراقية متطابقة في كل خصوصيات عالم المثال بل توجد هناك مجموعة من الاختلافات التي إنشاء الله الاخوة يرجعون إليها.

    اذن الآن اخواني الاعزاء التفتوا المهم هو الدليل لإثبات عالم المثال.

    تارة أن الانسان يحسن الظن بهؤلاء الأكابر, تعلمون على مدى مئات بل آلاف السنين العرفاء يدعون أنهم شاهدوا أنهم رأوا, صدر المتألهين عنده جملة يقول: والله يا إخوان استغرب منكم بأنه مع أن هذه الباصرة تخطأ وخطأ الباصرة وخطأ الأدوات المادية مئات بل الآلاف علماء الفلك والرصد والجيولوجيا عندما يقولون شيء تؤمنون بهم او لا تؤمنون انتم؟ طيب هؤلاء يدعون بالبصيرة مع انه الذي يقولونه انتم رأيتموه بالباصرة او لم تروه؟ سمعتموه او لم تسمعوه؟ كثيرا من الأصوات الآن علماء الفيزياء يثبتونها لنا, انت سمعتها؟ لم تسمعها, تصدق او لا تصدق؟ (كلام أحد الحضور) لماذا تصدق؟ لماذا لم تقل أخطأوا؟ ليس حسن ظن وإنما تقول هذا العلم ومن يقبل العلم يقبل نتائج العلم وان كانت قد تخطأ.

    طيب اخواني الاعزاء هذه كلها كل هذه المكاشفات الانبياء والأولياء, أريد ادعي أريد أن اجعل مكاشفات الانبياء والأولياء مؤيدات انه هؤلاء يدعون انه يوجد هكذا عالم, وهؤلاء يقولون رأينا هذه العوالم وشاهدنا هذه العوالم, فمن يكتفي ويحسن الظن بهؤلاء, بقدر ما يحسن الظن بالفلكين وأهل الرصد والجيولوجيين, والفيزيائيين وأهل الطبيعة طيب يثبت له عالم المثال, أما اذا لا قال لا أنا لا أؤمن الا بالدليل, طيب هنا الدليل على نحوين كما تعلمون: أما دليل عقلي, وأما دليل نقلي. الآن في الدليل العقلي في الدليل النقلي لعله بعضه تقدم وبعضه يأتي بعد ذلك, المهم عندنا هو الدليل العقلي ولو دليلا واحدا, نحن في الدليل العقلي اذا كان تام لا نحتاج الى نأتي بمائة دليل نعم, تعداد وزيادة الأدلة خصوصا اذا كانت الحدود الوسطى مختلفة تزيد الانسان يقينا واطمئنانا ولكن دليلا واحدا كافيا, التفتوا جيدا لأنه البحث جدا دقيق وعميق وخروج عن المألوف في أذهاننا لذا حاولوا أن تصعدوا مع هذا البحث.

    مقدمة لابد أن تعلموا أن هذا الدليل يتم على مبنى واحد فقط ولا يتم على مباني الآخرين, تارة نحن نؤمن بان النفس الانسانية ليس لها تجرد الا على مستوى المعقولات, يعني القوة العقلية في الانسان مجردة ومعقولاتها ما هي أيضاً؟ مجردة, يعني المدرِك والمدرَك في المفاهيم الكلية يكون مجردا, وهذا لعله هو الذي ينسب الى بعض حكماء المشاء, أما القوى ما دون العاقلة من الواهمة والخيالية والحسية ومدركاتها من المتوهمات والمتخيلات والمحسوسات فكلها مادية, تارة نؤمن بهذا المبنى ولعله يظهر من بعض كلمات المشائين, هذا المبنى يعيننا لإثبات لتصحيح هذا الدليل او لا يعيننا؟

    الجواب: لا يعين, هذا من هذا الباب الطريق مغلق, يعني اذا صار مبناه في علم النفس الفلسفي أن القوة العاقلة فقط مجردة ومبناه في مباحث العلم من الفلسفة أن المفاهيم الكلية هي المجردة فقط, اذن هذا الدليل لا يمكن أن يقام عليه, هذا بحث.

    تعالوا الى مبنى آخر, المبنى الآخر يقول: في النفس هذا ليس في القوى, اذا تتذكرون في علم النفس الفلسفي نحن كان يوجد عندنا نظريتان او ثلاث:

    الاول يقول: إن النفس مجردة الحدوث, في مقابلها ماذا توجد نظرية؟ أن النفس جسمانية الحدوث, هذا واحد, ثم أن القائلين بان النفس مجردة الحدوث أما أن يقولوا انها موجودة بوجود البدن يعني قبل هذا موجود او لا؟ غير موجودة, وهو ما ينسب الى أرسطو, او يقولون انها موجودة قبل وجود البدن وعندما يوجد البدن هذه النفس تدبر هذا البدن, وهي النظرية الأفلاطونية, خلق الله الارواح قبل الابدان بهذه المعنى العرفي لهذه الجملة, لأنه صدر المتألهين لا يقبل هذا المعنى يعطي لها معنى آخر في الاسفار الجزء الثامن.

    اذن كم نظرية صارت عندنا في النفس؟ ثلاثة: نظرية جسمانية الحدوث, نظرية روحانية الحدوث وموجودة قبل البدن, نظرية روحانية الحدوث وموجودة مع البدن, اذا آمنا بالنظريتين الأخيرتين يعني روحانية الحدوث سواء كانت الأرسطية او الأفلاطونية اذن النفس تتكامل او لا تتكامل؟ لا تتكامل لان المجرد لا يتكامل, اذن كل ما يوجد معها يوجد معها بدوها وحشرها ما هو؟ شيء واحد, وإذا كان لها مثال متصل فمن الاول يوجد معها مثال متصل وإذا لم يكن فليس لها, انتهت القضية. على هذين المبنيين في حدوث النفس أيضاً هذا البرهان تام او غير تام؟ لا يمكن تتميمه يعني على هذا المبنى لا يمكن إقامة البرهان الذي نريد أن نقيمه, اذن ينحصر الامر هذا البرهان يقوم على أساس أي نظرية؟ جسمانية الحدوث روحانية البقاء.

    طيب الآن اذا اتضح على أي مبنى نريد أن نقيم البرهان حتى تعرفون في بعض الاحيان عندما نقول الحكمة المتعالية خدمت العرفان خدمت الفلسفة خدمت الكلام خدمت المباحث الكلامية لأجل مثل هذه المباني. ما معنى أن النفس جسمانية الحدوث؟

    الجواب: في جملة واحدة يعني أن النفس أول ما وجدت يوجد عندها تجرد او لا يوجد عندها تجرد؟ لا يوجد عندنا تجرد, اذن توجد عندها صورة مثالية مجردة او لا توجد عندها صورة مثالية مجردة؟ مثال متصل لا المنفصل الى الآن لم نصل الى المنفصل نتكلم في المتصل.

    بعبارة واضحة: أنا وانت عندنا صور مثالية متصلة او لا يوجد عندنا؟ هذه كانت معنا مذ وجدنا او لم تكن ثم وجدت أي منهما؟ (كلام أحد الحضور) المتصل أتكلم لا المنفصل, المتصل, هذه كانت معنا مذ وجدنا؟

    الجواب: كلا لماذا؟ لان المفروض أن النفس ما هي؟ جسمانية الحدوث والمفروض أن هذه الصور والقوة الخيالية ومدركاتها من المتخيلات, لأنه نحن توجد عندنا قوة التي تدرك المتخيل, مثل ما عندنا قوة حسية ومدركاتها محسوسات, عندنا قوة عقلية ومدركاتها معقولات, عندنا قوة واهمة التي تدرك المعاني الجزئية ومدركاتها الموهومات, عندنا قوة خيالية ومدركاتها ما هي؟ المتخيلات, واضح هذا المعنى.

    اذن الآن, طبعا كأصل موضوعي الذي هو من الاصول الموضوعة وحيث انه عندي وعندك قرأنا علم النفس الفلسفي هذه ثبت في المراحل السابق عندنا فهي من الاصول المتعارفة, تارة انها لم تثبت في محلها فتصير اصول موضوعة, وأخرى لا ثبتت اين؟ في محلها. الآن من باب لكي لا يصير بشكل اصول موضوعة او متعارفة, السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه في المجلد الثامن من الاسفار ص212 الحاشية رقم5 هذه عبارته يقول: والأولى هذا دليل إثبات تجرد القوة, وليس دليل إثبات تجرد مدركات هذه القوة طبعا بمقتضى المسانخة لابد مدركاتها ماذا تكون؟ مجردة, والأولى أن يحتج على الخيال يعني على إثبات تجرد الخيال, بالتذكر, نحن ننسى ونتذكر او نغفل ونتذكر, فانا ربما أحسسنا صورة ونتذكر انها الصورة التي كنا قد أحسسناها قبل ذلك بزمان, نقول هذا الذي ادر كناه هو الذي ادر كناه قبل سنة قبل عشرين سنة.

    يقول: ولا يتأتى الحكم بالعينية انت تقول هذا الذي أدركته هو ذاك الذي كان عندي قبل خمسين سنة, الآن اذا رأيت صديق بعد خمسين سنة بعد ثلاثين سنة, بمجرد أن الصورة تأتي الى ذهنك ماذا تقول لنفسك؟ او تصرح له, تقول اأنت هو, طيب هذه هو موجودة او ليست موجودة؟ (كلام أحد الحضور) موجودة طيب اذا كانت مادية ومنطبعة في المادة انت بقيت قبل أربعين سنة الى الآن او تغيرت؟ (كلام أحد الحضور) اذن اين موجودة؟ هذا الثبات اين؟ اذا كان الخيال جسمانيا هذا الثبات موجود او غير موجود؟ غير موجود, اذن بقرينة هذا نقول: ثبات هذا ثبوته اين كان؟ في أمر مجرد, قال: ولا يتأتي الحكم بالعينية الا مع انحفاظ الصورة في محل ثابت وهو الخيال فتأمل فيه, واقعا دليل قيم.

    هذا في ما يرتبط بتجرد الخيال والمتخيلة كلاهما لأنه صورة ثابتة في أمر ثابت, (كلام أحد الحضور) الجواب قلنا بأنه أساسا الخيال ما هو؟ قلنا الخيال ما هو؟ شرحناه قلنا ما هو (كلام أحد الحضور) سريعا لا تقولون اشكال قولوا سؤال جيد (كلام أحد الحضور) أنا لم اثبت شيخنا اقول (كلام أحد الحضور) بأنه هو يعلق على السيد من؟ على صدر المتألهين, صدر المتألهين باعتبار اثبت وجود مثل هذه الصور اين؟ في الذهن, قال عندنا صور لها شكل لها كذا لها كذا لها كذا, هذه ثابتة في أمر متغير او أمر ثابت؟ (كلام أحد الحضور) اقول في أمر, يقول: بالتذكر نثبت انه ثابت اذن تثبت تجرد الخيال, هذه الآن نريد أن نقول وجود صور هذا الذي الآن نقلته لك هذا الآن أمر وجداني أم يحتاج الى دليل؟ (كلام أحد الحضور) وجداني طيب انت جنابك ترى شخص قبل ثلاثين سنة تذوق شيئا تقول هذا الطعم أنا تذوقته قبل ثلاثين سنة, هذا المذوق اين كان؟ اذا كان في أمر جسماني طيب تغيرت انت, اذن اين كانت هذه؟ هذا البحث أنا من وسط الطريق أنا أخذته وأنا ذكرته قلت انه نحن توجد عندنا امور وجدانية مما, طبعا السيد الطباطبائي اذا تريد البحث الإجمالي له ذكره في الميزان الجزء الاول ص51, وجدا يوجد عنده بحث قيم, يقول: أن الماديات مشتركة في قبول الانقسام وهذا الذي في الذهن لا يقبل, أن الماديات زمانية ومكانية وان العلم لا مكان ولا زمان له, أن الماديات واقعة تحت الحركة والعلم لا يتحرك, انه لو كان العلم يتغير بحسب ذاته كالماديات لم يمكن تعقل شيء واحد ولو حادثة واحدة في وقتين مختلفين ولا تذكر شيء او حادثة سابقة في زمان كذا فالتالي باطل فالمقدم مثله, هذا بنحو الاجمال والا أنا فرضتها اصول ما هي اصول موضوعة يعني كما ثبت في محله, ولكن أنا وانت بالنسبة إلينا هذه الامور هذه القواعد ثبتت اين؟ ثبتت في محلها فهي اصول متعارفة, يعني ثابتة بالبرهان في ما سبق. اذا اتضحت هذه, التفتوا جيدا. الآن توجد عندك صورا مثالية مجردة او غير مجردة؟ وتوجد عندك قوة مثالية مجردة او غير مجردة؟ مجردة, وانت قبل أن توجد كنت تملك او لا تملك؟ لا تملك, هناك قاعدة في المجرد بالإضافة الى ما تقدم, أن كل مجرد بعبارة أخرى: اذا صار الموجود مجردا فهو يحتاج الى مقدمات واستعدادات ووجود شرائط وارتفاع موانع او لا يحتاج؟ فكل موجود مجرد فهو بالقوة او بالفعل؟ بالفعل, ونحن بعد ذلك وصلنا الى تجردها, أنا لم يكن عندي ولكن بعد ذلك وصلت, فبعد أن وصلت الى انه مجرد, فهذه مجرد الآن صار مجرد او من الاول هو مجرد؟ (كلام أحد الحضور) الآن صار مجرد, اذن هذا معناه انه يحتاج الى شرائط ويرتفع موانع والمجرد يحتاج او لا يحتاج؟ (كلام أحد الحضور) أنا لا أتكلم أنا أتكلم عن الصورة الخيالية أنا الصورة الخيالية لم أكن املكها, ولكن عندما وصلت إليها ثبت انها ما هي؟ نحن نريد من طريق المثال المتصل نثبت المنفصل, التفتوا جيدا. أنا بدأت جسماني الحدوث وبالحركة الجوهرية وصلت الى التجرد, أنا عندما وصلت وأوجدت عندي صورة مثالية متصلة مجردة, طيب اذا ثبت انها مجردة فهي موجودة بالفعل او انها موجودة بالقوة؟ (كلام أحد الحضور) جيد جدا, موجودة بالفعل يعني الآن وجدت بالفعل او قبل أن أصل إليها بالفعل؟ (كلام أحد الحضور) ثبت المطلب, لأنه أن قلت انها لم توجد الا الآن هذا معناه أن المجرد لكي يوجد لابد من وجود شرائط وارتفاع موانع وهذا خلف كونها انها مجردة, وان قلت الآن التفتوا جيدا, الآن لا الآن وجد هذا المجرد الآن وجد هذا المجرد او وصلت الى هذا المجرد؟ (كلام أحد الحضور) اذن التفتوا جيدا الى هذه القاعدة التي نرتبها على هذا, أن الانسان بالحركة الجوهرية يوجد المجرد او يصل الى المجرد؟ يعني المجرد في عالمه في صعقه في مرتبته موجود ولكن أنا وصلت إليه او لم أصل إليه؟ أنا لم أصل إليه, وبالحركة الجوهرية أريد أن أصل إليه, (كلام أحد الحضور) يعني ماذا (كلام أحد الحضور) لا لا ما هي علاقتنا بالنفس أنا الآن (كلام أحد الحضور) لم يصير اتضح بأنه بعبارة أخرى: انت تريد أن تنقض بأصل النفس تقول طيب هذا معناه أن النفس كان لها نحو من الوجود المجرد قبل هذا العالم, بلي هذا نحن نريد أن نثبته, أن النفس قبل هذا العالم لها وجود مجرد وبعد هذا العالم لها وجود مجرد, تقول الآن أنا موجود, اقول الآن لا يوجد عندك ولكن انت في عالم الحركة بالحركة الصعودية بالحركة العمودية لا بالحركة الأفقية بالحركة الجوهرية تريد أن تصل ذلك الوجود, وهذا الذي نريد أن نقوله. ولهذا تجد أن تعبيرات القرآنية دائما يصعد يصعد طيب يصعد الى ماذا؟ هو اذا لم يوجد شيء يصعد الى ماذا؟ بعبارة أخرى: انت بالحركة التي لك يوجد عندك هدف او لا يوجد عندك هدف؟ الهدف موجود او لا؟ اذا لم يكن موجود لا يوجد هدف, اذن المتحرك يتحرك أما الهدف موجود بالفعل الآن موجود, (كلام أحد الحضور) جيد اقول تجرده موجود لا هو, هو جسماني, لذا قلت التفتوا ورجائي لا تتكلمون هكذا بالوسط لأنه تضيعون على الاخوة وتضيعون بحثي, انتم الآن فقط تأملوا في ما اقول, لذا قلت بأنه أريد أن أخرجكم عن الحالة الطبيعة لأنه كنت ادري بأنه المشكلة ما هي. التفتوا اخواني اضرب مثالا واضحا لكم حتى يتضح: اخواني الاعزاء قبل أن يأتي وجودك الى هذا العالم وجودك قبل هذا العالم موجود او غير موجود؟ (كلام أحد الحضور) موجود بالقوة أم بالفعل؟ يعني كل ما انت تملكه هنا هناك موجود او لا؟ اذن لا يوجد تنافي اذا كان في صعق وفي مرتبة وجودية موجود بالفعل أن يكون في مرتبة وجودية أخرى أن يكون بالقوة وفاقد وبالحركة يريد أن يصل إليه, هذا الامر الذي سوف يتحقق بعد ألف سنة, هذا موجود في العقول العالية وفي علم الله او غير موجود؟ (كلام أحد الحضور) طيب اذا موجود لماذا لم يطلع هنا؟

    الجواب: ذاك هناك (ليس عند ربك صباحا او مساء) قبل وبعد ومضي وحال واستقبال وتقدم وتأخر وتجريد واستمرار لا يوجد هناك كل ما هو موجود فهو موجود بالفعل, اذن لماذا عندما يأتي الى هنا يصير بعد ألف سنة؟ باعتبار أن هذا العالم ما هو؟ عالم التجريد عالم التصرم عالم المضي والاستقبال والحال.

    بعبارة أوضح: هذا مثال وجداني: جنابك الآن لو وصلت الى ملكة الاجتهاد والآن عندك في ملكتك الاجتهادية جواب مائة ألف مسالة بالفعل تعرفها الآن, طيب هذه اذا أردت أن تكتبها وتتكلمها تستطيع في آن واحد أم تحتاج الى خمسين سنة؟ اين المشكلة, أن تلك المعارف بالقوة او مرتبتها اللفظية والكتبية بالقوة؟ (كلام أحد الحضور) لا مرتبتها المجردة بالفعل أما مرتبتها اللفظية بالقوة.

    التفتوا ارجع, اذن اخواني الاعزاء نحن الآن البرهان يبدأ من هنا مبدأ البرهان: انه نحن بالحركة الجوهرية نصل الى تجرد الخيال وتجرد مدركات الخيال فعندما نصل ونعرف انها مجردة البرهان العقلي ماذا يقول لنا؟ كل مجرد فهو موجود بالفعل, يعني ماذا موجود بالفعل؟ يعني قبل أن تصل إليه كان موجود او غير موجودا؟ اذا لم يكن موجودا فليس بالفعل فكان بالقوة وبعد ذلك صار بالفعل, جيد جدا.

    طيب اذا كان موجودا بالفعل وقبل أن تصل النفس إليه فوجوده كيف نفساني قائم بالنفس أم وجود جوهري؟ بعد ذلك أنا عندما وصلت إليه صار بالنسبة لي كيفا نفسانيا او عرضا او قائما او مثالا متصلا ولكن قبل أن أصل إليه بالبرهان السابق هو موجود او ليس بموجود؟ موجود, طيب قائم بالغير أم بنفسه؟

    فإذن يثبت عندك صورة مثالية ماذا عرضية أم جوهرية؟ (كلام أحد الحضور) اقول مبدأ البرهان بدأنا من اين؟ بعد أن وصلنا الى مثال المتصل الآن من هذا أريد أن استند اجعله مبدأ برهان اقول: اذا ثبت هذا مجرد وكل مجرد موجود بالفعل يعني قبل أن أصل إليه أيضاً كان موجود, طيب كان موجودا جوهريا أم عرضيا؟ المفروض أن النفس بعد لم تصل إليه ليكون عرضيا اذن كان موجود جوهريا, فثبت وجود صور مثالية ما هي؟ جوهرية, ما ادري واضح هذا المبدأ هذا البرهان. هذه من أهم المباني العقلية على مباني جسمانية الحدوث روحانية البقاء, طبعا نتائج كثيرة تترتب على هذا البرهان, من باب فقط الامثلة أنا أشير إليها وإنشاء الله اشرحها. اذن عالم المثال الصعودي لنا الآن موجود او غير موجود؟ للانسان الذي يأتي بعد ألف سنة وجوده المثالي هناك موجود او غير موجود؟ (كلام أحد الحضور) فعندما رسول الله ’في ليلة المعراج يصعد يراه او لا يراه؟ والا ما هو توجيهه أن أمته بعد لم يفعلوا المعاصي حتى تكون لها وجود مثالية, ماذا رأى هناك؟ كان قوس الصعود لا قوس النزول, ملتفتين أم لا, وأبحاث أخرى ونتائج كلامية أخرى مهمة إنشاء الله يأتي الحديث عنها.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/02/04
    • مرات التنزيل : 1584

  • جديد المرئيات