نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (142)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: وبكاءه وضجره وضيق صدره لا ينافي ما ذكر فانه بعض مقتضيات ذاته وصفاته {ما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء} من حيث مرتبته وان كان يقول انتم اعلم بأمور ديناكم من حيث بشريته. قبل أن أشير إلى البحث اللاحق هناك مجموعة من النتائج التي انتهينا إليها مع ذكر أدلتها إجمالا, لأنكم تعلمون بأنه هذا البحث من الأبحاث الاساسية المرتبة بصلب ما نعتقده في النبي الأكرم وائمة أهل البيت, أما النتائج فهي كالتالي:

    أولا: إن مظهر الاسم الأعظم واحد لا يتعدد لأن الاسم الاعظم واحد لا يتعدد.

    ثانيا: إن هذا المظهر وهو مظهر الاسم الاعظم, أن هذا المظهر مصداقه هو الحقيقة المحمدية.

    ثالثا: إن هذا المظهر له جميع الأسماء الحسنى.

    قال: فله كل الأسماء, يعني جميع الأسماء الحسنى وهذا من نفهمه من قوله تعالى {وعلم ادم الأسماء كلها} هذا الاحتمال أنا لم أجده في كلماتهم ولكنه الذي اعتقده أن المراد من الأسماء هنا يعني الأسماء الإلهية, وعلم ادم ومراد من ادهم هنا ليس ادم أبو البشر وإنما الآدم الذي هو مرتبط بعالم الملكوت.

    بعبارة أخرى: يعني حقيقة الآدمية, الحقيقة الإنسانية والتي متجسدة في الحقيقية المحمدية وعلم ادم الأسماء كلها, طبعا في بعض الروايات إشارة إلى هذا المعنى ولكن من باب ذكر مظاهر الأسماء لا نفس الأسماء, يقول حتى هذه السجادة  التي اجلس عليها حتى هذه علمها لآدم, من الواضح أن هذا السجادة مظهر لاسم من الأسماء الإلهية فلا تنافي بينما نقول وبينما هو المستفاد من جملة من الروايات كما أشرت إليه في الجزء 2 من كتاب التوحيد, وان هذه الحقيقة وهي الحقيقة المحمدية.

    النتيجة الأخرى: وان هذه الحقيقة وهي الحقيقة المحمدية هي واسطة الفيض إلى كل العالم ولذا هي رب العالمين ولكنها هذه الحقيقة بالتبعية والخلاف لا بالأصالة وهذا المعنى أشرنا إليه فيما سبق.

    وان هذه الحقيقة هي واسطة الفيض, لذا عبرنا فيما سبق أن المراد من وساطة الفيض يعني الربوبية والتربية, وان, نتيجة أخرى, وان كل شيء خاضع له لا يوجد شيء إلا وهو خاضع وساجد أمام هذه الحقيقة {فسجد الملائكة كلهم أجمعون} وانتم تعلمون أنه عندما نقول الملائكة كلهم أجمعون يعني من هم المدبرات أمراً لكل عالم الإمكان, وان هذه الحقيقة هذه النقطة التي أشرنا إليها إجمالا ولعله نشير إلى بعض أدلتها أيضا, وان هذه الحقيقة لها بعدان: بعد ارضي, وبعد سماوي غيبي والهي, عبروا عنها ما شئتم يعني تراب وطين ونفخت فيه من روحي, انشأناه بعدا آخر, يعني يوجد بعدان, بعد ارض وبعد الهي.

    بعده الارضي, لأن الآية قالت {إنّي جاعل في الأرض خليفة} إذن هذا الخليفة له بعد مرتبط بالأرض, والآن بعد ذلك ستأتي الإشارة لماذا لابد أن يكون له بعد ارضي, لذا الآن أريد أن اقرأ العبارات حتى نصل إلى الآخر.

    قال: وبكاءه, هذه العبارات قراناها في البحث السابق, فانه بعض مقتضيات ذاته ما يعزب عن ربك, أيضا قرأنا الرواية من أصول الكافي من حيث مرتبته وان كان يقول طبعا هذه من مصاد العامة من أتباع الخلفاء وإلا من مصادرنا لا يوجد, هذه القضية تدابير النخل وانه قال انتم اعلم بأمور دنياكم, وقد نوقشت بمناقشات مفصلة سندية ومضمونية.

    وان كان يقول انتم اعلم بأمور دنياكم من حيث بشريتهم, أنا لا أدري أن الشيخ القيصري كيف عندما يأتي إلى باطنه يقول هو واسطة الفيض لباطن هذا العالم وعندما يأتي إلى الظاهر يقول واسطة الفيض لظاهر العالم فإذا صار من هو اعلم منه هل يكون واسطة فيض بالنسبة إليه أو لا يكون, أصلا هذا ينسجم أنه يقول قبل صفحه يقول: بظاهره ترّب صور العالم وبباطنها ترِّب ظاهر العالم, ومع ذلك يوجد في الظاهر من هو اعلم منه, هذا أن ينسجم معهما مع الآخر أو لا ينسجم؟ كيف يمكن أن يكون هو الأكمل في الباطن ولا يكون هو الأكمل في الظاهر, أساسا هنا يوجد تناقض ولكن كما ذكر سيدنا العلامة الطباطبائي في مواضع متعددة عندما كان تأتي مثل هذه الكلمات في كلماتهم أو هذه المباني في كلمات هؤلاء كان يقول: لحقه ضعف من بيئته وتربتيه.

    باعتبار أنه يعيشون في أجواء علمية وفي النتيجة هؤلاء ليسوا معصومين فيتأثر بالجو العالم وبالمباني الموجودة وهكذا فتخرج مثل هذه الاشتباهات على مثل السنة هؤلاء.

    والحاصل أن ربوبيته للعالم, انظروا هذا المقام أين وأنت بتعبيرنا العراقي ( تخربها تقول اعلم بأمور ديناكم) إذا هو ربوبية العالم بيديه كيف يصير أنكم اعلم بأمور دنياكم.

    قال: والحاصل أن ربوبيته, هذا الإنسان الكامل, هذا الموجود وهذه الحقيقة, أن ربوبيته للعالم بالصفات الإلهية وقلنا معنى بالصفات الإلهية يعني بظهور تلك الصفات بهذه الحقيقة, مظهر جميع الصفات والاسماء الذي هو الاسم الأعظم, أن ربوبيته للعالم بالصفات الإلهية التي له من حيث مرتبته أما وعجزه ومسكنته وجميع ما يلزمه من النقائص الإمكانية, هذه النقائص ليس النقائص التي في العقل العملي يعني في الأخلاق, يعني في الشريعة يعني في الفقه, هذه النقائص يعني النقائص في العقل النظري يعني في الوجود, في مراتب الوجود طبيعي, أن الموجود الإمكاني في عالم المادة محفوف بحدود كثير وفقدانات كثيرة, وهذه الفقدانات يعبر عنها بالنقائص, إذن لا يذهب ذهنكم إلى أنه نقص بالمعنى المصطلح في علم الأخلاق, أو في علم الفقه, أو في البعد العملي.

    وعجزه ومسكنته وجميع ما يلزمه من النقائص الإمكانية, يعني الفقدانات المرتبطة بالوجود الإمكاني, بالبعد البشري, بالبعد المادي, من حيث بشريته الحاصلة هذه النقائص من التقيد, هذه ليست لأنه يستطيع أن يكون أكثر ولم يفعل, أنا وأنت يمكننا أن نكون أحسن من هذا ولكن لم نفعل, وليس أنه يمكنه في عالم المادة أن يكون أفضل ولكن ولا يفعل ليس هذا المراد.

    الحاصلة من هذه التقيد و التنزل , هذا التنزل على نحو التجلي الذي قلناه مراراً والتنزل إلى العالم السفلي { في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين} وهذه أسفل سافلين مرارا ذكرنا ليس في البعد العملي والعقل العملي بل المراد من أسفل السافلين في البعد النظري, يعني فيما يرتبط بمراتب الوجود, الآن لماذا فعل كل هذا, لماذا أنه جاء إلى تقيد وتنزل إلى العالم السفلي وبه يتبين فلسفة إنّي جاعل في الأرض خليفة, قال:  ليحيط بظاهره خواص العالم الظاهر, حتى يكون {أرسلنا رسولا منهم بلسان قومه} لماذا؟ يقول باعتبار أنه هذا يستطيع أن يفهم أكثر وأكثر يتفاعل وهكذا, عندما يكون موجود مادي واقعا يستطيع عندما يريد أن يتكلم ويوجه ويرشد ويربي كاملا هذه الخصائص المادية كاملا هو يعيشها فكيف لا يستطيع أن يوجه الآخرين من خلالها, لذا فيما سبق إذا تذكرون قلنا في أول الصفحة ليتصرف في العالم, ذاك بوجوده الإلهي ليتصرف بالعالم أما بوجوده المادي البشري الأرضي لأي شيء؟

    ليحيط بظاهره خواص العالم الظاهر, بينك وبين الله يا مولانا إذا كان بظاهره يحيط خواص العالم الظاهر كيف يكون اعلم بأمور دنياكم كيف ينسجم هذا مع تلك.

    قال: وبباطنه خواص العالم الباطن فيصير مجمع البحرين ومظهر العالمين, فنزوله, انتبهوا هذا الذي مرارا قلناه أن الحقيقة الإنسانية أن الإنسان الكامل إذا لم يكن له بعد مادي بشري ارضي كامل أو ناقص؟ يقول ناقص, ولهذا قال: فنزوله أيضا كماله, وإلا لو لم يكن واجدا لهذا لكان ناقصا, نفسه هذا إذا يتذكر الاخوان قلنا إذا لم يكن في هذا العالم شيطان وإبليس لكان العالم ناقصا ولم يكن تاما وكاملا, نعم إذا قسته إلى الهداية فهو نقص وأما إذا نظرت إلى النظام العام الكلي فهو جزء هذا النظام.

    فنزوله أيضا كماله كما أن عروجه إلى مقامه الاصلي كماله, هذه مرتبة من الكمال وتلك مرتبة من الكمال, فالنقائص أيضا كمالات باعتبار آخر, فانت إذا نظرت وقست عالم البشرية إلى عالم الإلهية تكون نقائص, أما إذا قلت هذا البعد البشري أضيف إلى البعد الإلهي نقص أو كمال؟ يكون كمال.

    إذن: بلحاظ المقايسة قد يكون نقص أما بلحاظ العالم الكلي والنظام الكلي يكون كمالا, فالنقائص أيضا, لذا انتم تجدون أن القرآن الكريم عندما جاء إلى قوله تعالى {إنّي جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} الله سبحانه وتعالى قال نعم هم أيضا يسفكون الدماء وأيضاً يفسدون في الأرض, نعم أنا أعطيت هذا الموجود قابلية أن يسفك الدماء وان يفسد في الأرض ولكن له القابلية أن لا يفعل فيكون هذا له نحو من الكمال, نعم أولئك الذي لا يفعلون ولا قابلية لهم هذه سالبة بانتفاء الموضوع وما هو قيته هذا؟ من قبيل الطفل عمره ثلاث سنوات وتمدحه تقول هذا أبداً لا يزني هذا ليس كمال له, نعم العفة لمن تكون كمالا؟ عدم ملكة, العفة وما يقابلها ليس متناقضان ولكن عدم ملكة في الموضع لذلك وهكذا باقي الكمالات.

    قال: فالنقائص أيضا كمالات باعتبار آخر يعرفها من تنور باطنه وقلبه بالنور الإلهي, الآن الإخوة إذا يريدون أن يرجعون في التوحيد المجلد 2 صفحه 414 هناك بينا أنه هذه {إنّي جاعل في الأرض خليفة} هذه النقطة الاساسية وهي أنه هذه البعد الارضي, إنّي جاعل في الأرض خليفة, هذا خليفة ليست دائرة خلافته في الأرض وإنما جعله في الأرض فدائرة خلافته أين؟ هذا بحث آخر فلا يقول قائل {إنّي جاعل في  الأرض خليفة} هنا إذا صار الخليفة ارضي فدائرة خلافته أين؟ لا هذه في الأرض  قيد الجعل لاقيد الخلافة لأن الخلافة جاءت بعد ذلك, (كلام لأحد الحضور) قلنا النقائص البشرية المرتبطة بهذا العالم وليس النقائص العملية وإنما النقائص الموجودة عندما يأتي إلى عالمنا ويصير مادي هل كما هو لو كان موجودا عقلانيا؟ فبالقياس إلى الموجود العقلاني يكون اضعف, أما ضمن النظام الأحسن إذا لم يكون موجودا يكون نقصا, هذا بحثه إذا صار وقت أنا أبينه إنشاء الله.

    قال: ولما كانت هذه الخلافة, هذه من هنا قوله ولما كانت هذه الخلافة هذا برهان ضرورة النبوة العامة عند العرفاء, تتذكرون أنه في الأبحاث العملية عندنا بحث أنه ما هو الدليل لضرورة النبوة, وعند الحكماء يوجد بحث في بيان ضرورة النبوة في الإلهيات نم الشفاء هذا البحث موجود, هذا البيان لإثبات ضرورة النبوة العامة يعني لابد أن يوجد لله خليفة ولا بد أن يوجد لله نبي, التفتوا جيدا ما الفرق بين النظرية الكلامية والفلسفية من جهة وبين النظرية العرفانية من جهة أخرى في ضرورة النبوة وثانيا في دائرة وظائف النبي والخليفة, هنا بحثين:

    البحث الأول: ضرورة النبوة, ما هو ملاكها وما هو دليلها؟ قرأتم في محله أما دليلها {ليقول الناس بالقسط} كما هو صريح آية سورة الحديد, {أنزلنا الكتاب والبينان والميزان ليقوم الناس بالقسط} لماذا يقوم الناس بالقسط؟ يقول حتى سيعيشون حياة اجتماعية مرفهة لأنه إذا لم يكن هناك قانون يستطيع أن يعدلوا فيما بينهم أو لا؟ وأفضل دليل لنا إلى ذلك انظروا إلى العالم الذي ابتعد عن التوحيد وعن الله  عن النبوة انظروا إلى القوانين الحاكمة فيه ما هي, لا تقول في مجتمعاتهم توجد كذا نعم لمجموعة يوجد حياة عادلة ولكن عندما تنظر إلى المجتمع البشير بينكم وبين الله القوانين الحاكمة فيه قوانين عادلة أو ظالمة وجائرة, نعم قد يكون لمجتمع ما عادلا كما في المصالح لذلك الاقليم وذلك البلد, ولكن قانون البشرية يكون عادلا للجميع حتى يعيش الناس في سعادة وفي رفاهية, لماذا يعيش الناس في سعادة ورفاهية لماذا؟ لأنه تسأل اصحاب هذا الدليل ماذا يعيش الناس في سعادة وفي رفاهية يقول حتى يهيئوا زادا للآخرة لماذا يجمعوا زادا للآخرة؟ يقول حتى يعيشوا حياة لذيذة في الآخرة.

    بعبارة أخرى: لسان حال الدليل الكلامي والحكمي لضرورة النبوة حتى يصل الإنسان إلى{ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة} هذا أقصى ما يريده المتكلم من النبي وما يريده الحكيم من النبي أن يعطيه حياة طبية هناك  ليعيش حياة طبية هناك, دائرة الخلافة أين عند هؤلاء؟ ليس في الأرض وليس في كل الأرض وإنما البشر وإلا ليس عنده شغل بالآخرين, ليس عنده شغل بالحيوانات بل عند شغل بالمكلفين وهم البشر والأنس {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.

    إذن: هذا لابد أن يكون دائرة نبوته وخلافته وتشريع احكامه لهذين الأمرين هذه نظرة المتكلم والحكيم.

    أما نظرية العارف: يقول أنا لي لي علاقة بان المجتمع يكون سعيدا أنا أريد أن الإنسان يكون انسانا إلهيا {ليخرجهم من الظلمات إلى النور} نعم إذا صار الفرد نوارنياً فهذا المجتمع الذي يصنعه مجتمع عادل أو مجتمع غير عادل؟ مسلم هذا من لوازمه, إذن وضع اليد ليس على البعد الاجتماعي وإنما على البعد الفردي, التفتوا جيدا هذا نزاع قائم بين المتكلمين وعلماء الاجتماع المطهري, السيد الصدر وآخرين أنه أساسا الدين جاء ليغلب البعد الفردي على البعد الاجتماعي أو جاء ليغلب البعد الاجتماعي على البعد الفردي؟

    أساسا لا يوجد تغليب وإنما النظرة مختلفة هذا يقول لابد أن ينظر إلى البعد الاجتماعي ولا يصلح لأنه ما لم يصلح الفرد لا يصلح المجتمع وذاك يقول إذا أصلحنا الفرد أصلحنا المجتمع. بعبارة أخرى ماذا يريد من الإنسان في الدنيا؟ ليس أنه يعيش حياة طيبة لا هذا لازم النورانية هي الحياة الطيبة.

    بعبارة أخرى: يريد أن { يخرجه من الظلمات إلى النور} يعني بعبارة أخرى يريد أن يدخله في الولاية الإلهية { الله ولي الذين امنوا} وانتم تعلمون متى يدخل الإنسان بحسب الاصطلاح في الولاية؟ في أول السفر الثاني يكون تحت الولاية الإلهية, هنا حتى يكون ادميا جيدا؟ يقول ليصل إلى مقام > هب لي كمال الانقطاع إليك<.

    بعبارة أخرى: نريد أن نوصله إلى قرب النوافل, نريد أن نوصله إلى قرب الفرائض, والهدف كثيرا يختلف كيف أنه يعيش في أكله جيد, وزوجته جيده, وسيارته جيده, وبين أن يوصله إلى مقام > هب لي كمال الانقطاع إليك< أساسا هدف العارف يريد أن يحول الإنسان من مقام إلى مقام آخر, يوجد كثير من الفرق بين أنه {آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة} > وبين ربي هب لي كمال الانقطاع إليك< الأول هدف المتكلم والحكيم والثاني هدف العارف هذا من حيث الهدف والغاية, دائرة الخلافة يعني ماذا أوسع؟ (كلام لأحد الحضور) كل العالم وليس الأرض, ليس >لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها < بل لفسد العالم, أساسا الإمام لصلاح العالم وهذه نظرية غير هذه النظرية, لذا نحن في هذا البحث في كتاب التوحيد الجزء 2 صفحه 417 بينا أن دائرة الخلافة غير مقيد وهي مطلقة بشواهد نحوية لأن الآية قالت {إنّي جاعل في الأرض خليفة} الخليفة متأخر والارض ليست قيد للخلافة بل هي قيد للجعل, المجعول ارض وليس دائرة الخلافة هذا أولا.

    ثانيا: توجد قرينتان مضمونيتان { علم ادم الأسماء كلها} {فسجد الملائكة كلهم أجمعون} مع أنه إذا ليس دائرة خلافته واسعة يحتاج إلى سجود الملائكة كلهم أجمعون؟ لايحتاج إلى ذلك, كما الآن علماء الكلام من الفريقين يقولون لا ضرورة إلى العصمة فيما زاد على التبليغ وفيما زاد على بيان الحلال والحرام وهذه الكلمات متداولة بين علم الكلام من الفريقين لماذا؟

    باعتبار أن دائرة النبوة والخلافة ضيقة فطبيعة الحال نحتاج شرائط تنسجم مع دائرة هذه الخلافة والنبوة, أما إذا توسعت دائرة الخلافة والنبوة لذا أنت إلا تستطيع أن تفهم الروايات التي تقول نعلم ما كان وما هو كائن وما يكون إلى يوم القيامة في دائرة هذا الفهم العام لعلماء الكلام للإمام, لأنه ما هو الضرورة إلى مثل هذا العلم؟ هو يريد أن يبين للناس الحلال, الحرام, الشريعة, إلى غير ذلك, فهل يحتاج أن يعلم أن الملائكة ماذا يفعلون فوق, ما هو علاقته هو؟

    متى يحتاج إلى هذه لأنه اذا كان هو الرب لها وهو واسطة الفيض بالنسبة لها, هو الحجة عليها وهو الإمام وهو المقتدى, إلى غير ذلك, لذا اخواني الاعزاء علم الإمامة في علم الكلام الإمامة في العرفان أساسا هذه نظريتان وليس نظرية واحدة وكثير من الروايات لا تفهم في النظرية الكلامية في الإمامة, أنت إذا أردت أن تفهم الإمامة في النظرية الكلامية ما هي؟ أنت ارجع إلى كتب الفريقين بالاتفاق ماذا يعرفون الإمام؟ لابد أن تعرفون, رئاسة عامة دينية في الدنيا والدين, يوجد شيئ آخر؟ ومن هنا جاءت الاشكالات إذن ما ضرورة الحجة في زماننا إذا هي رياسة للدين والدنيا, الإمام بزمن الغيبة يقوم بدوره أو لا يقوم بدوره؟ لا يستطيع, لا رئاسة دينيه عنده ولا رئاسة دنيوية, فلهذا اضطر البعض أن يذهب يمينا ويسارا ليجد وظائف مرتبطة بالرياسة ولكنها رياسة باطنية, هذه كلها من الفهم الخاطئ للإمامة لأنه هذه الإمامة الكلامية, الإمامة الكلامية لا تنتج أكثر من هذا, أما إذا أردت أن تفهم أصول الكافي > كيف يكون إماماً مفترض الطاعة ولا يطلعه خبر الأرض والسماء < سيدي يبن رسول الله ما هي علاقة مفترض الطاعة بخبر السماء والارض ماذا يفعل بهذا؟ لا أدري أتضح أو لا, وأنت في الامور الاعتبارية أيضا كذلك أنت الآن وزير المالية يطلع على أوضاع البلد الأمنية كما يطلع وزير  المخابرات؟ لا, لماذا؟ لأنه

    يقولون انت هذه مسؤوليتك ولابد أن تعطى إمكانات وتقارير بقدر مسؤولياتك, أما وزير المخابرات لابد أن يطلع على كل صغيرة وكبيرة الا أحصاها في البلد والا يضيع وضع امن البلد, هذا نفسه في النظام التكويني موجود ولذا انتم تجدون في الروايات هذا المعنى واقعا اذا انتم ترجعون الى البحار في أول الجزء الثالث والعشرين في باب الاضطرار الى الحجة هناك ينقل حدود 120 رواية بالضبط 118 في باب الاضطرار الى الحجة ومن  هذه الروايات هذه الرواية:

    عن الباقر قال: قلت لأي شيء يحتاج الى النبي او الامام؟ ما هي الحاجة؟ قال: لبقاء العالم على صلاحه ليس لولا الامام لساخت الارض بأهلها, لأنه الروايات عموما تقرأ> لولا الامام لساخت الارض بأهلها < من الواضح انها مرتبطة بأهل الارض أصلاً ليس مرتبطة بالأرض قليلا أوسع > لولا  الحجة لساخت الارض< أما الارض اين والعالم اين أصلا ما هي العلاقة بين الأمرين, لبقاء العالم على صلاحه, وهذه كما قرأتم في علم الاصول هذه ليس متنافيات وإنما مثبتات والمثبتات لا يوجد بينها تنافي, هذه تبين دائرة وتلك تبين دائرة وهكذا, وعند ذلك انت لا تبحث عن انه الامام الحجة في فلان صحراء شخص ضاع والإمام دله على الطريق هنا يقوم بوظيفته, واللطيف انه يوميا 3 مليون او 4 مليون يضيعون ويموتون والحجة (ما داير بال بس ضاع واحد دار باله) لا ادري كيف صارت القضية بهذا الشكل, يوميا كذا مليون انسان يموتون جوعا وهو مسؤول عنهم الا فلان شخص قام كان محتاج واتى احد دق الباب وقال خذ كذا, ماذا يعني انه فقط هذا محتاج لا ملايين محتاجين, نعم قد يقوم بهذا العمل في بعض الاحيان وفي قناعتي هذا غير مرتبط وإنما مرتبط بأولياءه وخدامه عليهم أفضل الصلاة والسلام, هو يدير نظام العالم الامكان, نعم من شوونه الجزئية الجزئية الجزئية 99 مرة جزئية تقول انه يدبر أمورنا يقودنا ولكن الله سبحانه وتعالى من سوء حظنا هيأنا المقدمات ليقودنا او لم نهيأ المقدمات؟ اذهب 3 او 4 أربعة الآف سنة ( واحد يضرب رأس الثاني الى أن تفتهمون انه تحتاجوني او لا تحتاجون) لما أفتهمتوا تحتاجوني في ذاك الوقت أنا آتي لأنه الى الآن نحن مفتهمين انتم محتاجين او لم تفتهموا؟ نعم من باب الثواب تقرأ انه دعاء العهد والا بينك وبين الله لو انت مضطر لوجود الحجة تنساه؟ انت لو عندك عملية ومحتاج الى مال تستطيع حتى في نومك أن تنساها أصلاً؟ نعم هذا الاضطرار اضطرار لفظي ظاهري نطقي ثوابي وعبر عنه ما تشاء وليس اضطرار واقعي وإذا تحقق الاضطرار الواقعي عند ذلك يرتفع المانع للظهور والا المقتضي موجود, هذه واحدة من شؤون ولذا انتم تجدون أن الائمة هذا الشأن ما تحقق لهم كل ما تحقق لهم هو لأمير المؤمنين في أيام قليلة, ولكن هذا لا يؤثر على إمامتهم الواقعية التي أنا اعبر عنها الإمامة الملكوتية التي نحن الآن غافلين عنها نتصور أن الإمامة والنبوة تدور في الإمامة الظاهرية والملكية فإذا غير موجودة نقول ما هي وظائفهم وأنا أتصور أن جملة من الاشكالات التي ذكرت في كلمات المحدثين من الفريقين منشأها هذا التفسير الكلامي للإمامة والا لو تفسر الإمامة بالتفسير العرفاني بالتفسير الواقعي الذي اعبر عنه بالإمامة القرآنية {إني جاعل في الارض خليفة} هذه الخلافة القرآنية عند ذلك كثر من الاشكالات سوف ترتفع,تعالوا معنا.

    ولما كانت هذه الخلافة واجبة من الله, هذه العبارة فيما سبق قلنا واجبة عن الله وليس واجبة على الله, أي خلافة؟ الألف واللام عهدية, الخلافة التي لها الاحياء والإماتة واللطف والقهر والرضا والسخط وجميع الصفات هذه الخلافة التي عرفها اذا تتذكرون في آخر صفحة 46 قال: وهي الخلافة ولها الاحياء والإماتة يعني مظهرية الاسم الاعظم, هذه الخلافة واجبة من الله ومن الواضح أن هذا المعنى من الخلافة واضح الدائرة التي لها كم وهي كل العالم. ولما كانت هذه الخلافة واجبة من الله تعالى في العالم, ليس في الارض وأهل الارض بل في العالم كله, بحكم {ما كان لبشر أن يكلمه الله الا وحيا} هذه بحكم ما كان لبشر أن يكلمه الا وحيا نص رواية واردة في أول كتاب الحجة من اصول الكافي والرواية هذه في الجزء الاول في صفحة 168:

    عن ابي عبد الله الصادق عن هشام بن الحكم عن الصادق انه قال للزنديق الذي سأله من اين اثبت الانبياء والرسل, يبن رسول الله من اين تثبت ضرورة النبوة وهذه النبوة العامة, قال: لانا لما أثبتنا أن لنا خالقا, صانعا, متعاليا عنا وعن جميع ما خلق, اذن يوجد قدرة على الارتباط المباشر او لا توجد؟ لا توجد.

    وكان ذلك الصانع حكيما متعاليا لم يجز أن يشاهده خلقه ولا يلامسوه فيباشرهم ويباشروه و يحاجهم ويحاجوه ثبت أن له سفراء في خلقه.

    هذا دليل الحكمة لذا قال: بحكم ما كان لبشر أن يكلمه الله, الرابطة غير موجودة بين الله وبشر اذن نحتاج الى واسطة, وجب ظهور الخليفة في كل زمان من الأزمنة, هذا الخليفة لابد أن يكون له بعد ارضي, ليحصل لهم الاستئناس ويتصف بالكمال اللائق به كل من الناس كما قال تعالى, لماذا لم يجعله ملكا؟ قال حتى لو جعلناه في النتيجة ملكا كان ينبغي أن يظهر بصورة رجل وإذا ظهر الملك بصورة رجل اذن رجع الاشكال من السابق, {ولو جعلناه ملكا} كان ينبغي أن يكون مسانخا لكم{لجعلناه رجلا} مقتضى { ما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه} {رسولا منهم}.

    قال: { ولو جلعناه ملكا لجعلناه رجلا} اذا صار هذا الملك رجل هل حلت المشكلة أم لا؟ قال: {للبسنا عليه ما يلبسون} نفس الاشكالية رجعت رجع الاشكال من الرأس.

    الى هنا بينا بنحو الاجمال والا التفصيل في محل آخر, اتضح بأنه أساسا النبوة التي يريدها العارف ليصل بالانسان الى قرب النوافل بل قرب الفرائض, أما النبوة التي يريدها المتكلم والحكيم ليصل بالانسان{ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة} كثير من الفرق بين المقامين, وان دائرة الخلافة هنا هو العالم وان دائرة الخلافة هناك الارض او بعض أهل الارض.

    سؤال: اذا كان, (كلام لاحد الحضور) بيان آخر قلنا أن هذا بيانه يختلف لأنه قاعدة اللطف لها حد محدود ومع وجود كثير من الاشكالات.

    سؤال آخر: وهو انه اذا كانت هذه الحقيقة وهذا الخليفة واحد اذن لماذا تعدد الانبياء والمرسلون؟ انتم قلتم أن هذه الحقيقة واحدة وان هذا هو الخليفة عن الله سبحانه وتعالى فلماذا تعدد الانبياء يقول هذا تعددهم ليس منشأه الفاعل تعدده منشأه حاجة القابل لأنه في كل زمان, في كل ظرف, في كل شرائط معينه, يحتمل تلك الحقيقة بتمامها وكمالها او لا يحتمل؟ فلابد أن يظهر مظهر من تلك الحقيقة.

    بعبارة أخرى: اذا يتذكر الاخوة قلنا ما هي النسبة بين الاسم الاعظم والاسماء الجزئية؟ قلنا أن الاسماء الجزئية هي مظاهر الاسم الاعظم, لماذا صارت مظاهر متعددة مع أن الاسم الاعظم واحد؟

    الجواب: لاختلاف حاجات الناس, بعض يحتاج الى الاحياء, بعض يحتاج الى الرزق, بعض يحتاج الى الإعطاء, بعض الى المنع, بعض بعض.., هذه احتياجات الناس مختلفة ومع الاحتياجات انزل من السماء ماء بقدرها {انزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها} {كل نمد هؤلاء وهؤلاء} فلا معنى اذا كانت حاجته الى الإعطاء يعطى الإماته او يعطى الاسم الاعظم لا معنى له.

    اذن: تعددت مظاهر الاسم الاعظم, الاسم الاعظم واحد ولكن مظاهره وهي الاسماء متعددة لاختلاف حاجة الناس, كذلك في المقام مظهر الاسم واحد ولكن لماذا تعدد الانبياء والرسل؟ لاختلاف حاجات الناس.

    اذن: جميع الانبياء والمرسلين مظاهر الحقيقة المحمدية حتى هوهو المظهر الأتم لتلك الحقيقة.

    قال: وظهور تلك الحقيقة, (كلام لاحد الحضور) باعتبار أتمها باعتبار الغالب عليها وهو الذي يرتبط بها مباشرة بلا واسطة, هو يرتبط بتلك الحقيقة وهو يأخذ منها ويعطي أيضاً تلك المظاهر ولنفسه, ولذا مرارا ذكرنا أن هذه الحقيقة بيد تأخذ وبيد تعطي, هي تعطي العقل الاول او الملائكة المقربين وهي تأخذ من الملائكة المقربين, يعني كيف أن هذه الحقيقة هي تعطي للملائكة, تعطي لجبرائيل وأيضاً تأخذ من جبرائيل, بمرتبتها الإلهية تعطي وبمرتبتها البشرية { نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين} لا يوجد مانع { إنا أوحينا إليك} { إنا أنزلناه} الى غير ذلك فهذه الآيات والروايات كاملا تأخذ فهمها في نظرية متكاملة, الكلام الكلام باعتبار في قوس الصعود هذا في قوس النزول هو واجد في قوس الصعود هو يأخذ من حقيقته الآن أما يأخذ بالمباشرة او يأخذ بالواسطة, بعض الحقائق يأخذها بالواسطة الذي بعض حقائق القران {نزل به الروح الأمين على قلبك} أما آية الكرسي يأخذها بلا واسطة فلذا عندما وصل في قوس الصعود في العروج وعندما وصل الى مقام قال لو دنوت أنملة لاحترقت فهنا يأخذ مع الواسطة او بدون واسطة, يأخذ ممن بدون واسطة؟ من حقيقته هو.

    قال: وظهور تلك الحقيقة بكمالاتها اولا لم يكن ممكنا, هذا الامكان الوقوعي يعني ليس محال ذاتاً ولكنه أساساً يوجد استعداد للقبول او لا يوجد الاستعداد؟ لا يوجد, فظهرت, من قبيل أستاذ البروفسور في العلوم الدقيقة والعميقة تأتي به الى طالب في الصف الاول الابتدائي تقول له انت بين كل ما عندك فذاك لا يستوعب, نعم لا بد انه يمر بخمسة وسائط الى أن يصير معلم ابتدائية يعلم واحد زائد واحد يساوي اثنان, والا اذا هذه ما موجودة وهذه هي مراتب الانبياء وتعدد الانبياء ومراتب أنبياء أولوا العزم وغير ذلك, طبعا هذا لا يكشف بالضرورة أن كل لا حق أفضل من سابقه لبيان لعله في وقته أبينه, يعني لا يتبادر الى ذهنك انه بالضرورة انه عيسى أفضل من موسى وإبراهيم, ونوح, هذا لا يكشف.

    وظهور تلك الحقيقة, لأنه أتى في ذهن فأجبت عليه,  وظهور تلك الحقيقة بكمالاتها اولا لم يكن ممكنا فظهر تلك الحقيقة بصور خاصة كل منها, أي من هذه الصور الخاصة, في مرتبة لائقة بأهل ذلك الزمان والوقت حسبما يقتضيه اسم الدهر في ذلك الحين من ظهور ذلك الكمال, وهي صور الانبياء, وعند ذلك تفهم>كنت معهم < ما معنى هذه المعية لأنه هو واسطة الفيض بالنسبة إليهم فكيف لا يؤخذ العهد والميثاق منهم على إمامته وولايته ونبوته, عند ذلك انت ارجع الى الروايات تجد انه بعث إليهم نبيا وادم بين الماء والطين, أي نبوة هذه؟ هذه النبوة الملكوتية في ذلك العالم, ولذا علمهم التوحيد والأصول واخذ عليهم الميثاق واخذ, وكذلك نبوة نبينا وإمامة عليا هذه كلها مأخوذة على الانبياء السابقين على القواعد بلا تكلف بلا حاجة, نعم على هذه المباني لا على المباني الكلامية فتلك غير قادرة على أن تفسر لنا ذلك المعنى.

    اذن: يفهم عند ذلك يفهم > صدقته وادم بين الماء والطين< > فنحن الأولون ونحن الآخرون< (كلام لاحد الحضور) نعم طبيعي على حسب حاجات الناس تفاضلت.

    وهي صور الأنبياء.

    والحمد لله رب العاملين.

    • تاريخ النشر : 2018/04/09
    • مرات التنزيل : 1520

  • جديد المرئيات