نصوص ومقالات مختارة

  • حوار مع الملحدين (47) – تصنيف أدلة وجود الله (5)

  • بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في الطريق الرابع من الطرق التي ذكرها فلاسفة العالم يعني مذ فلنقول معكم من ارسطو يعني مذ ما قبل الميلاد بأربعة خمسة قرون إلى يومنا هذا ولهذا كثير من هذه الطرق ليست من فلاسفة المسلمين ولا من متكلمي المسلمين بل هي موجودة عند متكلمي المسيحية أو عند متكلمي اليهودية أو عند فلاسفة لا يعتقدون لا بالمسيحية ولا باليهودية ولا بالإسلام ولكن يعتقدون أن الدليل العقلي يوصلهم إلى اثبات وجود الاله.

    ولهذا هذا التصنيف ليس تصنيفاً في دائرة الشريعة الإسلامية أو الدين الإسلامي أو اليهودية أو المسيحية لا بل هذه عامة وبعد ذلك سأبين التصنيف إذا صار وقت أبين الخلاصة هذا الطريق الرابع المعروف بالتصميم الذكي أو ببرهان النظم أو دليل الاتقان أو العلة الغائية عبروا عنه ما تشاءون وهو من أوسع وأكثر الطرق انتشاراً غرباً وشرقاً مسلمين وغير مسلمين حتى أن البعض ادعى أن القرآن الكريم لم يستعن ببرهان لإثبات وجود الله كما استعان ببرهان النظم والحكمة والغاية والهدف.

    السيد الشهيد قدس الله نفسه في آخر الأسس المنطقية للاستقراء هذه عبارته هناك بالإمكان أن الاعزة يرجعون إليها في صفحة 577 يقول وهذه الحقيقة هي أن الأسس المنطقية التي تقوم عليها كل الاستدلالات العلمية يعني في العلوم التجريبية والطبيعية المستمدة من الملاحظة والتجربة هي هذه الأسس المنطقية هي نفس الأسس المنطقية التي يقوم عليها الاستدلال على اثبات الصانع المدبر لهذا العالم انظروا إليه يعني لا يريد أن يثبت الله بل يريد أن يثبت صانع مدبر، عن طريق ما يتصف به العالم من مظاهر الحكمة والتدبير.

    يعني يا برهان هذا يا طريق هذا؟ هذا طريق النظم طريق الحكمة طريق التدبير طريق الغاية المعقولة لا الدليل عن طريق المبدأ العقلي أو الطريق الفطري فطرة الله أو الدليل الذي قال من التصور نصل إلى التصديق لا أبداً فإنّ هذا الاستدلال كأي استدلال علمي آخر استقرائي بطبيعته يعني اثبات ولهذا لا يعتقد السيد الشهيد أن هذا البرهان مبني على أدلة عقلية فلسفية محضة وإنما هو برهان استقرائي، فالإنسان بين امرين إلى أن يأتي إلى هنا.

    فإنّ القرآن الكريم بوصفة الصيغة الخاتمة لأديان السماء قد قدّر له أن يبدأ بممارسة دوره الديني مع تطلع الإنسان نحو العلم هذا الذي قلنا انه من أهم خصائص هذا الدليل هو تداخل البحث الفلسفي مع البحث العلمي يقول لأنه الإنسان وصل إلى درجات عالية من العلم وان يتعامل مع البشرية التي أخذت تبني معرفتها على أساس العلم والتجربة وتحدد بهذه المعرفة موقفها في كل المجالات ومنها اثبات وجود الاله أو اثبات وجود الصانع المدبر.

    فكان من الطبيعي أن يتجه القرآن إلى دليل القصب والحكمة قصب هذا الذي يعبر عنه التصميم الذكي يعني من مختار لا من مادة عمياء إلى القصب والحكمة يعني هذا البرهان لا فقط يثبت وجود الاله بل يثبت انه حكيم ويثبت انه عالم قادر سميع بصير مختار بوصفه الدليل الذي يمثل المنهج الحقيقي للاستدلال العلمي، ويفضله على سائر الصيغ الفلسفية للاستدلال على وجود الله هكذا يعتقد السيد الشهيد أفضل صيغة للاستدلال على وجود الله يا طريق؟ الطريق الرابع.

    هذا إضافة إلى أن الدليل التجريبي على وجود الاله اقرب إلى الفهم البشري العام ولهذا قلت أوسع انتشاراً لان الجميع يستطيع في حياته أن ينظر إلى جزء من أجزاء هذا العالم ليجد فيه التدبير والحكمة واتقان الصنع و…. واقدر على ملئ وجدان الإنسان يقول هذا أفضل لان يعتقد ـ بعد ذلك سأبين ـ أساساً الأمور التجريبية الحسية أكثر قدرة على إقناع الإنسان من الأمور العقلية التجريدية المحضة النظرية، لماذا؟ لأنه محسوسة أمامه يراها أمامه، إن شاء الله سنبين من التصنيفات انه ما هي الفروق بين الدليل العقلي والدليل التجريبي؟ واحدة من أهم الفروق هذا الفرق.

    قال بالايمان من البراهين الفلسفية ذات الصيغ النظرية المجردة التي يقتصر معظم تأثيرها على عقول الفلاسفة وأفكارهم، كما يقال هذه ليست مانعة الجمع ما المحذور العلامة المطهري في مجموعة الاثار المجلد الأول في صفحة 537 يقول برهان نظم أو قلنا التصميم الذكي ساده ترين وعمومي ترين برهاني كه بر وجود خداوند إقامة ميشود اسهل طريق واوسع طريق لماذا؟ ليس اتقن طريق أنا لا اوافق انه اتقن طريق اعمق طريق لا، أوسع طريق لأنه تستطيع مباشرة أن تتعامل معه، عموم الناس يستطيعون أن يتعاملوا معه، برهان نظم است قران كريم موجودات جهان را به عنوان آيات يعني علائم ونشانه ها تعريف ميكند يقول دائماً يقول ومن آياته ومن آياته يقول هذه كلها علائم توصل إلى ماذا؟ وفي كل شيء له آية.

    معمولاً جنين كفته ميشود كه نظم وسازمان اشيا دليل بر اين است كه نيروي نظم دهنده أي در كار است هذا النظم وهذه الحكمة تستدعي وجود ماذا؟ تستلزم وجود حكيم ووجود ناظم مع الاختلاف سيأتي إن شاء الله.

    ولهذا ومن أهم اولئك الذين بحث بحثاً تفصيلياً وأشكل إشكالات كثيرة على برهان النظم ديويد هيوم وهو ديويد هيوم يعد من فلاسفة الطبقة الأولى في الغرب لأنه الفلاسفة أيضاً لهم درجات هذا الرجل يعد ماذا؟ من الطبقة الأولى من فلاسفة الغرب وتوجد افكاره تمتاز بخصائص:

    الخصوصية الأولى: الوضوح في طرح الأفكار ومن هنا انتشرت وهذه.

    الخصوصية الثانية: انه منطقي من الطراز الأول عندما يعتقد بفكرة يذهب إلى آخر لوازم تلك الفكرة لا يقف في الوسط إذن لوازم تؤدي به إلى الصفر ينتهي إلى ماذا؟ لأنه أنا وانت بعض الاحيان نعتقد بفكرة لكن من نقول له هذا لازمه كذا لازمه كذا لازمه كذا يقول بابا اتركنا خلينا نحن ماذا؟

    وهذه من خصائص فكر ديويد هيوم وهو انه عندما يلتزم بشيء منطقياً يذهب إلى آخر لوازمه هذا ما أدى به إلى الخصوصية الثالثة وهو انه إمام الشكاكين في القرون الأخيرة إذا عندنا فيما سبق الفخر الرازي كذا فلان كذا هذا يقولون انه المرحلة الثالثة التي هي اعمق وادق مراحل التشكيك في الغرب اسسها بنيت بيد ديويد هيوم.

    ولهذا من هنا نحن نحتاج هذا الطريق الرابع أن نقف عنده وخصوصاً الاشكالات التي اوردها على برهان النظم لأنه هو وضع يده على يا برهان؟ قال من أهم براهين المتدينين برهان النظم فبدأ والسيد الشهيد رحمة الله تعالى عليه إنما كتب كتاب الأسس المنطقية لان الذي حرّكة من أهم المحركات له اشكالات ديويد هيوم على برهان النظم ولهذا وضع يده على ماذا؟ لإثبات برهان النظم.

    الطريق الخامس وهذا الطريق من أخطر الطرق وأكثرها سلبيةً لإثبات وجود الله سيدنا هو من الطرق لإثبات وجود الله لماذا تعبر عنه اخطر الطرق السلبية لإثبات وجود الله؟

    هذا الطريق مشى عليه (كانت) وما ادراك ما (كانت) واقعاً تعلمون بأن الفلسفة الحديثة مبناها قبل قرنين ونصف (كانت) هذا الرجل جاء وناقش الادلة الأساسية لإثبات وجود الله ما كانت الادلة الأساسية إذا تتذكرون نحن كم طريق ذكرنا؟ اتركوا بحث الفطرة طرق ثلاث ذكرنا:

    الطريق الأول من التصور إلى التصديق.

    الطريق الثاني: المبدأ الفاعلي.

    الطريق الثالث: المبدأ الغائي.

    اليس كذلك؟ قال هذه الطرق الثلاث مبانيها قواعد العقل النظري وكلها صحيحة أو باطلة؟ كلها باطلة، سؤال يا (كانت) نسألك هذه الطرق غير صحيحة ويحتمل يوجد طريق آخر في العقل النظري يوصل إليه قال لا أن العقل النظري عاجز عن اثبات وجود الله، هذه خطيرة أم ليست خطيرة؟ أساساً يقول العقل الانساني في بعده النظري لا في بعده العملي ما معنى بعده العملي مراد من البعد العملي يعني أن الإنسان عندما يخير بين الصدق والكذب يجد انه يوجد عنده ميل يصدق أم يكذب؟ بغض النظر عن العوامل الخارجية؟ امانة أم خيانة؟ ميل الإنسان إلى ماذا إلى أن يكون أميناً أو خائناً؟ يقول فطرة الإنسان يقول له أن تكون امين أن تكون صادق أن تكون حسن أن تكون خيّر أن تكون كامل أن تكون أن تكون هذا يصطلح عليه هو العقل العملي.

    يقول أن العقل النظري لا طريق له لإثبات وجود الله لا فقط هذه الادلة التي ذكرتموها أساساً العقل ما مصمم حتى ليثبت وجود الله نعم من خلال العقل العملي نحن نثبت وجود الله لا فقط نثبت وجود الله بل نثبت الاخرة أيضاً، وهذا لازمه إذا جاء احد وناقش أدلة العقل العملي لكانت لإثبات وجود الله فيوجد طريق لإثبات وجود الله أو لا يوجد؟ لا يوجد وهذه خطورة هذا الطريق هذا اولا ولكن فيه ايجابية لطيفة جداً ما هي الايجابية؟

    يقول كما ان العقل النظري الانساني لا يستطيع أن يثبت وجود الله لا يستطيع أن ينفي وجود الله فكما هو عاجز عن الاثبات أيضاً عاجز عن النفي فأخذ كل مدعيات لا يجيني واحد فقط يأخذ لي أن العقل النظري لا يثبت وينسجم ماذا؟ وهذه المغالطة موجودة عند بعض الملاحدة وهو انه يقول (كانت) ناقش كل الادلة في العقل النظري لإثبات وجود الله ولكن هذا لا يوصلك إلى نفي وجود الله لماذا؟ لأنه قال أيضاً أن العقل غير قادر على نفي وجود الله فوجود الله ماذا يصير؟ خمسين خمسين يصير مشكوك وهذا ينفعنا كثيراً، حتى لو لم نقبل براهين (كانت) الأخلاقية لإثبات وجود الله أيضاً هذا الطريق الذي انتخبه كانت نافع جداً لأنه يوصلك إلى مرحلة انت تقف على ماذا؟ موجود؟ تقول لا اعلم، غير موجود؟ العقل ماذا يقول، يقول لا اعلم لا استطيع، لا يستطيع لا أن يثبت ولا أن ينفي هذا ينفع أو لا ينفع إن شاء الله سيأتي.

    تعالوا معنا إلى الدكتور عبد الرحمن بدوي موسوعة الفلسفة المجلد الثاني صفحة 281 اللاهوت النظري وفي باب اللاهوت النظري ينقد كانت البراهين الثلاثة الممكنة لإثبات وجود الله بطريقة عقلية يا عقل؟ العقل النظري لا العقل العملي الاخلاقي ما هي البراهين الثلاثة؟

    البرهان الأول من التصور إلى التصديق لاسلنت القديس المسيحي.

    البرهان الثاني: المبدأ الفاعلي

    البرهان الثالث: المبدأ الغائي أو برهان النظم.

    البرهان الفيزيائي اللاهوتي والبرهان الكموثولجي الكوني وبرهان الوجودي هذا البرهان الوجودي لمن؟ الطريق الأول الذي اشرنا إليه ويتوسع في هذا النقد وينتهي لا ينتهي إلى أن هذه الادلة غير صحيحة فلعله يوجد دليل رابع وطريق رابع وخامس أن من المستحيل على العقل النظري البرهنة على وجود الله، بطريقة عقلية نظرية.

    يقول لكنه إذا كان من المستحيل على العقل النظري البرهنة على وجود الله بطريقة عقلية نظرية فإن هذا لا يثبت إمكان البرهنة على عدم وجود الله فكما أن العقل النظري قاصر عن اثبات الوجود قاصر عن نفي الوجود وعن عدم الوجود فالاستحالة قائمة بالنسبة إلى تلك القضيتين المتناقضتين اثبات وجود الله عن طريق العقل النظري واثبات عدم وجود الله بالعقل النظري وهكذا ينتهي النقد الكنفي إلى رفض موقف المنكرين لوجود الله يقولون لا تقولون بأنه يوجد دليل على عدم وجود الله.

    ولهذا أن بعض هؤلاء كالذين يستندون إلى كانت يحاولون انه يمشون مع كانت إلى انه لا يمكن الاثبات هو أيضاً يقول لا يمكن النفي بالك احفظوا هذا الأصل بالكم واياكم تقعون في مغالطة هؤلاء إذن ما هو الطريق؟

    يقول الطريق تكون النتيجة تنتهي إليها نقد العقل العملي إذ سيقرر يعني من خلال البرهان ماذا؟ هذه الخلاصة التي ذكرها هنا الدكتور عبد الرحمن بدوي في موسوعة الفلسفة عنده كتاب مفصل عن امانوئيل كانت الدكتور عبد الرحمن بدوي هناك يقول براهين وجود الله في صفحة 328 أما أن يبدأ البرهان من طبيعة العالم المحسوس هذا طريق وأما أن يبدأ البرهان من مفهوم وأما كذا ويحاول كانت أن يبرهن البرهان الوجودي الذي انسليم ويناقشه ثم يأتي إلى البرهان الكوني الذي يبدأ الممكن والواجب الذي قلنا يبدأ من الواقع الخارجي المبدأ الفاعلي وهكذا البرهان الثالث البرهان الفيزيائي الذي هو العلوم الطبيعية وكلها يناقشها.

    الطريق السادس: وهو الطريق الذي يوصل المستدل أو صاحب الطريق إلى رجحان وجود الله لا إلى اليقين بوجود الله، وهذا من أهم الفوارق بين هذا الطريق وبين الطرق السابقة، الطرق السابقة كان يريد أن يوصلك إلى وجود الله مئة في المئة وعدم وجوده صفر يعني ابيض واسود يعني احد النقيضين دون الآخر. هذا الطريق يقول لا، نحن ننظر إلى كل ظواهر هذا الكون أي ظاهرة مذ عرفناه إلى يومنا هذا والى بعد مئة سنة والى بعد الف سنة نجد كل هذه الظواهر من حسنها وقبيحها من خيرها وشرها لا نقول كله خير، لا نقول ذلك.

    أصحاب اليقين يقولون كله خير نقول لا، خير وشر نريد أن نعطي تفسيراً يكون قادراً على أن يفسر لنا كل هذه الظواهر، بشكل عام توجد عدة تفسيرات:

    التفسير الأول في صدفة أقول لماذا صار الإنسان يمشي على اثنين؟ بالصدفة، لماذا صار الحيوان الآخر يمشي  على أربعة؟ يقول صدفة لماذا صار ذاك يمشي على أربعة واربعين؟ يقول صدفة لماذا الشمس هكذا ابتعادها عن الأرض؟ يقول صدفة وهكذا كل شيء يريد يفسره بالصدفة، هذه فرضية معقولة أو غير معقولة كفرضية؟

    الفرضية الثانية هو انه تفسير بأصل ومبدأً لا علم له ولا فكر له ولا قدرة له ولا حكمة فيه ولا مختار يعني المادة العمياء المادة الأولى أو المادة الازلية تقول إذا كان كذلك كيف صدر منه كذلك يقول تطور والى اخره أي نظرية كانت ليس مهم المهم أن المبدأ ما هو؟ المادة.

    الفرضية الثالثة انه موجود ازلي لا يحتاج إلى من يوجده لأنه هو موجود من الازل الذي يحتاج إلى من يوجده إذا كان مسبوقاً بالعدم أما إذا من الازل موجود فيمكن يحتاج إلى موجد أو لا يحتاج كما انتم تقولون في المادة أقول لك المادة لا تحتاج تقول لا، هي ازلية نحن نقول في هذا الموجود ازلي فكما تقولون هناك لا يحتاج إلى فاعل هنا هكذا أيضاً لا تقولون هناك يحتاج وهنا لا يحتاج، هذه المغالطة، من خلقه؟ إذا انت تقول المادة، فمن خلق المادة؟ إذن إذا قبلت أن هناك أن الازلي لا يحتاج إلى مبدأ يوجده الله أيضاً لا يحتاج إلى مبدأ يوجده، ولكنه عالم قادر سميع بصير، حكيم، و… إلى آخر القائمة.

    الآن ذكرنا ثلاثة فرضيات، أضف عليها فرضية الاكوان المتعددة المتواجدة أضف فرضية قاف أضف فرضية دال أضف عشرة فرضيات هنا أصحاب هذا الطريق السادس أو الخامس أصحاب هذا الطريق يقولون أن ارجح وافضل الفرضيات فرضية الاله الصانع العالم الحكيم القادر، ولا ينفون الفرضيات الأخرى ويقولون أنها فرضية راجحة أو مرجوحة؟ مرجوحة، مرجوحيتها قد يكون 2% قد يكون 5% قد يكون 40% ولكن الفرضية الراجحة هذه.

    ريتشارد دوكنز في كتابه وهم الاله هناك في صفحة 62 يقول الذين يؤمنون بوجود الله على اصناف أو الذين ينكرون وجود الله:

    مؤمن تماماً مئة في المئة واثق من احتمال وجود الله يعني عنده يقين ماذا؟ والاحتمال المقابل صفر.

    احتمال عالي ولكن اقل من مئة في المئة وهذا هو الرجحان هذا الرجحان أيضاً له درجات يبدأ من تسعة وتسعين إلى واحد وخمسين هذا انت ودليلك.

    الاحتمال الثالث اقل خمسين بالمئة على التمام هذا الذي قاله كانت قال لا قادر على الاثبات لا قادر على ماذا؟ فإذا صار واحد منهجه كانتي ماذا يصير؟ العقل النظري يتساوى عنده.

    الاحتمال الرابع اقل من خمسين بالمئة يقول الله وجوده اربعين بالمئة عدم وجوده ستين.

    الاحتمال الأخير هو انه احتمال ضعيف لوجود الله خمسة بالمئة.

    الاحتمال الأخير مئة في المئة لا يوجد يقول هذا الأخير لا مصداق له لطيف جداً لأنه لا يوجد طريق للنفي مئة في المئة لا يوجد، قد تقول لا يوجد طريق لإثبات وجوده مئة في المئة.

    هذا الطريق الذي اشرنا إليه يقول هذا هو ارجح الفرضيات اثبات وجوده، أنا في السنة الماضية أو قبلها ذكرت مثالاً قلت انه انت قد تدخل إلى مكان وتجد شيئاً وتحتمل هذا الشيء لماذا وجد؟ تقول فرضية انه وجد من العدم بلا فاعل.

    الطريق الآخر (السابع) درجات الكمال هذا الطريق سهل المؤونة بتعبيرنا سهل المؤونة انت عندما تأتي تقول العلم كمال والجهل نقص باي دليل؟ بدليل انه لو نسبت إلى احد الجهل يتألم أم يفرح؟ يتألم فانسب إليه العلم ماذا؟ ولذا علي بن ابي طالب سلام الله عليه في كلماته القصار يقول كفى بالعلم فخراً أن يدعيه غير العالم إذا كان العلم ليس كمالاً لماذا يدعيه إذن يكشف لك انه هو كمال القدرة ماذا؟ كمال أم نقص؟ الجمال ماذا؟ كمال أم نقص؟ الامكانات الرفاهية كمال أم نقص؟ الصدق كمال أم نقص؟ الامانة كمال أم نقص؟ والى غير ذلك قلت لكم أي شيء افترضته كمالاً انت تأتي وتميز بين الأفراد تقول هذا علمه أكثر من هذا، هذا جماله اجمل من هذا، هذا امانته أكثر من هذا، هذا بلحاظ ماذا تقول اقل واكثر؟ إلى ماذا تقيسه؟

    يعني انت تقول افترض إذا قلنا هذا اطول هذا اقصر من حيث الطول نحن نستطيع ماذا؟ يوجد عندنا افترضوا طول بمئة سنتيمتر أو بمئة متر نقول هذا اطول هذا… يعني لابد يوجد عندك ما يقاس إليه في الخارج حتى تقول هذا اطول هذا ماذا؟

    أما إذا لا يوجد عندك أمر ثالث تقيس إليه تستطيع أن تقول اطول واقصر أو لا تستطيع؟ متى تستطيع أن تقول هذا اطول هذا اقصر؟ إذا قسته إلى أمر ثالث هذا في القضايا الكمية في القضايا الكيفية عندما تقول هذا اصدق أو اقوى أو اعلم أو أجمل لابد أن يوجد موجود كامل جميل صادق عالم حتى تقيس إليه درجات الكمال من هو؟

    هذا يعبر عنه بطريق درجات الكمال وموجود في جملة من كلمات علماء المسلمين والغرب أيضاً يوجد ولكن أكثر ما يوجد في كلمات علماء المسلمين وهو انه عندما تقايس يقتضي منك أمراً ثالث تقيسه وهذا إذا يتذكر الاعزة مفصلاً وقفنا عنده في باب الحدوث والقدم في باب التقدم والتأخر اقسام التقدم قلنا عندما نقول متقدم متأخر الآن جنابك متقدم أم متأخر؟ أقول إذا جعلت الباب هو الملاك فأنت متأخر والاخ متقدم لأنه اقرب إلى الباب وانت ابعد أما إذا جعلت هذه المنضدة هي المقياس فأنت ماذا تصير وذاك ماذا يصير؟ فإذن دائماً في باب التقدم والتأخر اعلم وغير اعلم عالم وجاهل صادق وغير صادق اصدق وغير صادق يحتاج إلى ماذا؟ إلى أمر تقيس إليه ما هو ذلك المقيس إليه؟ سمه ما تشاء

    الطريق الثامن هذا الطريق يقول نحن لسنا بصدد اثبات وجود الله لا يقيناً ولا رجحاناً أنا لست بصدد هذا تقول لعد انت بصدد ماذا؟ يعني أنا لا اريد أن أصل إلى اثبات وجود الله مئة في المئة ولا اريد أن أصل إلى اثبات وجود الله باحتمال سبعين بالمئة، تقول إذن ماذا تريد أن تصل انت؟ أقول أنا اريد اسال كيف اعيش، اعيش على فرضية وجود الله أم على عدم فرضية وجود الله يعني البعد العملي أم البعد النظري؟ عملاً مولانا انت إذا آمنت يوجد الله يحاسب يوم القيامة ويدخل بعض الناس إلى النار كمن لا يؤمن بهذا من حيث السلوك أو تختلف؟ من الواضح تختلف.

    فإذن تارة أن النظر إلى قوة الاحتمال وأخرى أن النظر إلى أهمية القضية التي تحتملها أو وقع عليها الاحتمال الذي يسموه المحتمل، مرة أمامك خمسة من الأواني يحتمل أن واحدة من هذه الاواني وانت عطشان عطشاً شديداً يقولون لك احتمال اكو واحد من هذه الاواني ماءها ملوّث قليلاً قد انه يصير عند زكام يصير عندك عفونة كذا تقول إذا ما اشرب الماء راح اموت من العطش الافضل اشرب مع انه يوجد احتمال المرض أو لا يوجد؟ ولكنه قد يقولون لك في مئة اناء يوجد اناء لو شربته تقتل بالسم تعطيه لابنك أو لا تعطيه؟ مع أن الاحتمال هنا ضعيف جداً ولكن المحتمل ما هو؟ خطير جداً، خطير جداً خطير جداً هذا الذي يصطلح عليه انه نحن لسنا بصدد اثبات وجود الاله أو عدم اثبات عدمه.

    فلو كان احتمال وجوده واحد من الالف يعني احتمال مئة في المئة أم ليس كذلك الاحتمال سبعين بالمئة أم ليس سبعين بالمئة؟ لا، الاحتمال كم؟ هذا الذي عبر عنه دوكنز ضعيف جداً ولكن محتمله خطير إذا تبين موجود واخرة أيضاً موجودة وحساب وكتاب أيضاً موجود وأبدية موجود أنا لابد اعيش عيشة المؤمن أم عيشة من لا يؤمن أي منهما؟

    العقل ماذا يقول؟ اعيش عيشة من يؤمن لا أن يؤمن عيشة من يؤمن وإن كان لا يوجد عندي دليل على هذا المعروف في كلماتهم برهان باسكال يقول هذه قضية كالقمار كالميسر انت احتمال إذا راهنت على عدم الوجود وعشت على عدم الوجود احتمال تخسر الابدية، ولهذا يسمى رهان باسكال، هذا الكتاب مفيد جداً باسكال وفلسفة الإنسان هناك في صفحة حجة الرهان رهان واقعاً رهان يقول أنا لا علاقة لي بأنه يوجد برهان فلسفي أو لا يوجد برهان فلسفي يوجد احتمال قوي لا يوجد احتمال قوي يوجد احتمال ضعيف لا يوجد احتمال ضعيف، أنا كله أنا عند ماذا؟ عند قضية التي نحتملها وهو المحتمل إذا كان خطيراً جداً وأنا لم اعتني به وتبين انه ولو واحد من الالف تبين انه متحقق، فإذن أنا خسرت الرهان أو لم اخسر الرهان.

    ولهذا دوكنز في كتابه في صفحة يقرر هذا البرهان بهذه الطريقة يقول رهان باسكال في صفحة 105 رهان باسكال بحسب عالم الرياضيات الفرنسي الكبير باسكال فانه مهما قلت الدلائل على وجود الله كانت الدلائل اصلا ضعيفة فان العقوبة التي تنتظر الاختيار الخاطئ هي اكبر، خطيرة جداً احكم الطرق هي الإيمان بالله لانك لو كنت مصيباً وتبين ولو الاحتمال ضعيف انه يوجد الله ويوجد اله ويوجد محاسب وتوجد اخرة وتوجد نعمة وتوجد نقمة وتوجد جنة وتوجد نار فانت قد ربحت الرهان.

    ولو كنت مخطئاً فلم يكون هناك فرق لماذا؟ لأنه انت عشت مع ماذا؟ نعم هو عاش عيشة انه كان يشرب الخمر انت ماذا؟ لا تشرب الخمر، انه كان يكذب انت ماذا؟ لان الذي يقوله الدين هو لا أن يقول لك لا تشرب بل يقول لا تشرب وإلا 99% من المشروبات محللة 1% محرم افترض كأنها محرمة لا تشرب، يعني إذا اردنا أن نقف عند القصة الرمزية لادم وزوجه في الجنة الله احل له كل ما في الجنة إلا ماذا؟ هو هذا مثال لما يقع عند المتدين ولهذا نحن قلنا هناك هذه القصة ماذا؟ رمزية ليست واقع يعني يقول أنا حللت لك كل ما في الجنة.

    الآن انت محلل لك أن تتزوج أن تأكل أن تشرب أن تركب ولكن لا تظلم ولكن لا تكذب ولكن لا تخن ولكن.. انت تحسبها في مقابل المحللات كم قيمتها؟ فإذا كان الرهان صحيحاً لم يكن فرق بينك وبينهم إلا واحد في المئة أما إذا كان رهانك اشتباه واخطأت من الخاسر الاكبر انت أم هم؟ انت الخاسر، قال بينما إن لم تؤمن بالله وكنت مخطئاً فأنت محكوم للعنة ولو احتمال واحد من الف ولو كنت مصيباً فلن يكون هناك أي فرق وعلى ذلك فالقرار لا يحتاج لذكاء عليك الإيمان بالله لا عليك أن تؤمن عش حياة من يؤمن، فهذا الطريق ليس بصدد اثبات الوجود بل بصدد تغيير طريقة السلوك في الحياة واحدة من الإشكالات التي اشكلت على هذا قالوا هذا لا يثبت وجود الله؟

    الجواب ومن قال لك أن باسكال بصدد اثبات وجود الله لا بل يريد أن يقول كيف تعيش وهذا بحث إن شاء الله إذا وفقنا في محله سنقف وهو أن المسائل الايمانية مطلوبة لذاتها أم مطلوبة للآثار العملية المترتبة عليها؟ يا هو منهن؟ البعض يتصور أن القضايا العقائدية مطلوبة لأي شيء؟ لذاتها حتى لو لم يترتب عليها أي أثر عملي هذا يوافق عليه المنطق الديني أو لا يوافق؟ الجواب مئة في المئة يوافق يقول أنا إنما اردت لك أن تؤمن حتى أن سلوكك يختلف من اولئك الذين لا يؤمنون هذا هو الطريق الثامن.

    بعد ذلك هذه الطرق الثمان التي اشرنا إليها يوجد طريق تاسع ويوجد طريق عاشر وبعدها إن شاء الله تعالى في غد سوف أذكر لكم خلاصة هذه التصنيفات التي اشرنا إليها وبعض الفروق المهمة فيما بينها حتى إن شاء الله تعالى عندما ندخل في الاسبوع اللاحق للأدلة نعرف أننا بصدد أي طريق من هذه الطرق؟ نريد أن نصل إلى ماذا؟ إلى اليقين نريد أن نصل إلى الاحتمال الراجح نريد أن نصل إلى المحتمل إلى أي منهما؟ لان كل طريق من هذه الطرق تختلف في النتائج المترتبة عليها والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/01/16
    • مرات التنزيل : 2694

  • جديد المرئيات