نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (93) – محاولة لعرض رؤية أخرى

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    اشرنا إلى انه هناك رؤية سلبية ورؤية ظلامية عن المرأة والموقف من المرأة، هذه الرؤية فيما تقدم في أوائل هذه الأبحاث اشرنا إلى أن المنظومة الروائية والموروث الروائي بشكل عام توجد فيه آثار كثيرة تثبت هذه الرؤية، وليست هي رؤية فقط شعبية، مرةً نقول أنّ هذه الرؤية وهذا الموقف موقف شعبي لا جذور له في النص القرآني، لا جذور له في النص الروائي، ومرةً عندما نرجع إلى النص الروائي بالخصوص، نجد أن هناك تركيزاً على هذه المسألة، وأنّ هناك تأكيداً على هذا البُعد في المرأة والموقف من المرأة.

    من باب الاستذكار فقط الأخوة بإمكانهم أن يرجعوا كما قلنا إلى موسوعة المرأة في الأخبار والآثار في مجلدين للدكتور مهدي المهريزي، عندما يأتي إلى عنوان ذم النساء وهذه كلها فيها نصوص كما اشرنا أوّلاً الحذر من النساء، النساء أكثر أهل النار، النساء يمنعن عن عبادة الله، محادثة النساء تميت القلب، النساء حبائل الشيطان، فسق النساء، عدم كمال النساء، فتنة النساء، المرأة شر، الشؤم في النساء، تمثل الدنيا بصورة المرأة، سفاهة النساء، ضعف رأي النساء.

    ثم يأتي إلى الروايات المرتبطة بنفسية المرأة، سيكيولوجية المرأة، المرأة كالضلع المعوج، نقصان عقل المرأة، المرأة لا تودع سراً، الحقد في النساء، عدم الوفاء فيهن، للمرأة عشر عورات، المرأة عقرب، كيد النساء، أكثر أتباع الدجال من النساء وهكذا، مئات الروايات، يعني بعبارة أخرى إذا هذا القدر من الروايات لا يفيد التواتر فنحن لا يوجد عندنا تواتر، طبعاً الجامع المشترك بينها وهو الذي نسميه التواتر إما التواتر المعنوي أو أي تواتر، ليس تواتراً لفظياً، ولكنّه أصل القضية يعني محور واحد وهو الإشارة إلى ذمّ النساء، الإشارة إلى الموقف السلبي من النساء، من قبيل ما قلتم ونقوله في مسألة شجاعة الإمام أمير المؤمنين، من الواضح انه لو نأخذ كل مفردة من مفردات شجاعة الإمام أمير المؤمنين هذه حتى لعلك لا تجد فيها روايات معتبرة من حيث السند، ولكن تقول هذه الروايات جميعاً والمواقف جميعاً والقضايا التاريخية كلها تركز على نقطة واحدة وهي شجاعة الإمام أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام.

    هذه الرؤية كما قلنا فيما سبق ـ أريد اخذ نتيجة عندما اكرر الأبحاث السابقة ـ ومجموعة من هذه النصوص أو عدد لا بأس به من هذه النصوص أيضاً نُسبت إلى كلمات الإمام أمير المؤمنين، الأخوة الذي يريدون أن يراجعوا فليراجعوا إلى زن در سخن وسيره إمام علي أيضاً دكتور مهدي مهريزي هناك أيضاً تجد من هذه العناوين كثير منها موجودة في هذا الكتاب.

    السؤال الذي طرحناه قلنا هذا كان له نتيجة في وعي الرجل أو لا وعي الرجل، في شعوره أو في لا شعوره إذن المرأة لها فائدة أو ليست لها فائدة؟ إذا كانت لها فائدة ففائدتها في البُعد الأول هو البُعد الشهوي، يعني تأمين البُعد الشهوي للذكر وللرجل، الآن أيضاً يترتب عليه الإنجاب مثلاً، الإنجاب يترتب على هذا البعد، خدمة الرجل، خدمة أسرة الرجل مثلاً وهكذا، هذه كلها عناوين أخرى جانبية وإلا الأصل فيها البُعد الشهوي.

    إذن على هذا الأساس سألنا هذا السؤال وهو: أن هذه الثقافة التي وجدت في النصوص الروائية، هل هي ثقافة قرآنية إسلامية، أصيلة أم أنها واردة من ثقافات أخرى؟ تارة قد يقول القائل انه أساساً الإسلام هذا موقفه، موقفه سلبي إزاء المرأة وموقفه قائم على أساس أنها شر كلها، مرةً هكذا نقول، كما يحاول الطرف الآخر أن يصور القضية بهذه الطريقة، يعني أن يقول بأن الإسلام هذه حقيقة، هذا ليس شيء جديد، هذا هو حقيقة الإسلام،ويحاول من هنا وهناك الآن بعض الآيات القرآنية أو بعض كلمات العلماء أو الواقع الشعبي ونحو ذلك أن يستدل، يقول وإلا لو لم يكن الأمر كذلك لماذا نجد أن المسلمين المتدين قبل غير المتدين هذه ثقافته؟ هذا هو تعامله مع المرأة؟ وإلا هذه الثقافة من أين جاءت؟ جاءت من الإسلام، جاءت من القرآن، جاءت من النصوص الروائية، هل أن القضية هكذاوهذا ما أكدته كلمات فهم علماء الحديث، وفهم علماء التفسير، وفهم علماء الكلام وبالإضافة إلى ذلك الثقافة الشعبية العامة، هل الأمر كذلك أو ان هذه الثقافة ثقافة دخيلة على الإسلام؟ وإلا النص القرآني بمنأىً عن مثل هذا التصور وبمنأىً عن مثل هذه الثقافة، وبمنأىً عن مثل هذه الرؤية حول المرأة، وهذا إن شاء الله تعالى لعلنا نوفق في هذه السنة أن ندخل في هذه الأبحاث التي نقف عند مفردة مفردة قرآنية لنرى أن هذا المنطق الذي يحاول أن يصور الرؤية السلبية والموقف السلبي من المرأة هل هو قرآني له جذور قرآنية أو ليس كذلك ؟

    نحن قلنا انه لا ليست هذه القراءة قراءة قرآنية وليس هذا الموقف موقف قرآني، بل هو موقف دخل إلى الثقافة الإسلامية من خلال ماذا؟ حاولنا أن نجذّر المسألة، أن نرجع إلى ثقافات الأمم الأخرى، لأنكم تعلمون أن الإسلام دخلت فيه ثقافة واحدة أو عشرات الثقافات؟ الثقافة اليونانية، الثقافة المسيحية، الثقافة اليهودية، الثقافة الفارسية، وكل من دخل الإسلام، عندما دخلوا لم يدخلوا وهم جرّدوا من ثقافاتهم ومن مبانيهم ومن عقائدهم، ومن عاداتهم وسلوكهم الخارجي، ليس الأمر كذلك، لعله استطاع الإسلام أن يعطي بعض التهذيب لها، ولكن في كثير من الأحيان وهذا اخطر ما في القضية، انه دخلت بعنوان أنها كانت في الواقع ثقافة وعادات وتقاليد غير إسلامية غير قرآنية ولكن لأنه صار مسلماً اضطر أن يعطيها صبغة إسلامية، يعني يعطيها لباس إسلامي.

    وأنا عادةً اذكر هذا المثال أقول هذه الاعياد الموجودة في رأس السنة الإيرانية هم يقولون أن هذه ثقافة إسلامية أو ثقافة ما قبل الإسلام؟ هم يصرحون بأنه هذا عيد وطني لا يقول احد عنه انه عيد ديني أو إسلامي أبداً، يقولون الاعياد الإسلامية واضحة، الفطر، الاضحى، الجمعة، الغدير ونحو ذلك، أما هذا العيد عيد وطني، هذا مرتبط بثقافتنا ما قبل الإسلام، ولكن في السنوات الأخيرة انتم تجدون أنهم يحاولون أن يعطوه بُعداً دينياً، يقرأون له روايات في الفضائيات في القنوات الإيرانية، وهو من أقوى وأكثر الأعياد قدسيةً واحتراماً عند مجموع الشعب الإيراني، وإلا محاولات أربعة عقود ان يقللوا التعطيلات استطاعوا أو لم يستطيعوا؟ هم يقولون لم نستطيع ذلك، والكل يقول بأنه هذه بعنوان ماذا تكون كذا وكذا، طبعاً هذا من باب النموذج من باب المثال نحن الآن هذا نعيشه هذه الثقافة نعيشها وهناك عشرات بل مئات من الثقافات والعادات والتقاليد في صدر الإسلام دخلت إلى ماذا؟ لأنه كل الأمم، إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً، هؤلاء دخلوا مجرداً عن تقاليدهم أم مع كل ثقافاتهم وتقاليدهم دخلوا؟ دخلوا إلى الإسلام بهذه الطريقة.

    ولهذا تجدون انه بعد رسول الله صلى الله عليه وآله رجعوا إلى إلى ثقافتهم السابقة إلى الجاهلية السابقة التي كانوا عليها انظروا تأريخهم أقرأوا تاريخهم، اقرأوا تاريخ الصحابة أنا لا أتكلم عن عموم الناس اقرأوا تاريخ الصحابة الذين جاهدوا مع رسول الله، الذين قاتلوا مع رسول الله الذين قتلوا في سبيل الله، انظروا بعد رسول الله حياتهم ما هي؟ انظر حياة الصحابة إن شاء الله سنشير هذا الكتاب المعروف شدو الربابة في أحوال الصحابة ثلاث مجلدات اقرأ تاريخهم في ثلاثة مجلدات اقرأ لترى بأنّه أساساً هذا الوضع الذي كان يعيشه الصحابة هل كان وضعاً إسلامياً أو كان وضعاً جاهلياً، في سلوكهم، في ملابسهم، في تعاملهم، في حروبهم، في كلماتهم، في عاداتهم، في تقاليدهم، في كيفية زواجهم، انظروا إليه، واقعاً هذه الموسوعة لابد أن تقرأوها هذه الثلاثة مجلدات شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة لخليل عبد الكريم إن شاء الله سأشير إليها، ومن أهم مصادرنا يعني عندما أقول من أهم مصادرنا مقصودي مصادر المسلمين لا أريد أتكلم عن الكافي والبحار هذا أيضاً لا يخلو ولكن أنا أتكلم عن الحالة العامة ولا يقول لنا قائل هذا مدسوس، إذا صار القرار انه هذا مدسوس لماذا الباقي ليس بمدسوس؟ هذا المنطق الانتقائي، الذي يفيدك هذا صاد،ر والذي لا يفيدك هذا مدسوس ما هذا المنطق؟ نفس هذا الكلام في البحار، الذي ينفعنا هذا جيد صحيح الذي لا ينفعنا أو يضرنا فيه موضوع على أي الأحوال.

    إذن لا إشكال بتأثير تلك الثقافات ودخولها واختراقها لمنظومة الثقافة الإسلامية، نحن اشرنا إلى بعض الكتب الأخوة يتذكرون يعني تأثير اليونان تأثير اليهود، تأثير المسيح، تأثير البوذية والى غير ذلك، هذا أيضاً كتاب مختصر إذا الأعزة يراجعوه جيد جداً (مكانة المرأة في الأديان السماوية اليهودية والمسيحية والإسلام) مكتبة مدبولي دكتورة زهيرة البيلي أيضاً خلاصة جيدة بإمكانكم أن ترجعوا إليه.

    هذا نموذج الآن أتكلم عن فقه المرأة اطمئنوا فقه الرجل بنفس الطريقة، اطمئنوا فقه العلاقات الاجتماعية بنفس الطريقة، اطمئنوا فقه السياسة أيضاً بنفس الطريقة، يعني الآن نحن نجد بأنّه هناك قواعد تحكم الحاكم والمحكوم في صدر الإسلام في القرن الأول، هذه كلها إسلامية أو جاءت من الغير أي منها؟ أنت عندما تأتي إلى الإسلام تجد انه يوافق على هذه الطريقة أو لا يوافق؟ لا يوافق، أي منطق انه يجب أن تسمع للحاكم وتطيع في أهم مصادر أهل السنة يجب عليك أن تسمع وتطيع وإن أخذ مالك وضرب ظهرك، هذا أي منطق هذا؟ هذا منطق قرآني؟ ولكن هذا هو المنطق الحاكم إلى يومنا هذا أليس كذلك؟ أي منطق الآن حاكم في العالم الإسلامي؟ طاعة ولي الأمر، ولي الأمر إلا أن يصدر منه كفر صراح أو صريح، سؤال وهل يوجد عاقل من حكّام المسلمين يقول أنا كفرت بالله حتى تعزله!! حتى إذا كان كافر يقول أنا مسلم ما هذا المنطق؟ يعني تعليقه على أمر يتحقق أو لا يتحقق؟ لا يتحقق وإن شرب الخمر وإن زنا في البيت الحرام، اقرأوا كتبهم، هذا كيف ينسجم ولا تركنوا إلى الذين ظلموا هذا المنطق من أين جاءنا؟ جاءنا من الثقافة الخارجية هذا لم يأتنا من النص القرآني، دور الأمة في الحكومة، في الحاكم الأمة لها دور أو ليس لها دور؟ انتم انظروا الآن يقول حتى لو تغلب الفرد بالقوة والغلبة والسيف فهو ولي الأمر الذي تجب طاعته، وهذا حدث في صدر الإسلام وأيضاً في الخلفاء من الامويين والعباسيين والى يومنا هذا، أقول هذه الثقافة من أين جاءت.

    ولهذا هذا الذي أنا ابحثه الآن عن فقه المرأة مراراً ذكرت للأعزة هذا نموذج، هذا منهج، هذا طبقّه في البعد السياسي، طبقه في البعد الاجتماعي طبقه في علاقات الحاكم والمحكوم تجد انه القضية نفس القضية وان القرآن في جنب والثقافة الحديثية والعلمائية والشعبية في شكل آخر، على أي الأحوال .

    السؤال المطروح هنا سيدنا الآن أنت ذكرت لنا تأثير الثقافات الأخرى وهذه الثقافات الأخرى كثير منها دخلت بعد القرن الثاني والثالث، في صدر الإسلام لا توجد عندنا يهودية ولا نصرانية ولا بوذية ولا كنفشيوسية ولا كذا، إذا عندك دليل لابد أن تأتينا من الحاضنة الأصلية للقرآن وللنبي، من الحاضن الأصلي له؟ المجتمع المكي، المجتمع العربي الآن سواءً كان مكياً أو كان مدنياً وهؤلاء هم الذين حملوا القرآن وفهمهم للقرآن إلى البشرية، من حمل القرآن إلى البشر؟ إلى الفرس من حمل القرآن؟ صحابة رسول الله، من حمل القرآن إلى الروم؟ صحابة رسول الله، من تعامل مع القرآن وصار جزءاً من وجوده؟ صحابة رسول الله، فهم حملة القرآن وليسوا فقط فقط حملة القرآن، فهم كتبة الوحي للقرآن وهم من يفسّر القرآن بعد النبي، أليس كذلك؟ يعني الآن السلفية ماذا تقول؟ تقول واحدة من أهم أركان فهم القرآن فهم السلف الصالح، ومرادهم من السلف الصالح الصحابة والتابعين والتابعي التابعين، وأسسوا لذلك تأسيساً نظرياً محكماً أصلاً لا يمكن زعزعته كالكنكريت كالجبل الذي لا يمكن أن يستقل منه، وهو خير القرون قرني، لا تدرون هذه الرواية ماذا فعلت بالامة إلى يومنا هذا، هذه نظرية السلفية جاءت من روايات خير القرون قرني، فإذن القرن الأوّل كل ما وقع فيه فهو الملاك، وهو المقياس، وهو الصحيح ولابد أن يقاس إليه الآخرون.

    طبعاً يكون في علمك الشيعة وان كان لعله هذه الرواية لا يقبلونها ولكن عملاً يستندون إليها، ولهذا إذا حصل إجماعٌ في زماننا وكان هناك إجماعٌ في القرون الثلاثة أو الأربعة الأولى أيهما حجة؟ ما فرقنا علمنا أكثر فهمنا أكثر، دقتنا أكثر، عمقنا أكثر يقول لا، تلك القرون قرون أئمة أهل البيت ولهذا الاجماعات والشهرات والى آخره كلها تنصب على ذلك، أسسوا لذلك.

    إذن سيدنا الآن إذا أنت تستطيع تعال انقلني إلى الحاضنة الأصلية للقرآن وللسنة النبوية لنرى ما هي ثقافتهم حول المرأة وما هو موقفهم؟ يعني إذا أردنا أن نتكلم بلغة القريب والبعيد أنت تكلمت عن اليهود والنصارى واليونان والفرس والبوذية والكونفشنوسية إلى آخره هذا الأثر أو العامل البعيد أو الجذور البعيدة، قل لي ماذا تقول في الجذور القريبة التي حضنت وحملت القرآن؟ وهم بحسب ما فهموه من القرآن أوصلوه إلى الآخرين، يعني عندما جاؤوا بالقرآن إلى الفرس أو إلى الروم أو بعد فتح الفرس والروم، وقالوا لهم أن رسولكم ماذا يقول بالآية؟ ماذا فسروه؟ بحسب فهمهم الآن لابد أن نعرف ما هو دور ثقافتهم فإذا كانت ثقافة ايجابية وحسنة عن المرأة، فبطبيعة الحال سوف ينقلون الثقافة والموقف الايجابي عن المرأة، أمّا إذا كانت ثقافتهم سلبية عن المرأة، ظلامية عن المرأة، كلها شرٌ، أساساً هي أدنى من البهائم وليس أنها مثل البهائم لأن الملاك في البهيمة وليس في المرأة عند ذلك فهذا كيف ينقل لك صورة عن المرأة، صورة ايجابية أم سلبية، أنا الآن لا أريد ادخل في البحث القرآني وماذا قال القرآن عن موقف العرب حول المرأة، القرآن تكلم أم لا؟ تكلم عن ذلك.

    تعالوا معنا إلى سورة النحل بسم الله الرحمن الرحيم (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ) هذه الآية مهمة جداً وهي الآية 57 من سورة النحل، الله إذا عنده أولاد أولاده ذكور أو بنات؟ بنات، ويجعلون لله البنات سبحانه (الله سبحانه وتعالى يقول سبحان الله) سؤال (واقعاً دقة الآيات هنا) ما هو كان موقفهم من المرأة يقول: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ)، انظروا ماذا ينسبون إلى الله، كل ما يوجد وضيع وحقير فهو مرتبط بالله! (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشّر بِهِ) الانثى من أو ما؟ ومن لابد أن يكون ولكنه القرآن ماذا يقول هؤلاء ماذا كانوا يتصورون؟ فهؤلاء عقلاء أو بهائم؟ إلا أن تقول لا الله عندما تكلم لم يلتفت يعني ماذا؟ هذا قرآن وليس نقلاً بالمعنى ولا فهم الراوي أبداً (يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ) وليس من بشر به مع انه مقتضى القاعدة ماذا لابد أن يكون؟ من، ولكن القرآن يقول هؤلاء ماذا كانوا يقولون؟ ينقل قول وواقع حال هذا المجتمع (مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ).

    الأعزة الذين يريدون أن يراجعوا يراجعون الآلوسي عنده أبحاث قيّمة في هذه الآية المباركة، العلامة الالوسي في روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني مؤسسة الرسالة في ذيل هذه الآيات يقول في صفحة 167 يقول يتوارى من القوم يستخفي من قومه من سوء ما بشّر به، وهو الانثى، والتعبير عنها أي بالأنثى بما لاسقاطها بزعمهم عن درجة العقلاء، وبعد ذلك سيتبين، تقول سيدنا الـ (ما) قد تستمع في العاقل وغير العاقل أقول لا ثقافتهم كانت ثقافة أن هذه واقعها بهيمة، واقعها حيوان واقعها أنعام، ولكن شكلها على صورة ماذا؟ وكان عندنا إذا تتذكرون الحكيم السبزواري في حواشيه على الأسفار نقلنا هذا المعنى، قال حتى يستطيع أن يتعامل معها جعلها على صورة البشر، وإلا واقعها بهيمة.

    المورد الثاني ما ورد في سوءة التكوير الآية 8 قال تعالى: (وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) هنا القراءات متعددة جداً، لا أريد ادخل في بحث القراءات، قراءة تقول وإذا الموؤودة سَألت هي سَألت وإلا ما فيها معنى أن تسأل الموؤودة لأنه هي المظلومة ما هو المعنى تسأل لماذا قتلتي؟ تقول اسأل من الذي قتلني الآن هذا إذا قلنا إذا سألت قراءة أخرى ماذا تقول؟ وإذا الموؤودة سألت بأي ذنب قُتلت، هي السائلة وليست هي المسؤولة، هذا إذا قلنا أن هذه الآية مرتبطة بذاك، وهو انه كان يأدونها في التراب يدسها في التراب، قرأة أخرى تقول أساساً هذه القراءة لا علاقة لها بهذه تقول لأنه هذه ليس موؤدة هذه وإذا مودّة سألت بأي ذنب قتلت هذه أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام لأنه قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة وهذه أهل المودة ماذا يسألون؟ تقول لماذا قتلتموني، والتاريخ يثبت هذه الحقيقة أو لا يثبت؟ الموؤودة سُئلت أين والمودة سألت أين؟ لأنه البعض يقول لا هو تغليضات جزئيات لا يغير من المعنى؟ كيف لا يغير وهذا الاحتمال ليس فرد عادي يحتمله، هذا الاحتمال يحتمله الآلوسي في روح المعاني في تفسير القرآن مؤسسة الرسالة في ذيل هذه الآيات هذه عبارته يقول وفي مجمع البيان والعهدة عليه لماذا؟ لأنه واقعاً قضية خطيرة.

    روي عن أبي جعفر وأبي عبد الله الصادق وابن عباس أنهم قرؤوا المَودّة بفتح الميم والواو والمراد بها الرحم والقرابة، وعن أبي جعفر قرابة الرسول، ويراد بقتلها قطعها، وأي رحم أكثر احتراماً من رحم رسول الله؟ أو هو على حقيقته، لا، أساساً ليس قطع الرحم قتلت لأنه قتلوا في التاريخ هؤلاء انظروا ماذا فعلوا بآل الرسول؟ هذا على القرائتين أنت تريد تختار هذه القراءة أو تلك، هذا الذي نحن قلنا فيما سبق أعزائي انه هذا النص الذي بأيدينا ضروري أم نظري؟ نظري، أنت اجتهد تقول لا هنا بالقرائن تقول ليست مودة وإنما موؤودة، والآخر يقول كذا إلى آخره.

    أمّا تاريخياً: مع الأسف الشديد قلت إذا تتحملوني لأنه هذا الأصل الذي أأسسه الآن كل المنظومة الدينية تتأثر بهذا الأصل الذي سنقول، تفصيل الحديث عن الرؤية التي يحملها الرجل العربي حول المرأة وموقفه منها، أصل كليٌ مهمٌ جداً وقد اشرنا إليه سابقاً، انه أفضل طريق لمعرفة ثقافة امة وقضاياها وعاداتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وعلاقاتها فيما بينها والنفسية، الرجوع إلى مجاميعها اللغوية؛ كتب اللغة ليست فقط لمعرفة مفردات الكلمة، أصلاً ثقافة امة إنما في مجاميع لغتنا، ولهذا الآن تجدون في الموسوعات اللغوية الغربية ومع الأسف الشديد هذه الآن غير موجودة عندنا ولو كانت مكتوبة واقعاً لكانت فتحاً كبيراً في منظومة المعارف عندنا، الآن في الغرب عندما يكتبون موسوعة طبعاً مائتين سنة الأخيرة وحدود ذلك وليس أكثر عندما يقول هذه المفردة معناها مباشرة يضع إلى جنبها يقول إنما هذه المفردة لها هذا المعنى في فلان تاريخ من الزمن، ولها معنى كذا في قبلها مائتين سنة، ولها معنى كذا في قبلها بسبعمائة سنة فانت كاملاً تقف انه الآن عندما تسمع هذه المفردة في النص المقدس يعني القرآن وكذا، لابد أن تطبق عليها أي معنى؟ هذا المعنى الذي أنت فيه أم المعنى الذي كان في زمان النزول؟ ولكن نحن الآن ماذا نفعل؟

    من أفضل من اشتغل على هذا الأمر وهو خبير في هذا المجال خليل عبد الكريم المتوفى سنة 2002 من 1930 إلى 2002 عنده كتاب أنا أنصح الأعزة لابد أن يقرؤأ إذا يريدون أن يطلعوا على المنهج الذي سنسير عليه تأثير هذا المنهج وهو العرب والمرأة اي عرب؟ العرب الجاهلي، يريد أن يقول لك ثقافة هؤلاء الناس الذين حملوا إليك والذين نقلوا الروايات عن النبي إليك والذين فسّروا القرآن بحسب فهمهم بحسب أطرهم الذهنية والثقافية، هؤلاء، هذه فقط في المرأة؟ لا، في الاجتماع كيف؟ في السياسة كيف؟ في الاقتصاد كيف؟ في العلاقات الاسرية كيف؟ أصلا ما هو طريقنا نحن إلى روايات أئمة أهل البيت؟ وهؤلاء الذين كانوا حول الأئمة، لابد أن نعرف ثقافتهم ما هو وهذا يفتح لنا بابٌ ما بعده بحث وهو أنه الرجل الذي ينقل إلينا الرواية عن الإمام الصادق في موقفه عن المرأة لابد أن نرى هو فارسي عربي هذا هندي هذا من أين جاء؛ لأنه إطاره الذهني ما هو؟ وهذا موجود في علم التراجم أو لا؟ وهذا الذي أنا أقوله مراراً انه لا مصدر عندنا يمكن الاطمئنان إليه إلا النص القرآني، لا الروايات ولا تفسيرات العلماء ولا فهم العلماء ولا اجماعاتهم لماذا؟ لأنه هذه كلها مؤطرة باطرها الخاصة.

    هذا الرجل في صفحة 12 هذه عبارته يقول: المعاجم والقواميس وخاص التراثية هي مستودع لغة العرب هي التي حفظة الفاظها وجملها وتراكبيرها والذين وضعوها وصنّفوها قاموا بخدمة تجل عن الوصف، ورغم المطاعن التي وجهت لبعضها في طرائق التنسيق والتبويب فإنها لا تنقص من قيمتها ولا تنال من قدرها ولا تخدش مكانتها، ولكنني ازعم انني أضيف أن القواميس والمعاجم وما إليها والتراثية منها حصراً وتحديداً، تضم بين دفتيها كنوزاً من الصعب بل من المستحيل تقدير نفاستها وثمانتها من العلوم والفنون والمعارف في شتى المناحي، الدينية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئية والتربوية، ومن يتفرس فيها ويقلبها يستطيع أن يخرج بالكثير الكثير عن بني يعرب عاداتهم، تقاليدهم، نظمهم، عقائدهم، امثالهم، اساطيرهم، معبوداتهم، طيورهم، حيواناتهم، مساكنهم، جبالهم، سهولهم، صحاريهم، قبائلهم، مشاهيرهم، لصوصهم، مطاعمهم، مشاربهم أصلاً منظومة كاملة أين توجد؟ إذا كان الأمر كذلك هذا يريد أن يطبق هذا القانون أين؟ إذا تم هذا الأمر، طبعاً لا أخفيكم الدراسات الحديثة أنا فقط أعطيك العناوين اذهب اقرأ هذا أشرت إليه اللغة والمجتمع، اللغة والاقتصاد، كثير من القضايا اقتصادياً لا يمكن حلها إلا من خلال ماذا؟ سيدنا كيف فأنت لابد ماذا؟ وإلا لا تتوقع مني أن أقف عند الكتاب، أخطرها واقعاً لا يصدق الإنسان، الفلسفة والوهم تأثير اللغة على المباني الفلسفية هذه اخذها من عصر ما قبل أفلاطون وارسطو إلى يومنا الحاضر، الدكتور الزواوي بغورة دار الطليعة بيروت، الفلسفة واللغة، نقد المنعطف اللغوي في الفلسفة المعاصرة، هذا الذي يسموه بالعلم الالسنيات أن اللسان المراد من اللسان ليس هذا المراد يعني اللغة ما هو تأثيرها، ما هو تأثير اللغة على فهم الإنسان كيف يؤطر ذهن الإنسان، يعني كيف يعطيه قالباً هو يفهم الأشياء من خلال هذه القوالب، وأهم فيلسوف معاصر اشتغل على الرابطة بين اللغة وبين الذهن هو تشومسكي الأميركي الذي الآن حي وعمره يتجاوز التسعينات لعله، في كتابه الأخير آفاق جديدة في دراسة اللغة والذهن ما هي العلاقة؟

    الآن من حقك بيني وبين الله أن تدخل والقران نصاً لغوياً أو ليس نصاً لغوياً؟ فيمكن أن تدخل إلى النص القرآني وأنت لا تعرف المفردات اللغوية وفهم العرب من هذه المفردات والجمل والتراكيب، تستطيع أن تفهم القرآن أو لا تستطيع؟

    هنا تقوى نظرية المحقق القمي الذي كان يقول أن هذا القرآن نزل لمن خوطب به، لان هؤلاء الذين خوطبوا به هؤلاء كانوا يعلمون أن رسول الله عندما يقول هذه الجملة ضمن أي إطار وسياق يقوله؟ هو كان يفهم، وإلا أنا افهم أو لا افهم لعله يضعوني الآن في زمن رسول الله المفردة افهمها شكل آخر، وهذه نتيجته إعطاء حجية ظواهر القرآن أم إغلاق حجية ظواهر القرآن؟ ونحن حلاً لهذه المشكلة العويصة المعقدة جئنا قلنا وحدة المفهوم وتعدد المصداق، ولكن الذي ليس في سياق هذه الأبحاث يقول ماذا يريد يفعل بالقران السيد الحيدري؟ عزيزي أنت انظر الإشكالات التي تأتي من الطرف الآخر ما هي؟ حتى نجد لها حلاً، أنا الذي اعتقده يمكن أن يحل القضية ما هو؟ ولعله غدا يشكلون عشرة إشكالات على هذه النظرية ويعطون نظرية أخرى، ولكن أنا مسؤول عن ما وصلت إليه هو الحجية عليّ أنا ليس مسؤول عن الواقع مراراً ذكرت، الواقع لا بيدي ولا بيد غيري ومن يقول ذلك دون إثباته خرط القتاد، من يدعي أن الواقع بيده، كل ما بأيدينا هو الدليل وأنا دليلي أوصلني إلى هنا وهو الحجة عليّ، الآن مطابق للواقع أو ليس مطابق للواقع، ما هي علاقتي أنا بالواقع، أنا مسؤول عن البرهان، عن الدليل وقد وصلت إلى هذا.

    إذن أعزائي من غدا إن شاء الله تعالى نحاول في يوم أو يومين نطبق نظرية أن اللغة هي خير معبّر عن ثقافة أمةً، لنرى أن المفردات التي كان يستعملها العرب بالنسبة إلى المرأة ماذا تبين لنا؟ كتاب اليوم راجعوه مجتمع يثرب العلاقة بين الرجل والمرأة في العهدين المحمدي صلى الله عليه وآله والخليفي، خليل عبد الكريم من الكتب القيمة هذين كتابين سأقف عندهما غداً في هذا المجال والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/04/14
    • مرات التنزيل : 1690

  • جديد المرئيات