نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (158)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    بعد الانتهاء بحمد الله تعالى من الفصل الحادي عشر لا بأس بالوقوف قليلا عند بحث النفخ في الصور, هذا البحث من الابحاث المعقدة كلاميا, ولذا الاخوة اذا صار عندهم وقت يراجعون بعض كلمات المتكلمين في هذا المجال, يجدون الاختلاف الواسع في هذه المسألة وهو انه: ما الذي يحدث عند النفخة الاولى وما هو حال المخلوقات ما بين النفختين وثالثا ما الذي يحدث عند النفخة الثانية, طبعا اسئلة كثيرة جدا موجودة في هذا المجال ولكنه من أهم الاسئلة هي هذه الاسئلة التي أشرت إليها.

    في النفخة الاولى ما الذي يحدث للمخلوقات جميعا, الآن محل كلامنا الانسان ولكن بشكل عام, ثم ما هو حال المخلوقات ما بين النفختين ثم ما هو حالهم بعد النفخة الثانية, وما الذي يحدث في النفخة الثانية.

    حتى ينتظم البحث جيدا أحاول أن أشير الى هذه المطالب من خلال مجموعة من التساؤلات اطرحها وأجيب عنها.

    التساؤل الاول: ما هو النفخ في الصور, وهو السؤال الاول ما هو, السؤال بما هو؟ في ما يتعلق بذلك صاحب المفردات في صفحة 290 هذه عبارته يقول: النفخ في الصور, طيب النفخ واضح, لا يحتاج الى بيان من الناحية العرفية واللغوية وهو أن ينفخ الانسان, نفخ هذا كما انه {نفخت فيه من روحي} أما المصداق ما هو؟ البحث الآن ليس في المصداق بل في المفهوم, النفخ واضح, طيب الصور ما هو؟ قال: فقد قيل هو مثل قرن ينفخ فيه فيجعل الله (سبحانه وتعالى) ذلك سببا لعود الصور والأرحام الى أجسامها, التفتوا جيدا, ومن هنا يتضح لماذا سمي نفخ في الصور لأنه نفخ لإعادة صور الاشياء, قال: قرن ينفخ فيه فيجعل الله ذلك سببا لعود الصور والأرواح الى أجسامها وروي في الخبر (أن الصور فيه) التفت في الصور موجود, (فيه صورة الناس كلهم) وهذا يكشف لك أن القضية قضية واقعية او قضية مثال {وتلك الأمثال نضربها للناس} هذا الخبر أن صح يكشف لنا عن هذه الحقيقة, هذا كما يقوله الراغب في المفردات.

    العلامة المجلسي في البحار المجلد السادس ص 318 هذه عبارته هناك, قال: اختلف في الصور, وليس في النفخ باعتبار أن النفخ واضح, اختلف في الصور فقيل هو قرن ينفخ فيه, كما أشار صاحب المفردات, وقيل هو جمع صورة نفخ في الصور الصور جمع صورة فهو نفخ في الصور, جمع صورة فان الله يصور الخلق في القبور كما صورهم في أرحام الأمهات, ثم ينفخ فيهم الارواح كما نفخ وهم في أرحام أمهاتهم, هذا اذا تلتفتون كله إشارة الى النفخ الثاني, في النفخ الثاني نحن ماذا {فإذا هم قيام ينظرون} يقول: ما أن النطف في رحم الأم تصل الى مرحلة ينفخ فيها, هذه الموجودات في القبور {فإذا هم من الأجداث الى ربهم ينسلون} هذه القبور تكون بمنزلة الارحام فتنفخ فيها الارواح, وقيل انه, هذا لا هذا بحث في الاقسام, هذا كلام.

    السيد الطباطبائي (رحمة الله تعالى عليه) في الميزان المجلد الخامس عشر ص 399 هذه عبارته, قال: النفخ في الصور, هذا إشارة الى المطلب الذي اشرنا إليه, هذا اعم, النفخ في الصور كناية عن أعلام الجماعة الكثيرين كالعسكر بما يجب عليهم أن يعملوا به, طيب انتم الآن الذاهبين الى المعسكرات للجيوش النظامية يعرفون أن هناك نفخ معين وبوق معين وصوت معين للحضور او للانصراف, كالحضور او الارتحال ونحو ذلك .. الى آخره.

    اذن بهذا البيان يتضح بان النفخ في الصور له حقيقة ولكن هذه الحقيقة ليس ما جاء في البيان اللغوي له, هناك حقيقة.

    اذن بهذا المقدار أنا أتصور كافي, وخصوصا اذا ضممنا الى ذلك قوله تعالى {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون} او قوله {ولقد صرفنا في هذا القران من كل مثل} يتضح بأنه ليس المراد بأنه واقعا المسئول عن النفخ يأخذ قرنا مثلا طوله, طبعا في الروايات جدا عجيبة, في الروايات بأنه رأسه منه في السماوات السابعة ومكان منه, هذه الروايات فلنشير إليها الاخوة يراجعوها مفصلة ولكن بمقدار ما ينفعنا منها.

    الرواية هذه قال: (وللصور رأس واحد وطرفان وبين طرف كل رأس منهما ما بين السماء والارض, هذه الرواية الثانية في الجزء السادس ص 324 من باب نفخ الصور وفناء الدنيا, وللصور رأس واحد وطرفان وبين كل طرف رأس منهما ما بين السماء والارض, طيب واضح بأنه إشارة الى المثال والا الحقيقة شيء آخر, هذا من باب التمثل يعني انه عندما يتمثل ماديا يكون بهذا الشكل, هذا السؤال الاول.

    السؤال الثاني: متى يقع النفخ في الصور؟

    اتفقت كلمة هؤلاء أن النفخ في الصور هو من إشراط الساعة, يعني أن الساعة لا تقوم الا بعد النفخ في الصور, الآن هذا النفخ في الصور اعم من النفخ الاول, لأننا الى الآن لم نتكلم انه كم هو عدد النفخ في الصور, النفخ في الصور هو من إشراط الساعة, واتفقت كلمة علماء المسلمين على ذلك, لان بعض الإشراط وبعض العلامات مختلف فيها, ولكنه مسألة النفخ في الصور من العلامات والاشتراط المتفق عليها بين علماء المسلمين انها من إشراط الساعة, بناء على هذه الآية المباركة الواردة في سورة محمد  ’في ص 508 الآية 18 قال تعالى {فهل ينظرون الا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء إشراطها} إشراطها علائمها علاماتها التكوينية الوجودية بمعنى انه الساعة لا تقوم الا بهذا الشرط, وانتم تعلمون أن المشروط عدم عند عدم شرطه, وهذا معناه انه لا يمكن لاحد أن يدخل الحشر الاكبر الا بعد النفخ في الصور, فإذا قلنا في النفخ في الصور يحصل فناء اذن لا يمكن لاحد أن يصل الى الحشر الاكبر الا أن يمر بمرحلة الفناء, وهذه نقطة أساسية, الآن نعم قد نختلف أنا وانت في معنى الفناء لا مشكلة, ولكنه أصل القضية أن الدخول الى الحشر الاكبر يعني الوصول الى الحشر الاكبر والقيامة الكبرى هل يمكن أن يتحقق بلا فناء او لا يمكن؟ {كل من عليها فان} لا استثناء لهذا, حتى يحق له الدخول الى الحشر الاكبر بعد ذلك, نعم الناس او المخلوقات, الآن نحن محل حديثنا الناس, الناس يختلفون بعضهم, يفنون بالفناء العام, وبعضهم يفنون بالفناء الخاص, هذا الذي عبر عنه في ما سبق بالفناء المؤجل والفناء المعجل والا لا يوجد استثناء من الفناء, هذه نقطة أساسية والتي ناقشنا بها القيصري, قلنا بأنه أساسا عندما قال هذا استثناء من النفخ قلنا لا يوجد استثناء من النفخ, الكل لابد أن يفنى, نعم قد يكون هناك فناء عمومي وهو من ضمن الفناء العمومي, وقد يكون هناك فناء خصوصي وهو من ضمن الفناء الخصوصي, بتعبير آخر: فناء طبيعي وفناء اختياري, مؤجل ومعجل.

    السؤال الثالث: هل ورد, مسألة النفخ في الصور, هل هي مسألة قرآنية او مسألة روايات ومسالة كلمات المتكلمين؟

    في الواقع بأنه الآيات التي تحدثت عن النفخ في الصور عديدة في القران الكريم, منها الآية 73 من سورة الانعام, قال تعالى {وهو الذي خلق السماوات والارض بالحق ويوم يقول كن فيكون قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير} اذن مسألة النفخ في الصور ضمن نظام, كيف أن عالم الدنيا ضمن النظام, النفخ في الصور أيضاً ضمن النظام في قوس الصعود, أحفظوا هذه الحقيقة, النفخ في الصور ليس في قوس النزول النفخ في الصور اين يكون؟ في قوس الصعود.

    وكذلك الآية 99 من سورة الكهف, قال {هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكا وكان وعد ربي حقا, وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا} طيب هذا يكشف ونفخ في الصور, هذا وجمعناهم أي نفخ هذا؟ هذا النفخ الثاني لأنه بعد ذلك {أن الله جامع الناس ليوم لا ريب فيه}.

    الآية الثالثة واردة في سورة طه الآية 102 قال تعالى {من اعرض عنه فانه يحمل يوم القيامة وزرا, خالدين فيه وساء له يوم القيامة حملا يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا} أيضاً هذه إشارة الى النفخ الثاني.

    الآية الأخرى آية 101 من سورة المؤمنون قال تعالى {حتى اذا جاء احدهم الموت قال ربي ارجعون لعلي اعمل صالحا في ما تركت كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون} اذن اثبت عالم الدنيا عالم البرزخ الآن, {فإذا نفخ في الصور} اذن واضح أن النفخ في الصور يأتي اين؟ في طول عالم البرزخ {فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون, فمن ثقلت موازينه أولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون} جدا عجيبة هذه الآية, الانسان في هذه الدنيا عندما يخسر كل شيء يخسر أما نفسه لم يخسرها, أما هناك عندما يخسر نفسه, هنا يخسر ماله يخسر جاه مقامه, أما هناك ملكه نفسه ما دام في هذه النشأة.

    طبعا هذا النفخ أيضاً إشارة الى النفخ الثاني.

    الآية الأخرى, سورة النمل الآية 87 قال تعالى {ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات والارض الا من شاء الله} اذا يتذكر الاخوة في أصل البحث في أصل المتن, قلنا إشارة الى النفخ الثاني لا الاول كما حاول القيصري لا لا, وان الاستثناء إنما هو من الفزع لا من النفخ, قال: {وكل أتوه داخرين} عند ذلك {وترى الجبال تحسبها جامدة وهي} الى آخره.

    من الآيات ما ورد في سورة يس, الآية 51 قال تعالى {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين} التفتوا جيدا هذه الآية من الآيات التي أشير الى وجود ليس نفخة واحدة بل نفختين لأنه في الآيات التي قراناها لا توجد إشارة الى انه توجد نفختان فقط بعضها بشكل عام {ونفخ في الصور} وبعضها إشارة الى النفخ الثاني, {ما ينظرون الا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون, فلا يستطيعون توصية ولا الى أهلهم يرجعون, ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث الى ربهم ينسلون, قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا, هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون} التفتوا التعبير جدا دقيق.

    الذي كان معدوم هل من حقه أن يقول {يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا} اذا هو معدوم الا يوجد مرقد حتى انت تبعث منه؟ التفتوا النظرية التي تقول أن الموجودات تقول لا شيء بطلان محض, لا شيئية محضة هذا ينسجم مع هذه الألسنة او لا ينسجم؟ {من بعثنا من مرقدنا, هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون} طبعا {ما ينظرون الا صيحة واحدة تأخذهم} لعله هي الصيحة المرتبطة بالنفخة الاولى, وعند ذلك تكون {ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث} إشارة الى النفخة الثانية.

    الآية الأخرى الواردة في المقام في سورة ق الآية 20 قال تعالى {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد, ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد} واضح بأنه إشارة الى النفخة الثانية, {وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد, وقال قرينه هذا ما لدي عتيد, ألقى في جهنم كل كفار عنيد, مناع للخير معتد} الى آخره.

    الآية الأخرى الواردة, واردة في سورة الحاقة الآية 13, قال تعالى {فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة, وحملت الارض والجبال فدكتا دكة واحدة فيومئذ وقعة الواقعة وانشقت السماء} الى آخره.

    الآية الأخرى الواردة في المقام الآية 18 من سورة النبأ, قال تعالى {يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا} التي الروايات الواردة تأتي أفواج من أمتي واردة في ذيل هذه الآية, {يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا}.

    يبقى الآية الأخيرة التي اقرأها بعد ذلك وهي مرتبطة بالسؤال الرابع, وهو انه أساساً القرآن الكريم يثبت نفخة واحدة او أكثر من نفخة, وهي ما ورد في سورة الزمر الآية 68 في سورة الزمر الآية 68 من الآيات الصريحة في هذا المجال قال تعالى {ونفخ في الصور فصعق من في السماوات والارض الا من شاء الله, ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون} هذه الآية الوحيدة في القران التي تشير الى وجود نفختين, نفخة للصعق, نفخة للإماتة, نفخة للإفناء, ونفخة للقيام لرب العالمين, {فإذا هم قيام ينظرون} فإذا هم أحياء, الآن هذه أي حياة؟ تقدم البحث وإنشاء الله بعد ذلك سنشير إليه, اذن هذه من الآيات الصريحة.

    أما الروايات, فصريحة أيضا في هذا المعنى في انه توجد نفختان لا انه توجد نفخة واحدة, بقرينة أي روايات؟ تلك الروايات التي أصرت على انه ماذا يحدث للناس بين النفختين, هذه بالدلالة الإلتزامية اذن توجد نفخة واحدة او أكثر من نفخة؟ هذه بالدلالة الإلتزامية توجد أكثر من نفخة.

    منها هذه الروايات الواردة في هذا المجال, الرواية (عن علي ابن الحسين قال سئل عن النفختين كم بينهما؟) اذن السؤال لا أن النفخة واحدة او لا, بالمطابقة ليس السؤال عن عدد النفخات ولكن بالالتزام يتضح بأنه مسلم كان في الذهن العام أن النفخة نفختان لا انه نفخة واحدة, (قال: قال ما شاء الله, فقيل له فاخبرني يا رسول الله كيف ينفخ فيه, فقال: فأما النفخة الاولى, فان الله…) الى آخره

    اذن توجد نفختان بحسب صريح الآيات القرآنية, طبعا في ما يتعلق بالنفخة الثانية تعبيرات متعددة, بعضها تعبيرات صيحة, بعضها تعبيرات ضجرة, بعضها تعبيرات صارخة, {حتى يقوم الناس لرب العالمين}.

    من هو المسؤول عن النفخ في الصور؟ الروايات أيضاً صريحة في هذا المجال, في البحار المجلد السادس ص 324 الحديث الثاني, (قال: فان الله يأمر اسرافيل فيهبط الى الدنيا ومعه صور قال: فإذا رأت الملائكة اسرافيل وقد هبط الى الدنيا ومعه الصور قالوا قد اذن الله في موت أهل الارض وفي موت أهل السماء, مع انه الموت هناك لا معنى له, أصلاً لا معنى له الانتقال لأنه أساساً بعد ذلك سيتضح أن هذا فناء, اذن المراد من الموت هنا غير الموت المتعارف عندنا وهو الانتقال من الدنيا الى البرزخ, لان الموت عندنا (إنما تنتقلون من دار الى دار) هذا الموت التي تشير إليه الرواية غير هذا الموت, (قال: فيهبط اسرافيل بحضيرة بيت المقدس ويستقبل الكعبة فإذا رأوه آهل الارض قالوا اذن الله) رواية طويلة, ثم الرواية الثانية (فلا يبقى في السماوات ذو روح الا صعق ومات, الا اسرافيل فيقول الله لإسرافيل يا اسرافيل مت فيموت اسرافيل فيمكثون في ذلك ما شاء الله) التفت جيدا, فيمكثون في ذلك, اذا صاروا اعدام ولا شيء أصلاً له معنى المكث او لا معنى له؟ هل يمكن أن نقول لأمر معدوم مكث هذا المقدار ممكن؟ لا غير ممكن, على أي الاحوال.

    شواهد كثيرة في الروايات أن الفناء ليس هو الاعدام.

    يقول: (فيقول لاسرافيل مت فيموت اسرافيل فيمكثون في ذلك ثم يأمر الله السماوات فتمور ويأمر الجبال فتسير وهو قوله {يوم تمور السماوات موراً وتسير الجبال سيرا} يعني تنبسط {تبدل الارض غير الارض} يعني بأرض لم يكتسب عليها الذنوب, {بارزة} الى آخره, الى أن تأتي الرواية, تقول (فعند ذلك ينادي الجبار جل جلاله يسمع أقطار السماوات والارضين {لمن الملك اليوم} فلا يجيبه مجيب, فعند ذلك ينادي الجبار جل جلاله لنفسه {لله الواحد القهار} ثم قال: الامام السجاد, فنفخ الجبار في الصور) عجيب لأنه هنا توجد عندنا مشكلة وهي انه: طيب اذا مات كل شيء, طيب هذه النفخة الثانية من يؤديها؟ (كلام احد الحضور) لا واقعا اذا قبلنا انه كل شيء يعدم بعد النفخ الاول, حتى اسرافيل لا يبقى احد, {لمن الملك اليوم} والمجيب من؟ الله {لله الواحد القهار} طيب من النافخ في النفخة الثانية, حتى {يقوم الناس لرب العالمين

    هذه الروايات بكر وكأنها هي هي لم أبداً لا تعليقة ولا بيان ولا شرح ولا حتى توضيح, يا أخي هذه الروايات ماذا تريد أن تقول ما هو مضمونها واقعا ماذا تريد أن تتحدث, على أي الاحوال.

    تعرفون انه لماذا هذه المعارف هكذا باقية, غريبة في حوزاتنا العملية, (فنفخ الجبار نفخة في الصور يخرج الصوت من احد الطرفين الذي يلي السماوات فلا يبقى في السماوات احد الا حيَّ وقام كما كان, ويعود حملة العرش ويحضر الجنة والنار ويحشر الخلائق للحساب, قال: فرأيت علي ابن الحسين يبكي عند ذلك بكاء, شديدا فيبكي ×) جيد.

    السؤال الآخر الذي لابد أن يشار إليه وهو من أهم الاسئلة وهو المحور في هذه الاسئلة ما هو حال المخلوقات بين هاتين النفختين؟

    في الواقع أن الجواب عن هذا التساؤل: وجد عند عموم محققي علماء المسلمين اتجاهان:

    الاتجاه الاول: يعتقد بان الموجودات جميعا تعدم تكون لا شيئية محضة, وهذا هو الذي يفهمونه من قوله تعالى {كل من عليها فان ويبقى وجه ربك} او {كل شيء هالك الا} الى آخره.

    ويستندون الى رواية واحدة الموجودة في البحار وهي في ص 330 الرواية هذه, الرواية (عن هشام ابن الحكم عن الزنديق الذي سأل الامام الصادق ×عن مسائل الى أن قال: أيتلاشى الروح بعد خروجه من قالبه أم هو باق؟ قال: بل هو باق الى وقت ينفخ في الصور, فعند ذلك تبطل الاشياء وتفنى, هذا أي نفخ؟ هذا النفخ الاول, باقية يعني عالم البرزخ, باقية الى النفخ في الصور, فإذا نفخ في الصور عند ذلك تبطل الاشياء وتفنا, فلا حس ولا محسوس, هنا يعلق من العلامة المجلسي, يقول: هذا الخبر بيان, هذا الخبر يدل على فناء الاشياء وانعدامها, اذن يفسر الفناء بالانعدام, الآن لو تعبير زوال او تعبير اضمحلال هذا كله ينسجم أما تعبير انعدام له مخرج او ليس له مخرج؟ الا اللا شيئية؟ لا شيئية, وعلى أن الزمان.

    طيب الآن في الرواية يوجد ذيل التفتوا جيدا, يقول: ثم أعيدت الاشياء كما بدأها مدبرها, يعني عندما فنت رجعت الى ما كانت عليه, الآن ما ادري هل يعتقد انها كانت منعدمة وأوجدها او رجعت الى أصلها؟ هنا يسكت عن هذه الجملة, ولكن توجد جملة أخرى في العبارة الامام ×يقول وذلك أربعمائة سنة, هذه أربعمائة سنة يصير الإفناء والانعدام واللا شيئية ثم الله الذي هو يقول: وذلك أربعمائة سنة, وذلك بين النفختين, طيب جيد.

    هنا العلامة المجلسي واقعا يقع في عويصة, وهو انه اذا كان ما بين النفختين انعدام اذن ما معنى انه يقدر بأربعمائة سنة, زمان لا يوجد امتداد لا يوجد لأنه انت تريد أن تقول مائة او مائتين أي امتداد تريد أن تفرض لابد أن يوجد شيئا موجودا حتى تفرض الامتداد, أما اذا انت قبلت أن الرواية تشير الى الانعدام ما بين النفختين الزمان له معنى او لا؟

    لذا التفتوا الى العبارة أن الانسان عندما يتجه الى اتجاه غير صحيح يلتزم انظروا الى اللوازم التي يلتزمها, انتم وجدتموها عند المعتزلة وغيرهم لهذا السبب.

    يقول: يدل على فناء الاشياء وانعدامها بعد نفخ الصور وعلى أي ويدل, على أن الزمان أمر موهوم, الزمان أمر وهمي ليس حقيقي لماذا؟ والا لو كان الزمان أمراً حقيقيا كيف يقدر الامر العدمي بأربعمائة عام.

    هنا على الطريقة, وتعلمون بان السيد الطباطبائي يتحمل هذا الكلام او لا, فعنده حاشية نصف صفحة هنا, من الحواشي القيمة الموجودة هنا التي هي هذه التي صارت سببا لمنعه من التعليقة على البحار هو هذا الكلام الذي تكلم بها.

    يقول: ظاهر الخبر بطلان الاشياء, هذه عبارات العلامة, وفنائها بذواتها وآثارها, ظاهر الخبر, التفتوا جيدا, الآن لماذا يقول ظاهر الخبر؟ لأنه في آخر السطر من الحاشية توجد عنده هذه العبارة نصف سطر, يقول: والرواية مع ذلك كله غير مطروحة, والبحث ليس بحث سندي, البحث مضموني, والا هذا البحث السندي هؤلاء كثيرا لا يعتنون, يقول: طيب اذا ظاهر الخبر انعدام طيب الرواية لابد أن تكون مطروحة, يقول لا ليست مطروحة, ولبيان معناه الدقيق محل آخر ذو مجال وسعة, هذا ليس محله هنا نبيه, ولكن بالمقدار الذي الآن بينه العلامة المجلسي الآن عنده اشكال عليه, يقول: فيشكل حينئذ, اذا كان هذا الظاهر فإذن يرد عليه اولا: بان بطلان الاشياء وحركات الاشياء يوجب بطلان الزمان, طيب وإذا بطل الزمان هو يوجد شيء حتى يقدر بأربعمائة او لا يوجد شيء؟ لا يوجد شيء, اذن كيف التوفيق بين بطلان الاشياء والتقدير بالزمان بأربعمائة عام.

    ثانيا: أن فرض بطلان الاشياء مع بطلان الزمان التفتوا جيدا, يبقى معنا للإعادة او لا يبقى معنا للإعادة, هو اذا, متى نقول أعيد؟ اذا كان هناك شيء يربط المعاد مع الأصل, أما اذا حصل بينهما انعدام محض, هذا موجود آخر ما هو علاقته حتى تقول أعاده, وهذا أيضاً اذا تتذكرون اشرنا إليه في أبحاث إعادة المعدوم, قال: لا يبقى معنا للإعادة إذ مع بطلان الزمان وانقطاع اتصال ما فرض أصلاً وما فرض معادا تبطل نسبة السابقية واللاحقية بينهما ولا معنى للإعادة حينئذ.

    وأما ما ذكره المؤلف +اولا, التفت عنده إشكالات وأنا فقط أشير الى الاشكال الاول, من احتمال كون الزمان أمراً موهوما فلا يدفع الاشكال, الم يقل انه نخلص مشكلتها بأنه نقول الزمان أمر موهوم, لاستلزامه بطلان كل تقدم وتأخر زماني في العالم, تلتزم او لا؟ اذا قبلت أن الزمان أمر موهوم, اذن تقدم تقولون العالم حادث زماني, يعني هذا الزمان أمر موهوم فالحادث ماذا يصير؟ حادث وهمي, اذن هذه المعركة التي جعلتموها مع الحكماء كلها, انتم تقولون قدم زماني وهؤلاء يقولون حدوث زماني على قضية موهومة, تقبل بهذا او لا تلتزم؟

    قال: بطلان كل تقدم وتأخر زماني في العالم حتى قبل نفخ الصور ولا يمكن الالتزام به, الآن عنده مطالب أخرى العلامة إنشاء الله في مكان آخر.

    هذه المسألة انه ماذا يحدث للمخلوقات بعد النفختين, هذا الاتجاه الاول.

    طيب يوجد عندنا طريق آخر من الطرق الجيدة لإبطال هذا الاتجاه لا لإبطال هذه الرواية لأنه هذه الرواية كما قال السيد الطباطبائي لها معنا واضح, ولكن هؤلاء فهموا, أنا بصدد إبطال هذا الفهم من الرواية.

    طيب هذا الفهم من الرواية نعرضه على القران الكريم, انت تجد مقياسا أفضل من القرآن الكريم لتعرض فهمك من الرواية, لا اقول نعرض الرواية, التفتوا, لأنه أساساً الرواية ليست بصدد إثبات هذا المعنى انت فهمت منها هذا المعنى, التفت, قال تعالى في سورة ق الآية 42 {يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج} وهل المعدوم (كلام احد الحضور) لا يسمع, أساساً هل من المعنى أن, لأنه هذه الصيحة الثانية للقيام لرب العالمين, اذا كانوا معدومين هذا بالنفخ في الصور لمن يريد أن يسمع؟ يوجد شيء او لا؟ (كلام احد الحضور) اذن النفخ الثاني يكون لغوا لأنه صيحة من غير أن يوجد احد, انت تنادي من؟ ثم اذا لم يكن هناك من يسمع النداء فالصيحة بالنسبة إليه يكون لغوا من الحكيم, لذا الآية تبين {يوم يسمعون الصيحة بالحق} اذن لهم آذانُ يسمعون, هذا الأذن الذي كان قبل الإيجاد الذي قال له كن فيكون, هذا البحث نحن كان عندنا أيضا في المبدأ وهو انه الله (سبحانه وتعالى) لمن يخاطب, {إنما أمره اذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} هذا ضمير له لمن يرجع؟ اذا لم يكن للاشياء نحو وجود رباني هل يمكن أن يوجه له الخطاب بكن فيكون او لا يمكن؟ نعم أي نحو من الوجود؟ الوجود الذي ينسجم مع الوجود الإلهي الرباني, {كما بدأكم تعودون} الى نفس الموقع الذي جئتم منه, اذن يوجد انعدام او لا يوجد انعدام؟ لا يوجد انعدام.

    الشاهد على هذا, ارجع الى الرواية الذي هذا المقطع لم اقرأه لأنه كان عندي شغل فيه, الآن, الشاهد على ذلك: (قال: فعند ذلك تبطل الاشياء, وتفنى فلا حس ولا محسوس) الى هنا لا علاقة لنا به (ثم أُعيدت الاشياء كما بدأها مدبرها, وذلك أربعمائة سنة) التفت الى العبارة (يسبت فيها الخلق) سبات وليس انعدام, طيب انت الذي بعد ذلك تقول انعدام, طيب هذا النص أيضاً موجود وانت لماذا لم تلتفت إليه او التفت ولم تجمع بين الجملتين, سبات, من باب التقريب الى ذهن الاخوة, في النباتات نحن ماذا يوجد عندنا؟ سبات عندنا, هذا السبات معناه الانعدام او معناه عبر عنه ما تريد؟ ما ادري ماذا اعبر عنه؟ (كلام احد الحضور) ركود كامل يعني يوجد له اثر او لا يوجد له اثر؟ وهذا لعله ينسجم مع المعنى الثاني من معاني الفناء اذا تتذكرون وهو انه أساساً يبقى له اثر او لا اثر له؟ لا اثر له, وأنا أتصور أن قوله تبطل الاشياء وتفنا إشارة الى النحو الاول من الفناء يعني زوال التعينات ولكن هذا ليس معناه زوال أصلها حقيقتها, نعم تعينها آثاره سمه ما تشاء.

    قال: (يسبت فيها الخلق وذلك بين النفختين) وهذا معنى قولهم: رجوع كل شيء في الفناء رجوع كل شيء الى أصله.

    طيب, النتيجة التي نأخذها: اولا: لكي نصل الى الحشر الاكبر لابد من المرور بإمامتين واحيائين, إماتة من الدنيا الى البرزخ وإحياء في البرزخ, وإماتة من البرزخ, لا والإحياء بين النفختين, لأن الإحياء بين النفختين يوجد إحياء او لا؟ يوجد فناء, وفناء بين النفختين وإحياء بعد النفخة الثانية.

    اذن قوله تعالى {قالوا ربنا امتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين} هذه إشارة الى هذه الحقيقة والا الدخول الى الحشر الاكبر هل يمكن من خلال ذلك او لا يمكن؟ أساساً هذا الطريق الوصول الى الحشر الاكبر أصلا لا طريق له الا هذا الطريق الوجودي والتكويني {امتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين} هذا اولا.

    والنتيجة الأخرى التي نأخذها: وهي انه في ما بين النفختين هناك فناء عام, {كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} هذا تمام الكلام في السؤال السادس.

    السؤال السابع: ما هو الفرق بين الحياة حياة الموجودات, التفت, ما هو الفرق بين حياة الموجودات قبل النفخ وحياة الموجودات بعد النفخ الثاني وكيفية وجودها ما بين النفختين, توجد فروق او لا؟ يوجد فرق او لا يوجد فرق؟

    وهذه أتصور اذا اتضحت هذه القضية تتضح عندنا بعض المسائل المهمة.

    كم بقي من الوقت؟ (كلام احد الحضور) لا لم يكفي لأن أكمل هذا السؤال والجواب عنه, او الجواب عن هذا السؤال, إنشاء الله تعالى.

    طبعاً هذا أنا أشرت إليه في متن الابحاث ولكن هنا نزيده توضيحا لأنه مسألة مهمة وفيه تتميز عندنا خصائص النشأة الدنيوية والبرزخية عن خصائص النشأة الأخروية التي واقعا اذا لم تتضح خصيصة النشأة الأخروية, أساسا لا يمكن فهم حقيقة المعاد, حقيقة المعاد فيها خصائص او حقيقة النشأة الأخروية فيها خصائص ما لم تفهم هذه الخصائص, يمكن معرفة قوانينها او لا يمكن؟ لا يمكن, وهذا هو المغفول عنه, يعني نحن جئنا مباشرة قايسنا بين الحياة الدنيوية او قلنا هذه مثل تلك التفتوا جيدا, فعندما قلنا هذه مثل تلك إذن طالبنا بكل الاحكام الموجودة هناك اين موجودة؟ في النشأة الأخرى, فإذا قلنا لا يوجد جسم, قالوا لا خلاف الظاهر هذا, لماذا؟ لأنه يوجد أصل مفروغ عند هؤلاء أن الحياة الأخروية هي الحياة, هذا أصل مفروغ أصلاً مطوي غير ملتفت إليه, فمبجرد أن تقول انت هذا ليس فيه مادة يقول كيف يمكن, وحقه, لأنه هو فرض سنخ الحياة فيهما ماذا؟ واحد, عندما تقول لا يوجد جسم, يقول كيف يمكن, عندما تقول لا يوجد عرق لا توجد فضولات لا توجد خروج لا يوجد موت لا يوجد مرض لا يوجد صحة لا يوجد لا يوجد… كيف يمكن هذا, وعند آخر المطاف ماذا يحصل؟ الآن لا أريد أن اقول, آخر المطاف هكذا يصير في كل مسألة مسألة قال القائلون بكذا وقال القائلون والحق التوقف والحق التوقف .. انتم انظروا في مسائل المعاد كم مكان العلامة المجلسي يقول والحق التوقف, لماذا في مكان آخر لم يقل والحق لماذا في التوحيد لا يقول والحق التوقف؟ مع أن مسائل التوحيد أن لم يكن أكثر تعقيدا من مسائل المعاد طيب ليست اقل تعقيدا منه, لماذا هناك لم يقل؟ لأنه تلك مسائل واضحة يشرحها, أما هنا بانين من أصل موضوعي غير صحيح وهو انه سنخ هذه الحياة لا فرق بينهما إذن بمجرد انت قليلا تعطي فروق يقول لا لا هذا خلاف ظواهر القران, أما صدر المتألهين, يوجد وقت؟ (كلام احد الحضور) نعم, صدر المتألهين ماذا فعل؟ صدر المتألهين جاء واقعا ما ادري اقول مسكين اقول (رحمة الله تعالى عليه) ماذا اقول عليه ما ادري, جاء وقال يا إخوان هذه الحياة غير تلك الحياة, التفت جيدا, طيب عندما صارت هذه الحياة غير تلك الحياة لوازمها واحدة أم مختلفة؟ الآن جاء الى اللوازم يريد أن يضمضمها كل ما يريد أن ما تصير, جعل معاد جسماني من هنا الصقها ومن هنا الصقها, وهي تلتصق او لم تلتصق؟ لم تلتصق, لأنه حياة.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/05/05
    • مرات التنزيل : 2985

  • جديد المرئيات