أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
النظرية الرابعة: كان الكلام في العلاقة والنسبة بين الذكر والأنثى قلنا وجدت نظريات متعددة واتجاهات متعددة اشرنا إلى ثلاثة اتجاهات أو ثلاث نظريات وهي نظرية التابعية ونظرية الاستقلالية ونظرية التخاصم والتعاند.
أما النظرية الرابعة وهي نظرية المكملية في اعتقادنا أن القرآن الكريم بحسب الآيات التي وقفنا عليها تفيد نظرية المكملية بمعنى إننا لكي نقف على هذه النظرية هذه النظرية تقوم على الأصول التالية وكلها يمكن استفادتها أوّلاً من النص القرآني وكذلك من البحوث الطبيعية والتجريبية.
الأصل الأول: أن هناك اختلافات طبيعية تكوينية ما بين الذكر والأنثى والدراسات في هذا المجال فوق حد الإحصاء والقرآن أيضاً أشار إلى هذا المعنى إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، إذا كان الذكر كالأنثى أو الأنثى كالذكر لماذا يخلقهم ذكر وأنثى هذا أوّلاً وثانياً أنّه إذا أردنا التوسع في الآية المباركة وإن كان الأعلام لا يوسعون مداها وإنما يقتصرون على بعض خصوصياتها فلما وضعتها قالت ربي إني وضعتها أنثى والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى هذا صريح الآية أن الذكر غير الأنثى.
هم ذهبوا إلى البعد العملي فقط هذا بيان المصداق هذا بيان المورد وليس وإلا أصل الآية تبين أن الذكر شيء والأنثى شيء آخر صريحة وليس الذكر كالأنثى، اعكسوها وليس الأنثى كالذكر الآن إذا أردنا أن نتكلم بلغة أخرى أيضاً أن الأحكام بطريق إني أن الأحكام الفقهية كاشفة عن الاختلاف التكويني وإلا ترجيح بلا مرجح لماذا هذه الأحكام للأنثى دون الذكر ولماذا هذه الأحكام للذكر دون الأنثى، إذن بنحو القضية المهملة أن هناك اختلافات تكوينية طبيعية بين الذكر والأنثى.
طبعاً قلت لكم أنا لا أريد الآن أن أقف عند هذه وإلا هي تحتاج محاضرات وإلا لماذا ينجذبوا بشكل عام البشرية ينجذبُ الذكر إلى الأنثى وتنجذب الأنثى إلى الذكر هذا لاختلاف الخصوصيات وإلا لماذا لا ينجذب الذكر إلى الذكر والأنثى إلى الأنثى وإذا حدث أيضاً لاعتبارات أخرى يعبر عنه الآن حالة استثنائية أو حالة شذوذية ونحو ذلك هذا كله شواهد نفسية بيولوجية تشريعية وغيرها تبين أن هناك اختلافات تكوينية ما بين الذكر والأنثى هذا هو الأصل الأول الذي بنى عليه القرآن نظريته.
الأصل الثاني: أن هذه الاختلافات حيث إنها من خالق حكيم لا من خالق عابث ولهذا أفحسبتم إنما خلقناكم عبثا أو قوله تعالى: (وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين) الآيات القرآنية تقول أن الله حكيم في فعله فإذا كان الأمر كذلك إذن هذه الاختلافات والتمايزات الطبيعية لها أهداف وغايات من قِبل الخالق الحكيم وإلا ليست جزافية وإلا لو كانت جزافية لما كانت لها غاية والتالي باطل فالمقدم مثله.
الأصل الثالث: أن هناك كما سيأتي دليل ولكن أريد أبين أصول النظرية، أن هناك انسجاماً كاملاً بين هذه الاختلافات الطبيعية وليس بينها تعاند وتخاصم وإنما بينهما انسجام وإذا وجدنا أيضاً نحواً من الاختلاف أو التعاند والتخاصم فلأجل تحقيق غاية معينة من قبيل كفتي الميزان بينهما ماذا يوجد؟ تفاوت يوجد وتخاصم أيضاً يوجد ولكن كلاهما يريد أن يحقق غاية معينة، إذن الأصل الثالث أن هناك في نظام التكوين انسجام بين هذه الاختلافات والتمايزات الطبيعية.
الأصل الرابع: أن هناك منظومة من التشريعات والقيم الأخلاقية منسجمة ولأجل تنظيم هذه الاختلافات والتمايزات الطبيعية، يعني الشارع أو الخالق عندما خلق موجودين هما الذكر والأنثى فلتنظيم حياتهم أوجد مجموعة من التشريعات وقال وقام ببيان مجموعة من القيم الأخلاقية لتنظيم هذه الاختلافات الآن فقط إجمالاً أقول حيث نجد أن هذه التشريعات تختلف من زمان إلى زمان آخر يعني اختلاف التشريعات السماوية قليلة أو ليست قليلة؟ لا بل جداً كثيرة ولهذا تجدون أن الشريعة التي جاء بها نوح غير الشريعة التي جاء بها إبراهيم وغير الشريعة التي جاء بها موسى وغير الشريعة التي جاء بها عيسى وغير الشريعة التي جاء بها خاتم الأنبياء، هؤلاء أنبياء أولو العزم لماذا صاروا أنبياء أولي العزم ما الفارق بينهم وبين باقي الأنبياء؟ أن هؤلاء جاءوا بالإضافة إلى كذا جاءوا بشرائع تختلف ونسخوا الشرائع السابقة عليهم.
بناءً على هذا الأصل الرابع نكتشف ـ ولو إناً ـ أنّ الإنسان أيضاً يمرّ بتكامل تكويني وإلا لماذا تتبدل تشريعاته وقيمه الأخلاقية، نعم توجد مشتركات ولو على مستوى المصاديق تختلف نعم أنا أيضاً اعتقد توجد مشتركات بين جميع الشرائع الإلهية ولكنه توجد أيضاً مختصات وتوجد تمايزات وهذا معناه أن الإنسان في حركة تكوينية تكاملية لا في حركة تكاملية ثقافية اجتماعية بل في حركة تكوينية.
ولهذا الشريعة التي كانت تصلح لعصر موسى لا تصلح لعصرنا، إذ هنا تأتي مسألة الخاتمية كيف نحلها، لأنه انتم تدعون القائلين بخاتمية شريعة الخاتم البشرية تتطور أم لا؟ تتطور وتتكامل تكويناً إلى أن تصل إلى المرحلة التي تستحق بها قيادة الإمام الحجة هذا الذي نحن قلنا أنّه نحن لابد نذهب إليه لا هو أن يأتي إلينا، نحن أن نذهب إليه يعني نذهب إليه تكويناً يعني نرقى وجوداً حتى يمكننا أن نكون… هذه كاملاً خلاف النظرية الموجودة وهي الجلوس في البيت وانتظار ظهور الإمام الحجة يوم الجمعة.
هذا البحث كراراً طرحناه بشكل أو آخر من يهيأ هذه الأرضية؟ ولهذا بيدنا ظهوره وغيبته لا بيده، بيدنا يعني تكويناً لا أننا بأن اليوم نتخذ قرار أن نكون من أتباعه وغداً لا نتخذ قرار، لا، يعني تهيئنا لذلك أم لم نتهيأ لذلك، وحيث إننا لم نهيئ المقدمات إذن الآن لابد كثيراً ننتظر إلى أن تصلح البشرية لقيادة الإمام سلام الله عليه، انتهت القضية.
إذن هذا الأصل الرابع أصل مهم جداً ولهذا مسألة الخاتمية هنا لابد أن تحلّ أنا في عقيدتي وهو أنّه لابد أن نقبل أوّلاً قضية التاريخية يعني جملة من الأحكام مرتبطة بعصرها وتحتاج إلى تشريعات جديدة ثانياً من خلال نظرية وحدة المفهوم وتعدد المصداق ثالثاً ورابعاً لابد نحل المشكلة ولهذا نحتاج إلى قراءة أحكام الأسرة الذي هو بحثنا، أحكام الأسرة أو مسألة التعدد التي الآن نطرحها في البحث الفارسي مسألة التعدد قد في ظرف تاريخي التعدد ثقافياً ونفسياً ممكن للمرأة ولكن في عصرنا غير ممكن لها، هذا ممكن، ولهذا إذا هناك جاد ليس بالضرورة يجوز أيضاً في زماننا أيضاً هذه مسائل لابد أن تؤخذ بعين الاعتبار.
الأصل الخامس: أنّه بقدر قيام كل من الذكر والأنثى بالدور التكويني الذي خُلقا لأجله الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى والالتزام بالتشريعات والقيم الأخلاقية عند ذلك نتوقع الوصول إلى النتائج يعني أنت لا تريد أن تقوم الذكر لا يريد أن يقوم بدوره في التكوين ولا أن الأنثى تقوم بدورها في التكوين ولا أن تطبق التشريعات والقيم الأخلاقية ومع ذلك تتوقع حصول النتائج ممكن أو غير ممكن؟ غير ممكن هذا.
أنا كنت اضرب مثال فيما سبق أقول أن تذهب إلى الطبيب تقول أنا مصاب بالانفولاونزا أو مصاب بمرض السكري أو بأي شيء آخر، يقول جيد جداً دواءك هذا، هذا داءك وهذا دواءك ولكن هذا الدواء متى ينتج؟ ينتج مطلقا أو ينتج بشرطها وشروطها؟ أنت من هنا تأخذ دواء السكري ولكنه أيضاً لا تنقطع عن النظام الغذائي الذي يولّد السكر هذا الدواء ينفع أو لا ينفع؟ لا ينفع، لماذا لا ينفع أنا استعمل الدواء! يقول لا، لكي تريد أن ينفع هذا الدواء لهذا الداء لابد أن تلتزم بلوازم الدواء.
الإنسان لأنه قلنا مكملية احدهما يكمل الآخر وسأبين عن المكملية أحدهما يكمل الآخر والقرآن يصرح بهذا أن احدهما مكمل للآخر تكويناً وتشريعاً مكمل للآخر لا يمكن له أن يرقى بلا هذا الثنائي الذكر والأنثى ولكن بشرطها وشروطها ولهذا السيد الشهيد رحمة الله تعالى عليه محمد باقر الصدر في كتابه البنك اللا ربوي في الإسلام يقول أنت هذا النظام الاقتصادي الذي عندنا في الإسلام إذا جئت به في نظام بنكي ربوي لا ينتج النتيجة لماذا لا ينتج؟ يقول لأنه لابد أن تهيئ الأرضية لان ينتج هذا النظام والآن أمامكم في الجمهورية الإسلامية صار عقود يدعون إلى البنك اللا ربوي يمكن أو لا يمكن؟ لا يمكن، عملاً هو بنك ربوي ولكن بعناوين أخرى بأسماء أخرى لماذا؟ لان النظام الحاكم هو نظام اقتصادي ربوي فلا يمكن للنظام غير الربوي أن ينتج في مثل هذا الواقع الفكري الثقافي الاجتماعي الاقتصادي العالمي، أنت إذا أردت ينتج، فينتج ضمن هذه الشروط.
إذن بقدر قيام كل من الذكر والأنثى بوظائفهما التكوينية والتزامهما بتطبيق الشريعة والقيم الأخلاقية عند ذلك توقع النتائج المترتبة على ذلك وإلا تقول والله طبقنا الإسلام ولكنه ما أعطى النتائج، الجواب ما طبقت الإسلام لأنه لابد أن تطبقه بشرطها وشروطها ومن شروطها أوّلاً ثانياً ثالثاً رابعاً.
هذا المدعى قلنا أن المدعى يقوم على هذه الأصول الخمسة الآن يمكن إثبات ذلك من القرآن أو لا يمكن؟ في عقيدتي نعم يمكن إثبات ذلك من القرآن خلاصة النظرية هذه وهو أن الذكر له مجموعة من الكمالات ولكنه هو فاقد لكمالات أخرى والأنثى لها مجموعة من الكمالات وفاقدة لكمالات أخرى وبينهما عموم وخصوص من وجه هذه الكمالات التي عند الذكر لا توجد عند الأنثى والكمالات التي عند الأنثى لا توجد عند الذكر وهناك كمالات مشتركة فإذا أرادوا أن يصلوا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هداه أو إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يعني أراد أن يترقى في درجات القرب الإلهي فلا طريق له إلا بكليهما وإلا يبقى معلولاً يبقى ناقصاً من قبيل إذا أردنا أن نقرب المسألة إلى ذهن الأعزة من قبيل طائر لا يمكنه أن يطير إلا بجناحين كلاهما بهما، بهما يستطيع أن يطير وإلا بأحدهما يستطيع أو لا يستطيع؟ ولهذا في المثل المعروف أن اليد الواحدة لا تصفق، لابد أن تصفق بيدين وإلا بيد واحدة لا يمكن التصفيق.
تعالوا معنا الآيات التي فيما سبق قرأنا هذه الآيات ولكنه الآن نريد أن نضيف عليها إضافات جديدة من هذه الآيات هذه الآية المباركة وهي الآية التي قرأناها مراراً وتكراراً الآية 118 و119 من سورة هود (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً) إلى هنا كنا نقول جعلهم على فكر واحد على ثقافة واحدة على مستوىً واحد، لا الآن ضيفوا هذه الناس أعم من الذكر والأنثى، ولو شاء ربك لجعل الناس كلهم ذكوراً أو كلهم إناثاً ولكن اقتضت حكمته ذلك أو لم تقتضي؟ (وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) واحدة من أهم مصاديق الاختلاف ما هو؟ وليس الذكر كالأنثى هذه إضافة على الأبحاث السابقة نحن مراراً واقفين عند هذه الآية ولكن لم نذكر من مصاديق الاختلاف اختلاف الذكورة والأنوثة الذي قلنا مراراً في أبحاث سابقة أبحاث الجندرية الحديثة تقول 90% من الاختلافات مآلها إلى الاختلاف بين الذكر والأنثى.
إذن من أهم مصاديقها الله سبحانه وتعالى اقتضت حكمته وبنى تكوينه على الاختلاف بين الذكر والأنثى وغرضه وغايته للإنسان لا تتحقق إلا بهذا الاختلاف ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك الآن هذا الاختلاف به تمامية خلق الله سبحانه وتعالى في عالم التكوين.
الآن هذا الاختلاف الذي بين الذكر والأنثى تكويناً لان هذا الجعل جعل تكويني وليس جعلاً تشريعياً لجعل الناس أمةً واحدة لا جعلهم تشريعاً وإنما جعلهم تكويناً وإنما اقتضت حكمته تكويناً أن يكونوا مختلفين، هذا الاختلاف كيف يمكن إدارته وتنظيمه؟
هنا تعالوا معنا إلى الآية 32 من سورة الزخرف وهذه الآية تعدّ في عقيدتي من غرر الآيات القرآنية بتعبير السيد العلامة طبعاً بتعبيري هذه من مفاتيح فهم القرآن الكريم أو ما عبرت عنه في كتاب منطق فهم القرآن هذه الآية من اوتاد القرآن لأنه أنا معتقد أن القرآن مجموع الآيات الاوتادية أو مجموع المفاتيح القرآنية لا تتجاوز 250 إلى 300 آية من وقف على هذه الآيات يستطيع أن يفهم هندسة المعارف القرآنية من قبيل المهندس إذا دخل إلى بناية يضع أوتاد من خلال هذه الاوتاد يستطيع أن يعرف هندسة هذا البناء أنا معتقد أن القرآن له بناء خاص به هذا البناء لابد أن تتعرف على اوتاده.
الأعزة الذين يريدون أن يراجعوا في منطق فهم القرآن، الجزء الأول هناك في صفحة 460 إنّ الاوتاد بثقلها التنظيمي للقران الكريم وقيمتها المعرفية والحاكمة على القيم الأخرى تمثل البنى التحتية للوجود القرآني في عالميه اللفظي والخزائني وما لم يتم الوقوف على الاوتاد القرآنية فإنّ الحركة العلمية سوف تعيش إرباكاً في العرض والنتائج، تتنوع الاوتاد وهذه الاوتاد لها وظائف مختلفة بعضها وظائفها عقائدية بعضها وظائفها تشريعية بعضها وظائفها أخلاقية.
يقول تتنوع الاوتاد بحسب الوظيفة التي تؤديها والمعطيات التي تنتظر منها فإذا كانت الوظيفة لغوية فان للقران أوتاداً معينة تشكل البنى التحتية للهرم القرآني وهذا الذي قلناه في مسألة ضمائر المذكر والمؤنث قلنا له قواعده له مفاتيحه لا ينبغي أن تحمل عليه مفاتيح سيبويه وإذا كانت الوظيفة عقدية فان للقران أوتاداً عقدية.
ولهذا انتم تجدون التركيز الذي يحدث على آية الكرسي تجدونه في مكان آخر؟ ما من مكان إلا ماذا إذ لماذا تبت يدا أبي لهب ما تقرأها؟ إذ هذا قران وذاك ليس بقران؟ لماذا واقعاً انتم تتذكرون في مكان يستحب قراءة سورة أبي لهب؟ ولكن قل هو الله كيف؟ أن أمير المؤمنين لا توجد صلاة لا يقرأ فيها سورة التوحيد، ما هو الفرق بين سورة التوحيد وسورة قل أعوذ برب الناس؟ لأنه هذه أين وهذه أين؟ أين الثرى… ما هو ربطها؟ كله كلام الله ولكن كلام الله أيضاً بدرجة واحدة أم بمراتب؟
ولهذا عندما تأتي أنت إلى سورة يس يقول قلب القرآن لماذا؟ المتكلم واحد يقول لا، المعارف الموجودة في سورة يس لا توجد في سورة أخرى تأتي إلى سورة الرحمن عروس القرآن وهكذا وهكذا تأتي إلى آخر آيات سورة البقرة كذا وكذا قل اللهم مالك الملك وهكذا أنت اقرأ ادخل إلى المنظومة الاستحبابية إن صح التعبير ستجد بأنه يوجد تركيز على آيات معينة على سور معينة ما السبب في ذلك؟ السبب لأنها تشكل محاور تشكل مفاتيح بتعبيري تشكل أوتاد قرآنية.
يقول وهكذا إذا كانت الوظيفة شرعية أو اجتماعية أو معنوية هذه الآية من تلك الآيات التي سوف نقرأها، قال تعالى: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ) يا رحمة؟ ما هي مصاديق الرحمة في القرآن؟ أصلاً كل النظام التكويني قائم على أساس الرحمة، الله يدير العالم بأي يد؟ بيد الشديد العقاب أم بيد الرحمن الرحيم؟ بيد هذه ولهذا يقول (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ…) هذه أهم أصول التكوين.
أوّلاً نحن جعلنا نظام التكوين نحن اوجدنا هذه الاختلافات كل هذه الاختلافات أي نوع من أنواع هذه الاختلافات وهذا الاختلاف جذره الرحمة لا جذره العقاب لا جذره يعني هذا الاختلاف الذي يكون بينكم منشأه من أين؟ يعني الرحمة اقتضت ولا يزالون مختلفين لأنه الآية تقول (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) هذا الاختلاف قد يكون جميعاً متساوون يقول لا، (وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ…) هذه درجات ما هي؟ درجات تكوينية التي تتبعها درجات تشريعية فقهية قيمية، ولهذا العالم له مقام والجاهل له مقام، النبي له مقام وغير النبي له مقام، الإمام له مقام وغير الإمام له مقام، المتقي: إن أكرمكم عند الله اتقاكم إذ هذه درجة من درجات… هذا متقي وهذا غير متقي، ومن مصاديقه ماذا؟
نعم الآية تقول: (قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ) جيد هذا بيان مصاديق الاختلاف هذه واحدة من مصاديق الاختلاف، في الحياة الدنيا (وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ) الآن باعتبار بحثنا أين؟ في الذكر والأنثى يعني ورفعنا الذكور على الإناث أم الإناث على الذكور؟ يمكن أن يكون ذكراً فوق أنثى ويمكن أن تكون أنثى فوق الذكر، بقرينة قوله (إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) هذه أكرمكم من؟ ذكور؟ لا، إذا كان هذا الأتقى ذكراً فهو مقدم على الأنثى إذا كان أنثى فهي مقدم على الذكر انتهت القضية هذا نظام التكوين.
ارجع أقول (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ) يعني هذه الآية تبين أوّلاً وجود الاختلاف التكويني وثانياً أنّ بعضهم فوق بعض لماذا فعلت ذلك الهي ما هي الحكمة؟
قال: (لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً) ليسخر بعضهم بعضا قلت محل كلامنا أين؟ يعني ليسخر الذكر الأنثى لأجل الوصول إلى الكمال وتسخر الأنثى الذكر لأجل وصولها إلى كمالها، إذن يوجد نوع من الاختلاف ولكن اختلاف تكاملي أنت سخّر هذا لأجل الوصول إلى ذاك إلى كمالك وهذا يسخرك لأجل الوصول إلى كماله لأنه الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى يوصله إلى كماله.
ولهذا أنا أريد أن أقف عند مفردة السخرية، سخريا تعالوا معنا إلى هذه المفردة تعالوا معنا إلى مفردة السخرية المفردات للراغب الأصفهاني صفحة 402 في مادة سَخَرَ يقول التسخير سياقة إلى الغرض المختص قهراً يعني في نظام التكوين جعله بنحو قهراً ينتهي إلى غرض معين، هي أنا أقوله انتم طبقوه على الذكر والأنثى يعني كأنّ الذكر مسخرٌ لأجل الأنثى والأنثى تكويناً مسخرة لأجل الذكر.
تقول لي سيدنا لماذا تقول اثنين أقول أدلته تأتي قرآنياً سأبين لكم، الآن أنا فقط الآية بشكل عام تتكلم والعجيب أن القرآن عندما جاء إلى الذكر والأنثى أيضاً تكلم بنفس المنطق حتى استعجل الأبحاث وإلا سيأتي هنّ لباس لكم وانتم لباس لهن يعني أنت مسخر لها وهي مسخرة لك تكويناً ليتخذ هذه لام العاقبة لام النتيجة ليتخذ بعضكم بعضاً سخريا هذا نظام التكوين أنا جعلته كذلك نحن نتكلم في النظرية القرآنية لا نتكلم خارج النظرية القرآنية.
قال التسخير سياقة إلى الغرض المختص قهراً سخّر لكم ما في السماوات والأرض سخر لكم الشمس والقمر سخر لكم الليل والنهار، سخرناها لكم سبحان الذي سخر لنا فالمسخر هو المقيض للفعل هذا بحسب ما قاله المفردات يعني الراغب الأصفهاني، العلامة المصطفوي في هذه المادة يعني المجلد الخامس صفحة 91 والتحقيق أن الأصل الواحد في هذه المادة هو الحكم والتقدير مع القهر تكويناً يعني يستطيع أن يخرج عنها أو لا يستطيع؟ والشمس تجري لمستقر لها، ذلك تقدير… والأنثى تجري لمستقر لها لكمال لها والذكر يجري لكمال له ولكنه لا يستطيع بمفرده لابد مع الأنثى والأنثى مع الذكر.
ولهذا في أبحاث سابقة سأذكّر الأعزة قلنا بأنه أساساً سكن المرأة سكن للرجل والرجل سكن للمرأة، لا طريق غير هذا، تكويناً وحقكم إن شاء الله سنشير إليه ولعله اذكر لكم بعض الدراسات أنّه سيتضح ما هو أفضل طريق لتحقيق هذا التكامل، قلنا بأنه الطريق يتم من خلال التكامل، تكامل الأنثى ذكراً كان أو أنثى لا يتم إلا عن طريق على انفراد ممكن للذكر وحده أو لا يمكن؟ ممكن للأنثى وحدها أو لا يمكن؟ وإنما عن طريقهما يحصل التكامل ما هو النموذج الأفضل لحصول هذا التكامل؟
هنا يأتي القرآن مباشرة على الخط يقول تكوين الأسرة، ولهذا مراراً وتكراراً قلنا للأعزة أن النظام الاجتماعي في الإسلام نواته الأصلية ماذا؟ لا الفرد وإنما هذا من أهم الفوارق بين النهضة النسوية في الغرب وبين النظرية الإسلامية هناك الفرد أم الأسرة؟ الفرد، وإن شاء الله في الحداثة وما بعد الحداثة سنبين أهم أركان الحداثة هي الفردية لا الزوجية هذا إن شاء الله يوم الثلاثاء والأربعاء سأبينه للأعزة، بينّا محورية الإنسان، يا إنسان؟ إنسان الزوج أم إنسان الفرد؟ سنبين للأعزة.
بعد ذلك سأشير إليه أنّه من أهم آثار هذه النظرية يعني نظرية المكملية يقول سخّر الله الشمس والقمر والسماء والأرض إذا جعلها تحت حكمه وقهره بتقديره تكويناً ومن لوازم إلى آخره، هذه المفردة الأولى في هذه الآية المباركة المفردة الثانية في هذه الآية المباركة هي معيشتهم نحن قسمنا بينهم معيشتهم ما هو المراد من المعيشة؟ هنا الراغب الأصفهاني في المفردات في صفحة 596 يقول المراد في مادة عَيَش الحياة العيش الحياة المختصة بالحيوان وهو العيش أخصّ من الحياة لا مرادف للحياة بل هو اخص من الحياة لماذا؟ يقول لان الحياة تقال في الحيوان وفي الباري وفي الملك أما العيش لا يقال إلا فقط في الحيوان، معيشة الملائكة ما عندنا معيشة الله ما عندنا ولكن عندنا معيشة الإنسان الآن نحن نتكلم في مصداق الإنسان ولهذا قال ويشتق منه المعيشة لما يتعيش منه.
قال تعالى: (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ…) إذن هذا بينهم لمن؟ هذا ضمير بينهم من؟ على مبنانا ماذا؟ الحيوان، بقرينة العيش هذا الذي قلناه مراراً أن ضمير (هم) إذا كان هي أو هنّ للإناث أما إذا كان (هم) فقد يكون للذكر وحده لا يكون للأنثى وحدها هذا لا يكون وقد يكون للذكر والأنثى وقد يكون للحيوان وقد يكون لغيرهم وهو يقول لله، الله ما هو؟ إنسان، ملك؟
لا، لا إنسان ولا ملك إذن هذا الضمير هو أو هم اعم بحسب القرائن يتشخص إذن هنا نحن قسمنا بينهم هذا بينهم يشمل كل حيوان ولا يراد به الباري ولا الملك لماذا؟ لان العيش والمعيشة من مختصات الحيوان ومن مصاديق الحيوان الذكر والأنثى.
معيشةً ضنكا هذا لمن؟ هذا للإنسان ومن اعرض عن ذكري فإنّ له معيشة ضنكا هذا من؟ الإنسان أو لكم وجعلنا لكم أو فهو في عيشة راضية إلى آخره هذا على مستوى المفردات، على مستوى التحقيق يعني العلامة المصطفوي المجلد الثامن صفحة 338 يقول الأصل الواحد في المادة يعني عَيَشَ هو كيفية تطورات في إدامة الحياة.
توضيح ذلك: أن الحياة صفة ذاتية بها يستمر الوجود هذا أمر واضح وهي الحياة خارجة عن الاختيار حياة كل موجود باختياره أو ليس باختياره؟ وجوده ابتداء ليس باختياره وإن كان انتهاءه أو بقاءه باختيار فان الاختيار من آثار القدرة والقدرة من آثار الحياة فتكون الحياة موجودة قبل الاختيار.
وأما العيش فهو كيفية حادثة عارضة بعد الحياة وحصول الاختيار فإذن العيش شيء والحياة ماذا؟ هذا الذي قاله صاحب المفردات قال بأنه العيش ليس مرادفاً للحياة وإنما غيره هذا بيانه فالإنسان الحي المختار يختار في حياته كيفيةً وبرنامجاً معيناً الآن هو على الطريقة انظروا هذا الخلط بين المفهوم والمصداق يقول من جهة أكله ولباسه وسكناه وشغله ونومه وسائر اموره وحالاته، سؤال: يمكن أن يعيش منفرداً أو يعيش مع امرأة، هذا داخل في كيفيته أو غير داخل؟ داخل في العيش أو ليس داخلاً؟ أن تعيش منفرداً أو أن تعيش في أسرة؟.
إذن يختار في حياته كيفيةً وبرنامجاً هو ذكر بعض المصاديق الأكل واللباس والسكن والشغل والنوم و… انفراداً أم مع أنثى؟ أيضاً داخلة أين؟ نحن قسمنا معيشتهم في الحياة الدنيا هذه معيشتك وعيشك وكيفية نظام حياتك أسرة أم فرد؟ أي منهما؟ لابد أن نستخرج من القرآن هي ليست فتوى لابد نفهم القرآن ماذا يقول سيبين أنّه نحن قسمنا معيشتهم كيفية نظام حياتهم ماذا؟ هنّ لباس لكم وانتم لباس لهنّ، نحن هكذا وضعنا لماذا؟ ليتخذ بعضكم بعضاً ليسخر بعضكم بعضاً يعني يسخر الذكر الأنثى وتسخر الأنثى الذكر، لأنه أنا أريد أسس أن النظام الاجتماعي في الإسلام قوامه نواته أصله ما هو؟ الأسرة، في النظرية القرآنية إذن عندما نأتي إلى الأحكام الفقهية لابد أن نأخذ بعين الاعتبار هذا الأصل الكلي.
وانتم الآن تجدون في المجتمعات الغربية عموماً عندما تذهب العوائل والأسر الإسلامية تقع فيها الاختلافات والتناقضات منشأه لان ذاك النظام قائم على أساس وهذا الإسلام قائم على أساس آخر فلهذا ينسجم أو لا ينسجم؟ لا ينسجم، المشكلة الأصلية هناك ولهذا لم تحلّ، عندما نأتي إلى مجتمعاتنا نجد بأنه شيئاً فشيئاً الأسرة أو أحكام الأسرة أو قوام الأسرة يتأخر أو يتخلخل أو ينفرط لأنه أي ثقافة تأتي؟ الثقافة الأخرى تأتي القائمة على أساس نظام الأسرة أو غير قائمة؟ غير قائمة، ولهذا هذا الغزو الثقافي يؤثر أثره أنت قل أنا نظام إسلامي سمي نفسك إسلامي المهم أن الثقافة التي تغزو واقعك إسلامية ما أريد أقول إسلامية قائمة على الأسس التي أنت مؤمن بها أو على أسس أخرى؟ قائمة على أسس أخرى.
ولهذا عندما تدخل في واقعك تؤدي إلى تخلخل النظام الفكري والنظام الأسري القائم عندك، وهذه هي المشكلة الأصلية إذن لا طريق إلا تقوية هذا النظام الفكري هذا الذي أنا قلته مراراً وتكراراً فإذا جاء نظام يعني إذا قبلنا أن الأصل هو نظام الأسرة إذن لابد أن ننظر إلى أحكام المرأة ضمن هذا المجتمع الصغير الذي هو الأسرة حقوق المرأة أين ننظر إليها؟ مستقلة أم ضمن هذا النظام؟ ونحن ننظر إلى حقوق المرأة خارج هذا النظام ولهذا نقول لماذا؟ الرجل إذا نريد أن نعطيه حقوقه لابد أن نعطيه حقوقه مطلقا أم ضمن هذا النظام؟ ولكن هو يريد أن يبقى على حقوقه المطلقة وهو في داخل الأسرة يلتزم أو لا يلتزم؟ يعني نفس الحرية التي كانت عنده قبل الزواج يريد أن يحتفظ بها فالزواج صحيح أم لا؟ مع أنّه هذا يسمح له أو لا يسمح؟ لا يسمح، كما أن البنت كذلك، البنت أو الأنثى قبل زواجها فقط كان عليها أن تطيع العائلة الآن لابد أيضاً أن تأخذ اعتبارات الزوج بعين الاعتبار مصالح ومنافع الزوج تأخذها بعين الاعتبار فإذا أرادت أن تخالف يقولون إذا خرجتِ تلعنك الملائكة من خرجتي إلى رجعتي، لكن الرجل يريد يبقى على ماذا؟ ملتفتين التناقض أين.
أصل المشكلة الآن أسرنا وهذا مرجعه إلى المنظومة الفقهية الموجودة عندنا حيث إن هذه المنظومة الفقهية ليست أسسها قرآنية ولهذا تعطي هذه النتائج حرٌ في أن يخرج حرٌ في كذا حرٌ يتزوج عدد كذا حرٌ يطلق كذا، حر حر حر ولكن هي ماذا؟ هنا ألف حرية وهنا في الأنثى ألف قيد هذه العائلة هذه الأسرة تبقى مستحكمة أو تتخلخل؟ تتخلخل فلا طريق إما أن تعطي الحرية لمن؟ للمرأة كما تعطيها للرجل وأما أن تقيد الرجل كما تقيد المرأة هذا توضيحه إن شاء الله يأتي والحمد لله رب العالمين.