نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (164) هل يمكن للمرأة أن تصل إلى مقام النبوة؟ (2)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في مفردة النبوة وفي هذا الاصطلاح القرآني بل في هذا المقام المعنوي الإلهي في القرآن الكريم قلنا أن هذا المقام أو أن هذا العنوان يعد من أهم المقامات القرآنية إذا جئنا إلى الروايات نجد بأنه الروايات تعطي مثلاً مقام الفقاهة عنوان الفقاهة ونحو ذلك ولكن القرآن يعطي هذا المقام للإنسان عندما يريد أن يصفه بمقام عال ثم انتهينا إلى أنه النبوة مشتقة أو النبي مشتق من النبوة الذي هو الارتفاع وعلى هذا الأساس لو رجعنا إلى القرآن الكريم نجد شواهد أيضاً تؤيد هذا المعنى اللغوي أن النبوة ليست من الانباء والنبأ والخبر والأخبار لا، أن النبوة من الارتفاع.

    قال تعالى في سورة مريم الآية 57 (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً) ما معنى انه صديق نبي؟ (وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً) من الواضح أن هذه الرفعة ليست هي الرفعة المكانية الفيزيائية الجسمانية المادية من الواضح أن الإنسان يكون في الطابق رقم مائة ليس أعلى مرتبة من الإنسان نعم أعلى مرتبة في المكان البعد الفيزيائي والمادي وهذا ليس له قيمة كما انه في التقدم الزماني والتأخر الزماني ليس له أي قيمة وشرف وجودي هذا الإنسان ولد في القرن الرابع هذا ولد في القرن الثامن أيهما اشرف وجوداً؟ لا عزيزي النبي الأكرم صلى الله عليه وآله من حيث الزمان متأخر زمان ولكن اشرف الأنبياء إذن الزمان والمكان ليس لهما تقدم وتأخر رتبي شرفي ورفعناه مكاناً عليا.

    وهكذا في سورة الأعراف الآية 176 قال تعالى: (وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ) هذه الرفعة وهذه الخلود المادي أو المعنوي؟ الشرفي الذي هو في مراتب تقدم وتأخر الإنسان (وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ…) إذن من هنا يتضح أن النبوة بحسب اللغة يعني الارتفاع وبحسب الاصطلاح الكلامي النبي يعني الذي بلغ مراتب عالية في درجات المعنى والقرب الإلهي ولازم هذا المقام المعنوي هو الاطلاع والعلم لازم هذا المقام لا انه مقام علمي لا أبداً لا يصير خلط عن الأعزة لازم هذا المقام انه يطلع على ما لا يطلع عليه من لم يبلغ هذا المقام لازمه أن يطلع على ما لم يطلع عليه الآخرون الآن إذا وصل الإنسان إلى هذا المقام الحكمة الإلهية إما يبعث له مقام علمي يعني بعبارة أخرى الخليفة التي بها يستحق أن يبعث إلى الناس عند ذلك يأتي مقام الرسالة فإذن خلفية الرسالة ما هي؟ هذا رسول خليفته اين تكمن؟ تكمن في هذا المقام العال فإذا بعث برسالة تشريعية يسمى رسول ولكن أيضاً رسول كلامي ورسول اصطلاحي اما إذا لم يبعث برسالة تشريعية صوم وصلاة وحلال وحرام وينبغي ولا ينبغي هذه تسمى نبوة انبائية .

    ومن هنا ميزنا في البحث السابق بين النبوة الانبائية والنبوة التشريعية لا أن النبوة (يعني مقام العلمي) لا أبداً هذا المقام لازمه العلم وهذا العلم اما كذا واما كذا ولكن مما يؤسف له في اصطلاحاتنا الكلامية في فهمنا التفسيري في فهمنا الروائي نحن لا نطلق عليه نبي إذا لم تكن عنده رسالة ولهذا خصصنا هذا العنوان بالنبوة التشريعية فإذا اطلقت على غير النبي التشريعي الذي يملك رسالة نقول هذا يخالف الاصطلاح مع انه ما يخالف الاصطلاح من الناحية اللغوية أبداً نعم من الناحية الكلامية هذا خلاف الاصطلاح من قبيل أن عنوان الإمام إذا أطلق يراد بها الأئمة الاثنى عشر فلا يستعمل إلى غيرهم فإذا استعمل إلى غيرهم يقول هذا خلاف الروايات مع انه عنوان الإمامة عامة يمكن أن تصدق على هؤلاء الاثني عشر وعلى غيرهم لا محذور في ذلك ومن هنا لابد أن نميز جيداً بين النبوة الانبائية والنبوة التشريعية هذا أوّلاً لابد أن نميز.

    وثانياً أن النبوة الانبائية ختمت أو لم تختم؟ لا يوجد أي دليل عقلي، قرآني، روائي أي تريد أن تقول أنها ختمت لماذا؟ لأنها هي مراتب الصعود إلى الله مراتب القرب الإلهي مراتب الرفعة المعنوية هذا أغلق أو لم يغلق؟ لا لم يغلق ومفتوح على الجميع ولهذا لا اقل لا اقل مصداقه الأئمة الاثني عشر مقاماتهم ولهذا كان الملائكة تحدثهم وينبئون على الغيب أو لا ينبئون لماذا؟ لأنه بلغوا هذه المقامات العالية من المحذور في ذلك وهذا الباب أيضاً لم يقل أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام ولا قال القرآن أغلق هذا الباب بعد لا يصعد احد على المقامات العالية حتى يخبر نعم كما قلنا بالأمس أن ذاك الشخص الذي يريد أن ينبأ عن تلك المعارف أو عن تلك المقامات أن كان معصوماً فكلامه حجة عليه أن لم يكن معصوم فكلامه حجة عليه وإذا نحن دل عندنا الدليل أيضاً نقبل هو الا لا نقبله وهذا هو الخلط الذي وقع فيه المجلسي وغير المجلسي خصوصاً الذين خالفوا مدرسة أهل البيت لأنه هم فهموا أن من يصل إلى مثل هذه المقامات فهي النبوة التي ختمت وحيث أنهم رأوا في رواياتنا وفي كلمات علمائنا أيضاً امثال المجلسي والا غير المجلسي قالوا هم الذين يقولون مقام النبوة.

    تعالوا معنا إلى مرآة العقول العلامة المجلسي المجلد الثاني صفحة 290 يقول وبالجملة لابد لنا من الاذعان بعدم كونهم أنبياء تعبداً، أقول لماذا يقول تعبداً (طبعاً لا يوجد كلمة تعبداً) يقول ليس أنبياء والا هم أنبياء لماذا؟ وأنهم أفضل واشرف من جميع الأنبياء هذا الذي يعبر عنه تناقض الأول ولا نعرف سبباً لعدم اتصافهم بالنوبة لماذا؟ لأنه هو فهم النبوة بأي معناً؟ هذا المقدار الذي يرتفعون تحدثهم الملائكة يصل إليهم من علوم الغيب هذا كما يأتي من النبي يأتي إلى الأئمة يعني الروايات عندما تقول بأنه هؤلاء في كل ليلة جمعة كذا علومهم كذا علومهم كذا عندما يأتي إلى النبي يجد نفس هذه المواصفات موجودة في النبي الأكرم وفي باقي الأنبياء لماذا ليسوا بأمرهم مع انه الفارق الأساسي بالنبوة الانبائية والنبوة التشريعية فلو كان أهل دقة وقارئ للعرفاء كان يفهم أن هذه النبوة الثابتة لهؤلاء ولغيرهم هي النبوة الانبائية والتي ختمت هي النبوة التشريعية .

    ولهذا هم صرّحوا أئمة أهل البيت قالوا نحن لسنا أنبياء هذه لسنا أنبياء يعني ماذا؟ هذه النبوة التشريعية يعني نحن أيضاً نتعبد بشريعة جدنا صلى الله عليه وآله يقول ولا نعرف سبباً لعدم اتصافهم بالنبوة الا رعاية جلالة خاتم الأنبياء هذا من باب التشريف والا هؤلاء أيضاً أنبياء الآن الطرف الآخر عندما يقرأ هذه الكلمات يتهمك بالكفر بعد خارج على الموازين أو ليس خارج عن الموازين؟ والا صريح القرآن (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) لا نبي بعده متواتر أصلاً مسلم من مسلمات الفكر الديني أليس كذلك؟ يقول وهؤلاء يصرحون أن أئمتهم أنبياء نعم لا نسميهم تشريفاً خرج عن الدين أو ما خرج عن الدين؟ هذا لا أريد أقول من حقه ولكن أريد أقول أنت أيضاً السبب لأنه أنت أيضاً لم تفهم النبوة جيداً ولهذا تجدون في الروايات الواردة عن الإمام امير المؤمنين انه العلوم عندما كذا وكذا كان يعطى لعلي كما يعطى لمن؟ له مقامات علمية ولكن هذا لا يجعله أن يكون غير تابع هو تابع أو متبوع امير المؤمنين؟ تابع في ماذا؟ في التشريع لأنه ذاك هو الرسول وهو ليس برسول.

    هذا المعنى بشكل واضح أشار إليه هنا والأعزة الذين يردون أن يراجعوا أيضاً يستطيعون في البحار أن يراجعون المجلد 26 نفس هذا الكلام لأنه هذا تقريباً مطالبه مأخوذ من البحار في المجلد السادس والعشرين صفحة 82 باب انه محدثون وبالجملة لابد لنا من الاذعان بعدم كونهم أنبياء نفس الكلام هنا .

    من لا يفهم المباني يقول ابن عربي يدعي النبوة لان هؤلاء لم يستطيعوا أن يميزوا بين النبوة الانبائية والنبوة التشريعية ووجدوا أن هذا الرجل يدعي النبوة ولكنه في الوصول إلى تلك المقامات فتصوروا انه يدعي النبوة التشريعية مع انه هو يدعي النبوة الانبائية ويصرح في مواضع في هذا المعنى بل يعتقد هو يعتقد في نفسه يقول ولا اعلم أن احد وصل إليه يقول أنا أأخذ بلا واسطة من الله مع أن الذي يأخذ بلا واسطة من الله الصادر الأوّل يقول الله سبحانه وتعالى ما قال لنا بأنه أنا أغلقت الطريق فقط اتصل بخلقي من خلال الحقيقة المحمدية نعم في الأعم الأغلب يتصل بماذا؟ من خلال الحقيقة ولكنه هذا ليس معنى أغلق الطريق على نفسه بعد لا يستطيع الا عن هذا الطريق لا ليس الأمر كذلك نعم اقتضت حكمته بشكل عام هكذا.

    وهذا أصل أنا ذكرته فيما سبق في هذه الدروس قلت أن الله سبحانه وتعالى كما انه وضع أسباب ومسببات ولكن ابقى خطا سابقاً بينه وبين كل عبد من عباده خط مباشر لا يطلع عليه احد وعندما تراجعون إلى الروايات اذهبوا وراجعوا في يوم القيامة الله سبحانه وتعالى يوم القيامة يقول يرتبط به مباشرة يقول انظر الآن ملائكتي والذين يحسبون الحساب والميزان لا يعلمون في ذيك الليلة أنت ماذا فعلت لأنه لم اطلع احد على عملك لا الملائكة الموكلين ولا وسائط الفيض فقط أنا اعلم استرك لأنك سترت كذا وكذا بينه وبين ربه مستقيم بلا واسطة هو يدعي هذا يقول أنا أيضاً وصلت إلى هذا المقام أأخذ من الله مباشرة اما عندما تصل القضية إلى النبوة التشريعية انظروا ماذا يقول ولكنه مع الأسف الشديد من لا خبرة له خصوصاً الوهابية والسلفية ومن تأثر بهم من الشيعة يقول فالله يجعلنا على بصيرة.

    الفتوحات المكية المجلد الرابع صفحة 240 الباب الأحد والثلاثون والمائتين في المكر يقول والذي أسأل الله تعالى أن يرزقنا أعلى مقام عنده يكون لاعلى ولي فان باب الرسالة والنبوة مغلق هذه يا رسالة ويا نبوة؟ تشريعية لأنه هو غير مكان يقول أنا أأخذ من الله مباشرة .

    وينبغي للعالم أن لا يسأل في المحال لأنه بعد النبي يعني النبوة التشريعية محال أن تسأل أنت نبوة تشريعية وبعد الأخبار الإلهي (خاتم النبيين) يغلق هذا الباب فلا ينبغي أن نسأل فيه فإن السائل فيه يضرب في حديد بارد تعلمون هذا المثال معروف تعلمون إذا الحديد يكون بارداً يؤثر فيه شيء أو لا يؤثر؟ متى يؤثر؟ إذا كان حاراً يقول هذا السؤال من قبيل طلب المحال يضرب في حديد بارد إذ لا يصدر هذا السؤال من مؤمن أصلاً قد عرف هذا ويكفي الولي من الله أن جعله بصيرة في الدعاء إلى الله .

    في صفحة 43 من الكتاب في الباب الثامن والتسعون والمائة في معرفة النَفَس في ذكر الله نفسه بنفس الرحمن وقد ورد في الحديث (هذه من مباني الشيخ) الصحيح كشفاً الغير الثابت نقلاً عن رسول الله يعني ماذا؟ يقول حديث غير ثابت أنت من اين جئت بهذا؟ يقول ثبت لي لأنه أنا ارتبطت برسول الله في تلك العوالم واخذت منه تقول له لا اصدق جزاك الله أنا اعيدك حتى تصدقني؟ أنا انقل ما وصلت إليه إن قبلت فبها، وان لم تقبل لا اقل لا تشتمني.

    إذن فتحصل إلى هنا عند ذلك بعد يتضح لكم أن الروايات التي تكلمت أنهم ليسوا بأنبياء بعد هذا لا ينافي أنهم تحدثهم الملائكة الكافي الجزء الأوّل صفحة 670 قال أبو عبد الله إنما الوقوف علينا في الحلال والحرام فأما النبوة فلا باب النبوة بالنسبة إليه يا نبوة يابن رسول الله؟ يقول نبوة التشريع والا في مكان آخر ماذا نقول؟ تحدثنا الملائكة أو لا؟ يابن رسول الله إذا تحدثكم الملائكة إذن يوحى إليكم إذن انتم أنبياء كما وقع في الإشكال المجلسي والله لا افهم الفرق لماذا؟ لأن الضابط عنده يصل إلى هذا المقام وقد وصلوا ورواية موجودة .

    شخص دخل على الإمام الصادق (وأنا ناقلها الرواية) بعد شهادة الإمام الباقر أراد أن يؤبن الإمام الصادق بشهادة الإمام الباقر قال في هذا اليوم فقدنا اماماً ولياً انساناً لو قال: قال رسول الله لما سأل واسطة كان هذا مقامه إذا قال قال لا نقول له ماذا واسطتك مع من؟ مع انه الإمام الباقر عاصر النبي أو لم يعاصر؟

    إذن ينبغي أن يسأل عن الواسطة يقول فسكت الإمام هنيأتاً ثم رفع رأسه قال قال الله تعالى يعني يا فلان نحن قد ننقل عن الله مباشرة بلا واسطة يصلون؟ نعم يمكن أن يصلون ما المحذور؟ إذا قبلنا لأنه لا دليل فلسفي أو ديني يمنع ذلك ما المحذور، أنت تقول أنا اشك في المصداق أنت تشك في الإمام الصادق هو يقول عبد القادر الگيلاني الالوسي يعتقد انه عبد القادر الگيلاني واصل إلى هذا المقام هو قطب عالم الإمكان أنت تقول الحجة المنتظر هو هو يقول عبد القادر فالمشكلة في المصداق فإذن هذا الطريق مفتوح الذي يصطلح عليه العرفاء بقوص الصعود إليه يصعد اصعد اقرأ وارقأ اصعد بيني وبين الله تريد أن تقف في هذا العالم ماذا افعل لك والا الله يقول الطريق إلي سالك ومفتوح واقرب الطرق أنا إليك؟ لماذا الهي اقرب الطرق؟ يقول أنا احول بك بينك وبين نفسك بعد يوجد اقرب مني؟

    ولهذا سيد حيدر الآملي في جامعة الأسرار يقول مشكلتكم انتم طولتم المسير على أنفسكم تريد تصير مجتهد تقرأ خمسين سنة في الحوزة ماذا افعل لك والله كان يوجد طريق بتعبير الإيرانيين ميانبر، طريق في ليلة واحدة يوصلك تقول ممكن؟ نعم هؤلاء أئمة أهل البيت وصلوا أو لم يصلوا؟ ثم ثبت لي بالبرهان العقلي والنقلي انه مختص بهم أنا معك وكلام منطقي يقول قل لي انه هذا الطريق أغلق فقط أعطي للإمام الجواد أعطي للائمة واغلق على الآخرين دلوني اين البرهان على المنع.

    فتحصل إلى هنا إلى انه أساساً التفاضل في المراتب المعنوية والقرب الإلهي مرتبط بأي نبوة؟ بالنبوة الانبائية لا بالنبوة التشريعية لان النبوة التشريعية من آثار النبوة الانبائية التي بالأمس قلنا إجمالا يتفاضل الأئمة أو لا يتفاضل؟ القرآن صرح بأن الأنبياء يتفاضلون أو لا يتفاضلون؟ يتفاضلون، بماذا يتفاضلون الآن؟ يتفاضلون في درجات الارتفاع قلنا الانبائية هذه من اللوازم العلم ليس هو المقام وإنما لازم المقام من يصل إلى هذه الدرجة يلازمه أن يكون عالماً إذن القرآن بيّن (وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ) بماذا يتفاضلون؟ في درجات الصعود واحد يصعد سبعة درجات واحد يصعد عشرة واحد يصعد مائة فكلما صعد أكثر ماذا صار اطلاع اشمل فيكون تمايزهم بالعمل أم بالعلم؟ يعني بلازم المقامات فإذا تعدد المقامات تتعدد درجات العلم وعند ذلك يتفاضلون بالعلم.

    ولهذا قال القرآن الكريم (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) له نهاية أو لا نهاية له؟ لا نهاية له لان المعارف الإلهية والمعارف الله متناهية أو غير متناهية؟ غير متناهية، فأينما بلغ هناك مرتبة.

    ولهذا السيد الطباطبائي عنده جملة قيمة في المجلد الأوّل من الميزان في صفحة 37 يعني في ذيل الآية 6-7 من سورة حمد أن مزية أصحاب الصراط المستقيم يقول القرآن هم عندي سبل ويوجد عندي صراط والبعض على الصراط والبعض على السبل من الفرق بينهما يقول هذه هي الدرجات أن مزية أصحاب الصراط المستقيم على غيرهم وكذا صراطهم على سبيل غيرهم إنما هو بالعلم لا العمل ليس انه عمله أكثر أم عمله اقل بعد يتذكرون أعزائي قلنا فيما سبق في مسألة نواقص الدين قلنا بأنه الزيادة والكثرة والقلة في العمل ليس هو المدار والمدار على هذا فلهم من العلم بمقام ربهم ما ليس لغيرهم إذ قد تبين ما مر أن العمل التام موجود فيما سبق يعني يتشاركون هو يصلي 17 ركعة أنا هم أصلي 17 ركعة ماذا الفرق بينهم تقول لي لا، امير المؤمنين يصلي 51 ركعة والله أنا أصلي 212 ولكنه ضربته يوم الخندق تعادل الميزة من اين جائت؟ جاءت من العلم من المعرفة أغلق هذا الباب؟ لا والله لم يغلق أنت تستطيع بعلمك تعطي قيمة لعملك، قال: أن العمل التام موجود في السبل التي دون فلا يبقى لمزيتهم الا العلم اما ما هذا العلم وكيف له، له بحث آخر الآن ليس محل بحثنا هذا على مستوى الأنبياء.

    إذن الأنبياء بماذا يتفاضلون؟ بمراتبهم المعنوية التي تظهر منها نتائج علمية الأئمة كيف؟ يتفاضلون أو لا يتفاضلون؟ الكافي ثقة الإسلام الجزء الأوّل قال: قلت لأبي جعفر قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم قال اينا عنا وعلي اولنا وافضلنا وخيرنا بعد النبي.

    الرواية في مرآة العقول الجزء الثالث صفحة 34 يقول حسنة معتبرة كالصحيحة الأعزة الذي يريدون أن يراجعوا على مباني القوم أتكلم وليس على مباني الحديث السادس نفسه حسن كالصحيح من حيث السند لا اقل المجلسي يعتبرها معتبرة.

    الرواية الثانية المجلد التاسع من الكافي صفحة 322 الرواية هذه قلت جعلت فداك ما علمت ذلك بإس ما صنعت دخلت المدينة فأتيت ابا عبد الله فقلت جعلت فداك اتيتك ولم ازر امير المؤمنين قال: بإس ما صنعت لولا انك من شيعتنا ما نظرت إليك، كيف لا تزور امير المؤمنين جفا هذا يعقل أن الإنسان يحب أحداً ولا يزوره؟ أصلاً ما يمكن هذا، الا تزور من يزوره الله مع الملائكة ويزوره الأنبياء ويزوره المؤمنون؟ قلت جعلت فداك ما علمت ذلك قال اعلم أن امير المؤمنين أفضل عند الله من الأئمة كلهم وله ثواب اعمالك، لماذا بلغ امير المؤمنين عباداته كانت أكثر؟ بلغ مرتبة من ورفعناه مكاناً عليا وعلى قدر اعمالهم هذه هم الرواية الثانية.

    الرواية الثالثة: طبعاً هذه الروايات الأعزة الذين يريدون أن يراجعوها واردة في كامل الزيارات هذه الرواية التي يعتبر مثل السيد الخوئي الذي نظره قديم انه كل الروايات في كامل الزيارات معتبرة جاءت هناك الباب العاشر ثواب زيارة امير المؤمنين الرواية الأولى قال: وله ثواب اعمالهم.

    الرواية التي بعدها عيون اخبار الرضا، الحديث 252 الباب 31 قال: الحسن والحسين خير أهل الأرض بعدي (النبي يقول) وبعد أبيهما، طبعاً راح تنحل عندنا مشكلة أفضلية الأنبياء لمن ثبت عنده بالدليل أفضلية الأئمة على الأنبياء هذه ليس مرتبطة في البعد التشريعي هذه مرتبطة بمقامات المعنوية هذه هم رواية.

    الرواية التي بعدها في قرب الإسناد بعد هذه حتى لو روايات ضعيفة لا يهم لأنه عندنا روايات معتبرة الرواية التي بعدها قال كتب أبو جعفر قرب الاسناد في أجوبة الإمام الرضا صفحة 351 مؤسسة آل البيت لا يستكمل عبد الإيمان حتى يعرف، إذن يتفاضلون ويتساوون أو لا يتساوون يقول نعم توجد مرتبة من مراتب العلم هم في العلم سواء يعني بعبارة أخرى لا نفرّق بين احد منهم ولكن كيف يجتمع لا نفرّق بين احد منهم وبين أنهم يتفاضلون وهذا الإشكال أيضاً وارد على النص القرآني وهو انه كيف يقول القرآن لا نفرّق بين احد منهم من الأنبياء ومن جهة أخرى ماذا؟ الجواب لا فرق عنهم من بينهم في جهة ويتفاضلون أين؟

    قال يجري لاخرهم ما يجري لأولهم في الحجة والطاعة والحرام والحلال سواء أما ولمحمد ولأمير المؤمنين فضلهما خلص انتهت القضية هذيك مراتبهم العلمية ولكنهم في الطاعة لا على حد سواء في الحلال والحرام على حد سواء هذا بعد يبين أين التفاضل وأين عدم الافتراق هذه أيضاً رواية.

    في بصائر الدرجات يوجد بابين بصائر الدرجات باب في أن الأئمة أن بعضهم اعلم من بعض وعلمهم بالحلال والحرام واحد الباب مهم جداً اعلم إذن في ماذا؟ إذا كان علمهم في الحلال والحرام واحد إذن في أي بعد اعلم؟

    قال كلنا نجري في الطاعة والأمر مجرى واحداً وبعضنا اعلم من بعض، قلنا الأئمة بعضهم اعلم من بعض قال نعم وعلمهم بالحلال والحرام وتفسير القرآن واحد وما زاد على ذلك يختلف، هذه أيضاً رواية.

    الرواية الأخرى في سلسلة الأحاديث الصحيحة حتى يتبين أن هذه الرواية أيضاً، حتى تعرفون بأنّه هذا الأصل الذي قلته مراراً لو تنظر مجموع الروايات التي عندنا في هذا المجال تجدها كثير منها ضعيفة السند أو سندها غير معتبر أما عندما تأتي إلى مصادرهم فهي ليست قوية بل متواترة لا تصدقون والله يعني الذي فصل بحوزاتنا العلمية عن المباحث الروائية عند القوم وعند مصادر المسلمين ظلم أهل البيت وسيعلم الذين ظلموا أين منقلب ينقلبون، آثارهم تطلع ولهذا عمرهم قضوه بالطهارة والنجاسة لماذا لأنه هذه المعارف ذهبت الآن أنت بمجرد تقرأ الرواية يقول ضعّفها فلان ضعّفها فلان خلصت القضية وأنت عندك مصدر أو ليس لك مصدر؟ ومطّلع على مصادرهم أو غير مطّلع؟ غير مطّلع لا تعلم انه واردة بشكل متواتر عندهم لا بطريق معتبر.

    انظر إلى الرواية الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة رواية 798 سلسلة الأحاديث الصحيحة للعلامة الألباني يقول هذا الحديث ورد من عشرة من الصحابة متواتر أم لا؟ لأنه أربعة وخمسة، واللطيف هذا المنهج العلمي يقول أما حديث أبي سعيد الخدري وحذيفة وعلي بن أبي طالب وابن الخطاب وابن مسعود وابن عمر والبراء بن عازب وأبي هريرة وجابر بن عبد الله وقرة بن أياد.

    يقول أما حديث ابن سعيد فيرويه قال رسول الله فذكره الثاني وأما حديث حذيفة فله عنه ثلاثة طرق فأنت إذا لم تلتف تقول والرواية وردت من ثلاثين شخصاً لا من ثلاثين من عليه السلام عشرة ولكن الطرق إلى هؤلاء العشرة متعددة، لأنه لا ينظر إلا إلى السند الأخير هذاك لابد أن يقول أن ثلاثين أو عشرة أو اثنين.

    ثمّ يقول ثالثاً هذا وأما حديث علي فله عنه خمس طرق وهكذا يعدد إلى أن يأتي وبالجملة فالحديث صحيح بلا ريب بل هو متواتر وفي ذيل هذا الحديث ماذا يوجد؟ وأبوهما خير منهما هذه الأفضلية أين؟ لهذا أنا قلت في الكوثر وأؤكدها مراراً قلت لو كل كتب الشيعة يجعلوها على صفحة كل ما احتاجه استخرجه من كتبنا لا احتاج أنا كتب الشيعة أصلاً، كل ما قاله رسول الله في الحسن والحسين يأتي في علي بأعلى منه يعني إذا هما ريحانتيّ من الدنيا فعلي ابوهما خير منهما هذا المنهج العلمي .

    وهذه الرواية المسند المصنف المعلل في صفحة المجلد السادس عشر صفحة 401 قال الحسن رقم الرواية 7797 الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما، وهذا طارحيه في كتاب علم الإمام هناك تحت عنوان تفاضل الأئمة فيما بينهم هناك بين النكتة لا يتبادر إلى ذهنكم من قبل عشرين سنة قلته.

    تعالوا إلى البحث الأساسي وإذا كان الأمر كذلك إذن يمكن أن يطّلع من هو أدنى على ما هو أعلى أو لا يمكن؟ يعني هو وصل إلى الدرجة الخامسة فماذا يطّلع؟ يعني الحقائق الموجودة في ذلك العالم وحاضرة عنده بعلم حضوري أصلاً لا علم حصولي ينكشف له ما هو أعلى من ذلك أو لا ينكشف؟ لا ينكشف فعندما يخبر عن تلك المقامات العلمية على أي شيء يخبر؟

    خامساً فإذا إمام آخر واصل إلى التاسعة عن ماذا يخبر؟ عن التاسعة فأنت من تخلي واحدة بصف الآخر ماذا يصير بيناتهن تقول هذه لا تنسجم مع هذه، هذه أين وتلك أين وهو كذلك الآن انتم عندما تراجعون إلى الأدعية إلى روايات الأئمة إلى كلماتهم واقعاً تجد بعضها في أعلى عليين وبعضها في الوسط وهذا طبيعي جداً لماذا؟ لان هذا مرتبته يتكلم عن مرتبة فيه لا أقول يتناقضون لا بل قد أنا وأنت نفهم ماذا؟ ولكن هذا ليس تناقضاً إذا اتضحت هذه القاعدة يتضح لك لماذا أن العرفاء فيما يدعون من الكشف يختلفون في مكشوفاتهم أنت تقول إذا كان كله كشف لان البعض يتصور في نظرية المعرفة يقول أنظر أن هؤلاء كيف يكذبون هذا عارف يقول علمي حضوري وانكشف لي هذا أيضاً عارف يقول علمي حضوري وانكشف لي خلافه إذن هذا تناقض إذن هؤلاء كذابين.

    الجواب لا بل حفظت شيئاً وغابت عنك ثلاثة ملايين وخمسمئة شيء، لماذا؟ لأنه هذا المسكين الأول يتكلم عن مرتبته وذاك أيضاً يتكلم عن ماذا؟ عن مرتبته هذا تمهيد القواعد لابن تركة يقول المخالفة بين السالكين في معارفهم إنما نشأت من قوة الاستعداد وضعفه فإنّ الضعيف منهم إنما يدرك معنىً ويتصور انه النهاية في ذلك تصور وصل إلى قاب قوسين مع انه أول الطريق فيتوقف عنده وما يتعداه ويعتقده عقداً يقيناً منطقياً عقداً لا يتطرق إليه الانحلال يقول انتهى العلم هنا ماذا؟ خاتمة المجتهدين خلص العلم أين وصل؟ عند الشيخ الأنصاري وخلص انتهت القضية، مع انه هذا مرتبته من العلم وصريح القرآن ماذا يقول القرآن ذلك مبلغهم من العلم وفوق كل ذي علم عليم يعني بلغت ما بلغت يا رسول الله وفوقك عليم.

    رسول الله؟ بلي رسول الله بلغ ما بلغ في النتيجة متناهي أو غير متناهي؟ متناهي في قوس الصعود متناهي أينما يصل؟ هو متناهي فوقه ماذا يوجد؟ اللامتناهي لا ابلغ ثناءً عليك أنت كما اثنيت على نفسك هذا اقرار بالعجز حديث هذا من الفريقين ومن المدرستين لا ابلغ ثناءً عليك لماذا لا تبلغ؟ يقول لأنه أنا متناهي وأنا محدود وهو غير محدود فكيف استطيع أن احمده كما هو عليه وما يستحقه؟ أنت حقك ماذا؟ أنت كما اثنيت على نفسك ولهذا علّمنا يومياً بسم الله الرحمن الرحيم (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) والا حظكم وحظ حمدكم ماذا قيمة حمدكم قال: واما القوي فالاحاطة إدراكه بما هو غاية عند الضعيف وتجاوزه عن ذلك وبلوغه إلى ما هو أعلى واتم منه لا يرضى بتوقفه وإنما يمشي هذا الإنسان الأوّل الذي مرتبته رقم ألف عندما يأتي يبين ما عنده وذاك الذي مرتبته عاشر يبين ما عنده أنت عندما تضع بجنب الآخر ماذا تقول؟ تقول تعارض تقول تناقض تقول ما تشاء.

    ومن هنا هذا الجملة المعروفة على الألسن أنهم كلهم نور واحد هذا من الجهل ليسوا كلهم من نور واحد بل يختلفون فضلاً وهذا أمامكم وإنما هذا الواحد هم نور الواحد إذا أردنا أن نحمل على الصحة نقول الواحد التشكيكي الذي مآله إلى الكثرة والا إذا كانوا حقيقة واحدة طبعاً في عوالم أخرى قد يكون نوراً واحد ولكنه بعد هناك لا يوجد علي حسن حسين هناك توجد حقيقة واحدة اما عندما وصلنا إلى حسن وحسين وكاظم وصادق ورضا وجواد بعد هنا لابد أن يعطى كل واحد حقه وما هو في مرتبته العلمية والواقعية هذا تمام الكلام في مسألة النبوة أن شاء الله غداً ندخل في بحث الرسالة قلنا في مقامات ماذا في القرآن؟ الله اعلم حيث يجعل رسالته فإذا لم يكن الشخص رسولاً هل هذا نقصٌ أو ليس بنقص هذا بحثه سيأتي والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/01/30
    • مرات التنزيل : 2122

  • جديد المرئيات