بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صلى الله محمد وآل محمد وعجل فرجهم
بالأمس ذكرت للأعزة أن بعض المتابعين هكذا لخصوا المشروع الذي نحن ندعوا إليه يقول لا اخول نفسي تحديد معالم مشروع الفكري الاصلاحي للسيد الحيدري فقد يكون قد اختار لمشروعه هوية معينة غير ما استنتجته كمتابع ولو في بعض جوانبه يقول بأنه هذا ما فهتمه على المباني الذي أنا أشير إليه وعليه فإنه اعبر فهمي الخاص لهذا المشروع والذي أجد أنه يتميز بهاتين:
أوّلاً: تأسيس قواعد منهج فهم مختلف للفهم الديني او للفكر الديني يقوم على ركيزتين اثنتين اساسيتين هما محورية القرآن الكريم والسعي الجاد لترسيخ هذه المحورية في جميع مفاصل الحياة العلمية المتعلقة بالفكر الديني.
الثانية: نقد التراث الروائي وفق منهجية جمع القرائن ما يعكس تشدداً في قبول الرواية وعدم الالتفات للكثير من المرجحات المشهورة عند عامة العلماء هذا الأصل الأول.
الأصل الثاني عدم الانسحاق الفكري ينبغي يقول أن لا تذوب وان تنسحق امام اجتهادات حدث مهما بلغ شأنه.
الثالثة: اباحة النظر في كل ما انتجه الفكر الاجتهادي للعلماء عبر تاريخه بلا استثناء.
أربعة: اثارات الإشكالات المحتملة حول الأفكار والعقائد المتوارثة دون الوقوف امام رهبة المألوف.
خمسة: ابتكار أدلة جديدة على العديد من المسائل تتناسب والإشكالات المستحدثة بحيث يكون نقض الدليل القديم غير مرتبط بنقض على أساس الاعتقاد هذه قضية مهمة التي مع الأسف عندما نحن نناقش أدلة يقولون إذن لا يعتقد تلتفتون هذه مقام الإثبات ومقام الثبوت.
ستة: عدم التحرج من تغيير القناعات المألوفة تبعاً على الدليل المستحدث.
سبعة: الاستفادة المفتوحة من التراث الفكر الإنساني من أي مصدر كان.
ثمانية: الاطلاع الواسع والشامل على جذور المسائل وتنوع الآراء فيها تأكيداً على كونها اجتهادات تراكمت عبر تاريخ معالجة العلماء لهذه المسألة او تلك.
تسعة: الاختصاص بالرؤية اجتهادية شخصية مستندة على استدلال العلمي قابل للاخذ والرد وعدم الاكتفاء بعرض الآراء وبيان النظرية، ما يقوله هو أيضاً قابلة للأخذ والرد لم يدعي كما أنه لا يسمح للآخرين أن يفرضوا هو هم ليس من حقه أن يفرضه على الآخرين.
عشرة: عدم تقديم الرؤية الجديدة كمسلّمة غير قابلة للمراجعة فخيارات تأخير القناعات مفتوحة للجميع أن أهم ما يسعى لتحقيق طرح الجديد لسماحة السيد وترسيخ منهجية علمية لنقد التراث الفكري أوّلاً وتقييم الرؤية الإسلامية بروح متآلفة مع روح العصر ثانياً بحيث لا يكون الفهم الذي قدمه الأسلاف عائقاً امام تحديث الرؤية المطلوبة للاسلام الصالحة لكل زمان ومكان إلى يوم القيامة وهذا الهدف لم يتحقق في ظل تقديس التراث بطريقة تحول دون غربلته او في ظل عدم الفرز بين الأصول الثابتة للدين والمسائل الاجتهادية للعلماء مهما بلغت شهرتها ودرجت توافق عليها بينهم فالمتابع شؤون العقيدة والقضايا التاريخية او المسائل الفقهية وغيرها من الجانب النظري في هوية الدين او المذهب إذا لم يملك المعرفة التي تخوله التمييز.
يوجد اشكال عادة يذكروه انه السيد الحيدري ينقل كلمات هذا وهذا وهذا ويقول هذا لابد حتى يستطيع أن يقول وإذا لم يتضح تاريخ المسألة كيف تستطيع أن تقول هذا جديد او ليس بجديد ولهذا في أي منظومة معرفية أهم بعد فيها هو تاريخ تلك المسألة لذلك كان المشروح الاصلاحي لسماحة السيد اكبر من مجرد استعراض لاراء ونظريات وافكار فذلك من متطلبات البحث العلمي وفيه إشارة للمستوى الثقافي لصاحب المشروع والذي لا ينافسه عليه إلّا القليلون لكنه مجرد سطح لهوية المشروع الحقيقي يبقى أن جهداً بهذه الاهداف وهذه الاليات لا يمكن أن يخلوا من ملاحظات لكني أجد أنها ملاحظات لا تلامس الجوهر والإشارة إليها بموضوعية يساهم في دفع عجلة المشروع للأمام وتوسيع رقعة جمهوره لو تعالى أصحاب الشأن على الشخصانية (انه اتركوا القضية الشخصية وإنما انظروا إلى البحث العلمي) لوجدوا مثل هذا الطرح يساهم في خلق صورة ايجابية عن التشيع اجمل بكثير من الصورة المشوهة التي يروج لها الأعلام الشيعي في غالبه مع الأسف ولما ترددوا في رفد التجربة بمساندة والتسديد واسهموا في تحفيز الاوساط العلمية على حذو حذوها كي تقود الثقة في أن المؤسسة الأساسية عند أبناء الطائفة ما باتت تخرج خارج الزمان الاستاذ خليل المرخي تحت عنوان باعثها إلي اضاءات حيدرية هذا واقعاً بارك الله فيه خلاصة جداً في عشرة اسطر.
عود على البحث: خلاصة ما تقدم انتهينا إلى أنه الدليل الأوّل في المقام الثاني وهو الإجماع قلنا الأعزة الذين يريدون أن يراجعوا خلاصة هذه الكلمات فليراجعوها في معلمة زايد للقواعد الفقهية والأصولية والمقاصدية المجلد 33 صفحة 103 يقول رقم القاعدة 2216 نص القاعدة فتاوى المجتهدين بالنسبة إلى العوام كالادلة الشرعية بالنسبة إلى المجتهدين هذه أن شاء الله سأبين النكتة هذا التشبيه بين فتاوى العلماء للعوام والادلة للمجتهدين ما هو وجه التشبيه؟ وجه التشبيه كما أن الأدلة حجة على المجتهدين فإن الفتاوى حجة على العوام او المقلدين.
النكتة الثانية: كما أن الأدلة تورث الاطمئنان للمجتهد فالفتاوى أيضاً تورث الاطمئنان للمقلد ليس انه يعمل بها وهو على شك لا، ليس كذلك مطمئن انه هذا هو تكليفه الشرعي يقول بأنه هذه القاعدة اين وردت؟
يقول الموافقات في اصول الشريعة ثم يبين صيغ أخرى للقاعدة الأولى الثانية الثالثة وكل صيغة من هذه الصيغ في كلمات الفقهاء يبين مصادرها، إلى أن يأتي قواعد أخرى ذات علاقة مرتبطة بنفس هذه القاعدة من قبيل غير المجتهد يلزمه التقليد في الفروع الفتوى في حق الجاهل العامي يقلد من علم او ظن اهليته للاجتهاد بطريقة اما شرح القاعدة يبين خلاصتها مقصود بالعوام ماذا؟ هذه نكتة مهمة تشخيص محتوى القاعدة عوام هو عوام؟ الجواب: من لم يبلغ رتبة الاجتهاد سواء اكان عامياً محظاً ام كان عالماً بغير ما يقلده فيه .
وهذه القاعدة ذكرها جماعة كابن الحاجب والخرافي والشاطبي وابن الهمام والمحلي وزكريا الأنصاري وابن عبد الشكور والشمقيطي وان ذكرت في موضوعات اصولية متفرقة حيث ذكرها القرافي والشنقيطي إلى فلان، وهذا ما عليه جمهور الأصوليين بل ادعى جماعة الاتفاق على ذلك وخالف هذا معتزلة بغداد وذهبوا القول بمنع جوازه إلى آخره.
إلى أن يأتي في عشرة صفحات او ثمانية صفحات خلاصة ولكنه المهم عشرات المصادر التي تعينك لفهم القاعدة تعالوا معنا إلى الإجماع هذه الإجماع حجة او ليست بحجة؟ الجواب: على المباني نتكلم الإجماع أوّلاً صغرى ثانياً كبرى اما البحث الصغروي هل يوجد إجماع او لا يوجد؟ الجواب لا مسألة خلافية والشاهد على ذلك أن علماء الاخباريين يجوزون او لا يجوزون التقليد؟ لا يجوزون التقليد فإذن يوجد إجماع حتى في المدرسة الواحدة في مدرسة أهل البيت فضلاً عن مدارس الأخرى إذن دعوى الإجماع صغروياً تامٌ او غير تام؟ غير تام هذه الصغرى اما الكبرى الإجماع اما منقول وأما محصل.
تعالوا معنا إلى صاحب الكفاية هنا هكذا يقول صفحة 472 لبعد تحصيل الإجماع في مثل هذه المسألة فهو إجماع محصل او غير محصل؟ غير محصل لأنه يقول لبعد تحصيل فيتكلم عن الإجماع المحصل مما يمكن أن يكون القول أوّلاً غير محصل ولو سلّمنا انه محصل فهو تعبدي او ذاتي؟ لوجود هذا الارتكاز الذي اشرنا إليه فلعل منشأ هذا الإجماع منهم ما هو؟ فضلاً عن الأدلة الأخرى الآيات والروايات اتركنا نفس هذا الارتكاز لعله هو منشأ القول بهذا الإجماع لو تنزلنا انه قلنا يوجد إجماع واجماع محصل مما يمكن أن يكون القول فيه ولعل الأفضل به (يعني بالإجماع) لأجل كونه هذه المسألة او هذا القانون من الأمور الفطرية الارتكازية فيكون تعبدي او غير تعبدي؟ غير تعبدي لا اقل محتمل المدرك هذا المحصل منهم إذن صغروياً غير تام كبروياً منه المحتمل منه انه غير صحيح ولو تم فهو محتمل المدرك والمنقول والمنقول منه غير حجة في مثل هذه الموارد والاجماع المنقول حجة او غير حجة؟ في محله بحثوا قالوا ليس بحجة ولو قيل بحجيتها في غيرها حتى لو قلنا بأن الإجماع المنقول في غيرها حجة او ليس بحجة، تفصيل هذا البحث في منتهى الدراية هناك بشكل واضح وصريح يقول بأنه أن جوازه فلان.
إلى أن يأتي في صفحة 506 ولكن المصنّف ناقش فيه كما ناقش في نضائره أن الإجماع اما محصل وأما منقول الأول كذا والثاني كذا إلى آخره الأعزة يراجعون حتى لا نأخذ خلاصته ذكرته للأعزة وأما ما نقوله نحن بشكل عام خذوها هذا الأصل عندي تعسن في المائة من الاجماعات ليست بصدد بيان الإجماع الحجة الذي هو احد مصادر الاستنباط أبداً وإنما ذاك المدعي للاجماع يريد أن يقول أن هذه المسألة لم يقع فيه خلاف بيننا ليس أنها مسألة ما هي؟ ما يريد أن يشير إلى الإجماع الدخولي او الكاشف عن رأي الإمام المعصوم أبداً من قبيل أنا الآن اذكر لكم نظرية الحسبة ثم استعرض لك من القرن الثالث إلى يومنا هذا أقول انظر ماذا أريد أن أقول أريد استدل بالإجماع او الشهرة؟
أريد أقول انظروا أن هؤلاء العلماء جميعاً عندما نظروا إلى الأدلة فهموا منها نظرية الحسبة لا أريد اجعله دليلاً مستقلاً في قبال الأدلة افترضوا مسألة نجاسة أهل الكتاب هذا عندما يريد أن يقول بالنجاسة يريد أن يفهم هو يريد أن يفهم العلماء لمدة خمسمائة سنة او ألف سنة، سُنة وشيعة ماذا فهموا من الأدلة فيذهب ويجد أنه تسعة وتسعين من المائة منهم عندما استنطقوا هذه الأدلة القرآنية والروائية فهموا منها النجاسة هذا يكون مقوياً له انه إذا هو هم يفهم النجاسة يقول ليس فقط أنا فهمت النجاسة انظر ألف سنة من العلماء فهموا النجاسة هذا ما يريد أن يقول ألف سنة يعني الاستدلال بالإجماع الذي هو مستند او مصدر من مصادر الاستنباط وكثير وهذا هو السبب أن الشيخ الطوسي والسيد المرتضى واحد يدعي الإجماع على عدم الحجة واحد يدعي على الإجماع على الحجية هذا معقول هذه.
ولهذا تجدون في مسألة حجية خبر الواحد وحدة من المشاكل الأصلية انه كيف سيد المرتضى يدعي الإجماع على عدم الحجية والشيخ الطوسي يدعي الإجماع على الحجية كيف يعقل أستاذ وتلميذه يختلفون الجواب لا، ذاك يقول استقرأت وفهمت منها أنهم يقولون عدم الحجة والشيخ الطوسي يقول استاذي مشتبه أنا من استقرأت الأدلة وجدتم أنهم يقولون ماذا؟ ليس استناد إلى الإجماع كالدليل هذه أيضاً من تلك هذه الاجماعات من تلك وهذا فصلنا الكلام عنه في أبحاث أدلة تاريخية الأحكام قلنا واحدة من أهم الأدلة التي استندوا إليها أن الأحكام ليست خاضعة للزمان والمكان وغير مشروطة بالزمان والمكان قالوا الدليل على ذلك الإجماع قلنا هذا ليس هو الإجماع الذي هو دليل بل هو استقراء لكلمات العلماء فلا علاقة له حتى لو سلّمنا حجية الإجماع في محله فكلمات العلماء ليس دليلاً على الإجماع.
الدليل الثاني: وهذا هو المهم وهو الاستناد إلى النص القرآني وهو نافعٌ كثيراً باعتبار إننا نريد أن نؤسس لهذا الأصل وهو أن القرآن اجاز لمن لا يعلم أن يرجع إلى من يعلم او لا يقبل أصلاً هذا الارتكاز أصلاً ينفيه ولا يقبله أي منه؟ في المقام الأوّل قلنا العامي او عموم الناس العقلاء يوجد عندهم ارتكاز إذا لا يعلم الشيء يرجع الشيء إلى المتخصص فلعل الشارع يقول أنا هذا الارتكاز أوافق عليه او لا أوافق؟ امضيه او لا امضيه؟ لا امضيه من هنا لابد الرجوع إلى النص القرآني لنرى انه يقبل هذا الأصل وهو من لم يكن عالماً يرجع إلى من هو عالمٌ او أن هذا الأصل مرفوض قرآنياً؟
من أهم الأدلة في هذا المجال هذه الآية التي فيما سبق وقفنا عندها إجمالا ولكن الآن نريد أن نقف عندها بشكل مفيد جداً بالنحو الذي يرتبط ببحثنا وهي الآية 43 من سورة النحل (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً) هذه الآية وقفنا عندها في مسألة النبوة ولكن الآن ننظر إليها من جهة أخرى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) هذه الآية الأصوليون عموماً سواء عند أهل السنة أو في مدرسة أهل البيت وقفوا عندها مفصلاً التي واقعاً تستحق أن تكون رسالة ماجيستر لإثبات حجية خبر الواحد من أهم الأدلة التي ذكرت في أدلة حجية خبر الواحد من القرآن اي دليل؟ هذه الآية المباركة من سورة النحل التي أيضاً تكررت نفسها أيضاً في سورة الأنبياء كما تتذكرون أن هذه الآية المباركة حتى لو قبلنا أنها دالة على حجية خبر الواحد فليست الآية دالة على ذلك مباشرة نعم بالملازمة وإلا الآية بصدد شيء آخر الآن ليس بصدد أن أقول دالة على حجية خبر الواحد أو ليست دالة فقط أريد أن أقول الآية تريد أن تتكلم عن أصل آخر وقاعدة أخرى ما هي القاعدة البحث في الآية يتم من خلال منهجين وهذا ما اشرنا إليه المنهج الأوّل النظر إلى الآية من خلال سياقها وشأن نزولها خصوصاً سياق الآية.
المنهج الثاني أن نقتطع الآية او جملة من الآية وننظر إليها نحو الاستقلال وكم له نظير انظروا شيخ الأنصاري رحمة الله تعالى عليه ماذا يقول: يقول أن الاستدلال أن كان بظاهر الآية مراد من ظاهر الآية يعني الآية ضمن سياقها فظاهرها بمقتضى السياق إرادة علماء أهل الكتاب لماذا؟ لان الآية نزلت عندما شكّك أهل زمان النبي انه كيف يمكن لإنسان مثلي ومثلك (يعني بشر مثلنا) يكون مرسلاً ومرتبطاً بالله، الله سبحانه وتعالى هذه الآية ماذا قالت له؟ قال انظروا انتم الذين (يا قوم رسول الله) او ارجعوا إلى من ترجعون إليه وانتم تعتقدون بمرجعية علماء أهل الكتاب قلنا انه من المراجع العلمية في عصر ما قبل الإسلام المرجع العلمي من كان؟ علماء اليهود يقول انظروا واسألوهم انه انبياءكم ماذا كانوا، كانوا بشراً او لم يكونوا بشراً؟ كانوا رجالاً او لم يكونوا؟ الآية قالت: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ) من اين نتثبت هذا الأصل؟ (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ) سيقولون لكم أن الأنبياء السابقين أيضاً هكذا وهذا هو المعنى الذي ذكره جملة من الصحابة.
تعالوا معنا إلى التفسير الطبري في ذيل هذه الآية المباركة الجزء الرابع عشر يقول عن ابن عباس قال لما بعض الله محمداً رسولاً صلى الله عليه وآله أنكرت العرب ذلك ما هو وجه الإنكار؟ انه كيف يمكن رسول وبشر او من أنكر منهم وقالوا الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا قال: فأنزل الله اكان للناس عجبا أن اوحينا إلى رجل منهم (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ) يعني اسألوا علماء أهل الكتاب ابشرا كانت الرسل التي اتتكم ام ملائكة؟ فإن كانوا ملائكة انكرتم ومن حقكم أن تنكروا وان كانوا بشراً فلا تنكروا أن يكون محمدٌ صلى الله عليه وآله رسولا قال ثم قال: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إليهم) اليسوا من أهل السماء؟ وقال آخرون إلى آخره إذن كنا نحن وظاهر الآية ضمن سياقها وشأن نزولها ما هي؟ مرتبطة بأهل البيت او غير مرتبطة بأهل البيت؟ لأنه موضوعها شيء آخر.
إذن هذه الرواية 50-20 رواية هذه كلها معارضة للنص القرآني ولهذا مثل السيد الشهيد الصدر رحمة الله تعالى عليه قال أساساً هذه الآية لا علاقة لها بأهل البيت وإذا وجدتم روايات قالت أنها مرتبطة هذا من قبيل التأويل والباطل ولا علاقة له بالتفسير والظاهر والا نحن ومقتضى قواعد التفسير والسياق والفهم الظاهري توجد علاقة او لا توجد علاقة؟ فنرجع علمها لاهلها لأهل البيت والا هم اعلم بالتفسير والباطل والسيد الشهيد كما تعلمون عنده موقف سلبي جداً من الروايات الباطنية كثير عنده موقف جداً سلبي يقول وإلا أنا لا افهم هو يقول إذا كان الآن جاء بذهني وإلا جبت لكم العبارة يقول أنا لا اعلم لماذا أن روايات التفسير بالباطن فقط أمثال البطائني يذكرونها لنا أمثال هؤلاء المتهمين وإلا من نأتي إلى زرارة محمد بن مسلم، يونس بن عبد الرحمن وهم حملة علم أهل البيت لا يوجد عندهم هذا الكلام.
هذا يكشف على أن هذه كلها من الموضوعات، لأنه يعتقد السيد الشهيد أن الذي يمثل معارف وفقه آل البيت ومعارف أهل البيت من أي طبقة؟ طبقة زرارة ومحمد بن مسلم وهذه الطبقة الذين هم الروايات اكدت على هذا، أما الآخرين الذين عموماً متهمون ولهذا واحدة من أهم اتهامات محمد بن سنان يقولون لأنه يدخل الروايات الباطنية هذا المنهج الأول.
المنهج الثاني وإن كان مع قطع النظر عن سياقها فلا ننظر إلى ماذا؟ وما أرسلنا من قبلك إلا رجال فقط نقول فسألوا أهل الذكر والشيخ الأنصاري أيضاً يقول والمراد من أهل الذكر الروايات المستفيضة أنهم أهل البيت.
بعد لا معنى حجية خبر الواحد يقول ليس له ربط وإن كان مع قطع النظر عن سياقها ففيه انه ورد في الأخبار المستفيضة أن أهل الذكر هم الأئمة الآن هؤلاء الذين يدعون أنهم أصوليون وان حجية القرآن وحقك من تقول يقولون هذا الكلام هذا هو المنهج الاخباري يقول أنا لا علاقة لي يقول سياق الآية شأن نزول الآية يقول كلها ليس لها، الروايات المستفيضة بل المتواترة تقول مراد من أهل الذكر أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام.
بل في بعضها تصريح أن هذه الآية ليست نازلة في أهل البيت مع انه صريح الآية في ماذا؟ يقول وإلا إذا كانت الآية تقول ارجعوا إلى علماء أهل الكتاب لدعوكم إلى دينهم لا أنهم دعوكم إلى ماذا؟ إلى صحة دينكم أنت من ترجع إلى علماء أهل الكتاب يقولون دينكم حق أم ديننا حق؟ كيف القرآن يقول ارجعوا إلى من؟ هذا استدلال الإمام في البصائر في بعض الروايات فأنت ماذا تفعل هذا الظاهر القرآني والسياق القرآني تقبله أو لا تقبله ماذا تفعل؟ تقول سيدنا أين تظهر الثمرة؟ هنا تظهر الثمرة هذه الروايات تجعلها مخالفة للنص القرآني للظهور القرآني أو ليست مخالفة ماذا تفعل أعطيني موقفك ما هو؟ أما تقول موقفي أنا والروايات القرآن خاطب أئمة أهل البيت وأئمة أهل البيت يقولون هذا ما هي علاقتي أنا تقول له سياق شأن نزول يقول كلها هذا وهم مني.
الاتجاه الآخر يقول لا، أنا افهم الآية المباركة كذا وإذا كانت روايات تقول كذا فهي مخالفة فماذا افعل لها؟ زخرف لم يقوله، هذا منهج ولهذا يقول وإن كان مع قطع النظر عن سياقها ففيه انه ورد في الأخبار المستفيضة أن أهل الذكر هم الأئمة وقد عقد في أصول الكافي باباً لذلك وردّ بعض مشايخنا هذه الأخبار بضعف السند بناءً على اشتراك بعض الروايات في بعضها وضعفها بنقاط يقول وفيه نظر لان روايتين منها صحيحتان وهما رواية كذا وهو كذا إلى آخره.
ما هو المنهج الصحيح؟ كلا المنهجين صحيح ولا يتم ما قاله الشيخ الأنصاري أما المنهج الأول وهو انه نقبل السياق ونقبل شأن النزول ولكن الآية عندما ذكرت من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فسألوا فرعت هذه كبرى كلية ومن مصاديقها ماذا؟ الرجوع إلى علماء أهل الكتاب ما المحذور؟
لماذا أنت تريد أن تسقط قوله تعالى فسألوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون تسقطوها عن كونها قاعدة كلية لماذا؟ من أين؟ هذا أوّلاً هذا فيما يتعلق بالقاعدة وثانياً وأنّ المورد لا يخصص الوارد، فإذن الآية حتى لو قطعناها عن سياقها ما عندنا مشكلة قاعدة كلية عامة فسألوا أهل الذكر أما لو كنا نحن والسياق وشأن النزول أيضاً لا يؤثر على كونها قاعدة لان شأن النزول وسياق الآية يمكن أن يكون من مصاديق الأصل الذي ذُكر في الآية وكم له من نظير، الإمام سلام الله عليه يقول يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر يسألوه بأنه ظفري انقطع فماذا افعل؟ يقول افعل كذا وكذا وكذا قال لقوله تعالى أن الله يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر مع انه عندما تنظر إلى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر مرتبطة بسياق المعين مرتبطة بشأن نزول معين، ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة انظر إليها ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة مرتبطة بموضوع معين وسياق معين ولكن أنت تجعلها قاعدة عامة، نعم عندما تجعلها قاعدة عامة لا تجعل القاعدة بنحو يخرج مورد الآية ماذا؟ أو سياق الآية يخرجه من القاعدة، وإلا هذا يلزم خلف القاعدة ؛لان القاعدة جاءت قاعدة كل حتى تشمل تكون، ولهذا قيل أن المورد نص في القاعدة، القاعدة نص في المورد وظاهر في غير المورد.
إذن على فرض السياق وشأن النزول لا ينافي القاعدة العامة فضلاً عن انه منقطع عن السياق وشأن النزول، سؤال فسألوا أهل الذكر من هم أهل الذكر؟ لا إشكال ولا شبهة انه على كونها قاعدة عامة الذكر من مصاديقها أول مصداق لها من؟ علماء أهل الكتاب ما فيه شك إنما الكلام يشمل غيرهم أو لا يشمل غيرهم؟
يعني بعبارة أخرى يشمل أهل البيت أو لا يشمل، انظروا التفتوا جيداً اصلا لو تلتفتون إلى الآية اللاحقة يتضح لكم بأنه أهل الذكر ليس مختص بأهل علماء الكتاب السابقين بل علماء القرآن أيضاً هم من أهل الذكر يعني أهل القرآن أيضاً من مصاديق أهل الذكر انظروا إلى الآية، الآية 44 وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزّل إلينا الذكر يعني ماذا؟ القرآن لأنه الخطاب موجه لمن؟ لرسول الله صلى الله عليه وآله يقول وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزّل إليهم إذن هذه القرينة الداخلية أن أهل الذكر لا يختص بأهل الكتاب بل يشمل أهل القرآن مضافاً كما قال الشيخ الأنصاري الروايات التي عقد لها الكافي باباً أنها تشمل نحن أهل الذكر، الذين قال الله في حقنا فسألوا أهل الذكر.
ولهذا السيد الخوئي قدس الله نفسه في مصباح الأصول المجلد الثاني صفحة 189 يقول هذا مضافاً إلى أن مورد هذه الآية هي النبوّة ولا ينافي ذلك ما في الأخبار من أنّ المراد بأهل الذكر هم الأئمة لان أهل الذكر عنوان عام يشمل الجميع ويختلف باختلاف الموارد ففي مقام إثبات النبوّة الخاصة يعني نبوّة نبينا صلى الله عليه وآله فمصداق أهل الذكر من؟ علماء أهل الكتاب، بما وصف الله نبيه في الكتب السماوية يكون المراد من أهل الذكر من؟ علماء اليهود والنصارى ولا يصح في هذا المورد أن يراد الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام لان البحث في إثبات نبوّة النبي كيف يمكن الاستناد إلى الأئمة لان حجية قول الأئمة فرع حجية قول النبي فكيف يمكن أن القرآن يقول ارجعوا إلى الأئمة لتثبت لكم نبوّة نبيكم، الآن ليس محل حديث هذا ولكن إن شاء الله تعالى هذه القضية لابد في محلها لابد أن تبحث.
ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ماذا تقولون انتم؟ علم الكتاب من؟ علي بن أبي طالب، الكفار يأتون إلى رسول الله يقولون له أنت لست بنبي، يقول لا، أنا نبي يقولون من يقول؟ يقول أنا أقول، الله يقول وبعد من يقول؟ اسألوا علي، هذا منطقي أم غير منطقي؟ إلا أن تثبت نبوّة علي أو حجية علي قبل نبوّة رسول الله.
الآية تقول ويقول الذين كفروا لست مرسلا أنت من أين تقول أنا رسول الله؟ يقول الله يقول، إذن أنا أين أرى الله حتى اذهب اسأله يعني الكفار كيف يذهبون إلى الله يسألوه يوجد طريق أو لا يوجد؟ فقط الطريق من أين؟ منك يا رسول الله هذا يلزم الدور هو يشكون فيك أنه أنت تتكلم عن الله، إذن ماذا نفعل؟ ثم من الشاهد؟ اسأل تلميذي انه أنا مَن؟ عزيزي كونوا على ثقة هذه التساؤلات تطرح عبروا عنها شبهات عبروا عنها إشكالات عبروا عنها أصلاً الوهابية عبروا عنها السلفية عبروا عنها الشياطين، لكن حتى الشيطان من يشكل لابد أن تصدر فتوى أم تجيب؟ لابد تجيبه.
ولهذا السيد الخوئي يقول ولا يصح أن يراد فيه هذا المقام يعني في بيان هذا المصداق الأئمة لان الإمامة فرع النبوّة فلا يمكن أن تستند إلى الفرع لإثبات الأصل نفس هذا الكلام سيدنا الجليل يرد في آية آخر سورة الرعد على أي الأحوال.
فكيف يمكن إثبات النبوّة بالسؤال عن الإمام الذي تثبت إمامته بنص من النبي، سيدنا أنت لم تقرأ علم كلام الجواب هذا خير شاهد على أن إمامة الأئمة ليست عقلية وإنما هي نقلية نصية، فمن ثبت عنده النص طوبى له ومن لم يثبت ماذا يفعل؟ وواقعاً كذا ومراراً نحن ذكرنا أن الإمامة عقلية أو نقلية؟ نقلية نعم أصل النبوّة عقلية أما قاعدة بلوط أو أي قاعدة أخرى نعم بعد إثبات النبوّة والإمامة بنص من النبي يكون الأئمة من مصاديق أهل الذكر.
الإنسان المتحقق هكذا يتكلم وإلا إذا لم يثبت عندك بنص من النبي أن هؤلاء حجج يؤخذ منهم كما في حديث الثقلين لم يثبت عندك فإذن من مصاديق أهل الذكر أو ليسوا من مصاديق أهل الذكر؟ لا ليسوا من مصاديق أهل الذكر.
نعم بعد إثبات النبوّة أوّلاً واثبات الإمامة بنص من النبي ثانياً فسألوا أهل الذكر يعني من مصاديقها من هم؟ الأئمة عليهم السلام فلابد من السؤال منهم فيما يتعلق أنا لا ادري لماذا فيما يتعلق بالأحكام الشرعية؟ فيما يتعلق بالمعارف الدينية يعني في التوحيد ما اسألهم في المعاد ما اسألهم لماذا؟ ولكنه هذا الإطار الذهني عادة يؤطر الإنسان.
يقول وإذا ثبت أن الإمام المعصوم ارجع الناس في عصر غيبته لمن؟ إلى العلماء فيكونون من مصاديق أهل الذكر، ولهذا يقول والفقهاء بالنسبة إلى العوام كما أن أهل الذكر في زمان الغيبة هم الرواة بالنسبة إلى الفقهاء هذا بحثه سيأتي وهو خبر الآحاد، والفقهاء بالنسبة إلى العوام والمعنى واحد في الجميع إنما الاختلاف في المصاديق بحسب الموارد هذه نظرية وحدة المفهوم قلنا مراراً وتكراراً أن نظرية وحدة المفهوم وتعدد المصداق موجودة في كلمة ولكن لم يؤسسوا عنها ياليت أن القرآن كله فهموه بهذه القاعدة.
وهذا المعنى أيضاً تلميذه السيد محمد الروحاني رحمة الله تعالى عليه في منتقى الأصول تقريرات السيد عبد الصاحب الحكيم المجلد الرابع صفحة 292 عبارته واضحة قال قد يستشكل فيما ورد من النصوص في تفسير أهل الذكر من أنهم الأئمة فإنّه ينافي مورد الآية الكريمة توجد منافاة بين سياق الآية وبين النصوص التي قالت أهل الذكر من؟ نحن يقول يستشكل بهذا ينافي مورد الآية المطلوب فيها معرفة معاجز النبي ونبوته إذ لا معنى للسؤال عن نبوته من الأئمة الذين تتفرع إمامتهم عن النبوّة يقول والجواب أن التفسير بمثل ذلك يرجع إلى بيان المصاديق لا بيان المعنى المراد على سبيل الحصر هنا إشكال على السيد الروحاني سيدنا جملة من الروايات فيها ماذا؟
حصر نحن أهل الذكر الذين قالت الآية كذا، ماذا تفعل بهذه الروايات التي فيها على الحصر يعني ليست بصدد بيان المصداق بل بصدد تفسير الآية، هذه ماذا تفعل لها؟ بل ماذا تفعل بالروايات التي تقول بأنه أساساً لا تسألوا أهل الكتاب لأنهم يرجعونهم إلى دينهم ماذا تفعل؟ موافق لظاهر الآية أو مخالف؟
فلهذا لا تقتنعون مباشرة هذا أيضاً بيان المصداق بل يشكل عليك الطرف الآخر، لا، أساساً ليس للآية مصداق إلا من؟ إلا أئمة أهل البيت في زمانهم يكونون هم مصداق أهل الذكر الذي ينبغي السؤال منهم ومثل ذلك كثير في تفسير الآيات الواردة في النصوص فراجع وهو أمر متداول هذا السؤال الأول وجوابه.
السؤال الثاني الذي إن شاء الله يوم السبت هل تختص الآية إلى هنا اتضح من هذا السؤال أن الآية غير مختصة بعلماء أهل الكتاب بل تشمل من؟ الأئمة بل تشمل علماء الشيعة فعلماء المسلمين تشملهم أم لا؟
القرآن قائل أيها السنة ارجعوا إلى علماءكم؟ أعوذ بالله تشمل علماء البوذية أو لا تشمل؟ افترضوا بأنه أهل الذكر أي ذكر؟ إلا القرآن أم يشمل علماء اليهود والنصارى؟ أم يشمل كل علماء الأديان؟ ما هو؟ يشمل كل العلوم الطبيعية والإنسانية والدينية ؟ هذا من أفضل الأدلة لجواز التعبد بجميع المذاهب والأديان، أنا عندما وقفت عندها حتى أصل إلى هذه النتيجة هذا إن شاء الله تفصيله سيأتي لأنه فقط أريد أخليك في الصورة ولهذا صاحب القوانين رحمة الله تعالى عليه الذي هذا الكتاب مهجور في حوزاتنا العلمية يقول طبعاً هذه من أهم أدلة جواز التقليد، الرجوع في الفروع فقط أم في الأصول أيضاً؟ في الاثنين المعارف الدينية فسألوا أهل الذكر أنا لا فقط في الطهارة لا اعرف.
يقول فإذا أردنا شمول الآية للأصول والفروع فيشمل أهل جميع المذاهب وإن قيل المراد أن غير العلماء من كافة الناس يجب أن يسألوا أهل العلم أي أهل علم؟ المصداق من؟ يعني الشيعي يسأل أهل العلم الوهابي أم يسأل أهل علم النجف؟ و الذي جالس في الوهابية يسأل أهل علم في النجف أم أهل علم منطقته؟ إذ لماذا إذا أنا سألت أهل علم منطقتي قولهم حجة أما ذاك المسكين الذي في اعتقاده أهل العلم ذاك سأله قوله ليس حجة فلماذا هذا التفصيل كيف نفصل بينهما بحثه يأتي والحمد لله رب العالمين.