نصوص ومقالات مختارة

  • حوار مع الملحدين (34) – هل هناك دليل على وجود الله؟ (5)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    وبه نستعين
    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
    انتهينا في الأبحاث السابقة إلى أننا صرنا بصدد إقامة الدليل على وجود الله أو وجود الإله، وبينّا فيما سبق ما هو الفرق بين الإله وبين الله، قلنا اصطلاحاً الله الأديان غير قابل للتعدد، وهذا بخلافه في الإله فإنه يمكن أن يتعدد، ولهذا يقال آلهة أما الله مفرد لا جمع له بخلاف الإله فإنّه مفرد يمكن أن يجمع وله جمع، ويوجد أيضاً من يعتقد أن الآلهة ماذا متعددة كما في بعض الأمم والأقوام.
    ولكن هذا البحث وهو إقامة الدليل يبتني على مجموعة من المقدمات، أنا بودي أن الأعزة يلتفتوا جيداً حتى انه يتضح عندما نأتي إلى الأدلة ماذا نريد أن نثبت.
    البحث الأول لكي نؤمن لكي نؤمن بوجود شيء لابد من وجود تصديق منطقي بذلك الشيء، ولكي يحصل التصديق المنطقي لابد من تحقق التصور الذهني لذلك الشيء، إذن صارت عندنا مفردات ثلاثة: المفردة الأولى الإيمان بالشيء الذي بحثنا هل هناك دليل على ضرورة الإيمان بوجود الإله على ضرورة الإيمان بوجود الله أو لا يوجد؟ إذن المفردة الأولى الإيمان بالشيء، المفردة الثانية التصديق المنطقي بالشيء المفردة الثالثة التصور للشيء.
    ما هو الإيمان بالشيء؟ الإيمان هذا الذي يوجد في البحث الكلامي أن هذا مؤمن وهذا ليس بمؤمن، ما هو المراد من الإيمان؟ الإيمان هو الانجذاب أو التنفر عن الشيء، أنت إذا آمنت بأنّ هناك نشأة أخرى هي الآخرة وأنها تنقسم إلى ثوابٍ وعقاب، عند ذلك تنجذب إلى الثواب، وتتنفر من العقاب، فالإيمان يتضمن الميل والانجذاب إلى الشيء، وإلا إذا لم يوجد انجذاب وميل إلى الشيء لا يتحقق هناك إيمان بالشيء، هذه في الملذات الأخروية، في الملذات الدنيوية كذلك، أنت عندما آمنت بأن هذا الماء إذا شربته يكون ملذاً لك تميل إليه أو الطعام أو الماء أو اللباس أو أي شيء من الملذات الدنيوية، إذن الإيمان يتضمن الانجذاب والتنفر من الشيء.
    المفردة الثانية التصديق المنطقي ما معنى التصديق المنطقي؟ هذا الذي نقرأه في بحث المنطق أو نظرية المعرفة التصور ثم التصديق، ما معنى التصديق؟ يعني يوجد عندك دليل على أن هذا الشيء موجود في الواقع الخارجي، تقول نوع الدليل أقول يختلف باختلاف العالم، قد يكون دليلاً عقلياً، قد يكون دليلاً نقلياً، قد يكون رؤيا رآها وهكذا أنا لست الآن بصدد بيان نوع الدليل، ولكنّه إذا اعتمدت دليلاً من خلاله اثبت أنّ ما تصورته موجود في الواقع الخارجي هذا نصطلح عليه بالتصديق المنطقي، ولا ملازمة بين التصديق المنطقي وبين الإيمان؛ لان الإنسان قد يحصل له تصديق منطقي يعني علم بوجود الشيء ولكن مع ذلك لا يؤمن به، فلا ملازمة بين العلم أو التصديق المنطقي وبين الإيمان، بل ينفك أحدهما عن الآخر.
    لكن أريد أبين نقطة، ما هو أهم فرق بين هذين النوعين أو التصديق المنطقي والإيمان أو التصديق الكلامي، أيضاً يسمى تصديق كلامي أيضاً ما هو الفرق أن التصديق الكلامي أو الإيمان أمر اختياري للإنسان، أما بخلافه في التصديق المنطقي فإنّه أمر غير اختياري، اضطراري للإنسان يعني أنت إذا سمعت اثنين زائد اثنين ينطبع في ذهنك أربعة، هل أنت مختار في هذا الانطباع أو لست مختاراً؟ لا أبداً الآن أنا عندما افتح عينيّ تقع صورك في ذهني، اختياري هذا أو غير اختياري؟ غير اختياري للإنسان، وهذا هو الفارق الأساس بين العلم وبين التصديق القلبي أو التصديق الكلامي أو الإيمان، ولهذا نقول انه يمكن أن ينفك أحدهما عن الآخر، يعني يوجد هناك علم ولا تصديق، ولكن لا يمكن أن يوجد هناك تصديق وغير مسبوق بالعلم يعني بالتصديق المنطقي، كل إيمان فهو مسبوق بتصديق منطقي وليس العكس، ليس كل تصديق منطقي بالضرورة يلزم منه ماذا؟ هذا بحث قرآني لا علاقة له بالذي لا يؤمن بالقرآن قال وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم، مع انه يوجد عنده يقين يعني علم ولكنّه يؤمن أو يجحد؟ يجحد؛ لان الإيمان أمر اختياري، يا أيها الناس آمنوا ولهذا يقع مورداً للأمر الإلهي أو للأمر الديني انه يجب عليك أن تؤمن، إذا لم يكن اختيارياً يتعلق به الأمر أو لا يتعلق؟ يا أيها الذين آمنوا، آمنوا.
    المفردة الثالثة لكي تثبت شيئاً يعني التصديق المنطقي لكي تثبت شيئاً لابد أن تتصور ذلك الشيء، وإلا قبل التصور يمكن إثباته أو لا يمكن؟ ماذا تريد أن تثبت إذا لم تتصور، ومن هنا قالوا بأنّ كل تصديق منطقي لابد أن يكون مسبوقاً بتصور، الآن هذا التصور كيف أتصور الشيء بعض الأشياء مجهولة لي ولكنه أثبتها أبين ما هي النكتة فيها ولكن بنحو الإجمال بنحو القانون العام بنحو الأصل الكلي، لا يمكن إثبات أو وجود تصديق منطقي إلا وقبله يوجد تصور ولو تصور إجمالي يكفي، ولكنه لابد أن يوجد تصور.
    النتيجة التي ننتهي إليها أن الإيمان القلبي بوجود الإله أو بوجود الله فرع قيام الدليل على التصديق المنطقي والتصديق المنطقي فرع وجود تصور عن الإله أو عن الله، النتيجة ماذا تكون؟ نحن إذا دخلنا في أبحاث هذا مرتبط بأبحاث الكلام عند المسلمين وغير المسلمين، النتيجة عندما نريد أن ندخل إلى أدلة إثبات وجود الله قبل ذلك لابد أن نبحث عن التصور، ومما يؤسف له في كتبنا الكلامية والعقائدية مباشرة يدخلون إلى أدلة إثبات وجود الله.
    سؤال ما هو الله حتى تريد أن تثبته؟ وهذا نقص موجود في كتبنا الكلامية والعقائدية، أنت أوّلاً لابد أن تعطيني تصور عن هذا الذي تريد أن تقيم الدليل على ماذا؟ تريد أن تثبت ماذا؟ والذي يريد أن ينفي أيضاً عليه ماذا؟ يعني الملحد إذا يريد أن يقيم دليلاً على نفي وجود الإله أو على نفي وجود الله لابد أن يقول لي ماذا؟ ما الذي يريد أن ينفيه لابد افهم ماذا يريد أن ينفيه، حتى أقول له أن دليلك صحيح أو ماذا؟ بسم الله الرحمن الرحيم والدليل على وجود المجهول على ماذا أريد اثبت أنا، ماذا أريد أن اثبت وماذا أريد أن انفي؟
    وهذا الخطأ أيضاً موجود في كتب الملاحدة، في كتب الملاحدة مباشرة يدخل باعتقاده لإقامة الدليل، تقول لي هل يوجد عندهم دليل؟ نعم هم أيضاً يستدلون وعندهم أدلة فلسفية وغير فلسفية إن شاء الله في الوقت المناسب سيأتي، أوّلاً لابد أن يعين لي ما هو الذي يريد أن ينفيه؟ ولكنه في الأعم الأغلب يريدون أن ينفوا هذا الإله الذي نريد أن نثبته، يعني نحن نقول الله عالم، الله جميل، الله قادر، الله رؤوف، الله خير، يقول إذا كان هذا الإله الذي تقولون خير إذن لماذا نرى هذا الشرور في هذا العالم؟ لماذا نرى الزلازل لماذا نرى الأمراض، لماذا نرى الفقر لماذا نرى الظلم، هذا العالم الذي خلقه هذا الموجود الذي تقولون كله علم، كله قدرة، كله خير، كله جمال، كله رحمة، هذا الفعل ينسجم مع هذا الموجود أو لا ينسجم؟ خصوصاً إذا قرأتم أدلتنا القرآنية جيداً وانتم تقولون قل كلٌ يعمل على شاكلته فإذا، وجدنا شراً في العالم إذن هو خير أم شرٌ؟ وهذه واحدة من أهم أدلتهم لنفي وجود الله الذي يعتقد به علماء الأديان؛ لأنه نحن نقول أن هذا الله أو الإله الذي نعتقده ما هو؟ خير أم شر؟ نقول خير كله، أليس كذلك؟ يقولون إذا كان خيراً كله وحسنٌ كله وجمال كله، إذن يصدر منه شر أو لا يصدر؟ والقرآن يقول من شر ما خلق إذن في ما خلق يوجد شر، إذن كيف ينسجم هذا مع قولكم انه خير، إذن ارفعوا اليد عن هذا الإله، إن شاء الله في محله في جملة نقول هذا لا ينفي وجوده هذا ينفي هذه الصفة، انتم ليس إشكالكم على أصل وجود الإله، إشكالكم على صفته أنه خير.
    إذن أعزائي نحن عندما نريد أن ندخل في دائرة أدلة وجود الله يعني التصديق المنطقي، إذا أردنا أن ندخل في دائرة أو في محور أدلة إثبات وجود الإله أو وجود الله لابد أولاً أن نذكر التصور الذي نريد أو صفات أو تعريف أو الصورة التي في ذهننا التي نريد أن نثبتها.
    من هنا طرح بحث هل تصور الله ممكن أو ليس بممكن؟ فإذا قلنا أن تصوره غير ممكن إذن يغلق الباب إلى آخره، وهذا أيضاً مع الأسف الشديد لم يطرح بشكل مسألة مستقلة، لعله في مطاوي أبحاث المتكلمين والفلاسفة يوجد، ولكن يوجد بنحو متناثر، ولكن هو بنحو من الناحية المنطقية والتسلسل المنطقي لابد أن نبحث هذه المسألة، وهو انه هل تصور الله قبل التصديق المنطقي به ممكن أو غير ممكن؟
    بنحو الإجمال نقول ليس بالضرورة أن يوجد دائماً تصور عن الشيء لكي نقيم دليلاً على وجوده، الآن كثير من الحقائق المادية، الجاذبية ما هي حقيقة الجاذبية؟ يعرفها احد أو لا يعرفها؟ يعرفوها فقط من خلال آثارها أليس كذلك، إذن نحن حتى لو لم يمكننا تعريف الله أو تحصيل تعريف لله قبل التصديق نريد أن نعرف أن هذا العالم وهي آثاره أو له مبدأ أو ليس له مبدأ؟
    طبعاً يوجد كتاب في هذا المجال بودي أن الأعزة يراجعوه وهو من الكتب الجيدة بحث انه يمكن أو لا يمكن؟ نحن الآن كأصل موضوعي نفترض انه يمكن تصوره ولو تصوراً من خلال بعض صفاته وإن لم نتعرف على ذاته وحقيقته، حتى يفتح الطريق لنا إلى المرحلة الثانية إقامة الدليل على إثبات وجوده، وانه موجود في الواقع الخارجي، هذا نفترضه أصلاً موضوعياً، أصلاً مفروغاً عنه حتى نستطيع أن ندخل إلى المراحل اللاحقة، وإلا في نفسه أيضاً يحتاج إلى بحث يعني إذا أغلق باب التصور بأي نحو من الأنحاء لا ذاته لا صفاته لا أي طريق من الطرق لمعرفته ولتصوره يغلق باب التصديق به، لان التصديق فرع التصور وما لم يوجد هناك تصور فلا مجال للتصديق.
    البحث الثالث إذا تحقق التصور بأي نحو من الأنحاء وقام الدليل على إثبات وجوده وحصل الإيمان بما قام الدليل على وجوده، عند ذلك يأتي دور الأثر العملي لهذا الإيمان، يعني أنت بعد أن تصورت السم ما هو وثبت لك أن هذا السائل ما هو؟ موجود في الواقع الخارجي بالدليل هذا أمامك، وحصل لك إيمان واعتقاد من يشربه يهلك، أو إذا ألقى بنفسه من شاهق تتكسر عظامه ما هو الأثر العملي يلقي بنفسه أو لا يلقي بنفسه؟ لا يلقي بنفسه ولو أعطيته الدنيا يلقي أو لا يلقي؟ لا يلقي، لماذا لا يلقي؟ لأن هذا الإيمان يولّد أثراً عملياً فبقدر الإيمان يوجد الأثر….
    الآن لو أن إنساناً أقام مئة دليل على أن المعاد موجود، ولكن يعيش في الدنيا وكأن الآخرة غير موجودة هذا مؤمن أو غير مؤمن؟ هذا عالم بوجود المعاد ولكن مؤمن أو ليس بمؤمن؟ بأي دليل نقول ليس بمؤمن؟ نقول لو كان يؤمن لأثّر في عمله وظهرت آثاره عليه، ولهذا تجدون السيد الطباطبائي هذا البحث في الميزان السيد الطباطبائي في الميزان في تفسير القرآن المجلد الثامن عشر في ذيل الآيات واحد إلى سبعة من سورة الفتح يقول الإيمان بالشيء ليس مجرد العلم الحاصل به، الإيمان شيء والتصديق المنطقي الذي هو العلم شيء آخر، هذان اثنان ويقول الآيات القرآنية تبين إنّ الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى إذن عنده علم تبين أو لا يوجد؟ ولكنه مرتد أو مؤمن، لا يوجد إيمان، علم يوجد وهكذا إن الذين كفروا وصدوا وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم وجحدوا بها وأضله الله على علم، مع انه عالم ولكن يعمل أو لا يعمل يؤمن أو لا يؤمن؟ لا يؤمن، فمجرد العلم بالشيء والجزم بكونه حقاً يعني التصديق المنطقي، لا يكفي في حصول الإيمان واتصاف من حصل له به قد يكون عالماً وليس…. ولهذا في بعض كلمات القصار لعلي بن أبي طالب يقول كم من عالم علمه معه ولكن لا ينفعه، لماذا لا ينفعه؟ لأنه يوجد إيمان أو لا يوجد إيمان؟ لا يوجد إيمان، بل لابد من الالتزام بمقتضاه عقد القلب على مؤداه الذي هو الإيمان فما هو الإيمان هذا عقد القلب، ولهذا تسمى عقيدة لماذا يسمى القضايا الإيمانية عقائد؟ لأنه أنت تعقد قلبك كأنه تربط أحدهما بالآخر بنحو لا ينفك أحدهما من الآخر، أين نعرف ذلك؟ هذا في مقام الثبوت العقيدة، آثاره أين تظهر؟ آثارها تظهر في عمله فإذا كان مؤمناً يعمل بمقتضاه، إن لم يعمل بمقتضاه نستكشف بالبرهان الإني انه مؤمن أو ليس بمؤمن؟ ليس بمؤمن، قال بحيث يترتب عليه آثاره العملية ولو في الجملة، فالذي حصل له العلم بأن الله تعالى لا إله فالتزم بمقتضاه كان مؤمناً وإن لم يلتزم بمقتضاه لم يكن ماذا؟ وإن كان عالماً بأن الله موجود.
    سؤال هذا التصور الذي قلنا أصل مفروغ عنه وهذا التصديق الذي قلنا هو الذي سيعين دائرة وصفات هذا الإله هل من صفاته فيثبت انه لابد أن يبعث أنبياء ودين أو ليس من صفاته؟ ولهذا قد يقول الإنسان أنا مؤمن بأن الله موجود، تقول له تعتقد بالأنبياء يقول لا لا اعتقد بالأنبياء، هؤلاء الذين في الغرب يسمونهم الإلهيون يعتقدون بوجود الإله ولكن يعتقدون بالنبوة أو لا يعتقدون؟ يقولون هذا الإله الذي نحن نعرف ليس من وظائفه أن يرسل لنا نبيا، إذن هذا تابع لدليلك، هذا الدليل يثبت أي اله؟ إله بمواصفات يبعث أنبياء أم إله بمواصفات ماذا؟ هذا تابع للدليل لنوع الدليل، ولهذا ينقل في الفلسفة اليونانية أن أرسطو كان يؤمن بوجود الإله ولكن لا يعتقد بالأنبياء، يقول كما أن هذا الإله نجد انه للنباتات بعث نبياً أو لم يبعث نبياً؟ لم يبعث نبياً، بعث للحيوانات بمختلف أصنافها نبياً أو لم يبعث؟ لم يبعث، كيف يدبرون أمورهم يقول من خلال ما أودع فيهم الله أيضاً أودع فينا عقلاً ونحن من خلال الصح والخطأ ومن خلال التجربة نعرف لا ينفعنا ولا يضرنا فلا نحتاج إلى الأنبياء، هذا تابع لأي شيء؟ تابع للإله بأي مواصفات ثبت لك في المرتبة الثانية يعني في التصديق المنطقي ما هي صفاته؟ هذه نظرية.
    نظرية أخرى تقول هذا الإله البشرية إلى حد معين من قبيل الطفل الصغير إلى عمره سنة وسنتين لكي يتعلم المشي يحتاج إلى ماذا؟ تأخذ بيديه أو لا تأخذ بيديه إذا لم تأخذ بيديه يتعلم أو لا يتعلم؟ لا يتعلم، ولكن إذا تعلّم المشي فيحتاج احد يأخذ بيديه أو لا يحتاج؟ لا يحتاج، لماذا؟ يقول لأنه تعلم، نظرية موجودة تقول أن خاتم الأديان ليس معناه انه البشرية دائماً محتاجة إلى هذا النبي الخاتم والى شريعته، لا يعني أن البشرية مع وجوده سوف تصل إلى مرحلة تحتاج إلى نبي من الله أو لا تحتاج؟ لا تحتاج، هي تصل إلى مرحلة من الرشد والوعي والفهم والتحقيق والتجربة فتحتاج إلى النبوات أو تكتفي بعقلها؟ هذا الذي تجدوه في الغرب، في الغرب تقول له مسيح يقول بلي المسيح كان مهم وفي دورة تاريخية معينة الآن نحتاج أو لا نحتاج؟ لا أبداً لا نحتاج، وهذا الذي ينسب أيضاً إلى بعض المفكرين الإسلاميين أيضاً هذه نسبة صحيحة أم لا؟ في محله، هذا ينسب إلى محمد إقبال اللاهوري يقول بأنه أساساً لما كان العقل ضعيفاً يعني في مرحلة الطفولة وقبل النضج فيحتاج إلى… أما إذا وصل إلى مرحلة الرشد العقل الإنساني فيستغني، ولهذا جملة من التساؤلات التي جاءت هنا وهناك قالوا سيدنا افترضوا الله نقبل بوجوده، ما هو الدليل على ضرورة وجود الأنبياء والدين في حياة الناس؟ هذه مسألة غير المسألة السابقة لا يتبادر إلى ذهن البعض انه إذا أثبتنا وجود الله إذن تثبت ماذا؟ النبوة لا، لا ملازمة تحتاج إلى دليل آخر ودليل مستقل.
    سؤال ثبت وجوده يوجد معاد أو لا يوجد معاد؟ هل توجد ملازمة أو لا توجد ملازمة؟ أبداً لا توجد ملازمة، الدليل اثبت لنا أن الإله موجود، ولكن هذا الإله يوجد عنده هذا العالم الدنيا وعنده عالم آخر اسمه عالم الآخرة ،فذاك العالم لا متناهي وفيه خلود ابدي إما جنة وأإما نار هذا لا يخرج من نفس إثبات انه ما هو؟ هو موجود لا ملازمة، نعم إذا ثبت انه حكيم وأنّه عادل ويقع في هذا العالم ظلم فإذا لا يثيب العادل ولا يعاقب المسيء فهو حكيم أو ليس بحكيم، ولهذا واحدة من أهم أدلة إثبات المعاد صفة الحكمة (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ) (سورة المؤمنون: 115) هذه أي صفة؟ العبث في قبال الحكمة، إذن الآية تثبت المعاد بأي برهان؟
    نحن مفصلاً في كتاب المعاد رؤية قرآنية أوضحناه يعني تجعل وصف الحكمة حداً أوسط في البرهان لإثبات المعاد، سؤال فإذا دليلك لا يثبت أن الله حكيم تستطيع أن تسدل بالحكمة على إثبات المعاد أو لا تستطيع؟ إذن انظروا كيف أن الدليل سيعين لنا يمكن إثبات المعاد أو لا يمكن؟ إذا واحد قال نعم أنا معتقد أن الله موجود، ولكن تقول لي حكيم أقول لا ليس حكيم، يفعل كما يريد لا يسأل عن ما يفعل وهم يسألون، الاشاعرة هكذا ينسب إليهم يقول لا احد يسأله أنت لماذا هكذا فعلت ولماذا؟ يقول يعجبني هكذا افعل، من يستطيع أن يعترض على الله يقول لماذا هكذا يفعل؟ أليس كذلك؟ إذن يمكن إثباته أو لا يمكن إثبات المعاد؟ فقط أريد أضعك في الصورة في السياق انه الأدلة لإثبات وجوده هي التي ستعين صفاته هذه الأدلة هي التي تقول هذه الصفة موجودة هذه الصفة، طبعاً التناسخية قالوا حتى لو قبلنا انه حكيم ليس بالضرورة أن يكون معاد في هذه الدنيا ينقل روح المسيء إلى بدن حيوان فيعاقبه من خلال ذلك إذن الحكمة لا تثبت وجود المعاد، نحن الآن لسنا بصدد إثبات الدين ولسنا بصدد إثبات الأنبياء ولسنا بصدد إثبات المعاد ولسنا بصدد إثبات… إذ البعض يأتي يقول لي الإمام بحثه عقلي والى الآن النبوة لم تثبت انها عقلية بذاك المعنى، نحن فقط بصدد إثبات مبدأ لهذا العالم أدلة إثبات وجود الله، صفاته ما هي؟ بحث آخر، له أنبياء أو ليس له أنبياء بعث رسل وأنبياء أرسلنا إليكم أنبياء ورسل أو ليس له؟ بحث آخر له عالم معاد بحث آخر وغير ذلك.
    الآن يأتي هذا التساؤل ما هي التصورات الموجودة عنهم؟ وهذا بحث الحق والإنصاف بحث قيّم دقيق، عميق، مفصّل ولكنّه مغفول عنه في كتبنا الكلامية، أنا لا اعلم كتابه مترجم ولكن قرأت عن الكتاب بعض يقول انه بعض المفكرين الغربيين ولعله من الأمريكيين أحصى عدد التصورات الموجودة عن الله فبلغت 29 تصور، يعني عندما يرسم اللوحة يرسمها ألف وباء وجيم ودال إلى 29 تصور، وبعض أحصى التصورات الموجودة فقط في الفكر الإسلامي حدوداً بلغت 10 .
    الآن فقط أنا أشير لك إلى بعض المصادر وإلا لا نستطيع أن نقف من المصادر الجيدة في هذا المجال هذا الكتاب الله والإنسان هذه كاتبة بريطانية كارين انسترونك على امتداد أربعة آلاف سنة من إبراهيم الخليل حتى العصر الحاضر، ناشر الكتاب يذكر خلاصة عن الكتاب خلف الكتاب، الله والإنسان تقول هذه الأسئلة لابد أن نجيب عليها هذا الكتاب بانوراما واسعة تضيء ساحة الفكر الديني وساحة رؤى المفكرين نحو الله وتضم تنوعاً كبيراً وتبايناً حتى في داخل الدين الواحد، كونوا على ثقة الفاصلة بين تصور ابن عربي عن الله عن تصور الصدوق عن الله 180 درجة، يعني تباين تام كلي، توجد جهة اشتراك أو لا توجد جهة اشتراك؟ أبداً أي الله أنت تؤمن؟ أنت جنابك أي الله تؤمن وهكذا ما طبيعة الله؟ ما صفاته؟ أين يقيم؟ في السماء أم في الأرض؟ أم انه يقيم في الأعماق العميقة داخل الإنسان؟ لا يسعني الدنيا ولكن يسعني قلب عبدي… مكانه أين إذن؟ في وجود الإنسان، أهو شيء؟ يقول الجواب من أرسطو اليوناني مروراً بافلوطين (الاسكندراني) التصف الوثني والنصف مسيحي والمجامع الكنسية واروسطين ثم بفلاسفة ولاهوتي الإسلام، وصوفيي ابن سينا الفارابي الرازي ابن حنبل السهروردي، ابن عربي، الحلاج، طبعاً هنا نسى يقول السيد حيدر الآملي، ملاصدرا، حكيم السبزواري، السيد الطباطبائي المنهج الاخباري، المنهج التفكيكي وهكذا، هذا كل واحد أنا بودي إن شاء الله كتاب المنهج التفكيكي ماذا يقولون عن تصورهم عن الله وحقهم، لماذا؟ لأنه يقول دليل الله يقول بأي مواصفات؟ بهذه المواصفات، ومفكري اليهود واحبار اليهود في العصور الوسطى انتهاءً بالمفكرين والفلاسفة في العصر الحديث من دينيين تومى الاكويني ابن تيمية ابن القيم إلى ديكارت إلى هيگل إلى فيورباخ إلى كانت إلى نيوتن إلى محمد اقبال إلى الافغاني إلى محمد عبده أي الله أنت تعتقده؟ أساساً أي الله تريد تثبت؟
    انظروا إلى الفهرسة، الإله المسيحي اله الإسلام، اله الفلاسفة، اله المتصوفين، اله المصلحين، الله في القرن التاسع عشر، تقول هذه كلها بطلت نحن نريد الله والمستقبل يعني ماذا الله والمستقبل هو تصور أنت يا الله تريد بأي مواصفات؟ اليوم ارجعوا إلى أنفسكم بل الإنسان على نفسه بصيرة أي الله تؤمنون به، بينكم وبين الله اليوم تكونوا مع أنفسكم ليس فقط أنتم اذهبوا واسئلوا هؤلاء العلماء الذين لا يقبلون نظرية تعدد القراءات التي أقول بها، اسأله قل أي اله تؤمن به قد يقول فاسق فاجر طلعوه من هنا ولكنه اسأله قول في النتيجة الفلاسفة بهذا الشكل يقولون ابن سينا هكذا يقول ملاصدرا هكذا يقول شيخ الإشراق هكذا يقول كلهم هكذا ولكن تقول له في النتيجة أي اله أنت تؤمن به حتى أنا اقلدك واؤمن بهذا الإله الذي أنت تقوله.
    تعالوا معنا إلى صفحة 47 من كتاب آلهة في مطبخ التاريخ اله انيشتين هذا اله ماذا مواصفاته يعمل بالقوانين مثل ما يقول خلق العالم بقوانين خاصة كما يقول اله نيوتن؟ يعني اله نيوتن يعني نفس اله انيشتين أو اله يختلف تعالوا معنا في صفحة 53 اله استيفن هوكينگ هذا الذي مات قبل الفيزائي المعروف البريطاني بعدين عنده عنوان لطيف آلهة فيزياوية متقابلة يقول هذا الإله قابل وفيه مواصفات وهذا فيه مواصفات، ومعرفه الله في الفلسفة الحديثة هذا كم شكل الله معرفيه إلينا؟
    جيمز گولنز ترجمة فؤاد كامل بودي أن الأعزة فقط يرجعون إلى فهرس الكتاب وفقط اذكر لكم واحد أو اثنين منه الله واله (هذه النظريات تقول هكذا عند الغربيين) متناهياً ومتطوراً يقول من قال بأنه الإله لا متناهي الإله متناهي سؤال يتطور أو لا؟ يقول أنت إذا عندك طفلك بهكذا إلى أن يصير خمسين سنة يتطور الله لا يتطور؟ يقول على ماذا؟ يقول: ولهذا يشوف أفعاله بعضهن فيه إشكال ونقص بعض يكملهن ويعدلهن هذا اله يتصوروه هكذا يعتقد أنت عندما تقول له لا متناهي يقول لا، البراهين تثبت تناهيه تقول له ثابت أنا وأنت ماذا نقول؟ كاملٌ هو ماذا يقول؟ يقول لا، متطور لأنه أين عنده مشكلة يقول إذا قلت علمه مطلق وقدرته مطلقة لماذا خلق هكذا عالم كله نقائص وشرور وبلايا وامراض وزلازل إذن عنده علم مطلق أم لا؟ إما ليس له علم مطلق ولا يعرف وحتى لو اثبتت عنده علم مطلق فليست له قدرة يقول والله ادري هذا خطأ لكن لا ادري قدرة ماذا افعل هذا الذي عندي قدرت اسويه أنت إذا سويت عمل كتبت كتاب فيه بعض النقائص تقول والله هذه قدرتي لا يكلف الله يتكلم يقول لا يكلف نفساً إلا عن قدرته ووسعه وهذا وسعي هذه التصورات موجودة ولهذا أنت لابد الآن تصير في صدد تبحث لي أنت أي الله تريد تثبت.
    إن شاء الله هذه النقطة في الاسبوع القادم حتى افتح لكم أكثر تعدد التصورات ونحن في مدرسة أهل البيت أي تصور عن الله عندنا؟ التعبير واسع جداً فالفرض مدرسة أهل البيت ماذا هو؟ كل على نمط واحد؟ مدرسة أهل البيت الاخباريين أي الله يثبتون مدرسة أهل البيت الفلاسفة أي فلاسفة؟ مشاء أم اشراق أم حكمة متعالية أي منهما؟ عرفاء مدرسة أهل البيت مثل الحيدري الآملي الآن دعوني من ابن عربي هؤلاء أي الله يريدون أن يثبتون أنت شيعي أو لست بشيعي؟ عندما قلنا في درس الفقه بأنه عندنا تشيع اخباري وعندنا تشيع كلامي وعندنا تشيع فلسفي وتشيع عرفاني ثقل على البعض الآن عندنا الله متعدد التصورات الله ضمن الرؤية الاخبارية، الله ضمن رؤية الفلسفة أو ملاصدرا، الله ضمن رؤية سيد حيدر الآملي، الله ضمن رؤية العلامة الحلي لأنه متكلم وهكذا وهكذا فانت اليوم ارجع إلى نفسك وتأمل بل الإنسان على نفسه بصيرة هذا من تقول ماء هذا السائل المعروف يأتي أمامك من تقول الله الهي ماذا التصور الذي يأتي إلى ذهنك والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/04/12
    • مرات التنزيل : 2765

  • جديد المرئيات