أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
كان الكلام في بيان بعض خصائص نظرية المعرفة في النص القرآني نريد أن نقف على خصائص أو أهم خصائص نظرية المعرفة في النص القرآني بالأمس اشرنا إلى أن المفردات والاصطلاحات التي استعملها القرآن الكريم للإدراك في القرآن أو للإدراك الإنساني أعدادها كثيرة طبعاً جملة من هذه المفردات يمكن أن تتداخل ولذا من الكتب الجيدة في هذا المجال باللغة الفارسية لا العربية حاول استقصاء هذه المفردات والوقوف عندها لغةً واصطلاحاً واستعمالاً في القرآن الكريم وهو هذا الكتاب معرفت شناسي در قرآن الدكتور محمد تقي فعالي هذا الرجل أو هذا الباحث عندما يأتي الآن عنده مقدمة مفيدة الأعزة إذا عندهم وقت يراجعونها انظروا إلى المفردات المستعملة.
المفردة الأولى المعرفة ومشتقاتها.
المفردة الثانية العلم ومشتقاتها.
المفردة الثالثة القلب الذي هنا عندما يأتي إلى القلب بعد يقف عند النفس والفؤاد والروح والصدر ونحو ذلك.
المفردة الرابعة الجهل، الجهل من الادراكات لان الجهل المركب نحو من العلم ونحن ذكرنا في مقدمة المنطق خلافاً للشيخ المظفر الذي قال بأن الجهل المركب ليس من العلم قلنا لا، نحو من العلم ولكن علم غير مطابق وإلا علم.
الخامس الحس السادس البرهان السابع الكشف الثامن الفقه التاسع التدبر العاشر العقل الحادي عشر الفكر الثاني عشر النظر الثالث عشر الرؤية ألم يعلم بأن الله يرى الرابع عشر العمى الخامس عشر الصم السادس عشر النهى السابع عشر الثامن عشر الشعور التاسع عشر الحكمة العشرون الحجة هذه تقريباً عشرين اصطلاح استعمل لإفادة الإدراك بالنسبة إلى الإنسان في القرآن فإذن بحث قيم واقعاً قراني وهو أنّه أساساً كيف يحصل أو لماذا أن القرآن الكريم يشير إلى مفردات متعددة في اللغة العربية لإفادة الإدراك هذه ليست مترادفات إذن يتضح بأن إدراك الإنسان مختلف فان الإدراك القلبي شيء والإدراك العقلي شيء والإدراك الحسي شيء وهكذا وهكذا هذه إنما أشرت إليها كمقدمة حتى يتضح للأعزة.
نحن بالأمس قلنا من الواضح ليس بحثنا في نظرية المعرفة القرآنية ولا نظرية المعرفة الفلسفية ولا نظرية المعرفة العرفانية ولا نظرية المعرفة…. وهكذا واطمئن كل واحد من هؤلاء عندهم نظرية المعرفة وأنت ما لم تقف على نظرية المعرفة اطمئن دخولك مو أعمى، أعمى إلى سابع درجة لماذا؟ لأنه لا تعلم على أي سدى تتحرك أنت لان نظرية المعرفة هي التي تعطي لك مفاتيح عملية الإدراك والفهم والاستدلال والاستنتاج ونحو ذلك فإذا لم تقف على أسس أو مفاتيح نظرية المعرفة في ذلك العلم لا يمكنك أن تستنتج بشكل منطقي وصحيح.
نحن قلنا نقف عند مصطلحين الذي يرتبط ببحثنا أنا في اعتقادي يعني بحسب فهمي أن هاتين المفردتين في القرآن تشير إلى نحوين والى صنفين من نظرية المعرفة يعني نظرية المعرفة التي قوامها العقل ونظرية المعرفة التي قوامها القلب.
هذا ما نريد أن نقف عنده لنبين أنّه أساساً القرآن الكريم لماذا وضع يده على هذين النحوين من نظرية المعرفة في القرآن، قد يقول قائل سيدنا من قال بأن القلب من أدوات الإدراك في القرآن؟ لا إشكال ثبت عندنا أن العقل من أدوات الإدراك ولكن من يقول أن القلب أيضاً من أدوات الإدراك؟
الجواب هذه بعض الآيات القرآنية الآية الأولى في سورة الأعراف الآية 179 (لهم قلوب لا يفقهون بها) ما معنى لا يفقهون بها؟ لا يدركون الآن قراءته عقلية محضة يقول والمراد من القلوب العقول لا عزيزي أبداً لان القرآن الكريم يعني ما كان يعرف يستعمل بدل القلب العقل، كان يقول لهم عقول ماذا؟ كما عندنا في مكان آخر لا يعقلون لماذا يقول قلوب لا يفقهون إذن يكشف لك أن القلب للإدراك كما أن العقل للإدراك هذه الآية الأولى.
الآية الثانية: (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها) الآية 46 من سورة الحج فلا يمكن لأحد أن يقول أن المراد من القلوب هنا يعني العقول وإلا لازمه لهم عقول يعقلون بها ما لها معنى ذاك الوقت إذن القلوب شيء غير العقول.
الآية الثالثة: من الآيات القيمة في هذا المجال وهي الآية 24 من سورة الخاتم صلى الله عليه وآله (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب…) هو التدبر للعقل أم للقلب؟ تدبر القرآن من يقوم به؟ العقل أم القلب؟ القرآن يقول التدبر القرآني منشأه ما هو؟ وآيات عشرات أنا فقط من باب المثال حتى اثبت لكم أن القرآن استعمل مفردة القلب لإفادة الإدراك بعد لا نحتاج عند الآيات التي استعمل فيها القرآن العقل لإفادة القرآن لأنه هذاك من الواضحات تحصيل الحاصل.
من هنا لابد أن نقف ما الفرق بينهما، يعني ما الفرق بين الإدراك العقلي والإدراك القلبي؟ وهذا الذي واقعاً بحسب تتبعي لم أجد شيئاً تطمئن إليه النفس في كلماتهم شرّقوا وغرّبوا واحد قال العقل واضح القوة النظرية أما من جاءوا إلى القلب واحد قال المراد من القلب يعني النفس واحد قال الرواح كل واحد يقول شيء.
السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه في الميزان في تفسير القرآن المجلد الثاني في ذيل الآيات 224 إلى 227 هناك يوجد عنده بحث كلام في معنى القلب في القرآن بعد واضح يريد أن يقف عندما يقول لهم قلوب أو آثم قلبه عجيب أيضاً يعني أنت عندما تأتي تجد عجيب استعمالات القرآن آثم الإثم هو مرتبط بالقلب؟ لماذا؟ إذا صار وقت أبين لكم بعض خصوصياته.
يقول وهذا من الشواهد على أن المراد من القلب هو الإنسان بمعنى النفس والروح باي دليل؟ بعض الشواهد توجد شواهد مقابلها على أي الأحوال ما أريد ادخل إلى التفاصيل.
تعالوا معنا إلى اللغة ما هو العقل ما هو القلب لغة؟ طبعاً انتم تعرفون بأنه الراغب الأصفهاني من أهم خصائص كتاب المفردات لألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني لا ينظر فقط إلى البعد اللغوي المحض وإنما يأخذ المفردة اللغوية بلحاظ الاستعمال القرآني وهذه نكتة أساسية لأن القرآن الكريم صحيح أن هذه اللغة التي استعملها هي لغة العرب ولكنه هذه الألفاظ كيف في الفقه وفي الأصول عندك حقيقة شرعية وحقيقة متشرعية لفظ الصلاة أخذها من العرب ولكن أعطاها أبعاد جديدة أعطاها أنت سميه حاول أن يصوغ مصداقاً جديداً لها كما على مبنانا.
مفهوم الحج يبقى حج لغة ولكنه أعطاها بحسب الاستعمال مصاديق جديدة كل المفردات استعملها هكذا يعني انتم انظروا إلى لفظ العرش استوى على العرش وسع كرسيه أنت ترجع إلى اللغة العرش والكرسي ما هو؟
أما هو عندما يستعمل لا، يريد شيئاً آخر كما اوضحناه مفصلاً في الجزء الثاني من التوحيد أن العرش والكرسي في القرآن مرتبتان من علم الله الفعلي أين مرتبتان من علم الله الفعلي؟ وأين الاستعمال العرفي للعرش والكرسي؟ لكنه يريد أن يخاطب هؤلاء الناس جعلناه قرآناً عربيا لعلكم تعقلون ولكنه في المقابل ماذا قال لك؟ أفلا يتدبرون القرآن مو أنّه تقول لي بأنه عليك بكتاب اللغة، لا، كتاب اللغة وحده لا يكفي على أي الأحوال.
مفردات الراغب تعالوا معنا إلى صفحة 577 في مادة عَقَلَ العقل يقال للقوة المتهيئة لقبول العلم يسمى عقلاً هذه القوة التي بها يمتاز الإنسان عن موجودات أخرى ولهذا عُبّر عنه حيوان ناطق هذه إشارة إلى القوة الخاصة التي أشار إليها السيد الطباطبائي بالأمس وبيناه ويقال أيضاً عقل للعلم يعني لما انتجته هذه القوة أيضاً يقال له هذه أمور عقلية يعني ماذا أمور عقلية؟ هذه قواعد عقلية ما معنى قواعد عقلية؟ هذه ليست معناه يعني أن القوة انتجت بل منتج القوة العقلية.
ولهذا لابد أن تميزوا جيداً بين القوة وبين منتج القوة وهذا الذي نحن مراراً ميزنا بينهم فيما سبق قلنا لا يوجد حتى الإخباري محتاج إلى العقل ولكن هو يقول العقل بمعنى القوة لا بمعنى منتج هذه القوة ولهذا لا يقبل منتجات القوة العقلية يقول الفلسفة باطلة، الفلسفة هي منتجات القوة العقلية من غير الاستعانة بآية ورواية أبداً أبداً هو يجلس ويستنبط ويستدل ويستنتج ويشكل قياس إلى آخره فيخرج بنتيجة.
ولهذا التفتوا جيداً يقول العقل يقال للقوة المتهيئة لقبول العلم ويقال للعلم الذي يستفيده الإنسان بتلك القوة عقل ولهذا قال أمير المؤمنين رأيت العقل عقلين فمطبوع ومسموع ولا ينفع مسموع إذا لم يكن مطبوع كما لا ينفع الشمس وضوء العين ممنوع والى الأول يعني القوة أشار ما خلق الله خلقاً أكرم إليه من العقل طبعاً هؤلاء لا يفسرون العقل يعني العقل الأول يعني هذه القوة العاقلة الموجودة في الإنسان والى الثاني يعني منتج القوة العقلي ما كسب احد شيئاً أفضل من عقلٍ يهديه إلى هداه هذه إشارة إلى منتج العقل يعني ما كسب به الجنان عبد به الرحمان واكتسب به الجنان.
وكل موضع ذم الله فيه الكفار بعدم العقل فإشارة إلى الثاني دون الأول نحو مثل الذين كفروا كمثل الذين صم بكم عمي فهم لا يعقلون ونحو ذلك وكل موضع رفع فيه التكليف عن العبد لعدم العقل فإشارة إلى الأول يعني القوة العقلية رفع القلم عن المجنون يعني لا توجد فيه القوة العقلية لا أن لا توجد فيه العلم واصل العقل كذا إلى آخره هذا فيما يتعلق بالعقل.
تعالوا معنا إلى القلب في صفحة 681 في مادة قَلَب، قلب الشيء كذا وكذا إلى أن يأتي يقول ذكرى أن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أي علم وفهم فإذن القلب أيضاً من استعمالاته في القرآن للبعد الإدراكي هذا الذي نحن استشهدنا من خلال القرائن.
وكذلك وجعلنا على قلوبهم أكنّة يفقهوا وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ولتطمئن به قلوبكم أي نثبت به إلى آخره هذا المفردات الأعزة إن شاء الله يراجعون.
تعالوا معنا إلى معجم مقاييس اللغة لأبي الحسين احمد بن فارس بن زكريا المتوفى 395 في مادة قَلَبَ صفحة 857 مادة قَلَبَ القاف واللام والباء أصلان صحيحان أحدهما يدلّ على خالص الشيء وشريكه نكتة مهمة جداً فإذن عندما نقول قلب الإنسان يعني أخلص أصفى شيء في الإنسان ما هو؟ قلبه لا عقله، وأشرف شيء في الإنسان قلبه والعجيب أنا وجدت في بعض الروايات لا اعلم في مصادرنا الشيعية موجودة أو لا أنّه في جملة من الأحيان يرجع إلى رسول الله يقول يابن رسول الله يعرض علينا الشيء ولا نعلم ماذا يفعل؟ قال: استفتي قلبك.
ومن هنا تجد القرآن الكريم يقول لهم قلوب لا يفقهون لا عقول، على أي الأحوال يقول والآخر على رد شيء فالأول قلب الإنسان سمي به لأنه فالأول القلب قلب الإنسان سميّ به لأنه اخلص شيء فيه وأرفعه وخالص كل شيء وأشرفه قلبه فإذا أنت تريد أن تقول تريد أن ت عطي محورية لشيء تقول قلب ما تقول عقل تقول قلب ويقولون عربي قلب يعني خالص والى آخره هذه أيضاً لمعجم المقاييس تعالوا إلى تهذيب اللغة لأبي منصور محمد بن احمد الازهري المتوفى 370 كلما تكون هذه المصادر أقدم لأنه اقرب تكون إلى الاستعمالات في ذلك الزمان في مادة قَلَبَ قال ليث القلب مضغة من الفؤاد معلقة بالنياط هذا القلب الصنوبري المادي وقال أن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب.
وقال الفراء يقول لمن كان له العقل هذا بعد يحتاج إلى دليل قال هذا جائز وقال غيره وفي الحديث أن موسى إلى فلان وروي عن النبي قال أتاكم أهل وروي عن النبي انتم ارجعوا إلى الروايات تجدون هذه الخصوصية دائماً تنسب إلى القلوب لا إلى العقول التفتوا ما هي؟ أتاكم أهل اليمن وهم أرقّ قلوباً وألين أفئدةً إذن الرقة واللين والرأفة والرحمة والحب والعشق منشأها القلب، وروايات كثيرة في هذا المجال أما أنت لا تجد أي مكان في الروايات أو في الآيات القرآنية تنسب الرقة واللين والرأفة والرحمة إلى العقل أبداً، ولو كنت فظاً غليظ العقل؟ لا أبداً، غليظ…. إذن كل الخصوصيات المرتبطة بالرأفة، بالرحمة، بالحب، بغض إلى آخره كله مرتبطة مركزه القلب لا مركزه العقل.
فوصف القلوب بالرقة والأفئدة باللين وكأن القلب أخص من الفؤاد في الاستعمال ولذلك قالوا أصبت حبة قلبه وسويداء قلبه في الحب أصبت حبة قلبه لا حبة عقله هاتان المفردتان في القرآن هذا إجمالاً إن شاء الله توضيحه يأتي.
تعالوا معنا إلى القرآن، القرآن الكريم في هاتين المفردتين نحن عادةً من نقرأ كتاب الموضوعات الأساسية نفهرسها في الأوراق لأنه هو الفهرس واسع لكن أنت تراجع الفهرس تجد قد عنوانه جيد ولكن تراجع البحث له تجد فيه محتوى أو لا يوجد؟ فنحن الموضوعات الأساسية في كل كتاب هذا عنوان أهم أبحاث في كتاب معرفة شناسى در قرآن ولهذا بعد مباشرة من نريد نرجع عندنا 10-15 في 700 صفحة الموضوعات الأساسية مالتها كلهن اين ولكنه هذا لابد أن تستفيدوه وهو انه تخلي في ذهنك مطالب في هذا الكتاب شايلهن وإلا إذا نطالع 200 كتاب لا تستطيع ليلة البحث تراجع مائتين فهرسة للكتب ولكن تعلم أن هذا ورأيته في فلان مطلب على أي الأحوال.
تعالوا معنا في صفحة 92 من الكتاب في مادة عقل از جمله واژه هاى معرفتى قرآن يكى عقل است طبعاً القرآن لم يستعمل هذه المفردة بنحو الاسم يعني نحن لا يوجد عندنا مفردة المصدر أو الاسم في القرآن باسم عقل نعم مشتقاته موجودة يعقلون تعقلون يعقلوا ولكنه أصل الاسم أو المصدر غير موجود كريشه آن در قرآن كم مرة مكررة؟ 49 مرة جاءت هذه المفردة في القرآن الكريم هي مشتقاتها.
اما تعالوا إلى مفردة القلب ريشه اين لفظ در ميان 168 بار آمده يعني 168 كم ضعف؟ 3.5 أضعاف يعني كم مرة جاءت مفردة العقل في مقابلها 3 مراة جاءت إذا دل كثرة الاستعمال على الأهمية هذه من موارده إذا قبلنا الآن هذا قد يناقش احد في هذا والبعض قد يثبت يقول عندك ستمائة آية واردة في النفاق إذن مسألة أو ظاهرة النفاق جدوا مهمة تقول لها بأي دليل؟ تقول لان القرآن وضع لها كم آية؟ ستمائة آية.
يقول الشيخ المطهري المعاد ركن أساسي في تربية الإنسان بأي دليل؟ يقول تأكيد القرآن لأنه أكثر من ربع القرآن وأكثر من ثلث القرآن أكثر من 20% من آيات القرآن وردت إذا قبلنا هذا الأصل لأنه هذا الأصل هم فيه نقوف ما أريد ادخل إذا قبلنا هذا الأصل سؤال الإمامة أهم أم احكام النكاح؟ ماذا تقولون؟ أصلاً لا يقال كم آية في الإمامة عندك؟ إذن احكام النكاح أهم من الإمامة هكذا يمكن؟ الآن أنا ليس بصدد أناقش ولكن قلنا إذا قبلنا هذا الأصل وهو أن كثرة الاستعمال تدل على الأهمية هذا يكشف لنا عن ماذا؟ اما إذا لم نقبل هذا بحث آخر ولكنه 168 مورد في القرآن جاءت هذه المفردة.
تعالوا معنا إلى نظريات الإدراك:
النظرية الأولى: وهي النظرية المتعارفه عندنا ونصر عليها ويصر عليها الجميع ويؤكدون أن المدار على قوة التعقل وهي النظرية الحاكمة الآن في حوزاتنا العلمية وفي الفلسفة وفي المنطق وفي الأصول لا يأتي احد على ذكر القلب بل يذمون أصحاب القلوب يقولون هؤلاء عرفاء الذين يقولون قلب قلب هؤلاء أصحاب الاذواق والاستحسانات وتوهمات إلى آخره ليس فقط انه يقولون طريق آخر ذاك للادراك يقولون ذاك طريق ممدوح أم مذموم؟ مذموم هذه النظرية الأولى وهي النظرية المتعارفة.
النظرية الثاني: التي تقول أن الإدراك محضاً إنما هو للقلب والعقل لا، ليس له دور إلا أن يبعدك عن الهدف هنا پاى استدلاليان چوبين بود، الاستدلال العقلي من قبيل الإنسان الذي يضع رجليه على عكازتين من خشب كل ساعة من هنا وهنا وعلى ساعة يقع پاى استدلاليان چوبين بود وهذا الذي انتم تقرؤونه مفصلاً عشرات الأدلة اقامها ابن حمزة الفناري في مقدمة المصباح لبيان خطأ الاستدلال العقلي وانه لا يوصل إلى نتيجة اتركوا هذا الطريق لا يزيدكم سرعة المشي إلا بعدا، ولهذا تجدون السيد حيدر آملي في جامع الأسرار ومنبع الأنوار هناك يقول في بيان كيفية تحصيل العلوم الرسمية التي هي بالقوة العقلية والعلوم الحقيقية التي هي بالقلب فيبدأ يقول اما كيفية تحصيل العلوم الرسمية يبدأ من صفحة 526 يبدأ فيبين مشكلات هذا الطريق إلى أن يأتي في صفحة 533 يقول وبالجملة تحصيل هذين القسمين أأعني قسم الشرعيات والنقليات وقسم الحكميات والعقليات يحتاج إلى مجاهدة ثمانين سنة متوالية صادق أم كاذب؟ صادق بيني وبين الله انه هذه العلوم تحتاج إلى جهود جبارة لأنه الأول كما قررناه يحتاج إلى خمسين سنة والثاني إلى ثلاثين سنة، حتى يطلع صاحبها جاهلا يقول بعد ثمانين سنة صاحبها ماذا يصير؟ لأنه كان عنده جهل بسيط الآن صار مركب فيتصور كذا .
إذن هذان طريقان متباينان، حتى يصير صاحبه جاهل معجباً متكبراً تابعاً للشيطان وهواه بعيداً عن الحق واهله نازلاً في حقه قل هل انبأكم في الاخسرين اعمالا الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ويعد على ذلك يبدأ أن خلاصة هذين القسمين هو معد الكلام في الشرعيات وقسم الالهيات في الحكميات ويبين نواقصه تقول له جيد جداً ما هو الطريق؟ يقول في صفحة 534 وأما كيفية تحصيل العلوم الحقيقية فهو في غاية السهولة لا 80 سنة ولا ابدا لأنها موقوفة على فراغ القلب وصفاء الباطن.
يقول فليس لنا إلا صيقلة القلوب وجعلها كالمرآة وأخذها في الموضع المناسب حتى تنعكس فيها كل المعارف الإلهية في ليلة واحدة طبعاً على هذه النظرية أنت تستطيع بعد تتقبل طفل خمسة سنوات ماذا يصير؟ امام ويوجد عنده علم الأولين والآخرين هذه النظرية وإلا نظرية الأولى ما تحل المشكلة لأنه النظرية الأولى كسب ادري ما تقول لي خمسة سنوات اشكد كسب حتى اعلم علم الأولين والاخرين؟ وهذا هو المصطلح عليه بالعلم اللدني في قبال العلم الكسبي الرسمي .
قال: في غاية السهولة لأنها موقوفة على فراغ القلب وصفاء الباطن وهذا يمكن بساعة واحدة وبيوم واحد وبليلة واحدة وهذا هو المعروف مسيرة المائة سنة يمكن أن تطوى في ليلة واحدة هذا مبنى على هذا الأساس وليس على ذاك الأساس هذا إذا كان الآخر اعلم إذا قد تبرأنا جميع العقول الآن بأي دليل؟ يقول أن جميع العلوم والحقائق ثابتة في العقل الأول الذي هو ام الكتاب والأعلى على سبيل الإجمال ومسطور كذا وقد تقرر أن الإنسان نموذج فلان وتقرر أن هذا الروح والقلب لولا تعلقهما بالجسد والأحوال الدنيوية لكان مطالعين فقط يحتاج إلى ماذا؟ ولهذا انتم تجدون في الروايات فقط دققوا يعبر عن روايات اما قلب منكوس ما يقول عقل منكوس قلب منكوس يعني بدل ما تجعله هكذا حتى انزل من السماء ماءً فسالت أودية يدخل فيه الماء أنت تقلبه بعد يدخل فيه شيء أو لا يدخل؟ وقلب كذا وقلب كذا لأنها الروايات كلها تقول الإدراك ما هو؟ الإدراك الحقيقي للقلب .
تعالوا معنا إلى القلب در قرآن صفات قلب حالات قلب أفعال قلب ويژگيهاى أدراك قلبي ظلالة قلب هذا كلها أشار إليها القرآن نظرية كاملة ولكننا اين ذهبنا في نظرية المعرفة؟ إلى العقل وتركنا ماذا؟ رحمة الله على السيد الشهيد الصدر يقول أنا لا ادري ما سر هذه الحوزة يدخل الإنسان فيها فيمتلأ عقلاً ويفرغ قلبا، من الناحية العقلية يصير قوياً بتعبيرهم يشق الشعر فيصير مدقق ومحقق يعني ماذا؟ يعني يشق الشعر إلى نصفين ولكنه في البعد العملي التزكية موجودة أو غير موجودة؟
يقول رحمة الله تعالى عليه يقول يدخل الطلبة الشاب إلى الحوزة يصلي صلاة الليل بعد خمسة سنوات يترك صلاة الليل السر اين؟! مع أن القرآن الكريم لم يذكر العلم إلا وقدم عليه أو أخر عنه التذكير هذه من عبارات القيمة لشيخنا الاستاذ شيخ جوادي يقول أن العلم مقدمة للتزكية وان التزكية مقَدمة على العلم تلك مقدِمة وهذه مقَدمة يعني التزكية اشرف من العلم نعم من مقدمات الزكية ماذا؟ ومن الواضح أن ذو المقدمة اشرف من المقدمة ولكن في حوزاتنا كيف؟ إذن النظرية الأولى نظرية انه عقل وحذف القلب.
النظرية الثاني: القلب وحذف العقل المهم أنت سميه هو يقول هذا هو الطريق يعني ليس كل واحد بنفسه هذه يعني كل واحد أدلته الخاصة يعني المشائين عندما يصرون إلى العقل ويصرون على القلب ليس انه بقال رأس فلان ولكنه هو طرفه ولهذا قلت لكم اليوم إذا عندكم مصباح الإنس اذهبوا وراجعوا انظروا كم دليل يقيم على إبطال الدليل العقلي أو الطريق العقلي لنيل المعارف والعكس صحيح يعني تعالوا إلى المنهج المشائي أو المنشأ العقلي انظروا كم نحن اشرنا إليه كثير من هذه في آخر شرح تمهيد القواعد هناك بيّنا انه يقولون هذه ماخولي أصلاً هذا جنون آني هؤلاء الذين يقولون بأنه عرفان وكشف والى آخره مالاخوليا أو كذا يقولون.
الطريق الثالث: انه يعطي لكل حقه بأي دليل؟ بدليل نص القرآن والقرآن لم يحذف العقل ولم يحذف القلب أعطى للعقل دوره واعطى للقلب دوره وهنا فقط جملة واحدة أقولها أن شاء الله تفصيلها غداً وكلاهما يكمل الآخر يعني قلب بلا عقل ليس قلباً وعقلٌ بلا قلب ليس عقلاً من قبيل ما قلناه في حديث الثقلين في حديث الثقلين قلنا قرآن بلا عترت ليس قرآناً وعترت بلا قرآن ليس عترت بأي دليل؟ بدليل وانهما لن يفترقا فإذا قلت قرآن بلا عترت فقد افترقا وإذا قلنا عترت بلا قرآن كما يقول الاخباري فقد افترقا إذن لا يمكن أن يفترقا أنا من أولئك الذين يقولون في نظرية المعرفة ماذا؟ وانهما لن يفترقا العقل والقلب ولكن بشرطها وشروطها أن تعرف إلى أي بعد العقل قادر على أن يكشف المعارف فلا تتوقع منه أكثر من ذلك وتعرف أن القلب (لأن العشق من أمور القلب) ماذا يستطيع أن يفعل تتوقع منه غير ذلك فقط دققوا قلنا نحوان قلنا صنفان من الإدراك صنف عقلي وصنف قلبي هذا ما هي خصائصهما يعني خصائص الإدراك العقلي ما هي خصائص الإدراك القلبي وأين تجلى العقل وأين تجلى القلب، العقل تجلى اين؟ يعني كان أقوى في الرجل والقلب تجلى اين؟ في المرأة يمكن فصلهما أو لا يمكن؟ لن يفترقا وهذا هو الأصل القرآني هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ، ولهذا تجد الروايات لا يكمل ايمان العبد إلا ماذا؟ ولكن مع الأسف الشديد ذهبنا بمسألة النكاح والاسرة والارتباط إلى البعد البهيمي الحيواني منه مع انه هذا نظام للتكامل الإنساني ولكن من ينظر إلى النكاح الآن بأنه تكامل ماذا؟ يعني ثقافتنا الفقهية هذه؟ توضيحه يأتي والحمد لله رب العالمين.