بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
قال تعالى {ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله} وهم الذين سبقت لهم القيامة الكبرى لذلك قيل كل شيء يرجع إلى أصله, قال الله عز وجل {ولله ميراث السموات والارض كل شيء هالك إلا وجه}.
قلنا أنه في هذا الفصل يقع الحديث في الامور التالية:
الأمر الأول: أو المقام الأول: أن القيامة الكبرى لا تتحقق إلا من خلال الفناء وانه لا يمكن أن يحشر الناس في القيامة إلا بعد فنائهم وهذا هو الذي أشار إليه قال: ولا شك أن الآخرة إنما تحصل بارتفاع الحجب وظهور الحق بالوحدة الحقيقية.
إذن: المقام الأول من البحث هو أنه لا يتحقق الحشر الاكبر إلا من خلال الفناء, وهذا إذا أردتم أن تتكلمون بلغة المنطق أو بالأبحاث التي هناك هذا هو المقام الذي هو هل هو الفناء أي يتعلق بهل هو الفناء؟ .
المقام الثاني: من البحث: أنه ما هو الفناء؟ وهذا الذي أشرنا إليه في البحث السابق قلنا أنه يبدأ من قوله: وذلك, أي الفناء, قد يكون, وقد يكون, وقد يكون. يعني ما هي حقيقة الفناء؟ ذكر أوجه ثلاثة لبيان حقيقة الفناء الذي نعبر عنه ما هو الفناء.
المقام الثالث من البحث: هو بيان أقسام الفناء؟ الذي بحسب الاصطلاح يكون كم هو الفناء؟ أقسام الفناء هل هو طبيعي محض, اختياري محض, أو بعضه طبيعي وبعضه اختياري؟ إذن: في هذا الفصل الحادي عشر يقع الحديث في هذه المقامات الثلاثة:
المقام الأول: أن الآخرة لا تتحقق إلا بالفناء.
المقام الثاني: ما هو الفناء؟
المقام الثالث: كم هو الفناء؟ وهذا سيأتي بحثه في أول صفحه 163 قال: وكل منها قد يكون معجلا وقد يكون مؤجلا, هذه أبحاث نحاول أن نقف عندها.
أما المقام الأول من البحث: وهو أن الفناء حق لا ريب فيه, لأنه هذه عبارته: ولا شك, هل هو الفناء؟
الجواب أن الفناء حق لا ريب فيه, سؤال هل يستثنى منه أحد أو لا يستثنى منه أحد؟ الجواب لا يستثنى منه أحد, يعني لكي يحصل, التفتوا جيد الآن أبين لماذا لا يستثنى منه أحد لا تقول سيدنا إذن ماذا تفعل ب{إلا ما شاء الله} هذا سأبينه, لا يستثنى منه أحد, ما معنى لا يستثنى يعني هل يمكن أن يحصل البقاء بالله من غير الفناء أو لا يمكن؟ لا يمكن, إذن لا يمكن أن يصل إلى البقاء بالله إلا بعد الفناء في الله, نعم أن هذا الفناء هل هو للجميع على حد واحد أو يختلف الناس؟ الفناء يحصل للجميع ولكن كل لا يحصل لهم الفناء إلا بعد النفخة الأولى أو يمكن, هذه النفخة العمومية للجميع {ونفخ في الصور فصعق من في السموات والارض} هذا الفناء العام هذا للجميع؟ الجواب لا, يستثنى منه البعض, ما معنى يستثنى يعني لا يحصل لهم الفناء؟ لا هؤلاء حصل لهم الفناء قبل ذلك, ظاهر العبارة كأنه يريد هؤلاء لا يحصل لهم الفناء, مقصوده من هذا النفخ لا يحصل لهم الفناء وليس لا يحصل لهم الفناء مطلقا, هؤلاء حصل لهم الفناء ولكنه من قبيل هل يمكن لاحد أن يدخل الجنة بلا حساب أو لا يمكن؟ لا يمكن, الكل لكي يدخل الجنة لا بد أن يحاسب, نعم الفرق مرة الحساب العام الذي {وضعت الموازين القسط يوم القيامة} ومرة هم حاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا, هل يمكن لاحد أن يدخل الجنة من غير المرور على الصراط المستقيم؟
الجواب: كلا, الكل لابد أن يمر {وان منكم إلا واردها} إذن يوم القيامة استثني, استثني من ذلك العام ولم يستثنى من الصراط المستقيم وفرق بين الأمرين التفتوا جيدا, هذه العبارة إنما رجعت إليها مرة أخرى قال: إلا من شاء الله وهم الذي سبقت لهم القيامة الكبرى إشارة إلى هذه النكتة وهي أن ليس هؤلاء استثنوا من الفناء, لا لم يستثنى أحد من الفناء بل الجميع لكي يبقى ببقاء الله سبحانه وتعالى لابد أن يمر من طريق ومن سبيل الفناء ولكن هل الجميع فنائهم في آنٍ واحد أو يختلف البعض عن البعض الآخر؟ هناك فناء عمومي وهو الذي {ونفخ في الصور} وهي النفخة الأولى, وعندنا فناء خاص شخصي, لذا تعالوا مرة أخرى إلى صفحه 152 قال: ومنها, وسط الصفحة, ومنها ما هو موعود منتظر للكل كقوله تعالى{وان الساعة آتية لا ريب…} وبازاءه ما يحصل للعارفين الموحدين من الفناء في الله, نفخ الصور هو للفناء في الله أليس هكذا, والبقاء بالله, ولكن متى يقع لهم بالنفخة العمومية أو قبل ذلك؟
قال: قبل وقع ذلك التجلي على جميع الخلائق. لا ادري اتضحت العبارة أو لا؟ إذن هذا الاستثناء ليس من أصل الفناء.
إذا أردنا أن نتكلم بلغة واضحة ليس استثناء من أصل الفناء بل استثناء من وقت الفناء وإلا هذا الوقت العمومي هم لا يدخلون فيه أي في الفناء العمومي لأنه حصل لهم الفناء فيكون سالبة بانتفاء الموضوع ليس له معنى, من قبيل أنه الإنسان يقول كل من كان خارج الغرفة فليدخل في الغرفة فالذين كانوا داخلين في الغرفة أيضا يدخلون في الغرفة؟ هؤلاء داخلين في الغرفة فما معنى أن يدخلوا في الغرفة فيكون سالبة بانتفاء الموضوع, أنا أقول كل من كان خارج الغرفة فليدخل في الغرفة فالذين داخلون في الغرفة أيضا يدخلون في الغرفة؟ هذا تحصيل حاصل, نحن نقول لم يريد البقاء لابد أن يفنى حتى انتم؟ لا لأنه هؤلاء فنوا وبقائهم بالله سبحانه وتعالى, لا أدري أتضح المعنى؟ هذا أولا هذا أصل المطلب والآن نأتي إلى الآية.
هذا الاستثناء استثناء من النفخ استثناء من الصعق؟ ونحن حديثنا أين؟ إذن هذه تدل على المقام أو لا تدل على المقام, مرة أنت تسألنا عن أصل المطلب أصل المطلب تام وليس عندنا شك أنه هذا الفناء العمومي الذي يحصل من خلال النفخ الأول هناك جماعة يستثنون منها باعتبار أنهم ما توا قبل أن يموتوا وفنوا قبل أن يفنوا ولكن هذه الآية تدل على هذا المعنى أولا تدل؟ البحث في الآية وفي الدليل وليس في المدعى فالمدعى تام ولا إشكال به, وإذا يتذكر الإخوة كان عندنا بحث من هذا القبيل في آية سورة آل عمران {ما يعلمون تأويله إلا الله والراسخون في العلم} هناك بحث كما تعلمون أن الواو عاطفة انها استئنافية؟ فمن قال عاطفة فيستدل بالآية أنه هناك من يعلم تأويل القرآن, أما من قال استئنافية فالآية غير دالة على أنه هناك من يعلم التأويل, ولكن هل هذا معناه أنه لا يوجد دليل؟ يوجد دليل آخر من طريق آخر, هذا الدليل لا يدل على أنه لا يوجد علم بالتأويل من الراسخين في العلم وليس أنه لا يوجد دليل على أن هناك من يعلم تأويل القرآن, البحث هل أن هذه الآية دليل على المدعى أو انها ليست دليلا على المدعى؟
إذ جعلنا الاستثناء استثناء من النفخ فعند ذلك يتم قوله وهؤلاء الذي سبقت لهم القيامة الكبرى, أما إذا كان هذا الاستثناء استثناء من الصعق اللهم إلا ن يقال أن النفخ هو الصعق, أما إذا, التفتوا إلى النكتة التفسيرية البحث الآن إلا أن يقول قائل أن الصعق إلا بهذا النفخ فالاستثناء من الصعق استثناء من النفخ, (كلام لأحد الحضور) وأنا أيضا أقول وأنا احتملت لهذا السبب, ولكن في وآيات أخرى نجد أنه فسر الصعق بالفزع ولم يفسر بالموت بنفخ الصور, وإلا لو كنا نحن وهذه الآية لا أقل هذا الاحتمال يرد.
تعالوا معنا الآية 87 من سورة النمل قال تعالى{ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله} سؤال: هذا إلا من شاء الله استثناء من الخوف أو من الفزع؟ أقرأ الآية مرة أخرى {ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين} هذا إلا من شاء الله استثناء من النفخ في الصور أو من الفزع أي منهما بحسب القواعد اللغة العربية؟ من الآخر.
سؤال آخر: هو عندما يحصل الفناء يوجد فزع, الآية ماذا تريد أن تقول؟ التفتوا إلى النكات القرآنية, الآن قلت لك أن البحث العرفاني في محله وهذا المدعى ليس فيه مشكلة ما الدليل عليه؟ نثبته بأدلة أخرى, الآن هو يريد أن يستدل بشاهد قراني الآن نحن كلامنا بالشاهد وفي الدليل وليس كلامنا بالمدعى أكرره هذه الكلمة.
آية أخرى أيضا في سورة النمل الآية 89 الآن دعوا هذه الآية التي في سورة النمل وتعالوا معنا إلى سورة الأنبياء الآية 103, (كلام لأحد الحضور) فسر لي الفزع لغة ما هو الفزع لغة؟ (كلام لأحد الحضور) في النتيجة هذا ينسجم الفناء؟(كلام لأحد الحضور) كيف ينسجم, إذا فني من الذي يفزع, (كلام لأحد الحضور) أنت فسر ما تريد أن تفسر بماذا تفسر, أولا لغة ليس هذا الذي تتفضل به, ففزع بمعنى خاف ارتعاشا وهذا لغة, وهذا المعنى الذي تتفضلون به ليس موجود لغة الفزع إلا أن تقولون نحن القرينة نريد أن نفهم معنى آخر, (كلام لأحد الحضور) فزعت إليه, لا أدري فزع باللغة بدليل شاهد قراني ما دام أنت أوصلتني إلى هنا, اذكر الشاهد في سورة النمل 89 {قال من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون} إذن الفزع وقع في قبال الأمن إذن هناك هناك والآن لا يوجد خوف, وقد يكون الفزع واحدة من استعمالاته المراد الالتجاء ولكنه القرآن لم يستعمله في الالتجاء بل يستعمله في الأمن في قبال الخوف هذه آية.
وآية أخرى في سورة الأنبياء الآية 103 قال تعالى {لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون} إذن فصعق, ففزع, الفزع الأكبر, إذن هذه تقع بعد النفخ هذا أي نفخ الذي يوجد بعد بعض الناس مفزعون أو أهل فزع وبعضه أهل امن هذا أي نفخ؟ هذا النفخ الثاني وليس النفخ الأول ونحن حديثنا في النفخ الأول, لا أدري وصل المطلب إلى الإخوة, هذه الآية {فصعق من في السموات ومن في الأرض} هذه إلا من شاء الله بقرينة تلك الآيات مراد صعق يعني فزع فلذا بعضهم آمن وبعضم ماذا؟ هذا الاستثناء من الفزع, فبعضهم آمن وبعضهم ليس بآمن فهذه الآية المباركة التي استدل بها ليست دليلا على المدعى نعم يمكن إثبات هذا المدعى بدليل آخر, لا أدري استطعت أوصل المطلب حتى انتقل إلى بحث آخر, (كلام لأحد الحضور) وهكذا احسنتم, ولكن أنا مقصودي تكلمت بهذا الآن باعتبار أن البحث في النفخ فأريد أن أقول أن هذه الآيات ليس مرتبطة بالنفخ الأول بل مرتبطة بالنفخ الثاني يعني مرتبطة بمقام البقاء بعد الفناء وليس مرتبطة بمقام الفناء ونحن الآن حديثنا في المقام الأول حديثنا في الفناء يعني أن الفناء حق لا ريب فيه وهذا الفناء يقع بعد النفخة الأولى, يعني في النفخة الأولى يقع فناء وعند ذلك يأتي السؤال الثاني ما معنى الفناء يعني يعدمون؟ التي هي هذه المسألة الفلسفية المعقدة, ما معنى أنه في النفخة الأولى يفنون بمعنى يعدمون يعني يكون الموجود معدوما ثم في النفخة الثانية موجودا فلابد أن ندخل في مباحث إعادة المعدوم بعينه أو أن المراد في النفخة الأولى يفنون يعني لابد أن نعرف معنى الفناء فقد يكون, وقد يكون, وقد يكون, لا أدري صار البحث أين؟
الآن تعالوا معنا إلى البحث اللاحق, (كلام لأحد الحضور) لا الآن أبين اسمحو لي.
لذلك قيل كل شيء يرجع إلى أصله, هذا إلى المقام الأول من البحث ما هو؟ وهو في النفخة الأولى يرجع كل شيء إلى أصله يعني يحصل الفناء فهذه الآيات اللاحقة تبين أصل الفناء فهي دالة على أصل الفناء والاستثناء غير موجود في هذه الآيات, لذا قال: {ولله ميراث السموات والارض} طبعا عندما لا يقال ما أو من فالمراد ما في السموات وما في الأرض وما بينهن وما فيهن كل شيء يكون شاملا الله سبحانه وتعالى يرث ومعنى يرث يعني يرجع كل شيء إلى أصله, أو{كل شي هالك وجهه} هذا في الفناء هذا في النفخة الأولى يحصل, كل شيء يهلك, كل شيء يفنى كل شيء ينتهي يعني كل شيء يرجع إلى أصله, {كل من عليها فان} إذن لابد أن نفسر الفناء ما هو؟ ما هو معنى فانٍ هل هو بمعنى معدم أو بمعنى ما يقوله هؤلاء رجوع الشيء إلى أصله, {كل من عليها فان ويبقى وجه ربك}.
إذن: عندما نبحث فناء وبقاء وكذا مرتبط بالذات أو مرتبط بالشؤون؟ إذن الذات وهي اللا بشرط المقسمي هذا ليس بحث هناك البحث في الحق من خلال تعيناته وإفاضاته وشؤونه هذا هو البحث وإلا ليس المراد بأنه يرجع إلى أصله يعني الكل شيء يصير اللا بشرط المقسمي أو يصير كل شيء مقام الاحدية مثلا ليس هذا المراد, مرادنا أن هذه التعينات التي من خلالها نقول سماء, وارض, وماء, وبحر, ونار, تبقى هذه العينات أو لا تبقى ؟ هذه تزول وليس معناه أنه لايوجد أي تعين بعد فقط اللا بشرط المقسمي والكل يرجع إلى اللا بشرط المقسمي ليس هذا المراد, المراد أن التعينات الجزئية إذا أردنا أن نتكلم بلغة واضحة, أن التعينات الجزئية ترجع إلى التعين الكلي كما يضرب الأمثلة لذلك لا أدري أتضح المعنى.
قال: {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} هذا تمام الكلام في المقام الأول من البحث. وذلك, هذا هو المقام الثاني من البحث, ما معنى الفناء وما هو الفناء؟ الذي هذا يقع بين النفخ الأول والنفخ الثاني للصور, كنا يوم الاربعاء بخدمة شيخنا الاستاذ الشيخ جوادي كانت توجد عندنا شغلة فتحدث نصف ساعة أنا كنت وشيخ فياضي فقط فواحدة من الوصايا التي أوصانا بها نحن الذي ندرس فلسفة وعرفان وهذه المطالب قال حاولوا بقدر ما يمكنكم أن الأبحاث الفلسفية أو العرفانية لا تجعلوها مثل البحث الأصولي عندما يأتون إلى بحث المطلق والمقيد يقول المطلق أكرم العلماء والمقيد لا تكرم الفساق, يطبقه على القواعد الفقهية أو لا يطبقه على القواعد الفقهية؟ هنا يعرف الطالب فقط من المطلق والمقيد أكرم العلماء ولا تكرم ماذا؟ ثم ذكر لنا لطيفة الشيخ الله يحفظه: قال أنه يوجد أحد الأساتذة المعروفين في النحو وفي يوم من الأيام انتقل إلى مشهد وبدأ يدرس فبدأ كلامنا لفظ مفيد كاستقم, فقال كلامنا مبتدأ ولفظ خبر فاخذ الطلبة ينظرون بعضهم لبعض فقال لهم ما الذي حصل, قالوا شيخنا هل يوجد مبتدأ غير زيد لأنه هؤلاء كلما يسمعون مبتدأ يقولون لهم زيد مبتدأ, زيد قائم, وهذا يقول أن الخبر غير زيد فكيف يصير هذا, يقول لا تصير القضية بغير هذا الشكل وهو أنه الطالب لا يعرف من التطبيقات وفوائد هذه العلوم ما هي, وهو كان يعتقد أن من أسباب ابتعاد الطلبة عن هذه العلوم العقلية يقول لابد أنت تقول له عشرين سنة تقرأ فلسفة إلهيات بالمعنى الأعم إلى أن توصله إلى الإلهيات بالمعنى الأخص الجزء السادس من الأسفار هناك تقول له الفائدة فهو كيف يصبر عشرين سنة حتى يصل إلى هناك فحاولوا أن تعيشوا الفائدة, أنا لما انتهيت لم اعلق شيء ولكن لما خرجنا الشيخ قال هذا لا يدري أن بحثك إنما مشى لهذا السبب.
انتم انظروا الآن إلا كلمات الأعلام هذه لا يطبقوها يأتي إلى هذا البحث يشرحه وهو ماذا, مع أنه هذا مرتبط ببحث عقائدي مهم جدا وهو موضع معركة من الآراء أنه في النفخ الأول وفي النفخ الثاني ماذا يحدث هذا من تطبيقات ذاك البحث الموجود في علم الكلام عندنا, انتم الآن انتم ارجعوا إلى البحار انظروا كيف احتاروا في مسألة ما بين النفختين ماذا يحصل؟ انظروا إلى الاقول وفي الأخير يقول نرجع علمها إلى أهلها لأنه واقعا لا ندري ماذا يصير الآن نرجع إلى المقام الثاني.
ما هو الفناء؟ هنا, ليس كم هو الفناء بل ما هو الفناء أنحاء الفناء وليس أقسام الفناء لأنه أقسام الفناء مرتبط بالمقام الثالث كم هو الفناء, هنا يذكر وجوها ثلاثة اخواني الاعزاء:
الوجه الأول: وهو زوال التعينات الخلقية وبقاء الوجه الإلهي له, يعني زوال وجه العبودية وبقاء وجه الربوبية, التفتوا جيدا وجه الربوبية ووجه العبودية, إذن البحث باللا بشرط المقسمي أو بالوجه, إذن لا يذهب ذهنك لما تقول زوال وتعينات يعني الجميع يصير اللا بشرط المقسمي لا ليس هذا البحث, البحث هو هذا القرآن صريح يقول {وما أمرنا إلا واحدة} هذه الواحدة إذا نسب السماء, والارض, والحيوان, والبقر, يكون متعين أو ليس متعين إذا نسب إلى هذه الجزئيات متعين أو غير متعين؟ تعينات هذا الواحد الصادر من الله تعيناته ما هي؟ سماء, وارض, من قبيل النفس, إذا نسب إلى الحروف غير متعين وتعينه بماذا يكون؟ بالحروف, ما معنى الوجه الأول؟ هو زوال هذه التعينات الجزئية وصيرورة الجميع مرجعها إلى التعين الكلي لأنه ذاك أيضا تعين في قبال الواجب, نعم بالنسبة الجزئيات غير متعين أما بالنسبة إليه سبحانه وتعالى تعين أو غير تعين؟
إذن: عندما يقول زوال التعينات الخلقية لا يذهب ذهنك أساسا أنه يصير لا التعين المطلق المطلق اللا بشرط المقسمي بل هذه التعينات الجزئية ورجعوها إلى ماذا؟
يعني بعبارة أخرى: هذا كتاب لكن وجود وهذه منظرة ولكن وجود, ارتفاع الكتابية والمنظرة والمنضدة ليس ارتفاع أصل الوجود بل أصل الوجود باق واصل الوجود هو تعين من التعينات ولكن في قبال الكتاب المنضدة والسماء ما هو؟ لا متعين.
وهذا معنى قوله كانعدام تعين القطرات عند الوصول إلى البحث, الآن القطرة من الماء لو ألقيتها في البحر ما الذي منها يزول؟ كونها أصل المائية يزول؟ لا يزول, تعين القطرة في قبال البحر يزول وإلا أصلها لا يزول, يقال قد يراد الفناء ويراد منه هذا المعنى زوال التعينات وصيرورتها ذاك اللا متعين ولكن ليس اللا متعني المطلق باللا متعين النسبي في قبال هذه التعينات, لا أدري أتضح المعنى. وذلك قد يكون بزوال التعينات الخلقية وفناء وجه العبودية التي هي التعينات الخلقية في وجه الربوبية.
إذن: أتضح بأنه زوال تعين إلى تعين أوسع لأنه وجه ووجه, وجه العبودية ووجه الربوبية, مثاله الحسي:
كانعدام تعين القطرات عند الوصول إلى البحر, وذوبان الجليد لطلوع شمس الحقيقة, هل الجليد يذوب بشمس الحقيقة ما هي علاقة شمس الحقيقة بالثلج؟ بطلوع هذه الشمس؟ إذا عندنا قالب من الثلج الآن عندما تخرج الشمس يذوب, ما الذي ذهب منه؟ كونه ماء؟ أبداً, كونه مركب أوكسجين؟ ابد, ذهب هذا التعين فقط ليس إلا, هذه الحدود الشكل الخارجي الذي له إلا واقعه موجود, لا أدري أتضح المعنى الأول من الفناء, الآن توجد وآيات قرآنية تشير إلى هذا المعنى أو لا توجد هذا المدعى الآن وهو يقول أن جملة من الآيات تشير إلى هذا المعنى.
قال: وذوبان الجليد, أنا في قناعتي أما توجد عبارة ناقصة هنا أو لابد أن تقدر, وذوبان الجليد بطلوع ماذا؟ هذه الشمس, هذه الجملة بطلوع شمس الحقيقة هذه مرتبطة بزوال التعينات الخلقية, يعني متى تزول التعينات الخلقية ويتحول وجه العبودية إلى وجه الربوبية متى؟ بطلوع شمس الحقيقة, هذه بطلوع متعلق بزوال وليس انها مرتبط بذوبان الجليد بطلوع شمس الحقيقة, هذه بطلوع ليس متعلق بذوبان ولذا شيخنا الاستاذ الشيخ حسن زاده ملتفت في الحاشية يقول هذه في الحاشية رقم تسعة يقول: متعلق بزوال وهو صحيح ولكنه العبارة يكون فيها نقص وهو أنه وذوبان الجليد وذوبان الجليد بماذا؟ ليس بطلوع شمس الحقيقة وإنما بطلوع الشمس المادية. دليل هذه الدعوى أين؟
يقول قوله تعالى, قال تعالى, هذا دليل النحو الأول من الفناء, {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب} الآن ضع ذهنك معي: هذه الورقة الآن من مبسوطة ما الذي فيها؟ مكتوب كلمات أو فيها نقوش, ولكن متى عندما تبسط, الآن لو قبضت هل ترى فيها شيء أو لا ترى؟ هذا معناه أن الكلمات عدمت أو طويت أي منهما؟ يقول هذا النحو الأول من الفناء, النحو الأول من الفناء ليس انعدام, زوال التعينات الخلقية ليس انعدام إنما ما هو؟ إنما أصلها موجود ولكن هذا التعين الشكل الذي له موجود أو غير موجود؟ لذا قال: {يوم نطوي السماء} ومن باب تشبيه المعقول أو مقام هذا النحو من الفناء بالمحسوس قال{كطي السجل للكتب} (كلام لأحد الحضور) من هو؟ انعدم التعين التعين انعدم وهذه الكلمات الآن يمكن أن تقرأ أو لا يمكن؟ لا يمكن انتهت هذه, (كلام لأحد الحضور) لا ليس موجودة, ولذا السيد الطباطبائي لما يأتي إلى ذيل هذه الآية المباركة من الميزان صفحه 328 هذه عبارته يقول: والمراد أن السجل هو الصحيفة المكتوب فيها الكتاب إذا طوي انطوى بطيه الكتاب وهو الالفاظ أو المعاني التي لها نحو تحقق وثبوت في السجل بتوسط الخطوط والنقوش فغاب الكتاب بذلك ولم يظهر منه عين أو اثر وكذلك السماء تنطوي بالقدرة الإلهية فتغيب عن غيره ولا يظهر منها عين و لا اثر غير انها لا تغيب عنه وإنما تغيب عني وعنه, وإلا بالنسبة إليه أيضا غائبة هذا الغيب المطلق أو الغيب النسبي؟ الغيب النسبي.
غير انها لا تغيب عن عالم الغيب وان غاب عن غيره كما لا يغيب فطي السماء على على هذا رجوعها إلى خزائن الغيب الذي كان لها {وان من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر} فقبل النزول له قدر له تعين أو ليس له تعين؟ ليس له تعين أتضح المعنى.
قال: {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب} الآن هنا هذه الكاف الأول أتضح معناها هذا بيان أو تمثيل ذلك الأمر المعنوي أو الغيبي أو المعقول بأمر حسي, هذه الكاف في الثانية ماذا تريد أن تقول, هذه الكاف الأولى اتضحت كطي السجل للكتب هذا تمثيل المعقول بالمحسوس ولكن هذه الثانية ماذا تريد أن تقول؟ كما, لأنه الكاف الثانية؟
هنا القيصري يقول تريد أن تقول مطلب آخر وهو وان قلت وهل يعقل هذا الوجود الإمكاني بعظمته أن يطوى, أصلاً يكون في حكم العدم لا عين ولا اثر وهذا هو الفناء الذي نريد أن نقوله وهل يعقل ذلك يقول وقوله {كما بدأنا} يقول نعم هو من بسط هذه؟ الله, فالباسط يستطيع أن يقبض نعم {كما بدأنا أول خلق نعيده} نعيده إلى ما بدأنا منه, هو قبل أن يأتي إليكم كان مبسوطا أو مقبوضا؟ كان مبسوطا أو مطوياً؟ لأنه القرآن الكريم يعبر الطي والقبض, تارة يقول {والسموات مطويات بيمينه} {والارض قبضته يوم القيامة} من هنا إذا صار وقت نشير لماذا أنه هناك طي وهنا قبض, صدر المتألهين بينه بشكل تفصيلي في آخر وإذا صارت وقت لعله أبينه لأنه الآن نتكلم في الطي الآن {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما أول خلق نعيده} كما كان, فنحن الذي بسطناه ونحن الذي ماذا؟ فباسم الباسط يبسط ويفتح ويصير هذا التعينات وباسم القابض يصير يطوى ويقبض, فباسم المحيي تظهر هذه التعينات وباسم المميت تزول هذه التعينات وهكذا باقي الأسماء, باسم المثبت هذه التعينات تخرج وباسم الماحي هذه التعينات تمحى وهكذا, لا أدري أتضح المطلب.
قال: قال تعالى {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده} وهذه فقط دعوى إذا نريد أن نفعله نفعله؟ يقول لا نحن إذا وعدنا نخلف الوعد أو لا نخلف الوعد {وعدا علينا} وإذا أعطينا وعد لا نخلف {أنا كنا فاعلين} هذه وعدا علينا يثبت الوقوع, {كما بدأنا أول خلق نعيده} يبين الإمكان لأنه أنت استبعدت قلت أيعقل هذا العالم بهذه العظمة يطوى كطي السجل للكتب؟ قال نعم يمكن, بأي دليل يمكن؟ قال لأن الذي يطوي ويجمع ويقبض هو الباسط فيقع أو لا يقع؟ هذا فقط يكون ممكن, أنت استبعدت ونحن رفعنا الاستبعاد ولكن يقع أو لا يقع؟ وعدنا{أنا كنا فاعلين} جيد هذا البحث التفسيري. الآن هذا بيان ماذا؟ أي بيان قوله {كما بدأنا أول خلق نعيده} هذه جملة أول خلق نعيده لا وعدا علينا ولا كطي السجل للكتب, هذا بيان ما معناه؟ أي نزيل عنها أو بيان الدعوى أيضا يصير يعني {نطوي السماء كطي السجل للكتب} أي نزيل عنها التعين السماوي يعني الأرضي؟ يقول لا باعتبار أن البحث في نطوي السماء نحن قلنا السماء وإلا التعين السمائي والارض والناري كلها نزيلها.
أي نزيل عنها التعين السماوي لترجع إلى الوجود المطلق, يعني تصير اللا بشرط المقسمي؟ لا, المراد إلى ماذا؟ {وما أمرنا إلا واحدة} وليس مرادنا تكون الأشياء هو سبحانه وتعالى, هذه التعينات الجزئية ترجع إلى التعين المطلق الذي هو {وما أمرنا إلا واحدة}. ترجع إلى الوجود المطلق بارتفاع وجودها المقيد, استشهد على ذلك بماذا؟ استشهد على ذلك بقوله {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار} وهذا الاستشهاد يكشف على أن القيصري الشارح يعتقد أن هذه الآية مرتبطة بعد النفخة الأولى أو بعد النفخة الثانية؟ الاولى, فناء, في الثانية عندنا بقاء, هنا يقول فقط فقال {لمن الملك} أي ملك هذا؟ ملك الأرض ملك السماء ملك البحر أو الملك هذا المطلق؟ هذا المطلق, وحيث أنه لا يوجد أحد يجيب لأنه عالم ماذا؟ نحن في الفناء إذن يوجد أحد يجيب أو لا؟ لا يوجد, إذن قالت الآية هو يجيب قال: {لله الواحد القهار}.
إذن: هو يفهم من هذه الآية المباركة مرتبطة بما بعد النفخ الأول أو بما بعد النفخ الثاني؟ يفهم منها بعد النفخ الأول لذا قال {لمن الملك} لأنه عبر قال نرجع القيود فيحصل عندنا الملك المطلق, المُلك, ليس ملك الأرض ملك السماء ملك الإنسان ملك, الملك, فاستشهد بهذه الآية المباركة {لمن الملك} وحيث أنه مقام فناء والمخلوقات كلها تعيناتها الخلقية ذهبت فيأتي الجواب لمن؟ {لله الواحد القهار} مشيرا إلى ظهور دولة حكم المرتبة الاحدية يعني القهارية, فإذا ظهر الله بالاسم القهار فيقهر كل شيء فلا أي شيء,هذا الاستدلال في محله أو لا؟ دعوه إلى غد.
والحمد لله رب العالمين.