نصوص ومقالات مختارة

  • تأملات في الحداثة وما بعد الحداثة (13)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    طبعاً ضمن البرنامج إن شاء الله تعالى من يوم السبت نحن نرجع إلى أبحاث فقه المرأة وأما ما يتعلق بأبحاث الحداثة وما بعد الحداثة فإنشاء الله إذا الأعزة التزموا في يومين في الأسبوع يعني الثلاثاء والأربعاء نقف عند تتمة أبحاث الحداثة وما بعد الحداثة ولكن بشرطها وشروطها إذا التزم الأعزة بالحضور وإلا إن شاء الله من يوم السبت بإذن الله تعالى نرجع بما كنا بصدده للدخول إلى الأبحاث الأساسية فيما يتعلق بفقه المرأة.

    أما بحثنا لهذا اليوم قلنا بأنه الرؤية الكونية لهذه الاتجاهات الثلاثة تختلف اختلافاً جذرياً واختلافاً أساسياً، اشرنا إلى الركن الأول للرؤية الكونية للاتجاه الحداثي ووقفنا عنده وما يترتب على هذا الركن.

    الركن الثاني في الرؤية الكونية للاتجاه الحداثي هو محورية الإنسان، الاتجاه الحداثي واحدة من أهم خصائصه واركانه ومقوماته مسألة محورية الإنسان ما هو المراد من هذا الركن أو ما يصطلح عليه بالاصطلاح غير العربي بالامونيسم.

    لابد من البحث في مقامين لفهم محورية الإنسان في الرؤية الكونية للاتجاه الحداثي المقام الأول ما يتعلق بنظرية المعرفة هذا البحث في الأبحاث السابقة نحن اشرنا إليه قلنا الاتجاه العام في الفلسفة من أرسطو والى يومنا هذا أن الحقيقة الخارجية عندما نريد كشفها فليس للعالم بتلك الحقيقة أو الذي يكشف تلك الحقيقة ليس له دور في فهم تلك الحقيقة فهو انفعالي محض له دور له اثر أو ليس له اثر؟ ليس له اثر أي اثر لا يوجد له وإنما كلما في الأمر هو مستقبل هو منفعل واقرب مثال لهذه الحقيقة ذكروا مسألة المرآة قالوا بأن المرآة وظيفتها بالفهم القديم كانوا يعبرون الصورة المرآتية أن الصورة التي تنعكس في المرآة ليس للمرآة أي دور إلا انعكاس الواقع الخارجي والواقع الموضوعي وإلا يغير منه شيء أو لا يغير؟ لا يغير، يؤثر فيه شيء أو لا يؤثر؟ لا يؤثر، دوره فقط دور العاكس دور الحاكي على ما هو عليه في الواقع الخارجي، الاراءة الحكاية، الانعكاس عبروا ما شئتم، وهذا هو الذي كان يصطلح عليه بالدور المرآتي للذهن يعني أن الذهن دوره دور المرآة أيضاً ليس له دور إلا انعكاس إلا الحكاية إلا الانطباع إلا الانفعال. هذه كلها اكرر التعابير باعتبار أنّه في تعابير الأعلام بعض يعبر انفعال بعض يعبر انطباع بعض يعبر صورة مرآتية بعض يعبر اراءة بعض يعبر حكاية ونحو ذلك.

    أما عندما نأتي إلى الاتجاه الحداثي يقول لا، ليس الأمر كذلك فإنّ لمن ينعكس أو لمن يريد أن يعلم الواقع الخارجي له دور في فهم الواقع الخارجي، سؤال هل هذا فقط مختص بالإنسان، لا، هذه النظرية تقول أي موجود عندما يريد أن يفهم الواقع الخارجي فخصوصيته الوجودية مؤثرة في فهم الواقع الخارجي، نعم عندما نحن نتكلم عن الإنسان باعتبار هو الذي نستطيع أن نفهمه من الإنسان وإلا الحيوانات الأخرى الكلب عندما ينظر إلى الأشياء الخارجية كيف يفهمها؟

    يقول هذه النظرية في نظرية المعرفة تقول الصورة المنعكسة مأخوذ فيها الواقع الخارجي والخصوصيات الكلبية، الملائكة عندما يريدون أن يفهم الواقع الخارجي فإنّ الواقع الخارجي يفهمونه كما هو عليه أم هو مع الخصوصيات الملكية هذا مَلَك، الجن عندما يريدون أن يفهمون الواقع الخارجي يفهمونه بالخصوصيات الجنية بل يترقى بعضهم يقول الله أيضاً يريد يفهم الحقائق الخارجية يفهمها بالخصوصيات الإلهية، هذا من أهم أركان نظرية المعرفة في الاتجاه الحداثي.

    ولذا إذا وجدتم احد يقول هذا الكلام في الحوزة هو لا يعلم بأنه هذا جذوره أين؟ هو يقوله يشتم الحداثة ولكن هو مرتمي أين؟ في نظرية المعرفة الحداثية، وكم له نظير في الحوزة، يشتم الفلاسفة ولكنه قائل ماذا؟ عندما يأتي إلى اجتماع الأمر والنهي قائل بأصالة الوجود ويحلّ المسألة على أصالة الوجود وهذا كنت احضره لا يتصورون بأنه، عندما كنت احضر لهم أوّلاً يقول ضعوا هذه الكتب كذا يميناً يساراً لعناً كذا إلى آخره ولكن عندما يأتي إلى مسألة اجتماع الأمر والنهي يقول فإنّه هذه المسألة لا تحل إلا على أصالة… هذا كلام الفلاسفة المساكين ولكنه هو لا يعلم بأن هذه النظرية جذورها حقيقتها جوهرها هناك ولهذا أنا إنما طرحت هذه الأبحاث انتم حتى عندما تستمعون إلى احد تقرأون لأحد، تقفون عند مباني احد تعرفون أن هذا من أين يأخذ مبانيه سواء علم بذلك أو لم يعلم؟

    إذن هذه النظرية تقول بشكل إجمالي هذه الكبرى الكلية وهو أن كل من يريد أن يعرف الواقع الخارجي فإنّ خصوصيته الوجودية لها مدخل في فهم الواقع الخارجي كلٌ بحسبه فإذا كان إنسان فالخصوصية الإنسانية وهذه واحدة من معاني محورية الإنسان امونيسم عندما نقول امونيسم أو محورية الإنسان في البعد المعرفي يعني هذا، يعني خصوصيته الإنسانية لها مدخل في فهم الواقع الخارجي.

    طبعاً تقول مفهوم الإنسان له مصاديق مختلفة أم  مصداقه واحد؟ يقول نعم في الإنسان جهات مشتركة توجد فتلك الجهات المشتركة تكون مشتركة في فهم ماذا؟ وجهات مختصة أيضاً الجهات المختصة لها مدخلية في فهمه ولهذا قد تكون نبياً فتهم الواقع الخارجي بالإضافة إلى الأجزاء المشتركة أو الخصوصيات المشتركة في الإنسان لك خصوصية خاصة تفهم الواقع على خصوصيتك الخاصة أنا افهم ذلك الواقع بذاك الشكل أو لا افهم؟ لا، لا افهمه لأنه تلك الخصوصية الخاصة موجودة أو غير موجودة؟ غير موجودة.

    الخصوصية حتى في العلوم الشهودية أيضاً كذلك، العلوم الشهودية ينكشف الواقع على ما هو عليه، لا أبداً بل ينكشف الواقع لك على خصوصيتك الوجودية لأنه أنت من أي إناء تنظر من أي زاوية تنظر؟ تنظر من هذه الزاوية ولهذا تجدون يقولون بأنه مسألة الألوان هذه موجودة عند الإنسان أما باقي الحيوانات يرون الأشياء مع الألوان أم بلا ألوان؟ بلا ألوان انتهت القضية.

    مسألة الذبذبات يقولون الإنسان دون هذه الذبذبة لا يسمع وفوق هذه الذبذبة لا يسمع أما باقي الموجودات تسمع فتسمع أشياء وترى أشياء أنت لا تسمعها ولا تراها فتقول موجودة أو غير موجودة؟ غير موجودة بحسب المنهج التجريبي مالك انتهت القضية وهكذا، إذن هذا قانون عام كلي في نظرية المعرفة وهو أن الخصوصية للعالم تكون مؤثرة في فهم العالَم إنساناً كان حيواناً كان أنساً كان جناً كان ملكاً كان عقولاً مجردة كانت إلهاً كان انتهت القضية تقول يعني الله سبحانه وتعالى علومه مطابقة وغير مطابقة؟ أقول لا ذاك بحث آخر هو أنّه الله سبحانه وتعالى علوم من أي نوع من أنواع العلوم هذاك بحث كلامي وهو أن الله سبحانه وتعالى يعلم الأشياء لأنه أنت تقول يعلم الأشياء بخصوصيته الإلهية هذه الخصوصية الإلهية يعني في النتيجة يعلم الأشياء على ما هي عليه أو لا يعلمها هذا بحث في العلم الإلهي الذي لا اقل توجد أربعة عشر أو خمسة عشر نظرية في المقام لا تتصورون هذه المسائل هكذا حلّت ببساطة ولم تحل إلى يومنا هذا وستبقى هي محل البحث وأنا طرحتها في العلم الإلهي في مجلدين في الأسفار في شرح الأسفار طرحت 14 أو 15 نظرية في هذا المجال.

    النظرية لا تتفق جميعاً لأنه أنا معتقد علم الله سبحانه وتعالى علم حصولي وليس علم حضوري ولكنه علم حصولي بالمعنى الذي أنا أقوله لا بالمعنى المتعارف للعلم الحصولي بالإمكان الأعزة يراجعون.

    إذن على مستوى نظرية المعرفة الرؤية الكونية للاتجاه الحداثي أن العالِم له أثر خصوصيته في فهم العالَم، لماذا تقولون إنسان؟ نقول باعتبار هو محل دركنا واستقراءنا ووجداننا وفهمنا وإلا نحن باقي الحيوانات نعلم أو لا نعلم؟ إلا من خلال لو توجدت علوم طبيعية تستطيع أن تكشف لنا أن هذا الحيوان أيضاً كيف يرى الأشياء كيف يسمع الأشياء كيف يدرك الأشياء كيف، كيف إلى آخره هذه ليست داخلة في لا اقل دائرة عملنا وبحثنا وتجربتنا ووجداننا.

    الآن تعالوا إلى المرآة إذا تتذكرون فيما سبق قلنا بأنه توجد رؤية مرآتية وتوجد رؤية نظّارتية إن صح التعبير و(كانت) و(ديكارت) وأمثال هؤلاء هو الاتجاه الحداثي العام يعتقد بالرؤية النظّارتية لا النظرة المرآتية هذه مسألة المرآة يوجد خطأ في فهمها لأنها أنا معتقد بأنّه أساساً المرآة أيضاً ليس كما يقولون أنّه عاكس يري الأشياء كما هي عليه هذا خطأ شائع أنّه الرؤية المرآتية.

    أعزائي أنا أتصور إذا أردنا أن نتعرف على المرآة ونقيس المرآة إلى الذهن هناك وجوه تشابه بين الذهن والمرآة وهناك وجوه افتراق بين الذهن والمرآة وعلى أساس هذه الوجوه من التشابه والافتراق تتضح النظرية أيضاً النظرية المرآتية تتضح وأيضاً النظرية النظّارتية.

    أما وجوه التشابه أوّلاً: أن المرآة تري الواقع وتحكي الواقع الذهن أيضاً يري أو لا يري؟ نعم يري الواقع ويحكي الواقع وإلا ليست كل علومنا جهلاً مركباً لا علاقة له بالواقع هذه الخصوصية الأولى وجوه التشابه.

    ثانياً: أن المرآة من قال أنها منفعلة أن المرآة قد تكون مقعرة وقد تكون محدبة أم بهذا الشكل تكون أم بهذا الشكل تكون إذا صارت مقعرة تري الأشياء بشكل إذا صارت محدبة تري الأشياء بشكل آخر فمن قال لكم أن المرآة غير مؤثرة من أين هذا؟ لا شكل المرآة من تقعرها وتحدبها مؤثر في كيفية اراءة الواقع.

    الخصوصية الثالثة: صقالة المرآة وشفافية المرآة وكدورة المرآة مؤثرة في الصورة المنعكسة كل هذه الخصوصيات موجودة أين؟ في الذهن أيضاً وهذا معناه أن الذهن أيضاً من هذه الوجوه الثلاثة مشترك مع المرآة فهو يري فإذا كان إن صح التعبير فإذا كان الذهن مقعراً يري الواقع شكلاً وإذا كان الذهن محدباً يري الواقع شكل وإذا كان الذهن شفافاً يري الواقع شكل وإذا كان كدراً يري الواقع بشكل، بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون هذا يكون سبباً في ماذا؟ في أن الواقع ينكشف أو أن هذه الكدورة على القلب فلا تجعل لا تعطي للذهن وللقلب وللعقل أن يرى الواقع على ما هو عليه.

    ومن هنا الآن بدأت تطرح نظريات عجيبة حتى في الحداثة بل حتى في بعد الحداثة يقول أن الذنوب مؤثرة في فهم الواقع الخارجي لان هذه نظريات حديثة موجودة أن الذنوب مؤثرة في فهم الواقع وعدم فهم الواقع، ارجع إلى النص القرآني ماذا يقول؟ ومن يتقِ الله يجعل له مخرجاً .

    وهذا بحث قيّم طرحه السيد الطباطبائي وغير السيد الطباطبائي أنّه أساساً ما هي العلاقة بين التقوى وبين فهم حقائق العالم، نحن إلى الآن فقط نبحث عن التقوى آثارها في النشأة الأخرى، لا، في هذه النشأة، التقوى ونظرية المعرفة هذا عنوان اشتغلوا عليه الذي عادة حتى في المحدثين عندنا لا علاقة لهم ببحث التقوى ونظرية المعرفة، لا عزيزي له اثر كبير جداً آيات كثيرة في القرآن الكريم بما كسبت أيديهم صريح القرآن الكريم بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون يعني اعمالهم صارت سبباً لقرين مرآة الذهن تعكس أو لا تعكس؟ لا تعكس وإذا تعكس تعكس معكوساً تعكس مشوهاً قل لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب الذي في الصدور فإذا أصيبت البصيرة بالعمى لا البصر، البصر يرى لكن البصيرة ترى أو لا ترى؟ لا ترى، لهم اعين ولكن لا يبصرون بها عجيب كيف لهم اعين ولا يبصرون؟

    الجواب هذا شيء آخر وعشرات الآيات والنظريات الحديثة في نظرية المعرفة تطرح هذه القضية، انظروا واقعاً عندما يقف عند هذه النظريات الحديثة في نظرية المعرفة وعندما يأتي إلى النص القرآني يزيد إيمانه بالقران أو لا يزيد؟ مع أنّه هذه النظريات طرحت من قبل قرنين وثلاثة وأربعة ولكنه صاحب هذا القرآن طرحها قبل 14 قرن وهي لم تكن مطروحة أبداً لا في المنطق الأرسطي ولا في الفلسفة اليونانية ولا في الفلسفة الرومانية ولا في الفلسفة الفارسية أبداً، من أين جاء بها هذا الرجل؟

    انتم تقولون هو متأثر بمحيطة بثقافته اخذ من المسيحية واخذ من اليهودية واخذ من كذا وكذا هذه غير موجودات من أين جاء؟ لا اقل هذه نقطة قوة في صالح البعد الوحياني للنص القرآني أنا عندما أجد مناسبة حتى ندخل على البحث الكلامي لابد أن نستفيد من نظرية المعرفة.

    إذن وجوه التشابه بين المرآة وبين الذهن ما هي؟ الاراءة وكيفية شكل المرآة وكم المرآة وتقعر المرآة وتحدب المرآة وصقالة المرآة وكدورة المرآة كلها مؤثرة في اراءة الواقع وهذه هي خصائص كلها الذهن كذلك الذهن أيضاً كذلك الذهن له خصوصية الكشف خصوصية الحكاية خصوصية الاراءة عند ذلك تدخل أي مسائل؟ تدخل الثقافة والبيئة والأعمال والاعتقادات والسلوك وووو هذه كلها المنظومة تدخل في فهم الواقع الخارجي، هذه وجوه التشابه ما بين الذهن والمرآة بناء على هذا فلا يبقى فرق بين الرؤية المرآتية والرؤية النظّارتية لا هي ماذا؟ رؤية واحدة.

    نعم أنت أخذت المرآة بمعنى خاطئ وإلا المرآة هذه خصوصياتها لو كانت المرآة شكلها كيفيتها كدورتها لا تؤثر كنا نقول أن الرؤية المرآتية شيء والرؤية النظارتية شيء آخر لا أبداً ولهذا راجعوا الآن في كتابات المعاصرين مع الأسف يقولون الرؤية المرآتية للفلاسفة والرؤية النظارتية (لكانت) والحداثويين لا عزيزي هذه الرؤية المرآتية انتم لم تفهموها بشكل دقيق الرؤية المرآتية موجودة هذه، نعم القدماء استعملوا المرآة استعمالاً خاطئً استعملوها منفعلة محضة ليس الأمر كذلك فان المرآة أيضاً ليست منفعلة وإنما لها اثر.

    أما وجوه الاختلاف أوّلاً أن المرآة وجود مادي والذهن وجود مجرد؟ مجرد هذا على البحث الفلسفي هذا هو الفارق الأوّل.

    الفارق الثاني: أن المرآة تعكس الأمور الحسية فقط والذهن يفهم الأمور الحسية والأمور المعنوية، الحب والبغض ما هو صورتهما؟ يوجد لها صورة أو ليست لها صورة؟ لا صورة لهما أن تحب شيئاً يفهمه الذهن أو لا يفهم؟ بلي يفهمه الذهن ولكنه تستطيع المرآة أن تعكس الحب والبغض أو لا تستطيع؟ لا تستطيع إذن الخصوصية والفارق الثاني: انعكاس المعاني بالنسبة إلى الذهن واختصاص انعكاس المحسوسات بالنسبة إلى المرآة.

    الثالث: أن الذهن يستطيع أن يعلم بنفسه والمرآة لا تستطيع فيوجد في الذهن علم بذاتها اما المرآة لها علم بذاتها أو لا يوجد؟ لا، جماد هي لا تفهم ولا يوجد لها علم بذاتها ونفسها هذه الخصوصية الثالثة.

    الخصوصية الرابعة: أن المرآة إذا أخطأت لا تستطيع أن تصحح خطأها ولكن الذهن بمجرد أن يلتفت إلى خطئه يستطيع أن يصحح خطئه يعني أنت بمجرد قلت له الزاوية الكذائية لو تقف كذا يقول نعم هذا خطأها هذا يصحح الخطأ مالته اما المرأة تستطيع أن تصحح خطأها أو لا تستطيع؟ لا تستطيع، وهذه من أهم خصائص الذهن من هنا يوجد نظرية طرحها العرفاء طرحوها ملاصدرا واقعاً نظر لها، السيد الطباطبائي كثير اشتغل عليها وهي أن الصور المحسوسة والمعاني التي يدركها الإنسان هل هي الإنسان بالنسبة إليها منفعل أو موجد وفاعل؟

    إلى ما قبل ملاصدرا أو ما قبل العرفاء يعني الفلسفة اليونانية كانت تقول أن الذهن بالنسبة إلى ما ينعكس فيها ما هو؟ فلهذا يعبرون عنها الصور المنطبعة انتم تقرؤون في الفلسفة تقرؤون في المنطق يعني أن الذهن فاعلٌ أم منفعل؟ ملاصدرا قال الذهن هو موجد الصور، مجموعة من المقدمات الإعدادية عشرات المواضيع أنا فقط انقل هذا الموضع للأعزة.

    في الأسفار المجلد الأوّل صفحة 264 يقول هي أن الله تعالى قد خلق النفس الإنسانية بحيث يكون لها اقتدار على إيجاد صور الأشياء المجردة والمادية فالنفس مجموعة مقدمات اعدادية ليست الصور والواقعية بل ينطبع فيها بل هي موجدة وهنا تدخل الثقافة والعقيدة والسلوك في ايجاد الصلاة فقد تكون منطبقة مع الواقع وقد تطبل ذلك، فهي منشأة موجدة لا أنها منفعلة يقول: على ايجاد صور الأشياء المجردة المادية لأنها (النفس الإنسانية) من سنخ الملكوت وعالم القدرة والسطوة ولهذا يقولون الله تجلى للإنسان في بعده كن فيكون في بعده الذهنه أنت تستطيع في الذهن كل ما تريد أن تقول له كن ماذا يصير؟ فيكون، نعم الفارق بيننا وبين الله، الله كل صفحة الأعيان بالنسبة إليه كن فيكون أنت هم صفحة الأعيان ولكن داخل محوطة وجودك لا خارج ذلك يعني أنا الآن أقول لك قم أنت قد تقول هذا تشريعي اما في ذهني استطيع أن أقول لجبل من التراب كن ذهباً يصير ذلك ولكن أين؟ في الذهن، الله هذه القدرة عنده في الخارج يعني جبل من الحجر يقول له كن ذهباً ماذا يصير؟ وهذه الولاية التكوينية، الولاية التكوينية أن هذه كن فيكون دائرة ما هي؟ وهذا ميسر للجميع بلا استثناء لا مربوط بنبي ولا بإمام ولا بولي ولا بوصي ولا بعادل بل افسق الفاسقين يمكن أن تكون له ولاية تكوينية هنا مسألة الكرامة والمعجزة يصير عليها علامة استفهام كبيرة جداً لأنه أنت اذهب إلى بعض مرتاضي الهند تجد عنده قدرة تكوينية أو لا؟

    والتاريخ مملوء بهذا، الشيطان عنده طي الأرض أو ما عنده؟ ما شاء الله في آن واحد يكون في خمسين مكان ويوسوس للجميع، يوجد عدو لله أكثر من الشيطان؟ هم عنده قدرة تكوينية هم عنده قدرة على طي المسافات هم عنده قدرة على معرفة النفس ونوايا النفس ماذا ما يعرفه الشيطان؟ بلي آلاف الروايات يوسوس إذن هل يشترط في الولاية التكوينية الإيمان أو لا يشترط؟ هل يشترط النبوة أو لا تشترط؟ هل تشترط الولاية أو لا تشترط؟ هل تشترط العدالة أو لا تشترط؟ ولهذا كار امام زمان خيلى سخت مى شود، لأنه عندما يأتي افترض يظهر معجزة تكوينية من قال بأنه هذا دليل على انه حق أصلاً أنتم اذهبوا اليوم اقرؤوا أن اعور الدجال الذي يأتي في زمانه يقوم بهذه الأعمال أو لا يقوم؟ فيشتبه البعض على الإمام أصلاً القرآن هم أشار إلى ذلك الإنسان الذي ماذا؟

    في قضية موسى الروايات تقول ولكن ذاك الشخص القرآن يشير إليه انه استطاع أن يخرج منه صوتا والناس اعتقدوا هذا ماذا؟ وان كان القرآن صار حيّاً يقول جسدٌ له خوار يعني بقي هو جسد ولكنه هذا استطاع أن يخدع الناس أنه له ماذا؟ بيني وبين الله انه اعرف له جسد خوار الناس ماذا يتصورون؟ احياهم هو يريد يحقق الغرض الآن أنا الوصي اعرف هذا كذب كيف أبينه للناس وهذا الذي حدث بالنسبة لموسى والى ما رماه السحرة فاوجد سخفية موسى لأنه قال إذا فعلوا كذا والناس ينظرون إذا أنا هم فعلت كذا ماذا الفرق بيني وبين السحرة؟ هذه مشكلة كلامية عويصة، مسألة المعاجز والكرامات ودلالتها على صحة ادعاء النبوة يحتاج إلى مؤونة ما بعدها لأنه إذا لم نثبت أن الولاية التكوينية خاصة بالاولياء الإلهيين فمن استطاع أن تطرف تكويناً وبما لم يستطع الآخرون على اتيانه كيف تريد أن تنتقل من هذا الأمر إلى صحة مدعاه إني نبي.

    قال: والملكيون لهم الاقتداء على إبداع الصور العقلية القائمة بصورة ذاتها وتكوين الصور الكونية القائمة بالمواد وكل صورة من مصادرة عن الفاعل لها إلى آخره راجعوا البحث أنا مفصلاً شارحيه في الأسفار هذا المعنى بشكل واضح أيضاً أشار إليه السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه في حواشيه على الأسفار المجلد الأوّل صفحة 254 عنده حاشية السيد الطباطبائي هناك حاشية مفصلة تقع في صفحتين تبدأ من صفحة 284 وتنتهي في صفحة 286 صفحتين كاملتين.

    يقول وهو انه أن معلوم هذا العلم وهو الخارج المكشوف نه هل هو المصداق المادي والنفس تجرده أو انه يعني أنا الآن انظر إلى هذا وانظر إليك وانظر إلى هذه الكامرة امامي وانظر إلى المكان هذا هو الذي ينعكس في ذهني؟ الجواب يقول لا هذا الوجود له هنا وجود مثالي وله وجود عقلي من خلال الارتباط البصري أو الارتباط السمعي النفس تعد (مقدمات اعدادية) لكي ترتبط بالوجود المثالي لهذا الشيء أو الوجود العقلاني فتنشأ صورة عند نفسها على قرار المثال والعقل يقول والشاهد على ما أقول لو كانت هذا الواقع هي هذه الصورة إذن انعدمة العلة لابد أن تنعدم الصورة لماذا؟ لان الصورة معلولة لأي شيء؟ معلول الواقع المادي وإذا عدمت العلة عدم المعلول إذن هذا الذي في الذهن معلول الواقع المادي أم معلول شيء آخر موجود؟ ما هو الشيء الآخر الموجود؟ عالم المثال ذاك باقٍ على حاله يقول هل هو كما هو في الكليات كما هو المشهور؟ الذي يقول إذا مثالي أو عقلي يقشره فيحصل على المفهوم الكلي أو انه موجود مثالي أو عقلي تام الوجود قائم بنفسه مجرد عن المادة في وجوده والنفس (يعني أنا وأنت) إذا اتصلت من طريق الحواس (المنهج التجريبي) التجربة دخلت على الخط؟

    نعم هناك يقولون هي التي تثبت وتنفي هو  يقول لا، هنا مقدمة اعدادية ومن فقد حساً فقد علماً يقول والنفس إذا اتصلت من طريق الحواس نوعاً من الاتصال بالخارج المادي استعدت لان تشاهد على هذا الموجود الحسي أو العقلي في عالمه الخاص به فإذن أنت ترى عالم المادة أم سيرك في عالم المثال والعقل؟ ليسره ليس في عالم المادة أنت تتوهم انك تعيش في المحسوسات لا انك لا تعيش هنا بل تعيش في العالم يقول ولكنه في عالم المادة لأنه ارتباط بالمادة تتصور انك ماذا؟ والذي يكشف انك ليس في عالمادة عندما تنام وهذه حواسك تنام وتذهب عن الدور النفس تنطلق إلى عالم الملكوت (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ) فالنفس في النوم تذهب إلى تلك العوالم فترى ما لا ترى في عالم اليقضه هذا عالم اليقضه أو تلك عالم اليقضه؟ هو هذا الواقعي وذاك النوم أم ذاك الواقعي وهذا النوم؟

    كتاب مفصّل في أن النوم هو الواع أم أن يقضة هو الواقع تقول لي سيدنا المحسوسات أيضاً بدأت تشكك بها؟ لا، أنا لا اشكك أقول هذه النظريات تطرح في علم النفس أنت في النوم عندما أنت إمبراطور وأنت عندما ملك وأنت عندما سلطان وتلتذ في كذا أصلاً تدري هذا نوم أم كواقع؟ من تستيقض تقول عجيب هذا ماذا كان؟ نوم، اجعله معكوساً قول هذا كله أنا كنت في عذاب والم ماذا كان؟ كان نوم، كان وهم، والآن أنا إمبراطور وملك ومرجع ورئيس وسلطان وولي أمر كله ما هو الواقع؟ ذاك له الواقع؟ الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا هذه.

    نظرية الغزالي يقول بأي دليل انتم تقولون في يقضة الآن جيبوا دليل على انك يقضة، عند ذلك عندما يذهب إلى اليقضة الحقيقية يفتهم أنها كلها كانت اوهام ما بعدها بس الآن مادام في هذه الحياة يتصور كلها حقائق فعندما ينتقل إلى الحقيقة عرف أنها كانت ماذا؟ هذا مثال السيد الطباطبائي في اصول الفلسفة يذكر يقول لو ولد إنسان (هذه نظرية المعرفة تراه كيف معقدة) من اليوم الأول امامه مرآة كبيرة كل الذي يراه هو يرى حقيقة أم يرى صورة مرآتية؟ فهو يعلم أنها صور مرآتية أو لا يعلم؟ فيتصور كلها من الحروب والسلام والصلح وهذا لك وهذا لي وهذا خير وهذا شر يتصور كلها واقعيات وحقائق ولكن هي صور مرآتية إلى أن تأتي الساعة بغتة فيرمى هذه المرآة بحجر فتنهار يوجد شيء أو لا يوجد؟ يقول هذا الذي كنت أراه؟

    يقولون ارفع هذا الذي ورائه عجيب كان خلفه هؤلاء الذين وضعوا صور يلعبون بالناس يرى الحقيقة أين كانت؟ خلفه وهو كان يراهم أو لا يراهم؟ لا يراهم فيتصور أن الحقائق أين؟ كلما في الكون وهم أو خيال أو مرايا أو عكوس أو ظلال (جمع ظل) نظرية الوحدة الشخصية أي منهما بتعبيرنا ما هو الصدق وما هو الكذب؟ ولهذا تجد القرآن الكريم لا يذم شيئاً كما يذم الدنيا انتم تعيشون في وهم في غرور ولكن لا تلتفتون وعندما تلتفتون فات عليكم القضاء فطوبى لمن يلتفت وهو هنا وإلا إذا التفت وهو هناك يستطيع أن يفعل شيء أو لا يستطيع؟

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/12/19
    • مرات التنزيل : 1798

  • جديد المرئيات