نصوص ومقالات مختارة

  • اثارات وتساؤلات حول النهضة الحسينية 1

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين تعلمون جميعاً أننا نعيش أجواء النهضة الحسينية في محرم الحرام سنة 1440 من الهجرة وجدت من المناسب قبل الدخول في أبحاثنا لفقه المرأة أن أقف عند بعض التساؤلات والاثارات المرتبطة بالنهضة الحسينية وعندما أقول إثارة فهذا مقتبس من كلام أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام عندما جاء إلى بيان أهداف النبوات والرسالات قال ليثيروا لهم دفائن العقول الإثارات واحدة من أهم الأهداف واهم المسؤوليات التي ألقيت على عاتق الأنبياء والمرسلين وهذه هي قضية مهمة جداً لابد أن نلتفت إليها جيداً .

    في نهج البلاغة تجدون بأنّه في الخطبة الأولى الإمام أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام يقول في نهج البلاغة شرح الشيخ محمد عبدة هناك في الخطبة الأولى يقول وواتر إليهم أنبياءه ليستأدوهم ميثاق فطرته ويذكروهم منسي نعمته ويحتجوا عليهم بالتبليغ ويثيروا لهم دفائن العقول هنا يأتي هذا التساؤل وهو انه كيف يمكن إثارة العقول من غير طرح التساؤلات إذا لم تطرح التساؤل الذي عادة يعبر عنه بالحوزة بالاشكالات عادة الذي يقال لي بأنه لماذا تثير الإشكالات هذه هي وظيفة الأنبياء أنا بغض النظر عن الفكر الحديث والفلسفة الغربية أساساً هؤلاء يقولون لا يكون المفكر فيلسوفاً إلا إذا استطاع أن يثير تساؤلات جديدة لم تطرح قبل ذلك وإلا إذا يريد أن يطرح نفس التساؤلات السابقة وان يجيب نفس ما أجابوا عنه ويكرروا ويجتر ما زاد في البلد إلا نسخة كما يقول ذلك القائل الذي يحرك الفكر ويحرك العقول إنما هو الإثارة والإثارة لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال التساؤل، لا تعبرون عنه إشكال بالضرورة، هذه تساؤلات، استفهامات، ولذا عنوان بحثي اثارات وتساؤلات حول النهضة الحسينية، هذا أوّلاً.

    وثانياً أن الأعزة لابد أن يلتفتوا نحن إنما نثير دفائن العقول لأنّ العقل هو الحجة الثانية لله على الإنسان، إن لله حجتين، لعل كثير من الأعزة لا يلتفت إلى هذه النكتة الموجودة في الرواية، الرواية هكذا تقول كما هي الرواية عن الإمام الكاظم في كتاب العقل والجهل رواية الإمام الكاظم صفحة 35 الجزء الأول قال يا هشام أن لله على الناس حجتين، ما هي؟ حجة ظاهرة وحجة باطنة فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة وأما الباطنة، سؤال حجة الأنبياء يمكن لأحد أن لا يقبل بها أو لا يمكن؟ يعني أنت مخير أن تقبل أو لا تقبل أو انه ماذا لابد أن يكون؟ لابد تقبل وإلا إذا لم تقبل هذه الحجة إلا إذا كانت عندك حجة أخرى أما إذا لم تكن عندك حجة لابد أن تقبل حجة ماذا؟ حجة الأنبياء فحجية العقل على حد حجية الأنبياء أنا لا اعلم أن المنهج الاخباري ماذا يفعل لمثل هذا النص، العقول حجيتها ليست في طول النقل بل هي ماذا؟ في عرض النقل، حجتان لا يمكن أن يكون احد طولية لأنه ليست حجتان حجة واحدة إذن لا يقول لي قائل سيدنا لماذا تثير الشبهات لماذا تثير الإشكالات لماذا؟ وليس بالضرورة عندما نطرح التساؤلات لابد انه نملك أجوبة عنها الآن لا أساساً وظيفة المؤسسات الدينية وظيفة المؤسسات العلمية وظيفة العالم إذا وجد التساؤلات لابد أن يجيب عليه.

    إذن بحثنا أرجو انه في يوم أو يومين أنه ألخص التساؤلات والإثارات فقط وإلا ليس معلوم انه نحن نحتاج كم محاضرة أن نجيب على هذه التساؤلات الإثارات والتساؤلات أو إثارات وتساؤلات حول النهضة الحسينية هذا القسم الأول من العنوان.

    القسم الثاني النهضة الحسينية لماذا طبعاً توجد مناسبة تاريخية وإن نعيش في محرم ولكن توجد مناسبة أخرى أهم من المناسبة التاريخية هذه لابد أن تكون بحثاً من أبحاث الحوزات العلمية اقسم بالله العظيم أن هذا البحث أهميته تفوق أبحاث المعنى الحرفي بمليون مرة ولكن انتم في الحوزات العلمية تعيشون سنين في المعنى الحرفي والصحيح والأعم والمشتق والأوامر والنواهي ولكنه لا تقفون عند النهضة الحسينية، وعادةً أهل الفضل فضلاً عن عوام الناس يتصورون أن حياة الإمام الحسين تساوي عشرة أيام انتم ماذا تعرفون عن الحسين أكثر مما جرى عليه في هذه العشرة أيام من محرم؟ بينكم وبين الله الآن أي واحد من الأعزة يقولون له اصعد المنبر تكلم لنا عن الحسين غير هذه العشرة أيام خرج من المدينة إلى الكوفة لا ادري جاء إلى كربلاء كذا استشهد تعرف شيئاً آخر دلني عليه مع أن شخصية الإمام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام أوسع من هذا بكثير أعزائي وما لم نقرأ الشخصية قبل عاشوراء قبل هذه العشرة أيام لا يمكن أن نفهم ماذا جرى في كربلاء وهذه القضية لعله من أهم القضايا التي أخذت أبعاد متعددة أنا فقط أشير إلى بعض أبعاد لا استطيع أن ادخل فقط أفهرس وغداً إن شاء الله إذا أردتم أن تكتبوا عن قضية الإمام الحسين اكتبوا بهذه القضية.

    البعد العقائدي في الإمام الحسين هل الإمام الحسين إمام معصوم أو مجتهد قد يصيب وقد يخطئ ماذا تقولون؟ هذه نظرية مرتبطة بماذا؟ بالبحث العقائدي لابد أن تنتهي منها لأنه إذا كان إماماً معصوماً ففعله ماذا يكون عليه؟ حجة، أما إذا كان مجتهداً كما هي نظرية العلماء الأبرار فماذا؟ قد يصيب وقد يخطئ، يوجد علم الغيب للإمام المعصوم أو لا يوجد إذا كنت تقول يعلم إذن ألقى بنفسه إلى التهلكة، وإن قلت لا تعلم هذه كيف تنسجم مع اعتقاد الرسمي لمدرسة أهل البيت أنهم يعلمون ما يجري عليهم إلى يوم القيامة هذه لابد أن تحل هذا البعد العقائدي في المسألة البعد السياسي قضية الإمام الحسين قضية سياسية بامتياز لأنها خلاف مع السلطة القائمة في ذلك الزمان عدم البيعة، وقضية البيعة كانت قضية مركزية في السلطة السياسية في ذلك الزمان يعني لا يمكن أن تعيش أنت تحت السلطة ولا تبايع لا يوجد طريق إما أن تبايعها مختاراً وأما أن تبايعها مجبراً مكرهاً وأما أن تبايعها تقية وأما أن تبايعها خوفاً سمه ما تشاء ولكنه البيعة ركن أساس في النظرية السياسية في ذلك الزمان والقران الكريم اثبت الذين يبايعونك تحت الشجرة مسألة البيعة كانت مسألة رسمية في ذلك الزمان.

    تقول لي سيدنا ما هي علاقتها بالبحث أقول سيتضح انه العلاقة بالبحث ما هي، هذا البعد السياسي في قضية الإمام الحسين.

    البعد العاطفي لعله لا توجد في منظومة المعارف الدينية في مدرسة أهل البيت قضية مرتبطة بوجدان الأمة بمشاعر الأمة، بضمير الأمة، بعاطفة الأمة، كقضية الإمام الحسين لا توجد نموذج ثاني لها ومن هنا تجد أن القضية الحسينية والملحمة الحسينية حاضرة في وجدان الشيعة قبل أي مسألة أخرى في من الأئمة الآخرين حتى النبي الأكرم حتى الإمام أمير المؤمنين حتى الحجة بن الحسن بيني وبين الله حضور الأئمة والنبي وغيره كم لهم حضور في وجدان الأمة بقدر حضور الإمام الحسين في وجدان ماذا؟ إذن لها بعد عاطفي عظيم جداً البعد التاريخي النصوص التاريخية الواردة في هذه الملحمة وفي هذه الحركة هنا لعله أنت عندما تراجع المصادر في هذا المجال عشرات المصادر التي تكلمت عن ماذا؟ تاريخياً أتكلم عن النصوص التاريخية لا أتكلم عن البعد الآخر سواءً عند السنة في مدرسة أهل السنة أو عند الشيعة النصوص التاريخية كثيرة جداً في قضية الإمام الحسين وفي النهضة الحسينية.

    البعد الشفاهي وما إدراك ما البعد الشفاهي، يعني ماذا البعد الشفاهي؟ يعني بيني وبين الله أن كثير من المعارف من القضايا التي تنقل عن الملحمة الحسينية إنما جاءت إلينا من خلال الخطباء أنت لو ترجع إلى ما قاله الخطباء تجد له مصدر أو لا تجد؟ ولكن إيمانك بأن الخطيب لم يقل ذلك بلا دليل تقول لابد انه قرأه في مكان خصوصاً إذا كان من الخطباء المعروفين ومن المحققين ومن المؤرخين ولهذا أنت تجد الآن كثير من القضايا تنقل على المنابر ولكنها لها مستند تاريخي أو ليس لها مستند تاريخي؟ ليس لها من أين صارت هذه من أين جاءت هذه ما نزل بها الجن على الناس هذا خطيب من الخطباء ماذا فعل؟ قالها على المنبر لسبب من الأسباب بعد ذلك أما كتبت أو سمعها شخص آخر ونقلها اعتماداً على النقل السابق البعد الشفهي في القضية الحسينية.

    البعد الشعبي في القضية الحسينية، يعني ماذا البعد الشعبي؟ إن شاء الله إذا توفقنا يوماً ما نشير إلى هذه القضية عاشوراء الإمام الحسين وعاشوراء الشيعة يوجد فرق بينهم أم لا؟ يعني عاشوراء التي الآن نحن في وضعنا أنا أتصور انتم لو ترجعون إلى عاشوراء قبل عشرين سنة وعاشوراء الآن نجدها في كربلاء ومناطق أخرى تجد انه توجد فاصلة كبيرة بين الشعائر أو بين ما تسمى الشعائر وتنسب إلى الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام تسمى الشعائر الحسينية مع أنه هذه الشعائر شعائر حسينية لو شعائر شعبية نسبوها إلى الإمام الحسين؟ يا هي من عندهن؟ واقعاً لا يستطيع احد أن يدعي بأنّه أساساً هذا التطيين الذي موجود الآن وغيره وغيره هذه قبل ثلاثين سنة وأربعين سنة وخمسين سنة كانت موجودة أبداً غير موجود سميها هذه الشعائر ماذا؟ شعبية أو عاشوراء الشيعة أو العاشوراء العشبي في قبال العاشوراء الحسيني.

    البعد الآخر وهو البعد الأخطر وهو أنّه لماذا أنّه لم ينسجم أحد مع الحركة الحسينية من أهل البيت الهاشمي وأصحاب رسول الله لماذا لم يقل لماذا لم يقبل احد بحركة الإمام الحسين؟ تقول لي قبلوا أقول أين قبلوا؟ الذين خرجوا إلى كربلاء من كانوا؟ من خرج إلى كربلاء؟ دلني مَن مِن الصحابة خرج دلني من مِن بني هاشم خرج، دلني مَن مِن أخوة الإمام الحسين ماذا؟ بعد على رأسهم محمد بن الحنفية ما المشكلة وأين الإشكالية التي لم يتفاعل مع حركته أحد من الصحابة ومن كبار التابعين ومن كبار بني هاشم لماذا؟ بل نجد العكس نجد أن الجميع نصحوه بعدم الخروج ولهذا أنا اعتقد أن هذه القضية قضية جدّ معقدة إذن نحن نضع أرجلنا في أرض شائكة جداً ذات الشوكة لماذا؟ لأنه أهم قضية هي ماذا؟ أن هذه القضية مرتبطة بمشاعر الناس وبوجدان الناس لا بالفكر العقلاني والتنظيري أبداً ولهذا أنت بمجرد أن تخرج عن الواقع الشعبي أو الواقع العاطفي للناس تثور ماذا؟ ولكن الحسين ونهضة الإمام الحسين وحركة الإمام الحسين أهم من كل شيء، كل شيء في قبال هذه النهضة المباركة لا قيمة له لابد أن ندرس أصل القضية.

    ولذا أنا أريد أن أقف عند مجموعة من التساؤلات طبعاً مع تلطيفها قدر ما استطيع يعني لا اذكر عمق القضية أحاول أن أكون في جوانبها وإلا عمقها فيها مخاطر أخرى خطوط حمراء شديدة أنا أحاول جنبها ولكن فقط اثير لكم دفائن العقول، شخصية الإمام الحسين لها محاور متعددة أحاول أن ابدأ من هذا المحور، المحور الأول ولا أتقدم لأنه يأخذ وقت كثيراً الإمام الحسين في عهد أخيه الإمام الحسن عليه السلام ابدأ من هنا يعني بعبارة أخرى ابدأ من شهادة الإمام أمير المؤمنين التي بدأت إمامة الحسن وبدأت الخلافة الرسمية العامة لبني أمية يعني معاوية بعد التحكيم استلم ماذا؟ لا اقل صارت له سلطة مشروعة بعد التحكيم هنا أثير بعض الإثارات أو بعض التساؤلات.

    السؤال الأول أو الإثارة الأولى: بحسب الاعتقاد الرسمي لمدرسة أهل البيت أن الحسنين أن الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا أليس كذلك؟ السؤال الأول هل بايعا معاوية بيعة رسمية اختيارية بلا خوف ولا تقية أم لا؟ لأنه نحن حاولنا في القراءة الرسمية ما بعد الإمام الحسين أي واحد من الأئمة عندما يبايع ماذا نقول؟ عندنا ماركة مسجلة بايع تقية ونحل القضية السؤال بيعة الحسن والحسين بيعة هذين الإمامين إمامان بتعبير النبي الأكرم إمامان هل كانت بيعتهما للحسن والحسين، لا الحسن ها أنا عندي شغل بالبيعة الثانية بيعة من؟ الإمام الحسين، بايع أم لم يبايع، تعالوا معنا اتركوا مصادر أهل السنة هذا كتاب اختيار معرفة الرجال من المصادر الأصلية في مدرسة أهل البيت لو من المصادر الثانوية؟ من المصادر الأصلية وأنا لست من أصحاب السند تعلمون جيداً أنا من أصحاب جمع القرائن أصحاب نظرية جمع القرائن ولهذا لا يقول لي قائل سيدنا الرواية ضعيفة سنداً هذا منهج السيد الخوئي منهجي ليس سندي وقرائن كثيرة موجودة في هذا المجال ولكن أنا انقل الرواية من هنا.

    في اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي لشيخ الطائفة هناك في صفحة 134 تحت عنوان قيس بن سعد بن عبادة يعني بيعة قيس بن سعد بن عبادة الرواية سمعت أبا عبد الله يقول أن معاوية كتب إلى الحسن بن علي صلوات الله عليهما أن أقدم أنت والحسين وأصحاب علي إلى الشام يأمرهم بماذا؟ فخرج معهم قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري وقدموا الشام فأذن لهم معاوية فقال يا حسن قم فبايع فقام فبايع ثم قال للحسين قم فبايع فقام فبايع، يبايعون من؟ لا إمام عدل لا إمام جور بل بتعبير رواياتنا كافر بالتأويل لا كافر بالتنزيل بدليل أقاتلهم على التنزيل وتقاتلهم على التأويل .

    نحن مفصلاً شرحنا هذه الرواية وهي من أهم مصادرها عند أهل السنة أن من قاتلهم علي كانوا كفاراً بالتأويل إذن هؤلاء يبايعون من؟ ثم قال قم يا قيس فبايع النكتة عجيبة هنا الرواية تقول فالتفت إلى الحسين ينظر ما يأمره هو المفروض لمن يلتفت؟ لأنه الإمام في عصره الحسن أم الحسين؟ النكتة انه التفت للحسين عليه أفضل الصلاة والسلام ولم يلتفت لمن؟ ولهذا تجدون انظروا إلى جواب الإمام، فقال يا قيس انه امامي لماذا تسألني أنا بنظرك اسأل من؟ اسأل الإمام الحسن انه امامي يعني الحسن عليه أفضل الصلاة والسلام يعني إنما عليك أن تطيع الإمام الحسن ولا علاقة لك بموقفي، الإمام الحسين كان له موقف آخر؟ انتظرونا قليلاً .

    الرواية الثانية يقول دخل قيس بن عبادة فصاح شرطة الخميس على معاوية فقال له معاوية بايع فنظر قيس إلى الحسن عليه السلام فقال أبا محمد بايعت فقال له معاوية أما تنتهي فقال وكان مثل البعير جسيماً وكان خفيف اللحية (قيس) قال فقام إليه الحسن فقال له بايع يا قيس فبايع ما هي التوجيهات؟ باقي الأئمة عندكم توجيه لها تقية، ما هذه البيعة؟ هذه اختيارية أو ليست اختيارية أن أقدم إليه وأقدم كان بإمكان الإمام الحسن يقول له لم أبايع أنت تريد السلطة والسلطة أعطيناك إياها خلص ولكن نعطيك المشروعية أو لا نعطيك المشروعية؟ لان البيعة يعني إعطاء المشروعية ولهذا تجد الإمام الحسن سلام الله عليه في روايات أخرى يقول يجب عليكم أن تقبلوا مهادنتي لمعاوية سواء اتضحت لكم الحكمة أم لم تتضح، أنا إمام مفترض الطاعة.

    علل الشرائع للشيخ الصدوق مؤسسة الاعلمي للمطبوعات هناك الرواية في الباب 159 العلة التي من اجلها صالح الحسن معاوية وداهنه ولم يجاهده هذه عبارات الشيخ الصدوق المأخوذة من نص الرواية الرواية طويلة قال قلت للحسن يابن رسول الله لِمَ داهنت معاوية وصالحته وقد علمت أن الحق لك دونه وأن معاوية ضال باغٍ فقال يا أبا سعيد ألست حجة الله تعالى ذكره على خلقه وإماماً عليهم قلت بلى قال ألست الذي قال رسول الله لي ولأخي الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا قال بلى قال فأنا إذن إمام لو قمت وأنا إمام إذن ماذا؟ لو قعدت يعني لابد أن تقبلون عملي بعنوان ماذا بتعبير؟ تعبدي، أنا إمام حجة الآن أما تفهم وأما لا تفهم إذا لا تفهم من حقك أن تشكل وان تخطأ أو ليس من حقك؟ ليس من حقك.

    قال يا أبا سعيد علة مصالحتي لمعاوية علة مصالحة رسول الله لفلان وفلان ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية أولئك كفار بالتنزيل ومعاوية وأصحابه كفار بالتأويل يا أبا سعيد إذا كنت إمام من قبل الله تعالى ذكره لم يجب أن يسفّه رأيي في ما أتيته من مهادنة أو محاربة وإن كان وجه الحكمة فيما اتيته ملتبساً ثم يضرب الإمام مثال قضية موسى وذلك العبد الصالح الذي قتله قال بأنه قتلت نفساً يقول التبست الحكمة عليه فالإمام يناظر ويجعل عمله كذلك العمل كعمل رسول الله كعمل ذلك العبد الصالح هذه القضية واقعاً لابد أن تبحث بشكل دقيق وواضح وهو أنه هل يمكن لإمام أن يبايع اختيارياً بلا تقية أو خوف سلطةً ظالمة أو لا يمكن؟ ولو لمصلحة .

    إذن لماذا نحن نغلق الباب على علماء مدرسة أهل البيت في عصر الغيبة الآن بيني وبين الله إذا احد المراجع كان يجلس مع نظام ظالم ونظام متسلط ونظام لا يؤمن بأي شيء ويعقد ويعطيه البيعة ماذا نقول لذلك المرجع؟ تسقطون عدالته أو لا تسقطون عدالته؟ يريد يقلد الإمام الحسن هذه قضية جداً مهمة هذا الباب إذا قبلته هذا لابد أن تفتحوا الباب في عصر الغيبة، عود لماذا إذن عندما قبل الإمام الرضا ولاية العهد نقول ماذا؟ تقية لماذا تقية؟ خو وجد المصلحة أن يقبل ولاية العهد ما المشكلة؟ لماذا عندما قبل الإمام السجاد أن يبايع من؟ هذه رواياتنا موجودة أنا ليس بحثي الإمام السجاد بايع يزيد أو لم يبايع؟ بايع من؟ الذي قتل الإمام الحسين، الآن إذا مرجع في عصر الغيبة يبايع شخص كيزيد ماذا يقول الفكر الشيعي عنه؟ يقول اجتهد فاخطأ لو يقول ملعون هذا يزيدي صاير مع انه النظرية سمحت له عزيزي هذه القضية كثير خطيرة لو تفتحون الباب لو تقولون ان سلوك الأئمة سلوك شخصي مرتبط بهم بعد هم قدوة او ليسوا بقدوة؟ ليسوا بقدوة واغلقوا الباب مع أنهم لستم كذلك.

    السؤال الثاني: وهذا سؤال فيه الخطورة ما فيه هل كان الإمام الحسين عندما بايع بامرة اخيه الإمام الحسن معاوية كان منسجماً قلباً وقالباً مع هذه البيعة ام كان كارهاً لها؟ ولكنه بايع لأن امامه أراد منه ذلك وهو اطاع الإمام ولو كان هو وشخصه وقراره كان يبايع او لا يبايع؟ لا يبايع وهذه قضية واقعاً انشغلت فكر وتاريخ الإسلامي وهو انه الإمام الحسين كان موافقاً او كان ماذا؟ طبعاً الطرف الآخر والمنقول من الطرف الآخر يعني اهل السنة عموماً يعتقدون ان الحسين شخصيته كانت شخصية لا توافق على هذه البيعة وكان كارهاً لها وأنا لا اذكر وتوجد مصادر كثيرة يكفي هذا المصدر .

    طه حسين في المجموعة الكاملة لمؤلفات الدكتور طه حسين المجلد الرابع الخلفاء الراشدون عندما يأتي إلى الحسين يقول وكان الاختلاف بين هذين الاخوين في الطبع والمزاج والسيرة شديداً لأنه هو لا ينطبق من عصمة الحسن والحسين وينطلق من أنهم صحابيان من أصحاب رسول الله كان الحسن كما رأيت صاحب انات ورفق كارهاً إليه الحرب (او كرها إليه الحرب) وسفك الدماء وحملاه ان يؤثر السلم ويترك خلافته فلان وكان الحسين كأبيه صارماً في الحق لا يحب الرفق والهوادة والتسامح فيما لا ينبغي التسامح فيه كره صلح اخيه وهم ان يعارض فأنذره اخوه بأن يشده في الحديد حتى يتم الصلح توجد روايات التي يحاول جملة من الأعلام ومنهم العلامة القرشي يقول بأنه هذه الروايات موضوعة هسا لماذا موضوعة؟ لأنه هو معتقد في الرتبة السابقة بعصمة الامامين فلا معنى للاختلاف بين امامين معصوم على أي الأحوال هذه القضية.

    تعالوا معنا إلى نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي في المجلد السادس عشر صفحة 16 في ذيل الخطبة 29 ومن كلام له عليه السلام على اهل البصرة هناك يقول اقام الحسن عليه السلام بالكوفة أياماً ثم تجهز الشخوص إليه في المدينة فدخلا عليه المسيم ابن نجب الفزاري وضبيان بن عمارة التميمي ليودعاه فقال الحسن الحمد لله الغالب على أمره لو اجمع الخلق جميعاً على ان لا يكون من هو كائن ما استطاعوا فقال اخوه الحسين لقد كنت كارهاً لما كان يعني لما حدث من صلح اخي حتى عزم علي اخي وكان إماماً ماذا؟ الآن تفهم عندما قال قيس له بايع توجه لمن؟ للحسين ليرى يقول له قم فبايع وماذا؟ والامام الحسين في ذلك المجلس أيضاً لم له قم فبايع وإنما توجه إلى الإمام الحسن والامام الحسن أمره بالبيعة قفال فاطعته وكانما عندما اطعته وعندما قام اخي بهذا العمل وكأنما يجز انفي بالمواس (جمع الموس) الإمام الحسين يقول عندما امرني واطعت أنا اطعت بهذه الطريقة ولكنه امامي مفترض الطاعة فقال المسيب ….. الآن لا أريد أن ادخل في هذه الرواية مفصلاً هذه الرواية مفصلاً واردة في انساب الاشراف للبلادري .

    كتاب البلادري من أهم المصادر التاريخية في ذلك الزمان لأنه متوفى 279 من الهجرة لا تقولون هذه مصادر لأنه إذا انتم اسقطتم تاريخ البلادري او انساب الاشراف للبلادري كثير من الاحداث الحسينية سوف تسقط فانت ليس لك طريق لا يحق لك في التاريخ ان تكون انتقائياً المكان الذي يعجبك تأخذه والذي لا يعجبك ماذا؟ المكان الذي يروق لك تأخذه والذي لا يروق لك لا تأخذه ولهذا تجدون في كتاب الصحيح من مقتل سيد الشهداء واصحابه لمحمد الريشهري عندما هناك يصل إلى المصادر المعتبرة في القضية الحسينية يقول المصادر الصالحة للاعتماد منها انساب الاشراف تأليف احمد بن يحيى البلادري المتوفى 279 وهو من المؤرخين الذين لهم علمٌ بالانساب في العصر العباسي.

    الآن تعالوا معنا إلى انساب الاشراف في موسوعة التاريخ الإسلامي الطبعة الحديثة الجزء الخامس التي هي موسوعة التاريخ الإسلامي للشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي ينقل الرواية تحت هذا العنوان الحسين والمعترضون، يجعل الإمام الحسين في ضمن المعترضين ولا يعقل بس ينقل الرواية من غير ان يناقشها يقول ويوم وقف الحسين على الغلمان يأمرهم بحمل متاعهم التقى به جندب بن عبد الله الازدي وسعيد بن عبد الله الحنفي وسليمان بن صرد الخزاعي والمسيب بن نجب الفزاري وعليهم ما بهم من الكئابة وسوء الهيئة فلما رآى بهم من ذلك ذكر لهم كراهيته للصلح قال لكنت طيب النفس بالموت دونه يا ليت ان الموت اخذني قبل ان أرى ماذا؟ ولكن اخي عزم عليّ وناشدني فأطعته وكأنهم يحز انفي بالمواسي ويشرح قلبي بالمدى هذا التاريخ.

    ولهذا أنا قلت أن القضية الحسينية فيها بعد تاريخي لا تستطيع كل هذا التاريخ تجعله على جانب على أي الأحوال إلى ان يقول فعرض عليه فلان فمتى أنت قال ان شاء الله تعالى وهنا يطرح التساؤل ضمن هذا وانه هل يعقل ان يختلفا او لا يعقل؟ يصح او لا يصح؟ افتونا مأجورين، هنا يأتي ماذا؟ أنت لابد لك الأصل الموضوعي في الرتبة السابق قد ماذا؟ وهذا الذي مع الأسف الشديد العلماء فضلاً عن المنابر ملتفتين إلى القضية أم لا؟ لا يمكن ولا يمكن لماذا لا يمكن؟ أنت في الرتبة السابقة لابد أن تثبت أوّلاً عصمت من؟ عصمت الحسن والحسين وثانياً تثبت عصمتهما في الموضوعات فضلاً عن الأحكام وقضية الصلح حكمٌ او موضوع؟ يعني الآن ماذا نتفاعل؟

    لا اشكال ولا شبهة انه يوجود عندنا الصلح ديني وموقف شرعي والحرب أيضاً موقف شرعي ولكنه هذه الظروف التي نعيشها تحتاج موقف الحسن او تحتاج موقف من؟ هذا بعد حكم او موضوع أعزائي؟ فإذن لا يكفي أن تثبت عصمتهما لابد أن تثبت عصمتهما اين؟ في الموضوعات والسيد الخوئي يقبل عصمت الأئمة والانبياء في الموضوعات او لا يقبل؟ إذن هل يمكن أن يختلفا يصيب احدهما في الرتبة الآخر من المحذور في ذلك؟ يمكن أن يختلف الإمام الحسين مع من؟ مع الإمام الحسن، الإمام الحسن سلام الله عليه تصور انه هذا الموقف مع معاوية يحتاج إلى التنازل الإمام الحسين يقول لا أوافق تطيبع او لا تطيع؟ يقول نعم لأنه الإمام المفترض الطاعة.

    ولهذا تعال معنا هذا السيد الخوئي صراط النجاة صفحة 462 في مسألة سهو النبي وانه يسهو في صلاته ام ماذا؟ او لا يسهو هناك يقول القدر المتيقن من السهو  على المعصوم هو السهو الذي غير الموضوعات الخارجية اما في الموضوعات الخارجية في التطبيق يعني يسهوا او لا يسهوا؟ يخطئ او لا يخطئ؟ بدل صلاة الصبح يقراها أربعة يقراها اثنين هذا ليس مرتبطاً بالحكم هذا مرتبطاً بالموضوع فإذن أنت في الرتبة السابقة (هذا البعد العقدي) لابد أن تثبت عصمة الامامين في الحكم وفي الموضوع أما إذا صار بنائك انهما معصومان في الحكم دون اين الموضوع فهل يمكن أن يختلفا او لا يمكن؟ طبعاً هذا فضلاً انك لو بنيت أنهم هؤلاء او الأئمة ليسوا بمعصومين وأنهم علماء أبرار هذه النظرية كانت مطروحة في النظرية الثالثة او لا غير مطروحة؟ مطروحة او غير مطروحة أعزائي؟

    هذا سيد بحر العلوم مراراًَ ذكرنا للأعزة في هذه الدروس قلنا أن السيد بحر العلوم يعتقد وابن الجنيد قائل بأن الأئمة يجتهد واعظم من ذلك ما حكاه المفيد رحمه الله عنه يعني من ابن جنيد من نسبة الأئمة إلى القول بالرأي يعني هؤلاء ماذا؟ مجتهدون فإذا قبلنا نظرية الاجتهاد يمكن أن يختلف الاجتهاد او لا يمكن؟ ولكنه مع انه اجتهاد الإمام الحسين لا يوافق الاجتهاد الإمام الحسن ولكنه تجب عليه طاعته لأنه امامه المفترض الطاعة فلهذا السيد بحر العلوم يقول فإنه رأي سيء وقول شنيع وكيف يجتمع ذلك مع القول بعصمة الأئمة وعدم تجويز الخطأ عليهم على ما هو المعلوم من المذهب طبعاً هو يصرّح بعد ثلاثة قرون وهو كذلك وهذا القول وإن لم يشتهر إلا انه قول فلان إلى أن ياتي بعد ذلك هكذا يقول وأما إسناد القول بالرأي إلى الأئمة فلا يقتنع في صفحة 219 من المجلد الثالث من رجال بحر العلوم أن يكون كذلك في العصر المتقدم بلي في العصر المتقدم ثلاثة القرون الأولى مسألة العصمة لم تكن مطروحة وقد حكى إلى أن يقول وإن خلى بالتصديق عن العصمة من الخطأ وكلامه وإن كان مطلقاً لكن يجب تنزيله على تلك الأعصار يا أعصار يعني القرون الثلاثة الأولى وأنا أتصور بعد أوضح من القرون الثلاثة الأولى يعني في خمسين من الهجرة في 48 من الهجرة لأنه شهادة الإمام الحسن متى؟ 50 فواضحة مسألة العصمة مطروحة أو غير مطروحة؟ غير مطروحة هذا تمام الكلام في تساؤلات المرتبطة بالمحور الأول.

    المحور الثاني الإمام الحسين في عهد من؟ في عهد معاوية يعني من 50 إلى 60 غداً إن شاء الله نقف عنده اليوم روحوا فكروا البيعة التي بايعها نقضها أو لم ينقضها؟ لم ينقضها مو فقط لم ينقضها بل استمر عليها يابن رسول الله أنت تقول بأنه يشرح قلبي ماذا؟ خو الآن الإمامة في يد من؟ بيدك من حقك ماذا؟ وخصوصاً أن معاوية التزم بما عهد به للإمام الحسن أو لم يلتزم؟ لم يلتزم إذن كان الطريق سالكاً أمام الإمام الحسين أن ينقض ماذا؟ أن ينقض البيعة فعل أو لم يفعل؟ لماذا؟ عندك جملة واحدة تقولها أن خطر يزيد على الإسلام أشد ماذا؟ الإمام الحسين يقبل هذا أو لا يقبل؟ والتفسير الرسمي في مدرسة أهل البيت تقبل أن خطر يزيد على الإسلام أكثر من خطر معاوية أو لا تقبل؟ هذا إن شاء الله في الغد والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/09/26
    • مرات التنزيل : 3926

  • جديد المرئيات