أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
من أهم المباحث المرتبطة بالاتجاه التقليدي مبحث منابع المعرفة، لا إشكال أن الإنسان يريد أن يتعرف على حقيقة من الحقائق وان يعرف شيئاً من عالم الوجود لابد أن تكون عنده طريق للمعرفة منبع للمعرفة.
وتقدم في الاتجاه الحداثي أن الإنسان الحداثي يستند إلى منبعين أساسين لكشف المعارف ولفهم الحقائق وهما أوّلاً الحس والمحسوسات، وهذا مشترك بين الجميع ولهذا حتى في منطق أرسطو أنت تقرأ من فقد حساً فقد علماً لا يمكن لفاقد الحواس أن يحصل على علم، على مستوى الألوان على مستوى الأصوات على مستوى المذوقات على مستوى المشمومات هذه الحواس إذا لم يكن يملكها الإنسان يستطيع أن يميز الأصوات أو لا يستطيع؟ إذا لم يكن يملك البصر يستطيع أن يميز الألوان أو لا يستطيع؟
إذن المنبع الأول هي الحواس التي من خلالها يصل إلى المنهج التجريبي فيجرّب فتبدأ عملية التجربة إذن المنبع الأول عند الاتجاه الحداثي للمعرفة هي الحس والتجربة هذا أصل واضح.
المنبع الثاني: هو العقل والاستدلال العقلي ولكن كيف؟ يعني بعد أن يحصل الاتجاه أو الإنسان الحداثي على ما يريد من حقائق من خلال الحس والتجربة يعطي هذه التي انتهى إليها يعطيها لمن؟ يعطيها للعقل ليستدل ويكتشف من خلالها أمور لم يستطع أن يصل إليها من خلال الحس والتجربة.
إذن المنبع الثاني هو العقل ولكن بهذه الطريقة وهو أنه هذه التي وصل إليها من خلال الحس والتجربة يعطيها كمواد أولية للعقل والعقل بمنهجه المنطقي أي منهج كان وأي منطق يملكه يستطيع من خلالها أن يكتشف حقائق جديدة ومعارف جديدة.
وليس عند الاتجاه الحداثي غير هذين المنبعين الحس والتجربة والعقل نعم حاولوا في الأخير أن يدخلوا منابع جديدة للمعرفة من قبيل علم التاريخ علم التاريخ عقلي أو تجريبي؟ الجواب لا عقلي المهم لا عقلي ولا تجريبي أو الأمور الوجدانية لا عقلية وإن حاول بعضهم أيضاً إرجاع هذه أيضاً إلى ماذا؟ أما إرجاعها إلى القضايا التجريبية ولكن تجربة نفسانية يعني القضايا الوجدانية صحيح أنها لا يمكن إقامة التجربة عليها ولكن هي أمور ما هي؟ نفسية فإذن يجرى عليها تجربة نفسية، إذن أيضاً مآلها إلى التجربة.
وكذلك فيما يتعلق بعلم التأريخ أيضاً يمكن إرجاعها إلى العقل والاستدلال العقلي على أي الأحوال إذن منبعان أساسيان للاتجاه الحداثي وهما الحس والتجربة أوّلاً والعقل ثانياً، إذا اتضح هذا عندما نأتي إلى الاتجاه التقليدي فما هي منابع المعرفة عند الاتجاه التقليدي أوّلاً الحس والتجربة ثانياً الاستدلال العقلي ولكن هل يكتفي بهما الاتجاه التقليدي أو لا؟ الجواب لا، من هنا يدخل منبع ثالث أساسي في منابع المعرفة عند الاتجاه التقليدي وهو الوحي.
ولهذا إذا يتذكر الأعزة فيما سبق نحن قلنا عندما نلخص الاتجاه الحداثي نقول محورية الاتجاه التقليدي هو الوحي ولكن محورية الاتجاه الحداثي هو العقل محورية الاتجاه التقليدي هو الله لأنه هو الذي يوحي لمن؟ بالأمس قلنا مبدأ ومنتهى إذن المحورية هناك في الاتجاه التقليد لمن؟ الله أو الآلهة هنا المحورية لماذا؟ للامونيسم للإنسان.
وفي الاتجاه الحداثي الأصالة للآخرة أم للدنيا؟ للدنيا ولكنه في الاتجاه التقليدي الأصالة لأي شيء؟ للآخرة إذن انظروا في الاتجاه الحداثي الإنسان، العقل، الدنيا، أما في الاتجاه التقليدي الله، الوحي الآخرة، كاملاً منظومتان مختلفتان بكل أبعادهما.
أما ما هو الوحي؟ يمكن أن يقال في الوحي يوجد هناك تفسيران مصداقان، فيهما مشتركات وفيهما مختصات، أما المشتركات وهو أن هناك إنساناً، منكم يبعث إليهم رسولاً منكم، لابد أن يكون بشر مثلكم فهو إنسان، إنسان يقول لباقي البشر أني أرى ما لا ترون واني اسمع ما لا تسمعون واني استطيع أن أخذ بأيديكم إلى كمالكم ما لا تستطيعون.
يعني بعبارة أخرى أيها الإنسان أي إنسان كان أيها الإنسان بما تملك من قوى نظرية ومن عقل ومن قدرات ومن ومن وبما تملك من قوى تحريكية من إرادة ومن كذا لا تستطيع أن تشخّص أين كمالك لتسير إليه لابد أن يوجد احد يأخذ بيده لا انه لا تملك عقلا، لا بل تملك عقلاً لا انك لا تملك سمعاً وبصراً وإرادة و… تملك كل ذلك ولكن هذه كافية لايصالك إلى الهدف أو غير كافية؟ حتى أقرّب المطلب إلى ذهن الأعزة الطفل عندما يولد من بطن أمه الآن سنينه الأولى محتاج في كل شيء ولكن عندما يكون عمره خمس سنوات وست سنوات وسبع سنوات وعشر سنوات خمسة عشر سنة عشرين سنة عقل عنده قوى حواس عنده كذا هل يمكن أن يقول أنا لا احتاج لا إلى هداية لابوين ها تربية مشورة أو لا يمكنه؟ لا يمكنه، لعله يشخّص ما لا يزيده سرعة المشي إلا بعداً لماذا؟
باعتبار انه غايته ليست هنا غايته أين؟ في الدنيا أو في الآخرة؟ وهو يعرف الآخرة أو لا يعرفها؟ لا يعرف الآخرة فإذا لا يعرف الآخرة إذن يستطيع أن يشخص ما ينفعه وما يضره أو لا يستطيع؟ لو كانت الأمور مرتبطة بالدنيا لاستطاع من خلال التجربة ومن خلال الصح والخطأ ومن خلال الاستفادة من الآخرين أن يشخص ماذا ينفعه وماذا يضره ولكن ماذا ينفع ويضر في الآخرة يستطيع أن يجرب أو لا يستطيع؟ إذن لابد أن يوجد احد يعرف هناك ما ينفع وما يضر.
بعد أن أثبتنا في الدرس السابق وهو أن الدنيا مزرعة الآخرة فماذا ازرع حتى احصد هناك ماذا تحصل تزرع قد تزرع تعتقد انك تزرع ورداً وهو في الواقع شوك فماذا تحصد هناك؟ هذه المنظومة بهذا الشكل، سيدنا هذه واقعية؟ أقول لا اعلم قلنا دليل يوجد أو لا يوجد؟ واقعاً لا يمكن الاستدلال ولكن خوفك من المحتمل يجعلك ماذا؟ لا تنظر إلى قوة الاحتمال وضعف الاحتمال انظر إلى خطورة المحتمل واحد من المليون تبين هذا كله صدق ماذا تفعل هناك؟ يمكن الرجوع أو لا يمكن الرجوع؟ يمكن التصحيح أو لا يمكن التصحيح؟ يمكن التوبة أو لا يمكن التوبة؟ وهذه هي شرطية باسكال التي وردت في كلمات أمير المؤمنين سلام الله عليه وورد في كلمات الإمام الرضا والإمام الصادق سلام الله عليه وهي انه لو كان الأمر كما تقولون يعني المنكرون للمعاد فتساوينا ولو كان الأمر كما نقول فزنا وخسرنا هذه الشرطية ماذا نفعل لها؟ هذه من اخطر الشرطيات التي لا يوجد أي دليل لنفيها قد لا يوجد عندك دليل لإثبات المحال ولكن محال أن تقيم دليل على نفي المعاد.
إذن يوجد شخص يقول لابد من أن تجعل يدك في يدي لتصل إلى الاطمئنان إلى السعادة إلى الكمال الذي من اجله خلقت ولا طريق لك غير هذا لا انه توجد عندك خيارات متعددة هذه واحدة من الخيارات ولهذا القران الكريم على مبانينا أتكلم ولكن انظر إلى القرآن عندما يتكلم مع الرسول يقول وعلّمك ما لم تكن تعلم لا وعلمك ما لم تعلم يعني لو لم نعلّمك كنت تستطيع أن تعلم أو لا تستطيع؟ لا لأنه الطريق مغلق، طريق واحد وهو أن يأتي خبر من الوحي من الغيب من ما وراء هذا العالم كما اشرنا بالأمس من ما وراء الطبيعة.
إذن هو إنسان يدعي الوساطة بين المبدأ وبين المنتهى ويقول أني سفير عن الذي بعثني إليكم هذا الذي أنت تقول نبي مرسل هذا هو المصداق الأول وهو انه يتحرك بمنطق النيابة بمنطق السفارة بمنطق الوساطة بين الأصل المبدأ وبين هذا الإنسان الذي يريد أن يهديه السبيل للوصول إلى كماله هذا مصداق هذا الذي نحن نقرأه في الإسلام ونقرأه في اليهودية أيضاً كذلك.
أما قسم كبير من المسيحية لا يقبلون هذا المعنى عيسى نبي؟ لا في المنطق القرآني، عيسى من؟ هو الله، إذن له معنى وحي أو ليس له معنى؟ لأنه أنت عندما تفترض أن النبي شخص غير الله فتقول أوحى الله لمن؟ للنبي أليس كذلك؟ أما إذا قال المسيح هو الله لا انه من الله، هذا ابن الله يعني هو الله هذا ابن بمعنى هو ولكن بأي معنى بمعنى هو وهو أنه أن الله تصور بصورة إنسان الله قادر على كل شيء أو غير قادر؟ فاراد أن يصور نفسه بصورة بشرية إذن الوحي له معنى أو ليس له معنى؟ الوحي فرع الاثنينية بين الموحي والموحى إليه وهنا توجد اثنينية أو لا توجد اثنينية ولكن هذا الموجود الذي هو الله ولكن في صورة إنسانية أيضاً يقوم بدور الهداية بدور التبشير بدور الإنذار بدور أن يأخذ بيدي إلى… وهذا هو المشترك وهو إنسان أيضاً هذه مشتركات إنسان أو ليس بإنسان عيسى؟ نعم إنسان ياكل ويشرب، يهدي أو لا يهدي؟ نعم وظيفته الهداية والتبشير والإنذار والأخذ بيد الإنسان للوصول إلى الكمال.
إذن ما الفرق بين هذه النظرية والنظرية السابقة؟ هناك أصلاً يوجد معنى للوحي أما هنا فلا معنى للوحي إذن ماذا نعبر عنها؟ عبروا عنها أن الله أظهر نفسه للناس بصورة بشرية كشف عن نفسه بصورة بشرية لأنه هناك كشف عن نفسه أو لم يكشف عن نفسه؟ في التفسير الأول للوحي كشف عن نفسه أو لم يكشف؟ لا، بعث نبياً بعث وسيطاً، بعث سفيراً.
أعزائي إذا صارت قضية مهمة تحتاج إلى حل افترضوا على سبيل المثال افترضوا حادث كبير ولكن هذا الحادث لا يستطيع مدير تلك البلدة أن يحل مشكلة تلك الحادثة الوزير الجالس في المركز ماذا يفعل؟ يبعث ممثلاً خاصاً عنه ليحل مشكلات تلك البلدة، يعني مدير بلدية أو المحافظ أو أي شخصية إدارية هناك يقول قدراتي لا تسمح أن أحلّ مشكلاتكم الوزير ماذا يفعل؟ يبعث ممثلاً خاصاً عنه يقول انظر بأنه أي مشكلة هناك حاول ماذا؟ بعض الأحيان يجد حتى الممثل الخاص يستطيع أن يحل المشكلة أو لا يستطيع؟ فماذا يفعل؟ هو لابد أن يحضر في الواقعة بعض الأحيان الوزير أيضاً يحضر يقول والله أنا قدرتي هذا المقدار لابد من يأتي ليحل المشكلة؟ رئيس الجمهورية تقول له هذه صلاحيتك يقول بلي هذه صلاحيتي أنا أكثر من هذا ما عندي صلاحية فاستطيع أن احل المشكلة أو لا استطيع؟ لا استطيع لابد من يأتي؟ من هو بيده الصلاحيات.
قد يذهب إلى رئيس الجمهورية ويقف إلى كذا تنحل أم لم تنحل؟ بعض الأحيان يقول والله هذه أعلى من صلاحياتي ولي الأمر لابد يأتي هو يحلها لا انه يبعث احد وإنما هو نفس ولي الأمر يحضر ويترأس افترضوا المجموعة الإدارية حتى يحل النظرية المسيحية هكذا تعتقد تقول لماذا لا يبعث الأنبياء؟ تقول فساد البشر وصل إلى مرحلة الله هو بنفسه لابد يأتي يحل المشكلة.
ظهر الفساد في البر والبحر، الله سبحانه وتعالى عنده طريقين لحل المشكلة الطريق الأول أن يبعث ممثلاً خاصاً وهو الأنبياء الذي هذا اعتقاد الإسلام واليهودية أما بشكل عام المسيحية ماذا تعتقد؟ يقولون لا، هذه القضية لم تحل من خلال سفير ونبي لا، لابد من يأتي؟ هو بنفسه، ولكنه يريد أن يخاطبهم فلابد أن يظهر بأي صورة؟ بصورة بشرية وإلا إذا لم يظهر بصورتهم يستطيع أن يتكلم معهم أو لا يستطيع؟ لا يستطيع، وهذه هي النظرية المسيحية التي نستسخفها هذه فيها فلسفة يعني فيها بحث فلسفي وبحث كلامي، تقول ما الدليل ذاك بحث آخر ولكن أنا أريد اقرب لك ماذا؟
التفتوا إلى هذا مثال لطيف يقال أن احد المنكرين لقضية تجسد الله في صورة بشرية كما تعتقدها المسيحية منكر قال لا ضرورة لذلك، الواسطة أيضاً يستطيع أن يحل المشكلة وهو النبي فمن يستطيع أن يجيب منكم انتم العلماء المسيحية؟ طبعاً يكون في علمكم الهندوس أيضاً هكذا يعتقدون بأنه أيضاً هذا اله مجسد مقصودي هذا ليست مختصة بالمسيح في الهندوسية وبعض الاعتقادات هكذا انه التجسد يكون في علمكم نظرية المظاهر مال العرفاء قريبة لهذا أنا لا أريد ادخل عند العرفاء بلي ما لله آية اكبر منها.
يقال: له قال أجيبوني ما أجابوه ولكن وجدوا انه يضربوا له يقوم بعمل يجسدوا له هذا المعنى هذا الشخص كان إمبراطوراً وكان شخصية مهمة وكان له ولد صغير كان يحبه حباً شديداً فركبوا البحر تلك المجموعة كانت تريد أن تجيبه فمن بعيد أيضاً اركبوا ما يشبه ابنه في المركب فمن بعيد هذا الإمبراطور أو الرئيس أو القائد كان يراه يتصور هذا ابنه ويمشي معه في الطريق أولئك الذين يريدون أن يجيبون هذا الإمبراطور ماذا فعلوا؟ دفعوا بهذا الطفل إلى الماء ذاك الشخص الإمبراطور يرى انه من وقع في الماء؟ ابنه فبلا تفكير وبلا أن ينظر إلى وضعه رمه بنفسه إلى الماء لينقذ ابنه فعندما وصل إلى هناك وجد بأنه هذا ليس ابنه وإنما هو شبيه فأراد أن يعترض إليهم قالوا لا تعترض نسألك هذا السؤال: وهو انه إذا لم يكن ابنك ووقع من السفينة كنت ترمي بنفسك أم تقول لأعوانك أن ينقذوه يقيناً ما كنت أنت ترمي بنفسك لماذا رميت بنفسك؟ لأنه بالنسبة إليك هذا الطفل مهم إلى درجة أن ترمي بنفسك في أمواج البحر لإنقاذه الله وجد انه لا يستطيع إنقاذ البشر إلا أن يرمي بنفسه وسط الشط هذه النظرية قلت لكم النظرية شيء والتطبيق شيء آخر ولكنه هذه النظرية لا تتصورون هذا منطق سفيه لا ليس بهذا الشكل عنده تصوراته وبني على تصورات معينة وعنده ادعاءات وأدلة.
إذن من أهم بل أهم منبع عند الاتجاه التقليدي هو الوحي والحاكم على الحسي والعقل ومن هنا لابد أن نعرف طبعاً يوجد منابع أخرى إذن المنبع الثالث عند الاتجاه التقليدي من هو؟ ولكن اعلموا لا الوحي بالمعنى أو بالمصداق الأول ولا الانكشاف أو ظهور الحق أو اظهر نفسه بالمصداق الثاني هذا ليس لأحد أن يعين زمانه ومكانه وشخصه وهذه من أهم خصائص النبوة يعني الآن نريد أن نتكلم على المعنى الأول للنبوة هل أن الشخص يقول أنا أريد أكون نبياً أو الله يجعله نبياً فإذن مرتبط بالقابل أم بالفاعل؟ النبوة الله اعلم حيث يجعل رسالته شخصاً، زماناً أي زمان الله يجعل نبيه في زمان لا يرسل هذا تابع له هل يستطيع احد أن يتدخل في هذا أو لا يستطيع؟ لا يستطيع، مكاناً: أي مكان يبعث فيه نبياً أي نبياً لا يبعث كل هذه الخصائص خارجة عن ذلك الشخص السفير أو الله الذي ظهر بصورته وكله مرتبط بي أنا أعين الزمان أعين المكان أعين الشخص الآن ذاك الشخص سلك هذا السلوك يعلم لا يعلم ذهب أبداً كل مدخلية لا يوجد كلها منه أنا أبين هذه الخصصوية حتى من انتقل إلى المنبع الرابع يكون واضح عندكم.
اما المنبع الرابع الآن قلنا الحس والتجربة أوّلاً، العقل ثانياً، الوحي ثالثاً اما بالمصداق الأول أو بالمصداق الثاني، المنبع الرابع وهو كشف وشهود العارف العارف هم يدعي بغض النظر انه صادق أو لا يعني حق أو باطل مطابق للواقع أو غير مطابق للواقع أنا ما أتكلم عن هذا هو يدعي وفيه صدقٌ مخبري يعني صادقٌ يقول أنا أرى ما لا ترون واسمع ما لا كما نحن نعتقد في أمير المؤمنين سلام الله عليه كان ماذا يقول؟ كما رسول الله قال عنه وفي نهج البلاغة انك ترى ما أرى وتسمع ما اسمع إلا انك لست بنبي سؤال: عندما يرى ويسمع ما لا نرى أيضاً يستطيع أن يخبرنا عن أمور ما لا نستطيع، نستطيع بالمنبع الأول والمنبع الثاني نصل إليهما أو لا نستطيع؟ لا نستطيع.
من هنا طرحت أبحاث وهي أن سنخ مشاهدات العالم (الحقيقة) مع مشاهدات النبي واحدة أم مختلفة؟ اتجاهين يوجد مثل اوتو يعتقد بأنه حقيقتان هذه هذه التجربة غير تلك التجربة وهذه الشهود غير ذلك الشهود طبعاً أنا لا اقبل هذا على أي الأحوال في محله.
إذن سنخهما مختلف والآخر يقول لا من حيث الحقيقة سنخهما واحد نعم الفرق بينهما قد يكون معصوم وقد لا يكون معصوم إذا كان معصوماً فما يخبر عنه يكون مطابقاً للواقع إذا لم يكن معصوماً لعله ما يخبر منه مطابق للواقع والحقيقة ما هي؟ حقيقة الوحي وحقيقة كشف وشهود العارف واحدة إذن مالفرق بينهما وبين النبوة؟ الفرق الأول أشرت إليهما أن النبوة نقول معصومة اما العارف معصوم أو غير معصوم؟ غير معصوم، فرق أهم وهو لكي ينكشف لشخص (غير نبي) ويسمع ما لا يسمع الآخرون ولا يرون الآخرون هل لابد أن تكون عنده سلوك ورياضة ومقدمات أو لا تكون؟ هنا توجد اتجاهات الاتجاه الأول يقول نعم لا يكون العارف لا يحصل شهود للعارف إلا إذا سلوك ورياضات وماشاء الله حتى يصل ويعبرون عن ذلك بأنه شرط لازم للكشف وبعض يقول هو شرط لازم ولكنه غير كافٍ وبعض يقول (النظرية يقول) السلوك والرياضات شرط لازم وكافٍ للانكشاف عوالم الملكوت يعني عوالم التي أنت تستطيع أن تراها وأنت بالقوة تستطيع أن تراها بالفعل تراها أم لا؟ اما بخلاف الحس والتجربة أنت بالفعل الآن عندك حس وتجربة الآن بالفعل عندك قوة عقلية اما بالفعل عندك انكشاف الملكوت أو لا يوجد؟ أنت بالقوة تستطيع، متى تستطيع أن تحول القوة إلى الفعلية؟ بالسلوك والرياضة وبهذا تمتاز النبوة عن كشف العارف وان كشف العارف مرتبط بسلوك من؟ فهو بيده وليس بيد الله هذه سنة إلهية يقول أنت إذا جئت إلى هذا الطريق ينكشف لك أنت إذا مشيت في هذا الطريق تصل من كربلاء إلى نجف فهذا السلوك هو شرط لازم وكافٍ للوصول إلى الغاية والى الهدف النبوة كانت بيده أو كانت بيد الله؟ اما هنا انكشاف الحقائق وكشف الشهود بيد العارف أو ليس بيده؟ وهو الفارق الأصلي بين المنبع الثالث وبين المنبع الرابع لان المنبع الثالث قلنا لا زماناً لا مكاناً لا شخصاً بيد القابل اما هنا زماناً مكاناً شخصاً كلها بيد العارف إذن عندنا كم منبع؟
الآن إذا نظرت إلى هوية الانكشاف فعندك منبع واحد سواء كان للنبي أو كان للعارف ومن هنا ذكر لا، إذا نكتفي بوراء الحس والعقل نقول الكشف اعم من أن يكون الكشف بنحو وحياني أو يكون الكشف بنحو السلوك والرياضة من العارف هذا إذا نظرنا إلى حقيقة الانكشاف اما إذا نظرنا إلى الطريق إلى الوصول إليه لا، يصير منبعان المنبع الثالث من الفاعل والمنبع الرابع من القابل ومن هنا أنت تجد في كلمات هؤلاء عندما يأتون إلى الاتجاه التقليدي بعض يقول الاتجاه التقليدي منابعه أربعة بعض يقول منابعه ثلاثة لماذا الاختلاف؟ الاختلاف بلحاظ هذين الأمرين، النتيجة التي ننتهي إليها وهو أن الإنسان الحداثي لا يقبل إلا ما وصل إليه حساً أو عقلاً اما الإنسان التقليدي حساً وعقلاً وتقليداً يعني أنت عندما يقول إذا فعلت كذا فثوابك كذا وإذا فعلت كذا فعقابك كذا هذا تستطيع أن تحس به؟ تستطيع أن تستدل عليه عقلياً؟ ولكن تقول سمعاً وطاعة إذن هم يضربون مثال يقولون هذا الإنسان التقليدي نسبته إلى النبي نسبة الأعمى والبصير، الأعمى إذا يريد يمشي من يأخذ بيده ويذهب به إلى من يريد يقول لا تذهب من هنا لأنه هنا يوجد حفرة تقع فيها وهو يقبل أو لا يقبل؟ هو لا يستطيع أن يعترض يقول ومن قال يوجد هنا حفرة يقول أنا أرى حفرة وهو يقبل منه فهو مقلد له ولهذا إذا تتذكرون فيما سبق قلنا أن الإنسان الحداثي فالتقليد موجود أو غير موجود؟ غير موجود وهذا بخلافه في الإنسان التقليدي والاتجاه التقليدي والعجيب انه كلما ازداد تقليداً له كلما يعتقد هذا الاتجاه هو أكثر كمالاً يكون في علمكم طبعاً كثير من القضايا غير مستدلة فقط أنت تتبعه بأي دليل كان هل النبي يستطيع أن يقول له أنا يوحى إلي لماذا يوحى إلي؟ يعني ما هي الحالة التي يحصل بها كيفية الوحي يستطيع أن يوصلها إليك أو لا يستطيع؟ في جملة من الأحيان أن المدعي يدعي ولا يستطيع أن يقيم لك دليلاً على صحة الادعاء وهذا طبعاً يكون مقلداً أو لا يكون؟ ليس مقلداً لأنه يرى يعني صار رؤية الملكوت بالنسبة إليه بالقوة أم بالفعل؟ صار بالفعل إذن يقلد أو لا يقلد؟ متى يكون التقليد؟ وهو انه لا يرى الحفرة البصير يقول لا تذهب إلى المستقيم اذهب إلى على اليمين يقول لماذا؟ يقول مستقيم توجد حفرة أنت تقع فيها اما أنت تقول نعم أثق بك أنا ما عندي دليل على صحة ما تقول يقول اقم لي دليل يقول لا استطيع أن اقم لك دليل ودليلك هذا وهو انه امشي من تقع في الحفرة تفهم إني صادق هذه طامة كبرى لأنه في الآخرة نفهم هذا الذي فعلناه فيه نار جهنم نقول الآن فهمنا ما الفائدة؟
إذن أنت من الآن لابد أن تصدق وتقلد ولهذا تسأله لماذا؟ يقول لا تريد ماذا أريد منك أنا إلذي أقول أنا نبي أقول لك يؤدي بك إلى نار جهنم ولهذا من أهم خصائص الإنسان التقليدي أو الاتجاه التقليدي هو الاعتماد على ما لا يستطيع هو أن يثبت انه صادق أو ليس بصادق لابد أن يعتمد عليك، السلام من اتبع الهدى ومصداق الهدى النبي والأئمة صار واضح الاتجاه التقليدي أين يذهب تجد منظومة أخرى سؤال: هل يمكن للحداثي أن يكون تقليدياً ومتديناً أو لا يمكن؟ أصلاً لا يمكن ولهذا روشنفكر ديني حداثي هذا بينهما تناقض لأنه عندما يكون حداثي بهذا المعنى لا يمكن أن يكون دينياً هذا الذي قلت أنا فيما سبق قلت إلا أن تغير محتوى الدين هذا الذي فعله البعض من المعاصرين قالوا بأنه لا تقولون دين قولوا قضايا معنوية حداثوي معنوي لا حداثوي ديني لان الدين يدعوا إلى المعنى إذن أنت تريد أن تكون حداثوياً صادقاً لا يمكن أن تكون متديناً بالمعنى التقليدي لا يمكن لان الإنسان الحداثي يقول ما اجربه وما افهمه عقلاً هو المحقق ولكن ابتليالاتجاه الحداثي بقضية أخرى وهو انه لم يقل عن منبع الوحي أو الكشف لا اعلم قال غير صحيح هنا قانون منطقي وقاعدة منطقية توجد قال كما أن الإثبات يحتاج إلى دليل النفي أيضاً يحتاج إلى دليل وعند الحداثوي لا يوجد عنده دليل على نفي الوحي نعم قد يدعي لا يوجد عندي دليل على صدق الوحي يعني عدم وجود الدليل على النبوة لا وجود الدليل على عدم النبوة ولكن مع الأسف الشديد الآن كثير من الحداثويين انتقلوا من عدم الدليل على المنبع الثالث قالوا إذن هناك دليل على عدم صحة المنبع الثالث وهذا لهم الحق أو ليس لهم الحق؟ لابد أن شاء الله تعالى في الأسبوع القادم نقف عند هذه المسألة وهي انه هل لهم حق من الناحية المنطقية أو ليس لهم حق في هذا والحمد لله رب العالمين.