نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (123)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: وكذلك البواقي اذن لكل منها اسم يربه وكلها من سوادن الاسم العليم وان كان كل منها من أمهات الاسماء.

    كان الحديث في الكشف الصوري وأنواع الكشف الصوري, قلنا بأنه ينقسم الكشف عموما الى كشف صوري والى كشف معنوي, ثم أن الكشف الصوري له انقسامات, من هذه الانقسامات انقسامه بلحاظ أداة الكشف أي الكاشف, وعلى هذا الاساس انقسم الكشف الى كشف بواسطة السماع او بواسطة البصر او بواسطة الشم او الذوق او اللمس كما بينا, وهذه حقيقة.

    واشرنا أيضاً بان هذه الانواع من الكشف ليست مانعة الجمع بل مانعة الخلو, يعني قد يجتمع في كشف واحد أداتان يعني يرى ويسمع, يسمع ويشم, يشم ويلمس, يسمع ويشم, وهكذا هذه كلها ممكنة.

    لذا قال: وكذا البواقي, بعدما بين في ما يتعلق بالبصر وفي ما يتعلق بالسمع, لم يقل في الشم أيضاً كذلك في الذوق أيضاً كذلك في اللمس أيضاً كذلك لماذا؟ لما اشرنا إليه بالأمس من القاعدة الاساسية في مثل هذه المجالات وهو انه لابد من التمييز بين التوصيف وبين التسمية, فليس كلما كان جاز التوصيف جازت التسمية نعم كلما جازت التسمية فهي قائمة على أساس التوصيف, يعني طبعا في الله (سبحانه وتعالى) لا مطلقا, في باقي الناس قد تسمي ولا يوجد الوصف, قد تسمي انسانا بخيلا تسميه ماذا؟ جوادا وقد تسمي انسانا جبانا انسانا شجاعا هذه التسمية لا تكشف عن وجود الوصف, بخلاف التسمية هناك في الواجب (سبحانه وتعالى) وبخلاف التسمية في الانبياء والأوصياء فإن التسمية كاشفة عن التوصيف وهذه نقطة أساسية في الوقوف على مقامات الانبياء والأوصياء والائمة والأولياء ونحو ذلك.

    انتم عندما تأتي الى خاتم الانبياء والمرسلين تجدون أن الروايات تقول أن له اسماء متعددة في القران, لماذا هذه الاسماء تعددت؟ باعتبار الاسماء والصفات التي يتصف بها  الخاتم ’ كثيرة, فكل اسم يكشف عن وصف من الاوصاف, عندما تأتون الى الزهراء ÷ تجدون بان لها اسماء أن لجدتنا لأمنا الزهراء اسماء عند الله يقول الامام الصادق × هذه الاسماء تكشف عن توصيف عن صفات عن مواصفات وليس العكس, وليس كل توصيف بالضرورة يجوز لك التسمية, واشرنا الى الامثلة بالأمس, بالنسبة الى الواجب ’ قلنا هناك مجموعة من التوصيفات التي ذكرها القرآن الكريم ولكنه يحق لنا التسمية او لا يحق؟ لا يحق, كذلك بالنسبة الى الأولياء هناك مجموعة من التوصيفات ذكرت في حالاتهم وأحوالهم ومقاماتهم ودرجاتهم ولكن لا نستطيع من هذه التوصيفات ننتقل الى أن نسميهم بهذا الاسماء المنتزعة من هذه التوصيفات, وهذه قاعدة معرفة في علم الكلام لابد أن يلتفت إليها جيدا.

    قال: إذ لكل منها من هذه التجليات الاسمائية, لكل منها, منها يعني من هذه التجليات الاسمائية لأنه قال: وكلها سواء كانت مجتمعة بعضها مع بعض او منفرد بعضها عن بعض, إذ لكل منها اسم يربه وربه, إذن لكل مظهر من المظاهر هناك رب لذلك المظهر هو المسؤول الى تربيته وإيصاله الى الكمال اللائق به, ومن هنا جاءت نظرية أرباب الانواع, انتهت القضية, نظرية أرباب الانواع جاءت من هذا النص, نظرية المثل الافلاطونية إنشاء الله بحثها في الاسفار الجزء الثاني يأتي, جاءت من هذه النظرية.

    قال: إذ لكل منها اسم يربه وكلها يعني هذه الاسماء التي تربي هذه المظاهر, وكلها من سوادن الاسم العليم, يعني اسم البصير من خدمة وسوادن الاسم العليم, الاسم السميع, اذا تتذكرون كانت عندنا رواية في اصول الكافي (إن لكل اسم تحته ثلاثين اسما فعلا منسوبا إليها) وهناك بينا أن المراد من الاسم ماذا؟ الفعل الأثر الذي يصدر من ذلك الاسم, لان الاسماء بعضها فوق بعض وبعضها دون بعض, هذا البحث الاخوة اذا يريدون أن يراجعونه موجود في الاسفار المجلد الثامن ص (كلام احد الحضور) لا الميزان أنا ماذا قلت الاسفار؟ لا لا, (كلام احد الحضور) في الميزان 354 أنا كذلك بحثت عنه ليس هنا في الجزء الثالث عشر, 354 وهو الحق, هناك تحت 352 عنده بحث قيم تحت عنوان نسب الصفات والأسماء إلينا, يقول: ومن هنا يظهر أن جهات الخلقة وخصوصيات الوجود التي في الاشياء ترتبط الى ذاته المتعالية من طريق صفاته الكريمة, إذن يوجد ارتباط مباشر مع الذات الإلهية بما هي هي او لا يوجد ارتباط؟ لا يوجد ارتباط, وتقريبه الى أذهان الاخوة بناء على الوحدة الشخصية واضح.

    انظروا الآن صورك الحسية مرتبطة بالعاقلة او بواسطة الخيالية؟ لا يمكنها أن ترتبط مباشرة بالعاقلة, كذلك الحقائق الموجودة التي هي أفعال هذا الواحد الشخصي آثاره مرتبطة إليه من خلال ماذا؟ ليست مرتبطة بذاته من حيث هي هي وإنما بتوسط صفاته وأسمائه, أي أن الاسماء وسائط بين الذات وبين مصنوعاته, وعلى هذا الاساس يطرح بحث قيم يقول: ومن هنا يظهر بأنه فللأسماء عرض عريض تنتهي من تحت بحسب التسلسل الى اسم او اسماء خاصة لا يدخل تحتها اسم آخر, كما انت جنابك تبدأ من العاقلة ثم الواهمة ثم المتخيلة ثم الحس المشترك ثم القوى الحسية, تحت القوى الحسية ماذا يوجد؟ يوجد او لا؟ نخرج الى الأفعال لا يوجد هذه ليست شؤون مرتبطة بالذهن أبداً وإنما خرجنا الى الصفات الى اين؟ الى القيام والجلوس والنوم والأكل والشرب هذه الافعال وليست الصفات هذه.

    يقول: بعض الاسماء ننتهي إليها يوجد تحتها اسم او لا يوجد؟ لا يوجد وبالعكس ثم نأخذ بالسعي العموم العرفاني ففوق كل اسم ما هو أوسع منه واعم حتى تنتهي الى اسم الله الاكبر يوجد فوقه اسم او لا يوجد؟ لا يوجد فوقه اسم ولكن فوقها جميعا ماذا؟ الذات المحيطة بجميع الاسماء.

    لذا قيل: أن الذات من حيث هي هي لا اسم لها وذكرنا هناك انه لا اسم لها يعني الاسم اللغوي لا, مرادنا الاصطلاحي التعين لان الذات من حيث هي هي لها تعين او لا تعين لها؟ طيب اذا لم يكن لها تعين فلا اسم لها.

    وقد وقع هذا الخلط مع الاسف الشديد في كلمات كثير وأشكلوا على العرفان وقالوا بأنه كيف تقولون على الله (سبحانه وتعالى) ليس له اسم وسمى نفسه هو سمى نفسه الله, سمى نفسه كذا, تصور لا اسم له الاسم اللغوي, مع أن الذي يقوله هؤلاء يريدون الاسم الاصطلاحي يعني الذات مع تعين من التعينات, ومن الواضح أن الذات هي بما هي لها تعين او لا تعين لها؟ سالبة بانتفاء الموضوع.

    قال: الذي يسع وحده جميع حقائق الاسماء وتدخل تحته شتات الحقائق برمتها وهو الذي نسميه غالبا بالاسم الأعظم او بالاسم الاعظم الاعظم الاعظم, هذه الأعظمات الثلاثة من قبيل وحده وحده وحده, هناك قالوا بأنه يمكن حملها على التأكيد ولكن هذا خلاف الأصل, هذا تأسيس وحده ذاتاً وحده صفة ووحده فعلا, وهنا أيضا كذلك فأعظم ذاتاً, وأعظم صفة وأعظم فعلا, على أي الاحوال. هذا البحث من الابحاث القيمة راجعوه.

    قالوا: وكلها يعني السميع والبصير من سوادن الاسم العليم لذا قيل ما هو البصر؟ العلم بالمبصرات, ما هو السمع او السميع؟ إذن رجع السمع والبصر صارت من خوادم ومن سوادن العليم, يقول: وان كانت كل منها يعني السميع والبصير كل منها من أمهات الاسماء لان السميع والبصير أيضاً من الأسماء الذاتية وتحتها ماذا يوجد؟ اسماء كثيرة فإذا لوحظت الى ما فوقها فهي من سوادنها وان لوحظت الى ما تحتها فهي يوجد تحتها سوادن وتعد من أمهات الاسماء الإلهية.

    هذا الى هنا انتهى التقسيم الاول للكشف الصوري الذي كان بلحاظ الكاشف, الآن نأتي الى التقسيم الثاني للكشف الصوري وهو بلحاظ المنكَشَف, كيف عندنا مدرِك وعندنا مدرَك تارة أن الحديث كان تقسيمات بلحاظ المدرِك الذي عبرنا عنه بالكشف, وتارة تقسيمات عندنا بلحاظ المدرَك الذي هنا ماذا يوجد؟ المنكشف, وهو بحث أنا بودي أن الاخوة هذا فيه أبحاث عملية وأبحاث سلوكية ومفيد أيضاً.

    يقول: تارة أن ذلك المنكشف مرتبط بأمور الدنيا او لا, ما معنى مرتبط بأمور الدنيا؟ تعلمون أن امور الدنيا ما هي عدوا لي كم واحدة منها, فلان طوله مترين او متر, فلان جميل او فلان قبيح, عيونه جميلة او عيونه الجلد اصفر او احمر او ابيض, الشعر أشقر او اسود او كذا, الجلد ناعم او خشن, الى غير ذلك, هذه مجموعة من الامور الدنيوية, في المستقبل الله جنابك يرزقك خمسة أولاد او لا؟ طبعا بغض النظر عن انه واحدهم يطلع من المجلس او لا؟ لا, أصلا ترزق الآن أنا صار لي ثلاثين سنة أولادي لا يوجد عندي, يأتي شخص عرّاف بتعبيرنا او انت سمه عارف, ماذا يقول لك؟ يقول لك اطمأن بعد خمس سنوات الله ماذا يعطيك؟ (كلام احد الحضور) ليس هذا, الآن قد يكون هذا فيه بعد أخروي أيضاً, يقول: اطمأن انت تعيش فقيرا خمسين سنة بعد شهرين يأتيك شخص ويعطيك هذا المقدار من المال, هذا انت ماذا تعتبره؟ هذا خلاصة الائمة الاثنى عشر, .. اذا استطاع أن يعطيك هكذا معلومات, هذه كلها بأمور الدنيا.

    هذه المعارف او هذه الانكشافات هل تدل على مقام الهي عند الله او لا تدل؟ التي هي محل ابتلاءنا فعلا, والتي الآن هذه الدكاكين الموجودة والتي يسترزقون بها كلها قائمة على مثل هذه الاخبارات والا اذا جاءك عارف ويخبرك يوم القيامة هكذا يصير وهكذا يصير أصلاً انت تعتني بهذه الاخبارات او لا تعتني؟ تقيم لها وزنا او لا تقيم؟ في المستقبل تكون عالما او لا تكون يصدر لك كتاب او لا يصدر أصلاً تعتني بهذه القضايا, الناس بأي شيء يعتنون؟ بتلك الامور الدنيوية لها قيمة او ليس لها قيمة؟ التفت جيدا.

    يقول: اولا لا قيمة لها في سوق الاعتبار الإلهي أبداً, لا تكشف عن شيء أبدا, بل يترقى درجة يقول لا فقط لا تكشف عن شيء بل تكشف عن استدراج الهي لهذا العبد في طريق الهلاك, انظروا القضية كثيرا تصبح خطرة عند ذلك, نحن الى الآن المتعارف حتى لعله الخواص من عندنا عندما يجد انه بعض الاخبارات انت في الأمس هكذا فعلت مع اهلك انت تعتبره هذا مقام من المقامات الإلهية لهذا الرجل, مع انه هذا ليس فقط لا مقام بل هو نحو من الاستدراج. نقرا العبارة وتوجد نكات أبينها.

    وأنواع الكشف الصوري من حيث المنكَشف أما أن تتعلق بالحوادث الدنياوية او الدنيوية او لا؟ هذا شقها الثاني سيأتي في ص 130 قال: وان لم تكن متعلقة بها, التي يأتي بحثها إنشاء الله.

    أما الشق الاول: فان كانت متعلقة بالأمور الدنيوية كمجيء زيد من السفر وإعطائه عمرا ألف من الدنانير, لأنه كل المشكلة في الدنانير والفلوس لا شيء آخر, وإعطائه عمرا ألف من الدنانير فتسمى رهبانية, انظروا وهذه عموما عمل الرهبان, في السابق وفي زماننا هذا من هذا القبيل وهو الاخبار بالمغيبات ولكن أي مغيبات لا التي يحدث لك في عالم البرزخ انه ما هو وضعك, هذه لها قيمة او لا؟ لا, التي لها قيمة انه كم تعطي كم تحرم كم تنتصر كم تصير وزير جاه مقام, المهم هذه.

    قال: فتسمى رهبانية لإطلاع الرهابنة عموما الذي هذا هو عملهم, على المغيبات الدنيوية بحسب رياضاتهم ومجاهداتهم, {وأن ليس للانسان الا ما سعى} الله (سبحانه وتعالى) اذا دخل انسان في هذا المجال قد يرزقه واقعا علم بالمغيبات يرزقه الارتباط بالجن يرزقه الارتباط بالشياطين والشياطين يعلمون المغيبات او لا؟ يعلمون المغيبات.

    وأهل السلوك يعني أهل السلوك الإلهي العارف الإلهي هذا العرفان يعني العرفان العملي يعني السلوك وليس مرادنا العرفان النظري لا لا, وأهل السلوك لعدم وقوف في هممهم العالية والامور الدنياوية لم يوقفوا هممهم ويصرفوها لأجل خمسين سنة من السلوك والعبادات حتى يصل الى انه فلان يأتي او لا يأتي, يرزق شيء او لا يرزق شيء, لعدم وقوف هممهم العالية في الامور الدنياوية لا يلتفتون الى هذا القسم من الكشف, التفت الى دقة التعبير, لا انه لا يعلمون هذا القسم من الكشف, لعله وهم في طريقهم الى الله مثل هذه الامور تنكشف لهم او لا؟ نعم تنكشف ولكن يعيرون لها اهتماما ويعتنون بها ويلتفتون إليها او يمرون من جنبها مرور الكرام أي منهما؟ إذن ليس أن العارف الإلهي وأهل السلوك الإلهي لا يوجد عنده اطلاع على الامور الدنياوية لا, أصلاً همه يجعله لان يلتفت إليها او لا يلتفت إليها؟ ما ادري كيف أجيب المثال.

    الانسان الآن أي واحد من الإخوان الآن يستطيع أن يذهب الى سوق التجارة او الى سوق السياسية يستطيع أن يصل الى مقامات عالية يصير وزير او رئيس يكون قائد تصفق له الأيدي كل هذا ممكن, ولكن كل هذه واضعها على جنب لأنه لا يستطيع الوصول إليها او لا يعتني بها أي منهما؟ بعض الناس واقعا لا يستطيع الوصل إليها, وبعض الناس لا واقعا بدليل أننا وجدنا أن بعض الناس عندما أراد أن يدخل من العلم وينصرف الى السياسية كانوا أهل بجدتها أم لم يكن؟ نعم كان.

    اذن فرق كبير بين انه هؤلاء لا يعلمون وبين انه أولئك يعلمون ولكن لا يعتنون ولا يلتفتون.

    لذا قال: لا يلتفتون الى هذا القسم من الكشف لصرفها صرف هممهم وهمتهم, لصرفها في الامور الأخروية وأحوالها, لا فقط لا قيمة لها, ويعدون مثل هذا الكشف المتعلق بالأمور الدنياوية من قبيل الاستدراج والمكر بالعبد.

    لان المكر على قسمين اخواني التفتوا جيدا: إما مكر في الامور المادية, انت تعصي الله والله يزيد عليه نعمه المادية, انت تتصور أن الله (سبحانه وتعالى) عجيب انت كم محبوب عند الله ولا تعلم انك تستدرج, وهذا اخطر, وهو الاستدراج في الامور المعنوية لا في الامور المادية, انه انت تنكشف لك بعض الحقائق الدنيوية وتتصور انه لك المقامات الخاصة, هذا اخطر ما يصاب به السالك في هذا المجال إذا لم يكن له مرشد, اذا لم يكن له, اقول اذا لم يكن له مرشد ليس بالضرورة مقصودي يعني شخص, لعله المرشد والمربي له كتاب جيد أستاذ جيد ولعله مرشد جيد المهم لابد أن يوجد عنده من يرشده أن هذا كمال هذا شرف الهي او انه استدراج الهي, أي منهما؟

    لذا يقول: ويعدونه من قبيل الاستدراج والمكر بالعبد, بل الآن يترقى درجة, يقول أما أن يتعلق بالأمور الدنيوية او يتعلق بالأمور الأخروية, يقول أهل السلوك الحقيقي لا فقط لا يطلبون الامور الدنيوية وكشف الامور الدنيوية لا يطلبون كشف الامور الأخروية, فان أهل الدنيا تركوا الآخرة وأن أهل الآخرة تركوا الدنيا, وإن أهل الله تركوا الدنيا والآخرة, هذا الذي يقول: (عبدتك ما عبدتك الا أهلا, لأني وجدتك أهلا للعبادة شكرا حبا) ونحو ذلك, لأنه الجنة والنار دنيا او آخرة؟ آخرة, ولكن هؤلاء ارتبطوا بالله يريدون جنة او نار؟ يريدون الجنة والخلاص من النار؟ أبدا أبدا, لذا قال: بل كثير منهم لا جميع أهل السلوك, الآن هذا أنا لا أوافق بل كثير منهم, لا كثير منهم, لا اقل عدد منهم, والا ليس أكثر أهل السلوك بهذا الشكل ليس هكذا, بل كثير منهم من أهل السلوك لا يلتفتون الى القسم الأخروي أيضا وهم إذن ماذا يريدون هؤلاء الكثير من أهل السلوك؟ وهم الذين جعلوا غاية مقاصدهم اين؟ الوصول الى الفناء في الله والبقاء بالله, (سبحانه وتعالى) هؤلاء لا يريدون جنة ولا خلاصا ولا نجاة من النار بل يريدون لقاء الله (سبحانه وتعالى) {في مقعد صدق عند ملك مقتدر} يريدون اللقاء لا جنة الرضوان لا جنة النعيم لا جنة الفردوس لا هذه الدرجة من الجنة يريدون اللقاء, جيد.

    والعارف المحقق, بينا في ما سبق بان العارف الحقيقي هو الذي ليس له همة إلا الله (سبحانه وتعالى) والعارف المحقق لعلمه بالله ومراتبه ومراتب الله (سبحانه وتعالى) يعني شؤونه الواحدية ونحو ذلك, ومراتبه ولعلمه بظهوره (سبحانه وتعالى) في مراتب الدنيا والآخرة اذن العارف المحقق لما كان عالما بمثل هذه الامور يوقف همته مع الله (سبحانه وتعالى) واقف معه مع الله (سبحانه وتعالى) أبدا ولا يرى غيره, هذا القيد احترازي او توضيحي؟ يكون توضيحيا, لأنه هذا الذي فنا في الله وبقي ببقاء الله توجد غيرية او لا توجد غيرية؟ قال: لا يوجد غير بالنسبة إليه.

    قال: ولا يرى غيره, (ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله وبعده ومعه) هذا العارف الحقيقي فلذا قلت لا استطيع أن اقبل أن كثيرا من أهل السلوك يصلون الى هذا المقام, نعم يصلون إليه بنحو الوقت ولا يكون بالنسبة إليهم مقاما لأنه أن يكون شيء من الاشياء او درجة من الدرجات وقتا او يكون مقاما الفرق بينهما كبير جدا.

    ولا يرى غيره نعم, ويرى جميع ذلك تلك المكاشفات الدنياوية والأخروية, ويرى جميع ذلك تجليات إلهية, فينزل لا انه فنزل, فينزل هذا العارف المحقق فينزل كلا من هذه الامور التي انكشفت له ينزل كلا منها منزلته, وعليه فلا يكون ذلك النوع من الكشف الذي كان استدراجا بالنسبة الى البعض بالنسبة الى العارف المحقق أيضا يكون استدراجا او لا يكون؟ لا يكون, فلا يكون ذلك النوع من الكشف استدراجا في حق العارف المحقق لماذا؟ لان الكشف الاستدراجي إنما هو حال من؟ حال المبعّدين او المُبعَدين هؤلاء الذين لم يصلوا الى مقام البقاء لله (سبحانه وتعالى) هؤلاء الى الآن توجد بينهم وبين الله غيرية هؤلاء الذين الى الآن يقول أنا أنا, اذا كانت أنا أنا فالغيرية باقية هذه الأنانية باقية, لأنه الاستدراج حال المبعَدين الذين يقنعون من الحق بذلك بماذا؟ بذلك الكشف الدنيوي حتى يحصلون درهما ودينارا وجاها ومقاما وتقديسا وتقبيلا وغير ذلك, لا لا يفرق, طبعا الناس أمزجتها مختلفة, والشيطان لا تتصور انه يأتي وكلهم يغريهم بالمال وبالمقام وبالجاه وبالوزارة وبالرياسة ولا أريد أن اقول متعلقاتها كثيرا لا أقولها, ليس بالضرورة كلهم, بعضهم يغريهم بطريقة يقول له الزهد والانعزال وهو يلتذ يقولون هذا الرجال لا علاقة له بأي عمل هو لذته بماذا؟ هذا كل عمل لا يوجد عنده هذه المقدسية هذه لعبة من لعب الشيطان لأنه هذا كلما أراد أن يأتيه الى السياسة لم يأتي رأى ماذا يريد؟ عندما يأتي اسمه يقولون عجيب مقدس هذا, أبداً لا يتدخل في أي شيء, هذه من الأعيب الشيطان, نعم لا تتصور انت عندما نقول الأعيب الشيطان فقط جاه ومقام ووزارة ورئاسة وحكومة لا أبداً أبداً, بعضهم زهده في ان يزهد في أيدي الناس حتى يقال عنه زاهد وعندما يصل الى هذا المقام يقول مع نفسه فلمثل هذا {فليتنافس المتنافسون} ويقول هذا الكلام, اذا لم يقله مع الناس يقوله مع نفسه, على أي الاحوال.

    قال: الذين يقنعون من الحق بذلك ويجعلون ذلك سبب حصول الجاه والمنصب في الدنيا, الآن هذا البعض يصحح العبارة يقول يقنعون من الحق بذلك ويجعلون ذلك, هذه ذلك متكررة مرتين ففيها ركة العبارة, فبعضهم يصحح العبارة هكذا يقول يقول: ويجعلونه سبب حصول الجاه حتى ذلك لا تتكرر, يعني الحصول على الكشف المتعلق بالأمور الدنيوية يجعلونه سبب حصول الجاه والمنصب في الدنيا وهو أي العارف المحقق وهو منزه من القرب والبعد المنبأين بالغيرية مطلقا, يقول: هذا العارف بعده لم يصل الى مقام الفناء إذن يعيش الغيرية فقد يكون قريبا وقد يكون بعدا, أما العارف المحقق فسالبة بانتفاء الموضوع القرب والبعد, لأنه حصل على مقام الفناء والبقاء في الله, هذا كله في القسم الاول, اذا كان متعلق الكشف الامور الدنيوية.

    وإن لم تكن متعلقة بها يعني لم يكن الكشف متعلق الكشف لم تكن امور دنيوية وإنما كانت امور أخروية, هذه الامور الأخروية كما تعلمون قد تكون مرتبطة بالبرزخ قد تكون امور أخروية مرتبطة بالحشر, قد تكون امور أخروية مرتبطة بالجنة, قد تكون امور أخروية مرتبطة بالصراط, هذه كلها في دائرة العقل او في دائرة المثال المنفصل؟ هذه كلها في دائرة المثال المنفصل, يعني ابتداء من البرزخ وما يجري في البرزخ ودخولا الى الحشر الاكبر وما يجري في الحشر الاكبر وفي الصراط وفي تطاير الكتب هذه كلها حتى لو قبلنا المعاد الجسماني ولكنه جسماني الذي ينسجم مع قوله تعالى {تبلى السرائر} هكذا.

    اذن هذا الانسان انكشفت له حقائق أخروية ولكن كلها في دائرة المثال المنفصل لماذا اقول في دائرة المثال المنفصل؟ لأنه نحن حديثنا في الكشف الصوري وإذا يتذكر الاخوة في أول البحث قلنا: وأعني بالصوري ما يحصل في عالم المثال, إذن كل هذه الانكشافات لابد أن تكون اين؟ حتى نحفظ التقسيم والمقسم, حتى نحفظ المقسم في هذه الاقسام.

    قال: وإن لم تكن تلك الانكشافات متعلقة بالأمور الدنيوية فإن كانت المكاشفات في الامور الحقيقية الأخروية والحقائق الروحانية الآن هذه الحقائق الروحانية من قبيل الارواح العالية والملائكة السماوية او الأرضية بينا ما هو المراد من الملائكة السماوية والملائكة الأرضية, يعني ملائكة تدبر أمر السماء وأوحى في كل سماء أمرها, وملائكة تدبر أمر الأرض والارضين لا أن الملائكة بعضهم جسماني وبعضهم مجرد لا لا, كلهم موجودات مجردة, طبعا تجدرها مختلف بعضها تجرد عقلي وبعضها تجرد مثالي وعندما نقول عقلي أيضا بعضها فوق بعض وبعضها مطاع وبعضها مطيع وهكذا, ولكن مقصودي كلها لها نحو من التجرد, ولكن بعضها دائرة تدبيرها {فالمدبرات أمرا} مرتبط بالسماوات المعنوية وبعضها مرتبطة بالأرضين المادية, فهي مطلوبة معتبرة, يقول هذا القسم من الكاشفات في الكشف الصوري معتبرة او غير معتبرة؟ معتبرة بخلاف القسم الاول من المكاشفات الصورية المرتبطة بالأمور الدنيوية معتبرة او غير معتبرة؟ غير معتبرة.

    وهذه المكاشفات الألف واللام العهدية يعني المكاشفات المتعلقة بالأمور الأخروية والحقائق الروحانية وهذه المكاشفات قل ما تقع مجردة عن الاطلاع بالمعاني الغيبية, التفت جيدا, هذه العبارة واقعا من العبارات المشكلة في مقدمة الفصوص.

    نحن نتكلم اين؟ في الكشف الصوري, يعني مرتبط بعالم المثال, طيب كيف انها لا تكون مجردة عن المعاني الغيبية اذا دخلنا في عالم المعاني يكون كشف صوري او كشف معنوي؟ يكون كشفا معنويا, إذن هنا سوف يحصل تداخل بين الكشف الصوري والكشف المعنوي, طيب هذا التداخل كيف نحله الاشكالية كيف تحل؟ التفتوا جيدا.

    في عقيدتي وإلا الاعلام أساتذتي هنا لم اعلق منهما لا من شيخنا الاستاذ شيخ حسن زاده ولا من شيخنا الاستاذ شيخ جوادي آملي لأنه شيخ حسن زاده عنده مقدمة الفصوص وشرح الفصوص أربعمائة وخمسة وسبعين درس مولانا, وأستاذنا شيخ جوادي عنده الفصوص وشرح الفصوص خمسمائة وثمانية عشر درس, وأنا للشيخ جوادي سمعتها دورتين وللشيخ حسن زاده سمعتها دورة واحدة, فمجموعا ألف وستمائة كاسيت أنا في الفصوص سمعت, غير دروسي أنا في تمهيدي في دروسي مصباح الانس, هنا أنا لم اعلق أي شيء يعني وعادة عبارات الكتاب أنا علقت لأنه عبارة مشكلة لأنه نحن دخلنا الى اين؟ قل ما تكون مجردة عن الاطلاع بالمعاني الغيبية بل أكثرها يتضمن المكاشفات المعنوية فتكون أعلى مرتبة وأكثر يقيناً لجمعها هذه المكاشفات بين الصورة والمعنى, إذن انتم عندما قسمتم الكشف إما صوري وأما معنوي تبين الآن في الصوري اين بدأنا ندخل؟ في المعنى فيلزم تداخل الاقسام هذا كيف نوجهه؟ في فهم القاصر لهذه العبارة التفتوا جيدا, طبعا نفس هذه المشكلة سوف تأتينا في الكشف المعنوي يعني أنه بعض اقسام الكشف المعنوي لا ينفك عن كشف صوري, فأيضا يلزم التداخل بين الكشف المعنوي والكشف الصوري, هنا بعض الكشف الصوري لا يخلو عن كشف معنوي يلزم التداخل, ما هو الوجه؟

    الجواب في كلمة واحدة فهمي القاصر وهو انه: تارة المنكشف أولا وبالذات هو المعنى, ثم بتوسط المعنى إما أن توجد له صورة في المثال المنفصل وإما أن تطلع على مثاله المنفصل, إذن المنكشف اولا وبالذات المعنى الامر العقلي منكشف المعنى انكشف انت تصوغ وتشكل له صورة مناسبة, او بعد ذلك تنزل فترى صورته المثالية, هذا الكشف معنوي او صوري؟ حتى لو كان معه صورة؟ هذا معنوي وان كان قد تشكل انت له صورة اين؟

    اذا تتذكرون عند المشائين هذا المعنى ذكرناه قلنا بان النفس تنتقش بالمعاني الكلية فالنفس توجد له صور مثالية بنحو المثال المتصل في عالم الخيال, هذا الكشف صوري او معنوي؟ هذا الكشف معنوي, وأخرى يكون بالعكس, يعني ماذا؟ يعني جنابك تنكشف لك صورة ما هي؟ ينكشف لك أمر صوري مرتبط بأمر صوري, هنا انت بين أمرين: تارة تقف عند هذا الامر الصوري, وأخرى تستطيع أن تنتزع أن صح التعبير او تشاهد الامر المعنوي من خلال هذا الامر الصوري.

    اقرب المعنى الى ذهنك, انتم تتذكرون في مباني المشائين في نظرية التقشير ماذا كنا نقول؟ ندرك الكلي او ندرك الجزئي ومنه نصل الى الكلي؟ نعم تدرك زيد وبكر وخالد و.. الى آخره, فهنا الناس على نحوين: تارة يدركون الجزئيات ويقفون عندها, فيصلون الى المعنى الكلي الذي ورائه او لا يصلون؟ لا يصلون, هذا كشفه أن صح التعبير كشف صوري, وأخرى لا, يأتي بلغة المباني المشائين يقشر هذه المعاني الجزئية ليحصل على ذلك المعنى الكلي, هذا المعنى الكلي صوري او معنوي؟ معنوي ولكن بتوسط ماذا وصل إليه؟ بتوسط الصورة وصل إليه.

    في الكشف اخواني شيء من هذا القبيل نستطيع أن نقول في الكشف الصوري تارة يقف عند الصورة وبعده يبحث عن وجوده العقلي ومعناه العقلي او لا يبحث؟ إذا أردنا أن نتكلم بلغة عموم الناس, تارة يحصل عشرة دنانير يقول الحمد لله, انتهى وضعها في جيبه وذهب الى البيت, وتارة يقول لا, بما أنني تعلمت الطريق اكتفي بهذه العشرة او لا؟ دعني امشي, وتارة شخص يقرأ كتاب يقول الحمد لله وصلنا كافي ماذا نفعل به, وتارة يقول لا, لابد أن اذهب الى آخر الطريق.

    العارف عندما ينكشف له عالم الصورة تارة يكتفي ويقنع ويقف عند عالم الصورة فتنكشف المعاني الكلية التي وراء هذا الكشف الصوري او لا تنكشف؟ لا تنكشف, وأخرى يمشي معها ليصل الى أعلى مدياتها الممكنة له, اقرأ العبارة.

    وهذه المكاشفات قل ما تقع مجردة عن الاطلاع بالمعاني الغيبية, اذا وجدتم تفسير وتوجيه آخر لهذه العبارة غير الذي قلت أيضا دلونا عليه, بل أكثرها لانها من قبل العارف المحقق, بل أكثر هذه المكاشفات الصورية المرتبطة بالأمور الأخروية ما هي؟ بل أكثر هذه المكاشفات يتضمن المكاشفات المعنوية يتضمن لا انه مباشرة يكشف له المعنى.

    وعلى هذا الاساس هذه المكاشفات أي مكاشفات؟ الصورية المتضمنة للمعنى تكون أعلى من الصورية للأمر الأخروي بدرجة وأعلى من الصورية للأمر الدنيوي بدرجتين, فتكون أعلى مرتبة وأكثر يقينا لجمعها أيها؟ هذه المكاشفات, الصورية المترتبطة بالأمر الأخروي المتضمنة للمعنى لجمعها بين الصورة والمعنى.

    وله هذا ضمير وله يعود على لا على المكاشفات الصورية الدنيوية ولا على الصورية الأخروية فقط وإنما الصورية الأخروية المتضمنة للمعنى وله مراتب, يأتي. 

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/02/13
    • مرات التنزيل : 1606

  • جديد المرئيات