نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (160) هل الرجال أفضل من النساء في القرآن الكريم؟ (3)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في هذه الآية المباركة من سورة النساء وهي قوله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) قلنا من الأبحاث المهمة في هذه الآية هو البحث في أن هذه الآية هل هي مختصة بتنظيم علاقات الزوجية في الأسرة أم أنها أعم وجد اتجاهان يتذكر الأعزة الاتجاه الأوّل قال لا، هذه الآية آية عامة لأنه النظر إلى المقطع الأوّل يفيد هذا لأن الآية قالت (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ) ومن الواضح أن عنوان الرجال عنوان عام وعنوان النساء أيضاً عنوان عام هذا أوّلاً وثانياً أن الآية قالت بما فضل الله بعضهم على بعض ومن الواضح بأن هذا التفضيل لا يختص بمسائل العلاقة الزوجية في الأسرة المسلمة مثلاً من هنا وجد اتجاهان.

    الاتجاه الأوّل وهو الاتجاه الذي ذكره السيد الطباطبائي واشرنا إلى عبارته وجملة أيضاً من الذين بحثوا هذا المعنى أيضاً قالوا بالعموم منهم مجيد محمود أبو حجير المرأة والحقوق السياسية في الإسلام هناك في صفحة 166 هذه عبارته قال تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) وجه الدلالة من الآية الكريمة أن هذه الآية تضمنت أمراً جاء بصورة الخبر وأنها تفيد عموم قوامة الرجل على النساء لا في خصوص الأسرة وفي العلاقات الزوجية طبعاً هم على فهم المشهور يقولون لا يجوز لها أن تتصدى للإمامة لا يجوز لها أن تتصدى للقضاء أي بعد فيه القوامة وفيه إدارة وفيها ولاية وفيها ضرورة التعقل فهو من اختصاصات الذكور (ليس الرجال) من قبيل الأحكام التي هي مختصة بالبالغين مثلاً كيف أن هناك مجموعة من الأحكام والتكاليف والمسؤوليات مختصة بالبالغ ولا يحق لغير البالغ أن يتصدى لمثل تلك الأمور أو تلك الأمور التي يتصدى فيها العادل ولكن مع الفارق وهو أن البالغ أمر تكويني والعادل أمر تشريعي.

    هنا عندما يقولون لابد أن يتصدى فيها الذكور لأمر تكويني لا لأمر تشريعي اجتماعي اعتباري وبدهي انه لا يصح بالطبع والوضع والعقل أن يقوم الرجل على أمر زوجته في بيته ثم يتاح للمرأة أن تقوم على أمره فيما هو اعم شأنه يعني في البيت القوام للرجل اما في الأمور الاجتماعية والسياسية القوامة للمرأة تكون هذا تناقض واوسع دائرة في باب الرعاية والتدبير ومن هنا استدل بقوله ما افلح قوم اسندوا إلى امرأة لأنه هذا هو المنسجم على قوامة الرجل على النساء قال أبو الأعلى المودودي أن القرآن لم يقيد قوامية الرجال على النساء بالبيوت ولم يأتي بكلمة في البيوت في الآية مما لا يمكن بدونه أن يحصر الحكم في دائرة الحياة العائلية ولو قبلنا بذلك القول إلى آخره.

    إذن هذا الاتجاه الذي ذهب إليه السيد الطباطبائي جملة أيضاً من المفكرين أيضاً يذهبون إلى هذا الاتجاه، الاتجاه الثاني وهو الاتجاه الخاص يقول لا، أن هذه القوامة الآية متعرضة لأي شيء؟ لبيان العلاقات الزوجية في الأسرة وذكرنا نموذج لذلك.

    وممن ذهب إلى هذا الرأي شيخ جوادي اشرنا قلنا لقرائن موجودة في الآية وكذلك محمد عزة دروزة في تفسير الحديث ترتيب السور حسب النزول في المجلد الثامن صفحة 104 يقول وجملة الرجال قوامون على النساء وان كانت مطلقة واضح لماذا؟ لأنه فيه عنوان الرجال وعنوان النساء فإن روح الآية التي وردت فيها ونصها معاً يسوغان القول أنها في صدد تقرير قوامة الزوج على الزوجة يعني تنظيم العلاقة الزوجية في الأسرة المسلمة في الحياة الزوجية دون الشؤون الأخرى هذه الآية غير متعرضة نعم إذا كنا نريد أن نقول لابد أن نذهب إلى دليله الآخر.

    على سبيل المثال من قبيل قوله تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) هذه أمر الآن هذا الأمر مختصٌ بازواج النبي أو اعم؟ هذا لابد أن يبحث لأنه قد يقول قائل بأنه إذا كان ازواج النبي لابد أن يكن في البيوت فما بالك بغيرهن والآية التي ما هو الدليل على الاختصاص؟ قال: والآية التي تأتي بعد هذه الآية من الأدلة الحاسمة على ذلك تدل يعني يوجد قرينة متصلة تقول أن المراد من الرجال يعني الأزواج والنساء يعني الزوجات لأنها تذكر احتمال الشقاق بينهما وكلمة بينهما لا يمكن إلى آخره.

    الثمرة المترتبة على ذلك كما اشرنا بالأمس واضحة وهو انه إذا قلنا على فهم المشهور لهذه الآية واقعاً هذه من أهم الآيات التي يمكن الاستدلال بها لعدم جواز تصدي المرأة لرآسة الجمهورية أو لرآسة الوزراء أو للقضاء لماذا؟ لان الآية قالت هذه القوامية إنما هي للرجال دون النساء وفهمنا (كما هو المشهور) من الآية أن الرجال يرادف الذكور إذن هذه من أهم الآيات التي يستدل بها على منع النساء من التصدي.

    المختار عندنا أوّلاً أن الآية عامة وليست خاصة أن الآية عامة وليست خاصة يعني لا ترتبط فقط بأي شيء؟ بتنظيم علاقات الزوجية في الأسرة وان الزوج هو القوام وان المرأة أو الزوجة هي التي الزوج يقوم بأمرها هذا أوّلاً وثانياً اننا لا نوافق على ما قاله المشهور يعني هذه الآية المباركة لا تدل على منعها للتصدي للقضاء لا تدل على منعها للتصدي للشؤون العامة لا يوجد لماذا؟ لأننا قلنا فيما سبق وبيّنا بأنه عندما قالت الرجال قوامون على النساء هذا التعليل بما فضل الله بعضهم على بعض هذه عامة أم خاصة التعليل؟ التعليل اعم كما اوضحنا تفصيلاً هذا المعنى بالأمس بما فضّل الله بعضهم على بعض هذا لا يدل على بما فضل الله الذكور على النساء وإنما بما فضّل الله بعض الذكور على بعض النساء أو بالعكس بما فضل الله بعض النساء على بعض الذكور وهذا بيّناه .

    إذن أوّلاً أن الآية عامة ثانياً أنها لا تنتج النتيجة التي يريدها المشهور من منعها من التصدي للشؤون العامة ولكن بشرطها وشروطها وهي أن تكون فيها من الشرائط أفضل مما يوجد في الذكور ليس انه مطلقاً كما أن الرجل أو الذكر إذا يريد أن يتصدى لابد أن تكون شرائط التصدي ما هي الشرائط في ذلك الموقع؟ شرائط التصدي فيه أفضل مما هو عند الإناث فلا فرق من هذه الجهة بين الذكور وبين الإناث إلا إذا كانت هناك أدلة خاصة كذا.

    أما دليلنا على ذلك الأمر الأوّل ما اشرنا إليه مراراً وتكراراً وقلناه في منطق فهم القرآن انه يمكن أن نأخذ مقطعاً أو جملة من الآية ونفهمها ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة جيد جداً مصداقها اين؟ مصداقها شأن نزولها ومصداقها تطبيقها معين ولكنها قاعدة عامة أو ليست قاعدة عامة؟ نعم قاعدة عامة مع انه لو نظرنا إلى ما قبلها وما بعدها قد تكون هناك شواهد تطبقها الآية تطبق هذه القاعدة الآية على مصداق معين ولكنه ذكرنا مراراً وحدة المفهوم وتعدد المصداق وهذا أصل عام اشرنا إليه ونلتزم به في القرآن الكريم ولكن بشرط أن لا يكون التطبيق الذي ذكر عندما نريد أن نفهم الآية يكون خلاف التطبيق الموجود في الآية المباركة لا نفهم الآية بهذا الشكل وهذا هو ديدن القرآن إما يذكر التطبيق والمصداق ثم يذيله بالقاعدة واما يذكر القاعدة ثم يشير إلى مصداق وتطبيق من تطبيقاته يشير إلى كلا الموردين.

    في سورة الحشر الآية سبعة قال تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) هذه قاعدة عامة أم خاصة؟ الكل استدلوا بها بأنها قاعدة عامة ولكن صدر الآية تطبيق من تطبيقات القاعدة لأنه صدر الآية ما هو؟ (مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ) .

    إذن مسألة الفيء مطروحة ولكنه ما آتاكم الرسول قاعدة عامة سواءً في باب الفيء أو في غير باب الفيء، هذا يثبت حجية السند قوله وفعله؟ أقول لا لأنه القضية مرتبطة بالأموال فلهذا ما آتاكم الرسول سواء كان مصداقه الفيء أو غيره لا يحق لكم الاعتراف فهنا ذكرت التطبيق ثم ذيّلت التطبيق بقاعدة.

    مورد آخر اما الآن محل الشاهد الآية المباركة ذكرت القاعدة الرجال قوامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض ثم ذكرت المصداق وهذا ما أشار إليه السيد الطباطبائي قدّس الله نفسه قال بأنه أساساً أوّلاً هذه قاعدة عامة وبعد ذلك ننتقل إلى التطبيق في الآية المباركة قال وعلى هذا وقوله فاصالحات على ما سيأتي فهو فرع من فروع هذا الحكم المطلق وجزء من جزئياته مستخرج منه من غير أن يتقيد به إطلاق الصدر وهو قوله (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) .

    وهناك شاهد آخر أيضاً بنفس الشكل يعني الآية ذكرت أوّلاً الاطلاق ثم ذكرت التطبيق.

    تعالوا معنا إلى النساء 32 (وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ) هذا قانون قرآني عام ماذا تفيد الآية بشكل إجمالي ليس محل بحثنا الآية تفيد هذا المعنى بشكل واضح وصريح مالمحذور أن اتمنى ما يوجد عند الآخرين فيه محذور؟ أجد علم عند الآخرين فاتمنى العلم عندي فيه اشكال؟ هذا ممدوح أم مذموم؟ ممدوح إذا وجدت كمالات عند الآخرين أن تتمنى ماذا؟ ولكن الآية لا تتكلم عن هذه الحالة تتكلم عن التمني المذموم لا التمني الممدوح، ما هو التمني الممدوح؟ وهو أن الله إذا انعم عليك نعمة أن تطلب من الله سبحانه وتعالى أن يعطيك نعمة مماثلة بل أفضل منها ممكن أو لا؟ بلي وأخرى لا، أن تتمنى تلك النعمة الموجودة عنده يعني الله يسلبها منه ويعطيها اياي والآية تشير إلى هذا لأن الآية قالت ولو تتمنوا ما فضل الله ذاك الذي فضل الله به بعضكم ذاك تريده يعني ماذا؟ يعني أن تزال عنه ذلك الفضل وذلك النعمة وتعطى ماذا؟

    الآية المباركة قالت وأسألوا الله من فضله إذا أنت تريد تطلب من الله أن يعطيك ما فيه محذور في ذلك ولكن أن تطلب ما موجود عند الآخرين هذا هو المذموم ولهذا تجد جملة من المحققين في أهل اللغة عندما جاؤوا بشكل واضح وصريح في المفردات قال عندنا ممدوح وعندنا مذموم.

    تعالوا معنا إلى المفردات صفحة 779 يقول: والتمني تقدير شيء في النفس وتصويره فيها وذلك (على نحوين) قد يكون عن تخمين وضن ويكون عن روية وبناء على أصل صاحب المفردات يقول لا، التمني على نوعين تمني ممدوح وتمني مذموم قد نقول الممدوح أن تعطى مثل ما يعطى الآخرون والمذموم أن يسلب ويعطى لك وقد لا، تارة تمنٍ وأنت تهيأ مقدمات حصول ذلك المتمنى هذا الممدوح وأخرى لا، تريد أن تجلس بالبيت بلا درس أن تكون عالما هذا هو المذموم صاحب المفردات يشير إلى الثاني يقول تارة يكون عن تخمين وظن وثالثاً يكون عن رؤية وبناء لا أصل يعني أنت توهيء المقدمات وتطلب من الله أن يعطيك وأخرى لا، أنا لا أريد أن أسعى ولكن أريد أن يعطيني الله لا ليس كذلك هذا ممدوح أم مذموم؟ اعقل وتوكل .

    ولهذا جملة من المفسرين قالوا التمني هنا الذي مآله إلى الحسن تعالوا معنا إلى التفسير الموضوعي لسور القرآن العظيم عبد الحميد محمود طهمازب دار القلم دمشق هناك في ذيل هذه الآية المباركة يقول ولا تتمنوا (صفحة 165 في ذيل الآية) أي لا يحسد بعضكم بعضا من اين جاء الحسد؟ قال: فالحسد أن يتمنى الحاسد زوال النعمة عن اخيه وتتحول إليه فعلى الإنسان أن يرضى الآية أصلاً لا تتكلم عن الحسد من اين جاء هذا المطلب؟ الجواب: لأنه فهم من الآية يعني أن تزيل النعمة منه وتعطيني إياه نعم إذا أنت تريد نعمة اطلب ممن؟ واسالوا الله من فضله.

    المورد الثاني في تسنيم شيخنا الاستاذ شيخ جوادي في ذيل هذه الآية المجلد 13 صفحة 489 يقول أن هناك نعم لا ينبغي للإنسان أن يتمنى ما عنده خداوند سبحان از تمنى عين همان فضلى كه به ديگران داده است باز مى دارد أن تريد ذلك العين عينه وعينه ما هو؟ يعني أن يزال من ذاك ويعطى لك إذن بعضكم من بعض إلى آخره .

    إذن واسألوا الله من فضله إذن الآية المباركة تشير قالت الآية (وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ) تكويني كان أو غير تكويني اخلاقيا كان، ديني كان، اجتماعي كان لا معنى لان تتمنى ما أعطي الآخر اما بجهده وأنت تريد ذلك بلا جهد واما تريد زواله وأنت تتذوق فهذا المقطع عام أو خاص؟ ما فضل الله ليس فقط تكويني لعله فضّله تشريعي ممكن أو غير ممكن؟ نعم مولانا ما المحذور، الله فضّل العلماء على غير العلماء (وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) درجة أم درجات؟ (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) يعني الذين آمنوا من غير علم درجة والذين آمنوا مع العلم درجات أو مداد العلم أفضل من دماء ماذا؟ هنا يوجد تفضيل أو لا يوجد تفضيل؟ نعم يوجد تفضيل ولا الآخرة اكبر درجات واكبر تفضيل وأكثر تفضيلا أليس كذلك؟

    الآن أنت تتمنى الله يعطيك درجات العالم ولكن من غير جهد ممكن أو غير ممكن؟ من غير تهيأت المقدمات أو أزل عنه واعطينياه فإذن الآية المباركة في صدرها ما هو؟ مطلقة ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ثم طبّقت الآية من مصاديق هذا للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبوا هذا المقطع الثاني تطبيق لأي شيء؟ تطبيق للكبرى وليس منحصرٌ للذكور والإناث الذكور كذلك يعني ذكر مع ذكر أنثى مع أنثى ينطبق عليه الأصل الكلي أو لا ينطبق؟ ينطبق ولا تتمنوا ما فضّل الله بعضكم على بعض يعني الآن هذا الذي ذكرته الآية في المقطع الثاني للرجال وللنساء يعني منحصر هذا أم له مصاديق أخرى؟ من الواضح له مصاديق أخرى يعني إذا أنت تتمنى ذكر وتتمنى ما عند ذكر آخر جاهل وتتمنى ما عند العالم ولكن كلاكما رجل وكلاكما مذكر والانثى كذلك.

    إذن ما ذكر في المقطع الثاني يقيد الاطلاق أو لا يقيد الاطلاق؟ لا يقيد الاطلاق تبقى الآية على عمومها وكبرويتها واصلها الكلي وما ذكر في المقطع الثاني ماذا يكون؟ بيان مصداق من مصاديقه ومن مصاديقها الذكر مع الذكر ومن مصاديقها الأنثى مع الأنثى إذن ذكر مصاديق في الآية يقيد إطلاق وعموم الآية أو لا يقيد؟ هذا أصل كلي من أهم قواعد فهم النص القرآني لأنه جملة من الأعلام بمجرد أن يجدون التطبيق يقيدون اطلاقه مع انه أبداً هذا ليس قرينة هذا بيان المصداق.

    على سبيل المثال لو فرضنا فأسلوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون، افترضوا أن هذه الآية اين نازلة كما هي نازلة اسألوا من؟ علماء أهل الكتاب فأسلوا لأنه أيضاً من أهل الذكر وشواهد الآيات أيضاً تشير إلى أنها ذلك يقيد هذا إطلاق أهل الذكر أو لا يقيد؟ لا عزيزي هذا بيان لمصداق من مصاديق أهل الذكر في الآية وللآية مصاديق أخرى.

    ولكن هناك نكتة أخرى في الآية التي تنفعنا لبحث الأمس وهو أن الآية قال (مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ) هذا بعضكم هذا بعضكم ما هو مراده؟ ذكور فقط؟ لا، بعضكم يعني بعض الذكور على الإناث بعض الإناث على الذكور بعض الذكور على الذكور بعض الإناث على الإناث، بقرينة ماذا؟ بقرينة الرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبوا.

    إذن هنا القرآن الكريم استعمل بعضكم يريد به المذكر أو الأعم؟ يريد الأعم وهذا شاهد آخر يثبت ما تقدم قلنا بالأمس عندما قالت الآية بما فضّلأ الله بعضكم على بعض ليس بمعنى بما فضّل الذكور على الإناث بل بما فضّل بعض الذكور على بعض الإناث وبما فضّل بعض الإناث على بعض الذكور وبما فضّل بعض الإناث على بعض الإناث وبما فضّل بعض الذكور على بعض الذكور كلها مشمولة لهذه الآيات، هذا تمام الكلام في هذه الآية المباركة. تعالوا معنا إلى الآية الثانية وهي قوله تعالى في سورة البقرة وللرجال عليهن درجة قال تعالى في سورة البقرة الكلام الكلام فيها قال صدر الآية مرتبط بالمطلقات ولكن ذيل الآية ماذا يوجد هذا أيضاً تطبيق ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف يعني هذه ولهن مثل الذي عليهن مختص بباب الطلاق ماذا تقولون؟

    بناءً على ما ذكره جملة من الأعلام من أن قرينة الآية تدل إذن هذه ولهن بعد يوجد فيها إطلاق أو لا يوجد؟ يقال قرينة متصلة لا عزيزي ولهذا الجميع لم يفهم من قوله ولهن يعني الاختصاص بباب الطلاق بل قالوا هي عامة ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف مع أن صدر الآية والمطلقات يتربصن الآية التي بعدها الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان كل هذا يقيد إطلاق هذا ا لأصل القرآني أو لا يقيد؟ لا يقيد لماذا؟

    لان الآية في الوسط ذكرت أصلاً كلياً ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ولكن ما ذكر قبلها وما ذكر بعدها يكون من تطبيقات هذا الأصل القرآني إنما الكلام الآن محل الشاهد الآن لا هذا الأصل لان هذا البحث في محله وللرجال عليهن درجة، قلنا بأنه هنا مصداق الرجال كما في الآية السابقة مصداق الرجال هنا الذكور باي قرينة بقرينة عليهن إذن الذكور لهم درجة على النساء.

    سؤال ما هو المراد من الدرجة؟ ما هو المراد اللغوي من درجة؟ حتى نفهم درجة وبعد ذلك نأتي إلى كلمات المفسرين.

    أما الدرجة لغة تعالوا معنا إلى المفردات الراغب الأصفهاني في مادة دَرَج صفحة 310 الدرجة نحو المنزلة وللرجال عليهن درجة يعني لهم منزلة ما هو المراد من الدرجة؟ نحو من المنزلة نحو من المقام نحو الرفعة سمه ما تشاء ما فيه مشكلة؟ نحو المنزلة لكن متى يقال للمنزلة درجة إذا كان فيه حالة من الصعود لا حالة من النزول لكن يقال للمنزلة درجة إذا اعتبرت بالصعود أما إذا صار نزول فيسمى درجة أو لا يسمى درجة؟ لا يسمى، ماذا يسمى؟ دَرَك دون الامتداد على البسيطة كدرجة السطح عندما تريد أن تصعد السطح أو السلّم ويعبر بها عن المنزلة الرفيعة، قال تعالى: وللرجال عليهن درجة تنبيهاً اتركوه هذا هذا المورد الأول لغةً.

    المورد الثاني في التحقيق للعلامة المصطفوي في هذه المادة يقول مادة درج هو الحركة المخصوصة لا مطلق الحركة ولكم نزولاً ولو على البسيطة بل حركة صعودية أي مع دقة واحتياط أوّلاً وبالتدريج شيئاً فشيئاً ثانياً ويلاحظ في مفهوم الدرجة الترقي إما ترقي مكاني أما ترقي معنوي ليس بالضرورة عندما نقول درجة الإيمان عشر درجات يعني درجات مكانية أم درجات معنوية.

    إليه يصعد الكلم الطيب أي صعود هذا؟ الصعود المكاني أم الصعود المعنوي ولهذا قال ويلاحظ مكاناً أو عملاً أو معنىً ثمّ يبين الأعزة راجعوا والدرجة والدرج مرتبة من مراتب الحركة والصعود ولهذا العلامة الالوسي في ذيل هذه الآية المباركة المجلد الثالث صفحة 295 هذه عبارته يقول: وفي الكشف والدرجة التي يرتقى عليها لان الصعود ليس في السهولة كالانحدار لان الصعود صعب أما النزول سهل جداً.

    ولهذا يقول لان الصعود ليس في السهولة كالانحدار والمشي على مستوىً فلابد من تدرج والمدارج المواضع التي إلى آخره.

    سؤال إلى الآن اللغويون لم يقولوا عندما نقول درجة ورفيعة هذه أي درجة؟ درجة الامتيازات أم درجة المسؤولية كلها ولكن درجة الواجبات أي منهما؟ كل المفسرين وللرجال عليهن درجة يعني امتيازاته أكثر، ما هي الدرجة؟ قال له تزوج أربع زوجات، هذه واجبات أكثر أو امتيازات أكثر، قال له الطلاق بيدك قال له قوامون على المرأة الإرث للذكر مثل حظ الانثيين وهكذا فلم يفهموا من الدرجة إلا الامتيازات سؤال لماذا؟

    بالآية غير موجود ولا باللغة موجود لأنه قاله صعود وترقي معنوياً أو مكانياً لماذا انتم فسرتم هذه الدرجة بمصاديق الامتياز من أين جئتم به؟

    الجواب لان النظار أي نظارة؟ ذكورية تعال إلى السيد الطباطبائي في الميزان المجلد الثاني صفحة 272 يقول يريد أن الأعمال التي فلان وان من هذا الفضل ما تعين لحوقه بالبعض دون البعض كفضل الرجل على المرأة في سهم الإرث وفضل المرأة فلا ينبغي كذا وفضله إلى آخره موارد كثيرة يشير إلى الإرث وتعدد الزوجات والى غير ذلك هذا مورد.

    المورد الثاني ابن عاشور في ذيل الآية المباركة يقول وهذه الدرجة وهي في من زيادة القوة العقلية والبدنية والى غير ذلك من الإذن بتعدد الزوجة دون أن يؤذن اقتداء فلان والطلاق بيد الرجل والمراجعة والتعقل والى ذلك يعني كلها ما هي؟ امتيازات هذا المورد الثاني.

    المورد الثالث البحر المحيط المجلد الرابع صفحة 233 يقول أي مزية وللرجال عليهن درجة مزية وفضيلة في الحقوق لان الآية ما هو صدرها القاعدة؟ ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف يعني إذا لك خمسين حق على المرأة المرأة كم لها؟ خمسين يقول لا، إذا عنده خمسين حق عليك أنت عندك مئة وخمسين حق عليها إذا هي عندها عشرة أنت عندك كم؟ وعندما ترجع إلى حقوقها أيضاً تجد تلك الحقوق ما تصبه في صالح من؟ أن تحفظ بيته أن تطيعه أن فراشه أن لا تخرج هذه حقوقها ولكن كلها لصالح الرجل.

    مع أن القرآن فيه هذه؟ لا غير موجود لغة قلنا اللغة تقول منزلة ولكني اعتقد وسأذكر الشواهد اعتقد أن الآية كاملاً بالعكس الآية قالت ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف، ولكن أيها الرجل إذا اعطيناك مسؤولية القوامة، أو اعطيناك مسؤولية الطلاق أو اعطيناك مسؤولية الولاية أو أي امتياز هذا ليس امتياز وإنما هذه واجبات إضافية يعني هي تتعامل معك بالمعروف إذا هي تتعامل بالمعروف أنت لابد تتعامل معها بما فوق المعروف.

    هذه الدرجة ليست في الامتياز هذه الدرجة ماذا؟ وأن تعفو وتصفح يعني إذا اخلت بحقوقك أنت كرجل لابد ماذا تفعل؟ لا أنّه تأخذ حقوقك مئة في المئة لا، إذا وجدت أنها لم تقوم ببعض حقوقك ماذا تفعل؟ لأنك في مقام المسؤولية فامتيازك أكثر أو لابد أن يكون عفوك وصفحك وصبرك وحلمك وتغاضيك عن حقوقك أكثر أي منهما؟ وهذا أصل كلي في النظرية الإسلامية، كلما أعطى الإسلام لأحد مسؤولية امتيازاته تكثر أم واجباته تكثر أي منهما؟ امتيازه يكثر .

    إذا نريد نكون إسلامي وعلوي اقنع من نفسي بأن يقال لي هذا ماذا؟ هذا عنوان مسؤولية أم عنوان امتياز؟ نحن عندنا الآن من يصير أمير المؤمنين ماذا يصير؟ امتيازاته تكثر ولكن الإمام ماذا يقول؟ ولا اشاركهم في مكاره الدهر أو أكون اسوة لهم في جشوبة العيش يعني كلما زادت مسؤوليتك قلّت امتيازاتك أو زادت امتيازاتك؟ هنا القرآن يريد أن يقول لنا يا رجل يا زوج يا رئيس يا وزير إذا صارت مسؤولياتك اكبر لابد ماذا تصير؟ وللرجال عليهن درجة، درجة الامتياز أم درجة الواجبات والحقوق أي منهما؟

    ولم أجد احد التفت إلى هذه النكتة إلا الطبري كل المفسرين بحسب ما راجعت اليوم صباحاً فقط الطبري التفت وهذه قيمة الطبري.

    انظروا الطبري ماذا يقول؟ تفسير الطبري الجزء الرابع في ذيل هذه الآية المباركة في صفحة 123 يقول هو أن الدرجة التي ذكرها الله جل ثناءه في هذا الموضع ما هو؟ الصفح من الرجل لامراته عن بعض الواجب الذي له عليها، فإذن درجة امتياز أكثر أم صفح أكثر، التنازل عن حقوقك أكثر لأنه كاملاً منسجمة لان الآية قالت ولهن مثل الذي عليهن فإذا ما قامت هي ببعض واجباتها وحقوقك أنت المفروض أن تحاسبها أليس كذلك، تهجرها في المضاجع إلى آخره أليس كذلك؟

    يقول لا، لأنك قوام لأنك مسؤول لأنك زوج لابد ماذا تفعل؟ أن تتنازل عن بعض حقوقك، وواقعاً أيهما صعب على الإنسان أن يأخذ حقوقه أم أن يتنازل عن حقوقه ولهذا درجة هي واقعاً درجة يعني أن تصبر أن تحلم.

    قال وإغضاءه لها عنه واداء كل الواجب لها عليه هو يؤدي كل واجباته كل مسؤولياته ولكن هي ماذا؟ لا تؤدي وذلك أن الله جل ثناءه قال وللرجال عليهن درجة عقيب قوله ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف فاخبر أن على الرجل من ترك ضرارها في مراجعته إياها وفي غير ذلك من أمورها وحقوقها مثل الذي له عليها من ترك ضراره إلى هنا ثم ندب الرجال ثم قال وللرجال عليهن ماذا وان تصبروا وان تعفوا وان تصلحوا ولا ينالها إلا ذو حظ عظيم، كما قالت الآية المباركة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ثم قالت الآية ولا يلقّاه إلا ذو حظ عظيم ولهذا هي صعب درجة سلّم لابد تصعد صعود.

    قال ثم ندب الرجال إلى الأخذ عليهن بالفضل إذا تركن أداء بعض ما اوجب الله لهم عليهن فقال وللرجال عليهن درجة، ومنه يتضح بما فضّل الله بعضكم على بعض يا تفضيل هذا؟ تفضيل الامتياز أم تفضيل الواجبات وين رايحين المفسرين والقرآن أين يتكلم؟ أليس قال الرجال قوامون على النساء بما فضّل الله هذا يا تفضيل؟ يعني لك امتيازات اكبر أو عليك واجبات أكثر؟

    بينكم وبين الله الآن نظام اسرتنا عندما يصير زوج واجباته تصير أكثر أم امتيازاته أكثر هي لا يحق لها أن تخرج كما يريد أما أنت اخرج كما تريد افعل كما تريد تكلم كما تريد تعامل كما تريد أما هي ماذا؟ بمجرد على صوتها يقول لها تدرين رسول الله ماذا قائل؟ ترفع صوتها على زوجها فهي في نار جهنم أي بشر أنت أيضاً تفعل يومياً أضعاف ما تفعلها هي إذن لماذا حلال؟

    يقول الرجال قوامون على النساء أنا أريد أبين لك الثقافة الحاكمة فقال بتفضيلهم عليهن ما هو التفضيل؟ وصفحهم لهن عن بعض الواجب لهم عليهن، من أين استفاد هذا؟ استفاده من بيان ذكره ابن عباس وهذا استفاده من أمير المؤمنين قال ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ابن عباس يقول وما أحبّ أن استنظف، استنظف يعني استوفى أن استوفي جميع حقي عليها لماذا؟ لان الله يقول وللرجال عليهن درجة.

    الدرجة لا في الامتياز بل الدرجة ألا تأخذ كل حقوقك حقك واقعاً من تدخل إلى البيت لابد أن تكون مهيأة لطيفة جميلة امهيئة كل شيء افترض حقك هذا أصلاً مشترط أنت في عقد النكاح ولكن دخلت إذ تتعامل معها واضربوهن أم تتعامل معها بالصفح والاكرام والاحترام أي منهما؟

    يقول وللرجال عليهن درجة هذا المعنى فهذان وهذا هو الذي ينسجم مع المنطق القرآني، المنطق القرآني يقول كلما زادت المسؤولية زاد الامتياز أم زادت الواجبات؟ زادت الواجبات هذا تمام الكلام في هذه الآية الثانية.

    تتمة الأبحاث إن شاء الله في الدرس القادم والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/01/17
    • مرات التنزيل : 2667

  • جديد المرئيات