نصوص ومقالات مختارة

  • تأملات في الحداثة وما بعد الحداثة (10)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    هذه أبحاث الحداثة وما بعد الحداثة من الواضح أنّه لا يمكن أن تنتهي في خمس محاضرات أو عشر ونحو ذلك فإذا الأعزة وافقوا على أنّه نحن الثلاثاء والأربعاء بعد درس الفقه عندنا مجال إذا الأعزة يريدون أن نتمم هذه الأبحاث فيسجلوا أسمائهم عند جناب الشيخ حتى نرى العدد الذي يأتي بشرط أن يلتزم الأعزة يعني لا يكون الأمر فقط تسجيل وبعد ذلك لا يلتزمون، حتى نتمم.

    وإن شاء الله أنا هذا البحث الأخير سأجعله في الحداثة وما بعد الحداثة وإن شاء الله غداً نرجع إلى أبحاثنا في فقه المرأة لأنه أتصور بأنه كلما حاولت ضغط هذه الأبحاث والانتهاء منها وجدت بأنه لا يمكن يعني البحث يبقى ناقص وغير واضح خصوصاً عندما ندخل في الرؤية الكونية لان الحداثة لها رؤية كونية كما أشرت في المقدمة وما بعد الحداثة لها رؤية كونية وكذلك فيما يتعلق بالوضع أو الاتجاه التقليدي أيضاً له رؤية كونية ومباني هذه الرؤية الكونية وأبحاث مفيدة أنا أتصور للأعزة في الحوزات العلمية وخصوص الطلبة الذين يبحثون عن هذه القضايا، تارة أن الطالب لا تهمه مثل هذه الأبحاث يعتبرها أبحاث غير مفيدة ذاك بحث آخر ولكن في اعتقادي أنها أبحاث مفيدة وجدّ مفيدة وتعطي أفقاً جديد لطالب العلم حتى يستطيع أن يقيّم وان يوازن هذه الأفكار ويتخذ فيها موقفاً معيناً، على أي الأحوال.

    فيما يتعلق بأهم ركن في الحداثة قلنا بأنه الحداثة إرهاصاتها بدأت عندما بدأ الإنسان بالتفكير والاتجاه نحو تغيير العالم المحيط به لينسجم مع ما هو مطلوب عنده هذا هو الأصل هذا الأصل ولّد اتجاهاً في نظرية المعرفة وهو أنّه ما هي الوسيلة والأداة لتغيير العالم؟ قلنا أن الأداة التي اختارها لتغيير العالم الذي حوله هو المنهج التجريبي والعلوم التجريبية لأنه بطبيعة الحال عندما نقول منهج تجريبي يعني أن هناك مجموعة من الدوائر المعرفية التي يمكن للمنهج التجريبي أن يقول كلمته فيها.

    ومن هنا وجدت العلوم التجريبية التي يطبق فيها المنهج التجريبي كل العلوم الطبيعية تقريباً المنهج المتبع فيها هو المنهج التجريبي كما هو واضح وبينّا بالأمس ما هي أهم خصائص المنهج التجريبي هذه الخصائص أعطت للمنهج التجريبي قدوة وأسوة وسيطرة واستيلاء على باقي المناهج.

    من هنا وجدنا بأن المنهج التجريبي أولئك الذين يدافعون عن المنهج التجريبي في العلوم الطبيعية وجدناهم أنهم يريدون توسعة المنهج التجريبي حتى في العلوم غير الطبيعية غير التجريبية غير الطبيعية يعني عندما نصل إلى العلوم الإنسانية نجد أيضاً أن هناك دعاة ومفكرون وفلاسفة يدعون إلى المنهج التجريبي لابد من تطبيقه في العلوم الإنسانية أيضاً ومن العلوم الإنسانية الدين أيضاً الدين من العلوم الإنسانية.

    ومن هنا حاولوا تطبيق المنهج التجريبي لبيان صحة مدعيات الدين وانتم تعلمون أن كثير من المدعيات الدينية وكثير من المعارف الدينية قابلة لتطبيق المنهج التجريبي أو غير قابلة؟ غير قابلة لتطبيق المنهج التجريبي عليها ومن هنا أيضاً صارت منشأً للترديد وللتشكيك وللانكار والى غير ذلك.

    إذن يتبين لنا بأنه المنهج التجريبي اخذ أبعاد جديدة ويكون في علم الأعزة في جملة واحدة أقولها الذي يستند إلى المنهج التجريبي إثبات أي حقيقة لا طريق له لإثبات مدعيات ماذا؟ لإثبات المدعيات الدينية ولإثبات المدعيات الغيبية بل ولإثبات حقيقة الوحي لأنه هذا الإنسان الذي يدعي أنّه يوحى إليه إثبات أنّه يوحى إليه يمكن تطبيق المنهج التجريبي عليه أو لا يمكن؟ لا يمكن إذن دعواه أني نبي وانه يوحى إليّ هذا قابل لإثباته بالمنهج التجريبي أو غير قابل؟ نعم ممكن للطرق الفلسفية وللمنهج العقلي والفلسفي أن يثبت هذا المعنى ولكنه المفروض أن هذا لا يقبل المنهج العقلي يعني المنهج التجريبي لا يقبل المنهج العقلي على أي الأحوال.

    نحن بالأمس قلنا لابد من الوقوف عند بحثين:

    البحث الأول الآن نتكلم في دائرة المنهج التجريبي والتكامل والتطور الذي حصل في دائرة المنهج التجريبي يعني في العلوم الطبيعية الآن القدر المتيقن للمنهج التجريبي إنما هو أين؟ في العلوم الطبيعية في المادة وفي العالم المادي والعالم الطبيعي، قلنا بأنّه أساساً يطرح هذا التساؤل المركزي وهو أنّه أساساً من قال لكم أن كل تغيير في العالم الذي حولنا وفي حقائق العالم المادي الذي هو حولنا هو في صالح تطور الإنسان وكمال الإنسان والهدف الذي من أجله وجد هذا الإنسان هذه الكبرى من أين أثبتموها قلنا أنّه لا يوجد عليها دليل وهذا المعنى الذي بالأمس وقفنا عنده إجمالاً قلنا ما يصطلح عليه بثيولوجيا التقدم الذي طرحه والحلاق في كتاب الشريعة النظرية والممارسة والتحولات هذا الكتاب من أهم المشاريع الفكرية لوائل حلّاق المفكر الفلسطيني الذي هو يعيش في أمريكا الآن.

    قلنا بأنه هناك قال في هذا البحث قال والنتيجة المنطقية التي يقود إليها مسار التفكير هذا يعني ثيولوجيا التقدم أنّه أدى إلى هذا هي أنّه ما من ثقافة ولا حضارة خارجة عن نطاق أوربا الحديثة لماذا؟ لأنه استطاعوا من خلال المنهج التجريبي أن يعطوا تقدماً مادياً وتكنولوجياً للإنسان جعلهم يقولون أن مركز الحضارة أين؟ أوربا، وهذا لا فقط اقتنعوا هم به بل كثير من المفكرين غير الغربيين أيضاً اقتنعوا بهذه المقولة يعني جعلوا التقدم هناك هو المعيار لقياس المجتمعات الأخرى إليها.

    ولهذا الآن أنت عندما تأتي تريد أن تقيس أنّه الدول وهذه طبعاً الآن الأبعاد النفسية لا ادخل العالم الثالث والعالم المتخلف وهو هذه التعابير هذه كلها نتيجة هذا الأصل وهو أنّه المعيار في التقدم ما هو؟ في العلوم التكنولوجية والطبيعية والمنهج الذي أوصل هذه المجتمعات إلى هذا التقدم ما هو؟ هو المنهج التجريبي إذن المعيار ماذا يكون؟ المركزية الأوروبية المركزية الغربية.

    ولهذا عبارته مهمة جداً يقول هي أنّه ما من ثقافة ولا حضارة خارجة عن نطاق أوربا الحديثة وسابقة لاوربا الحديثة الثقافات السابقة عليها يمكن أن يكون لها ما لاوربا الحديثة من المشروعية والكفاية الآن هذه المشروعية والكفاية أين كانت؟ كانت في العلوم الطبيعية ولكن سحبت إلى باقي المساحات المعرفية أين؟ الأخلاقية والفكرية، إذن مقياس الغرب لم يبقى أنّه مقياس للتقدم المادي والتكنولوجي والطبيعي بل صار مقياساً للتقدم الأخلاقي للتقدم الاجتماعي للتقدم الرفاهي للتقدم إلى آخره.

    وبعبارة أوضح ومختصرة صار الإنسان الأوربي هو المقياس في كل أبعاده هو مقياس التكامل والتطور ولهذا انتم تجدون هذه الآن أي إنسان في العالم عندما تقول له واقعاً أين تريد تعيش؟ يريد يهاجر إلى أوربا بل عنده استعداد أن يخاطر بحياته للوصول إلى أوربا وهذه أمامكم من افريقيا من اسيا من أمريكا الجنوبية إلى آخره لماذا؟ لأنه انتهى استطاع الغرب أن يقنع لا أن يقنع نفسه بل أن يقنع الآخرين أنّه ما من تطور إلا أين؟ هذا منشأه أين؟ منشأه المنهج التجريبي لأنه هؤلاء لم يقدموا لنا نظريات مثلاً بالأخلاق لم يقدموا ولكن لأنهم تقدموا في هذا البعد أدى إلى أن يقبل منهم دعوة التطور والتكامل في أبعاد أخرى، يوجد مثل يقال لطيف جداً وهو أن الإنسان إذا كذب مرة مرتين ثلاثة أربعة الناس بعد إذا صدق في المرأة الخامسة يقبل منه أو لا يقبل لماذا؟ لأنه يقولون هذا كذاب وانتهت القضية والمثل العراقي يقول يفوتك من الكذاب صدق كثير لماذا؟ باعتبار أنّه هذا عندما وجدوا أنّه يكذب في أربعة إذن الستة الباقية أيضاً سقطت هذه القضية اعكسوها في الفكر الغربي، المنهج التجريبي عندما استطاع أن يقدم شيئاً للبشرية في بعد واحد صدّق أنّه يستطيع أن يقدم في أبعاد أخرى، هذه معكوس هذا المثل الذي اضربه.

    ولهذا يقول ما لأوربا من المشروعية والكفاية والتطور الأخلاقي والفكري فمهما يكن لهذه الحضارات من قيم ثقافية أو غير ثقافية فإنها قد استهلكت في الصيرورة التاريخية هذه انتهى صارت تاريخية ولكنه الفكر الأوربي تاريخي أم مطلق؟ مطلق، التي هي بمنزلة ولهذا جملة من كبار المفكرين من أمثال هيغل و… قالوا أن كل الحضارات السابقة وكل المدنيات السابقة إنما كانت مقدمة وممهدة لانبثاق الحضارة الأوربية وقد تحقق إذن بعد نحتاج إلى المقدمة أو لا نحتاج إلى المقدمة؟ عندما تتحقق ذو المقدمة تحتاج أنت إلى المقدمة؟ إذن لابد أن تنسلخ البشرية عن كل هويتها وثقافتها والى غير ذلك.

    يقول وهذا الفهم وهذه الثيولوجيا ثيولوجيا التقدم الذي منشأها المنهج التجريبي أكد مرة وعشرة ومئة مازالا قائمين في القرن الحادي والعشرين بل هما الآن أقوى منهما في الماضي، الآن لو تدقق تجد بأنه يوجد تقدم في أي بعد؟ في بعد معين من أبعاد الإنسان ولكن البعد المحسوس البعد المرئي البعد المشهود وحيث إن الإنسان بطبيعته حسي أم غيبي؟ حسي لا أنا وأنت حسي يعني طبيعة الإنسان العارف، موسى أيضاً حسي موسى الله سبحانه وتعالى اخبره أن قومك عبدوا العجل، مولانا ثار غضباً أم لم يثور؟ أبداً مع أن المخبر من؟ ليس خبر واحد نعم هو خبر واحد لكن المخبر من؟ الله، يفيد الظن بل يفيد مئة مليون يقين المخبر هو الله.

    لكن عندما جاء إلى قومه ورأى أنهم ماذا؟ اخذ بلحية اخيه يجره إليه، الله قال لك أن قومك عبدوا لماذا لم تثير غضباً؟ الجواب هو الفرق بين السماع والمشاهدة في نبي كمن؟ من أنبياء أولي العزم فالمشاهدات اثرها ولذا الآن اقرأوا في الدراسات الحديثة يقول أن كل صورة يراها الإنسان تعادل ألف كلمة يقرأها صورة واحدة يراها وفي المواقع الالكترونية تأثيرها في النفس أكثر من ألف كلمة يطالعها.

    هذه القضية الآن فاعلة والى يومنا هذا يقول بل يزيد الطين بلّة أن المفكرين العرب والمسلمين لم يفهموا تجذر هذه النظرية أو هذه الثيولوجيا، ثيولوجيا التقدم في تصور للتاريخ تبنوه هم أنفسهم أيضاً هم تبنوا ماذا؟ أن التقدم أين؟ هناك المحورية هناك من غير أن يفهموا آثار فعل هذا التبني ونتائج هذا التبني يعني تبني نظرية ثيولوجيا التقدم فتبنيهم لثيولوجيا التقدم هو نفسه الذي جعلهم لا يخسرون حريتهم في التفكير فحسب بل جعلهم يخسرون تاريخهم وهويتهم أيضاً.

    من هنا جاءت الدعوات إننا لابد أن نقرأ الفكر الإسلامي بقراءة غربية، يعني بدل ما نحن نقدم قراءتنا بمقتضى ما نعيشه من هويتنا نريد أن نقدم الدين الإسلامي والقراءة عن الدين الإسلامي بما ينسجم مع الفكر المحور مع الفكر المركز وهذه في كل البلدان الإسلامية موجودة هنا في إيران وهناك في مصر وثالثة في سوريا ورابعة في المغرب العربي أنا بودي أن الأعزة واقعاً هذا المعنى يلتفتون إليه بشكل جيد ومهم جداً.

    المقدمة مفصلة جداً جداً يقول وهذا الموقف المهيمن على كثير من التفكير المشرقي في البيئة الاكاديمية الغربية إنما هو امتداد للمواقف الدفاعية الاعتذارية للحداثيين قبلوا هذا الأصل فصاروا بصدد ماذا؟ ابتداء بمحمد عبدة يقول الحداثة بدأت عند المصريين من محمد عبدة، ولهذا كان يتصور بأنه لابد أن نتقدم كما تقدموا، وانتهاء بشخصيات كمحمد عابد الجابري ومحمد اركون خصوصاً مهما بدأت أفكار هذا الأخير محمد اركون أكثر تعقيداً إذ رأى هؤلاء أن دراسة الإسلام على نحو ملائم ما هو؟ يعني نحو حداثي يعني تقديمه بوصفه موافقاً للمعايير الحديثة، هذه القراءة ماذا تكون؟ فإذا قدمته بما ينسجم مع المعايير الغربية فالقراءة ماذا تكون؟ تكون قراءة حديثة قراءة تنويرية، أما إذا قرأتها بطريقة أخرى فتصير أنت متخلف أنت كذا إلى آخره.

    لان تقديمه بخلاف ذلك قد يعرّضه لان يوسم بأنه بدائي أو وسيطي يعني مرتبط بالقرون الوسطى فالذي كان ينطوي عليه تفكيرهم تفكير هؤلاء المفكرين وليسوا بقليلين أنا ما أريد اذكر الأسماء لأنه تعرفونهم وليسوا الذي كان ينطوي أن الغرب يضل المعيار الذي يجب أن يقاس عليه كل شيء فالإسلام الجيد يجب أن يكون إسلاماً حديثاً يعني بمقاييس غربية، طبعاً هذا ليس معناه أريد أقول بأنه لابد أن ننفي الغرب لا بل هناك ايجابيات أصلاً مقتضى وجود مدنية أنّه فيها ايجابيات وفيها سلبيات ولكن نحن جعلنا المعيار هو الفكر الغربي ولذا في صفحة 29 يقول على أي الأحوال يقول إصرارهم والذين يواصلون إصرارهم على أن الماضي أدنى منزلة من الحاضر لماذا؟ لان ثيولوجيا التقدم ماذا تقول؟ تقول كلما يسير الزمن نحن نتقدم أم نتأخر؟ نتقدم إذن دائماً الحاضر ليس الحاضر الإنساني الحاضر الغربي أفضل من أي ماضٍ مضى تاريخي في كل الأحوال أن الماضي أدنى منزلة من الحاضر في كل الأحوال هم العبّاد المخلصون لهذه الثيولوجيا.

    وعلى هذا الأساس يقول نحن فإذا كانت ثيولوجيا التقدم ثمرة عصر التنوير وهي كذلك من أهم الثمرات عصر التنوير أو الأنوار ثيولوجيا التقدم فهذا التنوير إذن ليس سوى كذبة صدّقناها نحن أيضاً بسهولة وهي كذبة ينبغي لنا نحن العرب والمسلمين أن نفهمها قبل أن نهرع بحماسة عليها ومع ذلك إذا أردنا الخلاص منها فعلينا أن نحرص على فهمها أنت ما لم تفهم حقيقتها وواقعها لا يمكنك أن تقبل أو ترفضه وهذا الذي قلته في المقدمة أتصور هذه الأبحاث ضرورة جداً لنا في هذا العصر لنفهم وهذا الذي فهمه اتجاه ما بد الحداثة ولهذا بدأ يشكك في أسس الحداثة ومنها المنهج التجريبي يكون في علمكم إذا توفقنا واستمرنا وحدة من أهم التشكيكات بدوا يشككون من قال لكم أن المنهج التجريبي دائماً يعطي نتائج صحيحة ومطابقة للواقع والى غير ذلك التشكيك في نفس المنهج التجريبي كما كان إذا تتذكرون فيما سبق قلنا التشكيك في المنهج العقلي من قال لكم أن العقل قادر على أن يفهم كل شيء هذا جواب السؤال أو البحث الأول هل أن التغيير للعالم الذي حولنا يعد كمالاً وتطوراً مطلوباً على نحو الموجبة الكلية أم لا، هذه لابد أن تتخذ منها اما الجواب عن التساؤل الثاني ما هو؟

    وهو أن المساحة التي يستطيع المنهج التجريبي أن يتكلم فيه هي الطبيعة وهي المادة ليس أكثر لماذا؟ لان الحواس والتجربة والمختبر لا يستطيع أن ينال إلا ما هو مادي طبيعي ليس أكثر من ذلك ولكن هؤلاء وسعوا هذه الدائرة لتشمل التطور والتكامل في الأبعاد الاجتماعية في الأبعاد الأخلاقية في الأبعاد وبعبارة أخرى في كل الأبعاد غير الطبيعية والمادية هنا يأتي هذا التساؤل وهذه قضية مهمة في كثير من الأمور التي نعتقد بها ونسير إليها غير أن نلتفت إليها، على أي أساس هؤلاء (القائلون بالمنهج التجريبي) قاعدة العمل التجريبي هي الطبيعة على أي أساس وسعوا دائرة ومساحة المنهج التجريبي ليشمل غير مساحته الذي هي خاصة به، مثال: المنهج التجريبي يبحث الأمور العقلية الكلية الفلسفية إلى غير ذلك هذه هي دائرة ماذا؟ موضوع المنهج العقلي ما هو؟ يقولون لابد أن يكون كلياً دائمياً إلى غير ذلك ولهذا قرأتم في علم المنطق أنه الكبرى لابد أن تكون كلية فلا يمكن أن تكون جزئية فإن الجزئية تكون كاسباً ولا.. هذا واضح.

    الآن هل تكون تطبيق المنهج العقلي في علوم الطبيعية أو لا يمكن؟ يعني أنت تريد أن تفهم الفلك والافلاك تفهمها من خلال المنهج العقلي هذه الذي كانوا يطرحونه في الطبيعيات القديمة وهو أن الافلاك يعني القمر هل يمكن أن يقتطع منه شيء أو لا يمكن؟ الآن أنت تستطيع أن تأخذ من الأرض شيئاً وهو قطعة من التراب وقطعة من الحجر، القمر كيف تستطيع أن تأخذ منه قطعة أو لا تستطيع؟ الآن العلوم الطبيعية أثبتت ممكن ولكن في الطبيعيات الفلسفية تقول لا يمكن لان الخرق والاتيام غير ممكن للافلاك بأي نتيجة وصلوا إلى هذه؟ بالمنهج الفلسفي إذن عندما يطبق المنهج الفلسفي في غير موضوعه ينتج أو لا ينتج؟ لا ينتج، هؤلاء عكسوا قالوا المنهج التجريبي نريد تطبيقه في غير موضوعه فنسألهم هذا السؤال: بأي دليل وبأي استنتاج علمي وسعتم دائرة المنهج التجريبي لغير العلوم الطبيعية.

    الجواب: هنا نحتاج إلى مقدمة وكثير من استنتاجاتكم في الحياة وكثير من اعتقاداتكم في الحياة كثير من اخلاقياتكم في الحياة كثير من سلوككم وسيرتكم في الحياة ما ادري دوائر كم هي مبنية على فهم هذه المقدمة المعرفية والمنهجية.

    في كل استنتاج ينقسم الاستنتاج الذي يقوم به العالم والمقدم يستنتج به المقدمات إلى قسمين اصليين ورئيسيين، القسم الأوّل نسميه الاستنتاج الذي تنسجم فيه النتيجة مع المقدمات التي أنتجت هذه النتيجة يعني مقتضى هذه المقدمات هذه النتيجة سموا هذا الاستنتاج سموه على سبيل المثال استنتاج منطقي سموه استنتاج موضوعي المهم ليست التسمية المهم انك إذا وصلت إلى هذه النتيجة واعتقد بها وآمنت به وسرت عليها لو سألك سائل بأي دليل أنت انتهيت؟ تقول هذه المقدمات اوصلتني إلى هذه يقولون منطقي بغض النظر أن النتيجة التي وصلت إليها مطابقة للواقع أو غير مطابقة للواقع الكلام ليس في المطابقة للواقع وعدم المطابقة للواقع لان الإنسان قد يعتقد من خلال النوم بأمر ويكون مطابق للواقع ولكن هذا الاعتقاد منطقي أو غير منطقي؟ غير منطقي لان النوم ليس من المقدمات التي توصل الإنسان ماذا؟

    إذن نتكلم الآن في الاستنتاج لا في المستنتج انه مطابق للواقع أو لا، هذه ورقة هذه مكتوبة عليها وهذه بيضاء الآن إذا أنا تركت هذه الورقة انتم تحتملون هذه تخرج من هنا أو من هنا؟ بحسب الاحتمال الرياضي خمسين في المائة يعني خمسين خمسين فلو أن شخصاً أراد أن يتنبأ وقال انه يقيناً تخرج الكتابة وأيضاً رمينا الورقة صارت كتابة هذا بلحاظ المطابقة صحيح ولكن بلحاظ قوله انه مائة في المائة تطلع كتابة صحيح أو باطل؟ إذن ليس المدار في القضية المتيقنة أنها مطابقة أو غير مطابقة وإنما السؤال إنما قاله منطقي يعني المقدمات كانت تقتضي ذلك أو لا تقتضي ذلك إذن الاستنتاج على نحوين الاستنتاج وليس الأمر المستنتج والمستنتجة والمطابقة الاستنتاج متى يكون علمياً متى يكون غير علمي متى يكون صحيحاً متى لا يكون صحيحاً متى يكون موضوعياً ومتى لا يكون موضوعياً الجواب إذا كانت الاستنتاجات كاملاً منسجمة مع المقدمات وان هذه المقدمات تنتج هذه النتائج فالاستنتاج منطقي وموضوعي وصحيح ليس مطابق للواقع قد يكون تتذكرون قلنا المدار على المطابقة أم المدار على الدليل هذا نوع.

    النوع الثاني: هو انه الاستنتاج لا يقتضي هذه المقدمات ولا يقتضي هذا الاستنتاج هذا ماذا نعبر عنه؟ عبروا عنه غير منطقي وان كان مطابقاً للواقع ولكن منطقي أو غير منطقي؟ مثل الورقة التي تركناها مثل الرؤية التي أنت رأيتها أنت تقوم من النوم واصلا التفأل أنت تريد تخرج من البيت يعترضك مانعٌ تقول أنا كما اعترضني هذا المانع وخرجت صار لي مشكلة ذلك اليوم كان عندك شغل ضروري خرجت وصارت لك مشكلة بينك وبين الله هذا المانع الذي اعترضك يقتضي أن لا تخرج أو لا يقتضي؟ لا، لا يقتضي، وان كان هذا المانع اقتضى من باب الصدفة مشكلة وصار عندك مشكلة في الشارع البحث ليس المطابقة أؤكد البحث في التفأل بالخير، التفأل بالشر، التطير كم نتطير يوجد احد منا لا يتطير؟ كونوا على ثقة لا يوجد احد لا يتطير ولكن درجة التطير نسبية تختلف.

    الآن السؤال: هو أن المنهج التجريبي (يعني أصحاب المنهج التجريبي) عندما وسعوا دائرته لغير العلوم الطبيعية كان هذه التوسعة على أساس علمي منطقي أو غير علمي وغير منطقي؟ لأنه قلنا بأن المنهج التجريبي وسع دائرته من العلوم الطبيعية التي هي موضوعه طبيعي إلى غير العلوم الطبيعية هذه التوسعة هذا زحف المقدس للمنهج التجريبي هذا كان على أساس منطقي أو على أساس غير منطقي؟ قبل أن أجيب على هذا التساؤل هنا في الاون الأخيرة يعني في العقود الأخيرة يطرح هذا البحث وهو انه ما هو الفرق بين الإنسان الآلي والإنسان الواقعي الآن يوجد نظريات تطرح وتقول الإنسان الآلي يمكن أن يأخذ موقع الإنسان الواقعي فيجعلوه حتى يتحسس، يضحك، يبكي، يتألم كل هذه يصير بيني وبين الله إذن ما هو دور الروح؟

    الجواب: الإنسان في استنتاجاته قد يستنتج استنتاجاً منطقياً وقد يستنتج استنتاجاً ماذا؟ هذا الاستنتاج غير المنطقي من أين يأتي؟ يأتي من مجموعة احساساته وعواطفه وغرائضه وثقافته قد يستنتج استنتاج ولكن منشأه منطقي رياضي أو منهجه احساساته؟ شخص يغيب أربعين سنة خمسين سنة اسأل امه (والدته) تقول لها حي أو ميت؟ تستطيع أن تقتنع انه ميت أو لا تستطيع؟ لان وضعها العاطفي يسمح له بأن تقبل انه ميت أو لا؟ اما أنت الذي تقول كان عمره خمسين سنة والآن صار خمسين سنة غائب فهذا احتمال واحد من الالف باقي غير موجود بحسب الاحتمالات المنطقية غير موجود ولكنه عائلته امه اباه يستطيع أن يقبل أو لا؟ لأنه يحركه ليس المعادلة الرياضية يحركه احاسيسه وعواطفه وغرائضه بهذا يمتاز الإنسان الحقيقي عن الإنسان الآلي الإنسان الآلي يبقى يتحرك تحركاً رياضياً تعطيه معلومات يعطيك نتيجة، تدخل عوامل أخرى على الخط أو لا تدخل؟ لا تدخل اما بخلاف الإنسان الواقعي فإنه مجموعة العوامل تدخل على الخط بان يستنتج نتيجة، طبعاً الكل مجمع على أن توسعة المنهج التجريبي لغير موضوعه استنتاج ذاتي نفسي أم استنتاج منطقي؟ استنتاج ذاتي نفسي سيكولوجي أبداً لا علاقة له بماذا؟ لأنه وجده تطور أو طور في العلوم الطبيعية إذن اخذ نتيجة إذن يستطيع أن يطور في العلوم الإنسانية.

    إذن هذا الانتقال من هذه الدائرة إلى تلك الدائرة ما هو دليله المنطقي، ما هو دليله العلمي يوجد أو لا يوجد؟ لا يوجد ولكن لأنه وجده في دائرة قدم معطاً وتطوراً وتكاملاً إذن يستطيع أن يقدم ماذا؟ مع انه ما هو برهان هذه الدعوى يوجد برهان أو لا يوجد برهان؟ لا يوجد برهان ولا يوجد دليل علمي يعني لأنه كان كثيراً من استدلالاتنا كانت بهذا الشكل تقول هذا الإنسان عالمٌ واقعاً تقول له عالم في ماذا يقول عالم بالفقه وفقيه إذن عندما يعطيك رأي بالعقائد ماذا؟ هم تقبل منه مع انه يوجد ملازمة أو لا يوجد ملازمة؟

    هذان منهجان البحث الفقهي له أدواته سمه الأدوات ألف والبحث التفسيري والبحث العقائدي له ادوات أخرى لكنه وجدت انه تطور وتقدم في هذا البعد تقول إذن هم عالم هنا مع انه توجد ملازمة أو لا توجد ملازمة؟ ولهذا أنت الآن بينك وبين الله في كثير من الأحيان هذه القضية واضحة عندك تجده جيداً ولكن تريد تبني بيت هم تذهب عنده أو لا تذهب؟ هذا تطور أين؟ في الطب ماذا علاقته بالهندسة والمعمارية؟! ولكنه في كثير من الأحيان نحن هذه المغالطة نستعملها لأنه عالمٌ بالفقه إذن يستطيع أن يعطي رأياً بالطب بالسياسة بالكلام بالتفسير وهكذا بالفلسفة ولهذا من أهم المغالطات التي نعيشها هو أن كثيراً من استنتاجاتنا علمية منطقية موضوعية أو ذاتي نفسية؟ ذاتية نفسية.

    اضرب لكم مثال: شخص صديق لك وصادق معك عشرة سنوات في اليوم بعد عشرة سنوات إذا قال لك شيء تصدقه أو لا تصدقه؟ ما الملازمة بين انه إذا كان صادقاً عشرة سنوات في السنة الحادية عشرة لا يكذب؟ توجد ملازمة عقلية؟

    قبل ذلك قد يكون عشرة سنوات اما يكون عشرين سنة أصلاً ثلاثين سنة أربعين سنة تقول خمسين سنة هذا الإنسان كذب علي أو لم يكذب؟ لم يكذب علي إذن عندما يقول توجد ملازمة أو لا توجد ملازمة منطقية؟ فإذا استدل احد بهذا الاستدلال فهذا استدلال علمي منطقي موضوعي أم استدلال ذاتي نفسي معرفي أي منهم؟ أربعين سنة هو الصادق الامين جيد أنا أريد أقول إذن آمنت بالنبي وهذا الرجل كان صادق توجد ملازمة بعد اليوم واحد من السنة الواحد وأربعين توجد ملازمة منطقية أيضاً تكون صادقٌ؟

    إذن أنت لابد تقول لي نعم من خلال قوة الاحتمال ما عندي مشكلة لكنه أنت لا تستطيع أن تنتقل من عشرين ثلاثين أربعين خمسين سنة من صدقه إذن في هذا اليوم أيضاً صادقٌ هذا الاستنتاج موضوعي أو غير موضوعي؟ هذه المقدمات تقتضي هذه النتيجة أو لا تقتضي؟ لا تقتضي، إلا على مباني الاستقراء للسيد الشهيد الذي كاملاً يرفضها پوپر لأنه كاملاً الآن نتصور انه الاستقراء يفيد ماذا؟ لا اقل يفيد الاطمئنان السيد الشهيد يعتقد يفيد اليقين، پوپر يقول الاستقراء لا يفيد شيئاً في المشكلان الاساسيان في نظرية المعرفة كارن پوپر المشكلة الأول هو الاستقراء والمشكلة الثانية أن التجربة تفيد شيئاً أو لا تفيد؟ يقول لا، لا يفيد شيئاً لا التجربة تفيد العلم ولا الاستقراء إذن قول لي التجربة ماذا تفعل؟ يقول التجربة ليست بصدد الإثبات التجربة فقط وظيفتها أنها تكذب يعني أنت عندما تعتقد بشيء إذا جاءت التجربة على خلافها فما اعتقدته كان باطلاً فهي ليست الإثبات بل هي للتكذيب والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/12/16
    • مرات التنزيل : 1749

  • جديد المرئيات