أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صلى الله محمد وآل محمد وعجل فرجهم
بالواقع إنما وقفنا عند القضية الحسينية في مباحث سابقة في هذا اليوم والأمس واليوم نريد أن نقف عند أربعينية الإمام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام أو أربعينية هذه النهضة المباركة لان الإمام الحسين كما أشرت استطاع (لأي سبب الآن لست بصدد عرض الأسباب) أن يشكل قدسية ومقدساً في منظومة المعرفة الشيعية خصوصاً وفي منظومة المعرفة الإسلامية بشكل عام بل في منظومة المعرفة الإنسانية انتم تجدون بأنه الآن توجد كثير من الدراسات والأبحاث عن القضية الحسينية وليست من المسلمين وإنما ليسوا بمسلمين ولكن هذه القضية يريدون تحليلها لماذا استطاعت أن تأخذ هذه المساحة في ذهن الشيعة وفي ذهن المسلمين لماذا؟ من الذي حدث حتى تأخذ هذه القضية بهذه المساحة .
على سبيل المثال وللتقريب إلى ذهن الأعزة لا تجدون كتاباً تحت عنوان الإمام الصادق صوت العدالة الإنسانية تجدون هذا؟ ولكن تجدون من مسيحي أن الإمام علي بن أبي طالب ماذا؟ هذا من الذي وجد في علي لم يجده في غيره؟ وهو مسيحي بامتياز يعني أقول لكم مسيحي معتقد جورجردا ليس انسان علماني يعني لا يعتقد بل هو انسان معتقد ولهذا هو في كلماته يقول بأنه أقول أفضل من المسيحي عقيدتي تمنعني أقول المسيح أفضل منه هذا الذي اقرأه عن علي لا استطيع لماذا لم يستهوي شخصية أخرى في منظومة التاريخ الإسلامي؟ الإمام الحسين أيضاً كذلك .
ولذا هذا الكتاب أنا سابقاً عرفته للأعزة الآن أيضا اعرفه مرة أخرى هذا الكتاب رسالة دكتوراه عن القضية الحسينية من انسان لا علاقة له بالتشيع ويقرأ القضية قراءة إنسانية لا قراءة ديني يعني ما يقرأها من بعدها الديني وإنما يقرأها من بعدها في علم الاجتماع الديني صناعة الذاكرة يقول الإمام الحسين أو الحسين استطاع أن يصنع ذاكرت التشيع يعني هوية التشيع تتلخص في الإمام الحسين صناعة الذاكرة في التراث الشيعي الاثني عشري زيارة المراقد انموذجاً ولكن يضع بحثه الأصلي على زيارة الإمام الحسين، رسائل دكتوراه المؤلف صلاح الدين العامري مؤمنون بلا حدود .
يقول أصل هذا الكتاب بحث جامعي لنيل شهادة الدكتوراه والمشرف من الناس الذين اعرفوا مزاجهم وتطوراتهم انظر ماذا يقول في صفحة 389 تحت عنوان النموذج الحسيني قلت لكم لا يقرأ القراءة ديني والله كامل الزيارات هكذا نعم يقف عند كامل الزيارات ويحلل كامل الزيارات ولكن من رؤية إنسانية من رؤية نفسية من رؤية سيسيولوجية يعني علم الاجتماع هناك يقول الكارزما ما هي؟ هذه شخصية كارزمية يعني ماذا؟
يقول الكارزمة سلطة مطلقة على جماعة من الناس يؤمنون ايماناً قوياً وثابتاً بأن الذي يتصف بالكارزما يتمتع بقدرة خارقة ينفرد بها عن باقي الناس هذه شخصية كارزمية إلى أن يقول وله قدرات وخصائص فوق طبيعية وفوق إنسانية نموذج يقول ومنها أن الإمام الحسين يمثل النموذج المثالي الأرقى للكارزما من اين جاءت هذه للإمام الحسين؟ عندنا امام واحد أم 12 امام؟ كيف هذا الذي قلت لابد في منطق النهضة الحسينية أن نفهم من الذي حدث حتى استطاع القضية تأخذ هذه الأبعاد يقول وتتحول هذه الصفات هذه الصفات الكارزمية إلى مجموعة من القيم الرمزية التي بعد ذلك تأخذ ابعاد طقوس وشعائر وآداب وزيارة وحضور في الفكر والذاكرة وتشكل هوية تلك الجماعة التي تعتقد بتلك الشخصية .
الآن التفتوا النتائج الخطيرة قلت هذه أبحاث نفسية اجتماعية ثم ترتقي إلى شكل من اشكال المقدس لا تبقى تحتفظ ببعدها الإنسان بل تأخذ بعداً غيبياً مقدساً ما ورائياً الذي يقول وهنا عندما تصل القضية إلى المقدس العقلانية يخفت صوتها فالعقل لا يستطيع أن يفكر لماذا؟ لأنه مرتبط بالغيب الذي تتقلص معه سمت العقلانية لدى المعتقدين هنا فيغلب البعد العقلاني أم البعد الوجداني؟ يقول لصالح العاطفة والوجدان فإذا اضيفت إليها هذه الواقعة بهذه البشاعة والشناعة في كربلاء والامام الحسين سلام الله عليه أراد أن يبرز هذا البعد أي بعد؟ البعد العاطفي الوجداني في كربلاء في أعلى مستوياتها.
وهذه من أهم اسرار بقاء القضية الحسينية إذا توفقنا أن نتكلم في منطق لأنه إلى الآن لم ندخل إلى هذا منطق اصول فهم وحدة من أهم اصول وابعاد القضية الحسينية هذا البعد العاطفي هذا البعد الوجداني ولكن دون تخلي صانعي هذه الرموز عن منطق ما يرى فلان أن هذا الشكل من الخضوع يتشكل عاطفياً وبمعزل عن العقل لان مثل هذا الانجذاب نحو المركز المقدس يحتكم إلى الثقة العمياء والمتعصبة في أكثر الأحيان انتم تجدون الآن آثار الشعائر في الواقع الشيعي مساحتها كم؟ شعائر الحسينية مقصودي من أوسع المساحات، زمانها؟ من أكثر الأمور استمراراً في عمود الزمان إلى أن يأتي يقول ويتميز الإمام الحسين عن سائر الإمام بمكانة في قلوب الشيعة وممارسة في مستوى شعائر المذهب وطقوسه ومع هذه المعطيات التي اشرنا نال الإمام الحسين من القداسة ما لم يحزه من قبل المسلمين سواء جده رسول الله ولهذا يدخل ووجدت الجماعة الشيعية المضطهده في دماء على ارض الطف وسيلة لعزاء النفس ثم سفينة للنجاة من ظلم الدنيا وهول الآخرة والى غير ذلك يدخل في البحث إذن لا يقول لنا قائل لماذا الحسين؟
هذا ليس بشيعي، هذه رسالة اكاديمية في جامعة غير شيعية بل غير متدينة لأنه أنا قلت لكم بأنه اعرف المشرف على الرسالة هؤلاء لا ينظرون إليها أنها قضية ماذا؟ ولكن هو يحللها يعني يقوم بعمل توصيفي لا بعمل تقيمي ليس بصدد تقيمها صحيحة أو غير صحيحة وإنما يريد يوصل هذه الظاهرة.
ولذا بالأمس انتهينا إلى أن الشعائر بشكل العام وان الشعائر الحسينية بشكل خاص وشعيرة أربعينية الإمام الحسين بشكل اخص تشكل الهوية الشيعية في هذا العصر ومن هنا يأتي اهميتها وخطورتها سلاح ذو حدين فإن كانت هذه الشعائر ضمن المنظومة لتقويتها فسوف تكون خيراً على هذه المدرسة وهي مدرسة أهل البيت اما لا سامح الله إذا اصيبت بآفات ماذا؟ إذا انحرفت عن مسيرتها الأصلية بدل أن تكون خيراً تعود بالضرر والشر على مدرسته ولهذا لا ينبغي لأحد أن يقول أنا يعجبني اقوم كذا لا، لابد أن نأخذ على يده لأنه الإمام الحسين هو ليس ملك شخص حتى يفعل ما يريد، أنت في بيتك افعل ما تريد قضية شخصية البس ما تريد ولكن نفسك أنت الذي تستطيع أن تلبس ما تريد وتفعل ما تريد ولكن إذا خرجت إلى الشارع محكوم بقوانين المجتمع أنت لا تستطيع تفعل ما تريد لماذا؟ لان المجتمع له قيمه له عاداته له تقاليده له مقدساته ليس من حقك أن تتجاوز وان كنت على مستوى الفرد لك الحرية تفعل ما تريد.
الإمام الحسين ملك من؟ يمثل ذروة الهوية الشيعية على مستوى الشعائر فهل يحق لأحد أن يفعل وان يتكلم بالاسم الحسين كما يشاء؟ لا، يجب على المؤسسات لادينية من يريد أن يتجاوز على هوية الفكر الشيعي أن يضرب على يده هذه من قبيل المثال المعروف انه خمسة كانوا جالسين في مركب في الماء فواحد من الذين جالسين في مكانه بدأ يثقب مكانه قالوا ماذا تفعل؟ قال هذا مكاني وأنا حر فيه أن افعل ما أريد ملكه الناس مسلطون على اموالهم وعلى امكنتهم قالوا له نعم ولكنه إذا ثقب هذا المكان نحن أيضاً نغرق معك إذن لابد يأخذوه واتقوا فتنة لا تصيب الذين ظلموا منكم خاصة هذه الفتنة إذا جاءت لا تصيب أولئك الذين احدثوها سوف توجد بلبلة في المجتمع فلابد من الوقوف امامه.
على مستوى الشعائر أيضاً كذلك، أهمية الشعائر الدينية بشكل عام والشعائر الحسينية بشكل خاص وشعيرة الآن تجلت لنا قضية الشعائر الحسينية والحسين يتجلى لنا عالمياً سميها زيارة الأربعين سميها ما ادري مسيرة الأربعين سميها ما تشاء هذه لا يهم الألفاظ تجلت هنا ولهذا أنت تستطيع من هذه الحالة هذه الشعيرة المباركة بيني وبين الله أن تجذب إليها تقول لهم اقرؤوا مدرسة أهل البيت تقول كيف نقرأها؟ يقول أنظر شخص الذي استشهد عندهم قبل ألف وكذا سنة يستطيع بكارزميته وشخصيته أن يتجذب بعد ثلاثة عشر قرن عشرات الملايين من الناس هذا سوف يكون سبباً ليقرؤوا هذه الشخصية أو لا؟
هذا المحقق العالم المدقق يأتي إلى هذه المسيرة ميدانياً يريد أن يتعرف عليها نرى انه واقعاً لا دولة مسؤولة لا لجنة مسؤولة عن ذلك وتجدونها بهذه الحالة والتنظيم عندما يدخل يقولون له أي كافر نجس خنزير كلب! أليس أهل الكتاب حكمهم ماذا؟ لا، حكم الكلاب الخنازير ليست نجاسة عرضية بل نجاسة ذاتية يعني حكمه حكم ماذا؟ ولهذا أنت تضعه في أي باب الكافر؟ في باب النجاسات والنجاسات ما هي؟ الكلب والخنزير يقول هذه رسالتكم العملية وتريدون تجتذبون الناس إليها؟ أو يدخل هنا الآن مواكب موجودة من غير الشيعة ولكن يحبون من؟! كل المسلمين أتباع بني امية؟ وحقكم حتى أولئك الذين يميلون عاطفياً إلى بني امية أن يجرؤون أن يصرحون أو لا يجرؤون؟ هذه ببركة الإمام الحسين يدخل وهو محب للحسين وهو واقعاً متألم نعم ما معتقد بعصمته ما معتقد بامامته أول ما يدخل العن خلفائه وشتم كذا وشتم بينك وبين الله القضية الحسينية تكون عالمية أم ماذا؟ ويا ليت شيعية لأنه كثير من علماء الشيعة هذا هم ما يوافقون عليه فالذين لا يوافقون عليه يقولون انتم هم لستم بشيعة اطلعوا انظروا المنطق ولهذا أنا بالأمس قلت بأن المؤسسة الدينية هي التي لابد أن تدير العملية هي لابد أن تعرف ضوابطها وتقول ينبغي ولا ينبغي على أي الأحوال.
ارجع إلى مطلبي الذي بقي من اين تستمد الشعائر الدينية والطقوس والزيارات وأمثال ذلك مشروعيتها الدينية لا نتكلم عن المشروعية العرفية لا، مشروعيتها في منظومة المعارف الدينية هناك طرق متعددة امر عليها سريعاً لان الوقت لا يسع وإلا كل واحدة من هذه تحتاج إلى بحث مستقل.
الطريق الأوّل: أن ياتي نص خاص لإثبات مشروعية التلك الشعيرة أو الزيارة أو شيء خاص وصريح القرآن الكريم قال: أن الصفى والمروة من شعائر اله هذا نص على أن الصفا والمروة شعائر هذا هو الطريق الأوّل الآن أنت حر تقول سيدنا الأربعينية من الطريق الأوّل أو الثاني أو الثالث لا يهم لأنه طريق متعددة موجودة.
الطريق الثاني: الأدلة العامة لا يوجد عندنا دليل خصوص زمان معين ولكن يوجد عندنا دليل عام على الزيارة كما في قضية ا لامام الحسين الأدلة الحاثة على زيارة الإمام الحسين بعض الأعلام ذهبوا إلى وجوبها وهو صحيح في زمان الذين يريدون أن يميتوا هذه القضية على المؤسسة الدينية لأنه نحن نعتقد والأحكام تاريخية وأحكام ولائية لابد أن يقول يجب الذهاب إلى زيارة الإمام الحسين، الأدلة العامة والأعزة عندما يراجعون هذه كامل الزيارات انه هذه الرواية مراراً وتكراراً قرأناها من أيام الكوثر إلى يومنا هذا انظروا إلى الرواية، بناءً على من يقول أن كل روايات كامل الزيارات معتبرة فلا نحتاج إلى البحث سندياً وأنا لا احتاج إلى سند لأنه أولاً هذه الروايات كثيرة فوق حد الاستفاضة أن لم اقل تواتر وثانياً القواعد العامة تساعد والثالث الأصول القرآنية تثبت وتؤيد الآن ليس بحثي فقط بشكل عام الرواية هذه.
الرواية عن الإمام الصادق اللهم يا خصنا بالكرامة ووعدنا بالشفاعة وخصنا بالوصية واعطانا علم ماضوا والى افئدة من الناس تهوي إلينا اغفرلي ولاخواني وزوار قبر أبي عبد الله عليه السلام بينك وبين الله فقط هو الإمام الحسين فقط امام معصوم؟ باقي الأئمة؟ لكنه بعد العام يذكر الخاص الإمام الحسين الذين أنفقوا اموالهم واشخصوا ابدانهم رغبة في برنا ورجاءً لما عندنا في صلتنا وسرور ادخلوه إلى نبيك واجاب منهم لامرنا وغيضاً ادخلوه على عدونا لأنه هذه الآن الإمام الصادق قريب من العهد الأموي وأوائل العهد العباسي فكافهم عنا بالرضوان إلى أن يقول اللهم أن أعدائنا عابوا عليهم، على خروج شيعتهم بالإمام الحسين عليهم، واضح أن الإمام يشير إلى الوضع الاجتماعي والسياسي الموجود، اللهم أعدائنا عابوا عليهم بخروجهم فلم ينههم ذلك عن الشخوص علينا خلافاً لما خالفنا فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس وارحم تلك الخدود التي تتقلب على حفرت أبي عبد الله سيدي يابن رسول الله تتكلم عن الأئمة لماذا انتقلت إلى ماذا؟ لأنها هي محور الشعائر في مدرسة أهل البيت.
وارحم تلك الاعين التي جرت دموعها رحمة لنا وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا اللهم إني استودعك تلك الابدان وتلك الانفس حتى توافيهم من الحوض يوم العطش سواءً الخمسين أو الثلاثين هذه كلها مصاديق هذا الطريق الثاني إذن الطريق الثاني الأدلة العامة نعم من حقك أن تسأل لماذا تخصصونها بالاربعين يأتي الجواب لماذا تعطون ميزة للاربعين يأتي الجواب، إذن أصل القضية كما يقال كان التامة ثابتة اما بالطريق الأوّل من دل عنده دليل على زيارة الأربعين اما بالطريق الثاني.
الطريق الثالث: وهذه من أهم الطرق التي اعتقد بها حتى لو لم يعننا الطريق الأوّل والطريق الثاني وهو استحداث طقوس والشعائر ولكن مما له اهلية هذا الاستحداث لأنه أنا لست من أولئك الذين اعتقد أن الشعائر كلها توقيفية أنا من أولئك الذين اعتقد أن الشعائر غير توقيفية ولكن بشرطها وشروطها ولهذا في محله نحن ذكرنا شروط ثلاثة يتذكر الأعزة الشرط الأوّل: طبعاً ممن له الاهلية يعني العارف بزمانه لا تهجم عليه اللوابس، الشرط الأوّل: أن تكون منسجمة بشكل دقيق مع منظومة المعارف الدينية وتراعى فيها جميع الموازين الشرعية هذه وظيفة أي انسان؟ وظيفة أهل المنبر؟ وظيفة المداح؟ وظيفة الحسيني؟ أبداً هذه وظيفة العلماء والمجتهدين الذين لهم احاطة بمنظومة المعارف الدينية.
الشرط الثاني: أن تكون (هذه الشعائر المستحدثة) سبباً في تثبت واستحكام الأهداف التي من اجلها نحن نريد أحياء تلك القضية نحن نريد أحياء القضية الحسينية سؤال ما هي اهداف القضية الحسينية الإمام الحسين خرج وعنده هدف أو لا يوجد عنده هدف؟ صريحاً رسالته إلى محمد بن الحنفية إنما خرجت لطلب الاصلاح اين؟ في الشيعة الذين يطبرون؟ لا، في امة جدي فهدفه ماذا كان؟ اصلاح الأمة ونحن أين أخذنا به؟ إلى الشيعة وجماعة أخرى أخذته إلى المطبرين فقط والذي لم يطبر لا يعتقد بالحسين أصلاً كاملٌ نقض لاغراض الإمام الحسين سلام الله عليه بل انتم اقرؤوا الخطب الأخرى مجموعة يوجد اذهبوا واقرؤوا خطب الإمام سلام الله عليه من خرج من المدينة إلى ساعة استشهاده اقرؤوا كلماته تجدون ابعاد الإنسانية في قضيته أن لم تكونوا كونوا احراراً في دنياكم هذا أي منطق كونوا احراراً في دنياكم هذا منطق ديني؟ لا هذا منطق انساني واقعاً البعد الإنساني وهذه واحدة من أهم قواعد فهم القضية الحسينية.
واحدة من أهم القواعد البعد الإنساني في النهضة الحسينية وهذا هو الذي يتجذب غير المتدين حتى يعني حتى غير المتدين من يصل إلى الإمام الحسين أنا سمعت بعض الشعراء المعروفين في العراق انتم تعرفونهم صابئة هؤلاء ولكن والله اقسم لكم ما سمعت ابياته إزاء الإمام الحسين الا وبكيت يعني هالقدر يقرون لي مصيبة ما تبكيني ولكن هذا كلماته يقول وقفت عند الباب وقلت أنا كلما سمعته بكيت صابئي ما يوجد عنده حتى دين كذائي من الذي اجتذبه إلى الإمام الحسين؟ أعزائي محمد مهدي الجواهري اذهبوا واقرؤوا هذا الرجل بيني وبين الله كان ماركسي يعني يعتقد بالله أو لا يعتقد؟
انظروا ماذا يقول عن الإمام الحسين من الذي وجده في الحسين حتى يحرك مشاعره وانتم تعلمون أن الشاعر ما يتحرك دائماً حتى يستطيع أن يقول شعراً لابد أن تتحرك القريحة والوجدان والعاطفة من الذي وجده في الحسين؟ اين هذا على منابرنا اين هذا في مؤسساتنا؟ اين هذا عند خطبائنا اين هذا عند الذين يحيون هذه الشعائر؟ كونوا على ثقة ارجوا أن لا نكون كذلك أنا ارجوا يوم القيامة أن يكون مصداقاً (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) لان الظلم الذي نحن نوجهه إلى هذه النهضة التي هي والى الآن يكون في علمكم أنا اعتقادي الشخصي أقوله أنا إلى الآن اعتقد انه عشر معشار اسرار هذه القضية إلى الآن لم يتضح وإنما يحتاج إلى زمان حتى نستكشف هذه القضية وإلا ليس جزافاً من النبي الأكرم إلى مائتين وخمسين سنة 11 امام يضعون يدهم على كربلاء من الذي يوجد في كربلاء؟ على أي الأحوال.
الشرط الثاني أن يكون سبباً في تثبيت واستحكام تلك الأهداف لا أن تكون سبباً في تشويه ونقض تلك الأهداف ولهذا بالأمس ذكرنا للأعزة هذه الشعائر سلاح ذو حدين يمكن أن تكون سبباً لإحياء الدين ويمكن أن تكون سبباً لتخريب ولهدم الدين.
الشرط الثالث: أن تكون منسجمة مع ثقافة العامة أعزائي هذه من أهم شروطها لأنه أنت قد تقوم بعمل ينسجم مع ثقافة العصر يفهمها أو لا يفهما؟ لا يفهمها، انتم تجدون في بعض هذه الأعمال التي تقام بعنوان شعائر حتى الناس الشيعة واقفين يقولون هذا ماذا معناه؟! يسألون ما معنى هذه العملية وحقهم لماذا؟ لأنه تنسجم مع ثقافة عصره أو لا تنسجم؟ لا تنسجم.
أنا نقلتها مراراً للأعزة شخص يقول وقفنا في مجلس حاضرين مفكرين كذا وذكرنا لهم القضية الحسينية وأنالامام الحسين عندما خرج اخذ أولاده معه اخذ أطفاله معه واخذ الأطفال الرضع معه إلى أنه كذا وكذا أقول أنا أتكلم وارى هؤلاء غير مهتمين وغير معتنين يقول عندما نزلنا قالوا هذا الإمام تقدسوه؟ قلت نعم، قالوا هذا إذا كان في زماننا نحاكمه، قلنا لماذا؟ قال كيف يذهب إلى الحرب وياخذ معه طفل ستة أشهر؟! انظر ثقافته يقول ثقافته عندما يريد أن يذهب إلى مكان خطر يأخذ أولاده معه أم لا؟ المفروض ياخذ أم لا؟ فإذا اخذهم يعني هو المسؤول فلابد أن نحاكمه أنت لماذا ذهبت إلى هذا؟!
إذن عزيزي إذا أريد اعرف الإمام الحسين وقضية الإمام الحسين لابد أتكلم ضمن منظومة ثقافته الذي تقيمه في كربلاء وفي قم تريد تقيمه في شوارع بريطانيا أو في شوارع امريكا فيفهمه أو لا يفهمه؟ كل الذي يفهمه منك يقول هؤلاء ليسوا أبناء هذا العصر بل من القرون الوسطى لماذا؟ لأنها يفهمها أو لا يفهمها؟ لا يفهمها.
إذن الشرط الثالث لابد يكون منسجمة مع ثقافة العصر وهذه لا تكون الا ممن هو محيط بزمانه العارف بزمانه لا تهجم عليه اللوابس وهنا أشير إلى مسألة أساسية أعزائي أي شعيرة أي طقس أي عمل نريد أن نعطيه بعداً عاماً اجتماعياً مؤثراً لابد أن يكون له زمان ومكان معين انتم كم عندنا عبادات في الإسلام ولكن العبادات الاجتماعية كلها ما هي؟ متروكة للافراد أو معينة زماناً ومكاناً؟
انظروا إلى الحج أنت تستطيع أي وقت تحج؟ لماذا؟ الله كان يفرض علينا حج وعمل فردي ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه أنت تذهب إلى ذي القعدة هو يذهب في رمضان ذاك يروح في رجب وذاك كذا يحقق الغرض أو لا يحقق؟ متى يحقق الغرض؟ الزمان المكان المعين هذا هو التأثير وهذا هو العقل الجمعي والاجتماعي رمضان الصوم انتم تقولون هكذا فوائدها جيد واحد خلي يصوم برمضان واحد خلي يصوم في محرم ماذا الإشكال؟ هي قضية عبادة مثل الصلاة أنت بيني وبين الله أنت تصلي هنا هو يصلي هناك زمانها معين أو غير معين؟ في الصلاة تجدون أنها أعطيت بعداً فردياً ولكن حثوا الناس وحثوا المسلمين على الصلاة الجماعة على صلاة الجمعة زمان ومكان معين وهكذا العبادات هذه الاداب وهذه الشعائر إذا تريد أن تؤثر اثرها لابد أن يكون ماذا؟ زمان معين ومكان معين ووقع اختيار أئمة أهل البيت واختيار النبي الأكرم على الشخص والزمان والمكان من هو؟ الحسين سلام الله عليه هذه في أي شعيرة إذا أردتم أن تأخذ بعداً عاماً وعقلاً جمعياً لابد أن يشخص الشخص أن يشخص ماذا؟ وقلنا أن الحسين له كاريزما خاصة وله من القدسية لم ينلها احد بعد رسول الله كما نالها الإمام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام.
يبقى هذا السؤال الأخير حتى أكمل حديثي: لماذا الأربعين؟ اجعلوها ثلاث اجعلوها ستة اجعلوها خمسة عشر هذه الأربعين من اين جبتولنا بها أعزائي واقعاً الأعزة الذين يريدون أن يشتغلوا أنا في عقيدتي هذه العدد أربعين في التراث الإنساني يحتاج إلى رسالة اكاديمية ماجيستر أو دكتوراه يكون في علمكم لان هذا العدد له تاريخ قد يصل إلى ستة آلاف عام من فراعنة مصر يعني قبل اليهودية وقبل المسيحية وأنت عندما ترجع تجدون أنهم كانوا الشخص عندما يموت لا يدفن الا بعد أربعين يوم هذه الأربعين ماذا؟ لماذا ليس 39 لماذا ليس 42 لماذا ليس 32؟ هذه خصوصية الأربعين ماذا؟ اما العهد القديم والعهد الجديد الآن لا أريد ادخل في تاريخ العدد كما العدد سبعة أيضاً كذلك يكفيك (لأننا نبحث عن جذور قرآنية أوّلاً تتذكرون) أن ترجع إلى القرآن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم البقرة الآية 51 قال تعالى: (وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) بينك وبين الله لماذا ليس 42 لماذا ليس 30 لماذا ليس 17؟ هذه أربعين ما هي؟ (أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ) هذه الآية الأولى.
الآية الثانية: 26 من المائدة (قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً) لماذا ليس 30 سنة؟ هذه ما هي خصوصية الأربعينية؟ سر واقعاً سر من الأسرار وكل ما نقول فيه لا يخرج عن التخمين وعن الحدث من قبيل أوائل السور 30-35 قول ولكن كلها احتمالات وتخمينات هذا المورد الثاني.
المورد الثالث: في سورة الأعراف الآية 142 (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) إذن يتبين أن الأربعين يعطي تمامية الشيء كأنه قبل الأربعين ماذا يكون الأمر؟ ناقصة ولعل من أوضح الآية هذه الآية في سورة الاحقاف الآية 15 (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً) ولهذا الآن كمال عقل الإنسان متى؟ في الأربعين لماذا؟ هذه قضية تكوينية أم اعتبارية؟ أصلاً أن الرسول يبعث في الأربعين لماذا قبل ذلك لا؟
من هنا طرح بحث مهم واساسي وهو أن هذا الأربعين أو العدد أربعين امر مرتبط بالتكوين أم اعتباري أي منهما؟ واضح الآية المباركة وبلغ اشده وبلغ أربعين سنة امر وجودي تكويني أم اعتباري؟ وجودي تكويني من هنا لابد أن نعرف اسرار أربعينية الإمام الحسين من الذي نريد أن نكمله في هذه الواقعة في الأربعين؟ ولكن مع الأسف الشديد الآن ثقافة الذين يذهبون بملايين إلى زيارة الإمام الحسين يلتفتون إلى هذه الأبعاد لعلها آثارها الوضعية موجودة أنا لا اعلم ولكنه لابد من تثقيف الناس على هذه القضية ولهذا إذا ترجعون إلى الروايات فالروايات فوق حد الإحصاء في إعطاء بعد للعدد أربعين.
الكافي الجزء التاسع في كل المجالات أنا لا اعلم واقعاً سر هذا الرقم ما هو، الكافي الجزء التاسع كتاب المعيشة من الفروع قال فبكاء قال أمير المؤمنين اوحى الله عن أبي عبد الله قال أمير المؤمنين قال اوحى الله عزّ وجلّ انك نعم العبد لولا انك تأكل من بيت المال ولا تعمل بيدك شيئا قال: فبكى داوود أربعين صباحا ماذا خصوصية الأربعين؟ فاوحى الله عزّ وجلّ إلى الحديد أن لن لعبدي وأنا لنا له الحديد هذا مورد.
المورد الثاني: الكافي المجلد الثاني عشر صفحة 656 قال الرواية 12054 الرواية عن الصادق من شرب الخمر لم يقبل الله له صلاة أربعين يوما لماذا ليس 45 لماذا ليس 35؟ هذه رواية.
تعالوا معنا إلى صفحة 690 قلت لأبي الحسن أنا روينا عن النبي انه قال من شرب الخمر لم تحتسب له صلاته أربعين يوما قال فقال صدقوا، الإمام يقول هذه الرواية التي تنقولها صادقة قلت وكيف لا تحتسب صلاته أربعين صباحا؟ لا اقل من ذلك ولا أكثر؟ هذه خصوصية الأربعين ما هي يابن رسول الله؟ فقال أن الله (انظروا الإمام سلام الله كيف يربط مسألة الصلاة بمسألة التكوين) عزّ وجلّ قدر خلق الإنسان فصيره نطفة أربعين يوما ثم نقلها فصيرها علقة أربعين يوماً ثم نقلها فصيرها مضغة أربعين يوماً فهو إذا شرب الخمر بقية إلى كذا فهذه مرتبطة بعالم التكوين هذه هم رواية وهاتين الروايتين سند هم ما نحتاج لأنه جذرها قرآني ثابت ومسألة الأربعين ثابتة لا يقول لي قائل سيدنا الست تقول اعرضوا على كتابنا أنا أيضاً أسست له قرآنياً قبل أن أأتي لتأسيس الرواية هذا هم المورد الثاني.
المورد الثالث: الشيخ الصدوق في كمال الدين هناك في صفحة 245 يقول فبكى آدم بعد أن قتل قابيل هابيل فلما رجع إلى آدم قال له يا هابيل اين قابيل؟ فقال ما ادري وما بعثني له راعياً فانطلق آدم فوجد هابيل مقتولاً فقال فبكى آدم على هابيل أربعين ليلة.
المورد الرابع: هذا من باب الأمثلة عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق هذه الرواية المعروفة والتي كتبت مئات الكتب على أساس الاربعينيات من حفظ على امتي أربعين حديثا أو من اخلص لله أربعين صباحاً، ما اخلص عبد لله عزّ وجلّ أربعين صباحاً الا جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه لماذا الأربعين؟.
من مصادر أهل السنة المصنّف لابن أبي شيبة المتوفى 235 المجلد التاسع عشر صفحة 78 رقم الحديث 35485 يقول من اخلص عبد أربعين صباحاً الا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه.
ومورد آخر الذي اختم به التمهيد لابن عبد البر المتوفى 463 التمهيد لموطئ من المعاني والمسانيد المجلد السابع صفحة 303 رقم الحديث 478 الرواية يقول خمّر الله طينة آدم أربعين ليلة ثم خلقها بيده ولو تدخل إلى واقعاً هذا العدد أربعين لتجد عجب العجاب ما من مورد الا من المحذور إذن انه نريد أن نثبت هذه الشعيرة نثبتها اين؟ افترضوا دليل خاص لا يوجد عندنا وافترضوا روايات وزيارة الأربعين وكذا قد يأتي شخص ويقول لم يثبت عندي كما قال البعض قضية جابر يقول لم يثبت عندي ولكن هذا يؤثر أو لا يؤثر؟ لا يؤثر لان الطريق الثاني موجود والطريق الثالث أيضاً موجود .
وهنا اختم كلامي بهذه الجملتين فما نقل عنا وما نشر عنا أن السيد يشكك في مسألة زيارة الأربعين أو مسيرة الأربعين أو الذهاب إلى الإمام الحسين في أربعين واقعاً هؤلاء اما مرضا واما جهلة أنا كنت أتكلم عن واحدة من الطرق التي وقع فيها تأمل وليس في أصل القضية قلت بأنه هذه الروايات قد يدعي احد أنها ما هي؟ ضعيفة السند مرسلة لا أصل لها قد يشكك آخر في قضية جابر ومجيئه إلى الأربعين قد يشكك شخص في رجوع السبايا من دمشق إلى الإمام الحسين في الأربعين قد يشكك في كل هذا ولكن هذا يؤثر على القضية الأصلية أو لا يؤثر؟ لأنه هناك طرق متعددة بعبارة أخرى هذا تشكيك في الدليل لا تشكيك في المدعى ولذا أنا معتقد انه قضية الإمام الحسين بشكل عام والشعائر الحسينية بشكل خاص وشعيرة الأربعين بشكل اخص لها من المعطيات ما لم نكتشف كثيراً منها بل أكثرها إلى يومنا هذا وندعوا الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا أن نقف عند بعض هذه المعطيات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والحمد لله رب العالمين.