بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
قال: وهي صور الانبياء فان اعتبرت تعيناتهم وتشخصاتهم لغلبة احكام الكثرة والخلقية عليك حكمت بالامتياز بينهم والغيرية.
قبل الدخول في البحث اللاحق أو في هذا البحث لهذا اليوم بقيت عدة نكات وردت اسئلة متعددة بالنسبة إليها أجيب عنها إجمالا وادخل البحث.
النكتة الاولى: التي تحتاج إلى تذكر هي قوله فنزوله أيضا كماله, كيف يمكن أن يكون النقصانات الامكانية كمال؟ إخواني الاعزاء هذه القضية إنشاء الله تعالى بحثها سيأتي في لاحق هذه الابحاث وهو أن واحدة من أهم اعتراضات العارف على الحكيم في هذه النقطة: وهي أن الحكيم ينزه الله, كيف ينزهه؟ بأن لا يقول أنه جسم, بأن لا يقول أنه مادة, هذا هو التنزيه, التنزيه ما هو؟ أن ينزه الحق عن كل ما هو مادي وجسماني, هنا يـأتي اعتراض العرفاء يقولون هذا التنزيه هو عين التشبيه لأنكم شبهتموه بالموجودات المجرة التي ليس لها إلا التجرد, فتنزيهه عندك مرجعه إلى التشبيه.
إذن: ليس هذا تنزيه, التنزيه أن لا يشبه بشيء وأنت لم تشبهه بالأمر الجسماني ولكن شبهته بالأمور المجردة فما الفرق في النتيجة كما أن الجسماني من مخلوقاته فالأمور المجردة أيضا من مخلوقاته, أن قلت أن هذا ليس مثل ذاك, هذا تنزيهه هو عين التشبيه, من هنا فهم يعتقدون بأن الحق سبحانه وتعالى فيه تنزيه وأيضاً فيه تشبيه, من اين يأخذون ذلك؟ يقولون الله سبحانه وتعالى, اولا أن البحث ليس بالذات حتى يذهب ذهنك إلى الذات, لان الذات اللا بشرط المقسمي ذاك لا حديث عنه وإنما أفعاله, تنزلاته فالحق سبحانه وتعالى كما هو مع المجردات بنفس المعية مع الماديات لا فرق, {وهو معكم أينما كنتم} وليس فقط هو مع المجرد, مع المجرد ومع غير المجرد مع المادي مع الجسماني, فلذا عبارة السيد الآشتياني في شرح فصوص الحكم صفحة 131 حاشية مفصلة الاخوة إنشاء يراجعونها هناك, قال: أنك تعلم تحت قوله ونزوله أيضا كماله, نزول هذا الموجود الكامل, الإنسان الكامل, الحقيقة المحمدية, انك تعلم من الحكمة المتعالية أنه تعالى تام الذات, كامل الحقيقة, ومن لوازم كونه تاماً أن يكون فوق التمام ومعنى كونه فوق التمام أن يتنزل في جميع مراتب الإمكان من مراتب التقديس والتشبيه معا.
هذا هو معنى التنزل وليس فقط أن يتنزل إلى المجردات إلى المقدسات, إلى التنزيه, أما إلى الامور التشبيه لا يتنزل هذا ليس كماله, كماله أن يكون موجودا في جميع هذه المراتب فلو خلى منه مرتبة من المراتب لم يكن تاما كامل الذات بل كان ناقصا كما أن الفيض الإلهي إذا لم يكنه فيه البعد المادي كان تاما الفعل الإلهي أو ناقص؟ كان ناقصا.
إذن: ونزوله يكون مرتبة من مراتب كماله سبحانه وتعالى, فما هو مظهر الاسم الاعظم لابد أن يكون كذلك هذه نكتة.
النكتة الثانية: قال والكامل المطلق هو المسمى بمحمد بن عبد الله خاتم الانبياء والمرسلين فأنه أكمل أفراد هذا النوع وهو المظهر التام لتلك الحقيقة, أي الحقيقة المحمدية.
إذن: محمد ابن عبد الله, رسول الله, هذا الذي ظهر بعنوان خاتم الانبياء والمرسلين هذا ليس الحقيقة المحمدية بل هذا المظهر الأتم للحقيقة المحمدية, بل هو نفس تلك الحقيقة من وجه وغيرها من وجه, لماذا نفس تلك الحقيقة؟ باعتبار أنه يرتبط بتلك الحقيقة بالواسطة أو بلا واسطة؟ بلا واسطة, بخلاف غيره فأنهم إذا أرادوا الارتباط يحتاجون إلى واسطة أو وسائط هذه نكتة.
النكتة الثانية: التي لا بد أن يشار إليها وهو أنه بعض الاخوة سأل بأنه ما هو وجه ارتباط هذه الآية {ما كان لبشر أن يكلمه الله الا وحياً أو من وراء حجاب} مع أن الآية فيها تتمة, الآية في سورة الشورى فيها تتمة, (كلام لأحد الحضور) نعم {أو يرسل رسولا} لكن هو لم يشر إلى التتمة وإنما فقط أشار إلى هذين المقطعين.
الجواب: على فهم هؤلاء أن قوله {ما كان لبشر أن يكلمه إلا وحيا} مراد من وحيا يعني الارتباط المباشر يعني هو مقام الفناء والبقاء بعد الفناء, ومراد {من وراء حجاب} يعني حجب الانبياء والمرسلين, يعني المراد من الحجاب هنا يعني الله تكلم بلا واسطة ولكن تكلم معنا بحجاب أو ليس بحجاب؟ من هو الحجاب؟ هم الانبياء, هم الأوصياء, هم الائمة, ومراد من الحجاب هذه المعنى عند فهم جملة من هؤلاء هذه النكتة الثانية.
النكتة الثالثة: وهي التي سأل عنها بعض الاخوة وهي قوله: حسبما يقتضيه اسم الدهر, ما هو المراد من الدهر؟ إخواني الاعزاء هؤلاء يعتقدون أن الزمان له روح وروح الزمان هو الدهر, فالدهر هو روح الزمان, إذن هذا الزمان يقتضي هذا الشيء وذاك الزمان يقتضي هذا الشيء بمقتضى روحه الذي هو الدهر.
لذا قال: حسبما يقتضيه اسم الدهر في ذلك الحين, أي في ذلك الزمان, يعني حسب ما يقتضيه روح الزمان في كل زمان, في ذلك الزمان من ظهور الكمال.
الآن تعالوا نرجع إلى الحقيقة المحمدية هذه الحقيقة إخواني الاعزاء كما سيصرح وكما بينا سابقا أن هذه الحقيقة تتعدد أو لا تتعدد؟ لا تتعدد, هي ما هي؟ هي حقيقة واحدة, لهذا قال بعد اسطر قال: فالقطب الذي عليه مدار احكام العالم واحد.
هذا القطب لا يتعدد ولكن في كل نشأة, التفتوا إلى القاعدة أساس القاعدة ندخل إلى البحث, في كل عالم من العوالم نزولا وصعودا هذه الحقيقة لها مظهر خاص في تلك النشأة ولها, هذا المظهر له احكام خاصة ومختصة بتلك النشأة.
سؤال: في عالمنا تلك الحقيقة ماذا تقتضي, هذا المظهر متى يظهر أول يظهر أو آخر يظهر؟ مقتضى الزمان الآن مقتضى الشرائع هذه الحقيقة بتمامها متى ظهرت ادم أو ظهرت عند ادم؟ ظهرت عند الخاتم, هذا بمقتضى هذه النشأة نشأة المادة, في عالم الملكوت ماذا هل هو آخر؟ (كلام لأحد الحضور) ها تجده هناك أول, التفتوا جيدا في عالم الآخرة ماذا يصير؟ > ادم ومن دونه تحت لوائي < التفتوا جيدا كله أول ولكن الظهور الذي له والا هو في ملكوت قوس النزول أول, عالم الدنيا أول, عالم الآخرة.., اقول ظهوره في هذه النشأة متأخر زماننا بتعبيره بمقتضى اسم الدهر, أما ظهوره في البرزخ بنحو, ظهوره بالحشر الاكبر بنحو, ظهوره في الجنة بنحو, ظهوره في الملكوت الأعلى بنحو, ظهوره…. إلى ما شاء الله, هذه قاعدة عامة.
إذن: هذا القطب أو قطب الأقطاب أو مظهر الحقيقة الأتم له في كل نشأة ظهور ومظهر خاص بتلك النشـأة وله احكام تلك النشأة, وعند ذلك تكون تلك الروايات واضحة عندما نأتي البحار تجدون أن البحار في المجلد 15 هناك مجموعة من الروايات القيمة في هذا المجال منها هذه الرواية التي قال فيها عن المفضل بن عمر قال: لي أبو عبد الله يا مفضل أما علمت أن الله تبارك وتعالى بعث رسول الله وهو روح إلى الانبياء وهم ارواح قبل خلق الخلق بألفي عام.
إذن: في زماننا هو رسول علينا وفي عالم الملكوت قبل خلق الخلق في قوس النزول هو نبي علينا فقط أو نبي على الانبياء؟ وهذا الذي نحن اصطلحنا عليه بالنبوة الملكوتية لأنه النبوة بكل نشأة لها أحكامها, هذه النبوة ليست النبوة التشريعية لان النبوة التشريعية يعني التكليف ولا يوجد هناك تكليف, هذه ليست النبوة التشريعية وإنما النبوة بنحو آخر وهي النبوة المرتبطة بعالم الملكوت.
قال: وهو روح إلى الانبياء وهم ارواح, قلت: بلى, المفضل يقول بلى, قال: أنه دعاهم إلى توحيد الله وطاعته, إذن من علم الانبياء توحيد الله وطاعته سبحانه وتعالى؟ النبي ولكنه لا يتبادر إلى ذهنك لكن لا يتبادر إلى ذهنك عندما اقول نبي يذهب ذهنك إلى نشأة المادة لا بل مظهر تلك الحقيقة في عالم الملكوت هذه رواية.
رواية أخرى: طبعا هذه الروايات ليست مختصة بمقام الخاتم, في مقام الخاتم والوصاية, عن بن نباتة قال أمير المؤمنين: > إلا اني عبد الله واخو رسوله وصديقه الأول وقد صدقته وادم بين الروح والجسد< أيضا هناك نائبه بالحق هو أمير المؤمنين.
رواية أخرى: وهي من الروايات القيمة التي في هذا المجال والرواية عن داود الرقي عن الامام الصادق قال: > لما أراد الله تعالى أن يخلق الخلق خلقهم ونشرهم بين يديه ثم قال لهم من ربكم فأول من نطق رسول الله وأمير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم أجمعين قالوا أنت ربنا فحملهم العلم والدين…. إلى آخر الرواية, ثم اخذ الميثاق على جميع الانبياء والمرسلين بالنبوة والإمامة والوصاية و… إلى ما شاء الله, هذا كله بحسب تلك النشأة ولكن بحسب هذا النشأة ليس الامر كذل عندما جاء ما أتوا إليه بأمير المؤمنين قالوا له أؤمن بعلي بن ابي طالب لأنه أمير المؤمنين في هذه النشأة غير موجود.
قال: وهي صور الانبياء, فظهرت تلك الحقيقة بصور خاصة, هذه الصور الخاصة ما هي؟ في أول سطر قال: تلك الحقيقة لم يكن ممكناً أن تظهر بتمامها فظهرت بصور خاصة, هذه الصور الخاصة ما هي؟ وهي صور الانبياء.
الآن تعال إلى الانبياء يقول الانبياء تارة تنظر إلى بعد الكثرة وأخرى تنظر إلى بعد الوحدة فان نظرت إلى بعد الكثرة تصير عندنا مظاهر متعددة نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وأنبياء وأوصياء وأولياء هذه كلها مظاهر تلك الحقيقة بحسب ما يحتاجه كل زمان واللائق بلك زمان.
لذا قال: فان اعتبرت تعيناتهم, يعني هذه الصور, فان نظرت إلى بعد الكثرة فيهم وتشخصاتهم لغلبة احكام الكثرة والخلقية عليك, إذا يتذكر الاخوة مرارا قلنا أن هذه الاعتبارات ليس بيد المعتبر هذه الاعتبارات نفس أمرية وواقعية.
قال: حكمت, أن اعتبرت هذا الاعتبار يعني نظرت إلى هذا البعد البعد الخلقي وبعد الكثرة حكمت عليهم بالامتياز بينهم والغيرية, حكمت بأمرين:
اولا: بالامتياز بهم والغيرية, وحكمت بكونهم هذه الصور هذه المظاهر, وبكونهم غير تلك الحقيقة المحمدية الجامعة للاسماء كلها, من الواضح أن محمد ونوع غير محمد, ابراهيم غير محمد, عيسى غير محمد, طبيعي هذا, علي غير محمد, وحسن غير محمد, هذه غيريه موجود, لماذا؟ يقول لظهور كل منهم أي هذه الصور وهذه الكثرة, لظهور كل ببعض الاسماء والصفات إلا الحقيقة المحمدية التي هي ظاهرة بجميع الاسماء والصفات, وبهذا التفتوا جيدا, و بهذا اولا: أن مسألة التفاضل بين الانبياء تثبت لأنه بعضهم قد يكون مظهرا لاسم كلي والآخر يكون مظهرا لاسم جزئي, احدهم يكون مظهرا لاسم جمالي والآخر يكون مظهرا لاسم جلالي وهكذا.
إذن: التفاضل بين الانبياء والمرسلين{وقد فضلنا بعض النبيين على بعض} {وتلك الرسل بينا بعضهم على بعض} هذا اولا.
ثانيا: يتضح أيضاً التفاضل بين الأوصياء فان الأوصياء أيضا في عالم الكثرة صحيح في عالم الوحدة كلنا نور واحد ومعنى كلنا نور واحد ليس من باب السالبة بانتفاء المحمول ليس مع أننا كثير ولكن نورنا واجد, أساسا هناك توجد كثرة أو لا توجد كثرة إذن لا يصير خلط, إذا شخص أتى إلى الدنيا يقول الامام الجواد الامام الحسن العسكري يقول توجد تفاضل؟ يقولا لا أدبا كنا نور واحد, هذا خلط بين النشئات وأحكام النشئات وقوانين النشئات نعم هناك مشتركات بينهم وهي أنهم كلهم معصومون كلهم يعلمون الحلال والحرام وكلهم يعملون مثل النبوة العامة هذه كلها مشتركات, كيف يوجد مشتركات في الإمامة العامة توجد مشتركات ولكن هذا لا يعني أن ينفي > وأبوهما خير منهما < وبتعبير الامام الصادق يعني الائمة كلنا أعمالنا كلنا توضع في حساب جدنا أمير المؤمنين طبعا من غير أن ينقص من حسابنا شيء {وما أنقصناهم من عملهم من شيء} لا يتبادر إلى ذهنك بأنه الله تعالى عندما يريد أن يعطي لأحد يريد أن يأخذ من شخص آخر لا أبداً, اتضحت القاعدة.
إذن: عندما نأتي إلى الائمة هذه القضية تتضح بشكل واضح أن الائمة وهذا انتم تجدون أن الروايات التي أكدت على مقامات اصحاب الكساء أنت وهذه أنت لا تجدها في غير اصحاب الكساء مسألة اصحاب الكساء الروايات التي وردت فيهم هؤلاء الخمسة واقعا أنت لا تجدها في غيرهم وان كان هناك مشتركات.
قال: لظهور كل منهم ببعض الاسماء والصفات, أما وان اعتبرت حقيقتهم, لتعيناتهم هذه معطوفة على وان اعتبرت, وان اعتبرت حقيقتهم وكونهم راجعين إلى الحضرة الواحدة, يعني إلى مقام الاحدية والاسم الاعظم بغلبة احكام الوحدة عليك, ماذا تحكم؟ مقتضى هذا الاعتبار ما هو هم واحد أو كثير؟ حكمت باتحادهم, حكمت باتحادهم يعني ماذا؟ يعني ليس أنهم كثير بالمفهوم حكمت بالاتحاد بل الموضوع توجد فيه كثرة أو لا توجد وبه يتضح{لا نفرق بين أحد من منهم} هذه لا نفرق بين أحد منهم مرة ينظر إليها في عالم الكثرة يعني لا نفرق بين أحد منهم في ضرورة التصديق بهم والإيمان بعصمتهم والإيمان بأنهم أنبياء مرسلون من قبل الله هذا يصير سالبة بانتفاء المحمول, يعني مع أنهم كثيرون ولكنه من حيث الاحكام متفقون, العصمة, الإرسال, أما إذا نظرة إليها في عالم الوحدة {لا نفرق بين أحد منهم} لأنه لا يوجد كثير لأنه هناك وحدة, وعلى هذا الاساس فإذا صاروا واحد دينهم يكون واحد أو متعدد؟ بعد ذلك يتضح لماذا أن القرآن يصر على أن {الدين عند الله الإسلام ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} وعند ذلك يتضح أن جميع الانبياء من المسلمين إلا الخاتم هو أول المسلمين, هذه القضية تتضح بهذا اللحاظ بلحاظ عالم الوحدة لا بلحاظ عالم الكثرة, هذا الفهم العرفاني لهذه الآيات, أما الآن تقول سيدنا والله هذا بعيد عن الفهم هذا ليس عدنا فيه عمل أن اقول أن فهم هؤلاء لهذه الآيات المباركة.
قال: حكمت باتحادهم ووحدة ما جاؤوا به من الدين الإلهي تعلمون أن القرآن في موضعين لا اقل أشار إلى لعله مرة في سورة الأنعام ومرة في سورة الزمرة لعله إلى أن النبي الأكرم هو أول المسلمين كما قال تعالى{لا نفرق بين أحد من رسله}.
النتيجة التي ننتهي إليها: القطب واحد أو متعدد؟ الجواب بلحاظ عالم الوحدة واحدة وبلحاظ عالم الكثرة متعدد, فالقطب الذي عليه مدار احكام العالم, عالم الإمكان ما سوى الله وبتعبيرهم بِيُّمِنه رزق الورى هذا الورى يعني وراء الله ما سوى الله, وراء ليس المخلوقات الآدمية لا, بيمنه رزق الورى, يعني ما سو الله سبحانه وتعالى, فالقطب الذي عليه مدار أهل العالم وهو مركز دائرة الوجود, بيننا مرارا أنه يشبهون العالم الإمكان بالدائرة نزولا في قوس الصعود وقوس النزول, وهو مركز دائرة الوجود من الأزل إلى الأبد هذا القطب واجد باعتبار وتعدد باعتبار.
واحد باعتبار حكم الوحدة بين شارحتين – وهو الحقيقة المحمدية_ هذا القطب الواحد هو الحقيقة المحمدية باعتبار حكم الوحدة وهو الحقيقة المحمدية ولو عبر ومتعدد باعتبار حكم الكثرة وهو الانبياء والمرسلون والأوصياء والأولياء لكان أولى ليس باعتبار أن حكمة الكثرة متعددة, العبارة كانت فضل تصير باعتبار هو يقول باعتبار حكم الوحدة أما بمقتضى المقابلة ومتعدد باعتبار حكم الكثرة, وهم ماذا؟ هناك قال وهو الحقيقة المحمدية وهنا كان لابد أن يضرب مثال ويقول هم الأنبياء, و المرسلون, والأولياء و… إلى ما شاء الله.
الآن قاعدة هؤلاء قليلا قليلا يقتربون انظروا إلى النظرية العرفانية إلى من تقترب إلى نظرية أتباع الخلفاء أو إلى نظرية مدرسة أهل البيت بغض النظر عن الصغرى, البحث الآن نظري, البحث الآن الرؤية الكونية الآن أين تقترب؟ تقترب من نظرية أهل البيت أو تقترب من نظرية ولي الأمر يكون فاسقا وفاجرا ولا يجوز الخروج عليه.
قال أن مظهر الحقيقة المحمدية لابد أن يقسم إلى قسمين في عالمنا: تارة إن النبوة مستمرة وأخرى أن النبوة منقطعة, فإذا كانت النبوة مستمرة مظهر تلك الحقيقة المحمدية يمكن أن يكون نبيا وممكن أن لا يكون لسببين.
وقبل انقطاع النبوة, يعني قبل الخاتم, قد يكون القائم بالمرتبة القطبية, يعني مظهر ذلك القطب مظهر تلك الحقيقة, قد يكون القائم بالمرتبة القطبية نبياً ظاهرا كإبراهيم صلوات الله عليه وقد يكون ذلك القطب يعني ذلك الولي أو ذلك المظهر لتلك الحقيقة قد يكون وليا خفيا كالخضر في زمان موسى, التفت, ولكن قبل تحقق موسى بمقام القطبية.
هذا بحث إنشاء الله في الفص الموسوي سنقف إنشاء الله إذا وصلنا إليه, وبإذن الله عندما نصل إلى الفص الموسوي هذا البحث نقف عنده مفصلا وهو أنه أولا هذا أي موسى لأنه تعلمون أنه يوجد خلاف ويوجد إصرار من أنه هذا موسى ليس موسى الذي هو من أولي العزم لأنه بالنسبة إليهم لا يقبلون أنه أيضا نبي من أنبياء أولي العزم وأيضاً يتبع عبدا, لأنه في القرآن الكريم ما ذكر أنه يوجد نبي من أنبياء أولي العزم يتبع {على أن تعلمني مما علمت رشدا} هذه ليست في نوح ولا في نوح ولا في عيسى ولا بطريق أولى في الخاتم إلا في من؟ فاليهود هذه ثقيلة عليهم ولهذا وردت روايات أن هذا موسى ليس موسى الذي هو من أولي العزم يوجد روايات ولعلها من الإسرائيليات هذه القضية, لذا هذا في الطريق إلى نفيه.
الطريق الحق: إن هذا موسى الذي هو من أولي العزم, نعم يوجد هنا بحثان:
البحث الأول: وهو أنه كيف يمكن أن يكون نبيا من أنبياء أولي العزم والقطبية لغيره؟
الجواب: باعتبار أن القطبية والولاية والإمامة تحتاج إلى زمان كما في ابراهيم {إنّي جاعلك للناس إماما} قبلها لم يكن إماما مع أنه كان نبيا ولكنه لم يكن إماماً كذلك في المقام بعد لم يصل إلى مقام القطبية فكان هناك ما هو مظهر مقام القطبية كان شخص آخر ذلك العبد الذي آتيناه من لدنا علما هذا بحث.
البحث الثاني: يتجه إلى عالم آخر, يقول أساسا من قال لكم أن هذه قضية خارجية واقعية لا بل هذه قصة لحقيقة من حقائق هذا العالم وليس أنه يوجد شيء, قصة ولكن ليس قصة خيالية بل قصة تحكي حقيقة من الحقائق.
بعبارة أخرى: توجد حقيقة من الحقائق ولكن بينت لنا بلسان القصة كما بالنسبة إلى ادم وسجود الملائكة توجد نظرية وأنا من الذين أميل بل اعتقد بذلك وهو أنه ادم تلك ليست حقيقة يعني الله صف الملائكة في صالون ووضع ادم في قبالهم وقال لهم اسجدوا فهؤلاء سجودا وإبليس كان واقفا لا القضية ليس بهذا الشكل وإنما هي إشارة إلى حقيقة من حقائق هذا العالم, يعني بالنسبة إلى الإنسان الكامل الملائكة كلهم خاضعون ولكن إبليس لم يخضع وهذه حقيقة من حقائق العالم ولكن القرآن بينها لنا من خلال القصة وهذا بحثه إنشاء الله إلى هناك.
هذا قبل انقطاع النبوة أما وعند, (كلام لأحد الحضور) إنشاء الله أنا قلت أن بحث سيأتي وهو أنه أساسا هذا أو أنه شيء آخر ثم أن هذه القصص التي ذكرت ما هو وضعها وبحث يأتي إنشاء تعالى.
وعند انقطاع النبوة, أي نبوة هذه؟ نبوة التشريع وهذه من مفاتيح علوم هؤلاء وهو أنه عندهم نبوة تشريعية ونبوة أنبائية ونبوة تعريفية, ونبوة التشريع شيء وهي التي انقطعت بالخاتم > لا نبي بعدي< أما نبوة الأنباء يعني ما أخذه السالك في السفر الثاني فهذه مقام الولاية ومقام الولاية مستمر يعني السفر الثاني مفتوح فلو أن شخصا وصل إلى السفر الثاني واخذ من المعارف ما اخذ وجاء في السفر الثالث والرابع أراد أن يبين للناس لا أن يقول هذا حلال وهذا حرام, ليس نحن نقول صلاة الصبح ركعتين وأنا أقول ثلاث ركعات لا في الاحكام التشريعية لا يتدخل أما في بيان المعارف يتدخل, طبعا اطمأنوا في النبوة التشريعية يوجد تدخل ولكن الآن ليس وقت بيانه وإلا في النبوة التشريعية مستمر.
ولكنه في إطار النبوة التشريعية العامة لخاتم الأنبياء والمرسلين وإلا أنت ماذا تفسر الفتاوى التي تصدر الفقهاء والمجتهدين أليس هذه أحكام شرعية؟ (كلام لأحد الحضور) الفقهاء لأن الائمة معصومين فذاك بطريق أو آخر نقول أخذها من رسول الله, أما الفقهاء اخذوا من رسول الله هذه الاحكام؟ لم اضرب الائمة مثال لأنه لقائل أن يقول هذه علوم أخذوها مباشرة النبي, أما الفقهاء أخذوها من الإمام يوميا عنده ساعة معه يقولون له أنه في هذه المسألة ماذا نحكم وفي هذه المسألة ماذا نحكم أو هم يجتهدون ويعطون حكم الله سبحانه وتعالى, وعلى أي الأحوال ختمت نبوة التشريع إي تشريع؟ وفي أي حد؟ هذه أبحاث كلامية أخرى ليس محل بحثي.
قال: عند انقطاع النبوة اعني نبوة التشريع بإتمام دائرة النبوة نزولا وصعودا, باعتبار أن دائرة النبوة ختمت بمقام {أو أدنى} عند ذلك يظهر مقام الولاية والمظهر للحقيقية المحمدية لا يكون نبيا وإنما يكون وليا, تخلوا الأرض منه أو لا تخلوا؟ هذه مع أي نظرية تنسجم؟ أنه في كل زمان لابد من وجود قطب, نعم قد الآن أنا اختلف مع فلان عارف يقول القطب زيد أقول لا أنت مشتبه القطب ليس زيد القطب عمر, هذا البحث صغروي وليس كبروي ولذا العرفاء جميعا يعتقدون بمباني مدرسة أهل البيت لا يوجد عارف لأنه هذه المفاصل, يعني إذا وجدت عارفا لا يقول بضرورة القطب في كل زمان فهم لا يعدونه عارف هذا ليس من النظرية العرفانية هذا إما متكلم أو فيلسوف, كما في الفلسفة عندك بعض المباني الفلسفية من لا يقول بها فيلسوف, ترجيح بلا مرجح إذا قال فيلسوف ترجيح بلا مرجح يقولون هذا فيلسوف أو متكلم؟ يقولون هذا متكلم وليس فيلسوف, لا أدري أتضح, الكلام الكلام هؤلاء يعترفون بوجود قطب واللطيف يصرحون على حد قطبية رسول الله, والامر إليك أن تريد أن تقول أنهم يعتقدون بمدرسة أهل البيت أو تريد أن تتهمهم أنهم لا يعتقدون بمدرسة أهل البيت وهناك أيضا {أليس الصبح بقريب} يقفون أمامك هناك لا تستطيع أن تفر منهم لا تستعجل, (كلام لأحد الحضور) لا حتى صغروياً أقول يعتقدون على حد قطبية رسول الله, هؤلاء من على حد قطبية رسول الله؟ الحلاج مولانا, (كلام لأحد الحضور: ابن عربي ماذا يقول) لا ليس عندي شغل بما يقوله ابن عربي أنا الآن لا أتكلم في الاشخاص لما ذهب إلى الاشخاص لا نستطيع أن نتكلم, أنا أتكلم من نظرية وعندما يحددون خصائص النظرية تجدها لا تنطبق إلا على أهل البيت , التفتوا.
يقول: وظهور الولاية من الباطن, يقول: وعند انقطاع النبوة انتقلت القطبية إلى الأولياء مطلقا فلا يزال فيها هذه المرتبة, مرتبة انقطاع النبوة واحد منهم قائم في هذا المقام, مقام القطبية, لينحفظ به هذا الترتيب والنظام, نظام عالم الإمكان, قال سبحانه {ولكل قوم هاد} هذه الآيات من الذي استدل بهن؟ لا يوجد لها مصداق آخر وأولئك غير مستدلين أنت وجدت في كتاب من كتب علماء الكلام غير أهل البيت يستدولون بهذه لإثبات القطبية, {لكل قوم هاد وان من امة إلا خلا فيها نذير} هذا محل الشاهد, كما قال في النبي أن أنت إلا نذير, هذا القطب لابد على مستوى ذلك القطب كما قال في النبي يقول في القطب, كما قال في النبي {إن أنت إلا نذير} يقول في القطب {ما خلا فيها إلا نذير} وهذا واضح أو لا؟
قال: كما قال في النبي {إن أنت إلا نذير} إلى أن ينختم بظهور خاتم الأولياء, التفتوا إلى التعبير اخواني الاعزاء ظهور يقول ولا يقول وجود, إذا هذا غير معتقد أن موجود كيف يعبر ظهور إلا مجنون, إلا لا يعرف لغة عربية, ووجدتم أن القيصري كم دقيق في اختيار الكلمة والحرف إلى آخره, إلى أن ينختم, ولهذا جملة من المحشين هنا بدأو يشكلون مثل الآشتياني وغير الآشتياني يا قيصري لو صرحت كذا, الجواب أنا أجيب مكان القيصري: واقعا لم يكن في ظروف تسمح له إذا يصرح كان قتلوه في زمانه تقول أنت تعتقد أن القيصري شيعي؟ لا البحث ليس بالتشيع بالمعنى الفقهي الموجود في حوزاتنا العلمية أنا أتكلم بالمعنى الكلامي للتشيع يعني مبانيه مباني الشيعة ولعله لما يقف يصل كيف يصلي؟ لأنه الميزان الفقهي في التشيع شيء والميزان الكلامي في التشيع شيء, والميزان العرفاني في التشيع شيء ثالث, أخواني لا تخلطون بين هذه المراتب ولكن نحن, الآن انظر كثير من الشيعة إذا عاش في قم عندما يصل إلى فلان وفلان بالمد أبو 12 حرف يقول عليه لعائن الله أما بينك وبين الله عندما يذهب إلى مكة أو باكستان أو اندنوسيا أيضا يقول هذه أو لا يقول؟ لا يقول هذه الجملة, لماذا؟ لكل زمان ومكان شرائط وكل له حكمه الخاص.
قال: إلى أن ينختم بظهور خاتم الأولياء وهو, ماذا؟ قيده, وهو الخاتَم والخاتِم للولاية المطلقة, إذا وجدتم في مكان آخر نحن قلنا فلان عنده ولاية أو خاتم الولاية فهذه ليست ولاية مطلقة بل هذه ولاية خاصة ومقيدة, خاتم الولاية المطلقة هو ختم الولاية.
إذن: محي الدين ختم الولاية؟ نعم افترضوا ختم الولاية المقيدة والخاصة ليس عندنا نحن نتكلم في الولاية المطلقة يقول إلى أن يظهر, إلى أن ينختم بظهور فبعده لم يظهر, الآن اقرأ لك عبارة لا أقول الآن إليك المصدر وإنما فيما بعد اذكر المصدر ولكن انظر إلى العبارة أنت.
يقول: ولا شك أن أفضل أصناف الإنسان وأقربهم إلى الكمال سكان وسط المعمورة وهم سكان الموضع المسمى بإيران شاه ثم أن هذا الصنف, لا تستعجل فيما بعد تعرف من هو, ثم أن هذا الصنف من الناس مختلفون في الكمال والنقص ولا شك أنه يحصل فيهم شخص واحد هو أفضلهم وأكملهم فعلى هذا فقد ثبت أنه لابد أن يحصل في كل دور شخص واحد هو أفضلهم وأكملهم في القوة النظرية والعملية ثم أن الصوفية يسمونه بقطب العالم ولقد صدقوا فيه, يعبرون عن هذا الأكمل قطب العالم, أنه لما كان الجزء الأشرف إلى آخره, يقول: ثم أن ذلك الإنسان الواحد هو أكمل الاشخاص الموجودين في ذلك الدور, أي في ذلك الزمان, كان المقصود الاصلي من هذا العالم العنصري هو وجود ذلك الشخص.هذه أي روايات؟ كل شي خلق لأجلنا ثم يقول: كان المقصود الاصلي من هذا العالم العنصري هو وجود ذلك الشخص, ولا شك أن المقصود بالذات هو الكامل وأما الناقص فانه يكون مقصودا بالعرض فثبت أن ذلك الشخص هو الكامل وثبت أن ذلك الشخص هو القطب لهذا العالم وما سواه فكالتبع له, وجودهم وجود بالتبع, وجماعة الشيعة الإمامية يسمونه بالإمام المعصوم, ولكن الصوفية يسموه بالقطب.
هذا خير شاهد على أن هذا المحقق عارف على أن الصوفية يعبرون بقطب ولكن مقصودهم الإمام المعصوم.
وجماعة الشيعة الإمامية يسمونه بالإمام المعصوم وقد يسمونه بصاحب الزمان ويقولون بأنه غائب ولقد صدقوا في الوصفين أيضا لأنه الصوفية قالوا قطب صدقوا فيما قالوا وهؤلاء يقولون إمام معصوم وأيضاً غائب وأيضاً صدقوا في الوصفين, لأنه كان خاليا عن النقائص التي هي حاصلة في غيره كان معصوما من تلك النقائص, هذا البعد الأول, وهو أيضا صاحب الزمان لانا بينا.
بينك وبين الله الآن أفضل متكلمي الشيعة يجرأ هكذا يتكلم, انظروا ماذا يقول؟ يقول: لانا بينا أن ذلك الشخص هو المقصود بالذات وما سواه فكلهم تبع له, لأجله أصلاً, وهو أيضا غائب عن الخلق, قال: لأن الخلق لا يعلمون أن ذلك الشخص هو أفضل هذا الدور وإلا لو عرفوه كان يظهر حتى يقودهم, ولكن لا يدورن أنه هو هذا الذي يصلح لهم.
في نظركم هذا من الذي يتكلم هكذا؟ (كلام لأحد الحضور) الشيعة يكتبون أن الإمام هو الأصل وهؤلاء أتباع له تبع له, (كلام لأحد الحضور) احسنتم جزاكم الله خيرا, حسن زاده وغيره يعني (حزب اللهي بتعبيرنا) الفخر الرازي في مطالب العالية, انظروا إلى الصورة المجلد 8 صفحة 105(رقم الصفحة مع اسم الكتاب غير واضح) الآن لما يأتي بعض اساتذتنا الأجلاء ويقولون أن الفخر الرازي في الآخر أستبصر تستثقل يعني هذا, يقول وقد صدقوا في الوصفين معا, لا أقل هذا الكلام يجعلك تعتقد أن على الرجل على مستوى المباني في الآخر وصل إلى هذه بضرس قاطع فكيف توزع اللعنات بضرس قاطع يمينا وشمالا, المطالب العالية من العلم الإلهي, تأليف الإمام فخر الدين الرازي, تحقيق الدكتور احمد حجازي السقا, دار الكتاب العربي, المجلد 6 صفحة 105 و106.
والحمد لله رب العالمين.