نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (130)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين  الطاهرين

    قال: واصح المكاشفات وأتمها إنما تحصل لمن يكون مزاجه الروحاني اقرب إلى الاعتدال التام كأرواح الانبياء والكمل من الأولياء ^ثم لمن يكون أقرب إليهم نسبة.

    يتذكر الإخوة أنه في  البحث السابق وقفنا عند هذه النقطة وهي أن الفيض والفيض منه دائم متصل, والمستفيض وضعه يختلف المستفيض كما قالت الآية المباركة {انزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها} المراد من هذه الأودية هو الاستعدادات وهذه الاستعدادات إنما تتشكل من خلال الأمزجة أعم من أن يكون مزاجاً مادياً ومرتبطاً بالبعد الجسماني أو أن يكون مزاجاً معنوياً وروحياً, أتذكر هنا هناك رواية قرأناها عن الإمام × من البحار الجزء 1 الآن ليس في ذهني أي صفحة ولكن احتمل في صفحات 100 أو 120 بهذا الحدود, وهي رواية قيمة عن الامام ×يقول: يبن رسول الله لما نجد أن الناس يختلفون في الفهم, بعض عندما تطرح عليه السؤال يقول اعد أو عندما تبين له الكلام يقول اعد, وهذا معناه أنه في الوهلة الأولى لم يستطع أن يستوعب, بعض يفهم الكلام أو السؤال في المرة الأولى وبعض قبل أن تكمل الكلام أو تكمل السؤال يقول فهمت ما تريد فما الفرق بينهما, قال: > لأن الأول عجنت نطفته مع عقله, والثاني أعطي عقله بعد الولادة, والثالث أعطي عقله عند البلوغ< هؤلاء ثلاثة على نحو اللف والنشر غير المرتب, الناس يختلفون فيما بينهم, الآن يأتي هذا السؤال لماذا أن الناس اختلفوا, هذه لها قواعد خاصة.

    إذن: فالفيض منه دائم متصل هذا أولا, وبتعبير القرآن {كل نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك} ولكن البعض يأخذ عشر والبعض يأخذ عشرين والبعض يأخذ الجميع والبعض لا يستطيع أن يأخذ شيئا, بتعبير الروايات>أولئك المنكوسة قلوبهم< هذا لا يأخذ شيئا, هذا المزاج كثير أو قدر كبير منه مرتبط بالإنسان مرتبط بطعامه مرتبط بسلوكه, هذه تختلف من شخص إلى شخص آخر, لذا هنا يقول: وأصح المكاشفات وأتمها والتي هي تكون ميزان المكاشفات الأخرى, إذا يتذكر الإخوة تعالوا معنا إلى صفحة 124 إذا تتذكرون هناك قال منها, في السطر الخامس, منها ما هو ميزان عام وهو القرآن والحديث المُنبأ كل منها عن الكشف التام المحمدي  ’هذا الكشف التام يكون ميزان كل كشف, هو ميزان كل فتح.

    قال: وأصح المكاشفات وأتمها, طبعا أصحها وأتمها بنحو الجمع يعني على مستوى الكشف الصوري, على مستوى الكشف المعنوي, على مستوى الكشف الصوري المتضمن للمعنى, على مستوى الكشف المعنوي المتضمن للصورة, أصحها وأتمها جميعا هو الذي يوجد عند الأعدل مزاجا, ومن هنا هؤلاء يدخلون في بحث كامل ومفصل في أن الإنسان الكامل ماذا ينبغي أن يكون جسديا ومعنويا, هذه الأبحاث ليست تعبدية محضة وإنما قائمة على أسس عرفانية كما يشير هؤلاء القوم.

    وأصح المكاشفات وأتمها إنما تحصل لمن يكون مزاجه الروحاني أقرب إلى الاعتدال التام, هذا البحث الإخوة إذا يريدون يراجعوه يراجعوه في كتاب (عيون مسائل النفس) صفحه 707 وما بعدها.

    كأرواح الانبياء والكمل من الأولياء ×ثم الأعدل, ثم الأكثر اعتدالا, تعلمون أن هذه ثم ثم يعني هذه ثم الثانية أدنى من ثم الأولى, هذا من قبيل الأعلم ثم الأعلم فان الأعلم الثاني يأتي بعد الأعلم الأول, ومن هنا تفهمون هذه العبارة التي قرأنا من الفتوحات للشيخ الأكبر, في الفتوحات للشيخ الأكبر الجزء 2 هذه الطبعة الحديثة التي هي الطبعة المحققة طبعة عثمان يحيى  وإبراهيم مدكور, هناك الجزء 2 صفحه 227, بعد أن يبين أنه من هو أول ظاهر في الوجود يقول: فكان سيد العالم بأسره, العبارة هذه يقول: {مثل نوره كمشكاة فيها مصباح} قال فلم يكن اقرب إليه تعالى قبولا واستعدادا في ذلك الهباء, في الصادر الأول, إلا حقيقة محمد ’المُسماة بالعقل فكان سيد العالم بأسره, وأول ظاهر في الوجود, فكان وجوده من ذاك النور الإلهي ومن البهاء, ومن الحقيقة الكلية, وفي البهاء وجد عينه وعين العالم من تجليه.

    إذن: هو واسطة الفيض بالنسبة إلى كل العالم, > يا جابر أول ما خلق خلق نور نبيكم ثم خلق منه كل خير< محل الشاهد هذه الجملة وهذه الجملة لا يوجد فيها خلاف بين الفريقين يعني بين النسختين, بين أتباع من يرى أن محيي الدين شيعي وتصرف السنة في كتابه, وبين من يرى أنه سني وتصرف الشيعة في كتابه, وذكرنا مراراً أن كلا الطرفين يتهم الأخر, القائلون بتشيعه يقولون السنة متصرفون بكتابه والقائلون بتسننه يقولون الشيعة متصرفين, هذه الجملة التي سأقرأها متفق عليها بين الفريقين يعني النسخة الشيعية والنسخة غير الشيعية, ما هي العبارة؟

    يقول: واقر الناس إليه هو علي ابن ابي طالب, التفتوا جيدا هذه ليست الأقربية المكانية, هذه الاقربية ثم لمن يكون اقرب إليه نسبة ومزاجا والى غير ذلك. نعم يوجد خلاف في الجملة اللاحقة حسب تحقيق عثمان يحيى, النسخة السنية تقول هكذا: واقرب الناس إليه هو عل ابن ابي طالب وأسرار الانبياء.

    هذه النسخة التي يقول هي النسخة, ثم في الحاشية عنده يقول وهناك نسخة شيعية تقول: واقرب الناس إليه علي ابن ابي طالب إمام العالم وسر الانبياء أجمعين. هو يعبر عنها: يلاحظ هنا الفارق الهام بين رواية النسخة الأولى ذات النزعة الشيعية الواضحة باعتبار أن فيها تأييد لعلي ابن ابي طالب فلابد أن تتهم, نفس المشكلة التي عندنا في ابن ابي الحديد بمجرد أن ننقل نص منه يقول هذا متهم بالتشيع, نفس القضية هنا أيضا كذلك المهم أن هذه الجملة ليست محل شاهدي بل الجملة الأولى محل شاهدي: بل اقرب الناس إليه هو علي ابن ابي طالب, التفتوا جيدا, ومن هنا يبدأ عندهم بحث علم الوراثة, علم الوراثة الذي نحن نعتقد أن علوم الانبياء جميعاً وعلوم الأوصياء والأولياء والائمة كلها قائمة على أساس علم الوراثة لا على أساس علوم الدراسة, العلوم المتعارفة عندنا عموما قائمة على أساس علم الدارسة, يعني نجلس نقرأ أو نسمع من أستاذ نتعلم بسبب من الاسباب شيئا أما هم  لا يتعلمون بهذه الطريقة, لذا تجدون في الروايات وليست رواية أو روايتين أو مئة أو مئتين وخمسمائة, أنهم ورثوا علم الانبياء السابقين, لا أقل انتم تقرأون في زيارة وارث السلام عليك يا وارث ادم صفوة الله, هذا أي ارث؟ من الواضح أنه ليس الإرث الفقهي أو الإرث المكاني أو الإرث المادي, هذا الإرث العلمي, ولعله واحده من أهم أدلة إثبات إمامة ائمة أهل البيت هو عن طريق هذا العلم الذي ورثوه عن طريق الانبياء السابقين, ورثوا الانبياء السابقين وورثوا الكبت السماوية وهنا يأتي بيانه أنه هذا الإرث يقوم على أي أساس, ما هو أساسه ما هو منشأ هذا الإرث, يعني لماذا أنا ارث وانت لا ترث أو بالعكس, ما هو منشأه؟ هذه الاقربية المزاجية, كلما كان أقرب كان أكثر إرثا, وكلما كان أبعد مزاجا لا يرث, فلعله ابنه النسبي لا يرث علمه ولكنه الذي يأتي بعد 500 سنة اقرب منه مزاجا يرث علمه, وهذا الذي يعتقده الشيخ الأكبر في نفسه, وهو أنه وارث علم النبي ’, عندما يقول أنا وارث, لا أدري هذه العبارة قرأتها مرارا للاخوة أنه هناك في مقدمة الفصوص في السنة القادمة وإلا هذه السنة تقريبا ستنتهي, ولكن في السنة القادمة عند ذلك نقرأ هذه العبارة التي يشير إليها, أنا أتذكر في مكان قرأناها للإخوة, (كلام لأحد الحضور) أحسنت جزاك الله خيرا.

    قال: ولست بنبي ولا ورسول, صحفه 199, ولكني وارث ولآخرتي حارس, مراده هذا الإرث يعني علم الوارثة, أي ولكني وارث رسول الله ’واعلم أن كل وارث يأخذ من مورثه ما يكون له من الأموال بحسب نصيبه المقدر له, وأموال الأنبياء هي العلوم الإلهية والأحوال الربانية, لماذا أنت ترث وأنا لا ارث؟ الجواب مرتبط بمزاج بقربك المزاجي منهم ونسبتك إليهم فكلما كنت اقرب إليهم روحا فأنت أكثر إرثا والعكس بالعكس.

    قال: ثم لمن يكون أقرب إليهم نسبة. إلى هنا انتهى البحث في الكشف الصوري وأقسام الكشف الصوري, في الكشف المعنوى وأقسام الكشف المعنوي, ولكن يبقى عندنا سؤال أهم منها جميعا من ما هو الطريق للكشف؟ كيف يمكن للإنسان أن يكون صاحب كشف معنوي أو صاحب كشف صوري هل يوجد هناك طريق أولا يوجد؟

    قال: وكيفية الوصول إلى مقام من مقامات الكشف سواء كانت صورية أو معنوية أو صورية متضمنة معنى, أو معنوية متضمنة صورة, وبيان منا يلزم كل نوع منها, هذا هو المهم إخواني الاعزاء لأن كل مرتبة من مراتب الكشف لها اقتضاء من حيث السلوك العملي, وبيان ما يلزم كل نوع من هذه المقامات هذا يتعلق بعلم السلوك, يتعلق بكتاب منازل السائري, فهناك منازل وأنها سبعة أو سبعين أو سبعمائة أو عشرة أو مئة أو ألف فهذه كلها مرتبطة بتلك الكتب, هنا في الحاشية شيخنا الاستاذ الشيخ حسن زاده يقول: وللمشايخ في هذا العلم صحف مكرمة أتمها وأبسطها كتاب إحياء العلوم للغزالي, وأدقها وألطفها شرح منازل السائرين للقاساني.

    ولكن لابد أن يكون في علم الإخوة سابقا أيام الذي كان اعتناء بمثل هذه العلوم كانت الكتب التي تقرأ للسلوك العملي هذه الكتب الخمسة, ولكن مع الاسف الشديد لعله الآن حتى في مكتباتنا هذه الكتب غير موجودة وليس فقط لا نقرأها, هذه الكتب الخمسة هي المعروفة بكتب الدعاء لأن فيها مضامين عالية جدا هذه كانت تجعل درسية للسلوك العملي, أولا كان يقرأون كتاب مفتاح الفلاح للبهائي, وبعد ذلك يقرأون عدة الداعي لابن فهد الحلي, وبعد ذلك كان يقرأون قوت القلوب لأبي طالب المكي, وبعد ذلك كان يقرأون الإقبال للسيد ابن طاووس &, وبعد ذلك يجعلون الصحيفة السجادية هي موضع أبحاثهم في هذه المجالات, يعني كان هناك نظام كامل للسلوك العملي في الحوزات العلمية ولكن مع الاسف الشديد كما قلت أساسا ثقافة المسائل العملية وأنا أتصور وكونوا على ثقة لو أن ثقافة السلوك العملي ترجع إلى حوزاتنا العلمية أولا الطلبة أخلاقهم وتهذيبهم وسلوكهم كثير أحسن يصير مما هو موجود فعلا, وثانيا كثير من الدكاكين التي تفتح هنا وهناك في هذه الأيام وفي مختلف البلدان كان يعرف الإنسان كيف يتعامل معها, ولكن نحن الآن خبرة السلوك العملي ليست موجودة عندنا, الآن لو يأتي إلينا شخص يسألنا في أي مسألة فقهية لعله في أي مسألة عقائدية, في أي مسألة فلسفية نجيبه بشكل أو بآخر أو نستطيع أن نراجع ونجيبه, أما كونوا على ثقة عندما يسألنا عن أي مسألة أخلاقية في أي سلوك أخلاقي في أي رذيلة أخلاقية يعاني منها وواقعا يريد أن يتخلص منها أنت لا يوجد عندك حلول, مع أن هذه الحلول في كلمات  أهل البيت كاملة موجودة بتفاصيلها ولكنها موجودة على نحو المادة وليس على نحو التحقيق, يعني موجودة على نحو وسائل الشيعة وانتم تعلمون أنه الفرق كبير بين وسائل الشيعة وبين الرسائل العملية, المادة موجودة في كلمات أهل البيت العلاج موجود والأجوبة موجودة ولكن هناك بحث علمي أولا يوجد بحوث علمية تحقيقية؟ لا توجد عندنا بحوث علمية تحقيقية وواقعا نحن نقرأ أنا من الناس لما اصعد المنبر وأقرأ ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع ولكن بمجرد أن انزل يقول احدهم سيدنا يعني كيف نطبق هذا الحديث؟ بيني وبين الله نحن عندنا جواب أو ليس عندنا جواب؟ نقرأ الحديث من غير أن نعرف ما هو الطريق لتطبيقه ما هي المستحبات كيف يبدأ كيف ينتهي أبداً لايوجد بيان شافي لهذه النتائج, على أي الأحوال.

    قال: يتعلق بعلم السلوك ولا يحتمل المقام أكثر مما ذكر, باعتبار أنه كتاب مرتبط بالعرفان النظري لا بالعرفان العملي والسلوكي.

    هنا يتعرض الشارح لبحث هذا البحث أما شيخنا الاستاذ الشيخ حسن زاده فلم يعلق ما هو وجه ارتباط هذا البحث بمحل كلامنا, نحن نتكلم في أقسام الكشف, يعني بعبارة أخرى: نحن نتكلم في مظهر الاسم العليم وسوادن هذا الاسم الذي هو السميع, والبصير, ونحو ذلك من الاسماء, أما هنا يقول: وما يكون للمتصرفين بالوجود, ومن الواضح متى يكون الإنسان متصرفا في عالم التكوين وفي نظام الوجود؟ إذا صار مظهر أسم القدير, لذا يقول: للمتصفين بصفة القدرة وسوادن أسم القدير, وسوادن أسم القدير كثير الشافي, المعطي, المانع, الرازق, المحيي, هذه كلها سوادن منه؟ هذه الاسماء من خوادم الاسم القدير, نحن بحثنا في مظهرية الاسم القدير أو في مظهرية الاسم العليم أي منهما؟ العليم, والكشف أيضا متعلق بذلك, إذن لماذا أنت يا شيخنا نقلتنا من مظهرية الاسم العليم وسوادن الاسم العليم الذي هو الكشف الصورة والذي هو الكشف المعنوي إلى مظهرية الاسم القدير, أما شيخنا الاستاذ الشيخ حسن زاده فلا توجد عنده أي حاشية, وليكون في علمكم هذه الحواشي عموما مأخوذة من أشرطته, وأنا لا أعلم هو الذي أنزلها أو آخرين لأن هذه عبارات مأخوذة من الدرس وجعلت هنا حواشي وتعليقات على المقدمة, أما شيخنا الاستاذ الشيخ جوادي فيصرح أنه لا علاقة وان هذا البحث جاء هنا استطرادا ولا مناسبة بينه وبين البحث الذي نحن بصدده هذا ما يذكره هذان العلمان اللذان هما أساتذة هذا الفن تقريبا في عصورنا الحاضرة الآن, إلا أنه الصحيح واقعا أنه هناك مناسبة واضحة بين ما ورد في ذيل بحث الكشف وبين ما ورد, يعني ما ورد في أبحاث الكشف وما ورد في الذيل, ما هي المناسبة؟ أصغوا إلي اخواني الاعزاء هذا بحث قيم ومفيد وقراني وروائي أيضا.

    اخواني الاعزاء العلم على نحوين علم هو العلم المتعارف عندنا هو الذي نعبر عنه بعلم الدراسة, الذي حصيلة هذه العلوم والمقدمات الوصول إلى علم اليقين أو إلى عين اليقين أو إلى حق اليقين, الوصول إلى علم اليقين وذكرنا مراراً وتكراراً أن علم اليقين يعطيك اليقين أو يعطيك علم اليقين؟ يعطيك علم اليقين, يعني يعطيك المفهوم من اليقين يعطيك الصورة, بعبارة أخرى هذا العلم يوصلك إلى الشيء بالحمل الشائع أو يوصلك إلى الشيء والمفهوم بالحمل الأولي؟ يوصلك إلى الحمل الأولي يعني أنت عندما تعلم بالماء هذا الماء الموجود في ذهنك هو الماء بالحمل الشائع أو الماء بالحمل الأولي؟ هذا الماء بالحمل الأولي, أنت عندما تعلم الله موجود هذا الله الذي موجود في ذهنك هو الله بالحمل الأولي أو الله بالحمل الشائع؟ هذا الله, عندما تقول النار محرقة هذه النار الموجودة في الذهن ونار ومحرقة بالحمل الأولي أو بالحمل الشائع؟ من الواضح انها لو كانت بالحمل الشائع لترتب عليها أثرها, لذا أنا الآن اعلم بوجود الماء ولكن أنا محتاج إلى شرب الماء, فإذا كان لذلك الماء خاصية رفع العطش لرفع عطشي بمجرد العلم, أما الذي يرفع العطش ما هو؟ الماء بالحمل الشائع يعني وجوده لا  مفهومه وكل العلوم التي نحصل عليها من خلال علم الدراسة هذه لا تنتج أقصى ما تنتج لنا علم اليقين, وعلم اليقين لا أريد أن أقول ليس فيه اثر ولكن الأثر المرجو من تلك الحقيقة أو ليس هو المرجو من تلك الحقيقة هذا نحو من الحقيقة, ولذا انتم تجدون انك تعلم بالعذاب وبدركات الجحيم وان الله جعل وعيده للظالمين والفاسقين والفاجرين ومع ذلك يؤثر فيك أو لا يؤثر؟ (كلام لأحد الحضور) إذا يؤثر يؤثر واحد بالمائة أو اثنان بالمائة, وإلا لو كان يؤثر مئة بالمائة لما كنت عاصيا, والعكس بالعكس الله كم ذكر من الوعد الإلهي بثواب المطيعين والى غير ذلك تعمل أو لا تعمل؟ كم نحن قرأنا ثواب صلاة الليل ولكن نلتزم أو لا نلتزم؟ قد نوفق مرة ولا نوفق مئة مرة, ونعتني أو لا نعتني؟ لا نعتني؟ لأن كل ما نعلمه من الجنة ودرجاتها والجحيم ودرجاتها إنما هي الحمل الأولي هي المفهوم فلهذا يؤدي إلى العمل يؤدي إلى السلوك أو ينفك عن السلوك, واحد بالمائة يؤدي إلى السلوك 99 بالمائة ينفك عن السلوك, وإذا أنت ترجع إلى الروايات التي تتكلم عن أولئك الذين يحشرهم الله تعالى وهم العلماء من غير عمل وأن أهل النار يتألمون من نتن ريحتهم في نار جهنم هذا منشأه هذا وهو افتراق العلم عن العمل هذا سنخ من العلم.

    وعندنا سنخ آخر من العلم وهو العلم الذي إذا وجود ينفك عن العمل والتأثير أولا ينفك؟ إذا يتذكر الإخوة نحن في بحث سابق إذا يتذكر الإخوة في مبحث العقل النظري وفي مبحث العقل العملي قلنا أن الناس على طبقات متعددة عقل نظري قوي وعقل عملي ضعيف, عقل عملي قوي وعقل نظري ضعيف, عقل عملي وعقل نظري ضعيف, عقل عملي وعقل نظري قوي, ذاك الذي يكون قويا فيها لا ينفك عنده العلم عن العمل, ما معنى لا ينفك؟ لأنه ذاك لم يحصل المفهوم وإنما حصل إما عين اليقين وإما حق اليقين, يعني ليس هو محقق بل متحقق, فرق بين المحقق ونحن كل همنا في الحوزات العلمية نصير محقق, أما واقعا يوجد عندنا أحد يشتغل حتى يكون متحقق؟ لا أبداًَ, وأيضاً لا نعرف طريقه أيضا, أنا عندي علم أن كثير من الإخوة عندما يأتون إلى الحوزات العلمية يريد أن يكون في السلوك أيضا كذلك ولكن يوجد قواعد في الحوزات العلمية أو لا توجد؟ لا توجد, كتب المحقق أن يكون محققا موجودة, أما كتب وأساتذة أن يكون متحقق غير موجودة فلا يكون, هذا القسم من العلم اخواني ما معنى أن يتحقق بها الإنسان؟

    يعني أن يكون خليفة اسم من الاسماء الإلهية, خليفة بالمعنى القرآني يعني بالاصطلاح القرآني, ما معنى أن يكون خليفة؟

    يعني أن يظهر على يده ما يظهر من ذلك الاسم وهذا معنى المظهرية, يعني بعبارة أخرى ملك الموت هذا محقق في علم قبض الارواح أو متحقق؟ هذا متحقق, يعني يظهر منه ما مقتضى الاسم المميت,  هذا معنى المتحقق, إذا هذا العبد في مقامه العلمي يمشي وانكشفت له حقائق مرتبطة بهذه الاسماء وهي اسماء الشافي, واسماء المميت, من هذا القبيل, ما معنى انكشفت عله يعني محقق أو متحقق, فإذا صار متحققا بها وان كان هو بطريق الكشف يعني في طريق عين اليقين وحق اليقين ولكنه يترتب عليه تصرف أو لا يترتب؟ يظهر منه ما يظهر من ذلك الذي تحقق به من الاسم, التفتوا جيدا تقول سيدنا هذه أين كانت؟ الجواب كانت في المقامات الثلاثة الأخيرة في مقام السر, في مقام الخفي, في مقام الأخفى, أنتم تتذكرون بالأمس نحن عندما جئنا إلى هذه المقامات ما هي؟ هي أنه في السفر الأول بعد انتهى يبدأ سفر الولاية, الآن إن يكون فانيا في الافعال أو في الصفات أو في الذات فعند ذلك إذا حصل له البقاء بعد الفناء عند ذلك يبدأ ماذا؟ هذه الاسماء والصفات الإلهية من صفاته ما هي؟ ما هي اسمائه وصفاته؟ من اسمائه المحيي, من اسمائه المميت,من اسمائه الشافي, من اسمائه المعطي, من اسمائه الرازق,  الرازق, الباسط… كلها من اسمائه, ما معنى أنه الآن صار فانيا فيها, يعني تحقق بها وصار مظهرا من مظاهر هذه الاسماء كل بحسب إنائه الوجودي.

    إذن: هل يوجد ارتباط بين هذا البحث وبحث العلم أو لا يوجد ارتباط؟ ولعله خير شاهد قراني على هذه الحقيقة هو هذه الآيات المباركة الواردة في سورة النمل, انتم تعلمون في سورة النمل القرآن الكريم عندما يأتي إلى هذه الآية وهي الآية 39 من سورة النمل { قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين, قال عفريت من الجن أنت آتيك به قبل أن تقوم من مقامك واني لعليه قوي أمين} هذا ليس محل الشاهد هذه الجملة {قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك} تعلمون وقرأتم في محله أن تعليق الحكم على الوصف بالعلية, يعني قول الآية عنده علم من الكتاب له مدخلية في هذا التصرف التكويني أو ليس له مدخلية؟ إن قلت لا مدخلية له فذكره يكون في الآية لغوا, إذن هذا العلم, التفتوا جيدا وهذه حقيقة من الحقائق التي لابد أن نعرفها في علوم الأنبياء والأوصياء والائمة, نحن نتصور أن علوم الأنبياء والأوصياء علوم دراسة وعلوم محققين مع أن علموهم علوم وراثة وعلوم  متحققين, فلهذا تجدون القرآن الكريم بشكل واضح يقول بأنه {ربي ارني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهم جزاء, ثم ادعهن يأتينك سعياً} ليس ادعوني أنا أحييها لك هذا ليس دعاء هذا تصرف تكويني وإحياء, احيي ولكن بإذن الله, في عيسى صريح الآيات القرآينة تشير الى هذه الحقيقة, فهذا الإحياء وهذه الإماتة وهذه التصرفات التكوينية في القرآن كلها قائمة على أساس علم الوراثة, لذا انتم وجدتم في كتابي العصمة أرجعت كل شيء حقيقة العلم ولكن أي علم؟ بعض يتصور علم الدارسة, علم المفاهيم, علم اليقين, بل هذا حق اليقين هذا عين اليقين ومراتب ذاك {قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فما رآه مستقرا} إلى آخره السيد الطباطبائي & عنده تعليقة على هذه الآية المباركة ومن الأبحاث اللطيفة هنا, في صفحة 363 من ذيل الآية المباركة > يقول والمراد من الكتاب الذي هو مبدأ هذا العلم العجيب, لأنه نعلم أن العلم يمكن أي يكون مبدأ للتصور التكويني أو لا يكون؟ عادة لا يكون, ولكن يظهر أن هذه العلم سنخ علم صار مبدأ للتصرف في نظام التكوين.

    يقول: إما جنس الكتب أو اللوح المحفوظ والعلم الذي آخذه هذا العالم منه كان علما يسهل له الوصول إلى هذه البغية, ثم يدخل في بحث أنه هذا أي نحو من أنحاء العلم, يقول بعض قالوا أنه علم بالاسم الاعظم وتصورا أن الاسم الاعظم موجوعة ألفاظ وكلمات وحروف ولكنه نحن قلنا مررا في المجلد الثامن طبعا هو قال أنه أساسا نظام التكوين لا يمكن أن يكون المعلول أمراً تكوينيا والعلة لفظا من الالفاظ معنى من المعاني أيعقل ذلك, نظام التكوين لا يمكن أن يكون القائم على أساس العلية والمعلولية أن العلة لفظ والمعلول وجود تكويني, إذن لا بد أن تكون العلة مسانخة للمعلول فكما يكون المعلول أمراً وجوديا العلة  ماذا تكون؟ أمراً وجوديا, لذا يقول: وقد تقدم في بحث الاسماء الحسنى أن من المحال أن يكون الاسم الاعظم الذي له التصرف في كل شيء من قبيل الالفاظ ولا المفاهيم بل أن كان هناك أسم له هذا الشأن أو بعض هذا الشأن فهو حقيقة الاسم الخارجية وليس الاسم الذي ينطبق عليه مفهوم اللفظ نوعا من الانطباق.

    ثم يدخل في بحث آخر أنا أتصور هنا أن خوفه, يقول بأنه بهذا الاسم طلب من الله يأتي بالعرش وليس أنه جاء بالعرش مع أن صريح الآية المباركة {أنا آتيك به} يعني ماذا دعا الله أن يأتيه به هذا خلاف ظاهر الآية المباركة, هنا يوجد لطائف موجودة ومن هذه اللطائف ولعه إذا وفقنا في آخر البحث, وهو أنه السائل يسأل الامام × يقول أن هذا العلم الم يكن عند سليمان؟ إذا لم يكن عند سليمان هذا معناه أنه أحد أتباعه اعلم من سليمان, إذا كان من سليمان إذن لماذا طلب من أتباعه؟ هنا الرواية ذكرت وجها والعرفاء ذكروا وجها, الروايات ذكرت هذا المعنى التفتوا جيدا, ^ ما ابقوا لنا شيئا إلا بينوه, قال: اخبرني عن سلميان أكان من محتاجا إلى علم اصف حتى يقول بأنه من يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين, قال: اكتب يا أخي اكتب بسم الله الرحمن الرحيم, سالت, التفت, قال: ولم يعجز سليمان عن معرفة ما عرف آصف لكنه أحب أن تعرف أمته  من الجن والإنس, لأنه كان إمام الانس والجن, أنه الحجة من بعده وذلك من علم سليمان أودعه الله آصف بأمر الله.

    إذن: دليل الإمامة والوصاية هنا ماذا صار؟ (كلام لأحد الحضور) لا, دليله العلم, يقول من علم سليمان أودعه اين؟ الآن كيف أودعه؟ يـأتي في بحث الرواية, أريد أن اقول أن الرواية تبين أن دليل الإمامة الأول هو العلم إخواني الاعزاء وهذا مع الاسف الشديد في كتبنا الكلامية عموما نحن ذاهبين لإثبات الإمامة من العصمة ومن النص وليس من العلم, وهذا ابعد الطريق علينا, لان مسألة العصمة أو مسألة النص, أما مسألة العلم كونوا على ثقة لا خلاف بين المسلمين أن الذين ورثوا علم الانبياء  السابقين هم علي وأهل بيته موجودة روايات عندهم وليس عندنا, أما أنت لا تجد في أدلتهم دلالة على  النص نادرا, حتى في أدلتنا مسألة النص لم يرد فيها إلا رواية أو روايتين, أهل البيت ^ بينوا أن إثبات الإمامة من اين يمر؟ انتم ثبتوا العلم, والأصحاب كانوا بهذا الشكل وهذه الثقافة كانت موجودة في اصحاب الائمة انتم انظروا عندما كان يذهب إمام ويستشهد الامام ويعرفون الامام اللاحق من أي طريق  كانوا يعرفونه؟ من العلم, كانوا يأتون ويسألونه اسئلة يقولون هذا الوصي أو ليس الوصي؟ عندما يجيب يقولون وصي وعندما لا يجيب يقولون ليس بوصي وخصوصا فيما يرتبط بالخواطر الذي بحثه سيأتي, (كلام لأحد الحضور) اقول بأنه أساسا مع الاسف الشديد أنه  يوجد مناهج وخطوط عامة أهل البيت أعطوا (فلاش لها) قالوا اذهبوا بهذا الاتجاه ولكن نحن ذهبنا باتجاهها, وليكن في علمك جرونا إلى اتجاهات أخرى, يعني هم ذهبوا إلى مسألة النص, أما مسألة العلم ما هي حقيقة الإمامة ما هي, حقيقة الولاية ما هي, حقيقة الوراثة ما هي, تلك كتب رواياتنا موجودة أو غير موجودة, حتى كتب المعاصرين انتم اقرأوا الشيخ السبحاني وغير الشيخ السبحاني تقرأون عندما نأتي مسألة الإمامة من مسألة النص والعصمة انتهت القضية, أما مسألة العلم لها أثار أو ليس لها أثار لذا لن تجد في كتب علمائنا من علماء الكلام بحوثا في علم الإمامة, حتى رسالة اتحدي, دلوني على رسالة أو رسالتين, أو كتاب أو كتابين, أو مختصر أو مختصرين بحثوا عن علم الامام ودوره في مسألة الإمامة والوصاية, مع أنه عندما ترجع إلى صريح القرآن الكريم تجد أنه عندما أعطى الملك لمن؟  يتذكر الاخوة {وزاده} لأن القضية كانت مرتبطة بالملك هذا الملك إلهي هذا النصب إلهي {وزاده بسطة في العلم والجسم} أبداً ليس عندنا جهات أخرى هذا العلم هو الذي يحصن الإنسان يجعله معصوما ويجعله كذا, ويجعله كذا هذا يـأتي من نتائج ومعطيات العلم, هذا وجه تذكره الروايات.

    العرفاء عندهم وجه آخر يقولون, الآن هذا لعله صاحبه عند وجه منشأ للرواية أو شيء آخر, يقولون, طبعا هذا  التعبير من لا لأنهم لا يقولون لا, بل وجه آخر, يقولون أساسا التصرفات في مقام التكوين لكل تصرف له صاحب خاص به, سليمان لم يكن من شأنه أن يقوم بهذا التصرف, وهذا في الامور الاعتبارية موجود إذا عندك عمل كبير جدا أنت تذهب على انسان, المدير العام لا يستطيع أن يحل المشكلة لابد أن تذهب إلى الوزير, أما إذا عمل صغير وذهبت إلى الوزير, الوزير هو يفعلها أو يقول اذهب أنا أتصل بفلان هو الذي يؤديها لك يعني أنا ليس من شأني أنا أنجز العمل, ومن هنا العرفاء يدخلون على باب آخر في السلوك يقولون إخواننا الاعزاء إذا عندكم مطلب كبير اذهب الامام الرضا ×, أما إذا عندك مطلب صغير اذهب إلى إمام زاده, لأنه المطلب الصغير عندما تذهب إلى الامام الرضا ×يقضيه أو لا يقضيه؟ لا ليس من شأنه وليس العمل مختص به بل هذا العمل يطلب من أولياءه وأحفاده وأولاده (يم الزغار روحوا يمهم) ويقضونها, طبعا هذه فيها وجه آخر ولعله أنا  في مكانات أخرى ذكرت هذا, نطبق العبارة.

    قال: وما يكون للمتصرفين في الوجود, يعني في عالم التكوين, اصحاب المقامات والأحوال, كالإحياء والإماتة وقلب الحقائق, قلب العصى حية مثلا, أو قلب تلك الصورة التي كانت على الستار, ذاك الأسد الذي كان على الستار جعله أسداً واقعياً, وقلب الحقائق كقلب الهواء ماء, يعني في المطر, وبالعكس, وطي الزمان والمكان, طي الزمان واضح, وطي المكان يـأتي به وإنشاء أقف على هذه النقاط, وغير ذلك إنما يكون للمتصفين بصفة القدرة, يعني يكون مظهرا من مظاهر هذا الاسم الذاتي وليس فقط صفة القدرة, وسوادن القدرة, والاسماء المقتضية, والاسماء يعني سوادن إذا تتذكرون في العلم كان عندنا الاسم العليم وسوادن الاسم العليم الذي هو سميع  وبصير, وهنا أيضا سوادن الاسم القدير الذي هو مميت, ومحيي ومعطي, ورازق إلى آخره.

    قال: ولكن متى يكنون ذلك, عند تحققهم, لا يصير محقق بل يصير متحقق به يعني مظهر من هذه المظاهر, عند تحققهم بالوجود الحقاني,  الآن هذا التصرف الذي يصدر منهم أما بوسطة روح من الارواح الملكوتية, وإما بغير واسطة, بل بخاصية الاسم الحاكم عليهم, على اصحاب المقامات والأحوال فافهم, تتمة الكلام تأتي.

    والحمد الله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/03/03
    • مرات التنزيل : 1557

  • جديد المرئيات