نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (156) هل النساء ناقصات العقول، ناقصات الإيمان؟ (3)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    انتهينا في الأبحاث السابقة إلى أن هذه النصوص وهي النصوص التي ادعي أو ادعى بعض تواترها باعتبار كثرة هذه النصوص سواءً في مصادر أهل السنة أو في مصادر مدرسة أهل البيت وهي روايات كثيرة واردة عن النبي وعن الإمام أمير المؤمنين وعن الصحابة وعن بعض الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام.

    ومن هنا حاول البعض أن يقول لا ننظر إلى السند باعتبار كثرة هذه النصوص وهذه قضية أعزائي قضية خطيرة جداً لا فقط خطيرة ومؤسفة جداً أن نتصور أن الكثرة من أي طريق حصلت هذه الكثرة تورث اليقين المطابق للواقع واقعاً واحدة من مآسي الفكر الديني هذه القضية. وهذا الآن معمول به يعني الآن انتم عندما تأتون إلى أي قضية من القضايا الدينية سواءً في الفضائل سواءً في المقامات سواءً في ولادة الإمام المهدي سواءً في خلافة الإمام أمير المؤمنين وهكذا فقط تنظرون إلى الكثرة الكثيرة تقولون فلا نحتاج إلى البحث في السند وأنا أتذكر في قضية ولادة الإمام المهدي سلام الله عليه قال انظروا بعض المتكلمين انظروا إلى عدد الروايات.

    يا عزيزي هذه الروايات لها سند ليس لها سند أين مصدرها ما هي الكتب التي نقلتها أين، أين، كلها لا يبحث فيها فقط ينظر إلى الكثرة، إذا صار البناء النظر إلى الكثرة من أي طريق حصل، كونوا على ثقة لا يستقر حجر على حجر في الفكر الديني، لماذا؟ لان كل ملة كل نحلة كل مذهب فيما بينه توجد مثل هذه الكثرات هذه ليست مختصة بمدرسة أهل البيت يعني الآن فلنكن نحن وعدالة الصحابة ومقامات الصحابة ودين الصحابة والى آخره وفضائل الصحابة كونوا على ثقة إن لم يكن مكتوباً في فضائلهم أكثر مما هو مكتوب في فضائل الأئمة فليس اقل من ذلك.

    فإذا صار البناء على أن الكثرة من أي طريق ولو من خلال الموضوعات صار دليلاً يثبت التواتر والتواتر انتم تقولون لا أنّه يفيد اليقين بل يفيد اليقين المطابق للواقع لأنكم انتم تقولون أن التواتر من اليقينيات الأرسطية واليقين الأرسطي ليس فقط قطعي أو يقيني اعم من المطابقة وعدم المطابقة، بل يقيني مطابق للواقع، ماذا تريدون أن تفعلوا؟ لا يمكنكم أن تبعضوا لان القواعد العقلية تبعض أو لا تبعض؟ القواعد العقلية القواعد المنطقية غير قابلة للتبعيض إذا قبلتم في علم المنطق أن التواتر يفيد كذا فلابد أن تقبلوا إلى الآخر.

    عند المسيحية أيضاً عندهم أمور متواترة، عند اليهودية أيضاً عندهم أمور متواترة في البوذائية أيضاً عندهم أمور فيما بينهم ولا يتبادر إلى ذهنكم أن هذا التواتر الموجود عندنا موجود عند المسيحية لا ليس موجود وإنما هذا تواتر أما تواتر مذهبي أما تواتر إسلامي أما تواتر مسيحي إذا فتح هذا الباب حكم الأمثال فيما يجوز وما لا يجوز واحد فلا يمكنك أن تبعض فكيف تريد أن يكون تواترك حجة وتواتره ليس بحجة؟

    التفتوا إلى هذه القضية أنا أتصور من مصاديق ذلك روايات ما ورد في ذم النساء أيضاً يدعى فيها التواتر وخصوصاً هذه الروايات ناقصات الإيمان ناقصات العقول ادعي تواترها في كلماتهم الآن أي نحو من الأنحاء افترض ليس تواتر لفظي ولكنهم لم يميزوا قالوا التواتر يفيد اليقين لم يقولوا التواتر اللفظي يفيد اليقين وإن كان بعض يدعي حتى على مستوى التواتر اللفظي في بعض المفردات ناقصات العقول، ناقصات الدين، ناقصة العقل إلى آخره، الآن نتنزل درجة نقول ليس التواتر لفظي لا اقل تواتر معنوي.

    إذن هذه القضية المرتبطة بعلم المنهج مرتبطة بنظرية المعرفة هذا الذي نحن قلناه في محله أن التواتر بما هو تواتر لا يفيد اليقين فضلاً أن يكون مطابقاً للواقع إلا إذا كان مستنداً إلى القرآن الكريم لا مطلقا وإذا كانت قضية عقلية لابد أن يكون مستنداً إلى العقل لا مطلقا يعني افترضوا أنّه الآن عند المسيحية يوجد عندهم تواتر بالاقاليم الثلاثة هذا التواتر واقعاً مفيد، نافع أو غير نافع؟ انتم ماذا تقولون؟

    تقولون بأن الدليل العقلي يقول هذا الذي يقولونه ما هو؟ محال غير معقول فتنفي أنت حجية مثل هذا التواتر من خلال الدليل العقلي أو افترضوا أن التواتر قام على جسمية الله سبحانه وتعالى وأن الله جسم وان له مكان وأن له عرش، وأنّ له كرسي وأنّه ينزل وأنّه يصعد وأنّه أنه إلى غير ذلك وهذا أيضاً مدعى في كلماتهم أنّه جماهير الإسلام على هذا، أنت كيف تسقطه بأي شيء تسقطه؟ تسقطه بالدليل العقلي تقول العقل لا يوافق على ذلك.

    إذن لأنه أنا وجد البعض يقول السيد ماذا يفعل هنا؟ التواتر ماذا يفعل له؟

    الجواب نقطة أول السطر نحن لا نعتني بالتواتر أصلاً وفرعاً لابد أن ننظر إلى محتوى القضية أن محتوى القضية إذا كانت قرآنية نرجع فيها إلى القرآن إذا كانت عقلية نرجع فيها إلى ماذا؟ إلى العقل ونحو ذلك هذا أوّلاً.

    وثانياً من أهم نتائج وأخطار وثمرات هذه الرؤية أنت عندما تحاول أن تخلي المرأة من العقل ويا ليت أنك بعد هذه النصوص تقبل أنها لها عقل لكن اقل من عقل ماذا؟ تقول المرأة لا عقل لها، لا تدبير لها يعني تنفي تسويها سالبة كلية لا سالبة أو موجبة جزئية عود النتيجة ما هي؟ وهو أنّه يوجد هناك بعد معنوي عقلاني في المرأة أو لا يوجد؟ لا يوجد إذن لابد أن المرأة لكي يعتنى بها تعتني بجسدها فلا توجد لها قيمة وراء هذا البدن هذا الجسد لا يوجد شيء آخر، ولهذا في النصوص أول ما ينظر إلى جمالها انظروا إلى النصوص؛ لأنه إذ لا معنى لان ينظر إلى البعد المعنوي ولكن في الرجل لا يوجد هذا المعنى، فالرجل ينظر إلى أن يكون له دين إلى أن يكون كذا إلى أن يكون كذا لأنه توجد هناك أبعاد وراء البعد الجسماني وهذه من اخطر ما يحوّل الإنسان أو المرأة التي هي إنسان يحوّلها إلى شيء من الأشياء، فإذا صار شيء؟ فأنت عندما تريد أن تشتري شيئاً تشتريه لأجل ماذا؟ لأجل هذا الظاهر أنّه جميل أو ليس بجميل.

    وهذا الذي انتم الآن تجدون مشكلة الغرب هي يقولون حقوق المرأة هذا كذب وافتراء لا يوجد حقوق المرأة وإنما يوجد اعتناء بجسد المرأة الاستفادة من البعد الجسدي في المرأة ليس أكثر من هذا، افترضوا بعض الحقوق الاجتماعية موجودة ولكن الأصل اعطاءها الحرية لماذا لا تصرون على الحرية الفكرية هي تصرون على الحرية الجسدية!

    هذه نفس الرؤية رؤية أن هذه المرأة أن هذا الموجود لا أقول هذه المرأة أن هذا الموجود لا توجد له قيمة وراء البعد الجسدي يعني شيء من الأشياء ولذا هذه القضية وأنا أتصور هذه ثقافة ناقصات العقول قضية خطيرة في خلفياتها يعني في منطلقاتها وفي آثارها ناقصات العقول، ناقصات العقول وما يترتب عليه لا دين أصلاً اسفه السفهاء لا أنّه ناقصة العقل بل اسفه السفهاء وقرأنا لكم يوجد سفيه شارب الخمر أيضاً ما هو؟ الذي شرب الخمر ماذا يحصل؟ يفقد عقله شارب الخمر يأتي رتبة بعد سفاهة النساء.

    إذن أنا هذه القضية أحاول بقدر ما نستطيع واقعاً أن نقف عندها لنرى بأنه واقعاً النصوص الروائية ماذا نفعل لها؟ كلها نرميها عرض الجدار أو أنّه يمكن أن نجد لها مخرجاً يمكن أن نجد لها توجيهاً أو تترك هكذا.

    إذن تعالوا معنا إلى البحث الثالث وهو تقييم ما تقدم في البحثين الأول والثاني في البحث الأول عرضنا النصوص الروائية الدالة على نقصان عقلها في البحث الثاني عرضنا على ما استشهد به من آيات القرآن وخصوصاً هاتان الآيتان الآية الأولى من سورة النساء الرجال قوامون على النساء بما فضّل الله وان التفضيل تفضيل تكويني خلقي فطري ذاتي ليس قابلاً للزوال والآية الثانية في سورة البقرة الآية وللرجال عليهن درجة وان هذه الدرجة هي درجة التكوين درجة العقل درجة إلى آخره إذن لابد أن يقع البحث أو في البحث الثالث لابد أن نتكلم أوّلاً في الروايات الواردة في نقصان العقل وثانياً في الآيات التي استشهد بها أصحاب هذه الرؤية من القرآن الكريم.

    أما يتعلق بالموقف من النصوص الروائية والآن نفترض صدور هذه النصوص وإلا إذا نريد أن نبحث البحث السندي قد نبحث بحثاً سندياً ونقول كل الروايات التي استند إليها ضعيفة السند فنرمي بها عرض الجدار أو زخرف إلى آخره.

    الآن نفترض أصل هذا البحث نفترض أنّها صدرت من النبي ومن الإمام أمير المؤمنين ومن باقي الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام هذه الروايات أيضاً كان فيها أبحاث متعددة أو ثلاثة أبحاث: البحث الأول ناقصات العقول، البحث الثاني: ناقصات الإيمان، البحث الثالث: ناقصات الحظوظ.

    الآن نحن نريد نقف عند ناقصات العقول، فيما يرتبط بناقصات العقول يوجد عندنا أصلان في كلمات هؤلاء القوم الذين آمنوا بصدور هذه الروايات:

    الأصل الأول أن الرجل يغلب عليه البعد العقلاني وان المرأة يغلب عليها البعد الاحساسي العاطفي غير العقلاني وهذا كأنه من المسلّمات يعني لا يوجد بحث عنده ولهذا تجدون أن السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه في الميزان المجلد الثاني صفحة 275 يقول لكنها مع وجود العوامل المشتركة المذكورة في وجودها تختلف مع الرجال من جهة أخرى ـ المرأة ـ فإن المتوسطة من النساء تتأخر عن المتوسط من الرجال في الخصوصيات الكمالية من بنيتها كالدماغ والقلب والشرائين والاعصاب والقامة والوزن على ما شرحه فن وظائف الأعضاء.

    إذن ارجع القضية إلى أمر تكويني الآن أنا لا اعلم لماذا أن الدماغ إذا صار اصغر إذن عقلها اقل إذا كان المدار على كبر الدماغ صغر الدماغ إذ بيني وبين الله اكبر الادمغة دماغ الفيل أصلاً لماذا تذهبون إلى الفيل قايسوا بين حجم دماغ الحمار وحجم دماغ الإنسان آخر ما هو علاقة هذه القضايا وأنت من القائلين سيدنا أن العقل أمر مجرد لا مادي يا سيدنا ما هي علاقة هذا بذاك؟ وكتب كتبت وهذا الكلام قبل سبعين، ثمانين سنة الآن الدراسات الحديثة تقول شيئاً آخر، أصلاً هذا ليس تخصصنا هذا غير داخل في عملنا على أي الأحوال لا أريد ادخل في هذا.

    قال واستوجب ذلك أن جسمها ألطف وأنعم كما أن جسم الرجل أخشن وأصلب هذا ليس مهم محل الشاهد وأن الإحساسات اللطيفة كالحب ورقة القلب والميل إلى الجمال والزينة اغلب عليها من الرجل كما أن التعقل اغلب عليه من المرأة فحياتها حياة احساسية كما أن حياة الرجل حياة تعقلية.

    هذه مقدمة أساسية سوف يجعلوها في قضية أخرى ولذلك فرّق الإسلام بينهما في الوظائف والتكاليف العامة الاجتماعية التي يرتبط قوامها بأحد الأمرين أعني التعقل والإحساس فخص مثل الولاية والقضاء والقتال بالرجال لاحتياجها المبرم إلى التعقل والحياة التعقلية إنما هي للرجل دون المرأة وخصّ مثل حضانة الأولاد وتربيتها وتدبير المنزل بالمرأة إلى آخره هذا مورد.

    المورد الثاني بشكل صريح هناك يقول في المجلد الرابع صفحة 243 يقول من شدة البأس والقوة والطاقة على الشدائد فإن حياة النساء حياة أحساسية عاطفية مبنية على الرقة إلى آخره وحياة الرجل بخلاف ذلك ثم يأتي في مواضع أخرى يشير إلى هذا المعنى بشكل واضح والباحث المتأمل يحدس من هذا المقدار أن من الواجب أن يفوض زمام الأمور الكلية والجهات العامة الاجتماعية التي ينبغي أن تدبرها قوة التعقل ويجتنب فيها من حكومة العواطف إلى من يمتاز بمزيد من العقل ويضعف فيه حكم العواطف وهو من قبيل الرجال دون النساء، هذا الأصل الأول.

    الأصل الثاني وأن ملاك القرب الإلهي والشرف والفضيلة والاكملية تكويناً العاطفة أم العقل؟ هذا الأصل الثاني إذن من هو اقرب إلى الله؟ من هو اشرف وجوداً؟ من هو أكمل وجوداً؟ هذه المقدمة ليست مقدمة كذا ويعبرون منها، لا، أن ملاك إنسانية الإنسان وشرف الإنسان وقوة وجود الإنسان هو في عقله أم في قلبه؟ في عقله والمفروض أن العقل ما هو؟ عند الرجل أقوى وأشد وأكمل والى غير ذلك أساساً روايات أسفه السفيهات أصلاً لا عقل لها، إذن الأصل الثاني أن الملاك في الشرف الوجودي والفضيلة الوجودية والقرب الإلهي والكمالات الإنسانية إنما هو العقل دون العاطفة والنتيجة التي تؤخذ من هذين الأصلين أو هاتين المقدمتين أن الذكر أشرف وأفضل وأكثر قرباً وأحسن طريقاً للوصول إلى القرب الإلهي.

    ما هو الموقف من هذين الأصلين؟ أما الموقف من الأصل الأول: كونوا على ثقة كلما تابعنا في النصوص القرآنية وكلما تابعنا في النصوص الروائية لم نجد أي دليل على هذا الأصل الأول وهو أن الرجل أكثر تعقلاً وان المرأة أكثر عاطفةً وإحساساً ما هو دليل هذا الأصل؟ لا يعلم وإنما ما هو فقط؟ مشهور مسلّم انتهت القضية، ما هو دليل هذه الدعوى؟ أما لابد أن يكون قرآنياً، أما لابد أن يكون روائياً، أما لابد أن يكون عقلياً أما لابد أن يكون تجريبياً طبيعياً دليل ما هذه الدعوى؟ اللهم إلا أن يقال أنّه نجد بحسب الاستقراء الخارجي هذا المعنى أن المرأة عاطفية وان الرجل متعقل هذا جوابه واضح لعل ذلك مرتبط بالتربية والتعليم والتلقين والظروف الاجتماعية والى آخره، ونحن نتكلم في البعد التكويني لا نتكلم في البعد الاجتماعي والتربوي والمعنوي والتلقيني و…. لا نتكلم في هذا لعل منشأه خارجي.

    هذا التوجه الذي يوجد للرجل ومن اليوم الأول يلقّن بأنك أكثر عقلاً وهي لا عقل لها أو ضعيفة العقل لو عكس لحصل العكس وسنثبت لكم ذلك تأريخياً إن شاء الله سنبين الفراعنة الاشوريين البابليين إلى آخره أصلاً نظام الأسرة كان ذكوري يعني قوامة الأسرة كانت ذكورية أو أنثوية؟ والآن التاريخ يقول كان أنثوي لم يكون ذكوري إذن هذا يكشف لنا عن أنّه أساساً هذه القضية لا يمكن أن تكون مآلها إلى أمر تكويني طبيعي بل لعله ما هو؟ بعبارة أخرى هذا دليل اعم من أنه تكويني أو تربوي اجتماعي تعليمي وتلقيني، هذا فيما يتعلق بالأصل الأول.

    أما الأصل الثاني: الروايات قالت ناقصات العقول لأنه هذا المصطلح ليس مصطلحاً قرآنياً وإنما هو مصطلح روائي يعني لفظ من هنا لابد أن نرجع إلى ما هو المراد من العقل حتى نقول ناقصة العقل.

    تعالوا معنا إلى العين للفراهيدي، الفراهيدي الذي هو من القدامى ومن الأعلام في باب اللغة كتاب العين للفراهيدي المتوفى 175 من الهجرة تحقيق الدكتور مهدي المخزومي وابراهيم السامرائي هناك يقول وعَقَل بطن المريض بعد ما استطلق استمسك فهو من الإمساك، من الوقوف من الحجب عبر عنه ما تشاء.

    وعَقَل المعتوه ونحوه والصبي إذا أدرك وزكى وعقلت البعير عقلاً شددت يده بالعقال أي الرباط فهو يربط شيئاً والعقال والعقيلة المرأة المخدّرة يعني المحبوسة في بيتها ففيه معنى الحبس والحصن والى غير ذلك، إلى أن يأتي ويقول وفلان عقيلة قومها ويوصف به وعقيلة كل شيء ما هو؟ أكرم هذا الفراهيدي يقوله.

    تعالوا معنا إلى المفردات الذي هو أكثر بوضوح يتكلم المفردات للراغب في مادة عَقَل هكذا يقول: في مادة عَقَل هذه عبارته يقول وأصل العقل الإمساك والاستمساك الآن مصاديقه كعقل البعير بالعقال وعقل الدواء البطن وعَقَلت المرأة شعرها وعَقَل لسانه يعني أمسك، كفّ ومنه قيل للحصن معقل، معقله يعني حصنه وجمعه معاقل وباعتبار إلى آخره، هذا بحسب اللغة.

    بحسب الاستعمال ما هو المراد منه؟ يوجد استعمالان أساسيان استعمالات كثيرة توجد ولكن أهم الاستعمالين هذه:

    يطلق العقل ويراد به القوة التي بها يتميز الإنسان عن غيره من الموجودات الحية الآن لو قلنا ما هو بماذا يتميز الإنسان عن البقر عن باقي الحيوانات ماذا تقول؟ بقوة ليس بعلم بقوة هذه القوة ليست هي البصرة ليس هي السمع ليست هي الشم ليست هي الحجم ليست هي ما ادري قوة العضلات هذه كلها في باقي الحيوانات أقوى منها في الإنسان إذن بما يتميز؟ يتميز بقوته على أدراك أمور لا تستطيع تلك الموجودات أن تدركها ولهذا انتم على مر التاريخ تجدون أن الإنسان قادر على أن يبني الحضارات والمدنيات إلى آخره اما باقي الحيوانات مع انه النمل أو النحل أو غيره من حيث الدقة والهندسة أعلى من الإنسان بمراتب ولكن يتغير أو لا يتغير؟ يبني شيء جديد أو لا يبني؟ لا، لا يبني هذا معناه انه فقط الإنسان.

    ولذا ملا صدرا من يأتي إلى معاني العقل في شرح اصول الكافي هكذا يقول في شرح الحديث الثالث من الباب العقل والجهل يقول الغريزة التي بها يمتاز الإنسان عن البهائم ويستعد لقبول العلوم النظرية وتدبير الصناعات الفكرية هذه القوة يفرق فيها بين الأحمق والذكي؟ لا، بين النائم والقاعد؟ لا، قوة مثل قوة الأبصار قوة الأبصار في الإنسان يفرق فيها بين النائم والمستيقظ؟ لا، سواء كان مستيقضاً أو نائم فقوة الأبصار موجودة الآن ليست بالفعل ولكن تكون بعد ذلك بالفعل يقول ويوجد في النائم والمغمى عليه والغافل كما أن الحياة بها يتيمز الحيوان عن غير الحيوان بما تتميز الموجودات الحية عن غير الحية؟ بالحياة هنا هم بما يتميز؟ بهذه القوة ولذا السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه من يأتي إلى هذه يقول العقل يراد من العقل.

    هذا المعنى في الميزان الجزء الأوّل صفحة 48 يقول ومرادنا بالعقل والمبدأ هو المبدأ هو القوة مثل قوة الإبصار قوة الإدراك قوة التعقل لهذه التصديقات الكلية والمدرك لهذه الأحكام العامة ولا ريب أن الإنسان معه شيء شأنه هذا الشأن، وسيتضح أن هذه القوة مشككة أم متواطية؟ تكويناً مشككة يعني يمكن عند احد تكون قوة التعقل مائة في المائة وعند الآخر قوة التعقل ماذا؟ وهذه مرتبطة بعالم التكوين بعالم الجينات بالهندسة الجينية بالوراثة إلى آخره ولكن أصل القوة ما هي؟ موجودة في الجميع ولهذا المفردات ماذا يقول؟ يقول العقل يقال للقوة المتهيئة لقبول العلم ويقال (هذا المعنى الأول للعقل القوة) وهذا أمر اكتسابي أم تكويني؟ هذه القوة القوة التكوينية الله خلق الإنسان بهذا التكوين وبهذا النحو وخلق البقر ليس كذلك وخلق الحمار ليس كذلك وخلق الإبل ليس كذلك وخلق الطير ليس كذلك هذا هو أمر تكويني.

    الثاني: الاستعمال الثاني للعاقل ولهذا نعبر عنه ذاتي، نعبر عنه تكويني، نعبر عنه فطري وليس الفطريات مال المنطق فطرة الله التي فطر يعني هكذا والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا ولكن وجعل لكم هذه وجعل لكم حتى تستطيعون هذه القوة وهذه الهيئة حتى تستطيعون أن تتعلموا بها.

    الاطلاق الثاني العلم الذي يكتسبه من خلال هذه القوة هذه قوة يعني يخرجها من القوة إلى الفعل بماذا؟ بالعلوم التي يكتسبها، ولا فرق علوم طبيعية علوم دينية علوم إنسانية رياضيات فلسفة فقه اصول كلام تفسير، وهذا التكوين لاخراجه من القوة إلى الفعل ولهذا يقول: ويقال للعلم الذي يستفيده الإنسان بتلك القوة أيضاً يطلق عليه عقل ولهذا من الابيات المنسوبة لأمير المؤمنين رأيت العقل عقلين فمطبوع ومسموع ولا ينفع مسموع إذا لم يكن مطبوع كما لا ينفع الشمس وضوء العين ممنوع والى الأول (يعني الاصطلاح الأول) يقول الراغب أشار بقوله ما خلق الله خلقاً أكرم عليه من العقل هكذا يفسره وليس العقل الأول يعني القوة التي توجد في هذا الموجود الحي ولكن هذا أكرم شيء الله خص به الرجل وليس الإنسان إذا قلت الإنسان يعني يشمل الرجل والمرأة هؤلاء يريدون أن يجعلونها سفيهة.

    الآن لابد أن نرجع إلى النصوص القرآنية والنصوص الروائية لنرى بأنه هذا الذي به إنسانية الإنسان يمتاز مشترك أو مختص بالذكور التفتوا لي جيداً والى الثاني أشار بقوله ما كسب احد شيء أفضل من عقل يهديه إلى هدى أو يرده عن ردى هذا العقل بالمعنى الثاني أو الاستعمال الثاني وهذا العقل هو المعني بقوله (وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) كما يفهم الراغب وكل موضع ذم الله فيه الكفار بعدم العقل أي عقل هذا الذي الله يذمهم بعدمه؟ العقل بالاصطلاح الثاني أو يذمهم بعدمه العقل بالاصطلاح الأول أو الثاني؟ الأول موجود عند الجميع كافراً كان أو مؤمناً المذموم ماذا؟ انه لم يستفد من هذه الاداة حتى يحصل به الهداية وقضى يذمه، يقول أنا اعطيتك هذه الاداة حتى تعمله في طريق الهداية أنت اعملته اين؟ في طريق الضلال يذمه أو لا يذمه؟ هذا من قبيل أعطاك السكين بيدك حتى تستعمل هو في الطريق التي ينفعك وأنت تستعمله اين؟ في الطريق الذي يضرك.

    ولهذا يقول وكل موضع ذم الله فيه الكفار بعدم العقل فاشارة إلى الثاني دون الأول نحو ومثل الذين فكروا كمثل الذي ينعم وقوله (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ) ونحو ذلك وكل موضع رفع فيه التكليف عن العبد لعدم العقل فاشارة إلى الأول فالمجنون ماذا؟ يعني هذه القوة غير موجودة، رفع القلم عن المجنون لماذا؟ عن الصبي لماذا؟ لان هذه القوة اكتملت أو لم تكتمل؟ والرجل أقوى في قوة التعقل المراد أي تعقل؟ قوة التعقل بالمعنى الأول أو بالمعنى الثاني أي منهما؟

    واقعاً استغرب لماذا انه هذه ارسلت إرسال المسلّمات من غير أن يبحث احد هذا العقل المستعمل في الرواية يا عقل هذا، هذا العقل المرتبط بإنسانية الإنسان أم العقل المرتبط بالبعد الاكتسابي تعلمي والتعليم أنت إذا من يوم الأول تقول يحرم عليها أن تتعلم وتمنعها من القراءة والكتاب بطبيعة الحال ماذا تصير؟ كاملة العقل أو ناقصة العقل؟ أنت سويتها ناقصة العقل، أنت من البداية حرمتها من التعلم ومن التعليم من المجتمع من التجارة ومن ومن ومن…. إذا صار 1400 سنة تقول لها ليس لديك قدرة وهي صدقت أبو المثل ماذا يقول؟ اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقها ثم اكذب ثم اكذب حتى تصدق نفسك هذه المسكينة صدقة نفسها أنها عقلها ناقص وهذا المعنى وهو أن العقل له استعمالات متعددة متفق عليه لا يوجد احد لا تتصورون انه هذه مرتبطة بالفلاسفة دون ماذا هذا لغوي.

    تعالوا معنا إلى وسائل الشيعة للحر العاملي المجلد الخامس عشر صفحة 208 مؤسسة آل البيت العقل يطلق في كلام العلماء والحكماء على معانٍ كثيرة (لا ليس معانٍ كثيرة وهذه من الاخطاء الشائعة) العقل له استعمالات متعددة وإلا من الناحية اللغوية له معنى واحد وبالتتبع يعلم انه يطلق في الأحاديث قوة أدراك الخير والشر والتمييز بينهما، هذه موجودة في الحيوانات الأخرى أو ما موجودة؟ هذا العقل بالمعنى الأوّل.

    ثالثها التعقل بمعنى العلم هذا الذي الآن اشرنا إليه في كلام المفردات هذا ليس قوة وإنما إخراج بهذه الاداة من قبيل قوة الإبصار وما تبصر به، ما تبصر به هذا المبصر ولكن أيضاً يطلق عليه بصر وذاك هم يطلق عليه عقل، التعقل بالمعنى العلم ولذا يقابل بالجهل وبالجنون اما العقل يقابل بماذا؟ بالجنون فإذن الاستعمال الأول قوة يقابلها عدم وجود هذه القوة وهو الجنون، الثاني يقابله العلم ويقابله الاستعمال الثاني العقل ويقابله الجهل واحاديث هذا الباب هذا مورد أنا أقول حتى الاخباريين بهذا الشكل هذا التعقل ليس كذلك وهكذا فيما ذكره صاحب البحار المجلد الأوّل صفحة 99 قال بسط كلام لتوضيح المرام اعلم أن فهم اخبار الباب يتوقف على بيان ماهية العقل.

    الأوّل قوة أدراك، الثاني، الثالث القوة التي يستعملها الناس في نظام أمور معاشهم، الرابع، الخامس، السادس والى غير ذلك، هذه الأقوال موجودة في شرح اصول الكافي لملا صدرا هناك يقول الأول، الثاني، الثالث، الرابع، الخامس أنا الآن لست بصدد هذا وإنما أريد أن أقول في جملة واحدة أن العقل قد يطلق ويراد منه ذاك البعد الذاتي الفطري التكويني وقد يطلق ويراد به ذلك البعد الاكتسابي هذا الاكتسابي من الاجتماع من التعلم من التلقين من التربية فإذن عواملها تكوينية أو غير تكوينية؟ غير تكوينية.

    الآن صارت عندنا دعوى الأولى وهو أن المرأة ناقصة العقل ناقصة العقل تكوينياً كالصبي كالطفل كالمجنون أم ناقصة العقل اكتساباً كالجاهل غير المتعلم كالبدوي إلى آخره أي منهما افتونا مأجورين؟ ما تستطيع لابد أن نرجع إلى النصوص الدينية لعله يثبت أنها ناقصة العقل تكويناً ما محذور افترض أن الرؤية القرآنية تقول أن خلقنا الذكر خلقناكم ازواجا والذكر غير الإنسان ولكن اعلم أن الانثى من حيث قوة التعقل اضعف من الرجل .

    إذن نرجع إلى النصوص الروائية مرة أخرى نصوص روائية لأنه بحثنا الآن نص روائي وليس قرآني، نصوص روائية لنرى أن القرآن يساوي بينهما وعندما يتكلم عن العقل يساوي بين الذكر والانثى أم ماذا؟

    عندما أقول يساوي يعني في أصل القوة وليس في مراتب ماذا؟ وإلا قد يكون هناك رجل أقوى من امرأة في القوة وقد يكون العكس وقد يكون رجلاً أقوى من رجل آخرين وقد يكون اضعف من رجال آخرين وقد تكون أنثى أقوى من رجال آخرين وقد تكون اضعف من نساء آخرين وهكذا أريد أقول التشكيك ليس بين الرجل والمرأة بين أفراد الإنسان كما قلنا في باب الخلافة قلنا أنه كل إنسان فهو خليفة ولكن يوجد خليفة يملك من الأسماء الإلهية ومظهرية الأسماء مائة اسم ويوجد لها إلا واحد انتهت القضية ولكن الجميع مظهر الأسماء والخلافة الاسمائية.

    تعالوا معنا إلى النصوص نبدأ هم بنص معتبر صحيح حتى أنه لا يقول السيد بدأ روايات ضعيفة السند هذه الرواية موجودة في علل الشرائع الشيخ الصدوق العلة التي من اجلها صار في الناس (في الناس أم في الذكور؟ في الناس اعم من أن يكون ذكراً أو أنثى) من هو خير من الملائكة وصار في الناس من هو شرٌ من البهائم هذه الرواية من الروايات المعتبرة سنداً الأعزة مشرعة البحار ما تستطيع أن تستفيد منه إلا أن تكون بجنبك البحار لأنه هو يقول الباب التاسع والثلاثين الرواية الخامسة معتبرة ما هي الباب التاسع والثلاثين والرواية الخامسة؟ في مشرع البحار غير موجودة لابد بجنبك تخلي البحار تخرج الباب 39 من ابواب السماء والعالم فتقرأ الرواية هذا الرجل اتى وماذا فعل؟

    ذكرت فيما سبق وهو انه الروايات التي هو يقول معتبرة جمعها في كتاب لشيخ آصف محسني المعتبر من بحار الأنوار ليس ارقام الروايات بل ماذا؟ فأنت تستغني من البحار ثلاثة مجلدات وهو أعداد وتنظيم الشيخ عمار الفهداوي اشراف ومراجعة حيدر حب الله هذه الروايات التي قال صحيحة في مشرعة البحار من البحار استخرجها من البحار ووضعها هنا فأنت كل الروايات التي تقرأها هنا فروايات ما هي؟ معتبرة هذا أوّلاً.

    وثانياً عندما نقل الرواية من البحار ذكر مصدرها أين موجود يعني عندما يأتي إلى هذه الرواية افترضوا في المجلد الثاني الرواية ولكن يقول أن هذه الرواية واردة في بحار الأنوار مجلد 57 صفحة 100 وعلل الشرائع الرواية الأولى هذه نقرأها فأنت في هذا أوّلاً تقرأ الرواية وأيضاً تقرأ من أين نقلها صاحب البحار مفيد جداً ويختصر لك الطريق ما هي الرواية؟

    الرواية هذه المعتبر من بحار الأنوار المجلد الثاني صفحة 259 الرواية سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق فقلت الملائكة أفضل أم الرجال؟ هكذا تقرأون الرواية الملائكة أفضل أم الرجل أم الملائكة أفضل أم بنو آدم؟ بنو آدم من؟ رجالاً و… يعني الملائكة أفضل أم الإنسان؟

    الإمام سلام الله عليه قال يدور مدار هذا وهو فقال علي بن أبي طالب أن الله عز وجل ركّب في الملائكة عقلاً بلا شهوة وركب في البهائم شهوةً بلا عقل يا عقل هذا؟ بالمعنى الاصطلاحي الأول أم الثاني؟ الأول لا الثاني لأنه أنت هذا الآن قد تستعمله وقد لا تستعمله فتكون أشرّ من البهائم إذن هذا يا عقل؟ يعني أصل القوة أم العلوم التي تعلمتها بالقوة أي منهما؟ أصل يعني قوة التعقل قوة الأبصار لا المبصر أو المعقول.

    قال وركب ففي بني آدم كلتيهما بني آدم فمن غلب عقله شهوته هنا عقله يعني استعمل هذه القوة لإدارة شهوته هنا يأتي العلم وإلا إذا لم يأتي العلم العقل بما هو قوة لا قيمة لها متى يستطيع العقل أن يغلب الشهوة؟ بالعلم الذي يحصله فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة ومن غلبت شهوته عقله فهو شر من البهائم.

    ولذا في جملة من الروايات إن شاء الله في اليوم اللاحق سنقرأها لبّ الإنسان عقله يا عقل هذا؟ حقيقة الإنسان ما هي؟ جوهر الإنسان في عقله أي عقل هذا الأول أم الثاني؟ هذا الأول واضح يريد يقول أنّه به امتاز عن باقي الموجودات هذه القوة ولكن قد يستعملها وقد لا يستعملها مولانا تأتي بكراً يوم القيامة مستعمل عقله أو لم يستعمل بتعبيرنا آكبند صفر ما مستعمل عقله أبداً، مستعمل القوة الشهوية له مستعمل القوة الغضبية وهكذا وهكذا وهناك عشرات الروايات الأخرى سنقرأها حتى تعرفون بأنه كما يوجد بهذا الاتجاه تواتر بذاك الاتجاه أيضاً يوجد تواتر والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/01/13
    • مرات التنزيل : 2134

  • جديد المرئيات